تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء عربي 48



Haidar
2012-02-26, 10:23 AM
أقلام وآراء{nl}في الظاهرة القَطَرية: عصر القوة الافتراضية{nl}بقلم: حارث الحسن عن الاخبار البيروتية{nl}في البدء كانت «الجزيرة»... ثم كانت قطر. هل يمكن أحداً أن يتذكر قطر السياسية قبل «الجزيرة»، ويخبرنا شيئاً عن توجهاتها وطموحاتها ان وُجِدت؟ واليوم، هل يمكن أحداً تجاهل قطر وسياستها وطموحاتها في المنطقة؟{nl}عبر «الجزيرة»، لعبت قطر دوراً كبيراً في اسقاط زين العابدين بن علي وحسني مبارك، فلو لم تكن تلك المحطة قد نصبت كاميراتها في ساحات الاحتجاج، وكرّست استديوهاتها العربية والانكليزية لدعم المحتجين، لما كان ممكناً خلق رأي عام دولي واحراج دول كبرى لكي تتقمص هي الاخرى مظهر الداعم للاحتجاجات وتدعو مبارك الى التنحي.{nl}ثم هل نتجاهل دور «الجزيرة» في اعداد مسرح المواجهة الليبية عبر خلق القناعة لدى الكثيرين بأنّ الشعب الليبي يجب الا يترك تحت رحمة ديكتاتور مجنون؟ وبعدما كانت القناة التي ينظر اليها على نطاق واسع بأنّها معادية للاحتلال الاميركي في العراق، باتت «الجزيرة» منبراً لتبرير التدخل الخارجي في ليبيا.{nl}في سوريا، صنعت «الجزيرة» معظم السردية التي استندت إليها الدول الخليجية والغربية في نقل الأزمة السورية من حيّزها الداخلي، كحركة احتجاج شعبي ضد سلطة ديكتاتورية فاسدة، الى مفصل صراع جيوسياسي غايته تبرير التدخل الاجنبي لتغيير النظام. وهو تدخل يحتاج الى سردية «الجزيرة» عن سوريا لكي يبرر نفسه اخلاقياً. ولكن عندما حَجَبَت «الجزيرة» كاميراتها واستديوهاتها عن الاحتجاجات البحرينية، فإنّها أسهمت بعدم تكون ضغط دولي، ولا رأي عام شعبي تجاه القضية البحرينية. وبهذا المعنى، فإنّ جزءاً كبيراً من السياسة في المنطقة بات لا يتعاطى مع الحقيقة كما هي، بل مع الحقيقة كما تسردها «الجزيرة».{nl}غير أنّ ذلك لا ينبغي ان يقودنا الى افتراض انّ اقامة «الجزيرة» كان جزءاً من خطة بعيدة المدى كما يميل البعض. الأمر ببساطة انّ الدوحة كانت الطرف الأكثر مشاكسةً للهيمنة السعودية في الخليج، على خلفية التحفظ السعودي على انقلاب الابن على ابيه في قطر (والذي كان يُخشى ان يضع سابقة تقلق شيوخ الاسرة السعودية الحاكمة، وهم محاطون بآلاف الامراء من الأجيال الشابة)، وعلى خلفية نزاع حدودي بين البلدين. أرادت السلطة القطرية عبر «الجزيرة» ومنهجها المناوئ للأمر الواقع والناقد بحدّة لاسرائيل والغرب، والمنادي بتصحيح العلاقة بين الحكام والشعوب، ازعاج السعودية التي مثلت القوة المحافظة الرئيسية في المنطقة. لكن فرادة «الجزيرة» تلك هي التي صنعت نفوذها، ومن ثم نفوذ قطر. كانت السياسة القطرية تتبع خطى «الجزيرة» وتختبئ وراءها، حتى جاءت ليبيا وأزمتها، منذ تلك اللحظة بدأت «الجزيرة» تتبع قطر، وتدريجياً تفقدُ فرادتها.{nl}اليوم هناك قطر، ثم هناك «الجزيرة». قطر موجودة في كل زوايا العالم العربي: في السودان حيث رعت التسوية بين الحكومة ومتمردي دارفور، وموّلت أخيراً بنك دارفور برأسمال يبلغ بليون دولار. في تونس هي الداعم الخارجي الرئيسي لحركة النهضة التي فازت في الانتخابات البرلمانية. وفي مصر تدعم الاخوان وبعض الحركات السلفية. وفي ليبيا أسهمت قطر بالدور الرئيسي في تشكيل المجلس الانتقالي، وفي تسليح وتمويل المعارضة. فلسطينياً.{nl}يبدو أنّ الدوحة في طريقها لتصبح الداعم الرئيسي لحركة حماس، وراعي التسوية بينها وبين فتح. اما سورياً، فإنّ قطر لعبت دوراً رئيسياً في تشكيل المجلس الانتقالي المعارض، وفي تحويل القضية السورية إلى الجامعة العربية، ومن ثم الى مجلس الأمن، فضلاً عن دورها في تمويل وتسليح التشكيلات القتالية المعارضة، بحسب التقارير الاخيرة. قطر موجودة ايضاً في العراق ولبنان واليمن وموريتانيا والمغرب.{nl}هذا الدور القطري المتعاظم في تشكيل الواقع الجديد للشرق الاوسط، يمثل تحدياً للنظريات الجيوسياسية الكلاسيكية، وللمفاهيم التقليدية في السياسة الدولية. فقطر هي دولة صغيرة جداً، بعدد سكان لا يتجاوز مليوناً واحداً، وبمساحة جغرافية تقدر بـ11.437 كيلومتراً مربعاً، وقوة مسلحة تتألف من 12.000 رجل. وهي عناصر لا تؤهلها وفق المفاهيم التقليدية لامتلاك طموحات امبراطورية، او وزن اقليمي كبير كالذي تمارسه حالياً. ولكن عندما تعجز النظرية عن تفسير الواقع، فذلك يعني انّها اما قاصرة او قديمة. في عالم اليوم، باتت عوامل القوة الصلبة كحجم الاقليم وعدد السكان وحجم القوة العسكرية، أقل أهمية من قبل، لأنّ طبيعة النشاط الاقتصادي قد تغيّرت كثيراً، وتجاوز المرحلتين الزراعية (حيث لاحتلال الارض قيمة اقتصادية كبيرة)، والصناعية (حيث التوسع الكولونيالي يخدم اهداف مراكمة الثروة الاقتصادية). ونحن اليوم في العصر ما بعد الصناعي او المعلوماتي، حيث النشاط الافتراضي غير الخاضع لشروط المكان هو المهيمن. {nl}من هنا يمكن توصيف الدور القطري في اطار ما يمكن تسميته بنفوذ الدولة الافتراضية، كتعبير عن كيان وزنه الافتراضي اكبر من وزنه الحقيقي، وقيمته المتأتية من فعله تتجاوز كثيراً قيمته المتأتية من وجوده. الدور الذي تلعبه قطر اليوم لا يمكن ان يُفَسّر فقط بالمنطق التقليدي بوصفه تعبيراً عن طموحات «دولة» تسعى لمزيدٍ من النفوذ. يمكن أن يصدق ذلك أكثر على تركيا او ايران او السعودية، حيث السياسة الخارجية مدفوعة بطموحات جيوسياسية تقليدية.{nl}يتأتى النفوذ القطري اساساً من عنصرين مترابطين. الأول القوة المالية التي تراكمها صادراتها الغازية والنفطية والتي سمحت بأن يكون دخل الفرد القطري السنوي الأعلى في العالم (حوالي 103 ألف دولار)، مع فائض مالي كبير يُسَهِل للحكومة لعب دور مؤثر خارجياً عبر تمويل الحكومات والأحزاب والميليشيات والاعلام. وهنا يأتي دور العامل الثاني، اي النفوذ الاعلامي الذي تحقق عبر فضائية «الجزيرة» باللغتين العربية والانكليزية، والذي مكّنها من أن تلعب دوراً رئيسياً في ما تُعَرفه الدراسات الإعلامية بـ«تحديد الأجندة»، اي تقرير ما هي المواضيع الرئيسية الجديرة بالانتباه، وايضاً في تحديد كيفية روايتها (ما طبيعة المشكلة، من هم أطرافها، وكيف يمكن حلها).{nl} بهذا المعنى تشبه قطر منظمةً دوليةً بوارد مالي ضخم ومكتب للعلاقات العامة تنشط للتأثير على الدول والحكومات، دون ان ينظر اليها بوصفها مضطرة للخضوع للمعايير نفسها التي تريد فرضها على الآخرين.{nl}تمكنت السلطة القطرية من لعب هذا الدور عبر تحررها من القيدين الجيوسياسي والايديولوجي. فقطر تبدو بلا مجتمع. انّها سلطة غنية جداً فقط، وبالتالي لديها مرونة عالية في ازعاج خصومها عبر دعم وتأجيج حركات داخلية دون ان يتمكن خصومها من مواجهتها بالسلاح نفسه.{nl} كما انّها لا تمتلك عقيدة سياسية على غرار ايران او تركيا او حتى السعودية، وهي تعاظم نفوذها بوصفها كياناً لا عقيدة ولا هوية محددة له. وهي بهذا المعنى ليست مجرد سلطة براغماتية، لأنّ كل سلطة في العالم هي براغماتية، لكنّها أكثر من ذلك تتحرك بوحي من «كلبية» (Cynicism) حادة. ومن هنا يتسنى لقطر أن تلعب دوراً في التلاقي بين المصالح الغربية وبين التيارات الاسلامية، وأن تقترب من اسرائيل وحماس في الوقت ذاته، وأن تؤوي أكبر قاعدة عسكرية اميركية ومركز العمليات في حرب العراق في 2003 وفي الوقت نفسه تشن أشرس هجوم على الحرب عبر فضائيتها التي لا تبعد كثيراً عن تلك القاعدة، وأن تكون محطة تفاوض مثالية بين الولايات المتحدة وبين حركة طالبان. باختصار، ان تكون نقطة اتصال بين المتضادات.{nl}اخيراً، صعود قطر هو تعبير عن أزمتين: أزمة الدولة «العربية» التي لا تزال كياناً مصطنعاً وهشاً وطيعاً للتدخلات من قبل كل من لديه فائض قوة. وثانياً، أزمة الفراغ الجيوسياسي العربي المتمثل في غياب قوة عربية ذات مشروع يناغم تطلعات الغالبية في المجتمعات العربية. قطر هي تعبير عن الفراغ، بل هي الفراغ وقد اصبح لاعباً جديداً بوزن افتراضي كبير.{nl}الشعب وإنقاذ الأقصى{nl}بقلم: إبراهيم البحراوي عن الاتحاد الاماراتية{nl}لا أعتقد أن محاولة اقتحام المسجد الأقصى من جانب عصابات المستوطنين الذين يقودهم موشيه فيجلين، في الثاني عشر من فبراير الحالي، ستكون الأخيرة. ذلك أن أكثر من عشر جماعات صهيونية دينية تركز نشاطها على برنامج متعدد الأوجه لتدمير الأقصى، وإنشاء الهيكل اليهودي. هذه الجماعات مصنفة تحت عنوان عريض هو جماعات أمناء الهيكل تتنوع جهودهم بين تعليم الأطفال والشباب مفاهيم العدوان على المقدسات الإسلامية، وبين إعداد رسوم ومخططات الهيكل، وبين الضغط على سكان القدس للرحيل، وبين شراء الدور المجاورة للأقصى، وإنشاء مدارس دينية بها، وبين جمع التبرعات وممارسة العصيان المدني ضد الحكومات الإسرائيلية إذا توصلت إلى أي اتفاق مع الفلسطينيين.{nl}"موشيه فيجلين"، الذي وطد مركزه داخل حزب "الليكود" الحاكم واستطاع أن يحصل على 25 في المئة من أصوات قواعد الحزب في الانتخابات الداخلية على رئاسته أخيراً، يقود في الوقت نفسه منظمتين تعملان ضمن جماعات أمناء الهيكل، الأولى تحمل اسم "زو ارتسينو" بالعبرية ومعناها هذه أرضنا، والثانية تحمل اسم "لختحيلاه" بالعبرية، ومعناها من البداية. خطة "فيجلين" تقوم على العمل الشعبي الحر المتحرر من القيود الرسمية من خلال المنظمتين، وفي الوقت نفسه السعي إلى الاستيلاء على السلطة داخل "الليكود" بالتدريج، إلى أن يتم له دمج الحزب الحاكم في نشاطه وأفكاره على نحو صريح.{nl}إننا أمام عملية تهويد للقدس وحصار يضيق شيئاً فشيئاً حول الأقصى، من خلال استراتيجية واضحة المعالم تعتمد منهح المراحل والكرِّ والفر المتكرر من جانب جماعات أنصار الهيكل. هنا، لابد من طرح السؤال على الشعب العربي بمنظماته وجمعياته الأهلية في كافة الأقطار العربية: ترى هل يمكن لنا على المستوى الشعبي، القيام بدور ما لحماية الأقصى وإنقاذه من الدمار؟ الإجابة بالقطع هي نعم.{nl} ذلك أنه يمكننا تكوين جمعيات أهلية في كل الأقطار لإنقاذ الأقصى، ومن الطبيعي أن تتنوع أنشطة هذه الجمعيات بين بث الوعي حول المخاطر الوشيكة وبين جمع التبرعات، وبين وضع برامج لدعم صمود أهلنا في القدس اقتصادياً، وبين تكوين فرق من الدعاة الدوليين ليجوبوا العالم للتحذير من مخططات تدمير الأقصى، فضلاً عن تكوين مجموعة من المحامين الدوليين المختصين في القانون الدولي لطرق الموضوع في المحافل القانونية وغير ذلك من الأفكار التي يمكن أن تتولد من خلال ممارسة الأنشطة.{nl}لقد سأل الصحفي أسامة خالد الرئيس الفلسطيني في حوار نشرته "المصري اليوم" الأربعاء الماضي، مؤداه: هل هناك خطر حقيقي على القدس؟ فأجاب أبومازن مستنكراً، خطر؟! إن القدس قد تهودت وتكاد تضيع من أيدينا ولابد من إنقاذها فوراً. هذه الإجابة الصاعقة يجب أن توقظ الحس العربي الرسمي والشعبي معاً على المهام الجسام التي يتعين القيام بها، للحيلولة دون تدمير الأقصى بعد أن ضاقت دائرة الحصار حوله.{nl}يشير أبومازن في نفس الحديث إلى المجالات التي يمكن للشعب العربي أن يتحرك فيها، فيقول: هناك أراض يمكن تعميرها وبيوت يمكن شراؤها و300 ألف مواطن عربي يملكون منازل في القدس ولا يجدون عملاً. عباس يسائل الشعب العربي، لماذا لا تأتون إلى القدس؟ ويقول إن وجودكم هناك ليس تطبيعاً بل دعماً لها، وعندما تأتون هنا فأنتم لا تزورون السجان بل تواسون السجين. فهل تتركونا وحدنا؟ ثم يختتم كلامه قائلاً: "للأسف، نسمع فتوى تطالب بمنع زيارتنا، أنتم بهذه الطريقة تعزلوننا وتعزلون القدس". هذا النداء يقتضي منا كشعب عربي أن نفكر بجدية في الوسائل الشعبية الممكنة للتحرك إنقاذاً لأولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الرسول عليه الصلاة والسلام.{nl}رئيس توافقى{nl}بقلم: عبد الرحمن يوسف عن اليوم السابع{nl}أصبحت كلمة «رئيس توافقى» كلمة مثيرة للشبهات، وأنا أرى نفسى مضطرا لتوضيح موقفى منها لأننى أول من نطق بهذه الكلمة فى مصر، وكان ذلك فى نوفمبر 2009، فى مقالة شهيرة نشرت فى جريدة صوت الأمة بعنوان «البرادعى رئيسا.. لماذا؟ وكيف؟» وقد دعوت المعارضة المصرية حينها أن تتفق على مرشح واحد، وأن نحشد من خلفه المصريين، وأن ننحى خلافاتنا جانبا، وأن نتوافق على دعم هذا المرشح، واقترحت اسم الدكتور محمد البرادعى، وذلك من أجل الانتصار على خطة التوريث، وبدأت عجلة الأحداث بالدوران حتى قامت الثورة.{nl}فى تلك الفترة، وفى ذلك السياق كانت فكرة يقبلها الجميع، ولا يشكك فيها أحد، أما الآن فالوضع مختلف تماما، والحقيقة أنه لا عيب فى كلمة «رئيس توافقى»، ولكن العيب فى نوع التوافق المطلوب.{nl}بمعنى آخر، إذا كان المطلوب أن يتوافق أهل الحق وأهل الباطل على مرشح، فهذا أمر لا نقبله، أما التوافق بين أهل الحق على مرشح يواجهون به مرشح أهل الباطل، فهذا فرض على كل المحترمين فى هذا البلد.{nl}إن من أكبر الواجبات فى الفترة القادمة أن يتفق الوطنيون على مرشح واحد، الوطنيون الذين يؤمنون بهذه الثورة، الوطنيون الذين يعرفون جيدا ما يهدد هذه الأمة من أخطار، ويعرفون كيف أن هذه المسيرة من الممكن أن تتعطل عدة سنوات بسبب رئيس «توافقى» بين أهل الباطل، ثم يجر أهل الحق لتأييده على مذهب أهون الشرين!{nl}هناك مجموعة من الشباب أتشرف بأن أكون واحدا منهم يحاولون توحيد الجهود فى هذا الإطار، بحيث يقف الشرفاء من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين خلف مرشح مخلص لهذا البلد، يملك فرصة فى الفوز، ويستطيع أن يقود السفينة «بمعاونة فريق من المعاونين الوطنيين فى الوزارات المختلفة» بحيث تصل مصر إلى بر الأمان الذى ننشده جميعا، ألا وهو أن تصبح مصر دولة مدنية ديمقراطية حقيقية، بدلا من أن تستمر «عزبة» لأى مجموعة من الأفراد أو ملكا لمؤسسة معينة.{nl}أكبر ما يواجه هذه المجموعة الآن هو إحراج بعض المرشحين أمام مؤيديهم، وهو أمر نتفهمه جيدا، ولكن مصلحة الوطن الآن أكبر وأهم.{nl}إن تفتيت الأصوات بين الكثير من المرشحين الذين يحملون نفس الأفكار قد يؤدى إلى انتصار الفلول وأعداء الثورة، وحينها سيخسر الجميع، وسوف يحاسبنا التاريخ.{nl}أتمنى من كل أنصار المرشحين أن يدركوا الأحجام الحقيقية فى الشارع لكل مرشح، وأن يتفق الجميع على رئيس توافقى، والرئيس التوافقى هنا هو من يتفق عليه أهل الحق، لا أهل الباطل!{nl}فإذا سألنى سائل: من هم أهل الحق؟، سأرد عليه: هم من يحبون هذا البلد، ومن يستطيعون أن ينتشلوه من أزمته، وتاريخهم يشهد.{nl}إيران: الانتخابات والسياسة الخارجية{nl}بقلم: عبدالله إسكندر عن الحياة اللندنية{nl}تشهد إيران بعد أسبوع انتخابات برلمانية في منافسة يغيب عنها أي صوت معارض أو الحركة الخضراء. بما يعني أن مجلس الشورى المقبل سيتوزع بين أركان التيار المحافظ وحده، وليتوحد الحكم الإيراني حول لون سياسي واحد. وليصبح الحكم الإيراني حكم فريق (حزب) واحد تحت رعاية المرشد الأعلى. بما يعيد إلى الذاكرة اكثر النظم توتاليتارية، من نازية وشيوعية وبعثية. ولتسقط نهائياً ورقة الادعاء بالسماح بالتنوع والتعددية والتعبير الشعبي.{nl}لقد تمكن الحكم الإيراني، مدعوماً بـ «الحرس الثوري» (القوة الأساسية في البلاد) وفروعه، أن يقضي على الحركة الإصلاحية التي رفعت برأسها لمناسبة الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وتتالت عملية تقييد الحرية والاعتقالات والمحاكمات والاغتيالات لرموز هذه الحركة المعارضة لمنعها من التعبير وتشتيتها والقضاء عليها. وكانت النتيجة غيابها عن هذه الانتخابات التي لم تقاطعها إلا لانعدام أي فرصة أمام رموزها للفوز. ومن لم تطله من هذه الرموز إجراءات القمع والتقييد، منعته لجنة خبراء الدستور من الترشح بحجج عدة.{nl}هكذا، تصبح الانتخابات الإيرانية مجرد إعادة توزيع للسلطة ومنافعها بين أعضاء الفريق الواحد، وعلى أساس الولاء المطلق للمؤسسة الحاكمة.{nl}هذا الواقع الجديد لا ينسف الادعاء حول السماح بالخيارات الشعبية واحترام الحريات العامة فحسب، وإنما يؤسس لمرحلة «فاشية» شبه متكاملة، ستكون الانتخابات البرلمانية المقبلة من مظاهرها الأكثر وضوحاً.{nl}ولا تنعكس خطورة اكتمال النظام الفاشي في إيران في تشديد القبضة الداخلية وقمع الحريات العامة والسياسية، وإنما أيضاً بالنزوع إلى المغامرة الخارجية من دون أي محاسبة داخلية. وهذا هو الهدف من ضرب الحركة الإصلاحية التي كانت تدعو إلى التعقل في معالجة الملفات الخارجية والحفاظ على علاقة جيدة مع الجوار والامتناع عن التدخل في شؤونه.{nl}لقد تزامن تقريباً ضرب المعارضة الداخلية الإصلاحية وتصفيتها مع التصعيد الرسمي الإيراني في الملفات الخارجية كلها ومع زيادة وتيرة التعبئة العسكرية والمناورات والتهديدات لـ»الأعداء» البعيدين والمجاورين.{nl}ولم تخف هذا التصعيد محاولات ديبلوماسية ملتبسة في هذا الملف أو ذاك، أو التصريحات المتناقضة في هذا الشأن أو ذاك. لأن الوقائع على الأرض تظهر خطاً متصاعداً في التمسك بالبرنامج النووي المشكوك في أهدافه من دون أن تقدم طهران أية أدلة على سلميته. وتظهر الوقائع أيضاً استمرار التحريض والتدخل في شؤون الجوار، خصوصاً حيث تملك إيران مرتكزات تنظيمية ومذهبية. وتظهر أيضاً أن طهران تعتبر نفسها القوة الوحيدة المسؤولة عن أمن في المنطقة يناسب مصالحها فقط.{nl}وفي تبرير كل هذا التصعيد، تعمد أصوات الحكم إلى التشديد على القوة الإيرانية والتفوق السياسي والعلمي والعسكري. وكذلك على «مظلومية» مفترضة تبرر انتهاج القوة من اجل انتزاع حق مفترض.{nl}وبذلك تتجمع كل العوامل التي قد تدفع في لحظة ما إلى انفجار تسعى إليه إيران، انطلاقاً من اعتبار أن أي اختبار للقوى في المنطقة سيكون لمصلحتها، سواء في مواجهة مع الغرب أو مع دول الجوار. وستكون بعدها قادرة على فرض سطوتها وهيمنتها في الإقليم، كقوة كبيرة كما تقول هي عن نفسها.{nl}لقد «وحّد» الحكم الإيراني الداخل تحت لواء المرشد وأداته «الحرس الثوري» ومتفرعاته. وقد لا يطول الوقت حتى يحاول فرض ميزان قوى مماثل في المنطقة، استناداً إلى سيطرته الكاملة على الوضع الداخلي وقوته العسكرية المتعاظمة. وقد يكمن هنا معنى هذه الانتخابات البرلمانية التي، وإن بدت باهتة وبين أنصار الفريق الواحد، تظهر أن الحكم لم يعد مضطراً إلى مراعاة توازنات داخلية في سياسته الخارجية.{nl}التعريب والحفاظ على هوية المنطقة{nl}بقلم: منح الصلح عن الرياض السعودية{nl}رغم عظمة الخلفاء الأمويين والعباسيين في تاريخ العرب والمسلمين فإن الدولة العثمانية لم تكن تقارن نفسها بهما فهي دولة أشبه ما تكون بالدول الأوروبية في زمانها كإنكلترا وفرنسا وألمانيا.{nl}ولعل من أكثر العبارات الدارجة في تركيا حتى اليوم المقولة الشهيرة للفيلسوف التركي رضا توفيق الذي هاجر الى لبنان على إثر تولي مصطفى كمال الحكم في تركيا، وهي عبارة يرددها الكثيرون من الأتراك حتى الآن فعندما سئل عن رأيه في النظام الذي يحكم تركيا الآن أجاب: كانت تركيا أول دولة في الشرق فجعلها مصطفى كمال آخر دولة في الغرب.{nl}كانت الدولة العثمانية المسماة في زمانها بالدولة العلية إحدى الدول الأهم في زمانها فهي تضم رعايا من آسيا وأفريقيا وأوروبا وكان السلطان العثماني يسمى خاقان البرّين والبحرين، وخادم الحرمين الشريفين السلطان ابن السلطان فلان.{nl}ولم تكن العثمانية تقارن نفسها بالأمويين والعباسيين بل كانت تقارن نفسها بالامبراطور الأوروبي شارلمان وغيره من ملوك أوروبا، ذلك أن تركيا جغرافياً وتاريخياً كانت معتبرة أوروبية أيضاً لا آسيوية فقط.{nl}في أيام الجمهورية كان رئيسها مصطفى كمال لا يكتفي بأن يصف نفسه نداً لملوك العرب وسائر المسلمين كالفرس والهنود، بل قدم نفسه نداً أيضاً لأباطرة الأوروبيين والمسيحيين.{nl}كان الغرب قد بدأ ينظر الى نفسه على أنه القاطرة الأمامية في سكة حديد التقدم العالمي..{nl}انتشرت مقولة "الفرنجي برنجي" أي الأول وتأثرت تركيا بهذه النظرة الى الذات فأصبحت اسطنبول تنظر الى نفسها على أنها عاصمة أوروبية أيضاً كباريس ولندن.{nl}لم يعد يطيب لحاكم تركيا أن يصف ذاته بسلطان البرّين والبحرين وخادم الحرمين الشريفين، بل هو أصبح مع مصطفى كمال الكبير في الغرب الأوروبي أيضاً.{nl}وإذا كان المجد العربي قد اكتمل بفتح الأندلس فإن اسطنبول هي القسطنطينية القديمة نسبة الى قسطنطين اليوناني الكبير في عين الغرب والشرق.{nl}وإذا كان الشاعر المصري بل أمير الشعراء أحمد شوقي قد قال: إن عز الشرق أوله دمشق فإن دولة مصطفى كمال قائد تركيا الجمهورية ظلت تنظر الى اسطنبول على أنها جغرافياً وتاريخياً منارة مشعة عالمياً.{nl}وإذا كانت العروبة قد أصبحت منذ أيام الدولة العثمانية أحد العناوين الأكثر إشعاعاً في حركة التحرر العالمي فذلك لأنها منذ ذاك الزمن رشحت نفسها لدور القاطرة الأمامية في سكة حديد التقدم العالمي لشعوب آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.{nl}لم تكن العروبة عند ولادتها في العصر العثماني حركة انشقاق عن الدولة العثمانية بقدر ما كانت تريد لنفسها مهمة خاصة بها تحت سقف السلطنة وهي أن تكون مصدر عقلنة لمسار شعوب الأمة العربية المنذورة للعب دور إمامة العقل لمسار المنطقة بعد أن لم يعد إلا العروبة الجامعة قيادة متاحة للمنطقة.{nl}ولو استحضرنا بعد سنوات طويلة ملامح شخصية عبدالرحمن عزام العروبية والاسلامية معاً التي اختارتها مصر والسعودية كمسؤولة لتأسيس جامعة الدول العربية لظهر لنا بوضوح أن المطلوب عقل سياسي عروبي إسلامي يعمل على تفعيل سياسة المنطقة على قاعدة العروبة الجامعة لتلعب الدور الذي لم تستطع الحكومات العربية القيام به على صعيد تنظيم العمل المشترك لقيادات الأمة.{nl}جاء دور العروبة في أن تلعب دورها في جمع الأمة.{nl}"أولو الفضل في أوطانهم غرباءُ{nl}يشذُّ وينأى عنهم القرباءُ{nl}وما شربوا الخمر الكميْت للذة{nl}ولا كان منهم للنساء سباءُ"{nl}بمثل هذه الأبيات الحزينة كان أبو العلاء المعري يخاطب نفسه أولاً قبل أن يخاطب سائر الناس، عندما يتصور القادة النموذجيين المطلوبين الذين يديرون شؤون الناس.{nl}الهروب الى فوق، لا الى الجنة التي وعد بها الله عباده الصالحين، ولا الى جهنم التي أعدها للأشرار.{nl}إمامة العقل تلك المرجعية التي سلم بها البعض من اللبنانيين وغير اللبنانيين كان أبو العلاء أول من قال بها كمرجعية للناس.{nl}وحسب العروبة رتبة وشرفاً أن تطمح الى أن ترى نفسها الآن أو في المستقبل آخذة بإمامة العقل.{nl}لا يحب الكثير من المستشرقين كلمة عروبة لأنها كما يقولون كلمة حديثة وهم يجدون الماضي العربي هو الأجدر بالتكريم.{nl}ليست العروبة دعوة الى التفرنج كما كانت الكمالية التركية، بل كانت العروبة دعوة الى الدفاع عن الذات القومية للأمة العربية.{nl}هي دعوة ضد التجزئة التي أرادها المستعمر للأمة، وضد الغزو الثقافي لشعوب المنطقة وخصوصاً ضد الصهينة المهاجمة لفلسطين وهويتها وضد الفرنسة التي تهدف الى محو ذاتية المغرب العربي بصورة خاصة من تونس الى الجزائر فبقدر ما الفرنسة للمغرب هي المطلوبة استعمارياً كذلك هي العروبة، ستبقى الركيزة القومية الأهم في المغرب والمشرق على حد سواء.{nl}وإذا كان موسوليني الطلياني هو أول من قال البحر المتوسط بحرنا فإن الفرنسيين أيضاً عملوا على فرنسة هذا البحر على الشمال الأفريقي الواقع تحت حكمهم.{nl}وإذا كانت كلمة المد أكثر ما تستعمل لامواج البحر، فإن هذه الكلمة "المد" كثيرا ما أصبحت تستعمل اليوم لوصف العروبة التي نجحت في أن تحافظ على عروبة الشمال الأفريقي بعد ان حاول موسوليني أن يصلبه على حساب عروبة الجزائر ومراكش وتونس، ورغم الجهود التي بذلتها فرنسا وايطاليا في محاولة تغيير هوية المتوسط فإن هذا البحر استمر عربياً. والفضل في ذلك لحركة التحرر العربي التي صانت عروبة المنطقة الجنوبية من هذا البحر بدءاً من تونس وصولًا الى المغرب الأقصى.{nl}لقد ارتبطت كلمة العروبة أكثر ما ارتبطت بالمشرق العربي ولكن إنجازها الاكبر كان ولا يزال في نجاحها في حماية عروبة الشمال الأفريقي. وهذا النجاح كان مفاجأة غير منتظرة من قبل الاستعمار الذي كان ينطلق من ان البلاد الأفريقية خاصة لا تملك وإن ارادت القدرة على صيانة هذه الهوية. وكثرت المراهنة على عدم وجودها في كل ما هو جنوب المتوسط. ولكن الواقع هو أن التعريب كان وظل عملية مستمرة في أفريقيا بشكل عام حيث تلعب العروبة دورا إيجابيا في تطور الشعوب تقدماً وعوناً.{nl}وكالة الأونروا على كف عفريت{nl}بقلم: علي بدوان عن الوطن القطرية{nl}قبل أيام خلت، أطلقت وكالة هيئة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى والمعروفة اختصاراً باسم وكالة (الأونروا) نداء الاستغاثة الأول للعام الجاري 2012، وهو أمر درجت الوكالة على إطلاقه أكثر من مرة كل عام منذ مايقارب العقدين من الزمن، وتحديداً منذ العام 1990. والمقصود بنداء الإغاثة حث الدول المانحة للوكالة بما فيها بعض الدول العربية للتبرع المالي للوكالة لسد العجز المتزايد في ميزانيتها، ومن أجل مواصلة عملها واستمرار برامجها المقدمة لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس المعروفة (قطاع غزة، الضفة الغربية، سوريا، لبنان، الأردن). وهو عجز مازال يجرجر نفسه من عام لآخر، وقد انطلقت منه رئاسة الوكالة لتبرير التراجع في تقديم خدماتها الصحية والتعليمية وخدمات الإغاثة الاجتماعية لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وفي ودول الطوق الثلاثة (سوريا، لبنان، الأردن) التي تتواجد فوق أراضيها أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين.{nl}نداء الاستغاثة وإدامة العجز{nl}الوكالة، طالبت في ندائها الأول للعام الحالي 2012، بجمع ثلاثمائة مليون دولار لصالح اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية تحديداً على ضوء تفاقم الأزمات العامة التي يعانيها مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة في جوانبها المختلفة، خصوصاً منها الجانب الاقتصادي مع اتساع دائرة العسر الشديد، وانتشار العوز والفاقة في ظل الحصار المضروب عموماً على الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، حيث أشارت (مارجوت أليس) نائبة المفوض العام لوكالة الأونروا في مؤتمر صحفي عقدته بغزة قبل أيام الى أن (75%) من حجم الأموال المراد من وراء هذا نداء الاستغاثة الأول للعام الحالي 2012 ستخصص لصالح قطاع غزة الذي لا تزال الاحتياجات الإنسانية فيه منتشرة وحادة التأثير بعد مرور ثلاثة أعوام من الحرب الإسرائيلية عليه. فيما سيتم تخصيص الـ (25%) الباقية لصالح عمل ومشاريع الوكالة في الضفة الغربية والقدس، حيث تعرض خلال العام الماضي ما يقارب من (1100) فلسطيني للتشريد بسبب عمليات الهدم والتهويد بالقدس الشرقية ومناطق في الضفة الغربية.{nl}ويشار في هذا الجانب إلى أن أكثر من (70%) من سكان ومواطني قطاع غزة هم من اللاجئين الفلسطينيين الذين غادروا موطنهم الأصلي في أعقاب نكبة العام 1948 من مناطق يافا واللد والرملة وبئر السبع وجنوب فلسطين عموماً. كما أن أكثر من (40%) من مواطني الضفة الغربية والقدس هم أيضاً من اللاجئين الفلسطينيين الذين تم اقتلاعهم من أرض وطنهم التاريخي من وسط فلسطين التاريخية ومن (جنوب شمالها) عام النكبة.{nl}ومن المعلوم في هذا الصدد أن وكالة الأونروا كانت قد أكملت انجاز (22) مشروعاً في قطاع غزة، بقيمة تقارب (22,5) مليون دولار أميركي ضمن خطة عملها للمساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة والتي تبلغ قيمتها الإجمالية في الجانب المخصص لوكالة الأونروا نحو (667) مليون دولار.{nl}وبالعودة إلى نداء الاستغاثة الأول الموجه من قبل وكالة الأونروا للعام الجديد، فان الدلائل الكامنة وراءه تعطي مؤشرات قوية بأن هناك اتجاهاً عاماً تقوده الولايات المتحدة ومعها بعض دول غرب أوروبية، وبالطبع إسرائيل لتجفيف موارد الوكالة وإدامة العجز المالي في مختلف مؤسساتها، ووضعها على كف عفريت، على طريق إنهائها وإحالتها على التقاعد، وهي العملية التي بدأت بشكل ملموس منذ بدء مفاوضات التسوية العربية/الإسرائيلية بعيد انعقاد مؤتمر مدريد للسلام في الشهر العاشر من العام 1991 .{nl}خطوات مشبوهة لم تنجح حتى الآن{nl}في مسار الدور الأميركي والغربي المشبوه والإسرائيلي بالطبع، لإلغاء عمل الوكالة وتغيير منحى عملها، فان أكثر من خطوة قد حاولوا تمريرها في هذا المجال، منها السعي لتغيير المناهج خصوصاً المواد الاجتماعية في مدارس وكالة الأونروا في مناطق عملياتها الخمس (كتغيير خارطة فلسطين وأسماء مدنها وقراها، وشطب رواية النكبة من كتب التاريخ وتدريس قصة الهولوكوست اليهودية في مدارس الوكالة، كمادة اثرائية لمفهوم حقوق الإنسان، انطلاقاً من إننا في عصر السلام... الخ) وقد أحبط هذا المشروع في بداياته في دول عربية عندما رفضت الجهات الرسمية أي تعديل يتنافى مع المناهج الوطنية والاجتماعية التي تدرس في مدارس الوكالة في المخيمات والتجمعات الفلسطينية، خصوصأ في الجانب المتعلق بالقضية الفلسطينية.{nl}ومن تلك الخطوات أيضاً، قيام مفوض عام الوكالة (فيلبيو جراندي) بإصدار تعميم على كل العاملين في ساحات عمل الوكالة الخمسة يحذرهم فيها من العمل السياسي الفلسطيني، ويتحفَّظ فيه على الحديث بثقافة العودة. إضافة لإعلان مدير مكتب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) في نيويورك (أندرو ويتلي) شهر أكتوبر 2010 بأن على اللاجئين الفلسطينيين أن لا يعيشوا على وهم تحقيق حق العودة، وبأنه يجب على الدول العربية أن تبحث عن مكان لهم في أراضيها لتوطينهم فيها وقد اضطر لسحب تصريحه بعد الموقف الفلسطيني العام الذي شجب وأدان ماتفوه به.{nl}ومن تلك الخطوات أيضاً، محاولة جهات دولية متنفذة في الأمم المتحدة على تغيير اسم الوكالة عبر موقعها الرسمي، ليصبح اسمها وكالة الأمم المتحدة للاجئي فلسطين، أي من مسمى الوكالة المعروف بـ (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى) إلى (وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين), واعتمدت تلك التسمية الجديدة على موقعها الرسمي على الشبكة العنكبوتية للإنترنت، إلا أن ردود الفعل الفلسطينية دفعت الجهات المتنفذة للتراجع عن تلك الخطوة، وقيام المفوض العام للوكالة (فليبو جراندي) بالاعتذار والتأكيد بأن الوكالة قد قررت أن تستمر في الإبقاء على اسمها كوكالة للأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى. فالإجراء الذي حاولت الوكالة تكريسه بتغيير اسمها، هو عمل غير بريء، ولم يأت من فراغ، وهو إجراء خطير، له أبعاد سياسية كبيرة، فتغيير مسمى الوكالة يحمل في ثناياه مؤشرات ستؤدي لتغيرات جذرية إزاء عمل هذه المؤسسة الدولية المعنية بشؤون اللاجئين الفلسطينيين. وهنا علينا أن نلاحظ وجود حملات إعلامية مكثفة تقودها أطراف إسرائيلية في الغرب تسعى لإلغاء دور الوكالة الدولية (الأونروا) واستبدالها بالمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، الأمر الذي يهدد قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم بالعودة، ويساوي بين قضية اللاجئين الصوماليين أو العراقيين أو غيرهم ... مع اللاجئين الفلسطينيين على سبيل المثال، حيث البون شاسع بين لاجىء اضطر لمغادرة وطنه وبين لاجىء تم نفيه وشطبه وإحلال الآخرين مكانه على أرض وطنه في عملية (ترانسفير وتطهير عرقي) لم يشهد لها التاريخ البشري مثيل ولا حتى مع الهنود الحمر في القارة الأميركية ولاحتى مع سكان نيوزلندا واستراليا الأصليين. وفي هذا الإطار، علينا أن ننظر بشك وريبة لقيام بعض الجهات الدولية المتنفذة بدفع الوكالة لإصدار مفكرة سنوية للعام الحالي 2012 تتضمن خرائط تؤكد أن فلسطين المحتلة عام 1948 هي إسرائيل الدولة العضو في الأمم المتحدة، وفيها تغيير لأسماء المدن والبلدات الفلسطينية.{nl}دفع كفّارة{nl}إن وكالة الأونروا من الوجهة الإسرائيلية والأميركية باتت لا ضرورة لها، بل يجب شطبها وإنهائها، باعتبارها تمثل الشاهد الدولي الحي على الجريمة الكبرى التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني عام 1948 عندما أقيمت دولة إسرائيل على أنقاض كيانه الوطني والقومي.{nl}وعليه، إن استمرار عمل وكالة الأونروا ليس فقط ضرورة كبرى من أجل تقديم الخدمات لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين بجوانبها الثلاثة : الصحية والإغاثة الاجتماعية وخدمات التعليم، بل ضرورة ذات بعد وطني لها علاقة بتأكيد قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين يشكلون نحو أكثر من (70%) من تعداد الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات. فوكالة الأونروا تعتبر بشكل أو بآخر التجسيد العملي للاعتراف الدولي بمأساة الشعب الفلسطيني منذ نكبة العام 1948، وقد تم تأسيس الوكالة عام 1949 وربط قرار إنهاء عملها بتوفير الحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينين وفق القرار الدولي (194) القاضي بحقهم في العودة إلى أرض وطنهم التاريخي.{nl}وانطلاقاً من ذلك، فان تجفيف موارد الوكالة، والضن الدولي عليها من قبل الولايات المتحدة، ولجوء الوكالة لطريقة إطلاق نداءات الاستغاثة أكثر من مرة كل عام ليس عملاً بريئاً، بل عملاً موجهاً له علاقة بسعي الولايات المتحدة لإنهاء عمل الوكالة، وبالتالي في طي قضية اللاجئين الفلسطينيين والقفز عنا في أي مفاوضات قادمة.{nl}وفي هذا السياق، يقع على الجامعة العربية وعلى مجمل الدول العربية والإسلامية والصديقة ضرورة التأكيد على دور وكالة الأونروا وتوفير السيولة المالية لها من صندوق الأمم المتحدة، ودفعها لتجاوز أزماتها المالية، والكف عن دفعها نحو استجداء أطراف دولية مختلفة للتبرع لها. أن وكالة الأونروا حق للشعب الفلسطيني، وهي بمثابة (دفع كفاّرة) للشعب الفلسطيني من المجتمع الدولي خصوصاً الغرب والولايات المتحدة الذين أقاموا دولة إسرائيل على أرضه وكيانه الوطني والقومي وساهموا بتشريد أكثر من (60%) إلى دياسبورا الشتات والمنافي. وبالتالي فان إنهاء عمل الوكالة يفترض به أن يتم بعد انتفاء الأسباب التي أدت لنشوئها بقرار دولي عام 1949 من خلال تطبيق القرار الأممي (194) القاضي بحقهم في العودة إلى أرض فلسطين. فعمل الأونروا يرتكز على مفهوم خدماتي ومفهوم سياسي، وأن عودة اللاجئين إلى فلسطين المحتلة عام 1948 يشكل صلب المفهوم السياسي من عمل الأونروا.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/02-2012/عربي-48.doc)