Haidar
2012-03-05, 11:35 AM
أقلام وآراء{nl}في هـــــــــــــذا الملف...{nl} "فتح" في مواجهة المشروعين المضادين{nl}الكاتب: خيرالله خيرالله_ المستقبل اللبنانية{nl} الوجوه الثلاثة لحماس{nl}الكاتب: عطاء الله مهاجراني_ الشرق الاوسط{nl} عودة لفلسطين{nl}الكاتب: عبد الحليم قنديل_ القدس العربي{nl} متى تسمح إسرائيل بإطاحة النظام؟{nl}الكاتب: مطاع صفدي_ القدس العربي{nl} الشعب الفلسطيني أم حماس{nl}الكاتب: د. موسـى الكـيـلاني_ الرأي الاردنية{nl} أيها القادرون.. اسرجوا قناديلها بالزيت!{nl}الكاتب: سلطان الحطاب_ الرأي الاردنية{nl} تجرأت على الكلام{nl} الكاتب: أسامة الشريف_ الدستور الاردنية{nl} القدس بين التنازل والتهويد{nl}الكاتب: أمجد عرار_ الخليج الامارتية{nl} أوباما ونتانياهو.. والقمة الحاسمة{nl}رأي الوطن_الوطن القطرية{nl} إنسانية القاتل{nl}رأي الوطن_الوطن العمانية{nl} فلسطينيون وإسرائيليون يتمنون دورا ألمانيا أكثر فعالية في المنطقة{nl}الكاتب: سمير عواد _ جريدة عُمان{nl}"فتح" في مواجهة المشروعين المضادين{nl}الكاتب: خيرالله خيرالله_ المستقبل اللبنانية{nl}كان طبيعيا تعثّر المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية في غياب القدرة لدى طرفي المصالحة على ايجاد مضمون لها. هربت "فتح" الى المصالحة بسبب الازمة العميقة التي تعاني منها من جهة وفي غياب الافق السياسي من جهة اخرى. امّا "حماس"، فقد اعتقدت، ولا تزال تعتقد، ان المصالحة ستمكّنها من تحقيق هدفها المتمثّل في تغيير طبيعة المجتمع الفلسطيني، اي نقل حال البؤس والتخلّف التي تعاني منها غزة الى الضفة الغربية...{nl}قد يتمكّن الرئيس محمود عبّاس (ابو مازن) يوما ما من تشكيل حكومة وحدة وطنية تحلّ مكان الحكومة الحالية المستقيلة التي يرأسها الدكتور سلام فيّاض. لن يؤدي ذلك سوى الى مزيد من الضياع الفلسطيني في غياب المشروع السياسي الواضح الذي يمكن ان يسمح بمواجهة الاحتلال الاسرائيلي وتخلّي حكومة بنيامين نتانياهو عمليا عن خيار الدولتين. مثل هذه الحكومة التي يفترض ان تشرف على انتخابات رئاسية وتشريعية لا يمكن ان تخدم سوى "حماس" الساعية الى التخلّص من حكومة سلام فيّاض بصفة كونها حكومة تحظى بثقة المجتمع الدولي ودعمه. انها حكومة مقاومة فعلا للاحتلال ومعادية له نظرا الى انها جعلت من الضفة الغربية ارضا غير طاردة لاهلها.{nl}يخشى بكلّ بساطة ان يكون الهدف الوحيد لـ"حماس" من خلال الاستجابة للجهود الخيّرة الهادفة الى تحقيق المصالحة التخلص نهائيا من حكومة سلام فيّاض التي تشكّل حاجزا في وجه تكرار تجربة غزّة في الضفة الغربية. فالملفت ان كلّ ما فعلته الحركة الاسلامية، اقلّه حتى الآن، هو استغلال المصالحة للامساك بغزة مغلقة كل الابواب في وجه امكان استعادة "فتح" اي موقع لها في القطاع، حتى المواقع التي ترمز الى القادة التاريخيين للشعب الفلسطيني، على راسهم ياسر عرفات وامير الشهداء خليل الوزير (ابو جهاد).{nl}في ضوء الضعف الذي تعاني منه "فتح" في هذه الايام، خصوصا بسسب الانقسامات التي تهدد الحركة وغياب الرؤية الواضحة للمستقبل، يفترض في الحركة التي وضعت فلسطين مجددا على الخريطة السياسية للشرق الاوسط ان تعيد حساباتها. فالمعركة ليست مع "حماس"، بل مع مشروعها السياسي القائم على مهادنة الاحتلال والانصراف الى ممارسة السلطة حتى ولو كان ذلك على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في اقامة دولته المستقلّة "القابلة للحياة".{nl}ان تجربة غزة منذ الانسحاب الاسرائيلي صيف العام 2005 لا تشجّع على مصالحة من اجل المصالحة. مثل هذه التجربة تحتّم على كل الاطراف الفلسطينية المعنية، بغض النظر عن اي ايدولوجية من اي نوع كان، التفكير بطريقة واضحة. وهذا يعني التزام المشروع الوطني المقبول من المجتمع الدولي. لا يمكن للفلسطينيين التخلي عن مشروعهم الوطني الذي هو ثمرة ما يزيد على ستة عقود من النضال السياسي والعسكري. اسم المشروع الوطني الفلسطيني البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي تشنّ اسرائيل حربا شعواء عليه نظرا الى ان هدف حكومة نتنياهو تكريس الاحتلال لجزء من الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.{nl}هل المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية خطوة تصبّ في مواجهة المشروع الاسرائيلي؟ الجواب نعم كبيرة شرط قطع الطريق على استعادة تجربة غزة في الضفة الغربية. كلّ ما فعلته "حماس" في غزة منذ العام 2005 يتمثّل في تسهيل مهمة الحكومات الاسرائيلية المتلاحقة بدءا بحكومة ارييل شارون الذي اتخذ القرار القاضي بالانسحاب الاحادي الجانب من القطاع.{nl}منذ اليوم الاوّل للانسحاب الاسرائيلي من غزّة، الذي استهداف "الامساك بطريقة افضل" بالضفة الغربية، حسب تعبير دوف فايسغلاس مدير مكتب شارون وقتذاك، ارتكبت حماس كل الأخطاء الممكنة. زادت اوّلا فوضى السلاح في غزة، ثم كان الانقلاب الكبير منتصف العام 2007، وهو انقلاب ادى الى خروج "فتح" من القطاع. توّجت تصرفات "حماس" باطلاق الصواريخ في اتجاه اراض اسرائيلية. كان كلّ صاروخ تطلقه "حماس" وغير "حماس" هدية من السماء للحكومات الاسرائيلية التي لم تتوقف عن ترديد ان "لا وجود لشريك فلسطيني يمكن التفاوض معه".{nl}بعد استنفاد نتانياهو لشعار غياب الشريك الفلسطيني، لجأ الى المطالبة بالتفاوض ولكن "من دون شروط مسبقة"، اي من دون مرجعية واضحة للمفاوضات. مثلما تريد "حماس" مصالحة فلسطينية من اجل المصالحة كي تستغل الوقت للتسلل الى الضفة الغربية تمهيدا لوضع اليد عليها، تريد اسرائيل مفاوضات من اجل المفاوضات.{nl}لا شكّ ان "فتح" في وضع لا تحسد عليه. انها في مواجهة مشروعين مضادين للمشروع الوطني الفلسطيني. هناك مشروع حكومة نتنياهو ومشروع "حماس". المشروعان يلتقيان عند كسب الوقت والرغبة في تكريس الاحتلال. لو كانت "حماس" بالفعل ضد الاحتلال، هل كانت مانعت في ان تكون غزّة نموذجا مصغّرا للدولة الفلسطينية المستقبلية، خصوصا بعد انسحاب اسرائيل من القطاع انسحابا كاملا؟{nl}ليس صحيحا ان "فتح" لا تمتلك خيارات في مواجهة المشروعين المضادين. هناك خيار التمسّك بحكومة سلام فيّاض اوّلا نظرا الى انها الحكومة الوحيدة التي تضمن استمرار تدفق المساعدات الغربية. هذه الحكومة هي افضل شيء حصل للفلسطينيين منذ سنوات عدّة.{nl}في النهاية، تحتاج المصالحة الى اقناع "حماس" بانه مثلما اعترفت، بعد فوات الاوان طبعا، بانّ الصواريخ التي تطلق من غزة تخدم اسرائيل، يفترض بها الاعتراف قبل فوات الاوان بانّ لا بديل من المشروع الوطني الفلسطيني قاعدة لاي تحرّك سياسي مستقبلي. من دون هذا الاعتراف ستظلّ المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية اقرب الى عملية هروب الى امام اكثر من اي شيء آخر.{nl}الوجوه الثلاثة لحماس{nl}الكاتب: عطاء الله مهاجراني_ الشرق الاوسط{nl}لماذا تدعم حماس النظام السوري وبشار الأسد؟ ألم يشاهد مسؤولوها ما كان يحدث في سوريا؟ كيف يمكنهم تجاهل المذبحة الجارية في سوريا، بما في ذلك سقوط قتلى من المتظاهرين والمصلين بعد صلاة الجمعة يوم 2 مارس (آذار)؟{nl}أولا، يروق لي أن أقول إنني التقيت خالد مشعل وإبراهيم غوشة وموسى أبو مرزوق قبل عشرين عاما. كنت رئيس اللجنة الفلسطينية في ذلك الحين، وكانت تلك اللجنة خاضعة لإشراف الرئيس. وفي الفترة التي رأس فيها هاشمي رفسنجاني إيران، بوصفي نائبا له، كنت رئيسا للجنة. زرت الأردن، وكانت تلك هي المرة الأولى التي ألتقي فيها بعضا من قادة حماس. وكان المقصد الأساسي من وراء زيارتي الأردن هو بناء جسر يربط بين إيران وحماس.{nl}التقيت إبراهيم غوشة، الذي كان الناطق الرسمي باسم حركة حماس، ووصف لقاءه الأول بنواب صفوي في بيت المقدس. وكان نواب هو مؤسس الجماعة الإسلامية المسلحة في إيران. بيد أنه من الواضح جليا بالنسبة لي أن إبراهيم غوشة كان مؤمنا بحق بالإسلام، وركز على الإسلام بوصفه الحل المميز لأزمة فلسطين.{nl}وللأمانة، أعتقد أن إبراهيم غوشة أكثر توافقا مع ميثاق حركة حماس من خالد مشعل أو أبو مرزوق. بالنسبة لي، يبدو أن بإمكاننا التمييز بين توجهين داخل حركة حماس: المنهج الثوري والمنهج البراغماتي. والآن، يتمثل السؤال الأكبر في كيف يمكننا تحديد هذه المناهج.. وما هي معاييرنا. أعتقد أن ميثاق حركة حماس (الصادر في 18 أغسطس/ آب، 1988) هو أفضل معيار ودليل. أود أن أشير إلى أربع مواد من هذا الميثاق:{nl}المادة الأولى: حركة المقاومة الإسلامية: الإسلام منهجها، منه تستمد أفكارها ومفاهيمها وتصوراتها عن الكون والحياة والإنسان، وإليه تحتكم في كل تصرفاتها، ومنه تستلهم ترشيد خطاها (عدلت).{nl}المادة الثانية: حركة المقاومة الإسلامية جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين. وحركة الإخوان المسلمين تنظيم عالمي، وهي كبرى الحركات الإسلامية في العصر الحديث، وتمتاز بالفهم العميق والتصور الدقيق والشمولية التامة لكل المفاهيم الإسلامية في شتى مجالات الحياة، في التصور والاعتقاد، في السياسة والاقتصاد، في التربية والاجتماع، في القضاء والحكم، في الدعوة والتعليم، في الفن والإعلام، في الغيب والشهادة وفي باقي مجالات الحياة.{nl}المادة الثامنة: الله غايتها، والرسول قدوتها، والقرآن دستورها، والجهاد سبيلها، والموت في سبيل الله أسمى أمانيها.{nl}المادة الحادية والثلاثون: حركة المقاومة الإسلامية حركة إنسانية.{nl}بناء على تلك المواد، فنحن نواجه ثلاثة ردود فعل من قادة حماس: خالد مشعل وموسى أبو مرزوق وإسماعيل هنية. بدأت القصة مع الربيع العربي. من الواضح أنه في الربيع العربي لعب الإخوان المسلمون دورا مميزا جدا وتاريخيا في تونس ومصر. غير أن هناك استثناء، ألا وهو سوريا. إنني أرى أن النظام السوري أكثر تعقيدا من الدول العربية الأخرى.{nl}ما زالت روح معاوية حية في دمشق. وعلى الرغم من أن شعرة معاوية أقصر الآن، فإن حيرته وأسلوبه في الحكم لا يزالان حيين. أكثر من أي أحد آخر، كان القادة السوريون يلعبون بالبطاقة الفلسطينية في عملهم السياسي. وهم يصفون الحكومة السورية بأنها مركز المقاومة في مواجهة إسرائيل والغرب. على الجانب الآخر، النظام السوري متورط في عمليات اعتقال وقتل فلسطينيين. من يمكن أن ينسى اغتيال الصحافي الفلسطيني، خليل محمد خليل الزين، يوم 3 مارس 2004؟ كان مقربا جدا من ياسر عرفات، وكان يركز على السجناء الفلسطينيين في سوريا. ونشر مقالا عن وفاة عبد المجيد ذقموط، الذي أمضى 32 عاما وراء القضبان في سوريا حتى وفاته.{nl}أود أن أقول إن قادة حماس والفلسطينيين الآخرين على دراية بما فعلته سوريا. دعوني أروِ لكم تجربة مررت بها.. كنت في الهند لحضور جنازة راجيف غاندي، حينما التقيت بياسر عرفات، وأقمنا في فندق قصر تاج محل. سألني عرفات عن رأيي فيه!.. كان هذا سؤالا عويصا إلى حد ما بالنسبة لي. وبالرجوع إلى تلك الأيام، نجد أن عرفات كان يدعم صدام.. فأجبته، كأخ أصغر في رأيي، أنه أذكى تلميذ للشيطان!.. ضحك عرفات ضحكة مجلجلة، وخاطبني قائلا «أتريدني أن أعرفك على معلم الشيطان؟ إنه حافظ الأسد، صديقك».{nl}دعوني أختصر القصة، الفلسطينيون والشعب اللبناني يعرفون سوريا حق المعرفة. وفي أيامنا هذه، يقتل النظام السوري شعبه. فلماذا تتجاهل حماس تلك الأحداث الوحشية في سوريا؟{nl}سألت مشعل «من هو صاحب الكلمة الأخيرة في حماس؟».. فأجاب قائلا «إن صاحب الكلمة الأخيرة هو المؤسسة، والقرار لدينا يتخذ بطريقة معقدة تبعا للظروف المعقدة التي نعيشها وتعيشها قضيتنا».{nl}كان ذلك هو رد فعل مشعل السريع. لكن يمكننا أن نتبين أن حماس قد اتخذت ثلاثة مواقف مختلفة إزاء سوريا. ألقى إسماعيل هنية خطابا في جامع الأزهر بالقاهرة، أعرب فيه بشكل صريح عن دعمه لمقاومة السوريين ضد نظام بشار. كان إسماعيل هنية، بوصفه القائد الأعلى لحركة حماس ورئيس وزراء غزة، هو من عبر عن دعمه للمتظاهرين السوريين الذين يناضلون من أجل الإطاحة بالرئيس بشار الأسد. كانت تلك هي المرة الأولى التي ينتقد فيها قائد رفيع بالجماعة الفلسطينية حليفه منذ وقت طويل. وفي هذا الخطاب في جامع الأزهر بمصر، قال هنية إن حماس أثنت على «الشعب السوري الشجاع الذي يتجه نحو الديمقراطية والإصلاح».{nl}وبعد خطاب هنية، دعم موسى أبو مرزوق المقاومة السورية أيضا. لكنه نشر تصريحا على الموقع الإلكتروني الخاص بحركة حماس كشف فيه عن أنه عدل عن رأيه. باستخدام لغة سياسية، حيث قال «نحن لا نتدخل في الشأن الداخلي لأي من الدول العربية، ونحاول أن نجنب الفلسطينيين التدخل في أي شأن عربي حفاظا على حيادهم وعلى أمنهم».{nl}كان خالد مشعل هادئا إلى حد كبير. أعتقد أن هناك صداما كبيرا داخل حركة حماس.. وهو صدام بين الميثاق والمنافع، بين حماس في غزة وحماس في دمشق والدوحة والقاهرة.{nl}كان أول شخص شرح جذور التناقضات بين المنهجين في حركة حماس هو إبراهيم غوشة، الذي كتب عن هذا الموضوع في كتابه «المئذنة الحمراء».{nl}بعد استشهاد الرموز الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي ومن قبلهما إبراهيم المقادمة وصلاح شحادة، وغيرهم، تراجع الخط المبدئي المقاوم وتراجع الأمل في تحرير القدس لمصلحة الخط «البراغماتي»، فكان دخول الانتخابات تحت سقف «أوسلو».{nl}أعتقد أن هذه هي المرة الثانية التي يواجه فيها هذا الأسلوب البراغماتي موقفا غاية في الصعوبة. وبناء على ميثاق حماس والقيم الإسلامية وحقوق الإنسان، يتعين على حماس دعم الشعب السوري. إضافة إلى ذلك، فإن الإخوان المسلمين يلعبون دورا مهما في سوريا. كيف يمكن أن تنسى حماس ميثاقها؟{nl}عودة لفلسطين{nl}الكاتب: عبد الحليم قنديل_ القدس العربي{nl}كالعادة، لقاءات وحوارات واتفــــاقات بين فتـــح وحمـــاس، ثم العودة إلى نقطة الصفر من جديد، وبلا فائدة ترتجى لقضية الشعب الفلسطيني، ولا نهاية لعذابه ومعاناته الفريدة.{nl}حكومتان في غزة ورام الله، ولا قدرة حتى على تشكيل حكومة واحدة، وقد وافق خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس على تشكيل حكومة يترأسها عباس، وتعد لإنتخابات برلمان ورئيس جديد، ولم يكد حبر الاتفاق الأولى يجــف، حتى بدا أن توقيع مشعل عرضة للمحو، فقد اعترض تيار آخر من قيادات حماس، وبدت مباحثات لاحقة في القاهرة نقضا للاتفاق الرئاسي فى الدوحة، وعاد الكل أدراجهم إلى فصائلهم، ودون حصاد سوى مصافحة بدت متربصة بين عباس واسماعيل هنية رئيس حكومة غزة .{nl}وكلما جرى تقدم ما في ملف المصالحة، بدا أن المصارحة غائبة، وأن ' الفيتو ' الغامض جاهز للقضاء على أى تقدم، سوى هدنة موقوتة بين عباس وحماس، وكأن الأمر استقر على وجود دويلتين فلسطينيتين، أو مشروعين لدويلتين لا تسمح إسرائيل لإحداهما بالاقتراب من الأخرى، وتستعين بالضغط الأمريكي لردع عباس عن فكرة المصالحة، فيما يتكفل صقور حماس بالباقي، ويحبطون سلوك خالد مشعل، ورغبته فى إبداء مرونة وطنية تستفيد من التغيرات المتلاحقة في المنطقة بأثر من ثورات وانتفاضات شعوبها.{nl}والمحصلة أنه جرى ابتذال القضـــية الفلسطـــينية، واختصارها في مجرد رغبــــة لتوزيع السلطة، والتقاتل عليها، واعتبار قضية تشكيل حكومة واحدة غايــــة المنى، وأن الاتفــــاق عليــــها يكفـــل الوحدة الوطنية الفلسطينية، وقد يكون تشكيل حكومة واحدة بالفعل واجبا ضروريا، وسواء كانت برئاسة عباس أو أي شخص آخر، وسواء كانت حكومة فصائل أو حكومة تكنوقراط، لكن الحكــــومة الواحدة لا تعــــني بالضــــرورة رد الاعتبار للقضـــية الفلسطينيـــة، اللهـــــم إلا إذا كان الأمر مرتبطا بخطة ما لتحرير الأرض المحتلة، وهو ما لا يبدو موضع اتفاق بين حماس وعباس، لا في الحال ولا في الاستقبال، ولا حتى مع إجراء انتخابات يبدو الطريق إليها ملغوما، فلم تعد من فــــروق ظاهرة وجوهريــة بين مشروعي حماس وعباس، فكلاهما يتفاوض على طريقته، وبهدف واحد هو تثبيت الوضع لا تغييره.{nl}وقد كانت حماس إلى قريب تمتاز بمشروع مقاومة يفصلها عن مشروع مساومة يتبناه عباس، ثم لم تعد تلحظ الفرق، اللهم إلا في لهـــجة بيانات تصـــدر، وتؤكد على تطليق فكــرة المقاومة من جـــانب عبــاس، وعلى الانتساب النظري إليها من جانب حــــماس، ودون سعى عــملي إلى ترجمتها على الأرض، سواء فى غزة أو فى القدس أو فى الضفة الغربية .{nl}الأسوأ، أنه جرى اعتياد المتاهة، وغابت البوصلة الأصلية في اتجاه تحرير الأرض، ولم يعد بارزا فى الخبر الفلسطيني اليومي سوى صمود وإضرابات الأسرى والأسيرات، أو الدفاع الأعزل عن حرم المسجد الأقصى الشريف، ثم لاشــــيء سوى ما تفعله إسرائيل لا الفلسطينيون، فإسرائيل هي التي تقصف غزة، وإسرائيل هي التى تلتهم ما تبقى من القدس، وإسرائيل هي التي تضاعف أعداد المستوطنات والمستوطنين في الضفة الغربية، وإسرائيل هي التي تتسلى باعتقال قادة برلمانيين أو مناضلين، ودون أن يدوسوا لها على طرف، فالهدف هو التنكيل لمجرد التنكيل، وفرض مشاعر الاستسلام واليأس والرضا بالمقسوم على الفلسطينيين.{nl}وبوضوح، فلم يعد من قيادة ظاهرة لمشروع المقاومة الفلسطينية، والفصائل مشغولة بالغنائم لا المغارم، واختصار قضية الشعب الفلسطيني إلى مجرد قضية إنسانية لا قضية وطنية، والتفرغ لجلب معونات مالية أوروبية وأمريكية من جانب عباس، أو إيرانية وعربية من جانب حماس، وخفض سقف السياسة إلى أدنى حد، وإغلاق ملف السلاح المقاوم، وقصر واجب السلاح على التشريفات، أو مطاردة الفتحاويين للحمساويين، أو العكس، وبحسب جغرافيات السيطرة، في حين تبقى قضية المقاومة المسلحة يتيمة، ولا تعود تسمع شيئا عن عملياتها، مع أن المقاومة المسلحة هي الفرض والسنة، ولا يوجد احتلال إحلالي زال فى التاريخ بغير مقاومة السلاح، ولا استيطان جرى تفكيكه بغير مقاومة السلاح، وهو ما حدث من قبل في غــزة، فقد كان انسحاب إسرائيل من غزة، وتفكيك المستوطنات وإجلاء سبعة آلاف مستوطن إسرائيلى، كان ذلك كله ثمرة عظيمة للانتفاضة الفلسطينية الثانية، والتي امتزجت فيها المقاومة المسلحة بصنوف المقاومة الجماهيرية .{nl}وقد نفهم أن يجري توحيد العمل السياسي لخدمة مقاومة السلاح، وأن تجري عملية إعادة بناء منظمة التحرير لخدمة الهدف نفسه، لكن العملية تحولت فيما يبـــدو إلى اقتناص مقاعد، وإلى بناء هيئات صـــورية بلا أثر كفاحـــي ملموس، وهو ما يضعف الاهتمـــام بقصص المصالحات، والتي لا تحـــرز نجاحا، وتدور فى فراغ موحش لا تملأه كلمات صارت بلا معـــنى، ولا تنطوى سوى على مطامع ومطامـــح لأشخاص وحركات، وهو ما قد يصح أن يتوقف، فالبــــؤس المفرق بين غـــزة والضفة لن تتغير طبيعته لو صار بؤسا مجمعا، وقد لايكون الكلام مفيدا مع الرئيس عباس.{nl}فهو يبدو راضيا بوظيفة الرئيس بلا رئاسة، ومغتبطا بقصة الدولة التي تشبه قبضة الهواء، وعقيدة الرجل المعلنة أنه لاجدوى من مقاومة ولا انتفاضة جماهيرية، وهي عقيدة لانظنها تلزم كوادر ' فتح ' الأكثر صلابة، بينما تبدو ' حماس ' في حال أفضل نسبيا، وإن أنهكتها مساومات السياسة، وتلك حالة قد يصح معها أن نخاطب معها ضمائر الحمساويين والفتحاويين كفلسطينيين مناضلين، وليس كعناصر مأمورة وتابعة لهوى قياداتها وتقلباتهم، فالمطلوب فيما نظن إعادة بناء فكرة المقاومة العابرة للفصائل، وتحرير فكرة المقاومة من التعطيل بحجة التشكيل، ومد الجسور مع مناضلي الفصائل الأخرى خاصة في 'الجهاد الإسلامي' و'الجبهة الشعبية'، وإقامة الوحدة في الميدان لا انتظار انتخابات البرلمان، ووضع هدف محدد للكفاح المسلح في هذه المرحلة، وهو استكمال تحرير غزة وتحرير الضفة والقدس، وبعمليات منسقة على الأرض المستهدف تحريرها مرحليا، وليس فى خارجها، وقد يقال أن ذلك عسير جدا في الظروف الراهنة، وأن القيادات تتحكم فى سلوك وحياة المناضلين والفدائيـــين، وهذا صحيح إلى حد كبير للأسف، لكنه قابل للتفكــــيك مع وجود بدائل لصيقة متاحة للشعب الفلسطيني بصفة عامة، وللشباب الفلسطيني بالذات، وفي صورة الدعوة لتحركات جماهيرية سلمية حاشدة، وعلى نمط الثورات العربية المعاصرة، وتحت شعار بلا بديل ولا شريك، يرد الاعتبار لجوهر القضية الفلسطنية، ويؤكد أن 'الشعب يريد إنهاء الاحتلال'، ولا يقولن أحد أن ذلك هو الآخر غير ممكن، فالشعب الفلسطيني العظيم ليس أقل تصميما وكفاحية من شعوب أمته التى ثارت، واجتماعه المتصل فى الساحات يحول قضيته إلى 'مخيم ثورة' لا مخيم لاجئين.{nl}متى تسمح إسرائيل بإطاحة النظام؟{nl}الكاتب: مطاع صفدي_ القدس العربي{nl}بعد أن شارك بشار الأسد وزوجته في عملية الاستفتاء علس دستور، تلفظ بما يشبه الحكمة، معلقاً على مصير معركته مع الثورة والثوار، أقرّ أولاً بأن إعلامهم يتفوق في الفضاء على إعلامه، لكنه هو أو هم يتفوقون على الأرض، وقريباً سيمتلكون الفضاء والواقع معاً. فالرجل يعتقد أنه أصبح قائداً عسكرياً مصمماً على ربح معركته ضد أعدائه، لكن هؤلاء الأعداد إنما يحاربونه بالألفاظ، وهو يرد بالوقائع. ذلك المرض اسمه البارانويا في الطب النفسي، إنه المرض الذي يعكس الواقع بالوهم. فما دام تفوق هذا الرئيس بأسلحة القمع وحدها، فهو القادر على ارتكاب ما شاء له من جرائم الإبادة الجماعية لمعظم الشعب المنتفض إن استطاع، ذلك أن الطاغية يعتقد أنه ما دام متملكاً من آلة القمع فله مطلق الحرية في استخدامها إلى حدودها القصوى، ليس ثمة صلة ما بين إرادة القتل وأية منظومة من القيم أو الأهداف العامة سوى أن الممعن في الجريمة يغدو أسيراً لمنطقها، لا خلاصَ له من مسؤوليتها إلا في إيهامه لذاته بإمكانه القضاء على الشعب الضحية، قبل أن يقضي هو عليه.{nl}أعجب الأمور أن الرئيس المهدد بالزوال بين صدفة سياسية أو ثورية وأخرى، يخطط عبر دستوره ليحكم سورية حتى عام 2028، وما بعدها بفضل تعديل جديد للدستور، وما بعد هذا البعد، متنازلاً أو مورِّثاً لأحد أبنائه، فالعائلة الأسدية أبدية بثلاثة أجيال وما يليها إلى مستقبل سورية كله. ولكن ما الذي يجعل الأسد واثقاً بوهم الأبدية هذه، إلى حد الهلوسة المرضية. فهو الرئيس الذي لم يتبق له من رصيد سوى قدرته على التعايش مع قتلاه ليلاً نهاراً، هل لا يزال مؤمناً بنصيحة والده المركزية أنه لا صديق للسلطة الأحادية إلا سيفُها، مشرّعاً من غِمْده دائماً، يقطر دماً لا يجف من نصْله، ويتقاطر أرواحاً ذبيحة، لا يشفع لها أحد إلا ويأتي دوره بعدها.{nl}ليست الدولة الإرهابية إختراعاً عربياً يُنمذِج شكلَ التسلّط الديكتاتوري الحديث. فالتاريخ السياسي العالمي يعج بأمثالها المرعبة. لكن الجديد في النموذج العربي أن دولته الإرهابية لم تأت ظرفاً طارئاً في قصة التطور السياسي لهذه الأمة أو سواها، وخاصة في سياق الحداثة الغربية... هذه الحداثة التي لم تنتج حضارتها إلا بعد أن وضعت حداً لسلطان المقدس الغيبي، مثلث الرؤوس بالبابوية (المؤسسة الدينية) في قمة الهرم السلطوي، ويتبعها الحكم المطلق (الملكية الوراثية)، وتتبعها تحتها طبقة من النبلاء (الإقطاع الاقتصادي الاجتماعي والإداري). أما الدولة الإرهابية العربية، فقد ولدت كنقيض مُخْتَطِفٍ لعصر الحداثة، من لحظته التأسيسية، عبر النقلة النوعية الحاسمة من نهضة ثقافية تبشيرية في ظل استعمار تركي، ثم غربي أوروبي، إلى نهضة سياسية في مرحلة اكتساب الأمة لعشرين دولة مستقلة. ذلك الحدث الموصوف أنطولوجياً، فهو الذي كان من المفترض أن يعيد الحرية العامة إلى الأمة العربية بعد افتقادها ألف سنة وأكثر.{nl}السؤال البنيوي في فجر الوعي المدني المتصاعد راهنياً شعبياً ونخبوياً معاً، هو سؤال ذو صفحتين؛ الأولى متجهة نحو الماضي غير البعيد، والآخر نحو المستقبل المصنوع من وقائع الحاضر الصاخب، ويمكن صياغته كما يلي: إلى أي مدى يمكن لفكر التفاؤل العقلاني الثقةُ بقدرة الثورة الربيعية على إحداث القطيعة الموصوفة بالثقافية والاجتماعية مع واقع الدولة الإرهابية المستمرة منذ عقود على الأقل، والشروع في استعادة صيغة عصرية للمجتمع المدني كقاعدة لدولة المواطنة الحرة العادلة، تلك الصيغة التي كان الاستقلال السياسي شرطاً لنشوئها، ووعداً مستقبلياً بنموها وازدهارها. لكن كيف الاطمئنان لهذا الغد المنتظر دون ذاكرة الأمس المظلم. ما الضمانة حقاً الاّ تتكرّر ظاهرةُ العدوان، أجنبيةً أو أهلوية أو هما معاً غالباً، على الاستقلال الوطني، كما كان الأمر حتى الأمس القريب؛ ثم على ثورة الحرية والكرامة اليوم وغداً. ما يُعبر عنه فلسفياً بالظاهرة الحقيقية، وطمْسها بظاهرة الشِبْه الزائفة.{nl}أولم يخضع تاريخ نهضة الاستقلال في مجمل أحداثه الفاصلة الكبرى لجدلية الأصل والشبه، وكثيراً ما انتصر الأشباه على الاصلاء، كبشر وأحداث ومؤسسات، وكثيراً ما كانت (الوطنيات) هي البضائع الأسهل، المسروقة من شعوبها الغافلة أو المغفَّلة غالباً؛ لقد عانت النهضة العربية المغدورة، عبر فعالياتها الثلاث الرئيسية، في السياسة والاقتصاد والثقافة، أخطر التمارين المشؤومة المتناسلة من بعضها، من صولات وجولات عاتية لجدلية الأصل والشبه، بحيث كانت الغلبة غالباً لهذا الحد الثاني على غريمه الأول، الحقيقي ولكنه الأضعف وإن مرحلياً.{nl}الربيع العربي ليس ثورة منقطعة الجذور، إنه الرد التاريخي على عصر الانحطاط العربي المعاصر الذي كان هو المحصلة الموضوعية لسقوط ثورة الوحدة القومية التي كانت بدورها هي الرد على محاولة عودة الاستعمار بالغزو الصهيوني الاستيطاني، بعْد وخلالَ تحققِ الاستقلالات الوطنية، ونشأة الكيانات الدولاتية الحديثة بدءاً من جغرافية المشرق المُقسَّمة مسبقاً؛ فاستقلال أقطار المشرق بعد جلاء احتلالات الاستعمار الأوربي، أطلق سراح الجماهير العربية للمرة الأولى منذ عشرة قرون، كانوا قضوها في ظلمة التبعيات الأجنبية معطوفة على استفحال عوامل الانحلال الذاتية. فقد فهمت الجماهير آنذاك أن تحررها السياسي سيظلّ مشروطاً باستكمال الاستقلال الوطني، لأنه هو المدخل التاريخي نحو الاستقلال القومي، لكن الغرب كان هو الأسرع في إدراك هذه الحقيقة والمبادرة الذكية إلى سياسة تأبيد مستقبلي لخارطة سايكس-بيكو، فكان اختراع (الدفرسوار) الإسرائيلي، كاختراق عضوي مسموم يشق جسد الوطن العربي في خاصرته، هكذا ولدت العقبة الكأداء العظمى في نقطة المركز من كل مسارات النهضة الموعودة، لكي تنقلب إلى أضدادها، لكي تتكسّر أحلامُ الأجيال الصاعدة على بعضها، لكي ينشغل العرب بحروب أو تناقضات دولهم الكرتونية فيما بينها، بحيث يتم اختراعُ أنظمة الاستعمار الداخلي كوكيل أو رديف لاستعمار (المتربول) الشمالي، ثم يكون على هذه الأنظمة أن تُفرّخ الحرب الأهلية بأشكالها المختلفة، من طبقية إلى طائفية، إلى المذهبية الراهنية، وأخيراً يتم نسيان أو تناسي العدو الإقليمي المركزي، وصنوه الدولي الأكبر.{nl}كأن ستين عاماً من مآثر النهضة المغدورة تستحضر دروسها الماضية من خلال ثورات الربيع العربي، وعليها أن تكافح التلوّث بالأيدي القذرة المتكالبة على تشويه براءتها، على طمس معالمها. وتحريف أهدافها العفوية المباشرة، حتى في أعين بعض طلائعها، النابعة منها أو المفروضة عليها أو الفاعلة من وراء ظهرها.{nl}ثورات الربيع العربي هي جماهيرية، منبعثة ذاتياً من دون قيادات حزبية أو فردية؛ من هنا يأتي امتيازُها الأصلي، كونها من تدبير التاريخ وحده، ليس ميتافيزيقياً أو تجريدياً، ولكن بقدر ما يُراكم المجتمع من ظروفه الموضوعية السلبية الدافعة لانفجار الاحتجاجات الجماعية. لكن هذا الامتياز يشكو من علة فقدان القيادة المؤسسة، إذ يظل ظهر الثورة مكشوفاً ليقفز فوقه كلُّ من هبّ ودبّ. ليس من قبل الأفراد الأدعياء، أو الأحزاب القديمة الفاقدة لفعاليتها السياسية، ولقواعدها الشعبية فحسب، بل يُغري الحدثُ التاريخي الجماهيري الكبير القوى الدوليةَ اللاعبةَ في المنطقة، باختطاف ما أمكنها من حصص الاحتياز على الحدث، وارتهانه واحتكاره لمصالحها الجيواستراتيجية، ضداً على منافسيها. ولقد كانت سورية هي قاطرة المنعطفات الفاصلة في صيرورة النهضة الاستقلالية، فكرياً وأيديولوجياً، والمؤثرة في متغيرات مسيرتها المحورية، سياسياً وحدثياً. يكفي التذكير فقط بالبعض من علامات التقاطع المفصلية بين (صيرورة) التاريخ النهضوي الفكرية و(مسيرته) الحَدَثية، تلك التي لعبت سورية خلالها أدواراً ريادية في توجهات المصير القومي لذاتها وغالبية أشكالها، سواء كانت وجهتها هذه مجْلبة لتقدم حقيقي أو لأشباهه، أو أضداده المرتدّة.{nl}افتتحت سورية مسلسل حركات التحرر العربي الحديث، كانت الطاردةَ الأولى للاستعمار الغربي، مُفْسحةً المجال لاستقلال ، توأمِها المجتمعي والثقافي المباشر، فكرّت سبحة الجلاءات العسكرية الأجنبية عن معظم أقطار العرب التي أصبحت دولاً متمتعة بالسيادة الدستورية، متفاوتة من واحدة إلى الأخرى. سورية كانت الناهضة بالحركة الاستقلالية العربية إلى مستوى الثقافة القومية التي بدورها شكّلت واحدة من طلائع حركات التحرر العالمية، هذا المصطلح التاريخي العظيم الذي كان له أن يسهم في الإجهاز على خارطة الاستعمار الغربي القديم في القارات الثلاث: آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية. وكان له أن يؤسس وينشئ مصطلح العالم الثالث ضداً على الحرب الباردة، والمقسِّمة لعالم النصف الثاني من القرن العشرين إلى معسكريْه الشرقي الشيوعي، والرأسمالي الغربي، ويُقِرّ المؤرخون المنصفون أنه لولا الصراعات الجانبية التي وفرتها ساحات العالم الثالث، في تنفيس احتقانات الحرب الباردة وأزماتها الرتيبة، كان يمكن لإنسانية القرن العشرين أن تسعى إلى حتفها بظِلْفها، وتضع نهاية المعمورة ومن عليها.{nl}ثمّ كان على الغرب المنتصر على شيوعية الاتحاد السوفيتي من دون عناء أن يرث مستقبل العالم الثالث، أنْ يحتكر خيراته، بإزاحة حركات تحرره، بعزل جماهيره الصاعدة عن قمم القرارات المصيرية الكبرى لنهضاتها المنتظرة. لكن كان تحرر الوطن العربي في مطلع فتوته عندما فُرض عليه الصراع مع إسرائيل، كأعلى حاكم لسياسة أقطاره المتحركة وفي طليعتها سورية، كعاصمة مركزية لقيادة هذا الصراع. تحمّلت منه أثقل أعبائه العسكرية والسياسية والإنسانية، إلى حين شاركتها مصر العربية مسؤوليةَ الوعي الجذري بضرورة التعبئة النهضوية الشاملة لإمكانيات الأمة وراء وحدة الهدف في التحرر المتكامل، وذلك في إطار دولة 'الجمهورية العربية المتحدة'.. إلى هذا الحد كانت السياسة شأناً جماهيرياً خالصاً، لا تمييز فيه بين زعامة ورعية، لم يكن عبد الناصر مختصِراً أمةٌ في رجل إلا بقدر ما كان عبد الناصر ممثلاً في فكره وممارسته، لكل إرادة فردية أو جماعية لمعظم الطلائع العربية وجماهيرها، ومعها طلائع المحيط الإسلامي والعالمثالثي.{nl}ذلك العصر لم يكن مثالياً بطولياً، وبالتالي وهمياً، ولكنه بكل بساطة كان عصر الشعوب السائرة نحو حكم نفسها بنفسها؛ كان ذلك التحول الاستراتيجي الكوني، هو الخطر الأكبر على أعداء الشعوب، عندما فازت هذه ببدايات استقلال بنيوي وسياسي، فلو تُركت لحركات صيرورتها الذاتية لما صار عالم مابعد الحرب الباردة مجرد قرية أمريكية، بل مصرفية صهيونية، الذي انتهى راهنياً إلى عالم الأزمة الاقتصادية المالية المستديمة غربياً.{nl}لقد حدث منذ أربعة عقود أن استطاع الغرب مصادرة القرارات المصيرية لمعظم شعوب العالم الثالث، وفي مقدمتها شعوب أمتنا، ومن مدخل دولها القائدة لحركة تحررها الوطني، لمشروعها النهضوي الواحد المشترك. كانت 'معاهدة كمب ديفيد' فاصلة بين عهدين، ما قبلها ساد عصر المشاركة المتقاربة بين قمة الهرم الاجتماعي وقاعدته، ما جعل فكر الصيرورة متحكماً في وقائع المسيرة، وما بعدها جرى اختفاء هرم المجتمع كلياً لصالح ذروته فحسب: قبل كمب ديفيد كان المشروع النهضوي محاصِراً للمشروع الصهيوني بإرادة شعوب الأمة العربية جمعاء. بعد المعاهدة المشؤومة انقلب الوضع عكسياً تماماً، أضحى المشروع النهضوي مرتهناً لمتاحف التاريخ، باتت شعوب الأمة مرتهنة لسجون تحرسها الديكتاتوريات الأُحادية، ومعها أغنياؤها الطفيليون.{nl}الربيع العربي يحطم أبواب هذه السجون واحداً بعد الآخر. هذا هو خطره الأعظم ليس على أعدائه وحراسه المحليين وحدهم، بل على سادة هؤلاء الحراس الوكلاء، إقليمياً وإلى ماوراء البحار. من هنا ينبغي فهم الصعوبات الكأداء في مواجهة مصر الثورة ما بعد إطاحة الفرعون، وثورة سورية الممنوعة حتى الآن من الإطاحة بجلاديها؛ ذلك أن ثورة مصر، غير الحاكمة حتى الآن، لا يمكنها أن تطيح بعلة العلل، معاهدة السجان الإسرائيلي الأمريكي إلا عندما تتم إطاحة الثورة السورية، بحارس المعاهدة الثاني، بل الأدهى، حامل (أسرار) مفاتيح ما كان يسمى بالجبهة الشرقية في دمشق. جرائم الجلادين لن تؤخر صيرورة التاريخ إلى مالا نهاية.{nl}ولكن، هل يجازف الغرب بإطلاق مارد القمقم السوري. فما نفع إسرائيل بعده إذن؟{nl}الشعب الفلسطيني أم حماس{nl}الكاتب: د. موسـى الكـيـلاني_ الرأي الاردنية{nl}يبدو أن هناك توجها قويا لإستبدال قيادة حماس الحالية باخرى جديدة تكون أكثر ولاءً لطهران, واكثر انتماءً لغزة جغرافياً وسياسياً.{nl}فبعد اللقاء المفعم بالود مع جلالة الملك عبد الله الثاني في عمان, وبعد النصائح والتوجيهات التى سمعها خالد مشعل في القصر الملكي, وبعد استيعابه لعمق التحليل الإستراتيجي عن تعقيدات السنوات الخمس القادمة وتحدياتها واخطارها, شعر مشعل بضرورة توحيد الصف الفلسطيني من خلال حكومة وحدة وطنية برئاسة محمود عباس يكون وزراؤها من الفنيين التكنوقراط المختصين , لا المـُؤطـّريـن فصائلياً وفـِئوياً. وهذا يعني الغاء حكومة غزة, وعودة أجهزة السلطة الامنية والامن الوقائي الى القطاع, وعدم تحديد موعد للإنتخابات التشريعية التي ستفصل القرار الحاسم حول من سيكون اكثر تمثيلاً للشعب الفلسطيني, فتح ام حماس.{nl}لقد اشارت الانباء الواردة من الخرطوم عن تفاصيل الاجتماعات السرية لقيادات حماس هناك وعن تشكيل لوبي « غــَزِّي « من ابناء العريش والقطاع بقيادة الدكتور محمود الزهار تطالب بانتخاب الدكتور موسى ابو مرزوق رئيساً للمكتب السياسي بدلاً من خالد مشعل ابن سلواد القدس ,والذي سبق ان لمّـح إعلامياً أنه لن يرشح نفسه لفترة قادمة , الا ان اللوبي الغزي إعتبر ذلك مناورة سياسية منه , واعلنوا في اجتماعات القاهرة التي تلت لقاءات الخرطوم, موقفهم المضاد له , والمضاد لتولي محمود عباس رئاسة الحكومة الجديدة باعتبار أن ذلك يشكل مخالفة للدستور وللنظام الاساسي.{nl}ولم يكن موقف رئيس الحكومة في غزة بافضل حالاً من تشنجات الزهار بالنسبة للإنقلاب على مشعل لصالح الدكتور موسى ابو مرزوق .فقد خرج إسماعيل هنية من الازهر الشريف مهرولاً بعد سماعه هتافات الاف المصلين المصريين الذين اشادوا بمقاومة الشعب السوري الذبيح , كما علت النداءات ضد أيران التى عاد للتو منها هنية حاملا تأكيدات أستمرار الدعم المالي الملاييني ما دامت الصواريخ تـُطلق من القطاع.{nl}وقد شعرت قيادات حماس بعذابات الانفصام الفكري والاغتراب العاطفي ما بين ولاءاتها لتنظيم الاخوان المسلمين الذي انبثقت عنه , وما بين أنتمائها الايديولجي والعـَقـْدي للآلاف من شباب الإخوان المسلمين الذين ينحرهم كالانعام التعصب العلوي الطائفي,والتي تعرضت شقيقاتهم في حماة وحمص لممارسات الاغتصاب كما ذكرت تنظيمات حقوق الانسان الدولية , وكما روى الهاربون من عائلات السوريين الى دول الجوار.{nl}لقد اقفلت حماس مكاتبها في دمشق, وذهبت عائلات القادة الى عمان وغزة ومصر ,{nl}ورفضت قطر و جميع الدول العربية أستضافة المكتب السياسى والقيادة العليا لحماس الخارج.{nl}ولا زالت حماس الداخل مصرة على إعدام صوت الاعتدال والعقل الذي نطق به خالد مشعل عندما أراد توحيد صفوف الشعب الفلسطيني بحكومة واحدة , وبادارة واحدة وبقرار مصيري واحد بدلاً من التشرذم , والتفرق , وامتطاء سياسة المحاور السياسية, وتسخير الارادة الفلسطينية لتجار الهيمنة الاقليمية.{nl}وتبقى الحقيقة جليةً واضحةً, أن مصلحة الشعب الفلسطيني العليا لأهم الف مرة من مصلحة اي تنظيم اوفصيل مهما كبر حجمه,{nl}وأن وحدة الشعب ما بين الضفة والقطاع لأهم مليون مرة من وحدة اي تنظيم سواءً حماس او فتح او غيرهما.{nl}أيها القادرون.. اسرجوا قناديلها بالزيت!{nl}الكاتب: سلطان الحطاب_ الرأي الاردنية{nl}أدعو الى «تليثون» عربي من أجل القدس ..أي الى جمع أموال ومساعدات عينية من خلال التلفزيون..وعبر اكثر من تلفزيون عربي في نفس الوقت يكون على مستويين ..رسمي تتبرع من خلاله الحكومات والمسؤولون فيها من ملوك ورؤساء وأمراء وآخر شعبي تتبرع من خلاله الشركات والمؤسسات والأفراد وذلك من أجل انقاذ القدس التي تواجه الان سياسة التهويد والأسرلة واذابة هويتها بل وطمسها والغاءها بسياسات احلال الاستيطان فوق ارضها وهدم بيوتها واقتلاع أهلها ومحاصرتهم..اذ يمكن جمع الملايين وقد تصل الى المليارات وهناك اكثر من طريقة للايصال ان صحت النوايا..فهل يمكن ان تكون هذه الحملة لدعم القدس عنواناً بارزاً من عناوين الربيع العربي؟{nl}فهل ندرك معنى قوله «إسرجوا قناديلها بالزيت» بمعناه الأشمل وما يلزم ذلك من الاعداد المادي والمعنوي من اجل انقاذ القدس..؟{nl}أعداؤنا يعملون من أجل خططهم في القدس وتلك مقولة بن غوريون «لا قيمة لاسرائيل بدون القدس ولا قيمة للقدس بدون الهيكل»..{nl}اذن القدس تحتاج لغير الدعاء والافتاء تحتاج مع الدعاء والافتاء الى قليل من القطران يعالج أسرها ومرضها الذي يسببه الاحتلال والقطران هنا هو الدعم المادي فأين ذلك من القدس الان ولماذا يبقى الجميع متفرجاً أو نادباً مقعداً..{nl}ليست المسألة ان يقول الشيخ القرضاوي بجواز او حرمة زيارة القدس الاسيرة لما يعتقده شبهة التطبيع فهذا كلام فيه ترف وخيارات ولكن المسألة أن القدس ومساجدها لا بد أن تعمر ليس بالصلاة فقط وانما بالعمل من أجل تحريرها وتحرير أهلها «انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الاخر»..{nl}وإعمار المساجد بزيارتها ولما كانت القدس وما حولها مباركا لقوله تعالى عن المسجد الاقصى (الذي باركنا حوله) فإن الزيارة إذن للمسجد وللقدس من أهلها الذين يقيمون فوق أرضها ومن كل مؤمن بها تهفو نفسه لزيارتها ودعم صمودها فإن استطاع بذلك جسداً يسري اليها كان وان لم يستطع لدواع وعوامل يجري الاختلاف عليها فليكن بالعطاء والتبرع وكفالة عائلات القدس وترجمة تآخي مدنها وقراها ومواقعها مع غيرها من المواقع والمدن والقرى العربية..وبدعم مدارسها ومستشفياتها وجمعياتها ومرافقها ..{nl}كان اهالي مدن وقرى فلسطين منذ فتح القدس يسرجون قناديلها بالزيت وكان ذلك في زمن عبد الملك بن مروان الذين عين سدنة لذلك وفي زمن صلاح الدين الأيوبي فاتح القدس ومحررها من الفرنجة ومقيم منبر عماد الدين زنكي الذي جاء به من حلب حين وعد الامة بالنصر ليضعه في محرابها..وقد أوقف على المسجد الاقصى قرى وأطيان ومنشآت عديدة على طول أرض فلسطين وحتى خارجها وما زال كثير من الوقف قائماً وان تعطل أداؤه بفعل الاحتلال الاسرائيلي ..{nl}لقد كانت القدس عبر التاريخ غنية بأوقافها ومدارسها التي يقصدها طلبة العلم من كل الدنيا آنذاك وفيها مقابر صحابة وتابعون بالآلاف حلموا وأوصوا ان يدفنوا في «بيت المحشر» في القدس وبعض هذه المقابر طمستها اسرائيل مثل مقبرة ماميلا (مأمن الله) الشهيرة في القدس الغربية..وكان من الوقف بئر الزيت الضخم الذي أقيم في ساحة الاقصى تحت أرضه (موقع الأقصى القديم) وكان زيته يسرج عشرين الف قنديل على مدار السنة ويعاود أهل فلسطين ملأه..{nl}اليوم القدس بحاجة الى اسراج صمود أهلها والى اضاءة ارادتهم بالأمل وتعزيز صمودهم وسد حاجاتهم وتمكينهم من الدفاع عنها..{nl}وتستفتي ميمونة مولاة النبي (صلى الله عليه وسلم) في بيت المقدس قالت ..قلت يا رسول الله افتنا في بيت المقدس ..قال (أرض المحشر والمنشر أئتوه فصلوا فيه فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره ..قلت أرايت ان لم استطع ان ارتحل اليه؟ قال: فتهدي اليه زيتاً يسرج فيه فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه)..{nl}أهيب بكل مسلم وعربي ان يعتبر انقاذ القدس من واجباته الدينية والقومية والانسانية والوطنية وان يجعلها في أجندة الربيع العربي وفي بداية سطر الحرية والكرامة وان يشركها في طعام أهله ولباسهم وان يرى ضرورة التحرك لانقاذها كما فعلت النسوة اللواتي قصصن جدائلهن والقين بها أمام حاكم دمشق زمن احتلال الفرنجة للقدس «وقلن خذ هذه» قيد بها خيلك..سخرية منه وانتقاصاً من حميته..{nl}القدس اليوم تحتاج الى الافعال لا الاقوال فأين الافعال ؟ واين الأموال التي وعدت بها باسم الاقصى حين اشتعلت انتفاضتها الأولى وقضى الشهيد محمد الدرة..وما الذي يمنع ان نسمع صوت القدس يعلو داخلها ومن خارجها حتى لا ينام فيها محتل وهو آمن ولا يغمض له جفن وهو معتد..انها القدس مجرد اسمها يزلزل الجبال فلنكن فداءك يا قدس!!{nl}تجرأت على الكلام{nl} الكاتب: أسامة الشريف_ الدستور الاردنية{nl}اختارت مشرعة بريطانية وعضو مجلس اللوردات عن حزب الديمقراطيين الاحرار البريطاني البارونة جيني تونغ الاستقالة من الحزب بدلا من تقديم اعتذار عن تصريحات مناهضة لاسرائيل اطلقتها خلال مناظرة عقدت مؤخرا في احدى الجامعات البريطانية. وكانت السيدة تونغ قد اثارت عاصفة سياسية داخل حزبها عندما قالت ان اسرائيل لن تبقى الى الأبد في معرض ادانتها لسياسة التنكيل بالفلسطينيين.{nl}وعندما طلب منها رئيس الحزب ونائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ الاعتذار او الاستقالة اختارت الاخيرة. ووصفت تصرف كليغ بانه متسرع وانه سيتعرض لانتقاد شعبي بسبب موقفه منها. كما انتقد تصريحاتها كل من رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ورئيس حزب العمال المعارض ايد ماليباند.{nl}دفعت الليدي تونغ ثمن موقفها المدافع عن الفلسطينيين والمعادي لاسرائيل مرارا خلال رحلتها في المعترك السياسي. لكن تصريحاتها الاخيرة تعد الاعنف حيث قالت ان الشعب الاميركي سيضيق ذرعا من مواقف اسرائيل ومن رعايته لها بنحو سبعين بليون دولار سنويا من ريع ضرائبه. ووصفت اسرائيل بانها حاملة طائرات اميركية في الشرق الأوسط. واضافت ان اسرائيل ستحصد قريبا ما زرعته من سياسات.{nl}اصدقاء اسرائيل في البرلمان البريطاني سارعوا لادانة الليدي تونغ التي يتهمونها بترويج نظريات المؤامرة عن تحكم اسرائيل بالسياسة الخارجية لبريطانيا. لكنها ردت بالقول ان ما يحدث للفلسطنيين في الاراضي المحتلة وخاصة في القدس الشرقية ليس مؤامرة وانما حقائق على الأرض.{nl}ستدفع الليدي تونغ ثمن مواقفها كما حدث لغيرها من السياسيين الذين وقفوا ضد اسرائيل في السنوات الماضية من امثال توني بن وجورج غالاوي وغيرهما. والقصة ذاتها تتكرر في محافل سياسية اوروبية واميركية. فانتقاد اسرائيل يعد خطا احمر لا يسمح بتجاوزه لا في الكونغرس الاميركي ولا في أي برلمان اوروبي.{nl}وكان عضو الكونغرس الاميركي الاسبق بول فيندلي قد كشف النقاب عن نفوذ اسرائيل واللوبي الصهيوني على السياسيين في اميركا في كتابه الشهير «تجرأوا على الكلام». وخسر فيندلي مقعده في مجلس النواب بسبب مواقفه المناهضة للصهيونية ولانه تجرأ فانتقد اسرائيل.{nl}لكن شجاعة هؤلاء على انتقاد اسرائيل رغم معرفتهم بعواقب ذلك دليل على اقتناع اعداد متزايدة من الناس بحصانة اسرائيل غير المبررة في المحافل العالمية. لسنا وحدنا من تعصره العواطف جراء الممارسات الإسرائيلية اللاأخلاقية وغير القانونية تجاه الشعب الفلسطيني. هناك أصوات شجاعة تخرج بين الفينة والأخرى لتدين هذه الممارسات في أوروبا وأمريكا.{nl}ستتحقق نبوءة الليدي تونغ في يوم قريب عندما يقوم الشعب الاميركي ليسأل عن جدوى دعم نظام عنصري دموي خارج عن القانون الدولي بكل هذه المليارات. سيأتي يوم تحصد اسرائيل مرارة ما زرعته، وسيتحقق ذلك بعد ان يطلق سراح اصوات اخرى في محافل الغرب.{nl}القدس بين التنازل والتهويد{nl}الكاتب: أمجد عرار_ الخليج الامارتية{nl}مرة أخرى يتجدد الجدل بشأن القدس من بوابة الفتاوى المتناقضة، من داعٍ العرب والمسلمين لزيارة المدينة المحتلة لحمايتها من العزل والتهويد وتأكيد عروبتها، إلى محرّم زيارتها لغير الفلسطينيين ما دامت تحت الاحتلال، إلى مصنّف مثل هذه الزيارة تطبيعاً مع المحتل .{nl}لا قبل لنا بالإفتاء الديني ولا بالإفتاء ذي الشكل الديني والم<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/03-2012/عربي-55.doc)