المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء عربي 67



Haidar
2012-03-22, 11:35 AM
أقلام وآراء{nl}ارتدادات الربيع العربي: حماس إلى أين؟{nl}بقلم: رامي خريس عن الأخبار اللبنانية{nl}انتظرت حماس خمس سنوات لترى «إخوانها» في مصر، وهم يحصدون نتائج كبيرة في أوّل انتخابات برلمانيّة مصريّة تجري في أعقاب إسقاط مُبارك، بعدما كانت قد حصدت، هي الأخرى، نتائج كبيرة في انتخابات برلمان السلطة الفلسطينيّة في 2006، لكنّ الصعود الإخواني في مصر، جاء أيضاً، في ظل ظروف ضاغطة وغير اعتياديّة.{nl}فمن جهة، تواجه حماس، بعد سيطرتها على قطاع غزّة في صيف 2007، استحقاقات الإدارة اليوميّة لحياة الفلسطينيين القاطنين هُناك، الذين يَربون على مليون ونصف مليون مواطن، بما يحمله ذلك من تحديّات كبيرة، وهي تحديّات سياسيّة وماليّة وإداريّة معقّدة. ومن جهة أخرى، لم تكن سوريا، أحد حلفاء حماس الإقليميّين الأساسيّين، التي وفرت لعقدين تقريباً، مظلّة سياسيّة ولوجستيّة لحماس، بمنأى عن ارتدادات موجة «الربيع العربي». فقد وُضعت حماس أمام اختبار صعب، وجدت الحركة نفسها بعده، خارج البلد الذي وفّر لها دعماً سياسياً كبيراً، ومنحها مزايا التحالف الثابت وغير المُكلف نسبيّاً مع إيران.{nl}كانت إحدى النتائج المتمخضة عن خروج حماس من سوريا، تبعثُر قادتها الأساسيّين بين عواصم الشرق الأوسط، وعلى رأسها القاهرة والدوحة وأنقرة. إنّ الخيط الرئيسي الذي يجمع بين هذه العواصم، هو أنّها تختلف عن سوريا لجهة كونها لا تستطيع تحمّل كُلفة إبقاء حماس على أراضيها مع نشاط سياسي، إلا إذا أصبح هذا النشاط مُنسجماً بشكل أو بآخر، مع التوجهات السياسيّة العامّة لتلك الدول. أي، بكلمات أخرى، اندماج حماس في المنظومة الإقليميّة من خلال تقديم تنازلات في البرنامج السياسي، وهو ما يبدو غير مُمكن، أقلّه في المدى القريب، بسبب عوامل مُختلفة.{nl}في مصر تحديداً، التي تكتسب أهميّتها بمعاني الجغرافيا السياسيّة، لكونها تحدّ قطاع غزّة، لا ينبغي لحماس أن تعتنق أوهاماً كبيرة بشأن الإخوان المصريّين. لقد أشعل فوز الإسلاميّين الانتخابي هناك حمّى التبشير من قبل قادة حماس بـ«المشروع الإسلامي» الكبير، الذي سيغيّر وجه المنطقة، لكن نظرة متفحصة على أداء الإخوان المسلمين خلال المرحلة الانتقاليّة، وطبيعة العلاقة مع المجلس العسكري الحاكم، لا تبشّر حتماً بالكثير، وذلك لأسباب واضحة.{nl}إذ إنّ، أولاً، وقوع الإخوان المسلمين كقوّة سياسيّة متمثلة بأغلبيّة معتبرة في البرلمان تحت ضغط مناخ سياسي واقتصادي متفجّر، يجعلهم غير قادرين على النظر أبعد من حدود الموقف المصري الداخلي، ويخلّصهم، في الواقع، من يوتوبيا الشعارات، ويدفعهم باتجاه مواقف محسوبة تماماً بالمعنى السياسي.{nl}ثانياً، لدينا ملفات مصر الاستراتيجيّة في السياسة الخارجيّة، التي تتمحور حول علاقات جيّدة بإسرائيل والولايات المتحدة (انظر اتفاقيّة كامب ديفيد)، ستبقى في يد المجلس العسكري الحاكم صاحب النفوذ الفعلي. يجب على حماس ألّا تبني أوهاماً كثيرة على الانتخابات الرئاسيّة القادمة في مصر، التي تمثّل في نظر الكثيرين المحطّة الأخيرة في مسار نقل السلطة بعد انتفاضة كانون الثاني/ يناير 2011، لأنّها ستجري في ضوء الترتيبات بين العسكر والإخوان، ولن تحمل جديداً يذكر، لا في موقف الإخوان، ولا في سياسة مصر الخارجيّة.{nl}ثالثاً، كشف مسار التحوّل السياسي القائم في مصر منذ انتفاضة كانون الثاني/ يناير 2011، أنّ جماعة الإخوان المسلمين نفسها قوّة مُحافظة، ليس لديها برنامج جذري بالمعنى السياسي أو الاقتصادي. لقد أكّد قادة الجماعة على الالتزام باتفاقيّات مصر السياسيّة، بما فيها اتفاقيّة كامب ديفيد، وعلى المستوى الاقتصادي، أكد الإخوان تبنيهم اقتصاد السوق، وقبولهم المعونات الماليّة الدوليّة، في بلد استندت فيه الانتفاضة الشعبيّة إلى الغبن النابع من معدلات الفقر والبطالة المرتفعة، التي أسهمت في إذكائها سياسات السوق المفتوح وسيطرة رجال الأعمال على الاقتصاد الوطني. جماعة سياسيّة من هذا النوع، لا يمكن بطبيعة الحال، أن تتخذ مواقف سياسيّة نوعيّة، تجاه حماس. مشروع الإسلام السياسي، بشكله المرتكز على التعبئة والشعاراتيّة يتحطّم الآن على محك الحالة الثوريّة في مصر، لا العكس كما تتوقّع حماس.{nl}لقد كانت الأسابيع القليلة الماضية كافية لإعطاء مؤشرات وافية عن التعاطي الإخواني مع الموضوع الفلسطيني. تعرّض قطاع غزة لهجمة عدوانيّة إسرائيليّة، ترافقت مع أزمة عميقة ومستمرة في إمدادات الطاقة، مما يجعل قطاع غزّة يغرق في الظلام لما يزيد عن 12 ساعة يوميّاً، ويشل الحياة بالكامل هُناك. كانت استجابة الأغلبيّة البرلمانيّة الإخوانية باهتة للغاية: مُطالبة بطرد السفير الإسرائيلي، ووعود بالعمل من أجل مدّ غزّة بالوقود المصري، لكنّ شيئاً من هذا لم يتحقّق.{nl}لقد حمل التغيير في مصر فوائد محدودة لحماس، تمثلت في التسهيلات التي حصل عليها قادتها للتنقل عبر القاهرة، وإقامة بعض قادتهم فيها، لكن، لا شيء أكثر من ذلك. قد تكون زيارة الدكتور محمود الزهّار الأخيرة إلى إيران، وإعادة التأكيد على عمق العلاقة معها، التي تضرّرت على نحو جزئي بسبب موقف حماس من سوريا، جزءاً من فهم الاستجابة للمصاعب الإقليمية التي تواجه الحركة، وخاصّة أنّ رئيس مكتبها السياسي، قد اختار، على ما يبدو، قطر، مقراً مؤقتاً له. لننتظر ونرَ.{nl}المكشوف واللقاءات الاستكشافية{nl}بقلم: أسامة عبد الرحمن عن الخليج الاماراتية{nl}لعله من المثير للاستغراب، وربما الاستنكار أن تضفى صفة الاستكشاف على اللقاءات التي تم الترتيب لها في الأردن بمبادرة أردنية، ومباركة أمريكية ومشاركة الرباعية بين الطرف الفلسطيني والطرف الصهيوني . ذلك أن المسألة لا تحتاج إلى استكشاف . لقد جاءت هذه اللقاءات متمحورة حول محاولة استكشاف إمكانية إحياء المفاوضات بعد انسداد أفقها، بسبب التعنت الصهيوني .{nl}ومن اللافت للنظر أن السلطة الفلسطينية أدركت بعد تجارب مريرة مع الكيان الصهيوني ولسنوات طويلة، أنه غير جاد في المفاوضات، وأنه يصر على المفاوضات لكي تستمر مفاوضات عبثية، أو مفاوضات بلا مفاوضات، في وقت يعيث فيه فساداً وتنكيلاً وتدميراً في الأرض الفلسطينية، ويواصل بناء مستعمراته بوتيرة متصاعدة لكي يقضي على أي أمل لدولة فلسطينية قابلة للحياة وفي ذات الوقت يجمل صورته أمام الرأي العام العالمي بادعاء حرصه على المفاوضات .{nl}إن الطرف الفلسطيني الذي أكد مراراً فشل المسار التفاوضي وانسداد أفقه، بسبب إصرار الكيان الصهيوني على مواصلة بناء المستعمرات الصهيونية وعدم الاعتراف بمرجعية حدود ،1967 وتأكيده أن القدس عاصمة للشعب اليهودي مكثفاً جهوده في تهويدها، يعود إلى طاولة اللقاءات بحجة استكشاف فرص إحياء المفاوضات .{nl}إن مثل هذه الحجة تدحض ذاتها . فالحجة الحقيقية تستنكر مثل هذه اللقاءات من منطلق الحقائق الواضحة التي لا تحتاج إلى استكشاف، والتي تدل دلالة قاطعة، يدركها الطرف الفلسطيني قبل غيره، أنه لا معنى لاستكشاف المكشوف . وهو يدرك أن ممارسات الكيان الصهيوني مكشوفة وسياساته مكشوفة، وأن عدم جديته في المفاوضات بل وعدم جديته في ما يسمى بعملية السلام مكشوفة أيضاً، ولا تخطئ ذلك أي عين بصيرة . ويفترض أن يكون الطرف الفلسطيني هو الأكثر إدراكاً ووعياً لهذه الحقائق المكشوفة .{nl}والطرف الفلسطيني الذي يصرّ على أنه لا بدء للمفاوضات من دون وقف الاستيطان يعرف تماماً أن الكيان الصهيوني يصرّ على الاستيطان وضرب عرض الحائط حتى بالإغراءات الأمريكية التي لا مبرر لها، كما يضرب عرض الحائط بالقانون الدولي والشرعية الدولية وما يصدر من ردود فعل إقليمية أو دولية .{nl}لقد أكد أبو مازن قبل انطلاق هذه اللقاءات أنه إن لم تصل إلى أي نتيجة قبل السادس والعشرين من يناير/كانون الثاني ،2012 فإن القيادة الفلسطينية، ستعود إلى البحث في خياراتها المستقبلية لاختيار الخيار الأنسب وفق رؤية فلسطينية تحفظ للقضية الفلسطينية حقوقها . وقد انتهت اللقاءات دون الوصول إلى أي نتيجة ويدرك أبو مازن سلفاً أنه لن تصل إلى أي نتيجة .{nl}والسؤال الذي يطرح نفسه إلى أي مدى سيكون الطرف الفلسطيني مستجيباً للضغط أو غير قادر على مواجهته وهو سؤال محوري لا يتعلق بمثل هذه اللقاءات، ولا حتى بالمفاوضات فحسب، ولكنه يتعلق بالقضية الفلسطينية وثوابتها وبالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني .{nl}إن الطرف الفلسطيني سيظل ضعيفاً مستهدفاً ومستجيباً للضغوط، وغير قادر على مواجهتها طالما ظل الصف الفلسطيني منقسماً . والمصالحة الفلسطينية تمثل إن تجسدت قوة كبيرة للطرف الفلسطيني قادرة على مواجهة الضغوط، وقادرة على بلورة الموقف الفلسطيني، على أساس استراتيجي واضح اعتماداً على مؤسسات ديمقراطية جامعة لكل أطياف الشعب الفلسطيني وفصائله . وممثلة لإرادة الشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة .{nl}وإذا كان المأمول أن تتجسد هذه المصالحة على صعيد الواقع في أقرب وقت فإنه كلما طال الأمد، ولم تتجسد على صعيد الواقع كلما تضاءل الأمل في إنجازها فعلاً، وكلما ظل الطرف الفلسطيني رهين الضغوط والابتزاز وربما الاستخفاف .{nl}والقضية الفلسطينية لا يمكن أن تظل أسيرة وضع متذبذب ولا يمكن أن يظل ملفها تائهاً دون بوصلة حقيقية . إنها قضية تستمد قوتها من عدالتها، ومن إرادة الشعب الفلسطيني وصموده ومقاومته . وعلى القيادة الفلسطينية أن تتكافأ مع ذلك بمصالحة حقيقية تمنحها القوة والقدرة لأداء دورها الوطني .{nl}هناء الشلبي{nl} بقلم: رشيد حسن عن الدستور الأردنية{nl}تثبت المرأة الفلسطينية أنها الحارس الأمين للحلم، والحاضنة الوفية للوجدان الفلسطيني، ولجمرة المقاومة لتبقى مشتعلة لا تنطفئ، تذكر الأجيال بالوطن المغتصب، وبالشعب اللاجئ المعذب في أربع رياح الأرض .{nl}هناء الشلبي.. مثال لهذه المرأة .. ومثال لارادتها الصلبة.. التي لا تنحنى ، ولا تنكسر مهما اشتدت رياح الظلم العاتية، ومهما اشتدت العتمة .. لأنها بقلبها الذي لا يخطئ، تبقى المنارة التي تهدي الضالين ، والبوصلة التي تؤشر على الطرق الصحيحة.{nl}هي أمنا .. وقهوتنا الصباحية ، وبلسم جراحنا.. هي حضن الانتفاضة الدافئ، واليد القوية التي تجمع الحجارة.. ليرجم بها أطفال فلسطين الشيطان الصهيوني.{nl}هناء وهي تصر بامعائها الخاوية .. وهزالها النبيل، أن تكسر ارادة العدو ، وتجرده من المساحيق التي طالما خدع بها العالم أجمع، ليظهر على حقيقته ... وحشا كاسرا.. وعنصريا بغيضا.. وفاشيا أحمقا... تعيد للمرأة العربية اشراقها الزاهي ، واشراقتها الجميلة ، ومكانتها التي طالما تجرأ عليها الحمقى والطفيليون والفاسدون.{nl}هي امتداد للخنساء في شموخها وصبرها وجلدها الاسطوري .. ولخولة بنت الازور في شجاعتها .. وهي تخوض معركة اليرموك مع رجال الفتح المبين، وترتجز الشعر ، وتذكرهم بأن ليس منا ولا فينا من تراجع ، أو جبن ، أو أدبر عن مواجهة العدو ، وهو يتنفس عبير الجنة ، ويراها رأي العين.. كما رأها الصحابي الجليل عبدالله بن رواحة ، ودمه يشخب ليروي سهل مؤتة المجد والفخار.{nl}هي أم خضر وشاح.. أم الاسرى العرب ، التي احتضنتهم بحنانها الأسطوري، ووفائها الذي يعز نظيره، لتؤكد أن فلسطين لن تنسى أمتها وأبناءها، وكل من حمل همها، وضحى من أجلها .. وستبقى رغم خور الجبناء ، وتقاعس المتأسرلين رمز الأمة وعنوان كبريائها.{nl}هناء الشلبي وهي تدخل اليوم “36” للاضراب عن الطعام، تذكر امها وأختها وشقيقتها العربية ، من طنجة وحتى عمان، بأن رسالة المرأة لا تقل عن رسالة الرجل، بل هي أشد تأثيرا ، وأن دورها ومكانتها لا يتأتى من الصخب العالي ، والكلام على عواهنه .. بل من تضحياتها، وتقدمها الصفوف ، فهي جميلة بوحيرد التي هزمت الاستعمار الفرنسي من الاعماق ، وهي ذات النطاقين التي لقنت ابنها درسا في الصمود ، وعدم التراجع عن المبادئ، حتى لو مثلوا به “ لا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها”.{nl}باختصار.... اعادت هناء الشلبي وكافة المناضلات الفلسطينيات في أقبية العدو، للمرأة العربية مكانتها ، ودورها الطليعي، واثبتن بصبرهن الأسطوري .. انهن حفيدات الخنساء وذات النطاقين وبنت الازور وام خليل وشاح وجميلة بوحيرد. وانهن الحاضنات للحلم الفلسطيني ، ولجمرة المقاومة التي لن تخبو ابدا ، حتى تشرق شمس الحرية من جديد على فلسطين كل فلسطين ... وحينها تردد الشلبي وكافة المناضلات ...... اصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باق.{nl}رأي القدس : انهم يحرموننا من الالم على اطفالنا{nl}بقلم: أسرة التحري عن القدس العربي{nl}تعرضت السيدة كاترين اشتون وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، وما زالت، لحملة 'ارهاب' اسرائيلية غير مسبوقة لانها تطرقت بشكل عرضي لاطفال قطاع غزة في معرض حديثها عن مقتل ثلاثة اطفال يهود اثناء هجوم على مدرسة في مدينة تولوز الفرنسية، نفذه مسلح فرنسي من اصل جزائري تحوم الشبهات حول وجود صلات له بتنظيم 'القاعدة'.{nl}بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي كان اكثر المهاجمين للسيدة اشتون حيث اتهمها بارتكاب خطيئة المقارنة بين الاطفال اليهود واطفال قطاع غزة، اي عملية الذبح (لاطفال يهود في تولوز) وبين الاعمال الدفاعية الجراحية للجيش الاسرائيلي في قطاع غزة. اما افيغدور ليبرمان وزير الخارجية الاسرائيلي فلم يطالب السيدة اشتون بالاعتذار فقط مثلما فعل رئيسه نتنياهو، وانما بالتفكير ايضا باطفال الجنوب الذين يعيشون في خوف دائم من الهجمات الصاروخية الفلسطينية.{nl}عملية الهجوم على مدرسة في تولوز مدانة قطعا، ايا كان منفذها، وايا كانت ديانة ضحاياها من الاطفال، لكن ما يستحق الادانة ايضا هو عملية التمييز الواضحة بين اطفال يهود واطفال غير يهود مثل اولئك الذين يذبحون في قطاع غزة في ما يسمى بالعمليات الجراحية للجيش الاسرائيلي.{nl}القتل هو القتل، سواء كان من قبل شخص واحد او من قبل جيش، ولا نبالغ اذا قلنا ان جريمة الجيش الذي من المفترض ان يكون اعضاؤه منضبطين اكبر في جميع الاحوال. ففي نهاية الامر يسقط ضحايا مدنيون ويفقدون ارواحهم.{nl}الجيش الاسرائيلي ارتكب مجزرة في قطاع غزة، وقصف مدرسة وقتل تلاميذها، مثلما قصف مدرسة بحر البقر في مصر اثناء حرب الاستنزاف، وذبح العشرات من اطفالها، واستخدم قنابل الفوسفور الابيض اثناء هجومه على قطاع غزة، وكان عدد الضحايا من الاطفال اكثر من 400 طفل من مجموع 1400 شهيد، وهذا موثق في تقرير القاضي الدولي غولدستون الذي اكد ارتكاب الجيش الاسرائيلي جرائم حرب بل وجرائم ضد الانسانية.{nl}لن ترهبنا هذه الحملة الارهابية الاسرائيلية مثلما ارهبت السيدة اشتون ودفعتها للاعتذار فنحن ضحايا ارهاب الدولة الاسرائيلي طوال اكثر من ستين عاما، ونحن الذين فقدنا ارضنا ووطننا، مثلما فقدنا العديد من اطفالنا واقاربنا، وما زلنا وسنظل بسبب تدمير اسرائيل لحل الدولتين، وكل آمال السلام العادل في المنطقة.{nl}منظمة 'بتسليم الاسرائيلية' قالت في تقرير لها نشرته امس ان العام الماضي 2011 شهد مضاعفة عدد المدنيين الذين قتلوا بنار الجيش الاسرائيلي في الضفة والقطاع مقارنة بعددهم في السنة السابقة، فقد قتل في العام المذكور 115 فلسطينيا بينهم 18 من الاطفال والقصر علاوة على 37 مدنيا لم يشاركوا في اي اعمال عنف.{nl}من المؤكد ان بنيامين نتنياهو لا يريد رؤية هذا التقرير وما يحتويه من ارقام الضحايا من الاطفال الفلسطينيين، خاصة انه صادر عن منظمة حقوق انسان اسرائيلية لا يستطيع التشكيك في دقة معلوماتها.{nl}فرنسا كلها هبت متعاطفة مع مقتل الاطفال اليهود في تولوز، وهذا موقف انساني واخلاقي مشرف نقف الى جانبه ونؤيده دون تحفظ، ولكننا نريد من الفرنسيين، والسيد ساركوزي خاصة، ان يظهر عشر هذا التعاطف مع اطفالنا الذين تذبحهم الطائرات الاسرائيلية بصواريخها في قطاع غزة وقبلها في جنوب لبنان ايضا.{nl}اسرائيل تقتل الاطفال ايضا، مثلما تقتل الامل في السلام في نفوس عشرة ملايين فلسطيني بسياساتها الاستيطانية، واصرارها على اذلال الفلسطينيين تحت الاحتلال، وقلع اشجارهم ونهب ثرواتهم المائية والزراعية والمعدنية.{nl}نتعاطف بشدة مع الضحايا من الاطفال، وندين عمليات قتلهم، ونأمل ان يتعاطف العالم مع اطفالنا سواء الذين ذبحتهم الطائرات والدبابات الاسرائيلية في الماضي او الذين ستذبحهم في المستقبل القريب منه والبعيد تحت عنوان كاذب ومضلل وغير انساني بل وغير اخلاقي اسمه 'الاعمال الدفاعية الجراحية للجيش الاسرائيلي' حسب آخر جملة منحوتة في قاموس نتنياهو الارهابي.{nl}كل شيء في الشرق الأوسط ينتظر...{nl}بقلم: ماجد كيالي عن الحياة الجديدة{nl}لا شيء يقيني في الشرق الأوسط بعد الثورات العربية، فكل شيء سينتظر، وكل شيء قد يتغيّر، من المشاريع إلى السياسات إلى التفاعلات. هذا ينطبق على تشكّلات النظام الإقليمي العربي، كما على تفاعلات القوى الدولية والإقليمية والمحليّة، بدءاً من الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين وصولاً إلى إيران وتركيا وإسرائيل. الشيء اليقيني الوحيد، ربّما، هو أن هذه المنطقة لن تعود كما كانت من قبل.{nl}ما ينبغي الانتباه إليه جيداً هنا هو أن الانتظار ليس دلالة على سكون أو جمود، فكلّ هذه الأطراف مشغولة ومهمومة، في هذه المرحلة، بنسج التفاعلات والعلاقات التي تمكّنها من تعظيم مكانتها، أو تفويت التداعيات السلبية الناجمة عن التحوّلات الجارية، في هذه المنطقة، على دورها ومصالحها.{nl}ثمة انتظارات رئيسة، مع توقّعات وتحديات ومخاطر وآمال، ستؤثّر كثيراً في مستقبل الشرق الأوسط للعقود المقبلة. ففي الغضون ثمة الفلسطينيون مضطرّون للانتظار، وكذا الأكراد، والسوريّون واللبنانيون والعراقيون والأردنيون والدول الخليجية أيضاً.{nl}فمن جهة الفلسطينيين ثمة عالم جديد يتشكّل أمامهم، بعد التغيير في مصر، وبالأخصّ بعد ما يجري في سورية. وإذا كان التغيير في مصر يؤثّر فيهم من الناحية السياسية العمومية، فإن التغيير في سورية وحده الذي يؤثّر فيهم مباشرة، حتى من ناحية التفاصيل، وهذا يشمل كياناتهم السياسية (المنظمة والسلطة والفصائل)، وعلاقاتهم البينيّة، وشعاراتهم، وشكل كفاحهم من أجل تحقيق أهدافهم.{nl}فوق ذلك، فإن الفلسطينيين يميلون إلى الانتظار وتأجيل الحسم في ما يتعلّق بملفّات المصالحة وإعادة بناء منظمة التحرير والانتخابات، كما في شأن العلاقات الصراعية أو التعايشية أو التفاوضية مع إسرائيل. وعلى ذلك فليس من قبيل الصدف تعثّر عملية المصالحة، ذلك ان «حماس» تنتظر مآلات «الربيع العربي»، و «فتح» كذلك، ولا يمكن إجراء الانتخابات أو إعادة بناء المنظمة في ظروف دولية وعربية ومحليّة لم تستقرّ بعد.{nl}أما بالنسبة إلى حلّ الدولة المستقلة في الضفة والقطاع، وفق خيار التفاوض أو التسوية، الذي تم انتهاجه، طوال عقدين، فلا يبدو أن إسرائيل مستعدّة لتقديمه إليهم في ظلّ هذه الأوضاع المتغيّرة، وضمنه في ظل تحوّلها إلى دولة أكثر يمينية ودينية وعنصرية واستعمارية؛ أكثر من أية فترة في تاريخها.{nl}في هذا الخصوص تحديداً يمكن الاستنتاج، ومن وجهة نظر إستراتيجية ومستقبلية، أن من مصلحة الفلسطينيين التشبّث بموقفهم الرافض للمفاوضات في ظل هذه الشروط الإسرائيلية، ومواكبة التحوّلات المقبلة مع «الربيع العربي»، لأن هذه التحوّلات هي التي يمكن أن تغيّر المعطيات المجحفة والمهينة التي تأسّست عليها عملية التسوية، وهي التي يمكن أن تضع إسرائيل في حجمها الحقيقي.{nl}السوريون، أيضاً، هم على موعد مع المستقبل، ومعضلة هؤلاء أن التغيير في بلدهم، وضمنه إعادة بناء الدولة في سورية، يساهم مباشرة في تغيير وجه الشرق الأوسط، وفي إحداث تغييرات في هيكليات النظام الإقليمي العربي وسياساته وتفاعلاته، ويؤثّر في كثير من القضايا والملفّات في هذه المنطقة، ولا سيّما في الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين. وعلى المستوى الإقليمي، فإن التغيير في سورية ستكون له تداعياته على مداخلات أو تفاعلات القوى الإقليمية، في الشرق الأوسط، أي على إسرائيل وعلى مجمل مداخلات الصراع العربي - الإسرائيلي، كما على تركيا وشكل تعاطيها مع الواقع العربي، فضلاً عن تداعياته الكبيرة على إيران وشكل وجودها في الشرق الأوسط.{nl}هذا يفسّر احتلال ثورة السوريين مكانة مركزية في هذه المنطقة، فبناءً على توجّهاتها سيتم التقرير في شأن التحدي المتعلّق بقيام الدولة، أي دولة المؤسسات والقانون، والتحدّي المتعلّق بإمكان الخروج من الانتماءات والعصبيات المذهبية والطائفية والإثنية والعشائرية والمناطقية إلى فضاء المواطنة ومجتمع المواطنين والدولة الوطنية، كما بشأن تحدّي التحوّل نحو الديموقراطية كشكل لإدارة التعايش بين مختلف المكوّنات والتيارات والأطياف في المجتمع والدولة السوريين.{nl}فوق ذلك، فإن نتائج الثورة السورية ستقرّر في كيفية التعاطي مع أحد مكوّنات الشعب السوري، والمتمثّل في وجود مجموعة قومية هي الأكراد، وبشأن ما إذا كان سيتم فتح صفحة جديدة في تاريخ هذه المجموعة التي طالما عانت من ظلم التاريخ والجغرافيا والسياسة والتجاذبات الإقليمية، فهؤلاء ينتظرون مستقبلهم، أيضاً، الذي يظهرون فيه كشعب، ويصنعون فيه تاريخهم وهويتهم الوطنية.{nl}وبديهي، فإن تطورات الثورة السورية سيكون لها شأنها، وكلمتها، بشأن الصراع العربي - الإسرائيلي، وبما يخصّ كيفية التعاطي مع التحدّي الذي تمثّله إسرائيل في هذه المنطقة، فثمة لسورية أراضٍ محتلّة، وفيها تقطن كتلة كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين.{nl}من جهتها، فإن الأردن ودول الخليج العربي تقف في حالة قلق وانتظار، أيضاً، لما قد تسفر عنه التحوّلات في سورية، مع انعكاس ذلك على تحجيم نفوذ إيران؛ فضلاً عن انتظارها نتائج المواجهة الدولية في موضوع الملف النووي الإيراني.{nl}وربما أن من مصلحة هذه الدول التعامل في شكل جدّي مع مسألة الشرعية وحقوق المواطنة ومصالح المواطنين، للتأسيس لحقبة دستورية جديدة، وصوغ عقد اجتماعي جديد.{nl}وبالنسبة إلى لبنان، الذي طالما عانى جراء الحروب الأهلية والانقسامات الطائفية والمداخلات السورية والنفوذ الإيراني المباشر، فهو، أيضاً، يقف في الانتظار، وكله توق للانعتاق من هذا الواقع الجغرافي والسياسي الذي فرض عليه.{nl}ولعل الأمر ذاته ينطبق على العراق، أيضاً، الذي لم يستطع، مع كل الأسف، تحقيق النموذج المفترض للدولة الديموقراطية، فهو تخلّص من وصاية سلطة الاستبداد العائلية، العسكرية، لكنه وقع أسير سلطة استبدادية مذهبية وميليشيوية، وهو تحرّر من الجيوش الأميركية، إلا انه بات رهناً لنفوذ الدولة الإيرانية؛ هكذا فالعراق مثل لبنان ينتظر ما سيحدث في سورية وفي إيران.{nl}لماذا تخاف دول الخليج من الإخوان المسلمين ؟{nl}بقلم: إبراهيم أبو عواد عن القدس العربي{nl}إن المجتمعات الخليجية لا زالت محصورة في دائرة الخوف، الخوف من الخارج والداخل على حَدٍّ سواء. وعقدةُ الشعور بالنقص المسيطرة على مراكز صنع القرار الخليجية لا تزال تتحكم في رسم السياسات. فصانعُ القرار يُدرك ضعفه الشخصي وهشاشة مجتمعه على كافة الأصعدة. {nl}وحينما ينظر إلى الخارج فإنه يرى إيران كوحش مفترس قادم لابتلاع المنطقة، لذا يحتمي بأمريكا ويستقطب قواعدها العسكرية من أجل توفير الحماية. كما أنه ـ في الوقت ذاته ـ يخشى تخلي الأمريكان عنه وقطع الحبل به، أو توصل أمريكا وإيران إلى صيغة توافقية تكون فيها الضحية هي دول الخليج. {nl}وحينما ينظر إلى الداخل فإنه يخشى تحركات الشارع أو ثورة الشعب لأي سبب كان. وهذا الرعبُ المتواصل _ خارجياً وداخلياً_ يُقحم دوائر صنع القرار بأكملها في حسابات كابوسية، خصوصاً أن المجتمعات الخليجية لا تتمتع بأنظمة سياسية متجذرة، ولا تملك مؤسساتٍ عسكرية أو مدنية قوية، أو قواعد عمل سياسي منظَّم، أو بنية اجتماعية متماسكة. فهي مجتمعات في مهب العاصفة على الدوام بسبب ضعفها الذاتي، وسيطرة الخوف عليها، والذي يمنعها من التحرك بثقة نحو المستقبل. كما أن منطقة الخليج بأسرها قد وقعت منذ زمن بعيد ضحيةً لما يُمكن تسميته 'لعنة النفط'. فالنفط ـ هذه النعمة العظيمة ـ قد صارت نقمةً بسبب سوء التصرف الذي أدى إلى تكالب القوى الكبرى على المنطقة، حيث تصول وتجول دون رادع.{nl}والإشكالية الكبرى في النسق السياسي الخليجي تتجلى في التعامل مع المشكلات عبر إغداق المال وشراء ولاء الآخرين، وليس حل هذه المشكلات جذرياً، وصناعة الإنسان القادر على الإبداع، والوقوف على قدميه دون مساعدة أحد، واكتشاف مصادر دخل غير النفط. فهذا التقدمُ الملحوظ في منطقة الخليج هو تقدم وهمي لأنه يعتمد بالكلية على عقول غربية وسواعد أجنبية وليس قدرات أبناء البلد. فعلى سبيل المثال لا الحصر، نجد أن برج خليفة في إمارة دبي (أعلى بُرج في العالم) قد تم تصميمه وبناؤه حسب العقول والطاقات الأجنبية.{nl}والإماراتيون والعرب ليس لهم علاقة بالأمر، لا من قريب ولا بعيد. ومتحف الفن الإسلامي في الدوحة قد صَمَّمه المعماري إيو مينغ بي (أمريكي من أصل صيني). حتى إن الساعة العملاقة في مكة المكرمة قد تم صنعها في ألمانيا. إذن، نحن أمام معضلة حقيقية، ونهضة براقة لكنها مخادِعة. لذلك أَطلق الروائي الراحل عبد الرحمن منيف على المدن التي أنشأها النفطُ لا العقلُ العربي اسم ' مدن الملح' في إشارة إلى التبخر والتلاشي .{nl}وهذا الضعف المتجذر في المجتمعات الخليجية ـ فوقياً وتحتياً ـ جعل حكامَها مقتنعين بأن عروشهم غير راسخة، ويمكن أن تزول بسهولة بسبب غياب المناعة الداخلية وعدم التمتع بالحصانة الرادعة. ومن هنا بدأ البحث عن العدو الذي يمكنه تهديد وجود الأنظمة السياسية في الخليج عدا إيران وأمريكا.{nl} وبالطبع كان هذا العدو هو جماعة الإخوان المسلمين لأسباب كثيرة من أبرزها:{nl}[1] إن 'الإخوان' هي الجماعة السياسية الأولى في العالَم الإسلامي برمته، وأذرعها ممتدة في دول كثيرة. وهي تملك رصيداً في ممارسة العمل السياسي لا تملكه جميع دول الخليج مجتمعةً. فالإخوان المسلمون يمارسون السياسة قبل ظهور النفط. وبعبارة أخرى، إن 'الجماعة' كانت منخرطة في التنظير السياسي والعمل الحزبي والمشاركة الاجتماعية عندما كان أهلُ الخليج يمارسون مهنة صيد اللؤلؤ، ومزاولة الحرف اليدوية البسيطة. وهذا بحد ذاته يشكل ضغطاً على النظام السياسي الخليجي الذي ما زال يحبو. فالذي لا يملك تاريخاً سياسياً سيشعر بالخوف من الذي يملكه.{nl}[2] إن دوائر صنع القرار الخليجية محصورة في فكرة شيخ القبيلة الذي يُكرِم أتباعه بالمال مقابل الالتفاف حول زعامته، وتقديم الولاء له، والتعهد بحمايته والحفاظ على منصبه. وهذا المنظومة لا تناسب عصرنا الحالي. وفي المقابل نجد أن 'الإخوان ' ـ بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف معهم ـ يبذلون جهوداً حثيثة للتوفيق بين الشريعة والديمقراطية، وبين الأصالة والمعاصرة، آخذين بعين الاعتبار قضايا حساسة مثل حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، وحرية التعبير، ومسألة الأقليات، وقبول الآخر ... إلخ. وهذا الخطاب يُشكِّل تهديداً مباشراً للأنظمة الخليجية المعتمدة على الانغلاق الفكري تحت ذريعة الحفاظ على الهوية والخصوصية. وما يثير العجب أن الأنظمة السياسية في البيئة الخليجية ـ رغم تحجرها الفكري ـ نجدها تفتح البلادَ أمام طوفان العمالة الوافدة من ثقافات مضادة للقيم العربية. وهذا أدى إلى اختلال كارثي في القضية الديمغرافية شديدة الحساسية. حتى إن دولة كالإمارات صار فيها الوافدون أكثر عدداً من الإماراتيين (السكان الأصليين).{nl}[3] إن وصول 'الإخوان' إلى سدة الحكم في أكبر دولة عربية (مصر) سيجعلهم على اتصال مباشر مع أمريكا والاتحاد الأوروبي وباقي القوى العالمية والإقليمية. ودول الخليج تخشى من تعزيز العلاقات الإخوانية _ الأمريكية، أو الإخوانية _ الإيرانية، فيكون الخاسر الأكبر هو الخليج. فالمخاوفُ المسيطرة على صانع القرار الخليجي تجعله يخترع الكوابيس، ويبتكر المؤامرات الافتراضية، ويشك في كل شيء، وفق قاعدة ' كاد المريب أن يقول خذوني'!.{nl}[4] إن دول الخليج حريصة على تفسير الإسلام وفق رؤيتها الشخصية، أي السمع والطاعة العمياء للحاكم (ولي الأمر) لأنه القائم بأمور البلاد والعباد، فالاعتراض عليه أو محاولة نصحه أو نقد أفعاله أو محاسبته، كل هذه الأمور تُعتبر خروجاً على الحاكم، وتُسبِّب فتنةً كبرى. فينبغي التطبيل والتزمير للحاكم بغض النظر عن عدله أو ظلمه. وهكذا انتشر علماء البلاط الذين ترتبط مصالحهم مباشرة بالنخبة الحاكمة. {nl}كما ظهر مبدأ التزاوج بين السُّلطة الدينية والسُّلطة السياسية. وهذا تجلى في العلاقة المتشابكة بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه من جهة وبين آل سعود (العائلة الحاكمة في أغلب الجزيرة العربية) عبر مراحل التاريخ المختلفة. كما أن الحكام قد حرصوا على نيل شرعية دينية من أجل الحصول على قبول الناس وولائهم. فنجد أن الملك الراحل فهد بن عبد العزيز (1920م _ 2005م) قد اتخذ لقب 'خادم الحرمين الشريفين' عام 1986م. وقد سبقه إلى هذا اللقب المماليك المصريون ثم السلطان العثماني سليم الأول. وبروزُ ' الإخوان' كقوة دينية وسياسية تحمل تفسيرها الخاص للإسلام سيسحب البساطَ من تحت أقدام حكام الخليج، ويُهدِّد منظومتهم الفكرية المعتمدة على تفسير منغلق للإسلام. ولَيْتَ الحاكم الخليجي قد سار على قاعدة معاوية بن أبي سفيان ـ على أقل تقدير ـ حينما قال: ((إني لا أَحول بين الناس وألسنتهم ما لم يَحولوا بيننا وبين مُلكنا)) .{nl}[5] إن أهم دولتين خليجيتين (السعودية وقطر) تريدان زعامةَ العالَم العربي بعد الثورات التي أطاحت بأنظمة الاستبداد. فمصر بحاجة إلى وقت كي تقف على قدميها وتعود إلى قيادة الأمة العربية، وسوريا غارقة في الدماء. لذا فالجو مناسب لاضطلاع هاتين الدولتين أو واحدة منهما بمركز القيادة. وفي واقع الأمر فهما اللتان تديران الجامعة العربية في الوقت الراهن، وترميان بكامل ثقلهما خلف الثورة السورية. فهما تناديان _علانيةً _ بضرورة تسليح المعارضة السورية، كما أن ملك السعودية قد انتقد مجلس الأمن الدولي في فترة سابقة. وهذه اللهجة غير معهودة في الدبلوماسية الخليجية، مما يدل على السعي الدؤوب لقيادة الأمة العربية. ولا توجد قوة يمكن أن تنازعهما على القيادة غير 'الإخوان' أصحاب الامتداد التاريخي والجغرافي، لذلك يُنظَر إليهم على أنهم تهديد لطموح دول الخليج في بسط نفوذها عربياً وإقليمياً.{nl}طلاسم التوجهات حيال الملف الإيراني النووي{nl}بقلم: خالد عباس طاشكندي عن المدينة السعودية{nl}كَثُرَتْ الآراء والتحليلات والاستطلاعات عن توجهات قوى الصراع حيال الملف الإيراني النووي والاحتمالات المتباينة عن قرب وقوع ضربة عسكرية وشيكة على منشآتها النووية، هذه الغزارة في الطرح الإعلامي المتباين خلقت ضبابية في الرؤية حول حقيقة توجهات قوى الصراع وجعلت من الطروحات المتنوعة في هذا الشأن مادة صعبة الهضم بل وأشبه بطلاسم الشعوذة التي يصعب استيعابها وفك رموزها إلا من خلال متابعة مستفيضة عن مكامن هذه الرؤى والربط بينها.{nl}ما طرحته كبرى الصحف الأمريكية مؤخرًا من تقارير منذ مطلع شهر مارس الجاري، يعكس صورة نمطية عن تشعب كبير وانقسام في الآراء حول قضية الملف النووي الإيراني وتزايد احتمالات الحرب مع اقتراب البرنامج الإيراني من مرحلة "الحصانة"، والتي يصل فيها تخصيب اليورانيوم إلى الدرجة التي يصعب معها ضرب المنشآت النووية لما فيها من خطورة بيئية بالغة على مستوى العالم واحتمالية قدرة إيران على تصنيع قنبلة نووية ترد بها على أي ضربة استباقية.{nl}التصور العام يوضح بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يقع تحت ضغوطات شديدة من قبل إسرائيل والمحافظين الأمريكيين إلى اتخاذ موقف أكثر تشددًا على إيران، دفعه إلى التصريح مؤخرًا في الحوار الذي أجراه معه الصحفي الأمريكي جيفري جولدبيرغ في صحيفة الأتلانتيك قبل الاجتماع الدوري مع منظمة الأيباك اليهودية بأن "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة"، وهي وسيلة دبلوماسية للقول بأن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام القوة لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية.{nl}وبالتالي وضع الرئيس الأمريكي بحسب تصريحه ذي التهديد المبطن خيار "الردع" على الملأ، وهو الأمر الذي جاء مغايرًا لما انتهجه في السنوات الماضية بالعمل على فرض عقوبات اقتصادية رادعة على إيران باعتباره مسبقًا بأن هذا النهج هو الأكثر منطقية في التعامل مع الملف النووي الإيراني، وبالتالي كان تصريحه الأخير بمثابة مؤشر خطير نحو تغيير في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ويثير احتمال نشوب حرب أمريكية مع إيران، وربما هذا التوجه الحديث يقضي أيضًا على فرص وقوع "ربيع فارسي" محتمل تحت ظروف وتبعيات العقوبات الاقتصادية.{nl}ومن جهة أخرى، نجد أن آراء الصحافة الإسرائيلية بشكل عام توضح بأن منهجية السياسة الأمريكية تجاه العديد من البرامج النووية "غير الودية" حول العالم مثل كوريا الشمالية والهند والباكستان والاتحاد السوفيتي، وعلى الرغم من تهديدها لمصالح الولايات المتحدة، إلا أنها لم تدفعها إلى مجابهتها وإيقافها عسكريًا، بالإضافة إلى النجاحات الأمريكية المسجلة في التعامل والتعايش مع الملف الباكستاني النووي على الرغم من تغلغل القاعدة هناك، وهو ما دفع الكثيرين إلى التساؤل عن الأسباب والفوارق الجوهرية لدى واشنطن التي تجعل من طموحات إيران النووية سببًا في شن الحرب عليها؟! هذه الطروحات والتساؤلات توحي بعدم ثقة الرأي الإسرائيلي العام حول جدية الولايات المتحدة في عرقلة البرنامج النووي الإيراني من خلال العمل العسكري.{nl}مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية سلّطت الضوء على الحوار الصحفي الذي أجرته (أتلانتيك) مع الرئيس أوباما مطلع الشهر الجاري، ومن أبرز ما طرحته هو رؤية الرئيس أوباما للنظام الإيراني بأن لديه رغبة أكيدة في البقاء، وهو الأمر الذي يدفع الإيرانيين مع الوقت نحو اتخاذ قرارًا "براجماتيًا" أو أكثر واقعية لتجنب تدميرهم، وكانت أكبر مخاوف الرئيس أوباما تدور حول إمكانية دخول المنطقة التي صنفها على أنها الأكثر اضطرابًا في العالم، في مرحلة سباق للتسلح النووي في حال نجاح البرنامج الإيراني النووي في الوصول لأهدافه.{nl}وكان اللقاء الصحفي الذي أجراه جولدبيرج مع الرئيس أوباما، وهو صحفي "أيباكي الميول" يتوافق في طروحاته مع أهداف جمعية الـ"أيباك" التي تهدف لتحقيق الدعم الأمريكي لإسرائيل، حامت الأسئلة فيه حول مدى جدية الضمانات وقدرة الرئيس أوباما على وقف البرنامج النووي الإيراني، وبدا مجمل الحوار والإجابات وكأنه محاولة لإقناع المسؤولين في إسرائيل بتأجيل أي ضربة محتملة في الشهور القليلة المقبلة، وبرر الرئيس أوباما نجاح العقوبات بأنه قبل ثلاث سنوات عند وصوله لسدة الرئاسة، كانت إيران متحدة حيال موقفها من إكمال برنامجها النووي، بينما كان المجتمع الدولي منقسمًا حول كيفية التعامل مع الموقف، والآن وبعد مضي ثلاث سنوات أصبح العالم أكثر توحدًا تجاه وقف البرنامج النووي الإيراني، وفي المقابل انقسم الرأي الإيراني الداخلي نتيجة العقوبات التي فرضت عليه.{nl}ولكن هناك اتهامات من قبل المحافظين الأمريكيين بأن إستراتيجية الرئيس أوباما الحقيقية هي إحباط أي هجوم إسرائيلي مرتقب على إيران قبل انتخابات نوفمبر الرئاسية، أي بمعنى آخر أن فتح جميع الخيارات نحو "ردع" البرنامج النووي الإيراني هي مجرد "مناورة" لكسب مزيد من الدعم في الانتخابات الرئاسية القادمة، إلا أن هذه الادعاءات يصعب الإقرار بها في ظل العديد من المعطيات الأخرى التي تشير إلى أن شريحة كبيرة من الناخبين لا تؤيد الحرب.{nl}لذلك الصورة الحقيقية عن احتمالية وقوع حرب في المنطقة غير واضحة المعالم، حتى وإن كانت آخر استطلاعات الرأي أظهرت تقلص في احتمالية نشوب حرب على إيران في 2012 خاصة مع آخر الأخبار عن عودة إيران لطاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي، ولكن مازال العمل الدبلوماسي متذبذبًا أمام المخاوف الإسرائيلية والمخاوف من ردة فعلها.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/03-2012/عربي-67.doc)