Haidar
2012-02-18, 01:58 PM
في هذا الملف{nl}الاحتلال والانقسام ..هما الهم الاساسي !!{nl}بقلم: اسرة القدس – جريدة القدس {nl}حكومة التوافق الوطني: الرؤية والمعايير{nl}بقلم: احمد يوسف – عن جريدة القدس {nl}حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة{nl}بقلم: راجح ابو عصب – عن جريدة القدس{nl}فلسطين في خطاب الثورات العربية{nl}بقلم:سليمان تقي الدين – عن جريدة القدس{nl}هل وصل قطار المصالحة إلى محطته الأخيرة؟{nl}بقلم:صادق الشافعي – عن جريدة الايام{nl}السيد الرئيس: لماذا لا تتفاءل؟!{nl}بقلم: علي صادق – عن جريدة الحياة{nl}ثقافة التوافق الفاعل وثقافة الخلاف الهروبي{nl}بقلم:يحيى رباح – عن جريدة الحياة {nl}"شارع الموت"{nl}بقلم: حسن البطل – عن جريدة الايام {nl}المأساة التي أبكت فلسطين!!{nl}بقلم: عبد الناصر النجار – عن جريدة الايام{nl}الاحتراق ألماً{nl}بقلم: وليد ابو بكر – عن جريدة الايام{nl}دروس مأساة جبع{nl}بقلم: عادل عبد الرحمن – عن جريدة الحياة{nl}الاحتلال والانقسام ..هما الهم الاساسي !!{nl}بقلم: اسرة القدس – جريدة القدس {nl}الاحوال الجوية العاصفة التي تشهدها البلاد وسط ترقب تساقط الثلوج وربما مزيد من الامطار والفيضانات في بعض المناطق، مع كل ما تحمله في جانبها السلبي من تداعيات على شعبنا، بامكانياته المتواضعة في ظل حالة الحصار والاحتلال، وبكل ما قد تسببه من اضرار وخسائر، خاصة للمزارعين، وما تلحقه من معاناة لفئات واسعة من ابناء شعبنا، في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة، خاصة في المخيمات وبعض مناطق قطاع غزة المحاصر، وهي الاحوال الجوية التي تواصلت بعد فاجعة حادث السير المروع والمؤلم على طريق جبع - الرام، الا ان معاناة شعبنا الحقيقية تكمن في الاحوال السياسية السيئة التي تمر بها قضيتنا الفلسطينية، وفي مقدمة ذلك استمرار الاحتلال، كما تكمن في اوضاعنا السياسية الداخلية السيئة ايضا والتي تضيف الكثير من البرودة والالم والمعاناة لكل فلسطيني في الوقت الذي يتواصل فيه الانقسام ويبقى حبرا على ورق كل ما قيل عن المصالحة رغم اتفاق الدوحة وقبله القاهرة ومكة وعشرات، بل مئات الجلسات الحوارية التي لم نر حتى الآن اي نتيجة لها سوى وعود بالمصالحة وشعارات بالحرص على المصالح الوطنية والوحدة الوطنية فيما يغني كل على ليلاه لنعود في كل مرة الى المربع الاول.{nl}لقد وصف الرئيس الراحل ياسر عرفات شعبنا بأنه شعب الجبارين، وفي الحقيقة فان هذا الشعب الذي تعرض الى هذا الكم الهائل من المعاناة والملاحقة ومحاولة شطبه عن الخريطة السياسية والتآمر عليه وجعله عرضة لسلسلة من المذابح التي يندى لها جبين الانسانية وتعرضه لاحتلال متواصل منذ عقود، هذا الشعب هو نفس الشعب الذي لا زال صامدا ومرابطا ومؤمنا بحقه في الحياة والحرية، ليسجل بذلك سابقة تاريخية من تاريخ شعوب الارض، وسابقة انسانية في ذلك الانسان الذي تعرض لكل ذلك ولا زال يؤمن بالحرية والعدالة والسلام.{nl}الاحتلال الاسرائيلي يبقى الهم الاساسي والعامل الرئيس في تلك المعاناة التي تكتنف مختلف جوانب حياتنا، واليوم وعدا عن الاحتلال والاستيطان والحصار وحملات الدهم والاعتقال وتهويد القدس... الخ من الممارسات الاسرائيلية فان الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن الآلام التي شعر بها كل فلسطيني والقلق الذي ينتابه على حياة الاسير المناضل خضر عدنان المضرب عن الطعام منذ ٦٣ يوما مجسدا ارادة الانسان الفلسطيني ورفضه للظلم والاهانة من قبل دولة تدعي انها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط وانها تشارك الغرب بقيم الحرية وحقوق الانسان، في الوقت الذي يعرف فيه العالم منذ عقود انها تنتهك بشكل سافر حقوق الانسان الفلسطيني بما في ذلك كيفية تعاملها مع اسرى الحرية الفلسطينية ولجوئها الى اساليب عفا عليها الزمن وقوانين وانظمة استخدمتها قوى استعمارية بائدة لتبرر كل اشكال القمع ضد الشعب الفلسطيني ولتبرر احتجازها لمقاتلي الحرية الفلسطينيين.{nl}اليوم، تحاول اسرائيل تضليل العالم اجمع بأن احتلالها غير المشروع وممارساتها المناقضة للقانون الدولي ولكل المواثيق والمعاهدات التي تعارفت عليها الامم، لا بشكل سبب عدم الاستقرار في الشرق الاوسط، كما تزعم ان حرمانها شعب بأكمله ينتمي الى امة عربية - اسلامية عظيمة من الحرية ومن حقوقه على ترابه الوطني، لا يشكل سببا للتوتر، وتمعن في ممارساتها غير الانسانية وغير الاخلاقية ضد الشعب الفلسطيني وضد اسراه، فكيف يستقيم كل ذلك مع هذه المزاعم الاسرائيلية ؟{nl}حان الوقت كي يدرك العالم اجمع حقائق المأساة التي تقدمها اسرائيل في هذه المنطقة، كما حان الوقت كي يدرك الانقساميون المدافعون عن مصالحهم والمتنكرون لمصالح شعبنا وحقوقه ان شعبنا لن تنطلي عليه كل الذرائع والمبررات لعرقلة دولاب المصالحة ولمنع استعادة الوحدة وعليهم ان يتذكروا ان من العار ان يكون هذا الانقسام محور معاناة شعبنا وآلامه بعد محور الآلام ومعاناة الاحتلال. فالصقيع السياسي الذي يفرضه هؤلاء هو ما يؤلم شعبنا وهو ما يغذي استمرار الاحتلال، فكفى تضليلا وكفى عبثا بمستقبل ومصير هذا الشعب الصامد المرابط.{nl}حكومة التوافق الوطني: الرؤية والمعايير{nl}بقلم: احمد يوسف – عن جريدة القدس {nl}بعد أن وضعتنا لقاءات القاهرة و"إعلان الدوحة" على أول الطريق لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، تأتي الآن أسئلة الشارع الفلسطيني حول تشكيلة الحكومة القادمة واولوياتها.{nl}لا شك أن هناك جملة من المطالب التي ينتظر الناس إيجاد حلٍّ عاجلٍ لها، مثل: مشكلة الكهرباء والمياه والصرف الصحي وقضايا أخرى كلها لها علاقة بالبنيّة التحتية التي تعرضت للدمار بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في ديسمبر 2008، والتي وعدت الجهات المانحة في مؤتمر شرم الشيخ عام 2009 بإعادة إعمارها، ورصدت مبلغاً يتجاوز الأربعة مليار دولار للقيام بذلك.{nl}كما أن هناك مشكلة البطالة، والتي زادت نسبتها ألـ 40% بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة، حيث إن هناك الآلاف من خريجي الجامعات الذين لا يجدون لهم فرص عمل، بسبب تعطل حالة التنمية والتطوير جراء الاحتلال والحصار.{nl}إن هناك الكثير مما يريده الشعب الفلسطيني من الحكومة القادمة على مستوى حفظ الأمن والنظام العام، وأيضاً ما يتعلق بالحريات وكرامة المواطن الفلسطيني وحقه في التعبير والانتماء السياسي.{nl}إن ما سوف يحرص عليه الرئيس عباس هو اختيار وزراء لحكومته قادرين على القيام بمهمة النهوض بالوطن، شخصيات تحظى بالأهلية والكفاءة ومشهود لها بالوطنية والنزاهة، أما إذا كانت الخيارات تخضع - فقط - لمعايير القبول الإسرائيلي والأمريكي، فهذا سيخلق - بالتأكيد - إشكالية تسويق هذه الحكومة ليس فقط لحركة حماس بل الشارع الفلسطيني كله.{nl}إن ما ننتظره من الرئيس عباس هو أن تظل مواقفه على صلابتها وألا ينكسر أمام ضغوطات إسرائيل أو ما تقوم به الإدارة الأمريكية من محالاوت المراودة والترويض للسياسة الفلسطينية.{nl}إننا لن نمانع أن يعيد الرئيس عباس الكرة للملعب العربي والإسلامي للاستقواء به والتشاور معه وكسب دعمه وتأييده، فهذا شيء يسعدنا جميعاً، والعرب اليوم بعد ثوراتهم المجيدة أقدر على حماية المشروع الوطني الفلسطيني، ولهم إمكانيات التأثير – بشكل أفضل – على الكثير من الدول الغربية، ودفعها لاتخاذ مواقف غير منحازة فيما يخص صراعنا مع المحتل الغاصب.{nl}إننا نطمع خلال المرحلة القادمة أن تسود علاقاتنا الوطنية مفاهيم الديمقراطية والتعددية الحزبية والشراكة السياسية والتداول السلمي للسلطة، وأن نبتعد عن لغة الإقصاء والتهميش والاتهام والتحريض، وأن يجري الإعداد للإنتخابات التشريعية والرئاسية في أجواء يشعر معها الجميع بالاطمئنان لمستقبل العملية الديمقراطية.{nl}الحكومة الانتقالية: عوامل النجاح{nl}في الحقيقة، إن أهم عناصر استقرار الحكومة ونجاحها في أداء عملها هو تعاون الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة معها، فمعظم هذه الأجهزة مؤطرة تنظيمياً، وإذا لم تلتزم كل من فتح وحماس بدعم هذه الحكومة الانتقالية والتأكيد على الجميع باحترام قراراتها فلن تبرح مكانها وسيكون الفشل طريقها.{nl}من هنا، فإن المطلوب من كل من الأخ خالد مشعل والرئيس أبو مازن إعطاء التعليمات لكوادرها الأمنية بالعمل على احترام سيادة القانون والحفاظ عليه والابتعاد عن كل مظاهر الفلتان الأمني الذي عانينا منه في سنوات سابقة، وساقنا إلى مواجهات داخلية كانت وراء ما وقع من اقتتال دامٍ وانقسام حاد في يونيه 2007.{nl}إن الحكومة الانتقالية التي سيرأسها السيد (أبو مازن) مطلوب منها العمل على سرعة التئام المجلس التشريعي، مع ضمان أن تكون القضايا المطروحة للنقاش هي في مساحة المشترك، وأن كل شيء يطرح للمداولة يجب أن يتم بالتوافق، فليس المطلوب في هذه المرحلة الانتقالية تغييرات دراماتيكية أو القيام بثورة دستورية عارمة، فقط يمكن مراقبة عمل الحكومة لتحسين الأداء وضمان عدم التجاوز.{nl}إن طبيعة جغرافيا الوطن وديمغرافيته تستدعي أن يكون مقر مجلس الوزراء في قطاع غزة، وأن يكون هناك نائباً أول للرئيس في غزة، وآخر في رام الله، وان تعطى الأولوية في المشاريع لدعم القطاع الصناعي الذي دمرته الحرب الأخيرة على غزة، وخاصة في المجالات التي يمكن أن تحقق – بقدر الاستطاعة - اكتفاءً ذاتياً ينأى بنا عن الارتهان للاقتصاد الإسرائيلي.{nl}إننا نأمل من الرئيس (أبو مازن) أن تكون دائرة مشاوراته لاختيار حكومته تتسع لرأي فصائل العمل الوطني والإسلامي، فالعبء سيكون ثقيلاً على كاهل الجميع، وإذا ما كانت الحكومة بالتوافق – كما هو مطلوب منها أن تكون – فإن الجميع سيضع ثقله خلف نجاحها، وفتح الطريق لها لكي تمضي في انجاز المهمات الوطنية الملقاة على عاتقها.{nl}كما أننا نناشد الرئيس (أبو مازن) العمل بكل السرعة والجدية لإصلاح منظمة التحرير وتفعيلها لكي تظل الحاضنة الحقيقية لمشروعنا الوطني، وقاطرة الدفع التي تجتمع فيها قدرات كل القوى الوطنية والإسلامية لبلوغ أهداف شعبنا في التحرير والعودة.{nl}حماس: الموقف والخطوة التاريخية{nl}لا شك أن الأخ خالد مشعل قد اتخذ خطوة تاريخية وأحدث اختراقاً (Breakthrough) بالتوقيع على "إعلان الدوحة"، باعتبار أنه كان لحظة مواتية لإنهاء الانقسام لا يمكن تفويتها.. صحيح أن الرئيس أبو مازن لم يكن هو خيار حماس الأول أو الثاني لاعتبارات لها علاقة بتاريخ الخلاف بين فتح وحماس، ولكن الغالبية - داخل الشارع الفلسطيني - تعلم أنه في ظل انحراف مواقف المجتمع الدولي وعدم التوازن في سياسيات الغرب تجاه قضيتنا، إضافة لتعقيدات الواقع العربي والإسلامي وغياب الاستقرار فيه بشكل عام، فإننا لا نملك في هذه المرحلة الكثير من البدائل التي تتوافر فيها عناصر القبول واستمرار التواصل مع الغرب؛ للتخذيل عنا، وضمان وصول الدعم المالي – بدون انقطاع - لمؤسسات السلطة الفلسطينية.. هناك – بلا شك - د. سلام فياض، ولكن هناك – أيضاً - إصرار على رفضه، لأسباب لا تتعلق بشخصه الكريم، ولكن لطبيعة الموقع الذي شغله بعد الانقسام، والذي اعتبرته حماس أنه أحد عناوين الأزمة التي يستلزم الأمر تجاوزها لطي صفحة الانقسام مرة واحدة وللأبد.{nl}وإذا كان الانقسام هو الخطيئة الكبرى التي يجب على الجميع التطهر منها، وأن المصالحة هي حجر الزاوية لكل ما نطمح في البناء عليه لمرحلة الانتخابات القادمة وأفق الشراكة السياسية التي نخطط له لمستقبل علاقاتنا الوطنية والإسلامية، فإن اختيار الرئيس (أبو مازن) الذي يتمتع بعلاقات وطيدة مع المجتمع الدولي والمحيط الإقليمي، ويمتلك كل أوراق القوة داخل حركة فتح يكون هو الأنسب، حيث إن السياسة تفرض التحالف بين الأقوياء لنجاحها.{nl}في ظل هذا الفهم لواقعنا وما يدور حولنا، تكون خطوة الأخ خالد مشعل لا غبار عليها، وهي تنسجم - تماماً - مع الطرح العام لحركة حماس، التي كانت تطالب - منذ اليوم الأول الذي وقع فيه الانقسام - بتحقيق المصالحة، باعتبارها "فريضة شرعية وضرورة وطنية".{nl}ختاماً: على بركة الله نمضي{nl}إن نجاح الحكومة الانتقالية في مهمتها يعتمد في المقام الأول على التفاهم والتعاون والتنسيق بين الرئيس (أبو مازن) والأخ خالد مشعل، باعتبار المكانة التي يمثلها كلّ منهما في قيادة حركتي فتح وحماس، وهذا يستدعي ديمومة التشاور بينهما، فهما – الآن - بمثابة العمود الفقري لجسد الشراكة السياسية التي نطمح بتحقيقها في الانتخابات القادمة.{nl}ولذلك، فإن الحراك الواسع على الساحتين الدولية والإقليمية الذي سيطبع توجهات الرئيس (أبو مازن) في المرحلة القادمة لحشد التأييد السياسي للقضية الفلسطينية والدعم الاقتصادي لمؤسسات السلطة يتطلب الكثير من التفاهم وتبادل الرأي والمشورة مع الأخوة في حركة حماس، وخاصة مع الأخ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، حتى لا تحدث انتكاسة أو صدمة تعيدنا من جديد لمربعات الخلاف والقطيعة وفقدان الثقة في بعضنا البعض.{nl}لقد انطلق قطار المصالحة بجهود مصرية – قطرية مشكورة، ونأمل أن يصل – بأمان - إلى محطته النهائية وقد طوينا صفحة الانقسام وتجاوزنا عتب سنواته العجاف، فالأمة العربية والإسلامية مهيأة اليوم – على المستويين الرسمي والشعبي - لدعم قضيتها المركزية، وعلينا كفلسطينيين أن نؤكد بوحدتنا أننا جديرون بثقة هذه الأمة وأهلاً لربيع ثورتها.{nl}حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة{nl}بقلم: راجح ابو عصب – عن جريدة القدس{nl}دخلت عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية مؤخرا مرحلة من الجمود وذلك اثر فشل المحادثات الاستكشافية التي جرت قبل فترة وجيزة في العاصمة الأردنية عمان بناء على دعوة من الحكومة الأردنية وبحضور أعضاء اللجنة الرباعية الدولية وقد جاء عدم نجاح هذه المفاوضات بسبب تمسك الحكومة الاسرائيلية بمواقفها السابقة الرافضة لوقف البناء الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية ولرفضها الالتزام بالوفاء بتعهداتها التي التزمت بها الحكومات الاسرائيلية السابقة ورفضها أيضا الالتزام بحل الدولتين دولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران عام 1967 في الأراضي الفلسطينية الى جانب دولة اسرائيل.{nl}وحل الدولتين هو السبيل الوحيد لانهاء النزاع الفلسطيني الاسرائيلي وتحقيق السلام في المنطقة بعد عقود طويلة من النزاعات والعداوات وسفك الدماء وهذه الحقيقة المتمثلة في حل الدولتين يتفق عليها الجميع في هذا العالم الراغب في انهاء هذا النزاع الذي طال أكثر من اللازم والذي يهدد الاستقرار في المنطقة وفي العالم كله وهذه الرؤية رؤية حل الدولتين كانت رؤية أمريكية وكان الرئيس جورج بوش الابن أول من طرحها وذلك خلال فترة ولايته الرئاسية الأولى وتعهد بتحقيقها في عهده ولما لم يستطع أن ينجزها في ولايته الأولى فانه تعهد مجددا بتحقيقها في ولايته الثانية ولكنه ولعظيم الأسف لم يفعل ذلك ولم يف بما تعهد به.{nl}وعندما تسلم الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما سدة الرئاسة في الولايات المتحدة فان أول ما حرص عليه هو تحسين علاقة الولايات المتحدة بالعالم الاسلامي هذه العلاقة التي ساءت كثيرا في عهد سلفه جورج بوش الابن جراء الأعمال العسكرية التي قام بها في المناطق الاسلامية والعربية وجراء تأييده للسياسات الاسرائيلية وقد تعهد الرئيس أوباما في الخطابين اللذين وجههما الى العالم الاسلامي في تركيا وفي جامعة القاهرة فتح صفحة جديدة مع العالمين العربي والاسلامي كما التزم باحلال السلام في المنطقة بين العرب والاسرائيليين عامة وبين الفلسطينيين والاسرائيليين خاصة.{nl}وقد أكد أوباما في ذات الخطابين في تركيا والقاهرة التزامه بتحقيق حل الدولتين كما شدد على هذا الالتزام في كثير من خطبه اللاحقة وخلال لقائه العديد من القادة والزعماء العرب وفي مقدمتهم الرئيس محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وقد خطا في بداية ولايته خطوات متقدمة لتحقيق رؤية حل الدولتين وأعلن رفضه للاستيطان الاسرائيلي باعتباره عقبة في طريق السلام ودعا الحكومة الاسرائيلية الى تجميده ولكنه وللأسف وجراء ضغوط اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة وخاصة منظمة ايباك فانه تراجع عن مواقفه الحازمة هذه من رؤية حل الدولتين واتخذ خطوات غير مبررة ضد الشعب الفلسطيني وقيادته حيث رفض اقتراح قبول فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة وعاقب منظمة اليونسكو وقطع عنها التمويل الأمريكي جراء قبولها فلسطين عضوا كامل العضوية فيها.{nl}وقد كان للموقف الأمريكي غير المبرر من اعلان الدولة الفلسطينية الأثر الأكبر في تشدد الحكومة الاسرائيلية وفي توقف وجمود عملية السلام وأصبح الموقف الأمريكي المتبني المواقف الاسرائيلية تبنيا تاما عقبة كأداء في تحقيق السلام اذ أن الادارة الأمريكية تضغط على الجانب الفلسطيني للعودة الى المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع الجانب الاسرائيلي دون الاستجابة للمطالب الشرعية للقيادة الفلسطينية التي تريد العودة الى المفاوضات ولكن وفق مرجعية محددة تتمثل في التزام اسرائيل بقرارات الشرعية الدولية واتفاق أوسلو في العام 1993 وخطة خريطة الطريق التي تنص على اقامة الدولة الفلسطينية ضمن حدود الرابع من حزيران عام 1967.{nl}وقد أكد الرئيس محمود عباس منذ تسلمه رئاسة السلطة الفلسطينية أنه مع السلام الدائم والعادل والشامل الذي يحقق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها انهاء السيطرة واقامة الدولة الفلسطينية وذلك عبر الوسائل السلمية وعن طريق مفاوضات مباشرة وجادة ويرفض الرئيس أبو مازن العودة الى المفاوضات وفق الأجندة الاسرائيلية التي تتخذ المفاوضات هدفا لتحقيق السياسات الاسرائيلية وفرض الأمر الواقع بالقوة وهذه السياسة التي تنتهجها الحكومة الاسرائيلية انما هي وسيلة للتهرب من الاستحقاقات والالتزامات الاسرائيلية .{nl}ورئيس الوزراء الاسرائيلي يسير على سياسة رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق اسحق شامير الذي كان أعلن أنه مستعد باجراء مفاوضات مع الجانب الفلسطيني لعشرين سنة وخلال ذلك تكون اسرائيل قد فرضت أمرا واقعا ويصبح تحقيق رؤية حل الدولتين أمرا مستحيلا أو شبه مستحيل وقد نجح نتنياهو الى حد كبير في سياسته هذه فالتجمعات السكنية الاسرائيلية تنتشر بسرعة في الأراضي الفلسطينية ضمن حدود عام 1967 بكثرة وسرعة غير مسبوقتين وجدار الفصل والطرق الالتفافية والأنفاق تجعل من اقامة الدولة الفلسطينية أمرا بعيد المنال.{nl}وقد حذر كثير من قادة الزعامة في اسرائيل من خطورة عدم تطبيق حل الدولتين كما أن كثيرا من المفكرين والكتاب والاعلاميين اليهود في الولايات المتحدة أطلقوا صرخات تحذير قوية ضد سياسة التوسع الاسرائيلية وأكدوا أن هذه السياسة ستجعل من اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل أمرا مستحيلا وعند ذلك فان اسرائيل ستصبح أمام معضلة خطيرة فهي اما أن تعطي الفلسطينيين حقوقا كاملة كمواطنيها اليهود وبذلك تفقد صبغتها اليهودية واما أن تحرمهم من تلك الحقوق كما أن أولئك القادة والمفكرين والكتاب والاعلاميين الاسرائيليين يحذرون من القنبلة الفلسطينية الديمغرافية حيث أن عدد السكان الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية سيتساوى في العام 2015 مع عدد السكان اليهود وفي العام 2020 سيصبح أولئك الفلسطينيون أكثرية وأغلبية ويحذر أولئك الاسرائيليون من أن اسرائيل ستفقد طابعها اليهودي وصفتها الديمغرافية ويدعون الحكومة الاسرائيلية الى تبني رؤية حل الدولتين قبل ضياع الفرصة.{nl}لقد كان القادة والزعماء الاسرائيليون في الفترة التي أعقبت قيام الدولة العبرية في عام 1948 يتهمون القادة والزعماء العرب بأنهم لا يريدون السلام وأنهم يرفضون اليد الاسرائيلية لتحقيقه وها هو الوضع اليوم ينقلب مئة وثمانين درجة حيث أن الجانب الاسرائيلي يرفض اليد العربية الممدودة لتحقيق السلام ويفضلون التوسع وهضم حقوق الشعب الفلسطيني على هذا السلام ويهدرون فرصة تاريخية نادرة لتحقيقه قد لا تعود اذا ضاعت أبدا .{nl}ان السلام مصلحة اسرائيلية بالدرجة نفسها الذي هو مصلحة فلسطينية وفي ذات الوقت فانه مصلحة أمريكية كما أعلن الكثير من القادة العسكريين الأمريكيين الكبار في المنطقة وهو أيضا مصلحة دولية خاصة وأن هذه المنطقة منطقة الشرق الأوسط تشهد مخاضا عسيرا وأحداثا جسيمة جراء ما يعيشه العالم العربي مما يعرف بالربيع العربي ولا يستطيع أن يتنبأ أحد بما ستؤول اليه الأمور في العديد من الدول العربية وبالتالي فان مرحلة عدم الاستقرار واللا يقين التي يشهدها الشرق الأوسط تنذر بأخطار كبيرة ولذا لا بد من انتهاز هذه الفرصة التاريخية النادرة لانهاء الصراع في هذه المنطقة وتوحيد كل الجهود لما فيه مصلحة شعوبها وتقدمها وازدهارها.{nl}ان أمام اسرائيل اليوم فرصة تاريخية قد لا تتكرر لتحقيق السلام مع الشعب الفلسطيني خاصة مع وجود قيادة فلسطينية تاريخية تحظى بتأييد الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني ممثلة بالرئيس محمود عباس الذي يجمع العالم على أنه رجل سلام من الطراز الأول وأنه ينبذ العنف بكل أشكاله وألوانه وأنه صادق في دعوته لانهاء الصراع وفي سعيه لانهاء معاناة شعبه المستمرة منذ أكثر من ستة عقود وقد لا تجد اسرائيل في المستقبل زعيما تاريخيا فلسطينيا كالرئيس عباس تحقق معه السلام خاصة وأنه أعلن أكثر من مرة أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية القادمة.{nl}وقد جدد الرئيس أبو مازن يوم الثلاثاء الماضي في مؤتمره الصحفي المشترك في مدينة رام الله مع نظيره الرئيس الكرواتي التزامه بالمفاوضات التي تؤدي الى حل الدولتين على أساس التزام اسرائيل بالاتفاقات الموقعة ووقف الاستيطان وفق ما نصت عليه بيانات اللجنة الرباعية الدولية ومرجعيات القانون الدولي وحل الدولتين على أساس حدود عام 1967 وأكد أن التدهور الحالي في العملية السلمية بين الفلسطينيين والاسرائيليين يعود الى خرق الحكومة الاسرائيلية الاتفاقات الموقعة مع الجانب الفلسطيني وعدم التزامها بها واصرارها على فرض وقائع على الأرض من خلال السيطرة والجدار واستيلاء المستوطنين على الأراضي الفلسطينية بالقوة.{nl}كما أن الرئيس عباس جدد تأكيده هذا الموقف الفلسطيني الواضح خلال الاجتماع الذي عقده المجلس الثوري لحركة فتح في رام الله يوم الثلاثاء المنصرم وقال ان القيادة الفلسطينية سترسل رسالة الى الحكومة الاسرائيلية ولقادة العالم تتعلق بأسس ومرجعيات عملية السلام التي قامت عليها التسوية في منطقة الشرق الأوسط.{nl}وبهذا يكون الرئيس عباس وكعادته دائما يؤكد تمسكه بتحقيق السلام العادل والشامل الذي يحقق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ويعزز الأمن للدولة العبرية وذلك من خلال رؤية حل الدولتين والبعد عن المفاوضات العبثية والمناورات والتهرب من المسؤوليات والالتزامات وهكذا فان طريق السلام واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ونحن واثقون من أن السلام سيتحقق طال الزمان أو قصر ذلك أنه لا بديل عنه الا استمرار الصراع والنزاع الذي قد ينفجر في أية لحظة وهذا ما لا يرغب فيه أحد ... والله الموفق.{nl}فلسطين في خطاب الثورات العربية{nl}بقلم:سليمان تقي الدين – عن جريدة القدس{nl}لا يفاجئ غياب القضية الفلسطينية من أولويات خطاب الثورات العربية، فمنذ زمن طويل لم تعد فلسطين قضية العرب المركزية . تحول الصراع العربي الإسرائيلي إلى مسألة من مسائل النزاعات الإقليمية المحكومة بمصالح سياسية صارت متعارضة داخل النظام الرسمي العربي .{nl}اختار العرب منذ اتفاقية كامب ديفيد سياسات فئوية تحت عناوين المصالح الوطنية القطرية، وانقسموا على مفهومهم للأمن القومي العربي وعلى ما تمثله إسرائيل من أخطار وتحديات .{nl}اتخذت سوريا لنفسها سياسات تخدم أمنها لكنها ليست مبنية على منظور استراتيجي عربي، ورغم احتفاظ سوريا بموقفها المؤيد والداعم لنضال الشعب الفلسطيني، فإنها مارست على المستوى الإقليمي تحالفات هدفها حماية أمنها من خارج أي منظور قومي خاصة عندما حاولت إنشاء تجمع إقليمي مع إيران وتركيا يمتد إلى وسط آسيا تحت نظرية البحار الخمسة . لكن المشهد العربي لا يختصر بذلك، فقد أدت عقود من الصراع العربي الإسرائيلي إلى المزيد من كيننة وعي الشعوب العربية وانكفائها على قضاياها الوطنية من جرّاء فشل السياسات القومية، وبسبب النزاعات العربية، وخاصة النزاعات الفلسطينية العربية . وذهبت قيادة الشعب الفلسطيني منذ اتفاق أوسلو في مسار يفك الارتباط بين المشروع الوطني الفلسطيني والنضال القومي . صارت لغزّة هوية سياسية مستقلة، وصارت للضفة الغربية هوية كذلك .{nl}حين انطلقت شرارة الثورات العربية ارتكزت إلى المشكلات الداخلية التي تتعلق بالحرية والكرامة الإنسانية وإلى تراكم المشكلات الاجتماعية والفساد السياسي، وهي ثورات طابعها الرئيس ديمقراطي والتحدي الرئيس الذي واجهها هو الاستبداد والفساد .{nl}لا يمكن فصل الوعي العربي المعاصر الذي جسّدته الثورات العربية عن الأزمة القومية، وعن إهدار الكرامة القومية، وعن الشعور بالقصور والفشل في حل المسألة الوطنية . ففي أحد عناوين هذه الثورات إسقاط الشرعية عن أنظمة فشلت في تحقيق الكرامة الوطنية . لكن جمهور هذه الثورات الواسع يطلب الحرية والمشاركة ولم يكن يملك الرؤية والبرنامج والتجربة والإطار السياسي الذي يؤهله لأن يقدم أجوبة جاهزة عن التحديات كلها دفعة واحدة .{nl}في مكان ما وعي هذا الجمهور الشبابي الحديث هو ابن العولمة وفكرة حقوق المواطنة، وهو تعامل مع قضية فلسطين بوصفها قضية خارجية . في المقابل كانت حركات الإسلام السياسي الجهة الأكثر فاعلية وتنظيماً ولها سياسات منطلقاتها ليست منطلقات التجربة القومية . بل إن هذه الحركات نشأت في صراع سياسي ثقافي مع الفكر القومي العربي ومع تجربته في السلطة التي قامت على الصدام مع الإسلاميين .{nl}يحتل الإسلاميون الحيّز الأكبر من المشهد السياسي العربي، بينما تراجع القوميون واليساريون والليبراليون .{nl}الإسلاميون في منطلقاتهم العقدية/الفكرية يتجهون إلى الأمة الإسلامية وإلى الجماعة ذات الهوية الإسلامية . لا ينطلقون من الفكرة القومية، ويتعاملون مع الآخر وفق المنظور العقدي الديني . العالم في نظرهم ينقسم على هذه الهوية وليس على الصراعات القومية أو الطبقية . فلسطين أرض إسلامية وحقوقهم فيها تنبع من هذه الهويات ومن تراثهم المقدس فيها، وعلاقتهم باليهود علاقة صراع الأديان والثقافات .{nl}لديهم منظومة كاملة من الرؤى والمصطلحات والمفاهيم وأدوات المعرفة والقياس تختلف عن أي فكر آخر لاسيّما الفكر الوصفي أكان علمانياً خالصاً أم كان مدنياً .{nl}لا يمنع ذلك من أن الإسلاميين هم تيارات وفئات مختلفة في آرائهم واجتهاداتهم وفرقهم ومذاهبهم وتنظيماتهم . كما أن الإسلاميين عموماً قد غيّروا وبدّلوا وطوروا نظرتهم السياسية وكيفية فهمهم وتعاملهم مع القضايا والمشكلات المعاصرة . . لا يصح التعميم في الحالة الإسلامية على الأقل في مسائل الاجتماع السياسي .{nl}لذا حين نسأل اليوم عن فلسطين في خطاب الثورات العربية، فإن جزءاً مهماً من السؤال يتوجه إلى الإسلاميين، لكنه لا يقف عندهم بالتأكيد، لأن الثورات العربية منجز تاريخي شارك فيها العديد من القوى والتيارات والفئات . ما يجب تسجيله بداية هو أن قضية فلسطين لم تجد لها حلاً حتى الآن لا بفكر القوميين ولا اليساريين ولا الليبراليين ولا الإسلاميين، إذ لا يملك الإسلاميون جواباً سياسياً عن الوقائع الآتية:{nl}إسرائيل دولة قوية ألغت حق شعب فلسطين في أرضه وسلبته ما يملك مادياً ومعنوياً وترفض التنازل عن مكتسباتها بمنطق القوة وبمنطق ما تدعيه من حق تاريخي ديني .{nl}إسرائيل تشكل جزءاً من منظومة كونية /عالمية تقوم بوظيفة استراتيجية مهمة للغرب/الغرب الاستعماري/الإمبريالي/الغرب الصناعي المتقدم الطامع في السيطرة على المنطقة .{nl}لا جواب بالمعنى السياسي عمّا يمكن أن يقوم من علاقة بين العرب/الإسلاميون هنا/وبين دولة اليهود .{nl}فهل نحن أمام منطق الإلغاء المتبادل أم أمام منطق العيش معاً وبأية شروط وظروف ومدى الإمكانات الواقعية؟{nl}لا جواب عن علاقة إسرائيل بالغرب وكيف يمكن حل المسألة الإسرائيلية بمعزل عن العلاقة مع الغرب . الغرب هنا بمكونه السياسي والثقافي والاقتصادي والعسكري .{nl}لا جواب لدى الإسلاميين عملياً عن كيف نغيّر ميزان القوى هذا، وبأية وسائل وبأية شروط وظروف؟{nl}لا جواب لدى الإسلاميين عن موقع ودور الوحدة العربية ومن ثم الوحدة الإسلامية، ولا حتى موضوعة التنمية والديمقراطية في هذا المسار في الطريق إلى فلسطين .{nl}وأي نموذج سياسي اجتماعي اقتصادي ثقافي سيبنيه الإسلاميون؟ وأية علاقة مع الآخر في داخل مجتمعاتهم وفي محيطهم الإقليمي والعالمي؟{nl}هل وصل قطار المصالحة إلى محطته الأخيرة؟{nl}بقلم:صادق الشافعي – عن جريدة الايام{nl}هل تكون الدوحة وإعلانها بين "فتح" و"حماس" آخر الاتفاقات والتفاهمات ليبدأ معه التطبيق العملي الملموس والجدي لإجراءات المصالحة ؟ ام لا نزال بحاجة الى اتفاق او تفاهم جديد في عاصمة عربية أخرى ثم أخرى، حتى لا نترك عاصمة عربية تعتب علينا ان قطار مصالحتنا لم يمر بها ولم تحمل واحدة من عرباته اسمها وبصمتها. فقد انطلق قطار مصالحتنا من اتفاق القاهرة ومر في وثيقة أسرانا البواسل بكل تنظيماتهم، ثم في مكة المكرمة، ثم مر في صنعاء، وها هو يمر في الدوحة، وكان يعود بين محطة واخرى الى القاهرة، كما هو المقرر له ان يعود الى القاهرة ايضا بعد الدوحة.{nl}الا يكفي كل هذا التجوال؟ الا تكفي كل هذه اللقاءات والوساطات والاتفاقات والتفاهمات وقبلها وأهمها مناشدات أهلنا وناسنا وضرورات قضيتنا الوطنية لتحقيق مصالحتنا ؟{nl}هل الخلاف بيننا صعب وعميق ومعقد الى هذه الدرجة؟ السنا توأمين ولدنا من رحم واحد وشفتين لفم واحد وضفتين لجرح واحد ؟ ( كما يكتب خيري منصور ) ألسنا عينين في رأس واحد تضطرب الرؤية ويحول النظر اذا انعدم البصر في احدهما او حتى اضطرب ؟{nl}هل صحيح ان المصالح، الحزبية منها او النفعية الشخصية، تعلو على الوطن المشترك والهم المشترك والخوف المشترك والقهر المشترك، وعلى الأمل المشترك أيضاً؟{nl}ألا يمكن لنا ان نختلف وتصطرع رؤانا ومواقفنا وبرامجنا في حدود وطن واحد ونظام واحد وحكم واحد ومؤسسات واحدة، وأن يكون الحَكم فيما بيننا هو نفس الرحم الذي خرجنا منه جميعاً، رحم أهلنا وناسنا الذين تحملونا وصبروا على أخطائنا وذاتيتنا ونزقنا فوق ما يتحملونه من قهر الاحتلال وعسفه؟{nl}إعلان الدوحة لا جديد جوهريا فيه، وكأن الهدف الأساسي منه فقط ان تحمل عربة من قطار مصالحتنا اسم الدوحة لاثبات الدور والوجود وعلى قاعدة مفيش حد أحسن (أهم) من حد.{nl}الاتفاق على أبو مازن رئيساً لحكومة التكنوقراط المستقلة العتيدة لا اعتراض عليه من غالبية الناس، بل ربما يلاقي هوى وقبولا في نفوسهم. فالناس التي لا تريد الا العنب.{nl}ولكنه في الحقيقة ليس اكثر من" تخريجة " شكلية لحالة الاستعصاء التي يعيشها اتفاق المصالحة في واحدة من مفاصله الأساسية.{nl}وكأن هذا الشعب الذي يصدر خبرات وكفاءات الى كل الدنيا ليس به كفاءة مستقلة تصلح لترؤس وزارة محددة المدة ومحدودة المسؤولية .{nl}والإعلان لا يضيف لأبو مازن أية صلاحيات فوق ما لديع كرئيس.{nl}ولكنه بالتأكيد يضيف الى رصيد قبوله وتأييده على المستويين الإقليمي والدولي، وهو ما يحتاج له في حركته السياسية الواسعة والنشطة.{nl}وبالمقابل فان الإعلان يخصم من رصيد "حماس" لأنها قبلت ( ويقال انها هي التي اقترحت) ترؤس ابو مازن للوزارة ببرنامجه السياسي المعروف الذي يؤكد التزامه به، والذي ظلت "حماس" تعترض عليه وترفضه طيلة السنوات السابقة.{nl}هل سينجح الاتفاق ( اعلان الدوحة) هذه المرة ويكون خاتمة أحزان الانقسام؟{nl}إن مسار الامور في الواقع العملي والتنفيذ لا تبدو واعدة بقدر ما قدم للناس من آمال.{nl}ويبدو وكأن ابو مازن كان يستشعر ذلك. فهو، في مقابلته مع قناة العربية ، ربط - لناحية التوقيت على الأقل- ما بين إعلان الحكومة الجديدة ومرسوم إعلان الانتخابات وموعدها، وما بين إنجازات ملموسة في الإجراءات الضرورية لعقد الانتخابات.{nl}لقد اعلن اكثر من مسؤول من "حماس" تحفظه على الاتفاق او رفضه له، لكن القيادي محمود الزهار كان اكثرهم وضوحا وصراحة حين صرح لوكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان الاتفاق "خطوة خاطئة لم يتم التشاور فيها داخل حركة حماس وسابقة لم تحدث في تاريخ الحركات الاسلامية". مضيفاً "عندما كان يحدث مثل هذا الامر كان يتم تصحيحه في المجالس الشورية، لذلك لا بد من تصحيح هذا الخطأ". ومسؤول آخر اعلن ان "حماس" لم تقرر بعد موقفها من موضوع الانتخابات.{nl}وبدون الوصول الى استنتاجات متسرعة وقراءات غير دقيقة ورغبوية حول وحدة "حماس"، فمن الواضح ان هناك في الحركة مواقف معترضة على الاتفاق وخلافات حوله تستدعي انعقاد مجلس شورى كما طالب الزهار.{nl}أول وأهم ترجمات هذه المواقف والخلافات هو عدم التعاون بالشكل الضروري والمطلوب مع لجنة الانتخابات في غزة وتمكينها من القيام بالإجراءات والتحضيرات التي لا يمكن ان تتم الانتخابات بدون إنجازها.{nl}وبصراحة، بدون انتخابات عامة ديمقراطية حرة ونزيهة لن يكون هناك مصالحة ولا يحزنون ولا قيمة لاي اتفاق، بل يبقى التكلس في مربع الانقسام، وربما الاتفاق، في احسن الاحوال، على ادارته بشكل اقل فجاجة واستفزازا.{nl}هل ستخيب "فتح" و"حماس" الظنون وتتجاوز الشكوك والمخاوف وتجد حلولا للخلافات وتصل في الايام القليلة القادمة بقطار المصالحة فعلا وتنفيذا عمليا الى محطته الاخيرة ؟{nl}السيد الرئيس: لماذا لا تتفاءل؟!{nl}بقلم: علي صادق – عن جريدة الحياة{nl}أزعجنا جداً غضبك وتطيّرك من الأميركيين، وهما غضب وتطيّر يلامسان الإحباط، بينما أنت الرجل الذي يمتلك صلابة في التمسك بخياراته، وقد تمسكت وعلى مسمع منهم. ظننتها ستكون لحظة إحساس بالتفاؤل، على اعتبار أن ما تواجهه الآن، متوقعٌ ومفَسَّر، أما الذي لم نكن نتوقعه، داخلياً، فهو أن تُحال مطولات التخوين والشيطنة، الى أرشيف السجال العقيم، بأيدي أصحابها أنفسهم، ليعلم كل ذي بصيرة من الفلسطينيين، أن «فتح» لا تُفرّط ولا تنكسر. فالإدارة الأميركية ترتهن لحساباتها في بدايات كل رئيس، وتضيف اليها حسابات أخرى أكثر غلاظة، في نهايات كل ولاية عهد، والكونغرس الأميركي معلوم الوجهة. وهي وجهة شائنة ومعيبة، لا يغيّرها سوى حصاد الحوار الاستراتيجي العربي المأمول، معهم، الذي يُعيد صياغة العلاقة مع الولايات المتحدة، على قاعدة ربط المصالح ومستويات «الصداقة» والتعاون على كل صعيد، بصدقية السياسة الأميركية وتوازنها. فإن اختلّت وتنكرت هذه السياسة للحقائق ولموجبات التوازن، انصرف عنها أصدقاؤها العرب التقليديون، ويممّوا وجوههم شطر الشمال الأوروبي والشرق الآسيوي، وإن تعدلت وتوخت الرُشد الذي يليق بقوة عظمى ترعى العملية السلمية، كانت «الصداقة» بمستوى الرُشد!{nl}بدون تغيير كلمة واحدة، من نصوص خياراتنا السياسية، نجحتَ أنت في تخطي وضعية الركام الذي كان، بعد اجتياح «الضفة» وتحملت كل التأويلات والتوصيفات التي استهدفت خياراتك ومنهجك. فضلاً عن ذلك توصل الآخرون الى قناعات شبيهة، بعد أن جربوا السبل وصيغ العمل الوطني الموصولة بكل التأويلات، وبات الموقف الرافض لشن حرب خاسرة بالنيران، هو خيار الذين تحدثوا طويلاً عن طريق وحيد، هو المقاومة بالنيران. إن مثل هذه المقاومة، حق من حيث المبدأ، لكنها لا تناسبنا وفق حسابات الربح والخسارة. وجاء «الربيع العربي» لكي تُسمع الآراء من المواقع التي ترددت فيها، في مراحل سابقة، أصداء الكلام الذي كان يُقال في الداخل عن «ذميمة» الاستنكاف عن المقاومة بالنيران. فها هم «الإخوان» في مصر، يتحدثون بلغة هي أقرب الى لغتك، وأصبحت أنت خيار الطرف الآخر في الخصومة المديدة، لكي تؤتمن على قيادة عملية التهيؤ لاستئناف العملية الديموقراطية، وإعادة إعمار غزة!{nl}بعد ذلك، رأيناك تصل الرحلة بالرحلة، والجهد بالجهد، لكي تنتزع لفلسطين مقعدها في الأمم المتحدة. كنت، وإن أخفق المسعى بعدئذٍ، تفتح لفلسطين فضاءات جديدة في علاقتها بالأمم والحكومات، وتُعيد لقضية شعبنا حيويتها وحضورها على الصعيد الدولي. وها هو نتاج ما سعيت، مشهود في برلمان الأمم الحقيقي، وهو الجمعية العامة، وليس في مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين، اللذين يُنتخب أعضاؤهما وفق اعتبارات قضايا الإجهاض والضمان الصحي والمسائل البيئية، ولا يفقهون شيئاً في قضايا السياسة الدولية، ويرتهنون لممولين موتورين، ولدسائس انتخابية، ولمعايير القياس من ثقافة «الكاوبوي».{nl}نحن أقوياء في ضمير العالم. وماذا استطاعت الحركة الوطنية الفلسطينية، بقيادة زعيمها الخالد ياسر عرفات، وبالسلاح، أن تفعل سوى أنها انتقلت بالقضية الفلسطينية من حجم خيمة لاجئين، شأنها شأن عشرات القضايا الإنسانية في العالم، الى وضعية أهم قضية دولية في هذا العالم؟! وأنت حافظت على زخم هذه القضية، وعززت مكانتها في ضمائر الأمم والحكومات، حتى الأميركيين وهم يحاورونك ويطرحون مواقفهم المجافية للحق، يهمسون على مسمع منك، بأن قضيتك عادلة وطبيعية، ثم يبررون ويطرحون أسبابهم، ما يعني ضمناً بأن منطقهم ظالم وغير طبيعي!{nl}أنت مستهدف، لأن مشروعك هو المشروع الواقعي، القابل للتطبيق، وهو الذي يستحث الضمائر على مواقف إيجابية. ولا ينبغي أن ننسى ما حققناه. بالأمس القريب، جاءنا عتاب من وزير سابق في بلد آسيوي، وسفير حالي في الهند، يذكرنا بالتأخر عن إقامة تمثيل لبلادنا في بلاده، ولما تعللنا بقصور المقدرات المالية، تحدث بثقة عن استعداد كريم من بلاده لتغطية نفقات تمثيلنا. وها هي الهند، التي ابتنت لنا مباني السفارة التي تضاهي سفارات دول كبيرة؛ تغطي 70% من نفقات سفارتنا، وليس ذلك إلا لأننا حاضرون بقوة، في قلب السياسة الدولية، وفي قلب الضمير العالمي.{nl}أخي الرئيس أبو مازن: إنهم يضغطون لأننا مزعجون لكل من يتربص بحقوقنا. وجميل أن نكون مزعجين، وأن تكون خططنا السياسية وخطواتنا في موضع توجساتهم. ومن الضروري، أن نبرهن لهم، على أننا غير مكترثين بضغوطهم، وأننا راسخون في وطننا ولن نفرط في الحق الذي حددته نصوص مشروعنا الوطني، التي أصدرتها منظمة التحرير الفلسطينية. لقد بات من واجبنا، أن نستغل أوقات انسداد الأفق، لحث الخطى الى إصلاح داخلي شامل، يعزز صمودنا ويؤكد على تماهي حركتنا الوطنية مع قاعدتها الاجتماعية العريضة، في الداخل وفي الخارج. واجبنا أن نتعالى على كل الجراح، للتأكيد على تعيين الفارق في الأداء بين مرحلة وأخرى، والارتقاء بمستوى الوزارة والسفارة واللغة والعلاقة الداخلية، وأن نراهن على الأفضل والأكفأ، وأن نفتح الأبواب على مصاريعها، للمميز والذكي والنظيف، من القطاع الشبابي، وفق معيار العدالة والكفاءة، وأن نصبر على ترميم أو توثيق العلائق مع الناس والجاليات، في الداخل وفي الخارج، لكي يصبح شعبنا كله، متفائلاً واثقاً، موحداً وراء حركته الوطنية، صاحبة مآثر الكفاح ومشاويره الطويلة.{nl}الأميركيون لا يملكون أن يجعلوا شعبنا يائساً، أو غائباً عن الخرائط كلها، وليسوا هم الذين نستمد منهم ثقتنا بأنفسنا. ففي جولاتك في أميركا اللاتينية، شاهدت بنفسك كيف يأتيك الفلسطينيون من الجيل الثالث أو الرابع من المهاجرين، وهم يتحدثون البرتغالية والإسبانية. لم تَمحُ العقود الطويلة، عواطفهم. ثم إن القضية ليست مرتبطة بأعمارنا، فإن شخنا تشيخ، وإن كنا في ريعان الشباب كانت مثلنا. نواميس الحياة وطبائع لأمم، تقضي بأن تظل الأمم والقضايا العادلة فتيّة ونافذة، في حياتنا ومماتنا كأشخاص، وأن يؤدي كل منا دوره، ما بقي قادراً على أداء هذا الدور!{nl}ولمصارحتك أكثر أقول: دعك من حكاية التخلي عن دورك في المقدمة. ليس لأنك الخارق الذي لا يحق له أن يستريح، وإنما لأن طبائع شعبنا الذي لم يعش في بلد مستقل، ولم تتأسس في وضعية اجتماعه السياسي، قاعدة عريضة لمرشحين لأدوار سياسية أولى، ينعقد عليهم الإجماع. مثل هذه القاعدة تنشأ بعد ترسيخ التقاليد الديموقراطية. فما زلنا نحبو في الاجتماع السياسي، ويشغلنا السؤال على كل مستوى: مَن يأخذ ماذا على كل صعيد؟!{nl}إن فعلتها وتخليت، ستختفي كل انجازاتك على صعيد العبور بنا الى وضعية الاستقرار التي تتيح لعملية البناء أن تنطلق، وعلى صعيد الحضور الدولي القوي للقضية الفلسطينية، تحت ركام ما سيحدث. الخيار الصحيح، هو أن تحقق مأثرتك المأمولة، وهي شد «براغي» الكيانية الوطنية، بعملية إصلاح شامل على كل صعيد، يعزز صدقية حركتنا ومشروعنا، ويقنع المتربصين بحقوقنا، بأننا شعب خلاّق ولن ينحني!{nl}إن هذا متاح لك. والفلسطينيون يمتلكون الكفاءة والروح العالية. وأنت قادر بعون الله، فلماذا لا تتفاءل؟!{nl}ثقافة التوافق الفاعل وثقافة الخلاف الهروبي{nl}بقلم:يحيى رباح – عن جريدة الحياة {nl}أتصفح منذ أيام الكتاب المهم الذي صدر عن جامعة كولومبيا عام 1990 للمؤرخ اليهودي آبي شلايم وعنوانه سياسة التقسيم (the politics of partition) وهو كتاب يناقش علاقة الملك عبد الله مؤسس المملكة الأردنية مع الحركة الصهيونية وفلسطين في الفترة من عام 1921 إلى العام 1951، وخاصة عندما طرحت فكرة التقسيم في فلسطين لأول مرة على لجنة «بيل» التي جاءت إلى فلسطين في العام 1937، وكانت فكرة التقسيم آنذاك تعطي لليهود خمسة آلاف كيلو متر مربع من مساحة فلسطين، بينما تعطي للفلسطينيين بقية مساحة فلسطين باستثناء مدينة القدس مع شريط يصل إلى شط البحر عند مدينة يافا يستمر تحت الامتداد البريطاني لفترة محدودة.{nl}كيف واجهت الوكالة اليهودية والحركة الصهيونية وقادتها الأوائل أمثال حاييم وايزمان، وديفيد بنغوريون، وموشيه شاليت، فكرة التقسيم التي كان طموحهم وإمكانياتهم السياسية والمالية والدبلوماسية والعسكرية أكبر منها كثيرا، وكيف واجه الفلسطينيون والدول العربية فكرة التقسيم؟{nl}أجنحة الحركة الصهيونية توافقت على قبول فكرة التقسيم بحدها الأدنى لأنها تتضمن شيئا جوهريا يقع في الأولوية الأولى وهو قيام الدولة اليهودية، وتوافقوا فيما بينهم على التكتيكات السياسية، كأن يتظاهروا بأنهم ليسوا متشجعين كثيرا، وأنهم يشتكون من الظلم الواقع عليهم، وأنهم يستحقون أكثر من ذلك كثيرا، بينما كانت جهودهم الدبلوماسية مع الأطراف المقررة في العالم، وخاصة بريطانيا في ذلك الوقت، على تكريس سياسة التقسيم، ونقلها إلى حيز التنفيذ، وجعلها تتبلور في قرار دولي وهو القرار 181 الذي صدر في التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني عام 1947، من الجمعية العامة للأمم المتحدة، أما في الجانب المقابل، الجانب الفلسطيني والعربي، فقد دبت الخلافات بين الأطراف الوطنية، والاتهامات بالخيانة لكل من كان له رأي أقرب إلى الموضوعية، وبدأت المزايدات بشعارات كبيرة لا تمتلك أي معادل موضوعي لتنفيذها على الأرض، ورأينا تلك الخلافات العروبية تندلع، ورأينا من يفترض بهم أن يكونوا أعضاء الفريق الواحد فلسطينيا وعربيا، كل يتآمر على صاحبه ليأخذ حصته، بحيث أن الحركة الصهيونية أصبحت سيدة الموقف في إدارة الصراع في ذلك الوقت.{nl}أشعر بالخوف والحزن كلما رأيت تلك الثقافة، ثقافة الخلاف الهروبي تتجدد في الأداء السياسي الفلسطيني أو في الأداء السياسي العربي من حولنا الذي يدور حول قضيتنا الفلسطينية.{nl}أعتقد أن الأخ الرئيس أبو مازن في إدارته للعلاقات الداخلية الفلسطينية، وفي إدارته للعلاقات الفلسطينية العربية، قد نجح إلى حد كبير في تهميش تلك الثقافة القائمة على الخلاف الهروبي، حيث المزايدات والمشاحنات والتراشقات والشكوك، ونجح في أن يؤسس لثقافة التوافق وسياسة التوافق، من خلال الحرص على شراكة واضحة وصريحة وشجاعة مع الأشقاء العرب، وكذلك سياسة توافق قائمة على شجاعة الرؤى وقراءات الواقع بين الأطراف الفلسطينية، وهو المنهج الذي يتكرس بثبات منذ الرابع من مايو في العام الماضي، عبر محطات متلاحقة كان آخرها لقاء الدوحة والاتفاق الذي جرى بينه وبين الأخ أبو الوليد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بالتوافق على مخرج لعقدة تشكيل الحكومة، يتضمن أن يتحمل الأخ الرئيس نفسه مسؤولية رئاسة الحكومة المرتقبة، حكومة الوحدة ال<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/02-2012/محلي-39.doc)