المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء محلي 20/12/2015



Haneen
2016-01-20, 12:10 PM
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.giffile:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.giffile:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image004.gifفي هــــــذا الملف:
جديد أميركا.. الحرص الزائد على إسرائيل
حسن سليم- الحياة الجديدة
نفخ بفقاعات صابون...و(مش) تحشيش فكري
موفق مطر- الحياة الجديدة
خلفية التفاهمات
عمر حلمي الغول- الحياة الجديدة
نتنياهو ورجب والغاز
حافظ البرغوثي- الحياة الجديدة
مناقرات إسرائيلية
حسن البطل-الايام الفلسطينية
إسرائيل تفرض على تركيا شروطها .. ثلاثة أسباب!!
هاني حبيب-الايام الفلسطينية
بعد أن حطّت تركيا في تل أبيب ..!!
أكرم عطا الله-الايام الفلسطينية
مبروك لتركيا، وشكراً لها
حمادة فراعنة-الايام الفلسطينية
متى سيتشكل تحالف عسكري لحماية الشعب الفلسطيني؟
الكاتب: د.ابراهيم أبراش- معا
انتفاضة ترسم ملامح جديدة
الكاتب: عباس الجمعة- معا
في وداع «الملحق»
بقلم: سمير عطا الله – راية نقلاً عن "الشرق الأوسط"
الساعات القادمة على سوريا
بقلم/ فادى عيد - الباحث السياسي و المحلل الاستراتيجي- PNN
جديد أميركا.. الحرص الزائد على إسرائيل
حسن سليم- الحياة الجديدة
انتقادات الخارجية الأميركية على لسان وزيرها جون كيري لسياسة الحكومة الإسرائيلية، ليست بكل الأحوال دعوة لها لإعادة الحقوق لأصحابها، وليست دعوة ملزمة للعودة لطاولة المفاوضات، بل جاءت بعد أن طفح الكيل من غبائها، الذي يمكن ان يضعها في مأزق لا يسهل إخراجها منه.
دعوة كيري لإسرائيل التي جاءت بلقاء مع مجلة "نيويورك" الأميركية، الأسبوع المنصرم، لتعديل سياساتها جاء في سياق التخوف من ان تضيع فرصة الحفاظ على دولتها، وان تكون مضطرة لدولة ثنائية القومية، التي ستهدد ما تم بناؤه على مدار سبعة عقود، وستفقد إسرائيل جوهرها كدولة يهودية.
إن أهمية الموقف الأميركي، لما تضمن من حقائق، واستخدامه أمام العالم للدلالة على جنون السياسة الإسرائيلي، لا يعني بالضرورة إمكانية الاعتماد عليه لبناء تحالف دولي ضد إسرائيل، فموقف الإدارة الأميركية واضح لا يقبل التأويل، باستمراريته في الدعم حتى النهاية بما يضمن امن واستقرار إسرائيل، بل جاء في سياق تخوفها من طموح إسرائيل وطمعها الذي قد يدفع بها بخطوات مجنونة تخلط الأوراق التي تسعى الإدارة الأميركية لترتيبها خدمة لمصالحها، وبالطبع ستستفيد إسرائيل منها، ان التزمت بقواعد اللعبة. جون كيري كان صريحا في حديثه عندما قدم الوعود لإسرائيل بأنها ان كانت "مؤدبة" ستتم مكافأتها بعلاقات دبلوماسية رسمية مع العرب والمسلمين، دون ان يشير الى مبادرة السلام العربية التي وعدت بذلك ان انسحبت إسرائيل من الأراضي الفلسطينية، بل كانت دعوته متضمنة بان يعيد العرب صياغة مبادرتهم بما يؤدي الى الانفتاح بشكل اكبر على إسرائيل، دون ثمن تدفعه الأخيرة.
اذاً هو الانحياز الأميركي الذي لا لبس فيه لإسرائيل، لكن الجديد هو الإعلان صراحة عن الخوف الزائد من مراهقتها السياسية، ومن إمكانية إقدامها على فعل مجنون يحمل ولية أمرها مسؤولية، ليس هو الوقت المناسب للانشغال بحلها، فلدى الإدارة الأميركية ملفات في سوريا والعراق ومصر وليبيا، والحرب على الحوثيين في اليمن، ومراقبة تطبيق الاتفاق بشان الملف النووي الإيراني، ولديها ملف داعش الذي يحتل أهمية كبيرة لها في التعامل معه حتى لا يخرج عن سيطرتها، ولديها عودة الحرب الباردة مع موسكو، وهي كلها ملفات كبيرة مفتوحة في آن واحد، ومطلوب من إسرائيل ان تعي أهمية تلك الملفات للإدارة الأميركية، وألا تكون عبئا جديدا عليها بمشاغبتها، ومراهقة سياستها في المنطقة.
ووصلتنا الرسائل الأميركية تباعا، منها ما ورد على لسان كيري، عندما أكد على حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها، وتجريمه للمقاومة الفلسطينية واعتبارها إرهابا، ورسالة على لسان السفير الأميركي في إسرائيل، دان شابيرو، بانه لن يكون بالإمكان التوصل إلى اتفاق لتنفيذ "حل الدولتين"، الفلسطينية والإسرائيلية، فيما تبقى من وقت، من ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما، الأمر الذي يشير الى أن المطلوب هو إبقاء الحال على حاله، مع تـأكيد بلاده على الالتزام بالحفاظ على امن إسرائيل وضمان تفوقها النسبي إزاء الشرق الأوسط المتغير.
إن الغضب الذي يعبر عنه كيري ولم نرَ أثره في السياسة الإسرائيلية، كان يتطلب بالحد الأدنى الاعتراف لصاحب الحق بحقوقه الدنيا، اقلها ان يستخرج شهادة ميلاد للدولة، وحقه في رفع علمها، ان كان يرى بأنه مبكرا ان تقوم تلك الدولة، او على الأقل فتح المجال أمام آخرين للقيام بواجب الضغط نيابة عنها ولتخليصها من حرج تشعر به، وليس الوقوف كجدار أصم يحمي سياسة العزل والتهويد والقتل الممنهج التي تعتمدها ربيبتها إسرائيل، التي اقر كيري بجنون سياساتها، وبأنها تتنافى بشكل كامل مع الرغبة في التوصل الى سلام.
نفخ بفقاعات صابون...و(مش) تحشيش فكري
موفق مطر- الحياة الجديدة
- هل من عدائية للمشروع الوطني ولحركة التحرر الوطني اشد من تلك التي نلمسها من مدعي الانتماء لفلسطين لكنهم يقرأون الواقع، وينظرون للأفق بعدسات الدعاية الاسرائيلية وتقارير الاستخبارات المعادية المسربة لوسائل الاعلام لغاية في نفس يعقوب.
- يدعون التنظير ويحسبون انفسهم في جوقة المفكرين، لكنك عندما تجالسهم للحظة تكتشف ان الجلوس مع محششي (القنبز) اهون.. عفوا فهؤلاء لايمارسون التحشيش الفكري وانما، يضغطون الفكر الانساني، يهرسونه، يلوكونه، يمضغونه، يبلعونه، ثم يتقيأونه على اقدامهم ثم يقولون لك نحن تقدميون !
- بديهي الاختلاف في وجهات النظر والمواقف وتنوع الأفكار، لكن ماهو مخالف الفكر ومجالس المثقفين ان يتخذك (احدهم) خصما ويجعلك محور العدائية في منظوره، ثم يشهر سكين لسانه كمحاولة (شخص سوقي) لسلخك كلاميا لأنك مؤمن بمبادىء الحوار ونقاش الراي والفكرة وتكفر بشخصنة النقاش، كلل ذلك بعد تقديم نفسه والتعريف عن شخصه (ابو العريف) كناصح للقيادات، كاتب مذكرات وتحليلات استراتيجية !
- كيف يكون وطنيا تقدميا ومنتسبا لليسار (كما يدعي ويحاول فرض توصيف نفسه) فيما كلامه يقطر دما من شدة تلذذه من رؤية ولمس دماء الضحايا ألأبرياء في فلسطين وألأقطار العربية التي سفكها الاحتلال هنا، وسفكها دكتاتوريون مجرمون هناك، الا يعلم أن اليسار وأفكار قادته النبلاء من انتهاك حقوق الانسان وسفك دماء الأبرياء براء ؟!
- أكبر المصائب التي تنزل على رأسك كالصواعق، سماعك واحدا من هؤلاء وهو يحاول اقناعك بأن نبقى بلا هوية ولا سلطة ولا دولة، فمن يجهد نفسه لاقناعك بقبول المشروع الفارسي المذهبي كبديل عن المشروع الصهيوني على ارضنا الفلسطينية والعربية، تحت تفسير (ايراني للسيطرة على العالم) مضمونه: (من يسيطر على القدس يسيطر على العالم) لا بد من فحص صحته المعرفية والوطنية.
- هؤلاء الذين يضعون القطن في آذانهم ويصفدون بالفولاذ عقولهم،عندما تبوح القيادة الوطنية الفلسطينية وتتكلم وتصارح الشعب، تراهم يخرقون اسماعنا (بمثقاب) مانسخوه وماحفظوه من مصادر دولة الاحتلال، وتحديدا الاستخبارية، والاعلامية المشبوهة او تلك المعادية علنا.
- كيف نصدق مقتحم لمدرسة التنظير والتحليل والتفكير السياسي فيما هو يقول لك ان منظمة التحرير قد هرمت، وأن السلطة الفلسطينية مرتبطة بالمصالح الأمنية الاسرائيلية، وأن القيادة مستواها صفر، ثم يعود ليقول لك ان الشعب لا يقوى عليه احد، أنسي هؤلاء ان المنظمة والسلطة والقيادة هي مجموع ارادات وآمال وطموحات هذا الشعب الذي لايقوى عليه احد؟! أم تراها التقاء مع المفاهيم والتعاميم الرجعية (الزهارية الحمساوية) المتغلغلة حتى نخاع عظامهم.. فالجماعة المعادية اصلا للمشروع الوطني والهوية الوطنية، تسعى بما اوتيت من قوة لتفريغ الهياكل من مضامينها، وابقائها على عروشها ليتمكنوا من تبديد ثقة الشعب بها، فيسعدون برؤية الجمهور كله مثلهم بلا امل ولا طموح الا اللعب بالكلام والنفخ في فقاعات الصابون.
- أكبر المصائب التي تنزل على رأسك كالصواعق، سماعك واحدا من هؤلاء وهو يحاول اقناعك بأن نبقى بلا هوية ولا سلطة ولا دولة، فمن يجهد نفسه لاقناعك بقبول المشروع الفارسي المذهبي كبديل عن المشروع الصهيوني على ارضنا الفلسطينية والعربية، تحت تفسير (ايراني للسيطرة على العالم) مضمونه: (من يسيطر على القدس يسيطر على العالم) لابد من فحص صحته المعرفية والوطنية.
هؤلاء الذين يضعون القطن في آذانهم ويصفدون بالفولاذ عقولهم،عندما تبوح القيادة الوطنية الفلسطينية وتتكلم وتصارح الشعب، تراهم يخرقون اسماعنا (بمثقاب) مانسخوه وماحفظوه من مصادر دولة الاحتلال، وتحديدا الاستخبارية، والاعلامية المشبوهة او تلك المعادية علنا.
خلفية التفاهمات
عمر حلمي الغول- الحياة الجديدة
المتتبع الموضوعي للتطور الجديد في العلاقات التركية الاسرائيلية، التي أنتجت تفاهما مبدئيا بين ممثلي البلدين في زيوريخ يوم الاربعاء الماضي، لم تغب عنه الاسباب المباشرة وراء بلورته، أبرزها: اولا الازمة المحتدمة بين أنقرة وموسكو في أعقاب إسقاط الاتراك الطائرة الروسية في 24 تشرين الثاني الماضي. ثانيا رغبة تركيا في إيجاد بديل عن الغاز الروسي. ثالثا حرص نظام اردوغان اوغلوا على تعويض الخسائر الناجمة عن الازمة مع روسيا الاتحادية. رابعا محاولة الاستفادة من العلاقات الروسية الاسرائيلية بما يخفف من انعكاس ازمة الطائرة على دولة الخلافة الجديدة. خامسا فتح الابواب امام الغاز الاسرائيلي للوصول إلى اوروبا. سادسا إضافة للعلاقات التاريخية بين البلدين، لا سيما وان تركيا كانت ثاني اكبر دولة إسلامية تقيم علاقات مع إسرائيل بعد إيران منذ آذار 1949.
الاتفاق المبدئي الذي تداولته وسائل الاعلام الاسرائيلية يوم الخميس الماضي، تضمن مجموعة من البنود، منها: 1- تدفع إسرائيل 20 مليون دولار لضحايا اسطول الحرية ايار 2010. 2-استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. 3- سن البرلمان التركي قانونا، يلغي فيه كافة الدعاوى القضائية ضد ضباط وجنود البحرية الاسرائيلية، الذين شاركوا في مهاجمة "مافي مرمرة". 4- ألا تسمح تركيا للقيادي الحمساوي، صالح العاروري دخول اراضيها، وفرض القيود على نشاط حركة حماس. وقبل مناقشة اي منها، فإن التفاهمات لم تشر حسب المصادر الاسرائيلية الرفيعة، التي سربتها، إلى رفع الحصار عن محافظات الجنوب. لا بل كما هو مذكور، تتضمن تقييدا على وجود ممثلي وقادة حركة حماس في الاراضي التركية. مع ان الرئيس اردوغان، كان أكد في أكثر من مناسبة، انه، سيحرص في اي اتفاق على رفع الحصار عن قطاع غزة.
لكن قبل ان نحمل الامور اكثر مما تحتمل، فإن المصادر التركية، اشارت، إلى ان التفاهمات، مازالت في طور التبلور، ولم تنتهِ حتى الان. وموضوع رفع الحصار عن غزة، احد القضايا، التي تعمل القيادة التركية على حلها. وما يؤكد صدقيتها، ان هناك تداولا بين إسرائيل من جهة وتركيا وقطر وحماس من جهة اخرى، عنوانه إقامة الميناء العائم لغزة يخضع للرقابة الامنية الاسرائيلية لاخراج غزة من عزلتها عن العالم، ويسقط الاهمية الاستراتيجية لمعبر رفح البري، وبالمقابل يؤمن مصدر دخل إضافي لحركة حماس، ويفتح امامها الافق لترسيخ جذور الامارة في المحافظات الجنوبية. وطالما الامر كذلك، فلماذا اوردت المصادر الاسرائيلية، موضوع تقييد وجود العاروري وحركته في الاراضي التركية؟ من المؤكد، ان الخلفية السياسية لذلك، هو تحويل الانظار عما يجري في إطار الاتفاق التركي الاسرائيلي عن قضية الميناء العائم، هذا من جهة، وايضا لتلميع حركة حماس من جهة ثانية.
التفاهمات الاسرائيلية التركية، جاءت لتزيل البقعة الضبابية عن الطبيعة الاستراتيجية بين البلدين. وما محاولة الرئيس رجب طيب اردوغان، لعب دور "الفارس" في الدفاع عن قضايا العرب، خاصة قضية فلسطين، التي تجلت في انسحابه نهاية كانون الثاني 2009 من مؤتمر دافوس الاقتصادي ردا على ما تفوه به شمعون بيريس عن الحرب الوحشية على قطاع غزة آنذاك، في مشهد مسرحي ملفت، نال إعجاب الجماهير العربية، وغيرها من المواقف "الايجابية"، التي اتخذها، وقد يتخذها لاحقا، ليست سوى جسر مرور لفرض احلامه لبناء دولة الخلافة العثمانية الجديدة، التي على ما يبدو انها باتت في خبر كان بعد ازمة الطائرة الروسية. لأنها شكلت محطة فاصلة بين مرحلتين في مسيرة تركيا اردوغان. لكن ايّا كانت انعكاسات ازمة الطائرة على النظام السياسي في انقرة، إلآ انها لن تؤثر في العلاقات التاريخية والاستراتيجية مع إسرائيل.
نتنياهو ورجب والغاز
حافظ البرغوثي- الحياة الجديدة
قبل فترة قال بنيامين نتنياهو انه لا يتخيل مدى قوة العلاقة بين تركيا واسرائيل، وجاء كلامه قبل قصيدة الغزل التي قالها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في مديح التطبيع مع اسرائيل والمزايا التي تحققها دول المنطقة من وراء التطبيع الذي كان حتى وقت قريب رجسا من عمل الشيطان حسب قاموس الإخوان، حيث تغنى الاخوة في حماس بأردوغان ورفعوا صوره مع ابي العبد وامير قطر باعتبارهم الثالوث الذي تنتظرهم القدس الشريف، وهم يحملون صولجان صلاح الدين الايوبي، ولا نعرف ما هو رد حماس على تدعيم العلاقات بين انقرة وتل ابيب ولكن المؤكد انه تدعيم لمصلحة الإسلام والمسلمين ويمكن الإفتاء بهذا الخصوص طالما ان انقرة ستقوم بدور الوسيط بين حماس واسرائيل وربما تعمل على اقامة ميناء عائم بين غزة وقبرص التركية وهذا انجاز عظيم يغفر للمطبعين ما تقدم وما تأخر من ذنوب التطبيع في هذا الزمن الوضيع.
الرئيس التركي سياسي داهية يعرف كيف يعزف مواله "امان ربي امان" على التناقضات الدولية بسرعة ليحقق مكاسب اقتصادية لبلاده، فقد ركب موجة التقارب مع الدول العربية وفتح لتركيا اكبر سوق للتصدير والاستثمار ثم ركب موجة الثورات العربية المهلكة للنسل والزرع، وتبنى جماعة الاخوان،ولما فشل المشروع الاخواني في البلاد العربية عاد الى الحضن الاوروبي وحاول النهوض على جناحي اسقاط طائرة روسية، فباء بغضب روسيا ولم تنزلق معه اوروبا الى المواجهة،ولهذا خسر الغاز الروسي ووجد بديله في الغاز الذي تستخرجه اسرائيل من البحر ولم تجد له سوقا حتى الان. فنتنياهو مثل اردوغان يعاني عزلة دولية وتغزل نتنياهو مؤخرا باتصالات مع بعض العرب على هامش قمة باريس للمناخ، واردوغان هو الاخر يفاخر بعلاقات ضيقة مع قطرين عربيين فقط اي انهما بحاجة لبعضهما البعض غازا وعلاقات. ولكن يبقى اكبر حقل للغاز في البحر في المياه المصرية ثم الحقل غير المعلن عنه ويمتد من قبرص حتى حمص في سوريا ولهذا وثقت مصر علاقاتها مع اليونان وقبرص اليونانية امنيا واقتصاديا للتنقيب عن الغاز ايضا، ويبدو ان الغاز سيقود السياسة في المنطقة الى اجل غير مشتعل.

مناقرات إسرائيلية
حسن البطل-الايام الفلسطينية
سأضرب صفحاً عن «مناقراتنا» التي يراها بعضنا جدّية، وأراها ربع جدّية، إلى مناقرات جارتنا، التي تبدو غير جدّية، وأراها خلاف ذلك. لماذا؟
مناقراتنا لا تؤثر على صراعنا مع إسرائيل، فيما مناقرات إسرائيل تؤشر على السؤال الجوهري: أية إسرائيل يريد الإسرائيليون؟
في إسرائيل جماعة من حوالي ألف جندي تؤطّرهم حركة اسمها «نكسر الصمت»، وقبالتها حركة تسمي نفسها «إن شئتم ـ ام تيريستو».جنود الحركة الأولى لا يرون أن ممارسات جيش الاحتلال تستقيم وادعاء «الجيش الأكثر أخلاقية». شهاداتهم في صحف بلادهم وصحف العالم بمثابة قذى في عيون حركة «إن شئتم» وهذه وزعت شريطاً يسمّى «المدسوسون» أو «الوشاة» ويلمح إلى أن جنود «نكسر الصمت» يقاربون الخيانة.
المسألة كانت، في بدايتها، مناقرات بين جمعيات حقوق الإنسان وأخرى جمعيات يمينية. هذا عادي في دولة ديمقراطية، وجانب من الصراع بين ما كان يساراً آفلاً وما هو يمين مهيمن!
في صحافة إسرائيل، هناك «هآرتس» الليبرالية المعارضة للاحتلال وممارساته، وهناك «إسرائيل اليوم» المجانية، التي أسسها الأميركي اليهودي الليكودي، مليونير صالات القمار، شلدون ادلسون، صديق نتنياهو، وحليف الموتور دونالد ترامب.
«هآرتس» ثالث الصحف توزيعاً، و»إسرائيل اليوم» هي الأولى في التوزيع. المسألة أن «هآرتس» نظّمت في أميركا مؤتمراً سياسياً ـ فكرياً، لا تستطيع «إسرائيل اليوم» مجاراته.
في مؤتمر «هآرتس» تحدّث رجال «نكسر الصمت»، وساسة أميركيون وفلسطينيون وإسرائيليون. المشكلة أن رئيس دولة إسرائيل، رؤوبين ريفلين، شارك وإن لم يتحدث بشيء.
هذا مأخذ «إن شئتم» على رئيس ينتمي إلى الليكود، وكان سابقاً في «بيتار» الحيروتية، ورئيساً سابقاً للكنيست مثل «الخائن» أبراهام بورغ، نجل الوزير يوسف بورغ التاريخي. ريفلين صهيوني يميني ومن دعاة «أرض إسرائيل»، لكن مع مساواة في الحقوق، أي دولة ثنائية القومية.
حظي ريفلين من إدارة أوباما بحفاوة لافتة، خلاف ما يحظى به نتنياهو من نفور، لكنه حظي في إسرائيل بشتيمة من برلمانية ليكودية قالت: إنه «غير هام بما يستدعي قتله»!
في الكنيست قال هيرتسوغ، زعيم الائتلاف الصهيوني لنتنياهو: عليك أن تشجب التحريض ضد رئيس الدولة. ردّ نتنياهو: عليك، أولاً، أن تشجب جماعة «نحطّم الصمت».
وزير الدفاع، موشيه يعالون، وصف شهادات جنود «نحطّم الصمت» أنها «مغرضة» ووزير التعليم حظر نشاطها في المدارس.
ما هي أسباب الحساسية بين رئيس الوزراء ورئيس الدولة؟ أي بين اثنين ينتميان إلى حزب واحد؟ ريفلين انتخب خلاف مشيئة نتنياهو رئيساً للدولة.
الرئيس السابق للدولة، شمعون بيريس، لم يكن ليكودياً، وحظي من أوباما بوسام الحرية ـ الكونغرس في نهاية خدمته.
عادة، يكلف رئيس الدولة الحزب الفائز بتشكيل الحكومة، ويخشى نتنياهو ألا يكلفه ريفلين برئاسة حكومة رابعة، عن طريق تشريع قانون بتكليف رئيس أكبر كتلة، دون علاقة بمشاورات رئيس الدولة.
الطريف أن سارة، زوجة نتنياهو المتسلّطة، كانت السيدة الأولى لما كان بيريس الأرمل رئيساً للدولة، وصارت زوجة ريفلين هي السيدة الأولى. ريفلين أكثر شعبية من نتنياهو!
هذه هي قصة المناقرة الشخصية ـ السياسية بين الرجلين وهي أساس المناقرة بين جنود «نكسر الصمت» وجماعة «إن شئتم» المدافعة عن الاحتلال وممارساته و»إسرائيل اليهودية».
البعض يراها فرعاً من المناقرة بين منظمة «إيباك» الأميركية اليهودية الكبيرة والمؤثرة، ومنافستها منظمة جديدة للأميركيين اليهود هي «جي ستريت» القريبة من «نكسر الصمت» القريبة من «بتساليم» والأهم، المقربة من الإدارة الأميركية.
«أية إسرائيل يريد الإسرائيليون» هذا هو سؤال الخلاف الكامن. إسرائيل الصهيونية أو إسرائيل اليهودية؟ دولة الاحتلال والأبارتهايد أم دولة ديمقراطية يهودية؟ حل الدولتين أم حل الدولة الواحدة؟
مناقراتنا تجري حول دور المؤسسات، والمراسيم الرئاسية.
مناقراتهم تدور حول دور الاحتلال في تغيير هُويّة إسرائيل من صهيونية علمانية إلى يهودية متزمتة، أو إلى «داعشية يهودية» في نهاية الطريق.
إسرائيل تفرض على تركيا شروطها .. ثلاثة أسباب!!
هاني حبيب-الايام الفلسطينية
.. ولسنا بحاجة إلى انتظار تأكيد أو نفي الجانب التركي، لما أوردته مصادر الإعلام الإسرائيلية على لسان المستوى الأمني والسياسي في الدولة العبرية، عن تفاهمات جرت في سويسرا مؤخراً، تقضي «بإعادة» العلاقات بين الجانبين إلى طبيعتها.
لسنا بحاجة إلى مثل هذا الانتظار، لأسباب لا بد من الإشارة إليها، وفي طليعتها أن العلاقات شبه الاستراتيجية بين الجانبين لم تنقطع على الإطلاق من الناحية العملية.
العلاقات التجارية والأمنية والسياحية، ظلت تتطور على الرغم من المشادات والتصريحات بين الجانبين ورغم تجميد التبادل الدبلوماسي بينهما.
بلغ حجم التبادل التجاري بين أنقرة وتل أبيب هذا العام بنسبة ستة مليارات دولار بما يزيد على 35 بالمائة عما كان عليه في السنة السابقة، ويقال: إن سفناً تركية كانت تحمل النفط الداعشي إلى موانئ إسرائيل، إلاّ أن ذلك لم يوقف حتى الآن، كما أن العلاقات الدبلوماسية لم تنقطع إلاّ من خلال إغلاق السفارات.
مدير عام الخارجية التركية فريدون سيبتيرلي أوغلو كان ولا يزال يلتقي دبلوماسيين إسرائيليين. المباحثات الأخيرة التي تمخضت عن التفاهمات المشار إليها، جرت بين دبلوماسيين من البلدين، ما يعني بالتأكيد أن إغلاق السفارات، كان شكلاً يغطي على حقيقة العلاقات الوطيدة بينهما، إلاّ أن الدبلوماسية الإسرائيلية لا تعمل منفردة دون الجانب الاستخباري في كل الأحوال، وهذا ما يمكن تأكيده من تزامن التوصل إلى التفاهمات المشار إليها، مع تعيين يوسي كوهين رئيساً للموساد، وللتذكير فإن نتنياهو وهو يعلن عن تسمية كوهين في منصبه الجديد، طلب منه علناً «تعزيز وتطوير العلاقات السياسية مع الدول العربية(!)، ومع دول ساءت العلاقات الإسرائيلية معها، وتشير المصادر الإعلامية الإسرائيلية، أن كوهين كان يقود الجانب الأمني، في المفاوضات التي استمرت بضعة أشهر مع الجانب التركي؛ نظراً لتوليه منصب مستشار الأمن القومي لدى الدولة العبرية، وعمل جنباً إلى جنب مع المدير السابق لوزارة الخارجية يوسي تشغنوفر؛ لإتمام هذه التفاهمات في سويسرا، حتى قبل أن يكلفه نتنياهو بإنجاز هذه المهمة!
وما يؤكد استمرار العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين، احتجاج مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية على عدم «إبلاغه» بتطور التوصل إلى هذه التفاهمات، إلاّ أن «الجهات المختصة» ردت على دوري غولد بالقول: إنه شخصياً، كان قد التقى دبلوماسيين أتراكاً في العاصمة الإيطالية روما، في إطار هذه المباحثات، وهذا يشير إلى أنه كان مشاركاً فيها ولا صحة لانتقاداته.
وكانت العلاقات العلنية بين الجانبين قد تراجعت (ولم تتدهور) إثر اقتحام البحرية الإسرائيلية لسفينة مرمرة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة عشرة ناشطاً تركياً، حينها اشترطت أنقرة ثلاثة شروط لإعادة العلاقات بينهما إلى ما كانت عليه: الاعتذار العلني من جانب رئيس الحكومة الإسرائيلية، وقد قام نتنياهو بالفعل بالاعتذار رسمياً، وتعويض عائلات ضحايا مرمرة ورفع الحصار عن غزة، التفاهمات المشار إليها ستؤدي إلى دفع تعويضات لأهالي القتلى الأتراك، وعودة السفراء، وبدء محادثات لإمداد تركيا بالغاز الإسرائيلي، مقابل إلغاء تركيا كل الإجراءات القضائية التي بدأتها ضد إسرائيل، بينما تتعهد أنقرة بعدم إيواء القيادي في حركة حماس صالح العاروري على أراضيها، ولم يتم الحديث مطلقاً عن إنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة(!).
والسؤال الذي لا بدّ من الإجابة عنه في هذا السياق، لماذا الآن؟ وكيف أمكن التوصل إلى هذه التفاهمات في هذا الوقت بالذات؟
تعود الإجابة عن هذا السؤال إلى جملة المتغيرات التي أجبرت تركيا للخضوع للاشتراطات الإسرائيلية وإسقاط أهم اشتراطات أنقرة.
في طليعة هذه الأسباب، حاجة تركيا إلى الغاز الإسرائيلي للتعويض عن الغاز الروسي الذي توقف بعد إقدام تركيا على إسقاط الطائرة الروسية، خاصة أن الجانبين في إطار «حلف غازي أمني» بالنظر إلى تفاهمات سابقة أدت إلى قيام تنسيق بينهما مع كل من قبرص واليونان، للحفاظ على أمن منابع الغاز في المتوسط مقابل إجراءات اتخذتها كل من لبنان وجمهورية مصر العربية للحفاظ على مصالحهما الغازية في البحر المتوسط.
ثاني هذه الأسباب يتعلق، بتراجع نقاط هامة لدي تركيا في المواجهة مع الأكراد، بعد سقوط خططها لإقامة منطقة حظر جوي على الحدود مع سورية، لمنع الأكراد من قيام حكم محلي أو إدارة ذاتية بموجب الأوضاع المعروفة في القطر السوري، وذلك إثر الدور الروسي المتنامي بعد إسقاط الطائرة، الأمر الذي يتطلب خططاً جديدة للمواجهة مع تطلعات الأكراد، وهذا متيسر مع تعاون إسرائيل التي تعتقد تركيا أن لديها خبرة في مواجهة حرب العصابات مع الفلسطينيين.
وعوضاً وربما بالتوازي مع المناورات المشتركة بين الجيشين، والتي استمرت طوال السنوات الماضية، من المتوقع أن تتم تدريبات إسرائيلية للجيش التركي في كيفية وضع الخطط في إطار حرب العصابات.
أما السبب الثالث، فقد يبدو للوهلة الأولى غريباً بعض الشيء، وهنا نشير إلى التحالف الإسلامي الجديد الذي أعلنت عنه وتقوده السعودية، هذا التحالف تحالف سني بامتياز في إطار المواجهة مع إيران وبعض التشكيلات العسكرية، ونال موافقة أميركا.
إسرائيل تحاول استثمار ما يجري في المنطقة من تحالفات، ولكن لتوطيد العلاقات الأمنية والسياسية مع المحيط العربي الإسلامي، وفي المقدمة تركيا التي انضمت إلى هذا التحالف.

بعد أن حطّت تركيا في تل أبيب ..!!
أكرم عطا الله-الايام الفلسطينية
لا شك أن الاتفاق التركي الإسرائيلي المفاجئ أحدث صدمة في أوساط حركة حماس، فقد راهنت جدياً في السنوات الأخيرة على الرئيس التركي في رفع الحصار عن قطاع غزة، ولم تتصور يوماً أن رجل الإخوان المسلمين الذي قدم التجربة الأبرز في تاريخ الحركة والذي يملك إمكانيات إقليمية هائلة سيرضخ للشرط الإسرائيلي بوقف كافة نشاطات الحركة في بلاده وطرد القيادي فيها صالح العاروري.
المفاجأة لدى حركة حماس وجدت تعبيرها بالصمت تجاه الحدث المفاجئ، ولم تجد وسائل الإعلام تعقيباً لحركة حماس سوى صفحة وزير الصحة الأسبق باسم نعيم، الذي عبر عن شعور الذين راهنوا كثيراً على الرئيس التركي، بقوله: «إن خبر ترميم العلاقة بين تركيا وإسرائيل ليس خبراً سعيداً»، بل ربما الخبر الأسوأ الذي تلقته الحركة خلال العام الجاري، فالاتفاق يشير بوضوح إلى أن تركيا باعت حليفها الفلسطيني مقابل المصالح التركية مع إسرائيل ولا قراءة غير ذلك.
ربما أن خطأ الحركة هو المبالغة في مراهنتها على الرئيس التركي وعدم قدرتها على إجادة قراءة السياسة بتعقيداتها وتشابكاتها وغلبة المصالح في العلاقات، وذلك مرده إما لأن الحركة الفلسطينية حديثة العهد بالسياسة تصدق الشعارات وتفترض حسن النوايا أو لأن الارتباك الذي أصاب موقفها في السنوات الأخيرة أثناء اضطراب الإقليم جعل الرؤية لديها أكثر تشويشاً وضبابية.
لم يتصور أحد أن القضية الفلسطينية وحركة حماس بشكل خاص ستدفعان ثمن إسقاط طائرة السوخوي الروسية بعد أن وسعت تركيا دائرة خصومها بل أعدائها وخسرت كل جيرانها وأصدقائها، وحشرت نفسها في زاوية لم تبق سوى إسرائيل ملجأها الأخير نتاج مجموعة من السياسات الطائشة والمغرورة قادها الرئيس التركي. هكذا حطت تركيا رحالها لدي حكومة نتنياهو بعد كل محاولات أنقرة الابتعاد عن إسرائيل والصدام معها لكن السياسات الخاطئة عادة ما تقود إلى كوارث.
لكن تركيا التي كانت تعرف تماماً ما تريد حاولت التذاكي أمام مصالح دول وقوى أكبر بكثير منها، إذ يشكل هروبها نحو إسرائيل مساراً طبيعياً لسياق أحداث ومغامرات ثبت أن أنقرة لم تجر حسابات دقيقة لها أو أنها غامرت بالجوكر في لعبة السياسة الدولية ومقامراتها فخسرت وخسرت معها أيضاً الأوراق التي كانت تراهن عليها والتي راهنت كثيراً على حزب العدالة والتنمية الذي سيصوت ممثلوه البرلمانيون على إسقاط التهم عن ضباط إسرائيل الذين قتلوا الشهداء الأتراك.
المسألة أبعد من علاقات وكيمياء ، ففي السياسة لا متسع للعواطف والمبادئ ومن هنا صدمة الذين يقيسون السياسة بمقاييس الدين، ولم تذهب تركيا بمغامراتها الفاشلة في سورية وهي التي أثارت النقمة عليها من أجل السوريين أو دعماً للسنة وإنقاذهم من براثن الأسد وإيران.
هذا كلام لا تعرفه المصالح وخصوصاً دولة عضواً في الناتو، بل إن الأمر أبعد بكثير من ذلك الكلام الذي كان يساق في الإعلام والذي صدقه الساذجون والبسطاء والتحقوا به بل وأصبحوا جزءاً من لعبة المصالح الكبرى دون أن يعرفوا.
فالصراع في سورية التي كانت الصديق والجار لتركيا هو صراع الأنابيب كما أطلق عليه الباحث محمد جميل، والقصة بدأت في التسابق على مد خط الغاز، حيث إن الموقع الجغرافي لسورية يعطيها امتياز مرور كل الخطوط عبرها لتصل إلى تركيا ومن ثم إلى أوروبا.
قطر رأس حربة الصراع في سورية كانت قد اتفقت مع السعودية وتركيا على مد أنابيبها نحو تركيا عبر سورية وعندما رفضت سورية أعلنت عليها الحرب، الحرب التي اتخذت مبررات الديمقراطية والحرص على الشعب السوري وتحريره وإقامة العدل المفقود.
سورية اتفقت في 2011 على مد أنبوب الغاز الإيراني عبر العراق وسورية ويمكن أن يصل للبنان ومن ثم أوروبا، فقد كان الخط القطري السعودي التركي يمثل ضربة للقوة الروسية التي تتحكم من خلال ما تورد لأوروبا بالتأثير على بعض السياسات فيها.
من هنا كان الروسي يضرب بقوة إلى جانب حليفه السوري الذي اشتم رائحة المؤامرة على روسيا وإضعافها لصالح الناتو والولايات المتحدة ورفض التواطؤ، ومن هنا عاقبت قطر والسعودية وتركيا الرئيس السوري وأعلنت عليه الحرب.
الهدية الكبرى في كل تلك المغامرات التركية أعطتها أنقرة لتل أبيب، ففي وسط كل تلك الصراعات على الغاز تنزاح كل مصالح الدول وتتحقق المصلحة الإسرائيلية، إذ يقضي الاتفاق بين أنقرة وتل أبيب بتوريد الغاز الإسرائيلي لتركيا بل وأبعد حيث تربح إسرائيل معركة الأنابيب على كل جثث العرب التي قدمت قرباناً لها وبالمساعدة التركية ليتم الاتفاق على مد أنبوب الغاز الإسرائيلي إلى تركيا ومنها إلى أوروبا وسيكون لهذا الاتفاق تداعياته الدولية الكبيرة.
فإسرائيل التي ستصبح مصدراً هاماً للغاز إلى أوروبا ستصبح ذات تأثير أعلى على القارة والاتحاد الأوروبي، وهو آخر ما كان ينتظره الفلسطيني بكل مكوناته وهي ضربة كبيرة للقضية الفلسطينية وبالمقابل إضعاف للنفوذ الروسي على أوروبا وإضعاف العرب بمجموعهم حتى قطر والسعودية ناهيك عن إيران، فإسرائيل هي الرابح الوحيد من كل تلك المغامرة والسياسات.
والأسوأ هو أن هذا الاتفاق يتم في ظرف أكثر حساسية للقضية الفلسطينية، إذ تمر إسرائيل بمرحلة من أسوأ مراحل علاقاتها الدولية حيث الانكشاف الكبير الذي أحدث قدراً كبيراً من النفور في الموقف الدولي تجاهها من مقاطعات وعزلة ومواقف مضادة، لقد راهن الفلسطينيون على هذا الانزياح الذي شكل في الآونة الأخيرة ورقة قوة يمكن البناء عليها في عزل إسرائيل والضغط عليها.
ووسط تلك الأجواء يقوم الرئيس التركي بالإفراج عن إسرائيل بهذا الشكل وترميم علاقاتها والانفتاح عليها بدل محاصرتها، ففي هذا ما يستدعي مراجعة كبيرة في كل ما حدث في الإقليم من صراع واصطفافات لمحوري الصراع في سورية.
المراجعة الكبرى لدى حركة حماس التي اختزلت علاقاتها الإقليمية بتركيا وقطر وكيف؟ ولماذا؟ ها هي تركيا تهوي، تضرب في سورية وتهبط في إسرائيل.
كل مراهنات الحركة في السنوات الأخيرة كانت معاكسة، وآن الأوان للمراهنة على الداخل الفلسطيني، فهو الأقل كلفة والأكثر جدوى والأقل معاناة لشعب دفع ثمن قراءات حسن النوايا في أحسن الأحوال وحداثة التجربة، ولعل في المراجعة ما يحقق الفرج لغزة التي انتظرت أن ترفع تركيا عنها الحصار وإذ بها ترفع الحصار عن إسرائيل..!!
مبروك لتركيا، وشكراً لها
حمادة فراعنة-الايام الفلسطينية
من أعماقنا التي لا تحتمل مزيداً من الحزن، مبروك لتركيا باعتبارها دولة صديقة يربطنا معها تاريخ وحاضر ومستقبل مشترك.
مبروك لها حصولها على تعويضات مالية من حكومة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، حكومة المستوطنين، حكومة نتنياهو، تعويضاً لأسر ضحايا سفينة مرمرة الذين سقطوا شهداء على يد همجية وعدوانية أسطول جيش الاحتلال الإسرائيلي في بحر غزة.
وشكراً لتركيا التي علمتنا درساً جديداً، علينا أن ندركه وهو أن الدول والأحزاب الحاكمة تتصرف وفق مصالحها أولاً وليس وفق شعاراتها، فمصلحة تركيا تطبيع العلاقات مع المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، بصرف النظر عما يفعله بالقدس العربية الفلسطينية الإسلامية المسيحية تهويداً وأسرلة وصهينة، وبصرف النظر عما يواصل حصاره لقطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس منفردة بلا شراكة مع الآخرين !!
والعزاء للشعب العربي الفلسطيني، ولأهالي قطاع غزة، وجزء لحركة حماس، الذين سيدفعون سياسياً ومعنوياً ثمن تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، ولا شك أن تركيا ستحاول تعويض حركة حماس أو طمأنتها بتقليل نتائج التفاهمات التركية الإسرائيلية ولكن بعد ترحيل صالح العاروري أو اختفائه في مكان ما !!.
نفرح لتركيا لأنها دولة صديقة ولأن أسر الضحايا من حقهم الحصول على تعويضات، ولأنهم نالوا ذلك، أو على الطريق للحصول عليه، فقد استشهدوا تضامناً مع الشعب الفلسطيني، ولذلك نتعاطف معهم ونقدر تضحياتهم، ونعزي أنفسنا وشعبنا العربي الفلسطيني بنتائج الاتفاق بين أنقرة وتل أبيب، ولكننا نشكر تركيا بحق، لأنها أعطت درساً لمن يرغب أن يتعلم أن مصالح تركيا لها الأولوية، على ما عداها من مصالح وعلاقات ومشاعر، وأن سياسات الدول والشعوب تقوم على خدمة مصالحها أولاً والعمل على تحقيقها، وهو درس لعل حركة حماس كفصيل سياسي فلسطيني مهم تأخذ منه العبر التي لم تأخذها بعد، حيث سلسلة من الخطايا السياسية ما زالت تحكم سلوكها وتصرفاتها كتنظيم «إخواني» له الأولوية على حساب مصالح الشعب العربي الفلسطيني.
فهي، أولاً: بادرت للانقلاب ضد الشرعية وضد الوحدة وأرست تقاليد انقسامية مؤذية للشعب الفلسطيني ومفيدة مجاناً للعدو الإسرائيلي ومشروعه الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، منذ الانقلاب 2007 وحتى يومنا هذا.
ثانياً: وقفت بقوة مع المعارضة السورية المسلحة انسجاماً مع موقف حركة الإخوان المسلمين والتزاماً بسياستها، رغم أن نظام حزب البعث القومي، نظام الرئيس بشار الأسد بكل ما له وعليه، فتح أبواب سورية لحركة حماس «الإخوانية» ضد سياسات منظمة التحرير فكانت النتيجة أن حركة حماس غلّبت مصالحها الحزبية على حساب مصالح الشعب الفلسطيني وفقدت مكانتها السياسية والجغرافية في سورية، ودفع اللاجئون الفلسطينيون ثمن هذه السياسة الحزبية المنحازة ضد النظام في دمشق.
وثالثاً: وقفت حركة حماس ضد المصالح الأمنية والسياسية المصرية، ضد نظام الرئيس السيسي المنتخب بعد ثورة حزيران 2014، ووظفت إعلامها عبر محطتي تلفزيون الأقصى والقدس للردح ضد «النظام الانقلابي» ومتمسكة بنظام الرئيس السابق محمد مرسي «الشرعي المنتخب» إثر ثورة يناير 2013، ودفع أهالي قطاع غزة الثمن وما زالوا.
وفي جميع الحالات المذكورة وغيرها وظفت حركة حماس مكانتها كفصيل فلسطيني كان مقاوماً وحقق لنفسه مكانة وحصل على أغلبية برلمانية في الانتخابات التشريعية عام 2006، وراهن عليه قطاع واسع من الفلسطينيين، لكن حماس وظفت هذه المكانة اللائقة والمعتبرة لصالح حركة الإخوان المسلمين، وضد مصالح الشعب العربي الفلسطيني الذي يخوض شبابه وشاباته نضالاً باسلاً شجاعاً ضد العدو المتفوق وبأدوات بدائية، رفضاً للاحتلال، ورفضاً للتنسيق الأمني بين رام الله وتل أبيب وفق اتفاق أوسلو، ورفضاً لتفاهمات التهدئة الأمنية والاتفاق بين غزة وتل أبيب، الموقع في القاهرة أيام الرئيس محمد مرسي مع العدو الإسرائيلي يوم 21/11/2012.
مبروك لتركيا، والأسى للفلسطينيين، والعزاء الشديد لأهالي قطاع المحكومين من طرف واحد، من قبل حركة حماس حليفة الحزب الحاكم في تركيا، كجزء من حركة الإخوان المسلمين وامتداد لها.

متى سيتشكل تحالف عسكري لحماية الشعب الفلسطيني؟
الكاتب: د.ابراهيم أبراش- معا
لم يحدث في تاريخ العلاقات الدولية أن تشكَّلَ خلال فترة وجيزة هذا العدد من التحالفات العسكرية الدولية والغربية والعربية والإسلامية: تحالف دولي لتحرير الكويت 1990، تحالف دولي بعد تفجيرات سبتمبر 2001 لمحاربة الإرهاب، تحالف دولي لاحتلال العراق 2003، تحالف غربي لإسقاط نظام معمر القذافي في ليبيا 2011، تحالف غربي لمواجهة تنظيم داعش في العراق 2014، تحالف عربي للتدخل في اليمن (عاصفة الحزم) 2015، تحالف دولي لمواجهة تنظيم الدولة في سوريا، حملة عسكرية روسية في سوريا 2015، وأخيرا التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب ديسمبر 2015.
لن نخوض في جدال حول الأهداف الحقيقية لهذه التحالفات والتاريخ علمنا أن الأحلاف العسكرية تبدأ تحت عنوان وهدف محدد وتنتهي إلى أمور أخرى، فمحاربة الإرهاب عنوان فضفاض ما دام لا يوجد تعريف أو توافق دولي حول الإرهاب أو مَن هي الجماعات الإرهابية. ولن نناقش مدى شرعية الأعمال العسكرية وتوافقها مع القانون الدولي والشرعية الدولية وخصوصا أن غالبية هذه الأحلاف تشكلت دون إذن من الأمم المتحدة. كما لن ندخل في تقييم ونتائج نتائج أعمال هذه التحالفات منذ إسقاطها لنظام صدام حسين إلى الآن، وماذا أنجزت من أهدافها المُعلنة، وما أنجزته من الأهداف غير المُعلنة الخ .
سُنسلم بأن هدف هذه التحالفات محاربة الإرهاب والحفاظ على السلام العالمي وحماية الشعوب في مواجهة الأنظمة المستبدة والجماعات الإرهابية، بما يتوافق مع القانون الدولي والشرعية الدولية، وسنُقِر أن من حق كل الشعوب أن تعيش حرة، وواجب على دول العالم مساندة هذه الشعوب والحركات المناضلة من اجل الحرية، ولكن ...
أين هذه الدول والتحالفات من فلسطين حيث يخضع الشعب للاحتلال منذ عقود، ومن إسرائيل التي تحتل الأرض وتنتهك القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وتمارس الإرهاب بكل أشكاله داخل فلسطين وخارجها؟. وكيف يتجاهل المشاركون في هذه التحالفات أن نفس الشرعية الدولية التي يبررون تحالفاتهم بها تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وهناك عديد قرارات الشرعية الدولية التي تطالب بمساندة الشعب الفلسطيني وحقه بمقاومة الاحتلال وتقرير مصيره بحرية، وقد صوتت 177 دولة قبل شهر مؤكدة على هذا الحق، والمقاومة ضد الاحتلال ودفاع الشعب الفلسطيني عن نفسه جزء أصيل من حق تقرير المصير،وهو حق انتقل للدولة الفلسطينية تحت الاحتلال التي أصبحت عضوا مراقبا في الأمم باعتراف غالبية دول العالم .
الشرعية الدولية نفسها التي يعتمد عليها الحلفاء للتدخل في أكثر من دولة عربية تعترف بأن إسرائيل دولة احتلال وأن الضفة الغربية وقطاع غزة أراضي مُحتلة، وهناك قرارات دولية تطالب بانسحاب إسرائيل من هذه الأراضي، ونفس الشرعية الدولية تمنح الفلسطينيين الحق باللجوء لكافة الوسائل لمقاومة الاحتلال بما في ذلك الكفاح المسلح. وانصياعا وحفاظا على السلام العالمي التزم الفلسطينيون بعملية السلام وبخطة خارطة الطريق. مقابل ذلك انتهكت إسرائيل القانون الدولي والشرعية الدولية، وانقلبت على الاتفاقات الموقعة وما زالت مستمرة في احتلال الأرض وهدم البيوت وتدنيس المقدسات ومحاصرة شعب بكامله، وتمارس كل أشكال الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني!.
الحق بمقاومة الاحتلال ليس بدعة فلسطينية بل مبدأ قانوني وأخلاقي وإنساني نصت عليه كل الشرائع الدولية والوضعية والدينية، كما أن الاستعمار نهج نبذته أمم العالم وأكدت عليه الأمم المتحدة في ميثاقها وفي مواثيق وقرارات وتوصيات لاحقة للميثاق. ولأن كل دول العالم باتت اليوم تبرر تصرفاتها وسياساتها الخارجية بأنها تندرج في إطار القانون الدولي والشرعية الدولية ومحاربة الإرهاب، فموقف الشرعية الدولية من الاستعمار ومن حق الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال واضح وموثق في نصوص وقرارات عديدة، وإسرائيل الدولة الاستعمارية الوحيدة المتبقية في العالم، والإرهاب الصهيوني نهج متواصل ولم يتوقف منذ 1948 حتى اليوم، وقد أقرت لجان تحقيق دولية أن إسرائيل تمارس جرائم حرب ضد الفلسطينيين.
إنه مما يتجافى ليس فقط مع الشرعية الدولية بل ومع العقل والمنطق أن تتشكل تحالفات لمواجهة أنظمة مستبدة، ولا تقوم بالأمر نفسه لمواجهة دولة احتلال، فأيهما أكثر خطورة، احتلال أرض وسلب حرية شعب بكامله؟ أم خضوع شعب لنظام استبدادي؟. وإذا كانت الأنظمة الاستبدادية، من وجهة نظر دول التحالفات، صنعت جماعات العنف ومسئولة عنها فإن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية زعزعة الاستقرار في المنطقة وعن عنف الفلسطينيين، لأن عنفهم يندرج في إطار حق الدفاع عن النفس.
فهل يُعقل أن تتحالف دول العالم الغربي والشرقي والإسلامي وتتدخل لمحاربة جماعات إرهابية وتتجاهل الاحتلال الإسرائيلي وممارساته، وخصوصا أن الممارسات والسياسات الإسرائيلية مسئولة أيضا عن الإرهاب المنتشر في العالم ؟ ومتى سيتشكل تحالف عربي أو إسلامي أو دولي لحماية الشعب الفلسطيني وللتصدي للإرهاب الصهيوني ولإنهاء الاحتلال؟.
قد تتذرع بعض الدول وخصوصا العربية والإسلامية بالانقسام الفلسطيني لتبرير تقصيرهم في دعم مقاومة وانتفاضة الشعب الفلسطيني، وفي تبرير غياب حتى التفكير بتشكيل تحالف عسكري لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ! ونقول لهؤلاء إنهم تدخلوا في سوريا والعراق وليبيا واليمن، منفردين ومن خلال تحالفات عسكرية، في ظل انقسام قوى المعارضة التي تحارب إما النظام أو الجماعات (الإرهابية) أو بعضها البعض، وبرروا تدخلهم بأنه دفاع عن الشعب وعن قضية عادلة وليس عن جماعة أو حزب بعينه، والقضية الفلسطينية من اعدل القضايا الإنسانية والدولية، والانقسام الفلسطيني ليس بدرجة وخطورة الانقسام في سوريا أو ليبيا مثلا .
انتفاضة ترسم ملامح جديدة
الكاتب: عباس الجمعة- معا
بدأت الانتفاضة ترسم ملامح نضالية جديدة بتصاعدها من خلال الشباب الفلسطيني ، حيث زاد من وهجها القوي انصراف الواقع العربي شعوبا وقيادات وأحزابا إلى أولويات أخرى لواستثنينا في بعض الدول العربية رغم جراحها العميقة النازفة.
من هذا الواقع نرى ان الانتفاضة تمتلك وعيا وطنيا يتطور وإرادة مقاومة تشتد وهذا يعبر عن رسوخ ان الشعب الفلسطيني متمسك بكافة اشكال النضال رغم تواضع الإمكانات يسجل تاريخ النضال الفلسطيني من ملحمة متواصلة، لم تكن اولى في تاريخ نضاله الذي ابتدأ منذ ثورة القدس عام 1920 مروراً بثورة البراق عام ،1929 ثم ثورة القسام عام 1935 ثم الثورة الكبرى عام 1936-1939 مرورا بانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965 وانتفاضة يوم الارض عام 1976والانتفاضة الاولى عام 1987وانتهاء بانتفاضة الأقصى التي لا تزال متأججة منذ عام 2000 وصولا الى انتفاضة القدس اليوم، إلا أن مقياس نجاح أي مقاومة هو مدى تحقيقها لأهدافها، في تحقيق الهدف الأدنى وهو تحقيق الحقوق المشروعة التي اعلن عنها في وثيقة الاستقلال عام 1988 ،اي حق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
وإذا أردنا أن نصحّح مسار النضال ببعديه السياسي والنضالي حتى يمكن تحقيق الحد الأدنى من أهداف الشعب الفلسطيني، فإن علينا تقييم المرحلة ونحن نتطلع الى ضرورة عقد المجلس الوطني الفلسطيني ورسم رؤية مشتركة تقود كفاح الشعب الفلسطيني الى مرحلة جديدة تستند الى الثوابت الفلسطينية .
إن تصويب الوضع الفلسطيني المأزوم يحتاج إلى حماية سياسية وإلى انهاء الانقسام الكارثي وتعزيز الوحدة الوطنية ضمن اطار منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل مؤسساتها على ارضية شراكة وطنية وبلورة برنامجها حتى تستطيع تحقيق برنامج كفاحي وفتح الآفاق وآليات الانتفاضة الشعبية ، ويكون الاستقلال هدفاً رئيسياً لها حيث لا أمن للاستيطان والاحتلال في فلسطين دون الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف.
ان الشعب الفلسطيني يملك من القوة والإرادة وروح الفداء وعناصر الإصرار ما يرغم الجميع من الأعداء على إعادة حساباتهم السياسية، لذلك يجب ابعاد القضية الفلسطينية عن المحاور الاقليمية ، وأعتقد جازماً بأن الكل يعترف بالأخطاء الجسيمة التي ارتكبت بحق شعبنا الذي يستحق الاحترام، لدوره الفاعل في التضحية.
ان تصاعد المواجهات التي يخوضها الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة، حيث تمتزج الدماء على حدود الأرض الفلسطينية المحتلة بدماء الشهداء والجرحى ، حيث تكتسب الانتفاضة قيمتها وأهميتها رغم ما يرتكبه الاحتلال من جرائم دون أن يحرك ساكناً أولئك الذين يسمون أنفسهم (المجتمع الدولي)، وهو نفسه (المجتمع) الذي هبّ من أقصاه إلى أقصاه لتلبية نداء مراكز الإرهاب العالمية، فنظم أكبر عملية تجنيد للمرتزقة وأرسلهم إلى دول المنطقة ، بهدف تفتيتها من الداخل وقصم ظهر جيوشها الذي تشكل القوة الرئيسية للشعوب العربية، في مواجهة مؤامرات الإمبريالية والصهيونية ومخططاتها.
إذاً نقول بكل وضوح ان القضية الفلسطينية ليست قضية عاطفية، وليست مواقف متشددة يتخذها بعض العرب الوطنيين، بل القضية المركزية للامة العربية ، لان شعب فلسطين اليوم بمواجتهه للاحتلال انما يدافع عن الامة العربية حيث يسطر ملحمة جديدة من البطولات، وليكشف من جديد عورات الأنظمة العربية المستسلمة التي لا همّ لها سوى استمرار التآمر على القضية الفلسطينية وتفتيت الدول وضرب قوى المقاومة ، بينما يُترك شعب فلسطين يواجه الاحتلال بصدور عارية.
من هنا نرى ان البوصلة في حركة الشعوب العربية هي قضية فلسطين، هذا الحلف هو الذي احتضن خيار المقاومة ، وها هي الانتفاضة في مواجهة الاحتلال الصهيوني ، تقدم الأمثولة بشاباتها وشبابها حيث تفضح الزيف والضلال في كل ما أشاعته قوى ما يسمى الربيع العربي المرتبطة بالمشروع الامبريالي الصهيوني ، ليؤكد الشعب الفلسطيني بانتفاضته مراكمة عناصر القوة والقدرة على ردع الاحتلال الإسرائيلي المتمادي.
أن الشعب الفلسطيني يناضل منذ عقود طويلة ضد الارهاب الامبريالي الصهيوني الرجعي في فلسطين والمنطقة وقد دفع تضحيات كبيرة في مسيرته النضالية وكان ضحية للاحتلال و الارهاب بعينه وتجسيداً حياً للسياسات الاجرامية التي يسلكها معسكر العدو بكل اطرافه الامبريالية والصهيونية والرجعية وهذه حقيقية بديهية تدركها الأمة بالتجربة الحية ومن المحيط الى الخليج.
وفي ظل ظروف الانتفاضة الباسلة في فلسطين يأتي ما يسمى "تحالف إسلامي ضد الإرهاب" تحت جنح الظلام ، وهذا يعكس الذهول ولكن هذا الحلف المعلَن عنه لن يخرج عن كونه "قنبلة صوتية" يحاول البعض أن يخلقه كموقعا على الساحة الإقليمية، خصوصاً بعد فشل حلفهم في الانتصار على اليمنيين الفقراء، وبعد فشلهم في احتكار المعارضة السورية ورفض موسكو وسورية لهذه المحاولة، والتصدي لها بكافة أشكالها، ولكن من يريد مقاومة الارهاب بالفعل عليه توجيه كل امكانياته الى صانع الارهاب العدو الصهيوني بالدرجة الاولى الذي يقترف المجازر بحق الشعب الفلسطيني ويستهدف الحجر والشجر والبشر وكذلك اعوانه من القوى الارهابية التكفيرية التي تستهدف شعوب المنطقة ودولها بهدف تفتيتها لحساب المشاريع الامبريالية الاستعمارية الصهيونية.
وامام هذه الظروف نقول ان يسمى التحالف الاسلامي لمناهضة الارهاب لا يمثل الا من اتخذه ،لأن الشعوب العربية والشعب الفلسطيني يدرك الدور الامريكي والصهيوني الرجعي في فلسطين على وجه الخصوص وفي اليمن وسوريا والعراق وفي المنطقة عموماً، وان هذا الحلف لا يمكن ان يعمل على مناهضة الارهاب.
ختاما : لا بد من القول، ان فلسطين هي القضية المركزية التي يتوقف عليها مستقبل المنطقة وهي الساحة الإقليمية الأولى التي يتقرر فيها التوازنات تلك الحقيقة حكمت تاريخ المنطقة منذ عقود ولا تزال هي الأساس الذي يمكن لأي كان أن يبني عليه في فهم التطورات والأحداث الجارية في أي مكان من المنطقة ان إسرائيل زرعت لتكون قوة هيمنة وسيطرة وقاعدة استعمارية غربية تستنزف شعوب المنطقة وتمنعها من التقدم وهذا هو جوهر التناقض ، ومن لا يقر بهذه الحقيقة يضل الطريق ويقع في فخ الوهم ، لذلك علينا اليوم ألا نضيع ونتوه في الأوهام، لذا لا بدّ أن ندرك بأن فلسطين هي الاساس ويجب ان تعود إلى قلوب وعقول الناس أقوى مما كانت عليه حتى تحقيق النصر الاكيد .

في وداع «الملحق»
بقلم: سمير عطا الله – راية نقلاً عن "الشرق الأوسط"
تحت عنوان «خاتمة» أعلن رئيس تحرير ملحق «النهار»، الشاعر عقل العويط، أمس (السبت)، 19 ديسمبر (كانون الأول) 2015، في السنة الثالثة والثمانين من عمر «النهار»، نهاية عصر «الملحق» عن 51 عامًا. كانت كلمات الشاعر دامعة وصافية وهو يرفع التحية إلى أسلافه في درة «النهار» الأسبوعية: المؤسس أنسي الحاج والشاعر شوقي أبو شقرا والروائي الطليعي إلياس خوري.
كان «الملحق» فسحة ثقافية أدبية وجدانية تتجاوز الكتابة اليومية إلى التجربة الذاتية الحرة. حتى كتّاب العدد اليومي، مثلنا، كانوا يخرجون إليه، بأسماء مستعارة أو واضحة، لمخاطبة جمهوره القلق والعاشق والشغوف بالفن والحداثة والحياة والجدل ونقض الفكر السائد.
عندما أسس غسان تويني، رائد الصحافة المستقبلية، مجموعة من «الملاحق» تباع مع «النهار»، كان يريد أن يعتق الجيل الطالع من رتابات الجيل الأسبق. وفي نهاية الأسبوع كانت النخب والطلاب والشباب وهواة الشعر والأدب والفكر وشجعان القلوب الحانية، كانت تملك من الوقت لقراءة «الملحق» مثل كتاب أسبوعي جديد بعيدًا عن سرعة اليوميات وبرق الأحداث.
اجتذب «الملحق» كتّابًا عربًا ولبنانيين من أروع وأجمل الأسماء وذوي الإنسانيات. من اليمن والعراق والمغرب وسوريا. من الجزائر والسنغال. ومن جميع المنافي التي حمل إليها الحالمون خيباتهم وآلامهم وذكرى الأمهات والجدران وألم التشرد وحرقة الطغيان.
لا أستطيع أن أعدد الكتّاب الذين مرّوا في «الملحق» لأنهم في حجم مكتبة وطنية. ومع كل مقال كان «الملحق» ينشر لوحة لرسام ما، لوحة أخّاذة تُغني النص المرفق إذا تعثر، أو تزيده غنى. أسماء كثيرة ولدت في «الملحق». ربيع كثير ولد فيه. نصوص أكاديمية أو فكرية أو فلسفية تدفقت مع شلالات حبره كل أسبوع.
غاب «الملحق». صمد طويلاً أمام انتقال الصحافة إلى «الإعلام». كان «الملحق» حركة فكرية فنية شعرية انطفأت فانطفأ خلقها. قاوم طويلاً منحى التشابه مع عوابر اليوميات و«خفة الوجود». وعاش طويلاً في ركن ذاته، مخالفًا لوتيرة الإعلام واهتماماته واستخفافه بمشاعر الأعماق وآفاق الحريات.
كان «الملحق» ملتقى الإبداعات والنصوص المنحوتة وشكاوى المثقفين الصامدين في وجه التفسخ الاجتماعي والتفكك الوطني. واحة من الواحات. وظل يقاوم الأزمة «الورقية» حتى النهاية، مدركًا أن المرحلة اللبنانية لم تعد تطيق وجوده أو تهتم لمهمته في حفظ إيقاع الإبداع والجمال ومتعة النثر.
الساعات القادمة على سوريا
بقلم/ فادى عيد - الباحث السياسي و المحلل الاستراتيجي- PNN
لقد اتفقنا مع واشنطن على مبادرة بشأن سوريا قد لا تعجب القيادة السورية. كان لذلك التصريح من الرئيس بوتين أثناء لقائه الموسع بموسكو مع الصحفيين يوم 17 من ديسمبر الجاري تأثير قوى بكافة المهتمين بالملف السوري بعد أن أتضحت ملامح تسويات رئيسية للحرب السورية على طاولة مجلس الامن و موافقته بالاجماع علي القرار 2254 الخاص بسوريا والذي يقضي بوقف اطلاق النار في سوريا، أن السوريين هم من يحددون مستقبل بلادهم بأنفسهم دون أي تدخل خارجي وأن التنظيمات الإرهابية خارج أي عملية سياسية، وبدء التفاوض بين الحكومة والمعارضة بداية من يناير القادم ونشر مراقبين دوليين، و ما سبق ذلك القرار من تبني مجلس الامن مشروع روسي امريكي صاغه وزير مالية البلدين لمكافحة مصادر تمويل التنظيمات الارهابية فى الوقت الذى تقدم فيه الاردن قائمة بالتنظيمات الارهابية لمجلس الامن.
و بالتزامن مع هذا القرار تخوض دمشق اتصالات مكثفة مع كافة الاطراف و فى مقدمتها الاستخبارات الالمانية بعد أن باتت برلين ليست ببعيدة عن ما أصاب باريس من تفجيرات أرهابية فقد أستأنف جهاز الاستخبارات الالمانية BND تعاونه مع الاسخبارات السورية و عودة التواصل المباشر بينهم فى الفترة الحالية حتى أعرب مسؤولين من الاستخبارات الالمانية عن رغبتهم الواضحة فى فتح مقر اتصال دائم لهم بدمشق رغم الادارة السياسية التى قد تحول ذلك بسبب اتهام كافة أجهزة الاستخبارات و الامن و المعلومات السورية بجرائم حرب، و قبل المانيا هناك تنسيق امني سوري فرنسي تجاه العديد من عناصر التنظيمات الارهابية الهاربة الى أوربا و بالتحديد الى فرنسا، و ربما ما لا يعلمه الكثيرون مدى درجة التعاون الوثيق بين المخابرات السورية و نظيرتها الاسبانية منذ توهج الازمة السورية بالاعوام السابقة و الدور الذى لعبته الاستخبارات الاسبانية كوسيط بين دمشق و واشنطن فى نقل الاحداثيات بينهما .
و يبدو أن ضربات روسيا لمعاقل التنظيمات الارهابية بسوريا لم تخرج الارهابيين فقط من جحورهم بل أخرجت السلطان العثماني من قصر يلدز حتى بات يبحث عن حلفاء له بالمنطقة و بالبحر المتوسط بعد حالة العداء مع دول الجوار كالعراق وسوريا و ايران و اليونان و دول المنطقة و فى مقدمتهم مصر و الامارات و هنا أضطر الى ازالة كل الاقنعة السابقة الذى ارتداها المجاهد خليفة المسلمون السلطان العثماني أردوغان الاول و دعا علنية للتطبيع مع أسرائيل و قد كان الامر بعد أن أعدت أنقرة مشاريع شراكة كاملة مع تل أبيب، وبالتزامن مع زيارات مسئولي المخابرات بين البلدين توجه رئيس ألاستخبارات العسكرية التركية الاسبق و نائب رئيس حزب الوطن المعارض اسماعيل حقي بكين 18 ديسمبر الجاري لدمشق فى زيارة تستمر ثلاثة أيام، فرجل الاستخبارات الذى أتهم حكومة حزب العدالة و التنمية بدعمها للتنظيمات الارهابية بسوريا و الذى تم الزج به فى السجن بتهمة الانتماء للتنظيم الموازي و الذى دائما ما كان يستشعر أردوغان تجاهه بالقلق والغموض يعود لارض المعركة السورية ذات نفسها مجددا فهي ليست الزيارة الاولى و لن تكون الاخيرة لحقي بسوريا.
ولسرعة أيقاع الاحداث بجميع عواصم القرار فى ظل حالة التشابك و التداخل بين كافة الخطوط لترسم لنا خريطة العام المقبل و الذى قد يشهد ترسيم جديد فى خريطة العالم السياسية والعسكرية و لا استبعد مطلقا ترسيم جديد لحدود دول الشرق الاوسط، فى ظل رغبة واشنطن واطراف عربية فى انشاء دولة جديدة تجمع بين اراضي من غرب العراق و شرق سوريا كي تكون دولة سنية، و فى ظل حالة الصعود الكردي، و ما قامت به القوات التركية بالموصل العراقية وما عكسته من أطماع انقرة بتلك البقعة منذ عام 2005م، وبعد حادثة اختطاف 16 صياد قطري بصحراء النجف العراقية فى الوقت الذى قد يخاف فيه العراقيون انفسهم من خوض تلك المغامرة بصحراء النجف فى ذلك التوقيت يترك القطريون صحرائهم كي يصطادو بصحراء العراق فى واقعة تحمل علامات استفهام تفوق تعداد كل صيادين الدوحة فى واقعة أفتعال أزمة جديدة من الجانب القطري تجاه العراق ذكرتني بأزمة ديسمبر العام الماضي بمدينة وجدة المغربية والتى كانت بسبب صيادين صقور من العائلة الحاكمة بقطر ايضا.
وفى ظل تلك التحركات الاقليمية تستعد القاهرة و الرياض لخوض مرحلة شراكة أكثر قوة و فعالية وادراكا لما هو قادم و شكل التحديات التى ستواجه العرب مستقبلا.
فمنذ شهر و نصف تقريبا وضع فلاديمير بوتين وباراك اوباما العنوان الرئيسي للمرحلة الحالية من الحرب السورية و كان العنوان ” تسوية الازمة بيننا دون باقي الاطراف ” و الان يترجم الامر على أرض الواقع و على طاولة مجلس الامن و على لسان بان كي مون، فهل أستوعب كل طرف حدوده و حجمه و دوره بالمرحلة المقبلة.
نعم هناك حل سياسي جديد يقدم لسوريا و تتعامل معه موسكو و واشنطن سويا و بكل جدية و لكن سيبقى للوضع العسكري على الارض مسارات جديدة فى ظل رغبة بعض اجنحة المعارضة المسلحة فى الانضمام للجيش العربي السوري او فى ظل ضخ دماء جديدة للتنظيمات الارهابية أو رغبة بعض الدول الغربية فى التدخل العسكري بسوريا و استمرار الضغط الامريكي على العرب للتدخل البري، فسوريا التى شهدت خمسة أعوام من الصراع الدولي على ارضها كمرحلة جديدة من المراحل العاصفة التى خاضتها منذ أتفاقية اضنة عام 1998م تستعد لدخول مرحلة جديدة مع عام جديد سيكتب فيه متغيرات جذرية لها و لاغلب دول الاقليم.