Haidar
2012-02-11, 10:37 AM
أقلام وآراء35{nl} هل حقاً سكتت الثورات العربية عن فلسطين؟{nl}الكاتب: د. زيد حمزة_ الرأي الاردنية{nl} الطريق الثالث لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي{nl}الكاتب: عودة عودة_ الرأي الاردنية{nl} اقتحام الأقصى .. التوقيت والمغزى!{nl} رأي الدستور_ الدستور الاردنية{nl} عن الجدل حول رئيس الوزراء «أبو مازن»{nl}الكاتب: عريب الرنتاوي_ الدستور الاردنية{nl} المصالحة الفلسطينية بين ربيعين{nl}الكاتب: طلال عوكل_ البيان الاماراتية{nl} «حماس» الإيديولوجيّة/ اللا...{nl}الكاتب: حازم صاغيّة_ الحياة اللندنية{nl} أن ينصر الفلسطينيون الثورة السورية{nl}الكاتب: معن البياري _ الحياة اللندنية{nl} تنفيذ المصالحة الفلسطينية.. خيار مصيري{nl}الكاتب: جاسم الجاسم_ الراية القطرية{nl} احذروا.. «القاعدة» و«الموساد» بيننا{nl}الكلتب مصطفى الصراف_ القبس الكويتية{nl} نصر الله لم يكن يعترف بإيرانيته!{nl}الكاتب: طارق الحميد_ الشرق الاوسط{nl}هل حقاً سكتت الثورات العربية عن فلسطين؟{nl}الكاتب: د. زيد حمزة_ الرأي الاردنية{nl}ينتقد البعض ما يسمونه غياب «القضية الفلسطينية» عن دائرة اهتمام ثوار الربيع العربي، ويمكن تقسيم هؤلاء المنتقدين الى عدة فرقاء، فريق من حَسَني النية الذين لا يعادون الثورات لكنهم يعتبون عليها اغفالها لفلسطين وفي نفس الوقت يلتمسون لها العذر بسبب إنشغالها باولولياتها، وفريق آخر ممن غضوا الطرف تماما عن «الموضوع» أثناء ثورتي مصر وتونس لكنهم رفعوا أصواتهم عاليا بالانتقاد مع اندلاع الثورة السورية التي يرونها جزءاً من مؤامرةٍ اجنبية تستهدف الممانعه العربية، وثالث ممن يكرهون الربيع العربي أصلاً لأنه مخالف لفكرهم المحافظ ومتناقضٌ مع مصالحهم السياسية والاقتصادية لكنهم لا يملكون الشجاعة الادبية الكافية للجهر بذلك أمام الملأ فيلجأون للغمز من جانب الثوار وتصيُّد اخطائهم والاشارة بخبث الى أنهم يعملون على حرف الانظار عن نضال الشعب الفلسطيني! وفريق رابع ممن تعودوا على كلاسيكيات العمل السياسي في عالمنا العربي منذ بداية الهجمة الصهيونية أوائل القرن الماضي اعتقاداً منهم ان كل نشاط أو حراك لابد أن يشتمل على ذكر القضية الفلسطينية حتى ولو بالبيانات او الخطب أو برقيات الشجب والاستنكار دون التحقق من جدية ذلك وجدواه! ونحن لا ننسى أن هذا الفريق هو الذي مازال منذ اوائل القرن الماضي يرحب بالوساطات العربية التي كان أشهرها تلك التي خدعت ثورة 1936 وأجهضتها لحساب دولة الانتداب.. الصديقة (!) بريطانيا، ويهلل لمسلسل المباحثات وتقارير اللجان الدولية لتقصي الحقائق، وصولاً منذ سنوات الى مدريد ثم خارطة الطريق والرباعية، واخيراً لا آخراً مجرد الجلوس على طاولة المحادثات «التمهيدية» التي تبشر كل مرة بقرب الوصول الى مجرد مفاوضات (!) تتكرر دون نتيجة إلا إعطاء الوقت والمبرر لمزيد من التوسع الاستيطاني!.{nl}وفي مقابل المنتقدين هناك المؤيدون ومنهم فريق يتفقون على أن «حديث» ثوار الربيع العربي عن القضية الفلسطينية قليل خافت لكن من الظلم مقارنته «بحديث» الحكومات المرتفع الصوت والمتكرر على مدى مائة عام دون ان يقدم لها شيئا ذا بال لا بل إنه استُخدم في كثير من الاحيان غطاء لخيانة القضية او تعطيل مسيرتها أو ثني شعبها عن كفاحه انتظاراً لحلول سلمية لم تأت أبداً!. وفريق آخر يرون أن من الخطأ التسرع في اتهام ثورات الربيع العربي لأنها لم تكتمل بل مازالت تحبو في اول الطريق الطويل تدافع عن نفسها من المتربصين بها والمتحفزين لسرقتها وقطف ثمارها، وفريق ثالث يعتقدون أن من التجني الانكار بأن الثوار حملوا في ميادين التحرير أعلام فلسطين الى جانب اعلام مصر وتونس ومنهم من حاصروا سفارة اسرائيل في القاهرة وتسلق احدهم ببطولة نادرة عمارتها الشاهقة لينزل العلم الاسرائيلي من سماء مصر، ومنهم من طالبوا بالغاء الاتفاقات المشينة مع العدو الاسرائيلي بما فيها اتفاقية كامب ديفيد، منددين بالصفقات الخلفية التي تعقدها بعض القوى السياسية مع أميركا في هذا الشأن! وفريق رابع يريدون الخير لشعب فلسطين ويتمنون انطلاق ربيعه الديمقراطي حتى يتكامل مع العربي، ولعله يتواصل ذات يوم مع ربيع أميركي بدأت تلوح في الافق البعيد بشائره، ويأملون أن يشكّل مقدمةً لربيع اسرائيلي!..{nl}وبعد.. فهل مازال صحيحاً الادعاء بأن الثورات العربية تتجاهل القضية الفلسطينية ؟{nl}الطريق الثالث لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي{nl}الكاتب: عودة عودة_ الرأي الاردنية{nl}بعد أكثر من عشرين عاماً من العمر الطويل والممل واللامجدي للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.. يبدو أن لحظة (الإنكشاف التام) للرفض الإسرائيلي لحل الدولتين قد بات واضحاً كوضوح الشمس في عز الصيف ولا داعي للدخول في التفاصيل المملة والطويلة وغير المجدية...{nl}لقد وصل لجميع المعنيين بعملية السلام بين الفلسطينين والإسرائيلين وفي المقدمة الفلسطينيون والعرب والأوروبيون والأمريكيون والإسرائيليون وجميع المعنيين بايجاد (طريقة تعايش) سلمية... ودائمة على أرض فلسطين التاريخية وعلى أساس (حل الدولتين) هو مضيعة للوقت ويشبه الى حد كبير (حلب الثور) والثور هنا هو الجانب الإسرائيلي.{nl}لقد جهد الفلسطينيون ومعهم العرب ومن خلال المبادرة العربية للسلام.. وقبل شعارات الإنتفاضة الأولى والثانية عامي 1987 و2000 بالإكتفاء (بدولة فلسطينية) على الأرض الفلسطينية المحررة في الضفة الغربية وقطاع غزة مع ضمان حق العودة للاجئين الفلسطينين في الشتات وأن تكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية القادمة.{nl}الرفض الإسرائيلي لحل الدولتين : دولة فلسطينية كاملة السيادة على أرضها وحدودها ومعابرها الدولية وأخرى إسرائيلية بجانبها.. هو رفض لحل كان (يمكن) أن يشكل الأساس للتعايش في المنطقة العربية مع أنه لا يجسد (عدلاً كاملاً) للشعب الفلسطيني المظلوم والمطرود من أرضه ووطنه وإن كان يتضمن الحد الأدنى من الإجماع العربي الفلسطيني والقومي على تحرير فلسطين.. كل فلسطين التاريخية من النهر الى البحر.{nl}ومثلما فشل نموذج الدولة الإستيطانية الغربية (نموذج الدولة الصليبية) ها هي إسرائيل تُفشل أيضاً النموذج الجديد للدولة العبرية في الشرق الأوسط التي ما زالت تعيش على مدى 63 عاماً على السيف إضافة الى إنها بلا عاصمة مستقرة وبلا حدود رسمية ومعترف بها دولياً وبلا دستور ولم تكسب الشرعية الكاملة في المحيط العربي والدولي كما لم يعترف بها حتى هذه اللحظة صاحب الحق (الشعب الفلسطيني) وما اتفاق (اوسلو) الإ إعلان مبادئ للسلام المقبل ليس غير.{nl}وإزاء هذا (التعري الواضح.. والكبير) للفشل الإسرائيلي والفلسطيني والعربي والدولي في إنشاء مشروع (الدولتين) دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية على أرض فلسطين التاريخية.. فإن حل (الدولة الواحدة) للعرب واليهود في فلسطين هو الحل الممكن والأكثر إستيعاباً للحقوق الفلسطينية.. كما يتضمن هذا الحل رسالة سلمية وديمقراطية لأكثرية المجتمع الإسرائيلي الذي ملء الحروب وسفك الدماء لإبنائه وللفلسطينيين والعرب على مدى أكثر من 63 عاماً ولأعوام أخرى أعدادها غير معروفة وغير معلنة.{nl}ورغم ما يشاع من رفض قادة اسرائيليين معروفين لحل الدولة الواحدة إلا أن هناك قادة إسرائيليون معروفون أيضاً يطالبون بهذا الحل ولا داعي لذكر الأسماء كاملة وعلى رأسهم (يوسي بيلين).{nl}كما أن هناك اشارات واضحة من داخل اسرائيل نفسها أن إمكانية قيام الدولة الواحدة للعرب واليهود في فلسطين ممكنة ومنها : فاللغة العربية هي لغة رسمية في إسرائيل الى جانب اللغة العبرية وتُدرس لليهود في بدايات المرحلة الإبتدائية وإن العملة الإسرائيلية (الشيكل) مكتوب عليها باللغات الثلاث ( العربية والعبرية والإنجليزية) , كما أن جميع لافتات الشوارع والطرق والساحات العامة وأسماء المطارات والوزارت والطوارئ وحتى الكنيست مكتوبة أسماؤها باللغات الثلاث هذه.{nl}إن حل الدولة الواحدة وكما كانت قبل العام 1948.. ينهي الخلاف حول القدس حيث تصبح العاصمة الواحدة (القدس) هذه الدولة الواحدة بدلاً من عاصمتين لدولتين في المشروع الذي فشل تماماً.. كما أن إنشاء هذه الدولة الواحدة ينهي جميع الخلافات الأخرى حول حق العودة للاجئين الفلسطينيين في الشتات الذين يشكلون 65% من الشعب الفلسطيني كما ينهي جميع الخلافات حول الحدود والمعابر والمياه وغيرها واسم الدولة الواحدة لن يكون خلافا كبيرا عليه فقد كانت تسمى فلسطين وستبقى تسمى فلسطين..!!{nl}اقتحام الأقصى .. التوقيت والمغزى!{nl} رأي الدستور_ الدستور الاردنية{nl}يثبت العدو الصهيوني كل يوم أنه لم يتخل عن خططه ومخططاته التوراتية، وانه يعمل جاهداً لاستكمال تهويد القدس وهدم الاقصى لبناء الهيكل الزعوم.{nl}وفي هذا الصدد أعلن حزب “الليكود” الصهيوني المتطرف ان اعضاء من الحزب سيقومون باقتحام المسجد الاقصى يوم غد الأحد برئاسة النائب “موشيه فيجلين” الذي نافس نتنياهو على رئاسة الحزب مؤخراً، وحصل على نسبة 25% من اصوات اعضاء الحزب، حيث دعا الحزب في مواقع عبرية على الانترنت، اليمين الصهيوني الى التجمع يوم الاحد والصعود الى جبل المعبد لتطهير الموقع من اعداء اسرائيل، وبهدف بناء الهيكل على انقاض المسجد الاقصى.{nl}إن توقيت هذا العدوان الصريح، يؤكد ان العدو ماض بتحقيق اهدافه مستغلاً الظروف العربية والدولية وانشغال المنطقة بالاحداث الجسام التي تعصف بها.. اضافة الى الواقع الفلسطيني البائس، وتأييد الادارة الاميركية المطلق لليمين الصهيوني، للحصول على اصوات الاميركيين اليهود في الانتخابات المقبلة.{nl}ورغم تقديرنا بأن خطط العدو هذه لن يكتب لها النجاح، وستفشل فشلاَ ذريعاً بفعل مقاومة الشعب الفلسطيني الذي سينفر الى الاقصى للدفاع عنه، والتصدي للعدوان الصهيوني الغاشم بكل شجاعة، كما تصدى له في المرات السابقة.. إلا أن استمرار محاولات العدو هذه، والقائمة على اقتحام المسجد وتدنيسه مستغلاً المناسبات الدينية التوراتية لجمع اليهود المتدينين، والدفع بهم الى القدس والاقصى.. لترويع المواطنين العرب، ودفعهم الى مغادرة المدينة المقدسة، يفرض على الأمة كلها التصدي لهذا العدوان، بخطط واساليب جديدة قادرة على لجمه بعد أن ثبت فشل لغة التنديد والاستنكار والشجب...{nl}لقد استجابت المجموعة العربية لشروط واشتراطات السلام، وقدمت مبادرة السلام العربية التي وافقت عليها قمة بيروت 2002، واكدت عليها كافة القمم التي عقدت بعد ذلك، الا ان العدو رفض ان يخرج من عقلية القلعة، ورفض ولا يزال يرفض الالتزام بشروط العملية السلمية، واستغل المفاوضات لفرض الامر الواقع، ومصادرة الارض، وتهويد القدس، واستطاع بالفعل سرقة اكثر من نصف اراضي الضفة الغربية، حيث اقام اكثر من 140 مستعمرة وأسكن فيها حوالي نصف مليون مستوطن، وتمت سرقة 86% من اراضي القدس العربية، وها هو يعمل على مدار الساعة لتغيير معالمها العربية والاسلامية، واعلانها مدينة يهودية في عام 2020.{nl}ان مواجهة العدوان الصهيوني على القدس والاقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية يستدعي من الأمة كلها اعادة توحيد صفوفها، لترسيخ هذه الوحدة عملاً لا قولاً.. بعد رفضه وقف الاستيطان كما نصت خريطة الطريق وتفاهمات انابوليس، ضارباً عرض الحائط بكافة القوانين والاعراف الدولية، بخاصة اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر أي تغيير ديمغرافي او جغرافي في الارض المحتلة.{nl}مجمل القول: ان تهديد العدو الصهيوني باقتحام المسجد الاقصى المبارك، يعني انه لا يزال مصراً على خططه واهدافه التوراتية في هدم المسجد الاقصى واقامة الهيكل المزعوم، ما يفرض على الأمة كلها من جاكرتا وحتى طنجة الخروج من مربع الكلام الى مربع الفعل، والاعلان عن تجميد الاتفاقات والمعاهدات مع هذا العدو، ووقف التطبيع، واحياء المقاطعة الاقتصادية، والعودة بالصراع الى المربع الاول كسبيل وحيد للجم العدو وانقاذ المقدسات.{nl}“ولينصرن الله من ينصره”... صدق الله العظيم.{nl}عن الجدل حول رئيس الوزراء «أبو مازن»{nl}الكاتب: عريب الرنتاوي_ الدستور الاردنية{nl}التحفظات والاعتراضات التي جوبه بها “إعلان الدوحة”، وتحديداً ما اتصل منها بتكليف الرئيس محمود عباس تشكيل الحكومة، مبررة ومحقة وفي موقعها، سياسية كانت أو “دستورية”، اللهم إلا إذا كانت غطاء لمواقف وأجندات أخرى، ورداء يتدثر به، معارضون لعملية المصالحة برمتها.{nl}فثمة جدل سياسي محق، حول جواز الجمع بين يدي رجل بكل هذه المناصب والمواقع والمسؤوليات...وثمة جدل حقوقي – لا يخلو من الوجاهة – حول دستورية المسألة برمتها...وثمة من قال أن الخطوة تنقض اتفاق المصالحة الذي تحدث اختيار شخصية وطنية مستقلة تتولى رئاسة الحكومة الانتقالية، إلى غير ما هنالك.{nl}لكن الأمر الذي لم تلحظه هذه الاعتراضات، هو أن اختيار الرئيس عباس لتولي هذه المنصب لم يأت من حركة فتح، ولم يكن شرطاً للسلطة والمنظمة، والأكيد أن “أبو مازن” الذي يلّوح بقرار عدم الترشح لولاية رئاسية جديدة، ليس في وارد البحث عن “منصب إضافي” لا يضيف إلى رصيده، بل “يأكل” منه، خصوصا في ظل التحديات الضاغطة على السلطة، وتلك التي تنتظرها بعد تشكيل الحكومة العتيدة.{nl}وسواء جاء الاقتراح “الجدلي” من حماس، كما تقول مصادر، أو جاء من قطر واستجابت له حماس، فإن المؤكد بلا شك، أن الجانين وجدا نفسيهما في حالة “هبوط اضطراري” على مدارج هذه الصيغة/ القرار...ولقد أرادا بذلك ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد.{nl}المنظمة والسلطة وفتح، تدرك معنى خروج سلام فيّاض من موقعه على رأس حكومة تصريف الأعمال....خصوصا لجهة علاقة الحكومة بالغرب أولاً، أو لجهة استمرار التدفق المالي لشرايين السلطة المُتضيقة ثانياً...أو لجهة استعجال فرص التوافق الوطني حول شخص وتشكيل الحكومة الجديدة ثالثاً، ولهذا جاء الاقتراح كإجراء وقائي واستباقي في مواجهة تداعيات خروج الرجل الأكثر حظوة لدى الغرب، من موقعه وصلاحياته.{nl}مثل هذه الصيغة كفيلة أيضاً، بقطع الطريق على محاولات إسرائيلية مرجحة لخوض حرب استنزاف وحصار وتطويق للحكومة، فأية محاولة من قبل هذه الحكومة للطعن بـ”نوايا” الحكومة الجديدة ورئيسها، سوف لن تجد فرصة للنفاذ إلى مراكز صنع القرار في العواصم الدولية، إذ من ذا الذي سيصدق الزعم الإسرائيلي بأن حكومة يقودها عباس، هي حكومة “إرهاب” أو مظلة له أو داعمة له.{nl}نقطة ثانية، بالغة الأهمية، جعلت أمر “ترئيس” عباس للحكومة أمراً يكاد يرقى إلى مستوى القرار الاضطراري...وأعني بها “كيمياء” العلاقة الخاصة بين مشعل وعباس، وأحسب أن أية شخصية كان سيقترحها الرئيس على مشعل، لم تكن لتحظى بتأييده المتحمس، كما أن أي مرشح قريب من حماس، سوف يثير مخاوف من “تعميم” الحصار المضروب على غزة على الضفة الغربية.{nl}أياً يكن من أمر، وبصرف النظر عن البعدين السياسي والحقوقي للخطوة، يمكن القول أن هذه الخطوة الانتقالية، يمكن أن تساعد على اجتياز المرحلة الانتقالية التي تمر بها الساحة الفلسطينية، بانتظار إعادة ترميم وبناء وهيكلة النظام السياسي الفلسطيني، ومن الأفضل لمختلف الأطراف، أن تكون هذه الفترة قصيرة ما أمكن، فكلما طالت واستطالت، كلما ظهر المزيد من المشكلات والتحديات التي قد تُعقّد مسار المصالحة وتنذر بانتكاسات عسيرة.{nl}لذا نرى من الأفضل أن نشرع فوراً ومن دون إبطاء، في ترجمة استحقاقات المصالحة واستعادة الوحدة...حتى نفرغ لمواجهة ما تخبئه إسرائيل في جعبتها، من مفاجآت لعل أشدها ضرراً وخطورة، تعطيل الاستحقاقات الانتخابية التي من المقرر أن تجري هذا العام، كأن تمنع الفلسطينيين من إجراء الانتخابات في القدس، أو اشتراط عدم مشاركة بعض الفصائل فيها، وهو أمرٌ إن حصل، سيستدرج مواجهة سياسية ودبلوماسية وحقوقية بين الشعب الفلسطيني وسلطات الاحتلال.{nl}المصالحة الفلسطينية بين ربيعين{nl}الكاتب: طلال عوكل_ البيان الاماراتية{nl}لا تزال إعلانات المصالحة الفلسطينية تتوالى، وكأن نجاحها لم يكن ينقصه سوى بصمة دولة عربية أخرى، إلى جانب الدور المصري الذي يلخصه ما يعرف بـ"الوثيقة المصرية للمصالحة الفلسطينية"، التي توجت حوارات مطولة بين حركتي فتح وحماس، وأخرى محدودة بمشاركة كافة الفصائل الفلسطينية.{nl}من الآن فصاعداً، سيتم الحديث عن "إعلان قطر"، باعتباره نقطة انطلاق حقيقية ذات طبيعة تنفيذية لما سبقه من حوارات واتفاقيات، ذلك أن الدولة الراعية، لا تملك تأثيراً سياسياً أكثر من أدوار دول عربية أخرى كمصر والسعودية مثلاً، وإنما لأن هذه الدولة سيترتب عليها أن تدفع ثمن فوزها بهذا الإعلان ـ الدور، سواء لجهة تسويقه، أو لجهة تحمل بعض تكاليف تنفيذه.{nl}وفق "إعلان قطر"، سيتم تشكيل حكومة التوافق الوطني، من كفاءات مستقلة برئاسة الرئيس محمود عباس، الأمر الذي يؤدي عملياً إلى تجاوز عقدة مسمى رئيس الحكومة، بدون أي إساءة أو مساس برئيسي الحكومتين في الضفة سلام فياض، وفي غزة إسماعيل هنية، أو أي تعرض سلبي أو إيجابي للحكومتين.{nl}بعض قياديي حركة حماس، وأيضاً الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، يأخذون على هذه "التخريجة"، تعارضها وخروجها عن النظام الأساسي الفلسطيني، وهو بمثابة الدستور المؤقت، والذي ينص على الفصل بين رئاسة السلطة ورئاسة الحكومة، ولكن السؤال المهم هو: هل احتكمت عملية الانقسام إلى النظام الأساسي؟{nl}وهل هذا النظام لا يزال يحظى بالاحترام وبالالتزام؟ لقد عصف الانقسام بكل القوانين والأنظمة التي تعرضت لانتهاكات جسيمة.{nl}إعلان قطر، الذي سيتم البدء في تنفيذه في الثامن عشر من الشهر الجاري، خلال اجتماع للمرجعية القيادية المؤقتة لمنظمة التحرير، التي يشكل انعقادها بحد ذاته حلقة من حلقات المصالحة، هذا الإعلان يحدد بشكل حصري مهمة الحكومة بعنوانين، هما؛ التحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية التي جرى تأجيلها لأسباب إجرائية.{nl}كما ورد في التصريحات التفسيرية، ومهمة إعادة إعمار قطاع غزة، والتي يفترض أن تحظى بمساهمة قطرية مادية مجزية، الأمر الذي يضع علامة استفهام حول الجهة أو المؤسسة التي ستسند إليها مهمات إدارة الأوضاع الحياتية اليومية للفلسطينيين.{nl}ومتابعة التفاصيل التنفيذية المتعلقة بالجوانب الإجرائية الأخرى لاتفاق المصالحة، الذي يشمل جوانب عديدة. الشارع الفلسطيني لم يبد اهتماماً ملموساً، لما جرى إعلانه في قطر، فلقد استهلكت الإعلانات الكثيرة والتصريحات السابقة، كل أمل لدى الجماهير الفلسطينية إزاء تحقيق المصالحة، حتى بات المواطن يتجنب الوقوع في خيبات أمل جديدة، بعد خيبات الأمل المتكررة التي حصدها.{nl}وحتى النشطاء السياسيون، والمتابعون للشؤون الفلسطينية، لم يظهروا اهتماماً كافياً وملحوظاً بما تم إعلانه من العاصمة القطرية، فهم أيضاً يخشون أن تطيح الوقائع المعترضة العنيدة، بمصداقيتهم أو تشكك في صحة تحليلاتهم السياسية.{nl}على أنه لا هذه اللامبالاة من قبل الجماهير الفلسطينية، ولا تلك الشكوك من قبل النشطاء السياسيين، قادرة على أن تنال من حقيقة أن المصالحة الفلسطينية قد بدأت منذ زمن، وأن العوامل الموضوعية والذاتية ذات العلاقة بالأمر، قد أصبحت مواتية وناضجة لإنجازها.{nl}وحيث تتجاوز كونها اتفاقية واجبة التنفيذ، إلى كونها عنواناً لمرحلة طويلة، من المرجح أن تتخللها صعوبات كثيرة، ومحاولات قوية لوأدها.{nl}لعل المراقب السياسي يلمس تزايد فعالية جماعات المصالح، التي نشأت خلال مرحلة الانقسام، وترى في تحقيق المصالحة ما يمس أو يطيح بمصالحها، ولذلك فإنها لن تتردد في الدفاع عن تلك المصالح، عبر محاولات علنية أو خفية، لإفشال المصالحة أو إبطائها قدر الممكن.{nl}على أن إسرائيل تشكل الطرف الأكثر خسارة في حال تحقيق المصالحة، وهي الطرف الأكثر قدرة على التأثير السلبي في مجرياتها، وآليات تحققها. إسرائيل أخذت "إعلان قطر" على محمل الجد، وربما يعتبره رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو "حبل الإنقاذ" الذي سيحرر حكومته من تحمل المسؤولية عن فشل المفاوضات، ولتحويل كرة اللهب إلى الملعب الفلسطيني. وفي تصريح مكرر، قال نتانياهو "إن محمود عباس قد اختار الانحياز إلى حماس بدلاً من أن ينحاز إلى السلام".{nl}والانحياز لحماس استناداً لفهم نتانياهو، يعني انحيازاً للإرهاب وتخلياً عن عملية السلام. يحاول نتانياهو، عبثاً، أن يلعب على وتر مهترئ، ربما لكي يقنع نفسه وائتلافه الحكومي المتطرف، ولكي يبرر لحكومته الإقدام على إجراءات عقابية صعبة ضد الفلسطينيين.{nl}ولكنه يعرف أن العزف على هذا الوتر، أي وتر الإرهاب، ومسؤولية السلطة عن فشل المفاوضات، من غير المتوقع أن يؤدي إلى تحريض المجتمع الدولي، اللهم إلا إذا كان سينجح في ابتزاز الإدارة الأميركية تحت وطأة حاجة الرئيس أوباما للصوت الانتخابي اليهودي. الرئيس محمود عباس، يدرك تماماً ما تسعى إليه إسرائيل.{nl}ويتوقع تصعيداً في أشكال العدوان على كل الفلسطينيين في الضفة وغزة على حد سواء، ولذلك فإنه في الوقت الذي يعلن فيه فشل المفاوضات ومسؤولية إسرائيل عن ذلك، لا يكف عن إعلان تمسكه بخيار المفاوضات، وبما يترتب على إسرائيل أن تفعله من أجل إنجاحها، وهو خطاب بات يحظى بمصداقيته لدى الدوائر الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، رغم وقوفها الدائم إلى جانب إسرائيل.{nl}ويدرك الرئيس محمود عباس وكل القيادات الفلسطينية، أن إسرائيل ماضية في مخططاتها لنسف إمكانية تحقيق السلام، أو إقامة الدولة الفلسطينية، سواء تمت المصالحة أو لم تتم، ولذلك فإن تحقيق المصالحة، بما أنها تعتبر مصلحة فلسطينية خالصة، بات يشكل إنجازاً ذا أولوية بالنسبة للأطراف الفلسطينية، خصوصاً في ظل انغلاق الأفق أمام الخيارات الأخرى، حتى لو بقيت هذه الخيارات قائمة كعناوين للسياسة الفلسطينية بشقيها المقاوم والمفاوض، مع التحفظ على مثل هذا الفصل العسكري المفتعل.{nl}إن التقييم المتفائل أو المتشائم لموضوع المصالحة الفلسطينية، ينبغي أن يأخذ في الاعتبار أن هذه العملية طويلة، وتحقيقها لن يكون سهلاً.{nl}وعلى المتحمسين وغير المتحمسين لها، أن يتوقعوا الثمن الذي يترتب على الشعب الفلسطيني أن يدفعه مقابل النجاح أو الفشل، وأن حجم النجاح لا يمكن أن يصل إلى حالة استعادة الوحدة الكاملة، إذ إن تطبيق الاتفاق بالكامل، من غير المتوقع أن يؤدي إلى تغيير حقيقي وجذري في واقع سيطرة حماس على قطاع غزة، وحركة فتح على الضفة الغربية.{nl}هنا تتجلى قدرة الفلسطينيين على التحدي وامتلاك الإرادة الصلبة، القادرة على تحقيق الإنجاز ورفض الخضوع للضغوطات والتحديات، التي تعترض طريق تحقيق وحدتهم، وتأجيل عاملهم الذاتي، بما يستجيب للتفاؤل الذي تولده رياح التغيير التي تهب على المنطقة العربية.{nl}«حماس» الإيديولوجيّة/ اللا...{nl}الكاتب: حازم صاغيّة_ الحياة اللندنية{nl}أن تصالح «حماسُ» «فتحَ» وتباشر الانسحاب من معسكر الممانعين، فهذا ما يتعدّى الحدث السياسيّ البحت على رغم أهميّته كحدث سياسيّ.{nl}فنحن، هنا، حيال امتحان آخر للإيديولوجيا الصافية تفشل فيه تلك الإيديولوجيا ويتبيّن، من ثمّ، أنْ ليس بالمعتقدات وحدها يحيا الإنسان.{nl}بلغة أخرى، وهو ما ينطبق على «حماس» وعلى سواها ممّن يتعاطون السياسة المباشرة، تشكّل الإيديولوجيا مجرّد واحد من العناصر التي تقرّر خطّاً ووجهة معيّنين، فيما تتمدّد العناصر الأخرى من طريقة تأويل مصلحة الجماعة المعنيّة إلى الوطنيّة إلى الطائفيّة والمذهبيّة في حال احتواء المجتمع المقصود على ظاهرات كهذه. وغنيّ عن القول إنّ هذه الأخيرة أقوى في مجتمعاتنا والمجتمعات التي تشبهها ممّا في البلدان الأحدث والأشدّ تقدّماً.{nl}وما تبسيط عمليّات معقّدة كهذه عبر أحكام من نوع «أنّ قطر اشترت حماس»، أو «أنّ حماس انحرفت عن الخطّ الصائب» غير دلالة على عقل طفليّ، شعبويّ وديماغوجيّ، يعيش على هامش السياسة ومتنها العريض، ويبقى كذلك إلى قيام الساعة.{nl}لقد قدّم العالم عيّنة شهيرة على تعدّديّة العناصر المؤثّرة هي النزاعان الصينيّ – السوفياتيّ والسوفياتيّ – اليوغوسلافيّ اللذان لم تنجح وحدة الإيديولوجيا الماركسيّة –اللينينيّة في رأب صدعهما. وبدوره، قدّم العالم العربيّ عيّنات أخرى تبدأ بالخلاف العميق بين البعثين السوريّ والعراقيّ ولا تنتهي بالخلاف الأعمق بين الأصوليّتين الإسلاميّتين السنيّة والشيعيّة. وهذا من دون أن ننسى حالات أقلّ تظهيراً، كانفراد «الإخوان المسلمين» الكويتيّين بمناهضة الغزو العراقيّ لبلدهم ضدّاً على مواقف سائر «الإخوان المسلمين» المؤيّدين للغزو، أو التباين الفلسطينيّ – الشرق أردنيّ في قلب حركة «الإخوان» الأردنيّين، حيث يتماهى فلسطينيّوها مع «حماس» ويحاذر شرق أردنيّيها الذهاب بعيداً في مناوأة المَلكيّة، أو اصطباغ «المقاومة»، في حقبة ما بعد ضمور المقاومة الفلسطينيّة «السنّـيّة»، بصعود الطائفة الشيعيّة اللبنانيّة المعزّز بثورة الخميني الإيرانيّة. وهذا حتّى لا نذهب أبعد فنستنطق انشقاق الإسلاميّين الأفغان ممّن سبقوا «طالبان» على خطوط إثنيّة، وتباين مواقف الأكراد الأتراك والعراقيّين والسوريّين تبعاً لعوامل وطنيّة.{nl}والواقع هذا، بغناه وتناقضه، لا صلة له بأحكام القيمة، تبخيساً واتّهاماً بالخيانة و»الاستشراق» أو تثميناً وتمجيداً. بيد أنّه، وفي الحالة التي نحن في صددها، أي تحوّل «حماس»، واقعٌ أنتجته الانتفاضة السوريّة معطوفةً على جوّ من الاستقطاب المذهبيّ عارمٍ ومستولٍ على منطقة المشرق العربيّ.{nl}وأمّا وأنّ الحال على ما هي، بات إلحاح التفكير في السياسة بواقعيّة الواقع شرطاً من شروط السياسة التي تحقّق أهدافاً على الأرض، بدل أن تسجّل مواقف تتبخّر في السماء.{nl}وهذا ما يبدو أنّه اجتذب «حماس» أو بعضها الذي يعرف أنّ تعديل التوازن مع إسرائيل، ولو قليلاً جدّاً، يستلزم كلّ الطاقة الفلسطينيّة، ومعها طاقات كلّ الذين قد يتعاطفون مع الحقّ الفلسطينيّ.{nl}وفي المعنى هذا يجوز القول إنّ تصدّع النظام السوريّ يعمل، على مستوى المشرق، رافعةً للواقع الفعليّ على حساب الإيديولوجيا، وللوضوح على حساب الإبهام والتلغيز، وطبعاً للحرّيّات على حساب المصادرة.{nl}أن ينصر الفلسطينيون الثورة السورية{nl}الكاتب: معن البياري _ الحياة اللندنية{nl}أحسنت دولة فلسطين في جامعة الدول العربية، حين عزفت عن ترؤّس اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري الراهن، وكان ذلك حقّها بموجب الترتيب الأبجدي، فآل إلى قطر. وكان جيّداً أنّها نأت بنفسها (والتعبير لبنانيٌّ مستجد) عن أن تكون عضواً في اللجنة. وبديهيٌّ أنّ أكلاف هذا الأمر لو استحسنته دولة فلسطين كانت ستصير كبيرةً، ليس فقط على قيادة منظمة التحرير، بل ربما، أيضاً، على الفلسطينيين أنفسهم، المقيمين في سوريّة خصوصاً، والذين يخبرنا مقيمون بينهم أنّ مزاجهم العام منحازٌ إلى الثورة السورية، وإن لم يعانوا من النظام تمييزاً فادحاً وعنصريةً كالتي يرفل فيها نظراؤهم في الجوار اللبناني، غير أنّ مشاعرهم ومداركهم لا يمكن أن تكون على غير التعاطف مع إخوتهم السوريين، في مغالبة نظامٍ متعسفٍ طال تجبّره كثيراً. وفي البال أنّ آلافاً من الفلسطينيين في سورية خبروا معتقلات هذا النظام والتعذيب الشنيع في سجونه، لاتهامهم بالعرفاتيّة أو غيرها، وثمّة من تمّ تنكيلٌ بهم، فيما كانوا ينتسبون إلى فصائل في اليسار الفلسطينيّ ينعم قادتها بطيب الإقامة (وليس كرمها بالضرورة) في دمشق. ولأنّه مستحيلٌ أن يقع المرء على مسحٍ للرأي العام لدى اللاجئين الفلسطينيين في غير مخيمٍ ومدينةٍ وبلدةٍ سوريّةٍ، فإنّه، لا يعدم، في الوقت نفسه، إمكانيةً لتلمسّ تلك المشاعر، المكتومة غالباً، باشتهاء النّصرة للسوريين الثائرين. وإذ جاءت أخبارٌ، قبل أيام، على تظاهرةٍ في مخيم اليرموك تطالب بإسقاط النظام، فإنّها تؤكّد مضمون بيانٍ أصدرته، بالتزامن، «اللجنة الوطنية للمخيمات الفلسطينية»، موجّهٍ إلى نشطاء الثورة السورية، وأكّد نصرتها، وتبرّأ من الفلسطينيين المتعاملين مع النظام ويعتنقون الدفاع عنه، ومن «بقايا التنظيمات اليسارية التي لا وزن لها في مخيماتنا». وفي البال أنّ ضاحية الرمل في مخيّم اللاذقية للاجئين الفلسطينيين ضير مع ناسه من قصفٍ للجيش السوري عليه، إبّان استهداف مناطق محيطةٍ به. ولم يتوجه ذلك الاعتداء إلى أولئك الفلسطينيين لحيثيّتهم هذه، بل لأنّ أقدارهم وضعتهم في ذلك المطرح، على غير شأن اللاجئين في مخيم تل الزعتر في لبنان، والذين قتل آلافٌ منهم مع تدمير المخيم، وتهجير الباقين فيه، على أيدي ميليشياتٍ يمينيةٍ مسيحية، بدعمٍ وعونٍ مكشوفين من قواتٍ سوريةٍ هناك، في 1976.{nl}ودلّ اعتقال الأجهزة السورية نجل الشهيد فتحي الشقاقي، أول أمين عام لحركة الجهاد الإسلامي، قبل أسابيع، وتردّد أنّه كان ناشطاً في التظاهرات، على انخراطٍ فلسطينيٍّ، غير محدّد المساحة، فيها، وشاع أن ثمة فلسطينيين بين قتلى النظام اليوميين. والبادي أنّ الفصائل الفلسطينية لا تشجّع على المشاركة في هذه التظاهرات، ولم تعلن مواقف مؤازرةً للثورة، وإن تختلف مواقفها بشأن سلوك النظام والحالة السورية الراهنة، فلم يدل بأيّ تصريحاتٍ في هذا الخصوص أيٌّ من قادة الجبهتين الديموقراطية والشعبية، وإن نسب إلى كوادر في الأخيرة كلامٌ يناصر بشار الأسد، بزعم المقاومة والممانعة التي يقال إنّ نظامه «يتحلى» بهما. أمّا عن الشعبية – القيادة العامة فليس مفاجئاً أنّ قياديين فيها ضيوفٌ دائمون على شاشة التلفزيون السوري، للحديث عن «انكشاف» المؤامرة الكبرى على سوريّة، ومعلومٌ أنّ الاستخبارات السورية التي يلتحق بها هذا التنظيم منذ عقودٍ استخدمته في ترتيب إحياء ذكرى احتلال فلسطين، في حزيران الماضي، بالمسيرة إيّاها إلى الحدود مع الجولان، ولبّى الدعوة إليها شبانٌ فلسطينيون متحمسون بعفويةٍ صادقة، ثم قضى منهم عشرون برصاص عدوانٍ إسرائيليٍّ، لم ترد عليه سلطة المقاومة والممانعة بشيء، فيما رصاصها مشغولٌ في استهداف المتظاهرين، تماماً كما انعدم الردّ على الاعتداء على منشأة دير الزور، وعلى تحليق المقاتلات الإسرائيلية فوق منزلٍ للرئيس.{nl}استطراداً بشأن الفصائل، ثمّة الأوضاع الصعبة التي تغالبها حركة حماس في دمشق، بعد أن امتنعت عن التجاوب مع ضغوطٍ هائلةٍ من النظام للإندراج في خطاب المؤامرة والعصابات المسلحة، بل صدرت إشاراتٌ من قادة الحركة تؤكّد نفورها من خيار السلطة الأمنيّ المجنون ضد المتظاهرين، وأفيد بأنّها بعثت، حتى أسابيع، نصائح إلى القيادة السورية لتنعطف على خياراتٍ أخرى، ثمّ سوّغ ما تلقته من صدودٍ مغادرة قادة حماس دمشق، ونيّة رئيسهم، خالد مشعل، أن يفعلها ويغادر. ويذكّر هذا الحال العويص الذي تجد الحركة الإسلامية الفلسطينية نفسها فيه بما أبلغه عبدالحليم خدّام لزعاماتٍ فلسطينيةٍ مستضافةٍ في سورية، إبّان كان نائب حافظ الأسد، أنّ دمشق ليست فندقاً، ما يعني، بداهةً، أنّ ثمّة فواتير مستحقة الدفع ممن تؤويهم دمشق، وتتيح لهم إسناداً سياسياً وإعلامياً، منها الانتصار لخياراتها حين يكون ذلك لازماً. والبادي أنّ «حماس» ليست في وارد هذا الأمر في غضون محنة الشعب السوري الماثلة قدّامها.{nl}انتقالاً إلى الفلسطينيين في وطنهم المحتل، صار معلوماً أنّ مزاجهم بات واسعاً مع سقوط النظام السوري بعد الشهرين الأوّلين للثورة، جرّاء حدّة عمليات القتل والتنكيل، اليومية التي يرتكبها النظام، وبفعل صمود السوريين الباهر في تظاهراتهم للخلاص منه. ولا يتّصل توافق الفلسطينيين هذا بتأثيرات الفصائل وحساباتها، بل، على الأغلب، بالوعي، العفويّ غالباً، المقيم في مداركهم، بوجوب الانحياز، المتخفّف من أيّ كلامٍ سياسيٍّ من أيّ نوعٍ، إلى أيّ شعبٍ في أيّ مطرحٍ يتوسّل كرامته. يضاف إلى ذلك، ما تحدثه فضائية «الجزيرة»، ذات المكانة المقدّرة في الداخل الفلسطيني، من تأثيرٍ في اتجاه إسناد السوريين، والذين تزيد أعداد القتلى منهم على أعداد قتلى العسف الإسرائيلي اليوميين. ولا يكون التأشير إلى مزاج الفلسطينيين هذا من دون تنويهٍ باقتران هذه القناعة مع مخاوف لديهم على سورية بعد بشار الأسد، من قبيل احتمالات تورطّها في فوضى، أو حربٍ أهليةٍ، أو تقسيمٍ أو ارتهانها إلى خياراتٍ أميركية، وما إلى ذلك من كلامٍ يشيع، ويجد في الفضاء الشعبيّ الفلسطينيّ مناخاً لاستقباله باهتمام. وتتراكم مواقف الفلسطينيين هذه، المواطنون منهم والفصائل، وفي أرشيفهم فصولٌ داميةٌ في مسار علاقتهم بالنظام السوري، منذ امتنع وزير الدفاع حافظ الأسد عن تلبية أمر رؤسائه تأمين غطاءٍ جويٍّ لألويةٍ سوريةٍ قصدت نصرة الفدائيين الفلسطينيين في الأردن في 1970، مروراً برعاية مذبحة تل الزعتر في 1976، وارتكاب مذبحتي مخيمي نهر البارد والبداوي في طرابلس لإخراج ياسر عرفات للمرّة الثانية بحراً، للمرة الثانية في عام بعد حصار إرييل شارون له في بيروت. ومعلومٌ أنّ هوساً سورياً بعثياً كان مديداً في السيطرة على حركة فتح التي تزّعمت الوطنيّة الفلسطينية، ومعلومٌ أنّ سورية حافظ الأسد تركت الفلسطينيين وحلفاءهم اللبنانيين وحدهم في فم الذئب الإسرائيلي في غزو 1982، ثم دبّرت الانشقاق إياه في «فتح»، ورعت حرب المخيمات المعلومة الأغراض. ولم تفلح دعاوى الممانعة ومناهضة اتفاق أوسلو، لاحقاً، في دفع الفلسطينيين إلى نسيان هذا الأرشيف المصبوغ بالدم والمرارات. ولأنّ الأمر كذلك، معطوفاً، قبله وبعده، على الانتصار للسوريين في ثورتهم المطالبة بالحريّة، لن يذرف الفلسطينيون دموعاً على سقوط النظام قريباً.{nl}تنفيذ المصالحة الفلسطينية.. خيار مصيري{nl}الكاتب: جاسم الجاسم_ الراية القطرية{nl}وضعت قطر بصمة قوية وجديدة على جهودها لدعم مسيرة التضامن العربي باحتضانها الأسبوع الماضي اجتماع الرئيس محمود عباس ورئيس حركة حماس خالد مشعل توقيعهما "إعلان الدوحة" للمصالحة الفلسطينية بحضور سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر. واتسم الاجتماع بروح المسؤولية والصراحة والشفافية والإصرار على التطبيق الأمين والدقيق لاتفاق المصالحة بكافة بنوده.{nl}وقد شهد بالدور الكبير الذي بذلته قطر من أجل نصرة القضية الفلسطينية ودعم غزة إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية بغزة، خلال زيارته مؤخرا للدوحة. وقال في اللقاء الجماهيري الذي عقد بالنادي العربي أن قطر قدمت الدعم المادي والسياسي والإعلامي والنفسي للقضية الفلسطينية. وكشف أن سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أكد له تقديم الدعم المادي لإعادة أعمار كل ما دمرته الحرب في قطاع غزة وأكد له أن القيادة القطرية جاهزة لهذا الدور.{nl}وأشار هنية إلى أن هذا الدعم الذي قدمته قطر نابع من التزامها بالمبادئ العربية والإسلامية لكون القضية الفلسطينية قضية محورية وقضية كل العرب والمسلمين. ونوه بالدور الإعلامي الذي قدمته قطر للقضية الفلسطينية ممثلا في دور قناة الجزيرة. وأشاد بدور قطر تجاه الفلسطينيين المفرج عنهم من سجون الاحتلال والمبعدين والذين بلغ عددهم نحو 22 مبعدا وكانوا قد وصلوا الدوحة خلال الفترة الماضية.{nl}وأرى أن الأهم من توقيع الاتفاق وتبادل القبلات والتحيات والتهاني بين القادة، أن تكون الدوحة بمثابة شاهد حقيقي على تنفيذ بنود المصالحة التي تم الاتفاق عليها.{nl}فإعلان المصالحة في الدوحة يأتي بعد قرابة 8 أشهر من إعلان المصالحة الذي وقعته "فتح" و"حماس" في الرابع من مايو 2011، في القاهرة بحضور عربي ودولي وبرعاية مصرية. ويومها خرجت التصريحات المهللة بقرب تحقيق الوفاق الفلسطيني واستبشرنا خيرا بأجواء التغييرات في العالم العربي والتي بلا شك ستدعم الحق الفلسطيني. ولكن تراجع التفاؤل مع مرور الأيام، بل تحول إلى التشاؤم ونحن نرى عجز قادتيْ فتح وحماس على تشكيل حكومة وفاق وطني في فترة لا تتجاوز شهر يناير الماضي. وبرز اختيار رئيس الوزراء في حكومة التوافق كأهم العقبات التي أعاقت تشكيل الحكومة الفلسطينية وكأن الساحة خالية من الكفاءات التي يمكنها شغل هذا المنصب المؤقت.{nl}واعتقد أنه لا يغيب عن ذهن القيادات الفلسطينية أن العدو الإسرائيلي هو الطرف الأكثر استفادة من الانقسام على كافة المستويات السياسية والأمنية والاستيطانية. فقد خطت إسرائيل خطوات كبيرة على صعيد تهويد القدس، والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.{nl}وتهربت من استحقاقات سياسية تحت ذريعة عدم وجود شريك فلسطيني في ظل الانقسام الفلسطيني. ولذلك عرقلة المصالحة الفلسطينية إستراتيجية إسرائيلية ثابتة وواضحة. وتجلى ذلك في تصريح رئيس الحكومة نتنياهو والذي دعا فيه السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية أن تختار بين السلام مع إسرائيل أو السلام مع حركة حماس، وأيضا التصريحات الإسرائيلية بالتهديد باتخاذ إجراءات انتقامية من السلطة بسبب تحقيق التقدم في ملف المصالحة الفلسطينية. وطبق التهديد على أرض الواقع من خلال إعلان إسرائيل عن تجميد تحويلات الضرائب إلى السلطة الفلسطينية والتي تقدر بنحو 37% من ميزانية السلطة الفلسطينية.{nl}وأرى أن الاستفادة العظمى لإسرائيل تتمثل في انكفاء الفلسطينيين على مشاكلهم. وتراجع إرادة الإنسان الفلسطيني الذي عانى تيه الهدف والمشروع والهوية، وعانى التيه الأسري والعائلي والمجتمعي. وبدأ بعض الفلسطينيين المخلصين لبلدهم ولقضيتهم يتململون من هذا الانفصام الذي تحركه في الأساس أطماع حزبية ضيقة دون الأخذ في الاعتبار المصالح الفلسطينية العليا. وتعالت التساؤلات عن أسباب سهولة الانتقال إلى المناطق المحتلة عام 1948 منها، عن الانتقال بين قطاع غزة وبين الضفة الغربية.{nl}المطلوب المسارعة في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في الدوحة، وهذا ما دعا إليه صراحة بقوله: "إن ما تضمّنه الإعلان لهو خير دليل على التصميم لدى الإخوة في حركتي فتح وحماس على إعادة اللحمة إلى الجسم الفلسطيني السياسي.. ونحن في قطر مؤمنون بصدق النوايا، والإصرار الذي أظهره كل من الإخوة في فتح وحماس وذلك من أجل تذليل كافة العقبات".{nl}وأوضح سمو الأمير أن وحدة الصف الفلسطيني ليس ترفا أو رفاهية بل إنها خيار مصيري لا مفر منه، قائلا:"في تقديرنا أنه ليس أمام الأشقاء الفلسطينيين سوى المضي في تحقيق وحدتهم الوطنية التي لم تعد خيارًا بل مصيرًا، وسيجدوننا والأمة العربية معهم، من أجل استعادة كافة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة".{nl}احذروا.. «القاعدة» و«الموساد» بيننا{nl}الكلتب مصطفى الصراف_ القبس الكويتية{nl} {nl}إن تنظيم القاعدة، وبغض النظر من اي رحم ولد، فإن البارز في أعمال «القاعدة» هو أنها متسقة تماما مع ما تريده الصهيونية لخدمة الكيان الاسرائيلي، ابتداء من تبنيها عملية الهجوم بالطائرات المدنية على برجي التجارة في نيويورك، وانتهاء بما تقوم به هذه الايام في العراق وسوريا ومصر. ولقد كتب الكثير عن الهجوم على برجي التجارة في نيويورك من قبل عدة مصادر اميركية واوروبية ممن هم غير خاضعين للنفوذ الصهيوني، واظهروا ضلوع الموساد الاسرائيلي في ذلك الهجوم بالتنسيق مع «القاعدة»، اما سمات التعاون بين الموساد الاسرائيلي و«القاعدة» فمظهرها تنفيذ عمليات داخل العراق ضد المؤسسات الدينية، كالمساجد ودور العبادة الاسلامية، شيعية وسنية، والمسيحية.{nl}والامر نفسه يحدث اليوم في مصر وسوريا، الهدف منه بث روح العداوة المذهبية والدينية وإشعال حروبها لتكون نتائجها عرقلة الاستقرار في العراق ومصر وسوريا اكبر الدول العربية وإلهاءها داخليا، تحقيقا للامن الاسرائيلي وتوسعه. ولا يوجد اي امر ديني يبرر لـ «القاعدة» ان ما تقوم به من هجمات على الشرطة العراقية والمصرية والسورية ومقارها الا كونهم مرتزقة وصنائع الاستعمار وعملاءه. ان أي مسلم مؤمن يعلم ان الاسلام يحرم ذلك، كما ان اي وطني مؤمن بعروبته لا يقدم عليه. وكذلك الامر في ما يبثه البعض من التنظيمات التي تطلق على نفسها بالاسلامية ـ وما شابه ذلك من تنظيمات متفرعة عن «القاعدة» ـ بين صفوف الشعب السوري وشعوب الخليج العربي من احتراب مذهبي وطائفي، وليس بداية ظهور رؤوس الخلايا الجاسوسية المخبأة بيننا كجبل الجليد ومتشحة بوشاح المتدينين المتطرفين إلا بداية حرب جديدة تشنها الصهيونية والدول الاستعمارية. سلاحها بعض وسائل الاعلام العربية وعملاء «الموساد». ومن سمات التعاون بين القاعدة والموساد الاسرائيلي ايضا، ان على الرغم من ضخامة ودقة الاساليب وتنوعها التي ينفذ بها ما يسمون بالقاعدة عملياتهم الارهابية، لم يقوموا طوال كل هذه السنين حتى بعملية واحدة ضد اسرائيل ولو بالهجوم على إحدى سفاراتها أو مراكزها المنتشرة في العالم التي يسهل الوصول اليها، أو يرسلوا على الاقل بسفينة شبيهة بسفن الحرية لشعب غزة المحاصر، ولكننا نراهم اليوم يهاجمون السفارات السورية في حركة واحدة متزامنة في جميع الدول الغربية المناوئة لمحور المقاومة العربية، وفي بعض الدول العربية المتواجدين فيها «تحركهم غرفة عمليات واحدة» لتشكيل ضغط على الشعب السوري المتمسك بقيادته لينصاع الى المخطط الاستعماري الغربي المتمثل في حلف الناتو لاعادة استعمار المنطقة طمعا في نفطها وموقعها الاستراتيجي وتحقيق الامن الاسرائيلي وتوسعه. ولا شك ان عملياتهم طوال هذه السنين قد أغدقت عليها المليارات، يا ترى من يموّلها؟! ومن له مصلحة في بث روح المذهبية في وسائل الاعلام وابعاد حتى الشبهة عن اسرائيل؟!{nl}نصر الله لم يكن يعترف بإيرانيته!{nl}الكاتب: طارق الحميد_ الشرق الاوسط{nl}ضجت الأوساط السياسية، والإعلامية، اللبنانية بتصريحات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الأخيرة التي قال فيها بأن الله أغناه بالمال الإيراني، حيث رفع الكثير هناك من عقيرة الصوت قائلين بأن حسن نصر الله يعترف لأول مرة بأنه تابع لإيران، ويدار، ويمول من قبلها، والحقيقة أن لا جديد في ذلك.{nl}وعندما نقول: إنه لا جديد في ذلك، فلسبب بسيط؛ فما قاله نصر الله عن علاقة حزبه بإيران أمر تثبته أفعال الحزب، طوال السنوات الماضية، ولم يكن لينطلي على لبيب، أو قارئ للتاريخ، أو للأحداث، ومنذ عام 2000. ومن دون مسحة آيديولوجية، ومن لم يكن قادرا على قراءة كل ذلك، وكل المؤشرات أيضا في سلوك حزب الله، أو نصر الله نفسه، فكان بإمكانه التأكد من تبعية حزب الله، وقائده، لإيران فقط من خلال مشاهدة شريط الفيديو الذي تسرب على الـ«يوتيوب»، وبثته بعض الفضائيات العربية، لحسن نصر الله وهو يعلن أنه ينفذ الأجندة الإيرانية بلبنان، أجندة الخميني.{nl}وعليه، فإن حديث نصر الله الأخير الذي قال فيه: «إننا في حزب الله نتلقى الدعم المعنوي والسياسي والمادي بكل أشكاله الممكنة والمتاحة من الجمهورية الإسلامية في إيران منذ عام 1982» لم يكن القصد منه نفي التهمة القائلة بأن حزب الله يقوم بالمتاجرة بالمخدرات وغسل الأموال لتمويل أنشطته، فتلك ليست بالتهمة الجديدة حتى يتصدى لها حسن نصر الله، ويقول: إن «الله أغنانا بدولته الإسلامية في إيران عن أي فلس في العالم حلال أو حرام». بل إن ما أراد قوله حسن نصر الله، وتحديدا لجمهوره اللبناني، أمر مختلف تماما، وهنا القصة.{nl}ففي خطابه الأخير أراد حسن نصر الله طمأنة أتباعه، ومريديه، بالقول: إن مصير حزب الله مرتبط بإيران، وليس النظام الأسدي، وإن دعم حزب الله وسر بقائه هو إيران، وليس الأسد، فإيران هي التي تقدم «الدعم المعنوي والسياسي والمادي بكل أشكاله الممكنة والمتاحة» لحزب الله، وليس النظام الأسدي، ومعنى ذلك أن حسن نصر الله يريد القول لأتباعه بأن لا تقلقوا في حال سقط بشار الأسد، فقوتنا لا تستمد من نظامه، بل من نظام الولي الفقيه بإيران. هذه هي رسالة حسن نصر الله لمريديه، وهذا ما أراد قوله بكل تحديد، ولذا فإن المعلومات تشير إلى أن هناك «نقمة» حادة داخل الأوساط الأسدية بعد خطاب نصر الله الأخير، وبالطبع فإن بوسع البعض في لبنان التأكد من ذلك، خصوصا عملاء النظام الأسدي، فحينها سيعرفون أن النظام الأسدي قرأ خطاب نصر الله بذلك الشكل، وليس بأي شكل آخر.{nl}وبالطبع فإن هذه هي القراءة الصحيحة لخطاب زعيم حزب الله، فنصر الله لم يكن يعترف بتبعيته لإيران، فهي أمر ثابت منذ زمن، وإنما كان يخاطب مريديه في لبنان ويقول لهم بأن لا خوف على حزبه في حال سقط الأسد، لأن من يدعمهم بكل الأشكال <hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/02-2012/عربي-35.doc)