المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء اسرائيلي 48



Haidar
2012-03-15, 08:56 AM
أقلام وآراء{nl}(48){nl}في هذا الملف...{nl} حماس الخاسر الاكبر{nl}الكاتب: روني شكيد_ يديعوت احرونوت{nl} القضاء على كل امل{nl}الكاتب: يغئال سرينا_ يديعوت احرونوت{nl} تهدئة في امتحان{nl} الكاتب: ايزي لبلار_ اسرائيل اليوم{nl} الزعزعة في الشرق الاوسط: الامل الذي تحطم{nl}الكاتب: د. دافيد غوبرين_ اسرائيل اليوم{nl} من يؤيد تحطيم البنية التحتية{nl}الكاتب: تسفي برئيل_ هآرتس{nl} بوتينياهو الاسرائيلي{nl} الكاتب: عنار شيلو_ هآرتس{nl} جنون اليمين الامريكي{nl}الكاتب: ابيرما غولان_ هآرتس{nl} انتصار ليس بالضربة القاضية{nl} الكاتب: بن كاسبيت_ معاريف{nl}حماس الخاسر الاكبر{nl}الكاتب: روني شكيد_ يديعوت احرونوت{nl}هكذا تحولت حماس الى وسيط بين اسرائيل والجهاد الاسلامي. تأييد الشارع الغزي لحماس ضعف. بالنسبة للغزيين اصبحت الجهاد بديلا جديدا. النتيجة هي ان غزة اصبحت اكثر تطرفا.{nl}انتصرنا – هكذا بفرح شديد، بشرت أمس منظمة الجهاد الاسلامي بعد البيان عن وقف النار واضافت ايضا بيان تحذير: اذا هاجمت اسرائيل، سنطلق الصواريخ حتى الى ما أبعد من تل أبيب. الجمهور الغزي ايضا يؤمن بان الجهاد انتصرت في الجولة الاخيرة، والانتقاد اللاذع على حماس التي لم تنضم الى الجهاد آخذ في التصاعد.{nl}في التصعيد الحالي نجحت الجهاد في دحر حماس الى الزاوية. في الاشهر الاخيرة جمعت الجهاد الكثير من القوة – ليس فقط العسكرية بل والجماهيرية ايضا. فايران تزودها بالمال وكذا بالوسائل القتالية. الوضع الصعب في غزة، مع المشاكل في توريد الكهرباء والماء، أدت الى انتقاد ضد حكومة حماس، والجهاد اصبحت قوة مركزية تهدد هيمنة حماس، على الاقل في كل ما يتعلق بالصراع والمقاومة ضد اسرائيل. "ليس لنا خيار آخر، وبالتأكيد ليس خيار سياسي"، شرح أحد التجار في مكالمة هاتفية من القطاع، "ولهذا فاننا نؤيد الجهاد الاسلامي".{nl}حماس في حالة ارتباك. الجلوس على الجدار في الايام الاخيرة في ظل وقف النار لم تفعل الخير للمنظمة. بعض من زعمائها حاولوا الاعلان عن التأييد للقتال، ولكن عمليا، منذ انتهى السبت عملوا من خلال المصريين لتحقيق وقف للنار. لم يكن بوسع حماس أن توقف قتال الجهاد، حتى لو كانت حماس تدير المحادثات على وقف النار مع مصر بعيدا عن عيون وسائل الاعلام.{nl}اسماعيل هنية، في بدلة غامقة وقميص مخطط ازرق جلس ظهر أمس وعلى جانبيه علمين فلسطينيين كبيرين وأعلن بتكشيرة ارتباك لابناء شعبه في غزة: "العدوان توقف، وضعنا حدا لسياسة التصفيات". في نفس الوقت حاول أحد قادة حماس التلميح بان الذراع العسكري لحماس ساعد القتال بوسائل غير مباشرة. ولكن في غزة لم يقتنعوا.{nl}حماس، ليس مثل الجهاد الاسلامي او لجان المقاومة الشعبية، هي منظمة تحب الحكم ولهذا فان زعماءها في غزة وفي الخارج قرروا الان العمل على الدفع باتجاه التهدئة. اما الجهاد واللجان فلهما ايديولوجيا بسيطة جدا: الحرب، الحرب والحرب ضد اسرائيل، من أجل ابادتها. حماس تريد حكما اسلاميا، تريد السيطرة على السلطة الفلسطينية. تريد شرعية عربية ودولية، ولهذا فهي تحاول التصرف بمسؤولية.{nl}وهكذا تحولت حماس الى وسيط بين اسرائيل والجهاد الاسلامي. في غزة سخروا: "هي تتوسط بين الجهاد واسرائيل، تعرض نفسها كقوة حيادية في الساحة. ليست هذه هي حماس التي نعرفها". تأييد الشارع الغزي لحماس ضعف. بالنسبة للغزيين اصبحت الجهاد بديلا جديدا، منحهم في الايام الاخيرة بعض الامل والتشجيع. النتيجة هي ان غزة اصبحت اكثر تطرفا.{nl}متى تندلع جولة القتال التالية؟ هي مسألة وقت فقط. وقف النار، مثل كل التهدئات التي كانت في السنوات الاخيرة ولم تصمد، هو فقط مهلة وسطى بين جولتي عنف. وحتى بعد الجولة الحالية واضح أن اسرائيل لا يمكنها أن تسقط وان تتجلد حيال مؤامرات ارهابية جديدة يخطط لها في غزة. الجهاد ولجان المقاومة الشعبية هما ايضا لا يمكنهما ان يضبطا نفسيهما لزمن طويل. المهلة الزمنية سيستغلونها لتجديد احتياطات الصواريخ والاستعداد للجولة التالية.{nl}القضاء على كل امل{nl}الكاتب: يغئال سرينا_ يديعوت احرونوت{nl}الوضع سيىء. رئيس الحكومة شخص كئيب وبلا أمل وضعيف وأسير الآخرين. وهو يحمل ذكرى طفولة في بيت مشلول، كان البحث في محاكم التفتيش فيه تصورا عاما. وهو يشعر أبدا بأنه مضطهد وهو مُرتاب أبدا وبلا اصدقاء، ويحسب ظل الجبل جبلا ويُسقط كآبته على شعب كامل. وكله نتاج صراع شخصي يُلقى على الجمهور.{nl}وهكذا تأتي معه تصاحبه في ولايته الاولى والثانية ايام بلا أمل وبلا مستقبل. يسير كثيرون مكشوفي الرؤوس ويهربون الى شاشات البرامج التافهة لأنه اذا لم يوجد الأب فان الأخ الكبير يكفي.{nl}أُزيح عن ولايته الاولى سريعا جدا حينما ضاق كثيرون به ذرعا. لكنه كان آنذاك سياسة وكان حزبان كبيران وكان جدل، وكان ما يزال يوجد شيء من الديمقراطية. فمن خطيء وأخطأ وحرض طُرد بخزي.{nl}وقد عاد فقط حينما فرغ كل شيء وحينما أصبحت السياسة علاقة المال بالسلطة، والمال بالشره. وأصبح الجزء الأكبر من ذلك ثمرة عمله باعتباره المخصخص القومي وهو جيد لقلة من الأقوياء ولهذا يبقى.{nl}نتنياهو جيد للقائلين 'لا': لاولئك الذين لا يخدمون هنا ولا يسكنون هنا ولا يلتزمون هنا: ليبرمان وناسه، والحريديين والمستوطنين، وتلك النسبة القليلة من الجمهور التي تصنع بيتها فقط على حساب جميع البيوت الاخرى من أرباب المال وأصحاب اتحادات الشركات، ونواب المديرين والمديرين العامين وكل من يحصل على 100 ألف شيكل كل شهر كي يسيطر على ألف يعملون بالحد الأدنى من الأجور.{nl}لكن نتنياهو سيء جدا للقائلين 'نعم'. وهم لا يُقارعونه بلا ذنب جناه. وكذلك هناك مقربون وعالمون ورئيس موساد ومستشارون امنيون ومستشارون آخرون يهمسون جميعا ويُحذرون منه وكأنه وباء.{nl}وهو الشخص الذي يعظنا من فوق كل منبر ان علينا ان نمسك مصيرنا بأيدينا، بأيدينا فقط، هو الذي مصيره يخضع دائما لآخرين، وهو الذي يُجر عاجزا وراء آخرين في الداخل والخارج حتى إنك لتهم ان تصرخ: قُم وإمض، يا رجل الخوف والرعب وخلّصنا من نبوءات أنه لا مستقبل التي تُعلق فوق رؤوسنا مثل غيمة سوداء وأعد الينا المستقبل الذي سلبته منا.{nl}أنت الذي لم تلغ فقط كل أمل وسعي الى السلام والمصالحة بل رهنت في واقع الامر المستقبل المالي لجمهور الأجراء كلهم في ذلك الاصلاح، في أكبر فصل عام وقع هنا منذ قامت الدولة. نقلت أموالنا التي تم ادخارها بجهد شديد من خزانة المصرف المجاور لبيتنا الى حقول الصيد الخفية للمال الكبير.{nl}والآن وباعتبارك توأم احمدي نجاد تلوح أمامنا بالقنبلة الذرية. يجب ان يوجد عدو خارجي شيطاني كي يُنسي الداخل المسلوب، وضعف اليد وعدم وجود القيادة. وأنت ترد على ضعفك في الداخل برفع ورقة الهجوم في الخارج. وتقول انه ينبغي قصف ايران حتى لو قُصفت تل ابيب، وأنت تعلم أنك لا تملك أية حماية كافية للمدينة التي هي قلب الحياة الاسرائيلية.{nl}هذا كابوس. ان ارادة قصف ايران تنبع من الرغبة الخفية في تحطيم تل ابيب التي هي آخر موقع مقاومة لخطتك لمنعنا الحياة الطبيعية التي أُنشئت الدولة من اجلها.{nl}إمض، إمض الى بيتك أيها الرجل الخائف، وأصلح هناك ما ينبغي اصلاحه ودع القائلين 'نعم' الذين ما يزالون يسكنون هنا يخدمون ويلتزمون، يعيشون مثل ناس أحرار.{nl}تهدئة في امتحان{nl} الكاتب: ايزي لبلار_ اسرائيل اليوم{nl}يجب ألاّ يكون رد اسرائيل على ضربها بالصواريخ موزونا بل يجب ان تبين بالردع القوي استحالة الصبر على ذلك وان تعمل في كسب تأييد العالم لموقفها.{nl}اذا أردنا ان نلخص جولة القتال حتى الآن فاننا نستطيع ان نفخر بنظام القبة الحديدية، وحتى لو تجاهلنا الكلفة المفرطة لكل صاروخ اعتراض فان من الواضح ان هذا النظام غير قادر في هذه المرحلة على ضمان النجاح بنسبة 100 في المائة، وتكفي قذيفة صاروخية واحدة تخترقه لتؤدي الى اصابة مأساوية للمواطنين.{nl}والى هذا ينبغي ألا نُمكّن المخربين من قطاع غزة من ان يشوشوا كما شاؤوا على حياة أكثر من مليون من السكان في جنوب البلاد وجعلهم رهائن في أي وقت شاؤوا. صحيح انه في كل ما يتعلق بالتهدئة وبعملية عسكرية برية توجد تقديرات اخرى ايضا. ولا شك في انه يجب علينا ان نقدم التهديد الوجودي من قبل ايران. وتوجد ايضا شؤون حساسة يجب ان تقلقنا تتعلق بجيراننا المصريين.{nl}لكن لا يجوز للحكومة ان تُمكّن هذه التقديرات من منع رد ملائم على القذائف الصاروخية. بل يجب على الحكومة ان تكون مستعدة لاتخاذ عملية كاسحة لردع المخربين بحيث يخشون اطلاق صاروخ واحد فقط وإلا حكمنا على أنفسنا بأن نشارك في حرب استنزاف جديدة وبأن نُدمر حياة عدد يزداد من سكاننا.{nl}حماس معنية بالتهدئة لأن هذا ليس الوقت الملائم من وجهة نظرها لمواجهة معنا في اطار حرب شاملة اخرى. فعدم الاستقرار في سوريا وفي مصر وفي أكثر العالم العربي لن يُمكّنهم من استغلال علاقاتهم بهذه الدول. لكن اذا استمررنا على ردود "موزونة" على هجمات مكثفة بقذائف صاروخية من جيراننا على مواطني دولتنا وكففنا أنفسنا الى ان تأتي الكارثة التي تكون نتيجتها عملية ردع حقيقية، فسنخطيء لأن الردع الحقيقي لا يمكن ان يكون "موزونا".{nl}ان النتيجة الحتمية لعدم وجود رد قاطع تعني ان نعاود في المستقبل جولة عنف اخرى لكن هذا سيحدث هذه المرة بعد ان يفضي واحد من مئات الصواريخ الى كارثة مأساوية يقع فيها مصابون كثيرون. لهذا لا يحتاج منا الآن الى تهديدات وتبجح لأننا سنعرف الرد بقوة بل يحتاج الى تحذير واضح من قبل حكومة اسرائيل يقول انه اذا لم تنجح حماس، المسؤولة عن النظام في القطاع في السيطرة على النشاط التخريبي المضاد لنا الذي مصدره المنطقة التي تحكمها فسنكون مجبرين على الدفاع عن مواطنينا بصورة أشد من اغتيال عدة مخربين آخرين. علينا ان نعلن ان هجمات قذائف صاروخية تضطر عددا كبيرا من الاسرائيليين الى العيش في ملاجيء غير مقبولة وعلينا ان نؤكد أننا لن نستمر في لعبة "العين بالعين".{nl}وبناء على ذلك يجب على كل سفاراتنا في أنحاء العالم ان تبين موقفنا سلفا وبخاصة في الدول الاوروبية للحصول على شرعية.{nl}بحسب كل منطق وبحسب كل معيار لن يكون من الممكن مهاجمة هذا الموقف الاسرائيلي الصارم العادل، فمن حقنا ان نحمي مواطنينا. ولا توجد أية دولة اخرى في العالم تظهر ضبط النفس أو تطبق مباديء التناسب لو ان جاراتها أعطت الارهابيين ملجأ ومكّنت المخربين من اطلاق مئات القذائف الصاروخية ذات القدرة الفتاكة على مواطنيها.{nl}ان كل دولة طبيعية ترغب في الوجود تعلم ان اطلاق الصواريخ من داخل دولة اخرى على جارتها هو في واقع الامر اعلان حرب. وليس عندي شك في أننا اذا عملنا بحزم فان مجلس النواب الامريكي وأكثر الدول غير المرشوة ستؤيد موقفنا بصورة تامة.{nl}الزعزعة في الشرق الاوسط: الامل الذي تحطم{nl}الكاتب: د. دافيد غوبرين_ اسرائيل اليوم{nl}مدير قسم الاردن في وزارة الخارجية{nl}ان الأحداث التي اكتسحت الشرق الاوسط منذ مطلع السنة الماضية أحدثت انطباعا ان الشرق الاوسط العربي بدأ مسيرة ستنتهي الى التحول الديمقراطي وان انشاء نظم حكم تمثيلية وديمقراطية مسألة وقت فقط. وان المشكلة ستُحل في ظاهر الامر، مع تبني دستور واجراء انتخابات عامة وحرة. ونشأ هذا الانطباع المخطوء عن أمل كثيرين من المراقبين أرادوا ان يشهدوا تغير وجه منطقة الشرق الاوسط كما حدث في مناطق مختلفة في العالم وبخاصة دول شرق اوروبا في تسعينيات القرن الماضي.{nl}تحطم هذا الأمل ازاء استصعاب الثقافة السياسية العربية المحلية ان تستوعب وتتبنى نظاما كاملا من القيم الديمقراطية وفي مقدمتها التعدد وحرية التعبير وحقوق الانسان وحقوق النساء والتسامح مع الأقليات. وقد تغلبت الروابط العائلية والقبلية والطائفية في حالات كثيرة على تطوير تصور مواطنة مشتركة في الدولة الحديثة. ومثال ذلك الصراعات الطائفية والدينية المريرة الدامية التي تجري بين السنيين والشيعة في العراق، والسنيين والشيعة في البحرين أو المسلمين والأقباط في مصر. وقد جعلت التوتر الموجود بين الطوائف المختلفة يطفو على السطح وكذلك عدم التسامح مع حقوق الأقلية. وتعلمون ان الحفاظ على حقوق الأقلية مقياس مركزي لتحقيق الديمقراطية.{nl}ينبغي ألا نتجاهل ان الزعزعة التي أصابت دول الشرق الاوسط أفضت الى كسر حاجز الخوف عند الرعايا والمواطنين من التقليد الطويل لحكام مستبدين يسيطرون بواسطة القوة والقمع. ولهذا طرأ تغير حاد على معادلة علاقة الحكام بالمحكومين وظهر الشارع العربي لاول مرة بمظهر عامل يملي برنامج العمل الوطني. هذا الى كون جو التغيير قد انتشر وراء المجال السياسي الضيق وزاد في مطالب التغييرات الاجتماعية والثقافية مثل تنظيم النساء اللاتي طالبن بتمكينهن من قيادة سياراتهن في السعودية. ومع ذلك فان هذه المطالب يعوزها تصور متسق ولهذا لا تستطيع ان تساعد على صوغ برنامج عمل جديد.{nl}ان الانتصار الكاسح للحركات الاسلامية في انتخابات مجالس النواب في تونس وفي مصر خاصة أثار عند كثيرين سؤال ما الذي اختل في مسار نقل السلطة من الحكام المستبدين الى القائمين بالثورة والتغيير من الشباب والحلقات الليبرالية. ولم يختل شيء في واقع الامر، فقد كانت قوة جذب الحركات الاسلامية وتنظيمها وما يزالان كبيرين أُخرجا من القوة الى الفعل. وان أحد الاسباب المركزية لقوة الجذب الكبيرة لهذه الحركات هو التأثير الكبير الذي حشدته عناصر الاسلام السياسي بفضل خدمات المساعدة والرفاه التي قدمتها منذ عشرات السنين الى السكان من العامة بسعر زهيد. وتعتمد قوتها ايضا على وعد لم يُجرب بعد باستعمال سحر الدين وسيلة لحل امراض المجتمع. وما يزال الزعم الذي يقول ان اندماج الجهات الاسلامية في الاجهزة السياسية سيفضي بالضرورة الى زيادة اعتدالها يحتاج الى برهان عليه، ولا سيما بازاء التجربة في ايران والسعودية وبازاء تولي حماس مقاليد السلطة في قطاع غزة. ويجب ان يكون السؤال الرئيس في هذه الحال هو سؤال حرية التعبير وسلطة القانون وحقوق الانسان ومعاملة النساء والأقليات.{nl}يبدو ان حجم فوز الاسلاميين في انتخابات مجالس النواب فاجأهم هم أنفسهم وبدت الجهات الاسلامية غير مستعدة وصعب عليها ان تعرض نظرية منظمة لشكل علاج مشكلات المجتمع والدولة.{nl}والخوف من تحمل المسؤولية والخوف خاصة من الفشل أفضى بها في هذه المرحلة الى التمسك بنهج التشارك في السلطة مع الجيش وتأجيل امكانية ادارة الدولة وحدها. وتتميز دعاواها في هذا السياق بقدر كبير من الدفاع عن النفس الذي يرمي الى ان يُبين من جملة ما يرمي الى تبيانه لماذا هي غير مستعدة لتسمية أجل لانتخابات الرئاسة في مصر.{nl}ان فوز الاسلاميين يزيد في حدة الجدل في صبغة الدولة العربية الحديثة ولا سيما القضية الحساسة التي هي علاقة الدين بالدولة. ان الاصلاحيين، بخلاف الاسلاميين الذين يسعون الى ان تعتمد الدولة على الشريعة الاسلامية، ينصبون نموذج الدولة المدنية التي تستمد الهامها من الشعب وقوة ممثليه في مجلس النواب.{nl}وفي مركز هذا التصور 'المواطنة' أي الجنسية التي تعطى لكل المواطنين بلا تفريق ودونما صلة بقوميتهم أو ديانتهم أو انتمائهم الجنسي. ان الصراعات المتوقعة في الدول العربية على صياغة الدستور ومطالب ادخال تغييرات فيه لن تكشف فقط عن الفروق العميقة الموجودة بين هذين التصورين بل ستجعل أمام الاصلاحيين تحديا غير سهل هو محاولة تغيير أنماط الثقافة السياسية القائمة وجعل حقوق الفرد والمواطن في مقدمة المسرح.{nl}ان الجيش الذي كان عماد الدولة العربية الحديثة منذ نهاية اربعينيات القرن الماضي سيضطر هو ايضا الى ملاءمة نفسه للوضع الجديد الذي نشأ. ومعنى هذا المباشر هو انه سيضطر الى ان يُشرك في السلطة العناصر الاسلامية المختلفة.{nl}والحديث في هذه المرحلة كما يبدو عن اتساق يُدبر الجيش والاسلاميون فيه الدولة بعد ان تم احراز الهدف الرئيس وهو إزاحة المستبدين عن السلطة. ومع ذلك ينبغي ألا نُخرج من جملة الامكان ان اختلافات الرأي المتعلقة بالتوجه السياسي والهوية القومية ستشوش على العلاقات بينهما سريعا بل ستترجم الى صراعات مريرة كما حدث في السودان تحت سلطة الترابي، زعيم حزب الجبهة الاسلامية القومية.{nl}وتذكرون ان الترابي الذي ساعد على تولي عمر البشير السلطة في سنة 1989 أصبح عدوه اللدود وزُج به في السجن (2004 2005) بسبب معارضته لحكمه. وليس من الممتنع ان تفضي التحديات الاقتصادية والاجتماعية الضخمة التي تواجهها الدول العربية، وفي مقدمتها مصر، في نهاية الامر الى تدخل يتزايد من الجيش في ادارة شؤون الدولة الى درجة تولي زمام السلطة مرة اخرى.{nl}من يؤيد تحطيم البنية التحتية{nl}الكاتب: تسفي برئيل_ هآرتس{nl}بدأ يعمل مع القبة الحديدية المجهر السياسي والعسكري ايضا. ودُست الاسئلة السياسية المركزية في الأدراج وعُدِل بالتهديد الاستراتيجي ايران الى لهب منخفض حل محله احصاء دقيق للاحباط الناجح للقبة الحديدية، وكاد يُنسى سبب نشوب هذه الحرب. من ذا يذكر اسم ذلك الامين العام للجان الشعبية الذي كان في ظاهر الامر في طريقه الى تنفيذ عملية اغتيل بسببها (والذي عُين بدلا منه امين عام جديد)؟ هل يستطيع شخص ما ان يجزم بأن العملية أُحبطت حقا نتاج الاغتيال؟ ليس وزير الدفاع. 'بدأت هذه الجولة بالتعرض لزهير القيسي من قادة اللجان الشعبية الذين عملوا على الاعداد كما يبدو لعملية كبيرة لا استطيع ان أقول حتى الآن انها أُحبطت'، أوضح الوزير. 'كما يبدو' و'لا استطيع ان أقول' هما التعبيران اللذان سُجن بسببهما مئات آلاف المواطنين في الملاجىء.{nl}لم يُنس سبب الحرب فقط كل يوم قدم ذريعة لهجمات اليوم التالي بل لم يسارع أي طرف ايضا الى طلب هدنة لأن من يطلبها أولا يُرى خاسرا، وتعلمون ان المجد جزء لا ينفصل عن القوة القومية. ولم تكن لهذه الحرب ايضا أهداف محددة. وفي مواجهة من هي؟ وماذا يريدون ان يحرزوا نتاج هذا الحوار العنيف؟.{nl}بحسب 'ارشادات الاستعمال' المعروفة للحروب مع غزة يظهر سريعا جدا بكامل فخامته شعار 'القضاء على البنية التحتية للارهاب'، الذي يأتي فورا بعد شعار 'حماس مسؤولة عما يجري في القطاع'. ولهذين الشعارين قوة حقيقية. فقد هيّجا في الماضي العمليات البرية الطموحة في القطاع ومنها عملية 'الرصاص المصبوب' التي يُنسب اليها الهدوء المستمر منذ ثلاث سنوات.{nl}بيد ان تعبير 'البنية التحتية للارهاب' بدأ يبلبلنا. فقد أعلن خالد مشعل على أثر اتفاق المصالحة مع فتح في شباط (وقبل ذلك ايضا في أيار 2011) ان حماس ستتمسك بـ 'المقاومة غير العنيفة' طريقا للتحرر من الاحتلال. وأصبح انفصاله عن سوريا وعن ايران يُرى في اسرائيل تطورا ايجابيا ومهما، وقد زار السعودية هذا الاسبوع وأجرى محادثات لاستبدال التمويل السعودي بالتمويل الايراني. ووجه اسماعيل هنية ومحمود الزهار انتقادا شديدا لمشعل الى درجة أنه أعلن أنه لن يرشح نفسه لولاية اخرى ولم يحدث هذا حتى الآن، ويسارع القائدان في القطاع الآن الى بيان أنه 'لا اختلاف في حماس'. لكن هناك اختلافا في حماس وهو مهم لأنه يشهد على حيرة وبحث عن سبيل وفحص الكلفة والجدوى لصورة نشاط المنظمة حتى الآن.{nl}ليست هذه حيرة اللجان الشعبية التي هي منظمة ضعيفة تعتمد في جزء منها على روابط عائلية، وهي مبنية من شظايا منظمات ترى حماس عدوا، ولا الجهاد الاسلامي الذي ما يزال يحافظ على علاقاته مع ايران برغم انه انضم الى اتفاق المصالحة مع فتح. ان 'البنية التحتية للارهاب' هذه ليست فرقة فلهرمونية تعزف متبعة حركات قائد اوركسترا واحد. بل توجد فيها عداوات شخصية وعقائدية جعلت حماس تمتنع عن الانضمام الى حفل اطلاق النار على اسرائيل، لكنها ستضطر كما يبدو الى ضغط الزناد اذا لم تصمد الهدنة واستمرت المعركة.{nl}ان هذه العداوات فضلا عن الفرص السياسية والامنية التي تستدعيها، التي تشمل احتمال اجراء تفاوض مع سلطة فلسطينية موحدة تمثل غزة ايضا، لا تعني حكومة اسرائيل. فهي تفضل ان تصور عدوا كبيرا موحدا تهب له صفة 'بنية تحتية' وتُحدد بذلك هدفا مناسبا يمكن الانتصار عليه من غير دفع ثمن سياسي، وتحاول الآن ان تبيع مواطني الدولة هذا الوهم ولا سيما سكان الجنوب وكأن الحديث عن هدف سام يناسبه ثمن المكوث في الملاجيء.{nl}بيد انه من الضروري ان نذكر ان هذا الهدف تم استلاله من الخزانة بعد ان تبين فقط ان رد الجهاد الاسلامي ولجان المقاومة لم يقع بحسب السيناريو المتوقع، ولم تكتف المنظمات بكمية موزونة معلومة من الصواريخ. ولا مناص في هذه الحال بالطبع من ان نُريهم لأنه لم يعد الحديث عن مخرب أراد ان ينفذ عملية ربما لم تُحبط، بل نحارب الآن بنية تحتية فانصبوا قاماتكم من فضلكم.{nl}بوتينياهو الاسرائيلي{nl} الكاتب: عنار شيلو_ هآرتس{nl}يعلم أكثر الاسرائيليين ان نتنياهو مزدوج المواقف وضعيف ومحتال وانه اسوأ رئيس وزراء وجد في اسرائيل وبرغم هذا ينتخبونه مرة بعد اخرى، فلماذا؟!.{nl}لا حاجة الى الانتخابات القادمة. فبنيامين نتنياهو هو رئيس الوزراء القادم. وسيُنتخب نتنياهو لولاية ثالثة بأكثرية كبيرة. فبوتينياهو الاسرائيلي هو مثل فلاديمير بوتين في روسيا الذي سيتولى قريبا الولاية الثالثة الرئاسية ولن يسلبه أحد ذلك.{nl}ان استطلاع الرأي باشراف كاميل فوكس الذي أُجري مؤخرا من اجل صحيفة "هآرتس" يعطي الليكود 35 – 37 نائبا. ويتحطم حزب المعارضة الرئيس "كديما". وليس حزب العمل ولا يئير لبيد تهديدا حقيقيا ايضا. فنتنياهو مثل بوتين سيحتل الدولة سائرا.{nl}سيكون نتنياهو رئيس الحكومة التالي برغم كونه شخصا مختلفا فيه، حتى ان رجاله الأقرب مثل عوزي أراد، يوجهون اليه انتقادا شديدا. وسيكون نتنياهو رئيس الوزراء للمرة الثالثة برغم قضية نتان ايشل وسائر الزعزعات في ديوانه. ان الذي لا يستطيع ان يُقر ديوانا مدة بضعة اشهر سيُدبر امور دولة ربما لأكثر من عشر سنين.{nl}سيكون نتنياهو رئيس الوزراء التالي برغم الاغتيال المركز لكل مسيرة أو أفق سياسي، وبرغم ان رئيس فرنسا أسماه كذابا وبرغم علاقاته المتوترة مع رئيس الولايات المتحدة، وسيُنتخب لولاية ثالثة برغم الاحتجاج الاجتماعي الواسع جدا الذي يخالف كل ما يمثله.{nl}يبدو هذا مثل مفارقة منطقية. فما الذي يجعل الجمهور في اسرائيل ينتخبه مرة بعد اخرى ويفضله على اشخاص أكثر أمانة وقيما منه؟ وما الذي يجعلنا نُرئس على واحدة من الدول الأكثر تحديا وتعقيدا في العالم رجلا ما كنا لنشتري منه سيارة مستعملة؟.{nl}ان سر نجاح نتنياهو هو مساوئه خاصة. وهو يُنتخب لا لمزاياه بل لمساوئه. ان حب الجمهور لنتنياهو حب نرجسي. فنحن الذين تنعكس صورتنا في المستنقع العكر ونرى أنفسنا وننتخب أنفسنا.{nl}نتنياهو حرباء يتلون بلون المحيط. وهو يجسد دور عدة اشخاص في الوقت نفسه. فهو فارس سلطة القانون في مراسم تبديل رئيس المحكمة العليا، وهو التهديد الأكبر لسلطة القانون بسلوكه وسلوك ائتلافه. وهناك نتنياهو خطبة بار ايلان وتجميد المستوطنات، وهناك نتنياهو المؤمن بأنه لا يوجد من يُتحدث معه والذي لا يؤمن بالتخلي عن شبر ارض. وسؤال من هو نتنياهو الحقيقي لا معنى له. فميزته الكبرى عن سائر ساستنا جميعا هي انه لا يوجد أصلا نتنياهو حقيقي.{nl}يتلوى نتنياهو بين الحديث السامي عن المباديء (الذي نستطيع قبوله أو رفضه)، وبين التخلي عن ذلك متروكا لتنهده من اجل ضرورة سياسية أو ضغط عام. ويوحي نتنياهو بالقوة والعظمة والتصميم في خطاباته كتلك التي كانت مؤخرا في "ايباك"، لكنه أكثر القادة تعرضا للضغط ممن كانوا لنا مدى تاريخنا. ويحب الجمهور الاسرائيلي ايضا هذه الازدواجية.{nl}ان نتنياهو يضرب وتر صلفنا من جهة ومخاوفنا من جهة اخرى كما لم يفعل أي سياسي في اسرائيل قط، وليس صدفة انه يكثر من استخدام المحرقة. فالمحرقة هي الخوف الأعظم واشارته الى محرقة ثانية تُعرفنا بأننا ضحايا وتعيد الينا الشعور بالحق الذي فقدناه، فلو لم توجد ايران لوجب ايجادها.{nl}يتميز توجه نتنياهو الى ايران الى جانب تعزيز الخوف بالصلف، أعني فكرة ان اسرائيل تستطيع ان تحل المشكلة بنفسها. وفكرة انه يمكن ان نهاجم في هذا الصيف بخلاف موقف الولايات المتحدة وخلاف موقف العالم، وبقوات ومعدات محدودة جدا. والحال في حياة الشعب كحال الحياة النفسية: فالى جانب مواجهة صدمة نفسية توجد ارادة غير معروفة لمعاودة الصدمة النفسية. ونتنياهو الذي يحذر من محرقة ثانية قد يقود اليها، ولهذا ننتخبه.{nl}جنون اليمين الامريكي{nl}الكاتب: ابيرما غولان_ هآرتس{nl}ليس هذا جديدا، لكن الانتخابات التي تقترب تزيده حدة وذاك ان الولايات المتحدة هي جزآن متناقضان من الكيان نفسه ومتضاربان ويُعادي بعضهما بعضا. يوجد في البيت الابيض أول زعيم افريقي امريكي في تاريخ الأمة يقود مع زوجته سياسة ثورية مقدمتها قانون التأمين الصحي الرسمي، لكن القوى التي تعمل في مواجهته ظلامية وعظيمة القوة.{nl}جرى في ولاية بنسلفانيا هذا الاسبوع تعديل لقانون الاجهاض الذي يوجب على اطباء النساء ان يُجروا لكل امرأة تريد اجهاضا صناعيا فحصا بالامواج فوق الصوتية وفحصا باطنيا. وستضطر المرأة من جهتها الى النظر الى صورة الجنين والاستماع الى نبض قلبه والاستماع الى بيان مفصل عن وضعه.{nl}حظي الاقتراح وهو بمبادرة خبيرة القانون كاتي راف المرشحة من الحزب الجمهوري لمنصب المدعي العام، حظي باسم 'اغتصاب من قبل الدولة'، لكن اعضاء مجلس نواب جمهوريين يتنافسون في تبنيه.{nl}هذا فقط رأس جبل الجليد للجنون الديني المحافظ الذي يتعالى في هذه الايام مثل انفجار بركاني سيء في اليمين الامريكي. والجمهوريون الذين لم يدخروا منذ البداية اتهام براك اوباما باتهامات باطلة فهو مسلم وليس مواطنا امريكيا وهو يرفع الضرائب (وذلك بعد يوم من خفضه للضرائب عن الطبقة الوسطى) ويكره الكنيسة والدين يزعمون انه يقود الدولة الى تدخل فظ في حياة الفرد (لكنهم لا يرون فحص الامواج الصوتية والفحص الباطني تدخلا).{nl}لماذا صار يجب على الدولة فجأة ان تهتم بالضعفاء؟ قذفه بهذا هذا الاسبوع المرشح الجمهوري ريك سانتورم. أليس هذا العمل متروكا لشيء واحد فقط هو الله! فلله بلا شك دور مركزي في هذه الانتخابات، وللشيطان ايضا. وقد قال سانتورم (الذي يرى ان الكاثوليكية بل البروتستانتية ليست مسيحية بقدر كاف) قال في 2008 ان الشيطان تغلغل الى الادارة في امريكا ويُخربها.{nl}ينشأ عند الجمهور الديمقراطي في الولايات المتحدة الآن خوف عميق من ان يضعف المبدأ المهم الذي يفصل الدين عن الدولة في امريكا بسرعة مخيفة. وليس عجيبا ألبتة انه يوجد في هذا الجمهور يهود كثيرون. أكثر كثيرا مما يُخيل الينا حينما يحصد رئيس حكومة اسرائيل تصفيقا عاليا في 'ايباك'. ويخاف هؤلاء اليهود الآن خوفا مضاعفا بسبب الجنون المسيحاني المتفشي في السياسة الامريكية وذاك المتفشي في اسرائيل، وأكثر من ذلك بسبب العلاقة بين الاثنين.{nl}يرى جمهور ضخم من اليهود العلمانيين والمحافظين والاصلاحيين والاورثوذكسيين العصريين بازاء ناظريه جهازين سياسيين قلبا الطاولة ويعملان في اسلوب يبدو له هياجا مقلقا. فالصلة بين الانجليكان المتطرفين ومتطرفي المستوطنين التي تتم من فوق رأس الجمهور الامريكي (ومن وراء ظهر الجمهور في اسرائيل)، تعدت منذ زمن حدود الشرعية بالميزانيات الضخمة المنفقة عليها وغسل الدماغ الذي تقوده.{nl}ويثير هنا خيبة الأمل ايضا صورة حديث بنيامين نتنياهو مباشرة الى اليمين الامريكي فيما يبدو مثل التفاف استخفافي على الحوار الهش بين القدس وواشنطن. ومنظمات حقوق الانسان والمجموعات الليبرالية والاكاديميون وناس الحياة العامة كلهم يعبرون عن امتعاض ويأس من التطرف الحريدي الديني القومي في اسرائيل وقوة الصلة بينه وبين المسيحية البيضاء القومية واليهودية اليمينية المتطرفة والحريدية المتطرفة في الولايات المتحدة، وتبين لكثيرين منهم في المدة الاخيرة فقط ان شلدون ادلسون ذاك الذي يصب مالا على الحملة الانتخابية لنيوت غينغريتش هو ناشر الصحيفة التي تؤيد نتنياهو، وتعجبوا أكثر من مرة.{nl}ولما كان الامر كذلك فربما حان الوقت كما يقولون ليتعاون الاسرائيليون في اليسار والمركز ممن قالوا طوال سنين لذلك الجمهور الصامت الموالي 'لا تتدخل' مع ملايين اليهود الامريكيين الذين يخافون مثلهم على مستقبل اسرائيل ومصيرها. اجل حان وقت ان يوضح لحكومة اسرائيل مبلغ قوة جمهور لا يستطيع التبرع بسخاء فقط بل ان يطلب ايضا تغيير السياسة وكف جماح التطرف والتفكير من جديد بصورة دولة اليهود وهويتها.{nl}انتصار ليس بالضربة القاضية{nl} الكاتب: بن كاسبيت_ معاريف{nl}قبة حديدية لا تغير كثيرا من حقيقة ان مليون نسمة هم رهائن لمزاج عصابات الارهاب – هذا الوضع لن يتغير قبل أن نتصرف مثل أي أمة تحب الحياة، كما يتصرف الأمريكان، الروسي، البريطانيون والفرنسيون.{nl}نبدأ بالامور الطيبة: جولة العنف الحالية في الجنوب انتهت بانتصار اسرائيل واضح. شبه ضربة قاضية. الثناء يعود للجيش الإسرائيلي، للمخابرات الإسرائيلية، لأذرع الامن المختلفة، لرفائيل التي طورت قبة حديدية، لعمير بيرتس الذي حركها (ضد كل الجنرالات والأمنيين في زمنه)، وكذا للقيادة السياسية التي اتخذت قرارا غير سهل وسارت به. مهرجان النصر للجهاد الإسلامي في غزة مساء أمس هو الصيغة الهزلية للحدث، دليل آخر على أنه منذ عهد "صوت الرعد من القاهرة" لم يتغير الكثير هناك، مع الربيع العربي وبدونه.{nl}كما أن مسرحية المهرجين الدائمة لرجب اردوغان ("قتل شعب"، كما أسمى المناوشات لأربعة ايام بين الجيش الاسرائيلي والجهاد) ليس أكثر من مهزلة.{nl}السؤال الذي يثير الفضول هو ما الذي تغير منذ آب الماضي، عندما كان اخطار ساخن من المخابرات الاسرائيلية بعملية تفجير متدحرجة من القطاع عبر سيناء باتجاه ايلات، وتوصية واضحة من المخابرات لتنفيذ احباط مركز على قاطع القيادة للعملية، وكان قرار من القيادة السياسية، بالهام من وزير الدفاع، بعدم العمل والانتظار.{nl}الانتظار كلف دما كثيرا، لم يوفر جولة عنف وجر توترا شديدا بين قيادة المخابرات (يورام كوهين) وقيادة وزارة الدفاع (ايهود باراك).{nl}مرت سبعة اشهر والوضع تبدل. التغيير استراتيجي ومدوٍ. توجد معلومات استخبارية (نوعية ودقيقة) عن عملية متدحرجة في الطريق، ورئيس المنظمة يصفى، بجلاء ووضوح مع علم واضح بأن الأمر سيؤدي الى اشتعال غير بسيط معها يعرف المرء كيف يدخل اليه، ولكنك أبدا لن تعرف كيف واذا ما ستخرج منه.{nl}قيادتنا السياسية والأمنية، أي رئيس الوزراء نتنياهو، وزير الدفاع باراك وربما أيضا وزراء الثمانية هي التي اتخذت هذا القرار ويجب الثناء عليها لذلك.{nl}بدون لكن، بدون ربما، بدون لنرى وبدون ننتظر ونقرر بعد ذلك. هكذا يجب أن تتصرف دولة ذات سيادة. بالفعل، تغيير منعش.{nl}ويوجد شيء آخر: "قبة حديدية"، تتجسد بالملموس من فوق رأس مواطني الجنوب، هي مضاعف قوة آخذ في التعاظم. كلما تطورت وحسنت نسبة الاصابة، سيكون أسهل اتخاذ مثل هذه القرارات. يدور الحديث عن ذخر استراتيجي يمكن أن يكون محطم للتعادل في معادلة الردع غير المتماثلة بين الجيش الاسرائيلي المتفوق ولكن المقيد وبين منظمات الارهاب منفلتة العقال. ولكن، وهنا تأتي لكن كبيرة جدا. اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم المستعدة لان تعيش مع وضع في اطاره مرة كل بضعة اشهر تهاجم فيها عصابات ارهاب تعشعش على اسياجها مواطنيها بالصواريخ، بالراجمات وبمحاولات العمليات. أروني دولة واحدة اخرى على المعمورة تكون مستعدة لأن تسلم بمثل هذا الوضع لا توجد، اسرائيل سلمت منذ زمن بعيد. وفضلا عن ذلك: حتى في الأيام العادية وفي ظل التهدئة المزعومة، وفيما نكون نحن في تل أبيب نغوص في مياه المستنقع بنشاط، فإن المنطقة المسماة "غلاف غزة"، تتعرض لصواريخ القسام هنا، غراد هناك، قذيفة هاون او اثنتين تقطر عليها، والعالم يسير على عادته.{nl}هذا بالكاد يجب مكانا له في الأخبار. جيل كامل من الأطفال تربوا، تعلموا على حضن "صافرة اللون الأحمر". كل منظمة ارهابية عاقة جديدة توجد بين غزة ورفح، تنظم لنفسها انطلاقة احتفالية مع عدة صواريخ غراد أو قسام على رؤوسنا، ولا أحد ينبس ببنت شفة.{nl}"قبة حديدية"، مع كل الاحترام، لا تغير كثيرا حقيقة أن مليون نسمة يعيشون في ظل صافرات الإنذار، لا يمكنهم أن يخططوا عرسا او اجازة شهرين مسبقا دون أن يأخذوا المخاطرة، ويعتبرون رهائن لمزاج عصابات الارهاب المسلحة. فهل تعرفون متى سيتغير هذا الوضع؟ سيتغير في اليوم الذي يصل فيه مدى الغراد الى غوش دان. بالمناسبة، هذا اليوم يقترب بخطوات واسعة. حتى ذلك الحين نحن نواصل التخندق، التحصن، الرواية لأنفسنا للقصص وننتظر "الجولة" التالية.{nl}أتذكر بنيامين نتنياهو يتجول في عسقلان قبل وقت قصير من "رصاص مصبوب"، ينزل الى غرفة القيادة البلدية، يقف أمام الكاميرات ويعلن بصوت عال: "عندما نكون في السلطة، لن نسمح لهذا بأن يحصل". بالمناسبة، يمكن أن نجد الفيلم القصير على اليو تيوب. "الرسالة اليومية لبنيامين نتنياهو في 3 شباط 2009".{nl}وقد كان على حافة الانتخابات وكان مستعدا لأن يقول كل شيء كي ينتخب. فقد روى هناك عن طفلة أرته شظايا صاروخ سقط قرب بيتها، عن أم تبكي، وقد أثار الانفعال ووعد بهذه اللهجة: "لقد حذرت من حماستان في غزة... عملية واحدة فقط تدفع حكم حماس في غزة الى الانهيار ستضع حدا لهذه القصة... نحن، خلافا لكديما، لن نوقف الجيش الاسرائيلي. نحن سنكمل المهمة، سندفع حكم الارهاب لحماس الى الانهيار، سنعيد الامن الى سكان اسدود، عسقلان، يفنه واسرائيل بشكل عام، سنعيد الأمن لكم جميعا. كديما لم يفعل هذا. نحن سنفعله، بل وسنفعله جدا".{nl}حسنا، يا نتنياهو. ماذا فعلت حتى الآن؟ تحدثت أساسا. اولمرت على الأقل حاول، خرج الى حملة عسكرية كبيرة، هذا كثير، ولكنه أكثر مما فعلته أنت. باختصار، الأقوال مثل الرمل، ولا يوجد ما يؤكد. ارئيل شارون، في حينه، خطط بأنه بعد أن نخرج من غزة، كل قسام سيستجاب بصلية مدفعية تلقائية. رجال القانون اوقفوه. يتبين أنه لا يوجد حل آخر. لا ينبغي لنا أن نخترع شيئا، بل ان نفعل ما يفعله الروس، الامريكان، البريطانيون، الفرنسيون، وكل أمة تحب الحياة كانت ستفعله في وضع مشابه. حتى ذلك الحين هذا لن ينتهي. ادخل للحظة الى اليو تيوب يا بيبي وشاهد ما أنت نفسك قتله ووعدت به قبل ثلاث سنوات. كنت محقا. الآن نفذ ما وعدت به.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/03-2012/اسرائيلي-48.doc)