المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء عربي 73



Haidar
2012-03-30, 12:09 PM
أقلام وآراء{nl}• "ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين"!{nl}• فاروق وادي/ صحيفة الايام{nl}• مدارات - لا عزاء للسوريين في «القمة»{nl}• عدلي صادق/ الحياة الجديدة{nl}• وكأن مصر كانت دولة كافرة‏!‏!{nl}• الدكتور أسامة الغزالي/ صحيفة الاهرام{nl}• الخريف الديني!{nl}• رانيا حفنا/ صحيفة الاهرام{nl}• ايران والمجاهرة بدعم الاسد{nl}• هيئة تحرير "صحيفة القدس العربي"{nl}• الخوف "على" الإسلاميين!{nl}• محمد ابو رمان/ الغد الاردنية{nl}• مسؤولية الأردن التاريخية في تعزيز التضامن العربي{nl}• هيئة التحرير في "صحيفة الدستور"{nl}• القمة حين تعقد في بغداد ؟! *{nl}• عريب الرنتاوي/ الدستور الاردنية{nl}• متى أُصبح مع المعارضة السورية{nl}• موفق محادين/ العرب اليوم{nl}"ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين"!{nl}فاروق وادي/ صحيفة الايام{nl}ثمّة طُرفة ظهرت حديثاً في مصر تقول إن الإخوان هُم ثلاثة أنواع: النوع الأول إخوان ولدتهم أمّك. والثاني، إخوان لم تلدهم أمّك. أمّا النوع الثالث، فهم إخوان إذا وصلوا إلى السُّلطة.. بيطلّعوا دين أمّك!{nl}النكتة التي انتشرت على ألسنة المصريين انتشار النار المستعرة في هشيم الفجائع المتسارعة الناجمة عن متابعة اجتماعات أوّل مجلس شعب مصريّ بعد الثورة، لا تنطوي على أيّة شبهة كُفر، اللهم إلاّ بالنتائج التي أفرزتها صناديق الانتخاب التي ضلّلت قطاعات كبيرة من الشعب وأوهمته بأن انتخاب التيارات الإسلاميّة هو بمثابة منح صوتك لممثلي الله على الأرض، الذين يرفعون شعار "الإسلام هو الحلّ". وهو شعار مُضلِّل من حيث مضمونه السياسي، جرى الترويج له تحت سمع وبصر العيون المتغافلة للمجلس العسكري الحاكم، الذي تجاوز مبدأ منع استخدام الشعارات الدينيّة في الحملات الإنتخابيّة، وغضّ الطّرف عن الخروقات الإخوانيّة والسّلفيّة برفع مثل تلك الشعارات، ضمن صفقة تهدف إلى إنهاء الثورة، طرفيها باتا معروفين لكلّ صاحب عينين!{nl}عندما نقول أن الإسلام ليس حلاً سياسياً أو اقتصادياً للمعضلات الاجتماعيّة والاقتصاديّة التي استفحلت في ظلّ حكم العسكر والإخوان، فإننا بمثل هذا النفي لا نتدخّل في حريّة اختيار العقيدة التي تمنح البشر حلولاً سماويّة بديلة عمّا يلاقونه من بؤس على الأرض، وعن فشل إيجاد الحلول الماديّة الملموسة للمشكلات الموضوعيّة المطالبة بالخبز والحريّة والعدالة الاجتماعيّة. ولا ينقذ مجلس الشّعب من فشله أن يقوم أحد شيوخه المبجّلين برفع الآذان تحت قبّة البرلمان، كما حدث فعلاً. وهو استعراض لن يحلّ المعضلات الأرضيّة المتأصِّلة.. حتّى لو أقام صاحبنا الدين في مالطا.{nl}هل نحن على عجلة من أمرنا ونحن نرى الإخوان والسلفيين يتخبطون بفشلهم وعار عجزهم الناجم عن أن شعاراتهم التي جلبت لهم الأصوات في الانتخابات، لم تجلب للناس سوى أوهام خادعة سرعان ما تعرّت وسقطت كأقنعة رديئة الصنع، أو كورقة توت خريفيّة متهالكة. {nl}نعم، أنا على عجلة من أمري، مثلما هم على عجلة من أمر مواصلة استيلائهم على السُّلطة، بعد التحكُّم في مجلس الشعب، ثم مجلس الشورى، وبعدهما لجنة صياغة الدستور، وما زالوا يلهثون نحو هدف تشكيل الحكومة.. ثمّ ـ آخيراً وليس آخراً ـ بلوغ كرسي رئاسة جمهوريّة مصر الإسلاميّة العتيدة. وبذلك تتحقّق تماماً رؤية النكتة الشعبيّة حول النوع الثالث للإخوان.{nl}والإخوان يتبعهم السلفيون، الذين يخبؤون عورات عجزهم عن التفكير بإيجاد حلول للمشاكل الجوهريّة، فيلجؤون إلى ورقات توت التحريم والتكفير، التي باتت أسهل الأمور وأكثرها بؤساً. فها هو أحدهم يُحرِّم لعبة كرة القدم، ويُفتي بأن ضحايا مجزرة ستاد بور سعيد الذين تجاوزوا السبعين ضحيّة، ليسوا شهداء. وآخر يفتي بتحريم عيد الأم، مؤكداً على تكفير كلّ من تسوِّل له نفسه من أن من يجلب هديّة لست الحبايب في ذلك اليوم الأغبر الذي يسمّى عيدها (ولم يفت بعد بتحريم سماع أغنية فايزة أحمد)، مؤكداً، باعتباره الناطق الرسمي باسم السماء وحامل مفاتيح الجنّة، أن الله سيسوم هؤلاء العذاب الشديد!{nl}أمّا أالتكفير السياسي الذي يرتدي الزيّ الديني، والذي لم يوفِّر جمال عبد الناصر (على لسان مرشد الإخوان الحالي محمد بديع)، فقد تسلل مؤخراً وطال الشّاعر المشاغب في كلّ الأزمنة ومع كلّ الأنظمة أحمد فؤاد نجم. والذين كفّروا الشّاعر، كانوا قد اشتمّوا في بعض تصريحاته التلفزيونيّة ما يريدون، عندما تصدّى بلسانه السليط لمحاولة سرقة الثورة، محذراًً رأس السُّلطة من أن الذي سيحاول ذلك "حنطلّع دين أمّه". ما اعتُبره "المسلمون الجُدد" كفراً وتحريضاً للخروج عن طاعة القائد العام وتهديده و"ترويعه" (أي والله ترويعه كما جاء في نصّ التهمة الموجهة لنجم!). {nl}من يعرف نجم، يعرف أن العبارة الشعبيّة التي تتردّد في النكتة التي بدأنا فيها الحديث، هي عبارة تلقائيّة دارجة على لسانه. ومن يعرف الشّعب المصري الأكثر تديناً من بين شعوب الأرض، سيسمع العبارة تتردّد على الألسنة في الشارع كلغو لا يمكن فهمه وتفسيره أبعد من ذلك، فـ "لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم".. أمّا الكفر بالسياسي، فهو كفر مُحلّل ومشروع بكل تأكيد.{nl}التكفيريون، الذين يحرفون الأمور عن الجوهري، (وليسمحوا لنا أن نستعير من المرشد العام الأول للجماعة ومؤسسها الشيخ حسن البنّا)، تنطبق عليهم العبارة التي أطلقها ذات يوم الزعيم على بعض رفاقه، عندما قال عنهم إنهم: "ليسوا إخواناً.. وليسوا مسلمين"!{nl}مدارات - لا عزاء للسوريين في «القمة»{nl}عدلي صادق/ الحياة الجديدة{nl}وحده المنصف المرزوقي، رئيس تونس الجديدة؛ هو الذي حسم موقفه علناً، بالانحياز الى الشعب السوري تفجعاً على دمه النازف. كانت لكل متحدث، في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في بغداد، أسبابه ومحاذيره، التي جعلت كلامه عاماً وفضفاضاً، وبعض هذه الأسباب مفهوم ومبَرَر!{nl}كأن دم إخوتنا السوريين الذي يُسفك على مرأى ومسمع من العالم، يقدم للكثيرين درساً أو تمريناً على احتمال مشاهد القتل المروّع، وصولاً الى حال البلاهة وعدم الاكتراث. لكننا نخشى، والحال هذه، أن يظل دمنا الفلسطيني، حين يُسفك، غير ذي أهمية، وأن يتخذ المحتلون، من المثال الأسدي، حافزاً على قتل يومي بالجملة، إن نفد صبر الجماهير الفلسطينية على مظالم الاحتلال واستبداده فانفجروا مجدداً مثلما انفجر السوريون بعد طول صبر ومعاناة. وعندما يفعل المحتلون ذلك، فإنهم يستمدون من اللامبالاة العربية حيال دم السوريين (وعنوان هذه اللامبالاة، الغياب اللافت للغضب الذي يستحقه سفك دماء الأشقاء) عناصر تشجيع. فالنظام السوري معزول في العالم، على النقيض من الدولة العبرية، ومع ذلك يقتل بوقاحة مستهتراً بالأمة وبالعالم وبالضمير الإنساني. والمحتلون عندما يقتلون، فإنهم يضربون في معسكر أعدائهم الطبيعيين، ويتقبل جمهورهم جرائمهم، بينما النظام السوري، يقتل شعبه ويغضب العرب والمسلمون وينامون كل ليلة على أحزان جديدة. لذا فإن الأسديون يشجعون العنصريين الصهاينة، ويقدمون لهم البراهين على أن ممارستهم للقتل ولقصف الأحياء السكنية، ستكون أسهل بكثير!{nl}اللامبالون يلمحون الى أن الحل في سوريا، سيكون تحت سقف النظام، وإلا فليتحمل السوريون ما يجري لهم. والمتفزلكون يعارضون تسليح المعارضة، ويزعمون أن تسليحها، هو الذي سيجلب الحرب الأهلية. ذلك علماً بأن النظام الحاكم المترنح في دمشق، يشن منذ سنة، حرباً أهلية على شعبه، وهو لن يعود عن سياقه الإجرامي دون معارضة مسلحة تكبحه وتوقفه عند حده. أما عناصر الحرب الأهلية، فهي تختفي بزوال النظام مثير النعرات، ومعتنق الظلم الذي يعتمد القتل والبطش استراتيجية بقاء!{nl}ليس هناك أدنى شك، في أن ثورة السوريين لم تنتظر غيثاً من قمة بغداد، مثلما لا ينتظر الفلسطينيون منها مدداً. ولحسن الطالع، أن السوريين، ماضون في انتفاضتهم الشعبية حتى كنس النظام الى مزبلة التاريخ. فلا شيء سيكون تحت سقفه، إلا شلال الدم، ولا حل دون إسقاطه. وعقارب الساعة، لن تعود في سوريا الى الوراء، وسيخجل المتلكئون اللامبالون، من مواقفهم بعد أن ينتصر السوريون. وإن لم تكن خطة عنان، بداية الطريق لحل عادل يصل بالسوريين الى الديمقراطية التي لا تتحقق ببقاء الأسديين في الحكم؛ فإنها ستكون مضعية لوقت أصحابها، وسبباً في إزهاق الكثير الكثير من الأرواح وتدمير الكثير من المقدرات. وأي طريقة للتحايل، غايتها إبقاء النظام، ستكون سبباً في تدمير سوريا، وهذا ما ينبغي أن يكون معلوماً منذ الآن!{nl}وكأن مصر كانت دولة كافرة‏!‏!{nl}الدكتور أسامة الغزالي/ صحيفة الاهرام{nl}تحول جانب كبير من النقاش العام الحالي في مصر‏,‏ في ظل سياسات المجلس الأعلى للقوات المسلحة‏,‏ وبركات «الإخوان المسلمين» وبعض القوى السلفية‏,‏ ونتيجة الاستقطاب الذي انزلقت إليه العملية السياسية الراهنة بين قوى الإخوان والسلفيين‏, من ناحية, والقوى المدنية من ناحية أخرى, إلى نقاش حول مدى إسلامية الدولة والمجتمع في مصر! فالإخوان يطالبون بدولة مدنية ذات مرجعية إسلامية.{nl}أما السلفيون, فيتحدث معظمهم عن دولة إسلامية منشودة في مصر ولا شك في أن ذلك الهدف, أو ذلك الموضوع, لم يكن على الإطلاق هو الأمر الذي سعت إلى تحقيقه الثورة المصرية, والتي ضحى ما يقرب من ألف إنسان مصري بحياتهم من أجلها! لقد خرج المصريون في ثورتهم العظيمة, في 25 يناير 2011, من أجل بناء نظام سياسي ومجتمع ديمقراطي حقيقي وسليم محل النظام الاستبدادي الفاسد الذي ساد قبلها. أما قضية بناء المجتمع الإسلامي أو الدولة الإسلامية, فلم تكن مطروحة لسبب بديهي جدا وبسيط جدا, هو أن المجتمع المسلم والدولة المسلمة موجودة بالفعل ومتجذرة في مصر, لأنها جوهر النسيج الثقافي والفكري لهذا البلد الذي يمثل المسلمون فيه 90% من سكانه, ولعاصمته ذات الألف مئذنة, ولأنها أعمق وأرسخ وأقوى من أن يتحداها أو ينتقص منها أي نظام سياسي في مصر.{nl}غير أنه بعد نجاح الثورة في الاطاحة برأس النظام القديم, وبدء عملية تحطيم مكوناته, جنبا إلى جنب مع بناء النظام الديمقراطي الجديد, أخذت تظهر شيئا فشيئا الدعوة لبناء الدولة البديلة ذات المرجعية الإسلامية, أو الدولة الإسلامية. وعلى هذا الأساس, واستنادا لذلك الشعار, خاض الإخوان المسلمون والسلفيون الانتخابات البرلمانية في مواجهة القوى الأخرى المدنية, وفازوا فيها بأغلبية مقاعد البرلمان المصري. ولم يكن هذا بذاته شيئا غريبا! فشركاء أي ثورة, يتجهون بعد نجاحها في القضاء على النظام القديم- للتنافس لقيادة مرحلة ما بعد الثورة, ويطرح كل منهم ما يعتقد أنه يجذب الجماهير إليه, ويلبي طموحاتها وتطلعاتها. ولكن السؤال هنا: هل الدعوة لبناء الدولة ذات المرجعية الإسلامية, أو الدولة الإسلامية, تنطوي على مضمون حقيقي, أم أنها مجرد شعار سياسي لكسب تأييد الأغلبية الساحقة من المصريين, الذين هم متدينون, ويحترمون دينهم, تماما مثل الشعار الذي انزوى, والذي أيضا كان يستهدف دغدغة مشاعر الناس الدينية, أي الإسلام هو الحل؟!{nl}إن القضية في جوهرها هي استعمال الدين كأداة للترويج السياسي, أو كشعار سياسي لتحقيق الهدف الذي يسعى إليه من يرفعونه, أي الوصول للسلطة السياسية, لا أكثر ولا أقل.{nl}وسوف أطرح هنا بمناسبة الأحداث الجارية الآن سؤالا محددا, هو: هل هناك دولة أو مجتمع داخل العالم الإسلامي كله من المغرب في أقصى الغرب, إلى إندونيسيا وماليزيا في أقصى الشرق, مرورا طبعا بالدول العربية وبلاد الشرق الأوسط تركيا وإيران وباكستان وأفغانستان- وكذلك بالأقليات المسلمة في بلدان الصين والهند... إلخ, منهم هم أكثر استيعابا للإسلام في حياتهم اليومية وسلوكهم وعباداتهم أكثر من الشعب المصري؟ أعلم أن الإجابة العلمية الدقيقة ليست سهلة, ولكني فقط أذكر هنا بأن المصري المسلم عندما يمارس شعائر دينه, وعندما يلتزم بتعاليمه, فهو يفعل ذلك بشكل تلقائي نابع من تجذر الدين في عقله وضميره, سواء كان أميا غير متعلم, أو حاصلا على أعلى الشهادات. إنه يذهب للصلاة, ليس لأن شخصا يطارده في الشارع, طالبا منه ذلك, أو يرغمه على إغلاق محله في وقت الصلاة, كما يحدث في مجتمعات معينه! إنه يفعل ذلك كله بمحض إرادته, بقناعة كاملة, وفي بساطة وهدوء, ثم ينصرف إلى حال سبيله. إنه الإيمان الحقيقي الصادق النابع من القلب والوجدان, وليس استعراضا, أو تفاخرا, أو تظاهرا, أو خوفا! وهذا كله ينعكس على حياته الاجتماعية وممارسته اليومية.{nl}غير أن بعض المرشحين للرئاسة يتحدثون كثيرا عن إغلاق محال الخمور ومنع المايوهات البكيني في الشواطئ؟!!. حسنا, ولكن هل شرب الخمر مشكلة في مصر؟ وما هي نسبة المصريين الذين يتعاطون الخمور, فضلا عن المدمنين لها في مصر؟ نعلم جميعا أنها أقل بكثير من أن تذكر أصلا! ولكن الأهم من ذلك أن المصريين بنسبة تزيد على 99% لا يشربون الخمور, ليس لأنها ممنوعة بالقانون, ولكن لأن ذلك يتم بوازع من ضميرهم ووعيهم الذاتي الخالص! وذلك أمر يختلف كثيرا عن بلاد تمنع فيها الخمور رسميا وبحكم القانون, ولكن الناس فيها يتداولونها في بيوتهم وجلساتهم, ويتفننون في جلبها وتهريبها من الخارج!!{nl}أما النكتة الكبرى, فتتعلق بالمايوهات البكيني, أي لباس البحر النسائي ذي القطعتين! هل هو ظاهرة حقيقية في مصر؟ وكم من المصريين شاهد في حياته سيدة ترتدي البكيني أصلا؟ وإذا كانت الغالبية العظمي من لابسات البكيني هن من الاجنبيات اللائي يرتدن بعض الشواطئ الخاصة والنائية, أو اللائي يقمن في الفنادق الكبرى, ويستعملن حمامات السباحة الخاصة بها, فهل يمثل ذلك قضية أو مشكلة حقيقية يتحدث عنها سياسيون, فضلا عن مرشحين للرئاسة؟{nl}ولكن هل يعني ذلك أن المجتمع المصري خال من مظاهر الإدمان؟ أو من السلوكيات غير اللائقة أو اللاأخلاقية؟ بالقطع لا, هناك مشاكل جمة وخطيرة, ولكنها للأسف لا تندرج ضمن الأكليشيهات الدينية المألوفة, والتي هي أسهل في تسويقها بين البسطاء.{nl}لم يتحدث الذين يرفعون الصوت, احتجاجا على الخمور والبكيني, عن تجارة المخدرات (الحشيش والأفيون والبانجو... إلخ) التي وصلت تقديراتها أخيرا إلى23 مليار جنيه سنويا, ولا عن التقرير السنوي للهيئة الدولية لمراقبة المخدرات الذي صدر الشهر الماضي, والذي نشرت الصحف المصرية بعض محتوياته على لسان فيصل حجازي, مسئول مشروعات مكافحة المخدرات بالأمم المتحدة, والذي أوضح فيه: أن نبات القنب الذي يستخدم في صناعة الحشيش والبانجو لا يزال يزرع على نحو غير مشروع, وبكميات كبيرة, في الجزء الشمالي من سيناء, وأنه تمت إبادة ما يزيد على 500 فدان منذ عام 2010, كما زادت كمية الهيروين المضبوطة في مصر لتصل إلى 222 كيلو جراما عام 2010, مقارنة بـ159 كيلو عام 2009! وأشار التقرير نفسه إلى تسعة تحذيرات رئيسية, في مقدمتها خطر المناطق العشوائية, والمجتمعات المهمشة التي أصبحت مصدرا للعنف والجريمة وتجارة المخدرات, فضلا عن ظاهرة تسلح تجار المخدرات اليوم بأسلحة أفضل من تسلح ضباط الشرطة الذين يطاردونهم! وفي سياق الخبر نفسه, أشار العميد جمال فاروق المسئول عن التعاون الدولي بإدارة مكافحة المخدرات- إلى أن هناك هجمة شرسة على مصر من قبل الحاويات المحملة بأقراص عقار الترامادول, مما دفع إلى إدراجه على جدول المخدرات, لتحويل الإتجار به إلى جناية! كما ذكر بأن الشرطة المصرية برغم محدودية إمكانياتها- ضبطت 73 طن بانجو عام 2011, مقارنة بـ106 عام 2010, وضبطت18 طن حشيش عام 2011, مقارنة بـ15 طنا عام 2010, وكميات هائلة من الأفيون في العام الماضي, مقارنة بـ50 كيلو العام قبل الماضي, فضلا عن أنه كان هناك أكثر من 20 ألف قضية مخدرات على مدى العام الماضي أيضا.{nl}لم نر من أولئك الذين يتحدثون عن مشكلة البكيني- وعيا بالكارثة الاجتماعية والأخلاقية والدينية المتمثلة في مئات العشوائيات المنتشرة حول القاهرة, وفي أنحاء مصر كافة, والتي يزيد عددها على ألف منطقة, يقطنها ما لا يقل عن ثلاثين مليون مواطن, يعانون جميع أنواع الحرمان, من الغذاء, والمأوى, والتعليم, والرعاية الصحية. ووفقا لتقارير الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء, فإن ما لا يقل عن 12 مليون مصري يعيشون في العراء بلا مأوى (في المقابر, والعشش, والمساجد, وتحت السلالم). وفي العاصمة نفسها, القاهرة, يعيش 1.5 مليون مصري في مقابر البساتين, والتونسي, والإمام الشافعي, وباب الوزير, والغفير, والمجاورين, والإمام الليثي, وجبانات عين شمس, ومدينة نصر, ومصر الجديدة. في كل هذه المناطق, لا توجد مشكلات خمور أو بكيني, ولكن المشكلة فيها هي أن المواطن يعيش محروما من أدني حقوقه الآدمية, ومكبلا بدخل يقل عن خمسة أو ستة جنيهات في اليوم وربما أقل بكثير- بها يسكن, ويأكل, ويشرب, ويعالج, ويتعلم! ولا تسل عما يترتب على تلك الأوضاع البائسة من انحطاط سلوكي وأخلاقي, وانتشار للجريمة والشذوذ, بدأ الكثير من آثارها يطفو فوق سطح المجتمع.{nl}هذه هي القضايا الحقيقية في مصر, لا البكيني ولا الخمور, وحلها يكون بمواجهة حقيقية, وبعمل سياسي جاد, وليس برفع الأذان في قاعة البرلمان, وليس بإضافة عبارة ( وفق شرع الله!) التي أضافها النائب الشهير البلكيمي إلى قسمه في البرلمان, والتي استدعت إلى ذهني الحديث النبوي الشريف, البليغ في إيجازه ومغزاه: هلك المتنطعون!{nl}الخريف الديني!{nl}رانيا حفنا/ صحيفة الاهرام{nl}مع بداية فصل الربيع يدخل "ربيع العرب" عامه الثاني وسط أجواء توتر دينية جعلته أقرب إلى "الخريف الديني". ففي الوقت الذي تشهد فيه تونس اعتداءات متتالية على المقدسات الدينية في البلاد،{nl}يرفع سلفيون سقف مطالبهم، بالدعوة إلى إقامة «دولة الخلافة»، وجددوا مطالبهم بإدراج الشريعة الإسلامية كمصدر أساسي للتشريع فى الدستور التونسي الجديد. ولذا وتحت شعار "التصدي لكل أشكال التوظيف السياسي للدين" تم تأسيس ائتلافاً تحت اسم "الجبهة الشعبية 14 يناير" لمواصلة النضال الثوري، واتهمت الجبهة الائتلاف الحاكم بقيادة حركة النهضة الإسلامية بالالتفاف على المسار الثوري للشعب التونسي. وفى ليبيا، أثارت مسألة هدم الأضرحة ضيق وغضب الكثيرين الذين رفضوا ما وصفوه بالتطرف الديني، في الوقت الذي اعتبرت فيه جماعات سلفية التبرك بالأضرحة والقبور شكلاً من أشكال الشرك. وفى اليمن، لم يجد تنظيم القاعدة وقتاً أنسب من ذلك حتى يتمكن من السيطرة على المدن اليمنية التي تنتشر فيها الفوضى والغياب الأمني مما نتج عنه مؤشرات تصعيد بين أطراف العملية السياسية في اليمن.{nl}المشهد السياسي في مصر لا يختلف كثيرا عن الوضع في كل من تونس وليبيا واليمن فبعد أن تم التكالب علي كراسي البرلمان...نجد التكالب ألان علي وضع الدستور ورئاسة الجمهورية.. يا سادة نحن بصدد وضع دستور جديد للبلاد يستلزم فقهاء دستوريين وليس مرتزقة....يا سادة نحن نحتاج إلي رئيس للجمهورية وليس لداعية أسلامي ليقوم بتحليل وتحريم ما يشاء..يا سادة أن إصرار البرلمان علي تمثيل أعضاء مجلسي الشعب و الشوري بنسبة 50? للجمعية التأسيسية مقابل 50? للشخصيات العامة يعد بحق مخالفة للمبادئ الدستورية...يا سادة الأغلبية البرلمانية الحاليه ...أغلبية موْقته قد تتغير ما بين ليلة وضحاها....ودوام الحال من المحال. يأتي هذا في الوقت الذي طعنت فيه الدستورية العليا في شرعية هذا المجلس أساسا. أن أي دستور ستضعه الغالبية "ساقط لا محالة".... يا سادة الفقه الدستوري يتطلب توافر شروط معينة لعدّ الدستور الذي تضعه الجمعية التأسيسية...ومن تلك الشروط ان تكون الجمعية التأسيسية منتخبة بواسطة الشعب, ان يكون الانتخاب ديمقراطي وحر أي أن يكون الاختيار متعدد أمام الناخبين من جميع الأحزاب السياسية الموجودة, وان تكون علي قدر كبير من الوعي وتضمن وتكفل الحريات العامة....{nl}يا سادة أول شروط الدولة المدنية هو الفصل بين الدين والدولة، فالجمع بين المدني والديني كالجمع بين الزيت والماء، فإما مدنية تقوم على أن "الدين لله والوطن للجميع وإما دينية تقوم على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع"....يا سادة ان الإعلان عن تأسيس أي حزب سياسي على اساس ديني هو مخالف للدستور الحالي برغم وجود المادة الثانية، أي عدم احترام الدستور المصري الذي يمنع تأسيس أحزاب على أساس ديني، فكيف لمن لا يحترم الدستور أن يحترم "مدنية الدولة"؟. ...يا سادة ان اجتياح التيار "المتأسلم" يهدد مستقبل مصر المدنية. والتاريخ لا يعرف أنصاف الحلول، ولا يمكن أن تجمع مصر بين الدولة الدينية والمدنية معا....يا سادة انتخاب التيار الديني ليس نصرة للدين الاسلامي ولن يدخلكم الجنة من أوسع باب....يا سادة أن انتخاب غيرهم ليس بكفر....الدولة المدنية ليست ببدعة....الديمقراطية ليست بضلال...و الحريات الشخصية أمر مكفول للجميع.{nl}الدولة المدنية هي الدولة التي تقوم على سيادة القانون وعلى المؤسسات وعلى التخطيط العلمي والمستقبلي وعلى احترام حرية الفرد، وحرية التعبير والإعلام، وحرية العقيدة، واحترام مبدأ الفصل بين الدين والدولة ومبدأ المواطنة والمساواة الكاملة بين جميع المواطنين، بين الرجل والمرأة، وبين المسلم والمسيحي وبين كل الفئات بغض النظر عن حجمها أو تأثيرها أو دورها. ان مصر لن تقوم لها قائمة الا إذا قام المثقفون بأنتفاضه بعيدا عن دغدغة مشاعر الأخرين واللعب على وتر الدين.{nl}أن مصر تمثل رمانة الميزان في التوازنات الإقليمية والدولية...مصر هي قلب الأمة النابض...مصر هي مهد الحضارات...مصر هي الفن والموسيقي والرسم والنحت...مصر هي القدوة...مصر هي القوة...مصر هي قلب العروبة...مصر هي ارض الأنبياء...مصر هي المثال الحي للتعددية والوسطية....مصر هي ام الدنيا...فلا تهينوها....كفاكم!!.{nl}ايران والمجاهرة بدعم الاسد{nl}هيئة تحرير "صحيفة القدس العربي"{nl}لم يفاجئ السيد علي اكبر صالحي الكثيرين يوم امس الاول عندما حذر من اي تدخل او اجراء متسرع في سورية من قبل اي من الاطراف الدولية او الاقليمية، مقترحا ان تكون ايران طرفا في التسوية السياسية، فالدعم الايراني للرئيس السوري بشار الاسد ونظامه لم يكن ابدا موضع شك، ولكنها المرة الاولى التي يعلن هذا الدعم على الملأ وبهذه القوة والوضوح.{nl}هناك عدة اعتبارات املت على ايران اتخاذ هذا الموقف واعلانه يمكن تلخيصها بالنقاط التالية:{nl}' اولا: اختارت السلطات الايرانية توصيل رسالة التحذير القوية هذه في توقيت زمني مفصلي، اي قبل يوم واحد من انعقاد قمة بغداد العربية التي تحتل المسألة السورية قمة اولوياتها، وفي تزامن مع استضافة تركيا لمؤتمر المعارضة السورية بهدف ايجاد بديل تمثيلي للنظام السوري يتمتع بمشاركة اوسع.{nl}' ثانيا: نجاح موسكو بالدرجة الاولى، وبكين بالدرجة الثانية في منع تدويل الازمة السورية، واحباط مخططات التدخل العسكري الخارجي، والاصرار على رفض اي تسوية تطالب باطاحة الرئيس الاسد من السلطة.{nl}' ثالثا: تركيز مهمة كوفي عنان المبعوث الاممي على الحل السلمي للازمة السورية، واجراء حوار بين السلطة والمعارضة، مما يعني ان المجتمع الدولي، والولايات المتحدة الامريكية على وجه الخصوص، بدأت تتراجع في مواقفها 'الصقورية'، وتتخلى بالتالي عن سياستها الرامية الى اطاحة النظام في دمشق ولو في المنظور القريب على الاقل.{nl}القيادة الايرانية تدرك جيدا ان من اسباب الهجمة العربية ومن ثم الغربية على النظام السوري وقوف هذا النظام في صفها، ورفضه كل الضغوط والتهديدات العسكرية من جهة، والمغريات والرشاوى المالية من جهة اخرى، الامر الذي يدفعها الى اعلان التزامها الكامل بالدفاع عنه في احلك الظروف.{nl}الصراع التركي ـ الايراني الخفي على مناطق نفوذ في منطقة الشرق الاوسط، وهو صراع يرتكز على مرتكزات طائفية اولا ومصالح اقتصادية ثانيا، اوجد حالة من الحرب الباردة بين البلدين، خلقت حالة استقطاب في المنطقة، وتحتل الازمة السورية جانبا كبيرا فيها، فبينما تستقطب تركيا المعارضة السورية، تعزز ايران دعمها للنظام السوري في المقابل.{nl}رضوخ السلطات العراقية للضغوط العربية وموافقتها على عدم توجيه الدعوة للرئيس الاسد، وكذلك للرئيس الايراني محمد احمدي نجاد لحضور القمة العربية، كان نوعا من 'التقية' الهدف منه استضافة القمة باي شكل من الاشكال، وكسر عزلة النظام العراقي العربية، وهذا لا يعني ان السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي سيتخلى عن دعمه للنظام السوري، ولن نفاجأ اذا ما قام بزيارة الى دمشق بعد القمة العربية لتأكيد هذا الدعم.{nl}الايرانيون وحلفاؤهم يعتقدون ان النظام السوري بسيطرته على الاوضاع في حمص وادلب من ناحية وفتور السعي الدولي، والامريكي لتغييره، استطاع الخروج ولو جزئيا من عنق الزجاجة، ولهذا بدأوا يجاهرون بمواقف الدعم العلني بالصورة التي نراها حاليا.{nl}وربما يكون من السابق لاوانه الاحتفال بالانتصار الدبلوماسي الذي حققته ايران وحلفاؤها في سورية ولبنان، ولكن لا بد من الاعتراف بان هؤلاء باتوا في وضع افضل مما كان عليه حالهم قبل ستة اشهر على الاقل عندما كانت الانتفاضة السورية في ذروتها، والتحرك العربي لتدويل الازمة، وتهيئة الظروف لتدخل عسكري خارجي لاطاحة النظام مثلما حدث في ليبيا.{nl}الخوف "على" الإسلاميين!{nl}محمد ابو رمان/ الغد الاردنية{nl}في الوثيقة الأخيرة التي أصدرها إخوان سورية، تأكيد جديد على حسم الإسلاميين خيارهم بالذهاب نحو الديمقراطية والتعددية وتداول السلطة؛ بل تنهي الوثيقة بصورة قاطعة، أيضاً، المساحة الرمادية المتعلّقة بأمن الأقليات وحقوقهم، وتحاول أن تخفف مخاوف الداخل والخارج على العلويين والمسيحيين والدروز، في اليوم التالي لسقوط النظام، في حال وصول الإسلاميين إلى السلطة.{nl}هذه الوثيقة إضافة نوعية إلى سلسلة الوثائق والبرامج السياسية للإسلاميين (الديمقراطيين) في مصر والأردن والمغرب وتونس؛ وجميعها تنهي ذريعة "الديمقراطية لمرّة واحدة" التي كانت مصدر قلق الدول الغربية والنخب السياسية في العالم العربي من انقلاب الإسلاميين على اللعبة بعد حصولهم على القوة.{nl}هذه المخاوف من الإسلاميين لم تعد قوية حتى لدى أكثر مراكز التفكير الأميركية تطرفاً، فهم لم يعودوا يرددون المعزوفة القديمة "صوت واحد للأبد"، إنّما يتحدثون عن تحديات أخرى وجديدة أكثر أهمية وخطورة اليوم، وهي تثير المخاوف على الإسلاميين وليس منهم، وتحديداً ما يتعلق بقدرتهم على الحفاظ على الأفضلية في الشارع.{nl}في واشنطن، تطرح اليوم موضوعات ثلاثة: التحدي الاقتصادي، الأسلمة والحريات الفردية والمواطنة، والعلاقة مع المجتمع الدولي- الموقف من التسوية السلمية. أما ضمانات الديمقراطية واستمرار العملية الانتخابية، فلا يبدو هناك قلق حقيقي موضوعي عليها.{nl}تجربة الأعوام القليلة القادمة، إذن، ستكون حاسمة في ترسيم مستقبل الإسلام السياسي ومدى قدرته على إثبات حضوره في السلطة، كما كانت عليه الحال في المعارضة. وهو تحدّ أكبر وأخطر بكثير من "ضمانة" اللعبة الديمقراطية. {nl}في البرنامج الاقتصادي؛ يبدو الإسلاميون، بخاصة في مصر والمغرب وتونس، – نظرياً- متفهمين للمشكلات، ويمسكون بمعالم الخروج من الأزمة عبر الرهان على مكافحة الفساد والعدالة الاجتماعية، من خلال إعادة هيكلة النفقات الجارية، والاقتراب أكثر من إنصاف الطبقات الفقيرة والمتوسطة بإعادة توزيع الضريبة والاهتمام بالخدمات الأساسية، ولا توجد لديهم مشكلة بنيوية مع اقتصاد السوق، بقدر ما يقتربون من النموذج الأوروبي (اقتصاد السوق الاجتماعي). مع ذلك، فإنّ العبرة بالتطبيق، والقدرة على تحويل هذه الأفكار إلى برامج حية عملية، أو وضع البلاد على السكّة الصحيحة، وهو تحدّ حاسم لهم اليوم.{nl}الجانب المهم اليوم، والذي يثير النقاش حول برنامج الإسلاميين، يتمثل في البرنامج الاجتماعي، وتحديداً "الأسلمة"، مع بروز التيار السلفي الذي يذهب إلى التشدد أكثر في قضايا الحريات الفردية والفنون والمجتمع.{nl}السؤال الحالي يكمن، وتحديداً في التجربة المصرية، فيما إذا كانت جماعة الإخوان المسلمين ستأخذ مساراً تنافسياً مع السلفيين أم تحالفيّاً. فإذا كان الأول، فإن فرصة أن يتحول الإخوان إلى "الليبرالية الإسلامية" ستكون أكبر، والخشية من الوقوع في "الفخ السلفي"، على حد تعبير بعض الباحثين، ستكون أقل. أما إذا اختار الإخوان التحالف مع السلفيين، فإنّهم سيضطرون لمسايرة خطابهم الديني والاجتماعي، ما يعزز الصراع بين التيار العلماني والإسلامي، ويحد من فرصة تطور الإخوان نحو خطاب أكثر براغماتية وليبرالية، وربما يهدد التجربة الديمقراطية المصرية بأسرها!{nl}إلى الآن، السيناريوهان محتملان وعليهما مؤشرات. فعندما قام نائب سلفي ورفع الأذان، اشتبك مع رئيس مجلس الشعب الإخواني، الذي طلب منه عدم المزايدة على الجماعة. فيما يتحالف الإخوان والسلفيون في الجمعية التأسيسية للدستور ويستأثرون بأغلبية المقاعد. موقف المجتمع الدولي النهائي سيترتب على المرحلة الحالية. والمثير أنّ الإخوان يجدون، للمرة الأولى، أنّ هنالك من يحتل مساحة اليمين الديني مكانهم، بعد أن كانوا اللاعب الإسلامي الوحيد في اللعبة السياسية، فهل سنشهد تحالف "اليمين ويمين اليمين"، أم تحالفات عابرة للأيديولوجيات؟!{nl}مسؤولية الأردن التاريخية في تعزيز التضامن العربي{nl} هيئة التحرير في "صحيفة الدستور"{nl}افتتحت يوم أمس في بغداد قمة عربية استثنائية في توقيتها ومضمونها وموقعها.{nl}للمرة الأولى تقوم العراق باستضافة القمة العربية منذ 22 عاما وقد تغيرت المنطقة بشكل جذري خلال تلك السنوات وتغيرت تقريبا كافة المعادلات السياسية الوطنية والإقليمية ومفاتيح القوى والتأثير في العالم العربي.{nl}وتأتي هذه القمة ايضا لتكون الأولى بعد سنة من أحداث الربيع العربي التي غيرت تركيبة الحكم في ما لا يقل عن 6 دول عربية وساهمت بتغيير جذري بطرق إدارة الدول العربية، كما تأتي هذه القمة وسط متغيرات سياسية وأمنية متسارعة وضعت ملف الصراع الداخلي في سوريا على قمة جدول الأعمال. {nl}في ظل الظروف العربية الراهنة من السهل تماما على الدول العربية، بل ومن المنطقي أن تتراجع لمعالجة مشاكلها وقضاياها الداخلية عوضا عن العمل الإقليمي، ولكن هذا لا يعني أبدا التضحية بضرورة التنسيق العربي ولو بالحد الأدنى من أجل مواجهة القضايا المزمنة مثل دعم الحقوق الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي أو التركيز على القضايا الاقتصادية والاجتماعية والتي أثبتت أنها من أشد العوامل تأثيرا على التغيير في الدول العربية وضرورة إنشاء آلية ملائمة للتكامل الاقتصادي العربي والذي يستفيد من فترة ارتفاع أسعار النفط بتوزيع مكاسب التنمية على الدول العربية بما يحفظ استقرار المنطقة ومصالح مجتمعاتها. {nl}وبالرغم من أهمية القمة فإن القليل فقط من التفاؤل يحيط بها بخاصة من قبل الرأي العام العربي. في الملف السوري تدعم القمة العربية مهمة مبعوث الأمم المتحدة السيد كوفي عنان وتطالب بوقف العنف والكثير من التفاصيل الأمنية والتي لا يبدو أنها ستتحقق دون نسبة من الضغوط الخارجية.{nl}وما يجعل خطة أنان في منتهى الأهمية أنها الوحيدة التي تتضمن موافقات دولية ودعما من كافة الدول، ولكن من الضروري أن تتحول لتطبيق واقعي يصب في سياق تحسين الوضع الأمني وإنهاء الصراع بما يكفل حق الشعب السوري في الحرية والتعددية السياسية.{nl}وفي الملف الفلسطيني لا تزال مظاهر الدعم للسلطة الفلسطينية لفظية أكثر منها فعلية في مواجهة حملة تهويد شرسة تطال كافة المعالم والحقوق التاريخية العربية في فلسطين. {nl}بقي الأردن ولا يزال صاحب دور مركزي بالتنسيق والتعاون العربي حيث تفرض الرسالة التاريخية للنظام الهاشمي، والشعور العروبي الكبير للمجتمع العربي والموقع الإستراتيجي للدولة الكثير من المسؤوليات على الأردن للقيام بدور رئيس في الوصول إلى حالات التوافق العربي. وفي بعض الحالات يقدم الأردن ضمن سياق هذه المسؤولية تحذيرات واضحة بضرورة الحفاظ على وحدة الصف العربي وايجاد الحلول من داخل العالم العربي للمشاكل المتصاعدة في المنطقة وعدم السماح للتأثيرات الإقليمية الخارجية في أن تفرض أهدافا ونتائج لا تتوافق مع المصالح العربية. {nl}في السياق الدائم للعمل العربي المشترك يكون الأردن دائما في مقدمة الدول الساعية نحو التعاون والتوافق وتتفيذ الالتزامات وهذا الوضع سيستمر بالرغم من وجود ملامح تغيرات سلبية بكيفية حماية المصالح العربية المشتركة وتعزيزها. {nl}مسؤولية الأردن التاريخية في رص الصفوف العربية وإيجاد الحلول والخيارات النابعة من المصالح العربية ستستمر وتتضاعف مع زيادة التحديات التي تواجهها الشعوب العربية لتحقيق أهداف التقدم والتحرر والتنمية وتعزيز استقرار النظام العربي واستقلاليته.{nl}القمة حين تعقد في بغداد ؟! *{nl}عريب الرنتاوي/ الدستور الاردنية{nl}مخاض القمم العربية عسيرٌ بالعادة...لكنه يكون أشد عسراً، بل وربما يحتاج لـ”حقنات من الطلق الصناعي”، حين يتقرر التئام شمل القمة في بغداد، دار السلام وعاصمة والرشيد...حينها، تصبح إشكالية المكان، أشد تعقيداً من أي شيء آخر، إذ تظهر فجأة عقبات وعوائق من نوع مغاير، ودائما من الأطراف ذاتها، برغم تبدل العصور والدهور والحكّام والأجندات.{nl}من قمة 1978، التي رُسِمَ لها أن تكون قمة التصدي لتداعيات زيارة السادات لإسرائيل وسلامه المنفرد معها...يومها تطوع العراق لاستضافة القمة...ولو لم يكن العراق هو الدولة المضيفة، لما خرجت القمة بما خرجت به من قرارات...كثيرون أرادوا إحباط هذا المسعى، وتحديداً بعض دول الخليج، و”بدفع خلفي رباعي” من مصر والولايات والمتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل.{nl}إلى القمة في العام 1990، حيث بلغ الصراع بين “القاهرة / مبارك” و”بغداد /صدام” ذروته...صراع على المكان، اختزل وجهة العرب وتوجههم...يومها أراد “المعتدلون العرب” أن تكون القاهرة وليست بغداد هي وجهتهم وقبلتهم...أصر صدام حسين على استضافة القمة، وأملى على كثيرٍ من غير الراغبين فيها، الحضور على مستوى الملوك والرؤساء، باستثناء سوريا، حيث كانت علاقاته مع رئيسها الراحل حافظ الأسد، في أسوأ مراحلها...وظل مقعدها فارغاً.{nl}اليوم تلتئم القمة العربية في بغداد، بعد مخاض عسير، بل وعسير جداً...فالطريق إلى القمة كان مفروشاً بالصفقات والتسويات...نجح بعضها في تذليل بعض عقبات المشاركة ومستواها ومضامين البيان الختامي، وأخفق بعضها الاخر، في إقناع عدد من الزعماء بحضور القمة، واكتفى بعضهم بإرسال سفراء “دون العادة وليس فوقها”، ولم يكلفوا أنفسهم عناء إرسال من ينوب عنهم من المستوى الأول أو الثاني أو حتى الثالث...التأمت القمة بمقعد سوري فارغ أيضاً...يبدو أنه كُتب على القمة العربية، أن تُعقد بمقعد سوري فارغ، حين تلتئم في عاصمة بلاد الرافدين.{nl}في الطريق إلى بغداد، طُلب من العراق أن “يغيّر جلده” وأن “يخرج من ثوبه” إن هو أراد للقمة أن تعقد في عاصمته أولاً...وإن أراد لها أن تعقد من دون مقاطعات ثانياً...وأن تعقد على مستوى الملوك والرؤساء ثالثاً...قدم العراق الكثير من التنازلات لكي يرضي من يصعب إرضاؤه من الزعماء العرب...لكنه لم يكن قادراً على الاستجابة لكل ما طُلب إليه، وإلا تحوّلت القمة إلى وبالٍ عليه، بدل أن تكون ذخراً له، ودليلاً على تعافيه...ما كان بمقدور العراق أن يستجيب للائحة المطالب التي لا تنتهي، سعودياً وقطرياً على وجه الخصوص.{nl}نجح المالكي في استمالة الكويت، وإخراجها عن سرب التمثيل الخليجي المتدني في القمة...ذهب الرجل إلى هناك، و”حلحل” الكثير من العقد...من ذيول حرب صدام وغزوه، إلى تداعيات ميناء مبارك الكبير، وما بينهما من تصريحات وتفلتات تصدر عن شخصيات وقيادت هنا وهناك...لكن الرجل لم يعد من الكويت بخفي حنين...لقد عاد بوعد كويتي للعمل على إخراجه من “البند السابع” الذي ما زال يرزح تحته...ثم أن الأمير الكويتي كسر العزوف الخليجي عن القمة، وكان نجم بغداد وقمتها، من دون منازع.{nl}لكن مطالب “الأشقاء الخليجيين” الآخرين كانت من النوع العصي على الهضم والابتلاع...لقد سايرهم زيباري في مواقفهم من سوريا، وقبل مبادرتهم العربية الأخيرة (22 كانون الثاني/ يناير)...وأصدر الموقف تلو الموقف الذي يؤكد فيه انفصال بلاده عن سوريا، وعدم دعمها لنظامه، بل ووجه انتقادات متكررة للنظام السوري لاستخدامه العنف المفرط مع شعبه، وعدم تقدمه على دروب المصالحة مع معارضته.{nl}لكن هذا لم يشفع للنظام، ولم يستجب لشروط “المشاركة رفيعة المستوى” التي وضعتها العاصمتان “الحليفتان” و”المتنافستان” في آن معاً...قبل بمقايضة سوريا بالبحرين، أي بمعنى لا يطرح ملف البحرين على القمة، ولا تذهب القمة أبعد من مبادرة كوفي عنان بطلب تنحي الأسد أو تنحيته...مع أن البحرين بالنسبة لكثرة كاثرة من العراقيين، تأتي في مكانة متقدمة على سوريا...لكن هذا لم يقنع الأخوة الخليجيين...طلبوا إليه أن يتخلى عن جزء من ولايته كرئيس للقمة، بأن يترك أمر “اللجنة الوزارية العربية الخاصة بسوريا” لرئاسة قطرية، مع أن المنطقي أن يتولى رئاستها العراق، رئيس القمة والعمل العربي المشترك...لكن ذلك لم يكن كافياً على ما يبدو.{nl}كان يتعين على بغداد، أن تدين إيران جهاراً نهاراً، وأن تشجب تدخلاتها ومفاعلاتها وبرامجها النووية، بصرف النظر عن سلميتها أو “عسكريتها”...كان المفترض أن يعيد النظام فتح ملف “تفاهمات أربيل” مع الجبهة العراقية برئاسة إياد علاوي، وأن يفكك نظامه السياسي ويعيد تركيبه قبل القمة، لكن هذا الطلب كان لقمة كبيرة، يصعب على المالكي ابتلاعها، فأحجم عنها....كان المفروض أن ينخرط النظام العراقي بحماس في الحلف القطري – السعودي – التركي، حتى يصبح مقبولاً على أركانه...حاول النظام استرضاءهم بأي طريقة ممكنة، لتمرير “استحقاق القمة على خير”...لكن سقف مطالبهم كان مرتفعاً جداً، حتى أن عدم دعوة إيران للقمة لم تكن كافية، ولم تكن كافية كذلك، دعوات زيباري لكل من الدولتين الجارتين (إيران وتركيا) للكف عن التدخل في شؤون العراق والعالم العربي.{nl}على أية حال، لقد عُقدت القمة، ومجرد انعقادها في بغداد، يُدرجها في خانة المكاسب العراقية، وعُقدت بتمثيل عربي معقول، باستثناء بعض دول الخليج...وهذا أمرٌ يبقي باب الصراع والمناكفات مفتوحاً على مصراعيه.{nl}ليست قمة بغداد استثناءً من بين قمم العرب...طينتها من ذات العجينة...وسقف التوقعات منها، لم يرتفع ولم ينخفض عن سقف التوقعات من القمم العربية السابقة...والنظام الرسمي العربي، لم يتأثر بعد بهبوب رياح التغيير والثورة التي اجتاحت كثرة من العواصم والدول العربية...فالدول التي ما زالت ممسكة بدفة القرار لم يضربها بعد زلزال التغيير إلا بأدنى درجات ميزان ريختر...أما الدول التي شهدت تغييرا ًعاصفاً، فما زالت تتحسس مواطئ أقدامها وتبحث لنفسها عن مكان تحت الشمس.{nl}وإلى أن تكتمل دائرة التغيير في العالم العربي ، يصعب توقع تغيير في النظام الرسمي العربي وفي آليات العمل المشترك ودور الجامعة العربية في إطاره...قمة بغداد قمة عادية تُعقد في ظروف استثنائية...اليوم التالي للقمة، لا يختلف عن اليوم الذي سبقها...أليس هذا هو حال جميع القمم التي خلت من قبل؟.{nl}متى أُصبح مع المعارضة السورية{nl}موفق محادين/ العرب اليوم{nl}حتى اندلاع الاحداث في سورية في مطلع ثمانينيات القرن الماضي, كنت صديقا للمعارضة السورية بكل اطيافها وخاصة الحزب الشيوعي, جماعة رياض الترك (المكتب السياسي), وكنت مقيما في دمشق, وقبلها كنت في صفوف المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية عندما قامت القوات السورية بغطاء دولي وخليجي بدخول لبنان ومحاصرتنا جميعا, وبقيت تحت الحصار ستة اشهر 1976في منطقة المتن بقيادة العقيد ابو خالد العملة وكان معنا الزميل جهاد صالح في تلة عينطورة حيث استشهد المصور هاني جوهرية.{nl}بعد توقيع كامب ديفيد في مصر ورفض سورية ذلك ورفضها مبادرة ريغن 1982 ومشروع فهد للتسوية وبعد العدوان الصهيوني على لبنان وضرب قواعد المقاومة والصواريخ السورية في البقاع, انفجرت الاحداث في سورية كما هي اليوم, وقرر الحزب الشيوعي -رياض الترك- الانخراط فيها والتحالف مع جماعة اسلامية معروفة.. فكان اول طلاق لي من هذه المعارضة لكنني لم اقف ابدا في موقع النظام بل اخذت موقف (رابطة العمل الشيوعي) الذي اعتبر ما يحدث صراعا بين بيروقراطية الدولة وقوى السوق والنفط... الخ.{nl}المحطة الثانية في الطلاق لي من اوساط المعارضة السورية كانت عام 2005 عندما شاركت مع الاصدقاء جواد يونس وخالد رمضان في مؤتمر لبناء وتأسيس حركة معارضة عربية في بيروت وبمبادرة من نجاح واكيم, وأوساط من الحزب الشيوعي اللبناني والجبهة الشعبية وقوى من المعارضة السورية.{nl}ففي ذلك المؤتمر فوجئنا بتوزيع المعارضة السورية لبيان صادر عن (اعلان دمشق) لم يقل كلمة واحدة عن المقاومة العراقية معتبرا ان ما يجري من فظائع ومجازر امريكية (مجرد اخطاء) وعندما رفضوا تأييد المقاومة العراقية وادانة الاحتلال الامريكي ادانة صريحة قاطعنا المؤتمر وعدنا الى عمان.{nl}المحطة الثالثة في الطلاق من المعارضة السورية عندما راحوا يستقبلون سفراء امريكا وفرنسا وبريطانيا في دمشق ويتحدثون على شاشات الفضائيات بسخرية عن القومية العربية باعتبارها (قومجية) ويدعون لاقتصاد السوق والليبرالية الجديدة وصاروا على يمين النظام في كل ما يخص الصراع العربي- الصهيوني واستعادة الجولان (بالطرق الدبلوماسية... الخ) وكانت ثالثة الاثافي انخراطهم في مجلس مدعوم من القوى المعادية للامة. ومع ذلك فنحن جاهزون ومستعدون لدعم اية معارضة سورية تناهض امريكا والعواصم الامبريالية الاخرى والرجعية العربية - والقوى الليبرالية وقوى الانفتاح الاقتصادي (فلسفة السوق).{nl}وما عدا ذلك نسخة اخرى من المعارضة العراقية التي وفرت الغطاء المحلي والعربي والدولي للعدوان على العراق وتدميره باسم الحرية وحقوق الانسان والممرات الانسانية (في كردستان) والحظر الجوي ومعسكرات اللاجئين, وتصفية دولة التعليم المجاني والقطاع العام... الخ.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/03-2012/عربي-73.doc)