تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء عربي 68



Haidar
2012-03-24, 11:35 AM
أقلام وآراء{nl}التحقيق في انتهاكات الاستيطان .. إدانة لإسرائيل{nl}بقلم: اسرة التحرير، عن الدستور الاردنية{nl}يشكل تبني مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، ولأول مرة قراراً بتقصي انتهاكات الاستيطان لحقوق الشعب الفلسطيني في الاراضي الفلسطينية المحتلة.. تأكيداً من الأمم المتحدة، بأن المستوطنات الاسرائيلية غير شرعية، وتشكل ضرراً بالغاً.. واعتداء خطيراً على الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية للشعب الفلسطيني.{nl}إن أهمية هذا القرار والذي وافقت عليه “36” دولة، ولم تعارضه الا الولايات المتحدة الاميركية، أنه يجيء في ذروة النشاط الاستيطاني، وخاصة في منطقة القدس المحتلة، وبعد رفض حكومة العدو وقف هذا الاعتداء السافر، كونه يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، ولشرعة حقوق الانسان، ولاتفاقيتي جنيف ولاهاي اللتين تحظران اجراء أي تغيير على جغرافية وديمغرافية المناطق المحتلة.{nl}وفي هذا الصدد، لا بد من الاشارة الى ان العدو الصهيوني، رفض الالتزام بخريطة الطريق، وتفاهمات أنابوليس، وبيانات “الرباعية”، وكلها تدعو، وتؤكد ضرورة وقف الاستيطان كسبيل وحيد لانجاح المفاوضات، والوصول الى حل سلمي للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، وفقاً للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية، وتدعو لانسحاب اسرائيل من كافة الاراضي المحتلة عام 1967، وقيام الدولة الفلسطينية في حدود الرابع من حزيران، وعاصمتها القدس الشريف..{nl}لقد استغل العدو مفاوضات السلام، ولمدة عقدين من الزمان، لتكريس الأمر الواقع، حيث استولى على اكثر من نصف اراضي الضفة الغربية، و86% من اراضي القدس العربية، وجاء اقامة جدار الفصل العنصري ليصادر 10% من الاراضي العربية. هذا بالاضافة الى جرائم التطهير العرقي التي بلغت ذروتها في المدينة المقدسة، سواء من خلال هدم المنازل، او مصادرة هويات العرب المقدسيين “14 ألف بطاقة” أو هدم الابنية الوقفية، وتجريف المقابر الاسلامية.. لتؤكد ان العدو ليس معنيا بالمفاوضات، ولا بالسلام، وانما معني فقط بتحقيق اهدافه التوسعية، والتي تقوم على تهويد القدس، وتحويل الشعب الفلسطيني الى أقلية تعيش على “ارض اسرائيل”.{nl}إن الملفت للنظر ان واشنطن هي الدولة الوحيدة التي عارضت القرار، وهذا يؤكد انها لا تزال مصرة على دعم الاحتلال، ودعم الاستيطان, وهذا يخالف كونها الدولة الوحيدة الوسيطة في الصراع، ويؤكد ازدواجية مواقفها، وانها لا تزال تكيل بمكيالين.. ما يحفز العدو على رفض الامتثال للقانون الدولي، والتهرب من الالتزام بشروط واشتراطات السلام.{nl}مجمل القول : إن اجراء تحقيق دولي حول انتهاكات المستوطنات للحقوق المدنية الفلسطينية، يعتبر قراراً مهماً وخاصة في هذا الوقت بالذات، في ظل النشاط الاستيطاني الذي يقوم به العدو، ورفضه الامتثال للقانون الدولي، ويصر على تكريس الامر الواقع وتغيير طابع القدس العربي - الاسلامي، وتحويلها الى مدينة توراتية بأغلبية يهودية.. آملين ان تستغل المجموعة العربية هذا القرار التاريخي، ليصار الى كشف جرائم العدو ومخططاته التوسعية التهويدية التي تعمل واشنطن وحلفاؤها على ابقائها بعيدة عن الأضواء.{nl}__________________ ______________________________ ____________________________{n l}المصالحة الفلسطينية : خطوة للأمام ... عشرة للوراء{nl}بقلم: عريب الرنتاوي، عن الدستور الاردنية{nl}تستعيد الساحة الفلسطينية هذه الأيام، لغة انقساماتها الأولى...حرب البيانات والاتهامات بين الفصيلين الرئيسين: فتح وحماس، تبلغ ذروة غير مسبوقة منذ اندلاع الجدل حول “جولدستون” و”وثائق المفاوضات الفلسطينية”...رموز من فتح تتهم حماس (فرعها الغزّي) على وجه الخصوص، بالانصياع لأجندة إيرانية رافضة للمصالحة الوطنية....رموز من حماس، تتهم السلطة والرئاسة، بالتآمر على غزة وحكومة حماس فيها...وأزمة الكهرباء والمحروقات في القطاع المحاصر والمجوّع، تسهم في “كهربة” الأجواء وتسميمها، و”تحرق” ما وصف بأنه أفضل فرصة لإتمام المصالحة، بعد اتفاقات القاهرة واجتماعاتها، وفي ضوء إعلان الدوحة وتوافقاته.{nl}لكأننا نمضي خطوة للأمام، كي نعود عشر خطوات للوراء، بخلاف دارج القول: “خطوة للخف كانت..من أجل عشر للأمام”...لكأنه يُراد للشعب الفلسطيني في الوطن المحتل والمحاصر، وفي الشتات والمنافي، أن يظل أسير مناخات الأزمة والانقسام والإحباط واليأس...فتكون النتيجة، أن هذا الشعب يوسع دائرة “النأي بالنفس” عن فصائله وقياداته، ويشرع بالانفضاض من حول الفصيلين الرئيسين بشكل خاص، من دون أن تلوح في الأفق، وهذا هو الجانب الأخطر من المسألة، بوادر نهوض جديد، لطرف ثالث أو قطب جديد.{nl}في مثل هذه المناخات المريضة، تنتعش دوماً الأصوات النشاز، ويجد “نهّازو الفرص” و”الناعقون في الخراب” ضالتهم المنشودة، فيبدأون بإشعال حملات التحريض والفرقة والانقسام، ويخرجون ألسنتهم التي لم تعتد الحديث بطيب الكلام، ليقولوا لنا: ألم تروا؟...ألم نقل لكم؟...”ذنب الكلب أعوج حتى وإن وضع في قالب مستقيم لمئة عام”...هؤلاء مبثوثون على ضفتي الانقسام الفلسطيني، هؤلاء يرتبطون بشبكة مصالح أنانية وانتهازية ضيقة، نمت على جذع الانقسام اليابس، ولا تتغذى إلا بالطحالب والأعشاب والعوالق التي تحيط به.{nl}والمؤسف حقاً، أن هؤلاء، وهؤلاء فقط، هم من يتصدر المشهد الخطابي والإعلامي الفلسطيني هذه الأيام، بعد أن غاب صوت العقل والحكمة و”المصالح العليا” الذي جاء باتفاقات القاهرة وتفاهمات الدوحة، مخلياً الساحة مجدداً، لصوت المصالح الأنانية، فردية وفصائلية، وصوت الأمر الواقع الذي يراد تأبيده وإدامته، لكأنهم يريدون لفلسطين أن تكون شرقية وغربية، على طريقة باكستان الشرقية والغربية، قبل أن ترى بنغلاديش النور، مع الاعتذار من الباكستان والباكستانيين، فكل المساحة التي يقتتل فوقها الإخوة الأعداء، بكل سكانها، لا تعادل ضاحية من ضواحي إحدى المدن الكبرى في البلد الإسلامي الشقيق.{nl}أين الرئيس محمود عباس...نحن لا نسمع له صوتاً قوياً لوقف هذا الانحدار والتراجع عن روح القاهرة ونصوص الدوحة...لا نرى له مساهمة جوهرية في معالجة “ظلام غزة وبؤسها”...أين رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل...أين دوي صوته المجلل ذوداً عن المصالحة ودفعاً باتجاه الوحدة وترتيب البيت...نحن لم نعد نسمع منه سوى تصريحات دبلوماسية على هامش زيارة لهذه العاصمة أو لقاء رفيع في تلك....أين قناة عباس – مشعل وكيمياء الرجلين التي قلنا فيها أنها ضمانة المصالحة ورافعة الوحدة...هل تعطلت الكيمياء وسدت القنوات، وتباعدت المسافات...هل سيطرت قوى الانقسام والاتهام والتنابذ على آليات صنع القرار هنا وهناك...هل تبدلت موازين القوى في رام الله وغزة (بعد دمشق)...ما الذي يجري، ولماذا التلكؤ عن إدراك ما يمكن تداركه ؟!.{nl}لا بد من مبادرة إنقاذية، تبدأ بوقف التدهور واستعادة زخم المصالحة المفقود...لن ننتظر كوفي عنان ليفرغ من مهمته السورية، حتى يتفرغ لمهمة فلسطينية في “التقريب” بين الإخوة الأعداء...ولهذه المبادرة الحيوية والملحة، مساران متوازيان: الأول، ويتمثل في إعادة تفعيل قناة عباس – مشعل، فوراً ومن دون إبطاء...فلا داعي أن تكون لقاءات الرجلين على طريقة “القمة العربية”، وهما ليسا بحاجة لكل هذه التحضيرات الشاقة والمعقدة، وليس مطلوباً من كل لقاء أن ينتهي إلى اختراق...تواصل اللقاءات واستمرارها ودوريتها، كفيل بتذليل كافة العراق.{nl}أما المسار الثاني، والذي ستترتب عليه نتائج إيجابية ومضمونة، ولكن على المدى المتوسط والبعيد، وليس المباشر من أسف، فهو مسار الشارع وحراك قواه الشبابية الضاغط باتجاه الوحدة وإنهاء الانقسام وتفعيل الحركة الوطنية الفلسطينية وإصلاح هياكلها وتبني استراتيجيات مُقاوِمة في مواجهة الاحتلال والاستيطان والجدران.{nl}كان من المفترض أن يشهد أيار / مايو المقبل، إجراء انتخابات فلسطينية عامة، رئاسية وتشريعية و”مجلس وطني”...سنكون محظوظين، إن جاء موعد ذاك الاستحقاق، وقد نضجت الظروف لإجراء لقاء نوعي جديد بين فتح وحماس، عباس ومشعل، فأي عبث هذا؟{nl}______________________ ______________________________ ______________________{nl}غزة بين ثلاثة حصارات{nl}بقلم: رشيد حسن، عن الدستور الاردنية{nl}لم تعد غزة تعاني من الحصار الصهيوني الظالم ، منذ أكثر من خمس سنوات، بل تعاني أيضا من الحصار المصري ، وحصار الخلافات بين فتح وحماس..!! {nl}العدو الصهيوني يرفض رفع الحصار.. ويرفض أن يستجيب لقرار مجلس الامن 1516. ويرفض نداءات أمين عام الأمم المتحدة والدول الاوروبية ، وقبلها العربية والاسلامية.. الخ، ويصر على التمسك بهذا الحصار اللانساني ..لارغام الشعب الفلسطيني في القطاع، على الاستسلام ، ورفع الراية البيضاء.. وقد حكم عليه بالموت البطيء.. وحين فشلت خطته ، وستفشل حتما في ظل ارادة هذا الشعب العظيم، حيث تأبى ارادته الانكسار، لجأ الى تصعيد عدوانه الآثم على القطاع، وضرب المواطنين الابرياء.. الاطفال والنساء والشيوخ ، وهدم البراكيات على رؤوس ساكنيها بالصواريخ وقذائف الدبابات والاسلحة المحرمة ، جاعلا من القطاع المحاصر “310 كيلومترات مربعة” ميدان للرماية الحية ، وميدان لتجربة اسلحته الحديثة. {nl}رد المقاومة رغم اسلحتها البدائية ، أرعب العدو .. وأجبر أكثر من مليون مستوطن النزول الى الملاجئ، وأجبر حكومة المتطرفين الصهيانة اغلاق مطار ابن غوريون ، وتعطيل الدراسة الجامعية والمدرسية في كافة مدارس جنوب فلسطين المحتلة. {nl}ورغم ان اسباب الحصار الصهيوني معروفة، الا أن حصار الأشقاء المصريين لم تزل أسبابه غير معروفة ، وتشكل صدمة عنيفة للشعب الفلسطيني ،وللأمة كلها، خاصة بعد ثورة 25 يناير المجيدة ، التي تفاءلوا بها كثيرا ، ولا يزالون ، لأنها في تقديرهم جاءت ردا على سياسة مبارك المتواطئة مع الاحتلال الصهيوني ، والتابعة لواشنطن، ونذكر هنا بتصريحات الاخوان المسلمين والفعاليات المصرية، التي انتقدت مبارك خلال عدوان اسرائيل على غزة 2008، وطالبت حينها برفع الحصار، وتزويد القطاع بكل ما يحتاج عن طريق معبر رفح ممباشرة.. وذهب مبارك وبقيت سياسته، وبقي الحصار المصري ، ولم يتغير شيء، رغم ان الاخون المسلمين والسلفيين يعتلون اليوم المسرح السياسي المصري، ويشكلون الاغلبية في مجلس الشعب، وفي مجلس الشورى..!! ما يعني أن الثورة المصرية لم تزل رهينة سياسة مبارك، وما زالت العلاقات المصرية الاسرائيلية راسخة ، ثابتة كما رسمها وقررها العهد البائد.. ولم تقم بعد بالخروج من مربع الهزيمة ، ما يفرض على جماهير الثورة ،ان تبادر الى تجديد هذه الثورة من جديد.. لكسر اغلال “كامب ديفيد”... وكسر اغلال التبعية لواشنطن.. واعادة الكرامة لمصر وللشعب المصري العظيم. {nl}أما الحصار الثالث .. فهو بفعل فلسطيني.... نتيجة الخلافات بين “فتح وحماس” وفشلهما حتى الأن في تحقيق المصالحة ، والخروج من مربع المحاصصة والفئوية والحزبية الضيقة {nl}وفي هذا المقام لا نجد أفضل من اعادة ما قالته تلك السيدة الغزية ، الواقفة في طابور طويل أمام احدى الكازيات لمراسل “ام. بي.سي””اوجه كلامي لعباس وهنية ..اذا كنتما غير قادرين على توفير الكهرباء والوقود ومستلزمات الحياة لاهالي غزة..فمن فضلكما اتركا الامر لغيركما” {nl}باختصار ....كلام ليس مثله كلام .. ويغني عن كل كلام.{nl}_____________________ ______________________________ _______________________{nl}انه يار مؤسف للمصالحة الفلسطينية{nl}بقلم: اسرة التحرير، عن القدس العربي{nl}تشهد الساحة الفلسطينية هذه الايام حربا كلامية غير مسبوقة بين حركتي 'فتح' و'حماس'، قطبي المعادلة السياسية الفلسطينية الابرز، بلغت ذروتها في المسيرات الشعبية الضخمة التي رتبتها الحركة الاسلامية في قطاع غزة، وشارك فيها عشرات الآلاف تحت عنوان 'جمعة انارة غزة وكشف المؤامرة'.{nl}حركة 'حماس' تتهم السلطة في رام الله، وحسب ما جاء على لسان السيد خليل الحية احد قيادييها، بانها 'تتآمر' مع مسؤولين من اسرائيل وامريكا ودول عربية لتشديد الحصار على قطاع غزة بهدف اسقاط حكومتها، واكد السيد الحية ان حركته لديها وثائق رسمية تدين هذه 'المؤامرة' وستقوم الحركة بنشرها واطلاع الرأي العام الفلسطيني عليها في المستقبل القريب.{nl}حرب الاتهامات بين حركتي 'فتح' و'حماس' ليست جديدة، ولكن الجديد هذه المرة انها تنفجر بعد اسابيع معدودة من توقيع الجانبين اتفاق الدوحة الذي يكرس المصالحة بينهما، وينص على تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة محمود عباس زعيم حركة فتح، ورئيس السلطة.{nl}قطاع غزة يعاني منذ اسابيع من ظلام دامس، وشلل في الحياة اليومية، بسبب انقطاع الكهرباء نتيجة لانعدام وقود المازوت اللازم لتشغيل محطات التوليد الرئيسية فيه، ومن المتوقع ان يؤدي وصول كميات محدودة منه من اسرائيل عبر معبر ايريز يوم امس الى حل الازمة جزئيا.{nl}لا نعرف ما اذا كانت السلطة 'متواطئة' مع مؤامرة قطع الكهرباء عن مليوني انسان من ابناء القطاع مثلما جاء في خطاب السيد الحية في المسيرات الخمس التي شهدها القطاع امس، ليس لان المتحدث باسم السلطة في رام الله نفى هذا الاتهام، وانما ايضا لان الوثائق التي تدينها اي السلطة لم يتم الافراج عنها حتى الآن.{nl}ما يمكن استخلاصه من الاتهامات والاتهامات المضادة بين الحركتين، ان المصالحة الفلسطينية التي رعتها السلطات المصرية وجرى توقيعها في القاهرة وسط زفة اعلامية انهارت تماما، وان هوة الخلاف بين الحركتين، اي فتح وحماس، اصبحت الآن اوسع مما كانت عليه قبل التوصل اليها.{nl}الشعب الفلسطيني الذي رحب كثيرا بهذه المصالحة، واعتبرها طوق نجاة يضع حدا لحالة الانقسام والتشرذم في الساحة الفلسطينية سيصاب بخيبة امل كبرى من جراء هذا المشهد الفلسطيني الذي يبعث على الاكتئاب.{nl}ولعل ما هو اخطر من كل ذلك ان هذا الشعب، او معظمه، لن يثق في المستقبل باي اتفاقات مصالحة مماثلة، ولن يتعاطى بجدية مع تصريحات المسؤولين في الفصيلين حول اي مصالحة او اجراء انتخابات رئاسية او تشريعية كثمرة لها، مثلما نصت الاتفاقات السابقة.{nl}اي تواطؤ مع الحصار المفروض على قطاع غزة مدان باقوى العبارات واشدها، لان من يعاني من هذا الحصار هم الناس البسطاء، وليس قيادات حركة 'حماس' فقط، ولكن الاتهامات بالتواطؤ يجب ان لا تلقى جزافا ويجب ان تكون مدعومة بالادلة والاسانيد.{nl}صحيح ان السلطة في رام الله تنسق امنيا مع الاحتلال الاسرائيلي، وتواصل المفاوضات السرية والعلنية مع ممثليه، ودون الرجوع الى اي مرجعية مؤسساتية فلسطينية، ولكن الصحيح ايضا ان حركة 'حماس' تصالحت مع هذه السلطة وهي ترتكب هذه الخطايا في وضح النهار.{nl}قلنا دائما ونكرر للمرة المئة، ان المصالحة بين حركتي 'فتح' و'حماس' مجرد وهم، وفي افضل الاحوال 'ورقة' يستخدمها الفريقان من اجل المناورة، والخروج من 'مأزق ما' ولخديعة الشعب الفلسطيني في نهاية المطاف.{nl}المصالحة بين 'فتح' و'حماس' مثل خلط الزيت بالماء، ففي نهاية المطاف يظل الزيت زيتا والماء ماء، وليس مهما من هو الزيت ومن هو الماء.{nl}____________________ ______________________________ _______________________{nl}حذا ء اسماء الاسد{nl}بقلم: عبد البارس عطوان، عن القدس العربي{nl}لا نعرف ما هو الضرر الذي سيلحق بالسيدة اسماء الاسد زوجة الرئيس السوري اذا مُنعت من دخول دول الاتحاد الاوروبي، والشيء نفسه ينطبق على حماتها السيدة انيسة التي لم نسمع او نقرأ انها غادرت دمشق طوال الاربعين عاما الماضية، وربما اكثر. فبعض قرارات الحظر الاوروبية تبدو بلا معنى على الاطلاق.{nl}السيدة اسماء الاسد وجدت نفسها، وبمحض الصدفة زوجة رئيس سورية، وعندما اصبحت كذلك لم يكن زوجها مطلوبا، او مكروها، بل كانت معظم الدول التي تعاديه حاليا يفتخر حكامها بصداقته، ويفرشون له السجاد الاحمر، ويعتبرونه زعيما للممانعة، رغم انهم كانوا يعرفون جيدا انه ديكتاتور، وان سجل نظامه هو الاسوأ في المنطقة العربية، وربما العالم بأسره على صعيد قضايا حقوق الانسان.{nl}زوجة الرئيس السوري التي صدر قرار يحظر دخولها الى الجنة الاوروبية كانت حتى اقل من عام تحتل اغلفة جميع المجلات النسائية العربية، ومعظم الاوروبية، وتدبج المقالات حول اناقتها وجمالها، وتقدم على انها الوجه الحضاري للمرأة العربية الجديدة، ولم يحاول أحد من الذين يطاردون سيدة سورية الاولى ووالداها طلبا للقائها، ان يتوقف لحظة عند ديكتاتورية النظام السوري، وانتهاكه لحقوق الانسان واهانته لكرامة اكثر من عشرين مليونا من مواطنيه.{nl}لا نعرف لماذا تعاقب السيدة اسماء الاسد على وجه الخصوص، فهي ليست جنرالا في الأمن السوري تشرف على تعذيب المعارضين او تصدر الاحكام بإعدامهم، انها لا تستطيع تطليق زوجها او الهرب من سورية لو ارادت الهروب، مما يؤكد ان هؤلاء الذين اصدروا مثل هذا القرار لا يعرفون سورية اولا، ولا يعرفون قوانين الاحوال المدنية ثانيا، ولا احكام الشريعة الاسلامية ثالثا، والاكثر من ذلك يغلقون ابواب النجاة في وجه امرأة، في حال قررت ان تترك زوجها واطفالها، وهذا ما نستبعده كليا.{nl}ربما تكون الرسائل الالكترونية (ايميل) التي جرى تسريبها اخيرا الى بعض الصحف الغربية، ومنها الى نظيراتها العربية، قد كشفت عن استهتار السيدة اسماء بمعاناة الشعب السوري الذي يواجه القتل يوميا، من خلال اقدامها على شراء احذية او مزهريات مرتفعة الثمن، وهذه مسألة قابلة للنقاش على أي حال، لان حمى التسوق هذه كانت موضع اشادة قبل الاحداث الدموية السورية، ولكن لم يتوقف احد، او ربما القلة، عند امور اكثر اهمية وخطورة كشفت عنها الايميلات نفسها، وابرزها غياب دولة المؤسسات في سورية، وتركيز السلطات كلها في يد شخص الرئيس ومجموعة صغيرة من مستشاراته ومستشاريه، الذين يقررون كل شيء دون الرجوع الى اي مرجعية مؤسساتية في البلاد.{nl}' ' '{nl}كنا سندين بشدة مسألة تسريب هذه الرسائل، والسطو بالتالي على بريد الكتروني خاص، حتى لو كان لزعيم ديكتاتور، فهذه سرقة مخالفة للقانون، وتتساوى مع فضيحة التنصت التي هزت الصحف البريطانية التابعة لمجموعة روبرت مردوخ الاعلامية الضخمة، وهي فضيحة طالت تسجيل مكالمات مئات الاشخاص من المسؤولين الكبار، ومشاهير الفن وكرة القدم. وما يجعلنا نتحفظ على الادانة، او مواجهة الحد الادنى من شبهة الدفاع عن نظام ديكتاتوري، ان هذا النظام لم يحترم مطلقا خصوصية الكثير من اصدقائه وخصومه على حد سواء، وكانت عمليات التصوير والتنصت وفبركة الافلام من ابسط ممارسات بعض اجهزته الامنية، فكم من انسان، بمن في ذلك بعض رجالات الحكم، تعرض للابتزاز بسبب هذه الممارسات وغيرها؟{nl}ندرك جيدا ان النظام السوري تجاوز كل الخطوط الحمر في حربه الدموية للسيطرة على الانتفاضة، مثلما ندرك ايضا ان هناك حوالى عشرة آلاف شخص فقدوا ارواحهم برصاص حلوله الامنية، ولكن للحرب اخلاقياتها ايضا، فمشكلة الشعب السوري مع النظام ليست في شراء السيدة اسماء الاسد حذاء بثلاثة آلاف دولار، وانما في ديكتاتوريته ودمويته وقمعه، فهناك آلاف السيدات، خاصة من بنات وزوجات الاثرياء العرب ،والسوريات منهن خاصة، المحسوبات وازواجهن على المعارضة للنظام يشترين احذية بأضعاف هذا المبلغ، ونحن نعيش في لندن ونعرف قصصا يشيب لها شعر معظم ابناء الشعب السوري المحاصرين، او الذين يتعرضون للقصف في حمص وادلب ودير الزور وغيرها، ولا يجدون الماء او الكهرياء او ابسط انواع الدواء لعلاج جرحاهم، او الامان لدفن شهدائهم.{nl}' ' '{nl}نحن هنا لا نتحدث عن زوجات الحكام العرب وبناتهن، كما اننا لا نشير الى بريدهن الالكتروني الخاص، وما يتضمنه من رسائل وصور، وفواتير تسوقهن في لندن وباريس وجنيف، فقط نردد المثل الذي يقول 'عندما تسقط البقرة تكثر السكاكين'.{nl}الشعب السوري الذي يواجه القتل لاكثر من اثني عشر شهرا لوحده، دون ان يتعب او يتراجع مليمترا واحدا في اندفاعاته المشرفة لتقديم التضحيات من دمه وارواحه، يتعرض الى خديعة كبرى من العرب والغرب على حد سواء، فهناك الكثيرون الذين يبيعونه الوهم، ويسطّحون قضيته، ويصعّدون آماله في قرب النجاة على ايديهم، وهنا تكمن الفضيحة الحقيقية، وليس الرسائل او الصورة اليتيمة لامرأة شبه عارية جرى العثور عليها وسط هذا الكم الهائل من الرسائل الالكترونية.{nl}التغيير الديمقراطي الحقيقي سيصل الى سورية حتما في نهاية المطاف، ليس لانه تغيير مشروع، وانما لان الشعب السوري لن يوقف مسيرته وتضحياته حتى يفرضه بكل الطرق والوسائل، مهما كان الثمن، اما من يتوقفون عند حذاء او حقيبة او فرض حظر على امرأة، فهؤلاء لا يمكن ان يفيدوا الشعب السوري او هكذا نعتقد.{nl}____________________ ______________________________ ___________________________{nl }لتأجيل الحرب ثمن أبهظ من شنها{nl}بقلم: عصام نعمان، عن دار الخليج{nl}آخر آراء بنيامين نتنياهو أن لا الديبلوماسية ولا العقوبات الاقتصادية نجحت في كبح تطور البرنامج النووي الإيراني، وأنه “لم يعد في وسع أي منا الانتظار فترة أطول” .{nl}استخدام نون الجماعة في وصف التبرّم بالانتظار ليس دقيقاً البتة لأن جميع قادة الأجهزة الأمنية والاستخبارية في “إسرائيل” يعارضون “خيار” الحرب على ايران . كذلك الولايات المتحدة ودول أوروبا الأطلسية التي نبّهت “إسرائيل” الى العواقب الوخيمة لأي هجوم أحادي على إيران . مع ذلك لا ينفك نتنياهو يلوّح بها بلا توقف . السبب؟{nl}لأن “إسرائيل” تعتمد في هذا المجال سياسة الابتزاز: تدّعي أن وجودها في خطر جرّاء السلاح النووي الإيراني، وتهدد بضربة جوية وصاروخية صاعقة لإيران، وتباشر أيضاَ ضغوطاً شديدة على إدارة أوباما لحملها على اعتماد “خيار” الحرب على إيران . كل ذلك بقصد تخويف المسؤولين الأمريكيين ودفعهم إلى تشديد العقوبات الاقتصادية والمصرفية على طهران بغية تحجيمها سياسياً وعسكرياً، ولشراء قبول “إسرائيل” بالتخلي عن “خيار” الحرب أو تأجيلها لقاء سلسلة تعويضات سياسية واقتصادية وعسكرية، ابرزها:{nl}* وقف الضغط عليها لمعاودة المفاوضات مع الفلسطينيين الذين يشترطون وقف الاستيطان للموافقة على استئنافها .{nl}* تزويدها بأسلحة متطورة ما زالت وقفاً على القوات المسلحة الأمريكية، وفي مقدمها القذائف الخارقة للجدران والتحصينات الخرسانية السميكة القائمة على عمق عشرات الأمتار، وكذلك بطائرات صهاريج لتموين القاذفات الجوية بالوقود على مدى آلاف الكيلومترات .{nl}* الضغط على ألمانيا لتزويدها بغواصة نووية سادسة . وقد استجابت برلين الطلب بإعلانها أنها ستبيع “إسرائيل” الغواصة المطلوبة مع مساهمة في تغطية تكلفتها بما يزيد على 178 مليون دولار .{nl}* تشديد العقوبات الاقتصادية والمالية على إيران وسوريا . وقد بدأ نائب وزير الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات ديفيد كوهين جولة في دول الشرق الأوسط بدأها ببيروت حيث أبلغ المسؤولين فيها تهديداً واضحاً وتشديداً لعدم التعاون والتبادل المالي مع سوريا وإيران، ما أدى إلى وقف مشروع استجرار الطاقة من طهران .{nl}بالتزامن مع استجابتها ابتزاز تل أبيب وتنفيذ مطالبها جميعاً، تحرص واشنطن، من ناحية أخرى، على تسريب معلومات عن تكلفة باهظة للحرب بالمقارنة مع ثمن تجنّبها (أو تأجيلها) . فقد أوردت صحيفة “نيويورك تايمز” أن حرباً افتراضية سرية أجرتها الولايات المتحدة لتقويم آثار أي هجوم “إسرائيلي” على إيران، خلصت إلى اعتبار أن شن هجوم كهذا سيشعل حرباً إقليمية أوسع تضطر أمريكا إلى أن تكون طرفاً فيها . كشفت أيضاً إن الحرب الافتراضية لم تكن تدريباً على الحرب بل تشير إلى مخاطر محتملة لمثل هذا الهجوم . ونقلت عن عدد من المسؤولين الذين لم تكشف أسماءهم ممن هم على اطلاع على الحرب الافتراضية أن “نتائج تلك التجربة الحربية كانت مقلقة للغاية وخصوصاً للجنرال جيمس ماتيس الذي يقود جميع القوات الأمريكية في الشرق الأوسط والخليج وجنوب غرب آسيا” .{nl}في المقابل، ما زال القادة الإيرانيون يعتقدون أن الولايات المتحدة و”إسرائيل” لن تتورطا بشن الحرب بسبب من تكلفتها الباهظة عليهما، وان التهديدات التي يطلقها السياسيون “الإسرائيليون” هي للابتزاز بالدرجة الأولى . ومع ذلك ، تحسّب القادة الإيرانيون لاحتمال أن يقوم مجانين آلة الحرب الصهيونية بتوجيه ضربة للجمهورية الإسلامية آملين باستجرار الولايات المتحدة الى الحرب كما حدث مراراً في الماضي . كما تحسّبوا الى احتمال آخر هو أن يكون ثمة تواطؤ بين أمريكا و”إسرائيل” على أن تقوم تل أبيب بدور المهدد بالحرب للابتزاز والحصول من واشنطن على ما تبتغيه من مطالب وأسلحة، وعلى أن تقوم أمريكا بالمشاركة في الحرب عندما تباشرها “إسرائيل” قبل أسابيع معدودة من موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، كي لا يتوانى الشعب الأمريكي عن مساندة أوباما بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة لأن لا مجال لخذلانه في زمن الحرب .{nl}تحسّبت القيادة الإيرانية أيضاً لهذا الاحتمال، فكان أن حذّر مرشد الجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي من أن بلاده سترد على أي هجوم تشنه الولايات المتحدة أو “إسرائيل” مؤكداً: “قلنا إننا لا نملك أسلحة نووية ولن نصنعها . ولكن اذا شنّ الأعداء أي هجوم، سواء أمريكا أو النظام الصهيوني، فإننا سنهاجمهم بمثل المستوى الذي يهاجموننا به ( . . .) تذرعوا اولاً بالمشكلة النووية، ثم بمسألة حقوق الإنسان . الرهان الحقيقي هو ان إيران تملك احتياطاً من النفط والغاز” .{nl}توقف المحللون الاستراتيجيون أمام قول خامنئي “إننا سنهاجمهم بمثل المستوى الذي يهاجموننا به” . تعددت التخمينات في هذا المجال . من جهتي أتقدّم بتخمين شخصي ربما يشاطرني إيّاه آخرون . أقول إن أسلحة الدمار الشامل لا تقتصر على السلاح النووي . فالأسلحة الكيماوية والبيولوجية والجرثومية هي أيضاً أسلحة دمار شامل . أعتقد أن “إسرائيل” تعلم أن إيران تمتلك هذه الأسلحة الفتاكة كما الصواريخ القادرة على حملها والوصول بها الى أهدافها في حال تعرضت لقصف نووي، وإن إطلاقها سيكون من إيران نفسها و/أو من قواعد المقاومة الإسلامية في لبنان وقطاع غزة .{nl}لهذه الاسباب ترجّح إيران ألاّ تشن عليها “إسرائيل” الحرب . كذلك أمريكا ترجّح الاحتمال نفسه . ربما لهذا السبب توافق واشنطن، صاغرةً، على أن تسدد ل”إسرائيل” تكلفة حربٍ يبدو ثمن تأجيلها أبهظ من ثمن شنها لأنها، أصلاً، حرب مستحيلة .{nl}_________________________ ______________________________ _____________________{nl}المجا زر الصهيونية والتهدئة{nl}بقلم: فايز رشيد، عن دار الخليج{nl}المجزرة الأخيرة التي ارتكبها العدو الصهيوني في غزة وذهب ضحيتها ما ينوف على 28 شهيداً وعشرات الجرحى، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في سلسلة العدوان على القطاع . نعم هي سياسة “إسرائيلية” دائمة، فما بين الفينة والأخرى تقوم قوات الاحتلال باغتيال الناشطين الفلسطينيين في ظل التهدئة غير الرسمية بين الجانبين والتي تتم عادة بوساطة طرف ثالث . الجديد هذه المرة أن الصواريخ البدائية التي تطلقها فصائل المقاومة رداً على العدوان “الإسرائيلي” الدائم، رأى نتنياهو أنها تأتي من أجل خدمة أهداف إيرانية! بمعنى أنه لا يرى فيها رداً على المجزرة التي ترتكبها قواته، وهي أبسط وسائل الرد للمحتلة أرضهم، الذين إضافة إلى كل ذلك يعانون حصاراً خانقاً للعام الرابع على التوالي .{nl}ما يلفت النظر في التهدئات جميعاً التي تمت بين الطرفين منذ سنوات، أن “إسرائيل” لا تلتزم بها، فتقوم طائراتها باغتيال الناشطين الفلسطينيين في قلب القطاع، وتقوم المقاومة بقصف المستعمرات القريبة من غزة، ومن ثم تقوم “إسرائيل” بالتصعيد وبعد ذلك تبدأ الوساطة لسريان تهدئة جديدة، وهكذا دواليك . أي أن “إسرائيل” تقترف كل ما تريد وتغتال من تغتاله، وتقصف الأهداف التي ترتئيها وتدرك بأن التهدئة هي الخطوة القادمة .{nl}بصراحة مطلقة نقول، وإن كان في كلامنا ما يُغضب البعض ويرتئي فيه “فلسفة من بعيد” انطلاقاً من المثل العربي “من يأكل العصيّ ليس كمن يعدّها” نقول: أن لا تهدئة بين قوات احتلال غاشم ترتكب المجازر دوماً وبشر يعانون احتلالاً قسرياً، وحصاراً طويلاً، وقتلاً دائماً، ومنعاً من إعادة اعمار ما دمرته “إسرائيل” في عدوانها على القطاع في نهاية عام 2008 وبداية عام 2009 . التهدئة والحالة هذه لا تجوز ما بقي احتلال، هذا هو القانون الطبيعي منذ بداية سن القوانين في عهد حمورابي وصولاً إلى اللحظة الراهنة . وأمام هذا القانون الطبيعي وقفت الشرعية الدولية ممثّلةً بالأمم المتحدة صاغرة وأيدته، في قراراتها المعروفة للقاصي والداني حين اعترفت بالمقاومة المشروعة للشعوب المحتلة أراضيها، وزادت على ذلك قراراً بشرعية المقاومة المسلحة (بالتحديد) .{nl}التهدئة تكون في العادة بين دولتين أو طرفين ندّين، يتنازعان على مسألة حدودية على سبيل المثال وليس الحصر، فالوسطاء والحالة هذه يسعون إلى وقف الحرب بإعلان الهدنة بين الجانبين مقدمة لتفاوضهما من أجل حل النزاع سلمياً . لم نسمع يوماً عن هدنة أو تهدئة لجأت إليها حركة تحرر وطني لشعب ضد محتلي أرضها أو مغتصبي إرادتها . هناك بعض الحالات للهدنة بين بعض فصائل التحرر وأعدائها، وقد كانت الأولى في مركز القوة حيث استطاعت فرضها على أعدائها فرضاً، لإلزام العدو باتخاذ خطوات ملموسة لتلبية مطالب هذه الحركات التحررية، وإن لم يتم التزام العدو، تعود المقاومة إلى سابق عهدها، بهذه الصورة فقط يمكن فهم التهدئة التي تأتي لفرض مطلب سياسي لحركة التحرر .{nl}وبصراحة أيضاً نقول، إن التهدئة في قطاع غزة جاءت بعد تسلم حركة حماس لمقاليد الأمور في غزة، حماس التي كانت شعلة للمقاومة حين كانت في المعارضة .نعم رغم بدائية الصواريخ التي تطلقها فصائل المقاومة الفلسطينية، فإنها تزعج العدو الصهيوني أيما إزعاج، أقلّه رحيل المستوطنين في المناطق “الإسرائيلية” التي يطالها القصف إلى مناطق أكثر أمناً عدا عن الخسائر في البشر والممتلكات، كذلك تؤدي إلى تعطيل الحياة في تلك المستوطنات .لا ندعو إلى الانتحار باقتصار المقاومة على إطلاق الصواريخ فقط، وإنما بأشكال أخرى مسلحة، إضافة بالطبع إلى إطلاق الصواريخ بمعنى إبقاء حالة الاشتباك قائمة مع قوات الاحتلال .{nl}الملاحظ:أنه ومنذ مجيء حماس إلى(السلطة) في القطاع، خَفَتَ صوت المقاومة المسلحة من غزة، وكذلك تم منع فصائل المقاومة الأخرى، كالجهاد الإسلامي وغيرها من إطلاق الصواريخ وعبور مناطق التماس مع العدو تحت طائلة المسؤولية والسجن لمن يقوم بذلك .{nl}لا ندعو إلى المقاومة من قطاع غزة فقط، وإنما من الضفة الغربية أيضاً حيث عدت السلطة الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة (بما فيها حركة فتح) منظمات غير مشروعة، وحيث يتم اعتقال المقاومين ومصادرة أسلحتهم، وحيث يتم التنسيق أمنياً مع العدو الصهيوني، وحيث السلطة تؤمن أن المفاوضات فقط هي الطريق الوحيد لنيل الحقوق الوطنية الفلسطينية، مع العلم أن عشرين سنة من المفاوضات لم تزد العدو الصهيوني إلاّ صلفاً وعنجهية ومزيداً من التعنت لرفض الحقوق الوطنية لشعبنا، وفرض المزيد من الاشتراطات عليه .{nl}“القبة الحديدية” التي بنتها “إسرائيل” لمواجهة الصواريخ الفلسطينية أثبتت فشلها، ويطلق عليها العميد احتياط في الجيش الصهيوني شموئيل زكاي “قبة الأوهام” . “إسرائيل” فهمت التهدئة الحالية كما تريد، فوفقاً لتصريح عاموس جلعاد الناطق الرسمي باسمها “إن “إسرائيل” سيكون لها مطلق الحرية في القيام بالضربات الاستباقية”، تصريح نضعه برسم كل المعتقدين بالتهدئة .{nl}_________________________ ______________________________ ____________________{nl}المواق ف العربية والذاكرة التاريخية المنقسمة{nl}بقلم: د.محمد عياش الكبيسي، عن السبيل{nl}تُعَدّ الذاكرة التاريخية الموجِّه الأساس لصناعة المواقف والقرارات، والمجتمع الذي يحتفظ بذاكرة تاريخية منقسمة فإنّه بالضرورة سينقسم في مواقفه وقراراته.{nl}تاريخ المنطقة العربية حافل بالأحداث الكبيرة التي صاغت وتصوغ جانبا هاما من هوية العرب وثقافتهم، ولو أردنا أن نقسّم تلك الأحداث تقسيما جغرافيا فإنّها ستتمايز بشكل واضح ما بين غرب البحر الأحمر وشرقه، ففي الطرف الآسيوي كان الصراع في الغالب صراعا عقديا ثقافيا وإن اتّخذ أشكالا سياسية أو اقتصادية، فبعد القادسية وسقوط الإمبراطورية الفارسية نشبت معارك أشد ضراوة وأكثر خطورة استهدفت الخلافة والثقافة والنسيج الاجتماعي، فكانت الفتنة الكبرى التي راح ضحيتها ثلاثة من الخلفاء الراشدين "عمر وعثمان وعلي"، وراح ضحيتها أيضا عدد كبير من رموز الصحابة كطلحة والزبير وعمار والحسين، رضي الله عنهم أجمعين، وكانت الفرق المنحرفة والباطنية مثل الخوارج والسبئية والقدرية..الخ، والتي تناولت ثوابت الإسلام ومصادره الأولى بالطعن والتشكيك، ووصلت الجرأة أن يؤلّف كتاب واسع بعنوان (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب)، أمّا الطعن في السنة ورواتها من الصحابة إلى آخر المحدثين المعروفين فهذا أمر شائع ومنتشر.{nl}وقد وصل الأمر إلى قتل الحجيج وسرقة الحجر الأسود من قبل القرامطة، وتحالف ابن العلقمي مع المغول والذي أدّى إلى سقوط بغداد واستسلامها لهولاكو! وما حصل لبغداد اليوم ليس بعيدا عما حصل لها بالأمس.{nl}لقد شخّص الدكتور علي شريعتي طبيعة المعركة بعبارات صريحة ومركزة: إنّ مرتكزات الإسلام الأصيلة كالقرآن والنبوة والكعبة والمسجد، كلها قد سقطت بيد العدو، فلا بد من البحث عن مرتكزات جديدة! وفي عنوان صارخ (كربلاء أو الكعبة) يدعو شريعتي كل المؤمنين إلى ترك الطواف بالكعبة والتوجه إلى الكعبة الحقيقية "قبر الحسين"! أنظر كتابه (التشيُّع مسؤولية) ص 86.{nl}أمّا الطرف الأفريقي من مصر والسودان إلى المغرب وموريتانيا فإنّ ذاكرتهم التاريخية مختلفة تماما، فالصراع بعنوانه الأكبر هو صراع مع الغرب الصليبي أو الاستعماري، فمن طارق بن زياد ويوسف بن تاشفين إلى عمر المختار وعبد القادر الجزائري صفحات متواصلة من معارك ذات لون واحد تقريبا، وحتى التحدي الطائفي فهو ليس بعيدا تماما عن ذاك الصراع، "الأقباط" نموذجا.{nl}ربما حصل بعض التداخل والتشابه في بعض النقاط عبر التاريخ الطويل مثل دخول الصليبيين إلى بلاد الشام، وفي المقابل قيام الدولة الفاطمية في شمال أفريقيا، وقد كانت تجربة صلاح الدين تجربة مركّبة فقد خاض المعركتين في وقت واحد وبرؤية شمولية واعية ومتوازنة، ثم جاء العثمانيون ليكرروا التجربة ذاتها فقد كانت جيوشهم تتنقل بين مقاتلة الصليبيين في قلب أوروبا وبين مقاتلة الصفويين على تخوم بغداد، ولا زال أكبر شوارع اسطنبول (بغداد جادة) يخلّد ذكرى استقبال الجيش العثماني بعد تحريره لبغداد وطرد الجيش الصفوي، وهنا لا بد من تسجيل شهادة الدكتور شريعتي وهي شهادة بالغة الأهمية حيث يقول: "من القضايا الواضحة وجود نحو ارتباط بين الصفوية والمسيحية حيث تضامن الاثنان لمواجهة الامبراطورية الإسلامية العظمى التي كان لها حضور فاعل على الصعيد الدولي إبان الحكم العثماني وشكّلت خطرا جديا على أوروبا"، (التشيُّع العلوي والتشيُّع الصفوي) ص 206.{nl}لكن هذه التداخلات لم تتغلّب على حالة الانقسام في الذاكرة التاريخية، حيث بقي الشطر الأفريقي لا ينظر إلى كل هذه المعارك "الشرقية" وبكل أبعادها إلاّ باعتبارها فتنا داخلية وأخطاء يمكن تجاوزها ولملمتها، والمهم هو تجميع الجهود لمواجهة الخطر القادم من الغرب، وقد ساعد لتعضيد هذه الرؤية عدة عوامل أهمها: سقوط الخلافة الإسلامية هذه المرّة على يد الغرب وليس على يد الشرق كما حصل في الخلافة العباسية، وما تبعه من هيمنة الاستعمار الغربي على أغلب أصقاع العالم العربي والإسلامي، وظهور الخطر الصهيوني واحتلال فلسطين، والتي مثّلت جرحا غائرا في كرامة الإنسان العربي فضلا عن المسلمين في العالم، لهذه المعطيات أو التحديات تم تجاهل الخسائر الفادحة في الطرف الشرقي مثل ضياع الأحواز وعربستان، والتي تزيد مساحتها بأضعاف كثيرة عن فلسطين، وتبع هذا تهديد مباشر لدول الخليج العربي، "والبحرين بشكل خاص"، واقتناص الجزر العربية (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، ثم هيمنة عسكرية واضحة على لبنان من خلال حزب الله، والتجربة اللبنانية تتكرر الآن في اليمن عن طريق مليشيا "الحوثيين"، والتي تعدّ اليوم أكبر مجموعة مسلّحة في اليمن، وأخيرا سقوط العراق بكل إمكاناته وثرواته بيد المشروع الصفوي! وهذا يعني أنّ الطرف العربي الآسيوي قد أصبح كله في مرمى المشروع الصفوي، وأنّ أحلام الصفويين في السيطرة على مكة والمدينة ومنابع البترول العربي لم تعد مستحيلة ولا بعيدة!{nl}ولتحليل هذه الصورة بعمقها التاريخي نقول: إنّ سقوط بغداد على يد هولاكو قد أفقد بغداد مكانتها الريادية، وإلى اليوم، فالرموز العلمية الكبيرة التي خرّجتها المدارس البغدادية أيام المنصور والرشيد والمأمون والمعتصم لم تتكرر أبدا، وهذا يعني توقُّفا واضحا في الإنتاج المعرفي، بخلاف مصر التي تمكّنت من الاحتفاظ بالموقع الريادي ولكن وفق رؤيتها التاريخية، وأصبح العراق والشام واليمن وربما الخليج أيضا يقلّد الحالة المصرية، فمثلا بعد سقوط الخلافة ظهرت مشاريع مختلفة وربما متناقضة للنهوض بواقع الأمة، وكان منها ما هو إسلامي كالإخوان المسلمين، ومنها ما هو قومي كالحركة الناصرية، أمّا الإخوان فقد مارسوا التهدئة مع التحدي الشرقي وربما فتحوا الأبواب للتقريب أو التعاون مما ساهم في إضعاف الذاكرة التاريخية لهذه الشعوب، وكان من مخرجات هذه التجربة التحالف المعلن بين حماس وحزب الله وإيران والذي توّج بمشاركة إسماعيل هنية في احتفالات الثورة الإيرانية رغم الجراح المريرة في سوريا والعراق، وكذلك تحالف فتحي يكن وجبهة العمل الإسلامي اللبنانية مع حسن نصر الله، أمّا التيار القومي والذي كان مشدودا للقضية المركزية فلسطين، فكان يكفي إيران أن تقدّم بعض المساعدات والشعارات لهذه القضية لتستهوي هذا التيار، وقد حاول صدام حسين أن يقود حركة تصحيحية في التيار القومي من خلال تبنّيه مشروع مركب يجمع بين الذاكرتين ليواجه الأخطار المركبة، لكنه كان أقل ذكاء فوقع في الفخاخ وأهدر هذه التجربة ودفع الثمن غاليا، وفي تقديري فإنّ هناك الكثير في التجربة الصدّامية لم يدرس بعدُ، خاصة فيما يتعلق بالتحالف الإيراني الأمريكي لإسقاطه!{nl}لقد كان العراقيون أكثر خبرة، وأقدر على التعامل مع هذا التحدي، وهم يختزنون في مذكراتهم آلاف القصص والحوادث التفصيلية، لكن هذه المذكرات تعرّضت لما يشبه المحو من خلال هيمنة التيارات العلمانية والتي كانت تنأى بنفسها عن التفسيرات الدينية للتاريخ بل وتعتبرها تحديا لوجودها، وحين هبّت رياح الصحوة الإسلامية لم تكن هذه المرة صحوة ذاتية بل كانت من خلال رسائل الإمام البنا ومعالم في الطريق والظلال لسيد قطب..الخ، والتي خلت تماما من أيّ إشارة لتلك الذاكرة التي يتميّز بها العراقيون بشكل خاص والطرف العربي الآسيوي بشكل عام، وقد ساهم في ترسيخ هذه الثقافة الإخوانية الوافدة ضعف المؤسسات العلمية والشرعية العراقية، مثل المدرسة الآصفية في الفلوجة والمدرسة الأحمدية في سامراء، والتي كان لها الدور الأكبر في الحفاظ على هوية العراق العربية الإسلامية، مما اضطر كثيرا من طلبة العلم العراقيين لإكمال دراساتهم في الأزهر الشريف والجامعات المصرية الأخرى، ولم يتبق في المنطقة من يمكن أن يسهم في مقاومة عوامل النسيان أو المحو هذه إلاّ المدارس السعودية، لكن السعودية لم تُظهِر حماسا في نشر ثقافتها إلاّ بنطاق محدود مع ما تمتلكه من عوامل التأثير والتمدد.{nl}في هذه الأجواء سادت مقولات "الحاكمية" و"الحل الإسلامي" لمواجهة الأنظمة الحاكمة، وكان هذا متزامنا مع غض الطرف عن المشروع الذي يستهدف أساس عقيدتنا وهويتنا، بل ربما التقى معه في أدبيات "الثورة" و"محاربة الاستكبار العالمي"، وللأمانة فقد اكتشف بعض الإسلاميين حجم هذه الخدعة كالشيخ سعيد حوى سابقا والشيخ القرضاوي لاحقا، لكن هذه لم تكن سوى صرخة في واد عميق من النسيان سرعان ما تلاشت واختفت.{nl}اليوم ربما بات الأمر مهيئا لترميم شيء من تلك الذاكرة، بعد أن أفاق العرب في الشرق والغرب على صدمة الأحداث الأخيرة في سوريا، ففي سوريا تعقّدت الألغاز ولم يتمكّن العرب وفق رؤيتهم الأفريقية من حلها، فما الذي يجمع النظام البعثي مع ولاية الفقيه؟ وما الذي يجمع "مقاومة" حزب الله مع الحكومة العراقية التي نصبها الأمريكان؟{nl}نعم إننا كعراقيين نتألّم حين نرى أنّ سقوط بغداد الأخير على يد الحلف الصليبي الصفوي لم يُثِر حتى دواعي التفكُّر في دراسة طبيعة الصراع وخلفياته التاريخية العميقة، لكننا اليوم نأمل أن تهزّ هذه الصدمات تلك العقول التي اعتادت التفكير الأحادي ووفق أحكام مسبقة لم تخضع للفحص والاختبار، ليلتقي الجميع في مشروع واحد وبنظرية مركّبة لا تستثني صورة ما في فضاء المشهد الكبير الزاخر بالتحديات، إننا لا نريد هنا أن نغلب ثقافة على أخرى لكننا نطمح أن تستفيد كل ثقافة من شقيقتها، وربما يأتي اليوم الذي نتمكّن فيه من دمج الثقافتين أو الذاكرتين في ملف واحد، وهذه هي الخطوة الأكثر إلحاحا لتوحيد مواقفنا ومشاعرنا، خاصة بعد ثورات الربيع الواسعة وإزالة الحواجز المعيقة من التواصل العربي العربي، ولا شك أنّ مصر اليوم أقدر على ردم هذه الفجوة وقيادة العالم العربي لمواجهة التحديات المعقدة والمتنوعة، وربما يمثّل صعود التيار السلفي إلى جنب التيار الإخواني فرصة تاريخية لصناعة النظرية المتوازنة والمركبة.{nl}_________________ ______________________________ ____________________________{n l}لن تستسلم الشعوب العربية للذل وتداعياته{nl}بقلم: د. نقولا زيدان، عن المستقبل{nl}ما من شك على الاطلاق ان الانتفاضة الشعبية السورية التي مر على اندلاعها أكثر من عام والمعارك الضارية التي تخوضها بإمكانيات عسكرية محدودة بوجه آلة عسكرية عمياء وأجهزة أمنية متشعبة وعملاء قتلة محترفين تستأثر باهتمام الجماهير العربية والمجتمع الدولي. فالمجازر الوحشية وحمامات الدم المتواصلة والتصفيات المرعبة وأساليب التعذيب المخيفة والاعتقالات الجماعية والاعدامات الفورية ظلت تحتل الصفحات الأولى ومطلع نشرات الأخبار في التلفزة والراديوات والمجلات العربية والعالمية. إلا ان ثمة مسائل مثيرة للقلق البالغ، وهي مسائل قد لا تبدو في غاية الخطورة للوهلة الأولى، إلا اننا لو امعنا النظر فيها والتدقيق لوجدناها شديدة الأهمية ومن الخطورة بمكان الا وهي بالضبط مسألة العادة أو التعوّد الذي بدأ يخالج نفوس الجماهير العربية في تعاطيها اليومي مع أنباء الأحداث الهائلة الجارية على أرض سوريا من جهة، ومسألة النازحين السوريين الهاربين من جحيم المعركة والمناطق المشتعلة داخل سوريا نفسها وخارجها أيضاً.{nl}إن أخطر ما يجري الآن على صعيد الساحة العربية هو هاتان المسألتان. ذلك ان استمرار المعركة وديمومتها وتواصلها، وهي ذاهبة على ما يبدو الى أمد ليس قصيراً على الاطلاق، قد جعلنا دون وعي ارادي منا نعتاد شيئاً فشيئاً على رؤية الضحايا والشهداء يسقطون يومياً وكل ساعة بالعشرات. لقد تعودنا ان نشاهد ركام الأبنية ولهيب الحرائق المشتعلة المتصاعد من المنازل والمحلات، كما أصبحت مشاهد الجثث الملقاة في الشوارع وتلك المسجاة في البيوت والشقق "الآمنة" حتى إشعار آخر، والسيارات المدمّرة المسحوقة في الطرق، والأطفال القتلى، وصراخ الأمهات والاخوات، وصيحات الذين يواجهون الموت ببسالة أسطورية مسألة تكاد تكون عادية.{nl}تعودنا ـ وهذا بالضبط ما يريده النظام ـ على رؤية الدماء تسيل من بشر مثلنا كانوا أحياء معافين منذ ساعة أو ساعات، فأدمنّا على الجلوس أمام التلفاز، وعلى التقاط آخر الأخبار. ولشدة ما تعودنا ما عادت تهزنا الأخبار، فرحنا بعد كل نشرة أخبار، وبعد قراءة الصحف، نقفل التلفاز أو الراديو أو نطوي الجريدة لننصرف الى أمور أخرى، أو نخلد الى النوم. لا بل أسوأ من ذلك، عندما راحت أنباء المعركة الدائرة المستمرة تحتل العنوان الثاني في نشرات الأخبار، ذلك ان الإعلام كما نعلم يعشق الإثارة وهو دائماً بحاجة لما هو جديد الخ... فلم يعد الدم السوري سوى مادة إعلامية ثانوية تكاد تكون عادية أو مملة، فحذار حذار من هذا المأزق الخطير. حذار من الاستسلام للذل وتداعياته.{nl}أما الشأن الآخر فهو قضية النازحين السوريين الذين تركوا بيوتهم وأرزاقهم <hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/03-2012/عربي-68.doc)