تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء حماس 27



Haidar
2012-02-21, 01:58 PM
أقلام وآراء ( 27){nl}كهرباء قبل المصالحة! المركز افلسطيني للإعلام،،، لمى خاطر{nl}يفرحون لموت أطفالنا المركز الفلسطيني للإعلام،،، خالد معالي{nl}إعلان الدوحة الفلسطيني ومآلات المركز الفلسطيني للإعلام،،، علي بدوان{nl}الثورات العربية تفتح نافذة فرص جديدة للفلسطينيي المركز الفلسطيني للإعلام،،،، ماجد كيالي{nl}إغراق غزة بالظلام.. استهتار بالعرب الرسالة نت،،،، هيثم الصادق{nl}صناعة الأمل الرسالة نت،،، مؤمن بسيسو{nl}كهرباء قبل المصالحة!{nl}المركز افلسطيني للإعلام،،، لمى خاطر{nl}لعله بات من المسلمات القول إن أخطر ورقة ابتزاز يمكن يمكن استخدامها ضد غزة الآن هو ربط عودة الكهرباء بموضوع المصالحة، وترك المسألة عرضة لحلول طارئة وترقيعية وآنية لا تعالجها من جذورها ولا تضع حداً نهائيا وجذريا لها!{nl}لقد عاش أهل غزة بما فيه الكفاية في ظل هذه المعاناة، حتى بات انقطاع التيار الكهربائي يومياً لساعات طويلة أمراً عادياً ومألوفا، رغم أن الأصل عدم الاستكانة لتلك الأزمة كل تلك المدة، بل تقديم حلّها على الكثير من الأولويات، لأن اعتياد أهل غزة على تقبّل انقطاع التيار الكهربائي يعني تهيئتهم لقبول أشكال أخرى ومتعددة من الحصار، والاضطرار للتكيف مع مختلف ضروب العيش القاسي مهما كان جائرا.. وهنا ينبغي التفريق دائماً بين الصمود كثقافة وبين القبول بالضيم والسكوت عنه، فالأول محمود، والثاني مذموم ويستحق المقاومة.{nl}لقد أبدعت غزة في تحدي الكثير من مظاهر الحصار، وفي إفشال بعضها، لكن مشكلة الكهرباء ظلّت مقيمة، بينما لم يكن هناك من يكترث لهذه المشكلة من خارج حدود القطاع أو يراها مأساة حقيقية، فيما لم تكن تلك المشكلة تصدّر إلى واجهة الإعلام بشكل مستمر، وظلت إثارتها موسمية تقتصر على الأوقات التي يصل فيها القطاع إلى حدود كارثة إنسانية، وحين تصبح غزة كلّها بلا كهرباء، وتصل المستشفيات ومرافق الحياة الأساسية لحافة الخطر!{nl}والآن تزامنت عودة الأزمة مع توقيع اتفاق المصالحة، وهناك من سيروقه أن تغدو كهرباء غزة إحدى ملفات المصالحة، والمنتظرة تحققها لتعود للحياة! رغم أن الأمر ينطوي على خطورة كبيرة، وسيعني أن غزة ستظل رهينة الكهرباء كما أن غيرها اليوم رهين للرواتب وأموال الضرائب المحوّلة من الجانب الإسرائيلي.{nl}ولعل المسؤولية الكبرى اليوم تتوزع ما بين حكومة غزة وثورة الشعب المصري، لأنه ما عاد مقبولاً ولا معقولاً ألا تبادر حكومة غزة لاستثمار نتائج الثورة المصرية باتجاه رفع الحصار بأشكاله كافة عن غزة، وبغضّ النظر عن تطورات اتفاق المصالحة. كما لم يعد مقبولاً ألا تتدخل إرادة الثائرين على المستوى الشعبي والحزبي وفي مجلس الشعب لكي تضغط على الحكومة الانتقالية ومن خلفها المجلس العسكري لكي يبادر للمساهمة في حلّ أزمة يملك حلّها بشكل جذري حتى لو تطلبت بعض الوقت، وبما يغني غزة عن البقاء تحت رحمة الإرادة الصهيونية التي تسرف دائماً في استهداف البنى التحتية للقطاع وفي تدمير مقوّمات صموده وحياته.{nl}إن هذه المشكلة ذات أبعاد إنسانية بحتة، وهي تتعلق بحق المواطن الغزي كإنسان في الحصول على حقوقه الأساسية قبل أي شيء آخر، ويفترض ألا يطرح أصلاً ربط حلّ مشكلة من هذا النوع بالتطورات في ملف المصالحة، لأن هذا إخضاع ورهن للقرار، وهو أمر لا تحتمله غزة ولا أي صاحب ضمير حرّ داخلها وخارجها.{nl}أما إن انعدمت الوسائل؛ فلعلّ الشعب الغزي الذي سبق أن اقتحم معبر رفح في عهد مبارك قادر على أن يعيد الكرّة مطالباً بحقه، والفرق أن تحركه هذه المرة سيجد صدى قوياً ومدوياً في جميع أرجاء مصر الثورة.{nl}قد لا يكون هذا الحلّ الأفضل، ولكن إن لم يكن منه بدّ فعلى السياسة أن تتنحى جانباً لتترك للشعب أن يقول كلمته ويكسر حصاره بشكل نهائي ومرّة واحدة!{nl}يفرحون لموت أطفالنا{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،، خالد معالي{nl}الأطفال ضحايا حادث جبع شهداء عند الله؛ كونهم لاقوا حتفهم نتيجة لتقطيع أوصال الضفة الغربية والقدس المحتلة. فاجعة مصرع الأطفال هزت أكثر القلوب قساوة وصلابة وأبكتها، فهم أطفال حرموا الحياة بعد أن حرمهم الاحتلال من اللعب كبقية أطفال العالم.{nl}برغم شدة وقساوة الحادث الذي فجع قلب كل إنسان؛ إلا أنه لم يحرك عواطف أفراد عاديين في دولة الاحتلال؛ بل ذهب بعضهم إلى التعبير عن فرحته بمقتل أطفال بعمر الزهور، وأخذوا يتبادلون التهاني عبر تدويناتهم المختلفة على الشبكة العنكبوتية، ويقولون: "نقص (المخربون) عشرة".{nl}في العدوان على غزة قبل ثلاث سنوات قتلت طائرات الاحتلال قرابة 400 طفل، ولم يحرك ذلك شعرة واحدة في جسد قيادات دولة الاحتلال؛ بل راحوا يقولون: "إن ذلك كان ضروريا لردع (الإرهاب). ولم يقدم أي منهم حتى الآن أمام محكمة جرائم الحرب الدولية.{nl}تنشئة الفرد في دولة الاحتلال تقوم على أنه من شعب الله المختار، وأن الشعوب الأخرى، نساء وأطفالا ورجالا، أقل منهم شأنا وقيمة، ومجرد خدم لهم ،وينظرون للآخرين ولأطفالهم نظرة ازدراء واستعلاء.{nl}منظومة القيم والأخلاق في دولة الاحتلال ضعيفة وهشة وتكاد تكون معدومة وغير موجودة. بالمقابل فإن المنظومة الأخلاقية لدى الشعب الفلسطيني عالية جدا، وإن كنا نأمل أن تكون اكبر بذلك بكثير؛ والدليل على ذلك عدم قيام القوى الفلسطينية على مدار فترة مقاومة الاحتلال باستهداف الأطفال والنساء، وإن حدث ذلك يكون بالخطأ ودون قصد.{nl}في الوقت الذي يلعب أطفال دولة الاحتلال بكل أنواع الألعاب واللهو، ويعيشون طفولتهم بحرية، ويتم تغذيتهم منذ صغرهم بالكراهية والحقد على العرب والفلسطينيين؛ لا يجد الأطفال الفلسطينيون ما يلعبون به، ويضطرون إلى التنقل مسافات طويلة للوصول إلى أماكن اللعب واللهو، وقد يخطفهم الموت قبل وصولهم إلى ألعابهم ولهوهم، كما حصل مع أطفال "نور الهدى".{nl}قد تخرج أصوات من دولة الاحتلال تزعم أن الفرحة بمصرع الأطفال لا تمثل الجميع؛ وان هذا ليس نهجا وممارسة ومجرد حالة نشاز؛ ولكن نذكر أن الفرحة نتيجة، ولها ما سبقها من تعذيب الأطفال الفلسطينيين وإذلالهم وتعريتهم على الحواجز، وخطفهم من أحضان أمهاتهم وسط البرد القارس، وهو ما وثقته منظمات حقوقية دولية.{nl}تعبئة الفرد، مهما كان دينه ولونه وموطنه، بأفكار خاطئة ومتطرفة يتسبب بالمزيد من تدهور الأمور وتعقيدها، ويحتاج لعقول وأفكار خلاقه لتصويب ما خرج عن الصواب؛ وهنا فان مفكري وقادة دولة الاحتلال بحاجة إلى إعادة صياغة لأفكارهم من جديد، فيما يتلاقى مع معاني الإنسانية الرحيمة وليس مع شريعة الغاب.{nl}الإنسان السوي يتألم ويحزن عندما يرى الآخرين يتعذبون لأي سبب كان؛ فالأصل أن يحيا الإنسان ويعيش بكل طمأنينة وهدوء، فكيف عندما يرى أطفالا يحترقون؟! من يفرح لمقتل أطفال، مهما كانوا، يكن للأسف قد تجرد من إنسانيته.{nl}إعلان الدوحة الفلسطيني ومآلاته{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،، علي بدوان{nl}جاء توقيع إعلان الدوحة الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس يوم 6 فبراير/شباط الجاري ليضع حداً لعنوان مستعص ظل مثار خلاف واختلاف في مسار المصالحة الوطنية الفلسطينية، ليس بين حركتي فتح وحماس فقط، وإنما بين مجموع القوى الفلسطينية المختلفة بما فيها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وداخل حركة فتح ذاتها.{nl}فما هو الجديد بهذا الشأن؟ وما هي الآفاق المتوقعة على صعيد تحقيق المصالحة الفلسطينية على الأرض بعيد توقيع إعلان الدوحة؟ وما هي المخاوف التي تنتاب البعض خشية تحول إعلان الدوحة إلى مجرد إعلان على الورق أو إلى مجرد إعلان دعائي لا أكثر ولا أقل، خصوصاً أن الفلسطينيين عموماً باتوا ينظرون إلى تفاهمات حركتي فتح وحماس بعين الحذر وعدم اليقين؟{nl}ولا ننسى أن تجارب الاتفاقات السابقة من اتفاق القاهرة الموقع عام 2005، إلى وثيقة الوفاق الوطني الموقعة عام 2006، إلى اتفاق مكة الموقع عام 2007، إلى إعلان صنعاء عام 2008، إلى الورقة المصرية التي تم التوقيع عليها عام 2009، إلى اتفاق المصالحة الأخير الموقع في القاهرة منتصف العام 2011، جعلت الناس في حالة من البلبلة والشك في جدية ما تم التوصل إليه.{nl}إشكالية رئيس الحكومة{nl}في البداية، لا بد من القول بأن مسألة تشكيل حكومة وحدة وطنية وإلغاء الازدواجية الحكومية شرط ضروري -وإن كان غير كاف- للشروع العملي في إنجاز المصالحة وترجمتها على أرض الواقع.{nl}وقد اصطدمت تلك المسألة بعقبات كثيرة طوال الفترات الماضية نتيجة التباين في الرؤية بين الجميع بشأن كيفية تشكيلها، هل هي حكومة وحدة وطنية يجري تشكيلها من القوى والفصائل إضافة إلى المستقلين، أم هي حكومة تكنوقرط مهنية انتقالية من المستقلين ومن الكفاءات كما كانت تطالب غالبية الفصائل، تقتصر مهامها على التحضير لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، وإعادة إعمار قطاع غزة، وتوحيد الأجهزة الأمنية بين الضفة الغربية وقطاع غزة وكافة مؤسسات السلطة الفلسطينية؟{nl}إضافة إلى ذلك فقد كان هناك خلاف مستحكم على اسم المرشح المطلوب لرئاسة الحكومة، فبينما كان التوجه العام لدى الرئيس محمود عباس هو ترشيح سلام فياض رئيساً للحكومة الموحدة القادمة لأسباب تتعلق بعلاقاته الدولية وقبوله لدى الغرب والدول المانحة، كانت حركة حماس تعارض هذا الاختيار بشكل كبير.{nl}وهذه المعارضة نتيجة لملاحظاتها السياسية على شخص فياض انطلاقاً من التزكية الأميركية والغربية له، كما كانت تعارض ترشيحه أيضاَ شخصيات وقيادات معروفة من حركة فتح، انطلاقاً من اتهامها له بتهميشه لكوادر الحركة وإقصائه لهم من مواقعهم التي يستحقونها داخل أطر ومؤسسات ووزارات السلطة الفلسطينية.{nl}وهكذا، فقد كان اسم المرشح لرئاسة الحكومة الانتقالية الموحدة مثار إشكالية كبيرة، طالما اعترضت ملف تشكيل الحكومة عند كل لحظة يتم فيها التوقف عند هذا الملف، الذي يعتبر بدوره ملفاً حساساً على صعيد إنجاح مسيرة إعادة بناء الوحدة الوطنية وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية -قولاً وعملاً- على أرض الواقع، عبر إعادة توحيد المؤسسات الحكومية بين الضفة الغربية وقطاع غزة.{nl}وكما تشي الوقائع، فإن إعلان الدوحة الفلسطيني جاء بعد ترشيح حركة حماس الرئيس عباس لرئاسة الحكومة التوافقية كمخرج خلاق لإشكالية داخلية بعد تعذر تشكيل حكومة موحدة لاستحالة التوافق على اختيار اسم شخص محدد لرئاستها، رغم طرح عدد جيد من الأسماء من أصحاب الكفاءات المرموقة.{nl}أما الاعتراض القائل بأن ترشيح عباس لرئاسة الحكومة مخالف للقانون الأساسي (الذي ينص على فصل السلطات، وعدم مزاوجة شخصية واحدة بين مهام رئيس السلطة ورئيس الوزراء)، فإن المخرج الخلاّق يفسح المجال أمام مرونة لتحقيق توافق وطني دون الوقوف عند حرفية القانون، فما جرى كان مخرجاً من مأزق.{nl}الانتخابات تشترط حكومة موحدة{nl}وعليه، فإن اختيار عباس لرئاسة الحكومة الانتقالية من شأنه أن يبدد بعض المخاوف التي تتعلق بالممولين الدوليين وعلى رأسهم الولايات المتحدة، حيث يصعب عليها في هذه الحالة وقف المساعدات لحكومة كفاءات مهنية فلسطينية موحدة يترأسها عباس.{nl}كما يصعب على "إسرائيل" وقف تحويل المستحقات المالية للسلطة، حيث لا يوجد لديهم أي مبرر الآن لتنفيذ أي من التهديدات التي استمع إليها الفلسطينيون في الأشهر الماضية.{nl}وبالطبع، فإن ما تحقق في إعلان الدوحة، وتخطي الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إشكالية حالت دون تشكيل رئاسة حكومة الكفاءات المهنية الفلسطينية جرى الاتفاق عليها في مايو/أيار الماضي، يفتح الطريق أمام إمكانية الإعلان الرسمي عن الحكومة الفلسطينية الجديدة الموحدة في اجتماع للجنة منظمة التحرير الفلسطينية يُرتقب عقده قريباً في العاصمة المصرية القاهرة، كما يتوقع أيضاً أن يجري عرضها على المجلس التشريعي لنيل الثقة بحسب القانون الأساسي الفلسطيني.{nl}من جانب آخر، فإن إنجاز تشكيل حكومة وحدة وطنية كان وما زال شرطاً لا بد منه من أجل إنجاز الملف المتعلق بإجراء الانتخابات التشريعية للمجلس التشريعي للضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني.{nl}فمن حيث المنطق لا يمكن إجراء انتخابات موحدة تتمتع بالنزاهة والمصداقية دون حكومة وحدة وطنية، فإنهاء ملف الازدواج الحكومي كان وما زال أمراً لا بد منه للوصول إلى تلك الانتخابات المرجوة، لا سيما بعدما اتضح أن ليس لدى لجنة الانتخابات ما يكفي من الوقت لإجراء الانتخابات يوم 4 مايو/أيار المقبل كما جرى الاتفاق عليه سابقاً بين جميع القوى الفلسطينية.{nl}وعليه فقد جاء في نص إعلان الدوحة أن على حكومة التوافق الوطني الإعداد وتوفير الأجواء لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، وهو ما يستوجب أن تبدأ لجنة الانتخابات المركزية عملها في غزة، وهو ما تم التأكيد عليه في بند منفصل في إعلان الدوحة حين حُدّد بالفقرة التالية "التأكيد على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القاهرة لبدء عمل لجنة الانتخابات المركزية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس".{nl}تهيئة أجواء الانتخابات{nl}إن الانتخابات الديمقراطية المطلوبة تعزز ثقة الشعب الفلسطيني بمؤسساته، وهو ما يفترض تهيئة الأجواء والمناخات الصحية الضرورية والمناسبة لإجراء تلك الانتخابات، والعمل على تنفيذ بنود المصالحة على الأرض لجهة توحيد المؤسسات المدنية والعسكرية وحتى الأمنية في عموم الأرض المحتلة عام 1967.{nl}يضاف إلى ذلك الإسراع في تنفيذ كافة بنود المصالحة، خاصة ما يتعلق منها بحرية العمل السياسي لكافة القوى في الضفة الغربية وقطاع غزة وإنهاء ظاهرة الاعتقال والاستدعاء لأسباب سياسية والإفراج عن كل المعتقلين السياسيين، وهو ما يتطلب أيضاً الإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين دون تأخر أو تباطؤ.{nl}والتباطؤ في تنفيذ هذا الأمر سينعكس سلباً على إعلان الدوحة، وسيدفع بالمتضررين من المصالحة إلى إعلاء صوتهم والمشاغبة في الشارع وتوجيه نقدهم الحاد، بل وتعطيل الأمور إن استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.{nl}إن بزوغ بشائر إمكانية تشكيل حكومة الوحدة الوطنية لا يعني أن باقي الملفات المطروحة على طاولة المصالحة قد تيسرت وباتت على سكة سلسة، فهناك ملفات عديدة ما زالت تحتاج إلى جهد كبير من أجل إنجازها وتذليل المصاعب التي تعترض طريق إغلاقها بنجاح.{nl}وفي طليعة تلك الملفات موضوع إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتوسيع إطارها بحركتي حماس والجهاد الإسلامي، وخطوات تفعيل وتطوير المنظمة تتم عبر إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني بشكل متزامن مع الانتخابات الرئاسية والتشريعية.{nl}ومن جهة أخرى يستمر عمل اللجان التي تم تشكيلها وهي لجنة الحريات العامة المكلفة بمعالجة ملفات المعتقلين والمؤسسات وحرية السفر وعودة الكوادر إلى قطاع غزة وجوازات السفر وحرية العمل، ولجنة المصالحة المجتمعية.{nl}خلاصات واستنتاجات{nl}إن إعلان الدوحة الفلسطيني رزمة واحدة يجب أن يُطبق بكل تفاصيله وعلى كافة الأصعدة والملفات وبالتوازي في الضفة الغربية وقطاع غزة، وصولاً إلى إنجاز المهام المرجوة والمطلوبة من الحكومة الفلسطينية القادمة.{nl}وما يهمنا في هذا المجال هو التأكيد على القول بأن المواطن الفلسطيني لا يريد أن يسمع أقوالاً فقط، بل يريد أن يرى الأمور على أرض الواقع عبر نتائج ملموسة ومحددة، وهو ما يعني بالنسبة له الإسراع في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من أجل إعادة اللحمة إلى الصف الوطني وإنهاء الانقسام المؤذي.{nl}إن إعلان الدوحة يأتي في لحظات حاسمة من حياة المنطقة التي تشهد ارتجاجات كبيرة وهزات متتالية، لها علاقة بمجموعة التحولات الجارية في الإقليم وحتى في العالم بأسره، والفلسطينيون ليسوا خارج تلك التفاعلات ولا بمنأى عنها، بل هم في قلبها.{nl}فالمرحلة الحالية التي تشهد صعود تيارات الإسلام السياسي في المنطقة، وضعت مجمل الحالة الفلسطينية أمام مفترق طرق صعب، كما وضعت حركة حماس أمام استحقاقات كبيرة لها علاقة بتشعب الوجود والانتشار التنظيمي للحركة في فلسطين والشتات، كما أن لها علاقة بالمتغيرات الجارية في بعض بلداننا، مترافقاً معها فشل وانسداد أفق المسار التفاوضي مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما عزز من إمكانية التلاقي الفتحاوي الحمساوي.{nl}إن تلك التحولات الإقليمية المشار إليها أعلاه، تطرح أمام الفلسطينيين وبقوة مهمة إعادة بناء قواهم وتوحيد جهودهم ووضع حد للانقسام المدمر في صفوفهم، وعلى حركتي فتح وحماس وباقي القوى أن تعي ذلك بكل حرص وبمسؤولية عالية.{nl}عقبات ومآلات{nl}من جانب آخر، يُتوقع أن تلقى الخطوات التنفيذية لإعلان الدوحة الفلسطيني منغصات كثيرة وقد تكون كبيرة، جزء منها من داخل البيت الفلسطيني كاستمرار الاعتقالات السياسية والعجز عن توحيد المؤسسات خاصة العسكرية والأمنية منها، أو البدء بتنفيذه على مضض وتسويف في ظل معارضين له من داخل حركتي فتح وحماس حتى لو كانوا أصحاب نفوذ متواضع.{nl}أما الجزء الأوسع من تلك المنغصات فسيأتي -كما هو متوقع- من الطرف الإسرائيلي الذي لا يريد أن يرى توافقاً وطنياً فلسطينياً، ولا يريد أن يرى حالة فلسطينية متماسكة.{nl}وانطلاقاً من ذلك أعلن بنيامين نتنياهو عن إدانته لإعلان الدوحة الفلسطيني، داعياً الرئيس محمود عباس إلى الاختيار بين ما أسماه السلام مع إسرائيل، أو التحالف مع حركة حماس، حيث لا يمكن المضي في كلا الاتجاهين حسب نتنياهو.{nl}وبكل الحالات، فإن إعلان الدوحة خطوة جيدة ومتقدمة في مسار المصالحة، وفي مسار اجتراح حل إبداعي خلاق لتذليل عقبة تشكيل الحكومة الفلسطينية الموحدة، لكن ملفات المصالحة بتعقيداتها طويلة ولن يتم حلها في وقت قصير، وهي ما زالت تحتاج إلى مزيد من الإنضاج أولاً ومزيد من التفاني ثانياً، ومزيد من التغلب على الأنانيات والعصبويات التنظيمية ثالثاً، ومزيد من الارتقاء في وعي المصالح الوطنية العليا والكف عن المصالح الخاصة لهذا الفصيل أو ذاك رابعاً.{nl}الثورات العربية تفتح نافذة فرص جديدة للفلسطينيين{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،،، ماجد كيالي{nl}بات العالم العربي، وضمنه الفلسطينيون، على أعتاب مرحلة تاريخية جديدة ومغايرة، فلقد غيّرت الثورات الشعبية العربية (على مشكلاتها ونواقصها)، البيئة السياسية العربية والإقليمية والدولية، وأعلنت قيامة الشعب، وحضوره من الغياب إلى مسرح التاريخ، وكشفت "إسرائيل" على حقيقتها كدولة استعمارية واستيطانية وعنصرية ودينية، وباعتبارها آخر ظاهرة من هذا النوع.{nl}ليس كل ذلك مجرّد تفصيلات عاديّة وطارئة وسطحيّة وإنما هي بمثابة تحوّلات ستصبغ العالم العربي بطابعها للعقود المقبلة، إذ ستعيد تعريف العالم العربي لذاته ولمكانته ولدوره، كما ستغيّر من كيفيّة تعاطي القوى الدولية والإقليمية معه.{nl}الراجح إن الفلسطينيين سيتأثّرون إيجاباً بهذه التحوّلات التاريخية، إذا أرادوا، لكن ذلك منوط بكيفيّة استقبالهم لها، وبكيفيّة تأهيل بناهم وخطاباتهم لمواكبتها والتفاعل معها. أما استمرار عملهم بالطرق السابقة فهو نوع من عبثيّة ضارة، ومضيعة للوقت، ووصفة لتآكل كياناتهم السياسية، وربما اندثارها.{nl}وفي مراجعة للتجربة التاريخية للفلسطينيين يمكننا ملاحظة أنهم استطاعوا إطلاق حركتهم التحرّرية المعاصرة، في أواخر الستينات، بفضل صوغهم الإجماعات الوطنية عند شعبهم، التي تماهي فيها هدف العودة بهدف التحرير، وبفضل بنائهم لحركة وطنية منفتحة، تمثّلت خاصّة في حركة «فتح» وفي كيانية جامعة تمثلت في منظمة التحرير، وبفضل استثمارهم الواقعين العربي والدولي.{nl}هكذا، وبالقياس لتلك التجربة، يمكن الاستنتاج أيضاً، أن الثورات الشعبية، والتداعيات الناجمة عنها عربياً وإقليمياً ودولياً، ربما تشكّل فرصة للفلسطينيين تسهّل عليهم إحداث ثورة جديدة في ثقافتهم السياسية وبناهم وأشكال عملهم وكفاحهم، وتشجّعهم على مراجعة خياراتهم السياسية. فما كان مفهوماً أو مقبولاً من قبل، ولو على مضض، لم يعد كذلك، والضغوط التي كانت لم تعد بذات المقدار.{nl}لكن هذه التغيّرات بالنسبة إلى الفلسطينيين ليست سهلة ولا هيّنة، فلقد جرت في الفترة الماضية الإطاحة بالإجماعات الوطنية، لمصلحة مشروع سياسي جزئي وناقص ومجحف ومهين، تمثل باتفاق أوسلو وما انبثق منه، كما جرى تحويل الحركة الوطنية إلى نوع من سلطة تحت الاحتلال، مع ما اعتراها من شبهات تتعلق بالفساد السياسي والمسلكي، وضمنه تشكّلت طبقة سياسية معنية باستمرار الحال على ما هو عليه، للحفاظ على مكانتها.{nl}مع ذلك لا مناص للفلسطينيين، في أوضاعهم الراهنة، من إدراك ضرورة استثمار هذه اللحظة التاريخية، لإعادة صوغ إجماعهم، أو مشروعهم الوطني، بعد كل الاجتزاء والتشويه اللذين لحقا به، وحثّ الخطى لإعادة بناء كياناتهم السياسية، بعد كل التكلّس والاهتراء والتآكل الحاصل فيها.{nl}وكنت كرّست مقالتي السابقة (الثلثاء قبل الماضي) للحديث عن الشرط الأوّل، المتعلّق بضرورة تعريف الحركة الوطنية لمشروعها، الذي يفترض بداهة تحقيق التطابق بين قضية فلسطين وأرضها وشعبها، ما يتمثل في مشروع الدولة الواحدة الديموقراطية العلمانية، أكثر من أي مشروع أخر.{nl}وقد كان منطلقي في ذلك استلهام تجربة انطلاقة الستينات، التي ما كانت لتنجح لولا إنها ولّدت رؤية سياسية استقطبت إجماعات الفلسطينيين، في كافة أماكن تواجدهم، لكونها قدّّمت إجابات مناسبة عن مختلف أسئلتهم، من اللاجئين الذين يلهمهم حلم العودة، إلى فلسطينيي الأراضي المحتلة الذين يناضلون من أجل دحر الاحتلال والاستقلال، إلى فلسطينيي 1948 الذين يكافحون ضد العنصرية والتغييب ومن أجل حقوقهم الوطنية وهويتهم القومية.{nl}هذا يعني أن الوضع الحالي يستوجب ويشجّع على العودة إلى مركز الإجماعات الوطنية، باستعادة المطابقة بين القضية والأرض والشعب والتاريخ، لأن هذا وحده هو الذي يمكّن من جعل الكيانات السياسية الفلسطينية ممثلةً حقاً لشعبها.{nl}وما أتوخّى توضيحه هنا أن ذلك لا يتطلّب استعادة جامدة أو ميكانيكية للإجماعات السابقة بقدر ما يستلزم تطوير ثقافة الفلسطينيين السياسية، بإضفاء مضامين ومعايير إنسانية وعصرية على مفهومهم عن التحرير، بحيث لا يقتصر على تحرير الأرض/الإقليم، وبحيث يشمل تحرير الإنسان، وسيادة قيم العدالة والمساواة والديموقراطية ونوعية الحياة وشكل النظام السياسي.{nl}وفي الواقع فإن المفهوم الإقليميّ (الأرض) للتحرّر الوطنيّ الذي يتمحور حول مجرّد الصراع على الأرض، أو على الاستقلال في دولةٍ على جزء من أرض (لجزء من الشعب)، ما عاد كافياً ولا مقنعاً وربما ما عاد متاحاً على ضوء الواقع الإسرائيلي في الضفة. فوق ذلك فإن تجربة الاستقلالات العربيّة لا تشجّع على ذلك، إضافة إلى أنّ هذا لا يلبّي مطالب كل الفلسطينيين المتعلّقة بالحقيقة والعدالة.{nl}المشكلة أن الفلسطينيين لم يدركوا بعد أن سبب تدهور حركتهم الوطنية، وانحسار مكانتها التمثيلية، وتراجع دورها، وانطفاء صدقيّتها، وانقساماتها، إنما يعود إلى تحوّلها عن مشروعها الأساسي إلى مشاريع جزئية وناقصة، وإلى تحوّلها إلى سلطة تحت الاحتلال، وهذا هو، أيضاً، مصدر غياب الإجماعات عندهم، والسبب الذي يغذّي إحباطاتهم ويسهم في تبديد تضحياتهم.{nl}في هذا الإطار فإنه لممّا يدعو إلى الاستغراب حقاً إصرار الطبقة السياسية السائدة على المضيّ في مشروع يزعزع إجماعات الفلسطينيين وكياناتهم السياسية والمجتمعية، فحتّى «حماس» ذهبت مؤخّراً نحو التساوق مع خيار الدولة الجزئي والناقص في الضفة والقطاع، والقائم على المفاوضات، والذي لا يتضمّن بداهة حقّ العودة للاجئين، بدلاً من الاشتغال على توليد مشروع وطني جامع، أو على الأقل ربط مشروع الدولة المستقلة بمشروع رؤية سياسية مستقبلية تضمن وحدة الأرض والشعب! كما يمكن للمرء أن يستغرب تصريح الرئيس محمود عباس الذي قال فيه: «نحن نريد حلّ الدولتين ونرفض حلّ الدولة الواحدة. لكن التصرّفات الإسرائيلية تقود إلى دولة واحدة، وهذا ما نرفضه» («الحياة»، 15/2). فهذا كلام لا جدوى منه، وغير صحيح البتّة لا بالنسبة إلى ما تريده إسرائيل ولا بالنسبة إلى مصالح الفلسطينيين المستقبلية.{nl}على ذلك ثمة أهمية كبيرة لصوغ رؤية سياسية جديدة تعيد بناء الإجماعات عند الفلسطينيين، وتعزّز وحدتهم كشعب، وتسهّل عليهم أيضاً تجاوز خلافاتهم وانقساماتهم، وحشد قدراتهم في مواجهة السياسات الإسرائيلية.{nl}هذا يقودنا إلى الشرط الثاني اللازم لاستنهاض طاقات الفلسطينيين، ذلك أن توليد رؤية سياسية جامعة تبني على التجربة السابقة وعلى التطورات الناشئة، يستلزم أيضاً، ليس مجرد مصالحات شكليّة أو اتفاقات شراكة موقّتة، وإنما إعادة بناء الكيانات السياسية، المنظمة والسلطة والفصائل، على أسس وطنية ومؤسَسية وديموقراطية وتمثيليّة وانتخابية، لتمكينها من حمل هذا المشروع.{nl}آن الأوان للقيادات المعنيّة أن تدرك بأن عهد ما يسمّى «الشرعيات الثورية»، ونظام المحاصصة («الكوتا») الفصائلي الأبوي، انتهى زمنه واستهلك، لأن الفصائل المعنية تخلّت عن كونها حركة تحرّر، وذهبت إلى التسوية الجزئية، وانصرفت عن المقاومة، حتى الشعبية، وتحوّلت إلى مجرّد سلطة تحت الاحتلال. هذا يعني أن العقد الاجتماعي، غير المكتوب، بين الشعب والفصائل انتهى أو تآكل، فلا تمثيل من دون انتخابات ومؤسّسات وأطر شرعية وتمثيليّة.{nl}ثمة نافذة فرص فتحتها الثورات الشعبية العربية وعلى الفلسطينيين تأهيل أنفسهم لاستقبالها واستثمارها، بما يخدم قضيتهم وحقوقهم.{nl}إغراق غزة بالظلام.. استهتار بالعرب{nl}الرسالة نت،،،، هيثم الصادق{nl}محاولة إغراق قطاع غزة في الظلام بمستشفياتها وبيوتها وشوارعها ليست مجرد جريمة أخلاقية إنسانية تستسيغ العقاب الجماعي الشامل لأهالي القطاع بل هي استهتار بالعرب جميعا الذين يرون بأم أعينهم إخوتهم في العقيدة والقومية تُمارس ضدهم هذه الجريمة النكراء وهم عاجزون عن نصرتهم.. يسمعون أنين المرضى في مستشفيات القطاع وهم يلفظون الأنفاس دون أن يحركوا ساكنا.{nl}التساؤلات تتزايد عن مدى جدوى الجامعة العربية العاجزة عن اتخاذ قرار برفع الحصار وهي التي اعتمدت مشروعا للربط الكهربائي العربي منذ عامين دون إدراج قطاع غزة فيه، وعن مسؤولية العرب الدينية والأخلاقية في المبادرة إلى إنارة القطاع وإنقاذ المرضى وتسهيل حياة الفلسطينيين في القطاع وخاصة بعد الثورة التي أطاحت بالنظام البائد الذي كان شريكا للكيان الصهيوني في حصار غزة.{nl}إذا كان مفهوما أن تخلي سلطة رام الله مسؤوليتها اتجاه إنارة القطاع لسبب استلاب الإرادة والرضوخ لإملاءات الكيان الصهيوني فإن الصمت العربي عن هذه الجريمة الأخلاقية بعد ثورات الربيع العربي وإغلاق العيون عن مسيرة الشموع الطلابية في القطاع لم يعد مستساغا بل هو محاولة للعودة بعقارب الساعة إلى الوراء إلى ما قبل تلك الثورات.{nl}إن هذا التقاعس يشير إلى أن التحرر من التبعية لم ينجز بعد، وإلى أن الآمال الشعبية في أن تستعيد الأمة العربية دورها وأن تفرض نفسها عاملا مؤثرا في أوضاع المنطقة وتفرض على العالم احترام إرادتها الحرة المستقلة ما زالت في نفق مجهول؛ فلو تحققت تلك الآمال لما استهتر الكيان الصهيوني بالعرب جميعا فواصل التهام القدس وأراضي الضفة الغربية وفرض إملاءاته على سلطة رام الله التي رضخت لشروطه بتأجيل إمداد القطاع بالكهرباء، ولسارع العرب إلى إنقاذ القطاع من الجريمة الأخلاقية والعقاب الجماعي القاسي الذي يمارسه الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني هناك لا لشيء سوى لتمسكه بثوابته الوطنية وحقوقه التاريخية وبخيار المقاومة المشروعة للعدوانية الصهيونية المتواصلة ضده.{nl}إن هذه المحاولات الصهيونية التي مبعثها الأساسي الانتقام من القطاع الصامد الذي أفشل كل محاولات الكيان الصهيوني في إذلاله وتدجينه، وتمسك بإباء عال بإرادته التحررية.. تستوجب على العرب جميعا الوقوف إلى جانبه وتعزيز صموده.{nl}أما تقاعس سلطة رام الله عن مسؤوليتها في إنارة القطاع المحاصر رضوخا لضغوط (إسرائيلية) فإنه يضع علامات استفهام كبيرة حول مصداقيتها في تحقيق المصالحة الوطنية وجديتها في تنفيذ اتفاقات القاهرة وإعلان الدوحة.{nl}ولعل الأسباب الحقيقية لهذا العقاب الجماعي اللاأخلاقي هي رغبة نتنياهو بتحقيق مكاسب انتخابية جديدة عبر التصعيد بمختلف أنواعه ضد القطاع، فرغم نجاحه في انتخابات التجمع (الليكود) التمهيدية المبكرة فإن ضعف المشاركة فيها -لم تزد عن 40%- وحصول منافسه فيجلين على 25% من أصوات المشاركين رغم عدم فتح عملية الاقتراع في المستوطنات التي تشكل القاعدة الأقوى لفيجلين... كل هذا أشار إلى حالة أزمة شديدة داخل الليكود يسعى نتنياهو للهروب منها بتصعيد العداء للقطاع، كما إن مؤتمر هرتسليا الصهيوني أبقى احتمالات الحسم العسكري لجميع الملفات مفتوحة.{nl}صناعة الأمل{nl}الرسالة نت،،، مؤمن بسيسو{nl}لا يستطيع أحد، فردا كان أم جماعة أم شعب، أن يحيا بدون أمل.{nl}الأمل هو الباعث الأساس على استمرار الحياة، وبدونه فإن المرء يعيش زائدا على الحياة ويصبح عبئا عليها.{nl}في حياتنا الفلسطينية لولا الأمل واستمرار التمسك به لما تمكن شعبنا من مواجهة الاحتلال والانتفاض في وجه آلته القمعية الإجرامية عدة مرات، ولما تجذّر في مدنه وقراه ومخيماته رغم أشكال الحرب والعدوان التي صُبّت عليه طيلة العقود الماضية، ولما نافح ملايين اللاجئين المشردين في الداخل والشتات عن حقهم في العودة رغم اختلال موازين القوى لصالح الاحتلال وسطوة الظروف التي يعيشونها هنا وهناك.{nl}وعندما يهبط منسوب الأمل أو تبدأ منحنياته في التراجع والانحسار يُشرع لنا حينذاك أن نشعل الأضواء الحمراء، ونتحسس مواضع أقدامنا وبوصلة أهدافنا، ونراجع سلوكنا ومواقفنا قبل أن يغزونا الإحباط ويتسلل إلينا اليأس والقنوط الذي يستتبع موجة كبرى لا قبل لنا بها من الإشكاليات والأمراض الفكرية والنفسية والسلوكية.{nl}لا يختلف أحد في أن الواقع الذي نعيشه صعب وقاس بكل المقاييس، وأن المعاناة التي تجثم على صدور الناس لا تحتمل، وتتفاقم أشكالها يوما بعد يوم، وأن أولى واجبات أولي الأمر البحث عن حلول جذرية لتخفيف حدة المعاناة، ومحاصرة ألوان الألم ومظاهر الضنك التي يعيشها أبناء شعبنا في قطاع غزة، والانتقال من دائرة إدارة الأزمة في بعدها التكتيكي إلى مستوى معالجة الأزمة في الإطار الاستراتيجي.{nl}ومع ذلك ينبغي الانتباه إلى أمرين اثنين:{nl}الأمر الأول، أن الانقسام الذي ضرب أطنابه في عمق حياة الفلسطينيين قد أورثنا مصائب ونكبات لا حصر لها، وأن فرصة المعالجة الجذرية لها في المدى المنظور تبدو غير واقعية ومفرطة في النرجسية والتوقعات الحالمة، وتتعاطى مع النظرية أكثر مما تتعاطى مع الواقع الصعب وتعقيداته المتشابكة.{nl}أما الأمر الثاني، فيكمن في أن كثرة إظهار الألم والشكوى بعيدا عن استحضار ديناميات الأمل تساهم في تكريس الواقع السيئ الراهن، وتزيد من تعقيدات النفوس والمواقف، وتحرمنا من النظرة الموضوعية لحقائق الواقع ومنطق الأشياء، وتباعد بيننا وبين الاقتراب من المعالجة الرصينة والحل الهادئ الموزون.{nl}في تفاصيل أزمة الكهرباء لغط كثير وأقاويل بلا حساب، وما يعنينا في هذا المقام ملاحظتان:{nl}الملاحظة الأولى أن المواطن محقّ تماما في تظلمه وشكواه من انعكاس أزمة الكهرباء على حياته المعاشة، إلا أنه غير محقّ حين تتجاوز صرخته دائرة الشكوى إلى دائرة الاتهام الجزافي، وغير محقّ حين تنعزل صرخته عن قيم الصبر والصمود والأمل ويكسوها الإحباط والضجر من الألف إلى الياء.{nl}أما الملاحظة الثانية فتتمحور حول المعالجة الخاطئة في سياق إدارة أولي الأمر لأزمة الكهرباء، فقد تم إغفال الدور الشعبي الجماهيري وضرورة تحشيد أوسع قطاعاته لجهة نصرة الموقف العام واستثمار آليات الضغط الكامنة فيه نحو تجسيد طرح أزمة الكهرباء ميدانيا بغية تفعيلها وإيجاد حل لها عربيا. {nl}كما تم تجاهل دور الإعلام بمفهومه الشمولي في سياق التعاطي مع الأزمة منذ البداية، والاقتصار على توظيفه في اللحظة الأخيرة، ما يجعل المردودات عكسية وسلبية بدلا من أن يتم شدّها إلى الاتجاه الإيجابي الذي يستهدف ضمان تعاون المواطنين أو استجلاب تفهّمهم على أقل تقدير.{nl}ينبغي أن يدرك شعبنا أن مسيرته التحررية للانعتاق من نير الاحتلال لن تنقطع عنها سيوف المعاناة حتى تحقيق الاستقلال الناجز والحرية الكاملة، وأن أزمة الكهرباء تبقى أزمة ضمن منظومة الأزمات التي نعيشها، وستأخذ طريقها نحو الحلّ عما قريب، وستنتصب أزمة أخرى على الطريق، وهكذا دواليك، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.{nl}لن يصلح شأننا أو ينتظم مسارنا إلا باستحضار الأمل لشحذ الهمم وإيقاظ العزائم القادرة على تحدي الكروب والأزمات.{nl}وإن صَعُب علينا استحضار الأمل فلنتولّ صناعته باقتدار، فإن صناعة الأمل كما صناعة الحياة وجهان لعملة واحدة.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/02-2012/حماس-27.doc)