Haidar
2012-03-07, 01:53 PM
حديث القدس: المشكلة هنا ... وليست في ايران والقنبلة الحقيقية هي زرع التطرف{nl}بقلم: أسرة التحرير عن جريدة القدس{nl}حاولت اسرائيل ونجحت في تحويل ما تسميه بالخطر النووي الايراني الى قضية دولية بصورة عامة، والى شأن اميركي داخلي تقريبا بحيث اخذ مرشحو الرئاسة وبينهم الرئيس اوباما نفسه، يتسابقون للحديث عنه ويتنافسون في ابداء التفهم والتضامن والدفاع عن الموقف الاسرائيلي، وكان مؤتمر "إيباك" مناسبة وفرصة لا تعوض لهذا التنافس.{nl}واسرائيل تعرف اكثر من غيرها ان سنة الانتخابات هي المجال الأرحب لاكتساب اكبر قدر من التأييد لها والوعود والضمانات فعلا وقولا لمواقفها في المجتمع الاميركي. وهكذا سمعنا تصريحات تراوحت بين ذهاب احد المرشحين حد انكار وجود الشعب الفلسطيني اساسا، وبين التأييد المطلق لاسرائيل وامنها وتفوقها العسكري واعتبار مصالحها مصلحة اميركية وأمنها جزءا من الامن الاميركي.{nl}ويذهب قادة اسرائيل بعيدا في ممارسة الضغوط إما مباشرة او بشكل غير مباشر، وفي الولايات المتحدة حاليا رئيس الوزراء نتانياهو ووزير الدفاع باراك والرئيس بيريس، وكل واحد منهم يقوم بدور ويمارس التحريض ضد ايران. والنقطة المركزية في هذه المرحلة هي التهديد بمهاجمة ايران لتدمير مفاعلاتها النووية، ولان الرئيس اوباما لا يريد ميادين جديدة للتوتر في هذه السنة بما يؤثر على فرص فوزه، فانه يحاول اقناع قادة اسرائيل بعدم المهاجمة بينما هم يهددون ويحضرون ويثيرون المخاوف لدى الادارة الاميركية، وتسارع الادارة الى تقديم الضمانات والالتزامات لاقناعهم بالتمهل قليلا وترك المجال للعقوبات الاقتصادية والمالية والسياسية حتى ما بعد الانتخابات على الاقل.{nl}ومن ابرز هذه الضمانات المعلنة، ان الرئيس الاميركي في خطابه امام "إيباك" تجاهل الاستيطان كليا وتحدث باختصار شديد عن القضية الفلسطينية وضرورة تحقيق السلام وحل الدولتين دون ان يحدد اية مرجعيات او ضوابط لمثل هذا الحل. اي ان الحديث يدور عن ايران وخطرها النووي، والمعنى لنا وعن اطلاق يد اسرائيل في الاستيطان والتهويد والتوسع دون ضابط او ضاغط، وقد جاءت احاديث المصالحة التي لم تتحقق ليتخذها نتانياهو ذريعة جديدة للتهرب من اي استحقاق للسلام.{nl}ترفض اسرائيل الاعتراف بأن المشكلة هنا وليست في ايران، ويسايرها في ذلك جزء كبير من الرأي الرسمي في الغرب مع ان الرأي العام الشعبي يدرك الحقيقة وقد تظاهر بعضهم امام مؤتمر الإيباك للاعتراض على المواقف الاميركية من ايران وتجاهل الاحتلال والاستيطان.{nl}قد تمتلك ايران قنبلة نووية او لا تملك، وهذه ليست المشكلة. ان باكستان دولة اسلامية تمتلك السلاح النووي والهند كذلك، ولا يشكل ذلك اية مشكلة بل كان عامل استقرار في حالات كثيرة وتجنبا للتوتر والخلافات. وحسب معظم التقارير والافادات، فان اسرائيل تمتلك سلاحا نوويا، فلماذا تجيزه لنفسها وترفضه لغيرها.{nl}ان "القنبلة الحقيقية" هي استمرار سياسة القهر والاحتلال والاستيطان والتهويد وانكار الحقوق والتهرب من السلام واستحقاقاته التي تمارسها اسرائيل، وان كانت قد نجحت او تنجح على المدى القصير والمتوسط، فانها على المدى القريب غير البعيد، ستنفجر تطرفا وعنفا وعدم استقرار وتشكل مخاطر قد تفوق السلاح النووي الذي لن يستخدمه احد من اصحابه، على الارجح، فهل تفيق اسرائيل ؟{nl}الشعب الأردني..شعب جميل وأصيل!{nl}بقلم: عامر العظم عن جريدة القدس{nl}قُدر لي أن أتابع وأتواصل مع عدد كبير من الأردنيين، وما لمست في أكثرهم إلا الطيبة وروح المساعدة عندما تقترب منهم أو تطلبهم، أجاهد كثيرا في انتقاء التعبير الذي يحدد من أعني عندما أتحدث عن الأردنيين: شرق أردنيين، أردنيين، أبناء الضفة الشرقية، لا فرق.. فكل التوصيفات تؤدي إلى نهر الأردن الذي لا يفصل بيننا كشعب..فنحن في الضفة الغربية نسميه نهر الأردن، هو نهر الأردن شرق وغرب الأردن..شرق وغرب فلسطين لدى كل الأردنيين والفلسطينيين. وإن قلت "شرق أردنيين" فهذا يعني تلقائيا أن هناك "غرب أردنيين" (أو فلسطينيين)، وإن قلت "أبناء الضفة الشرقية"، فهذا يشير تلقائيا إلى أبناء ضفة أخرى من ضفة نهرك وهي الضفة الغربية. وإن قلت "أردنيين"، فأنت تعني كل الأردنيين من كل المنابت والأصول والضفاف! إذ كل الطرق تؤدي إلى نهر واحد وشعب واحد! لا مجال للتهرب أو التزوير حتى لو قفزت أو تعاميت على حقائق التاريخ والجغرافية والقرابة والمصاهرة والجيرة والعمل والزمالة والمنطق!{nl}النهر لا يشكل فاصلا بين الشعوب، هذا هو حال الأنهار التي نعرفها، الأنهار تمر بين الدول لكنها لا تفصل شعوبها.. فالمصري مصري شرق النيل وغربه (شمالا) والسوداني سوداني كذلك (جنوبا)، والسوري سوري شمال الفرات وجنوبه، والعراقي عراقي شرق دجلة وغربه، (وقس على كل الأنهار)، فما أدراك عندما نتحدث عن نهر شحيح لا يروي بقرة بلدية أو عنزة شامية! إننا شعب واحد أيها العقلاء!{nl}أمضيت أربعين يوما في الضفة الغربية وعدت إلى الأردن قبل عشرة أيام..وخلال هبوطي في سيارة الأجرة من الجبال الغربية نحو غور الأردن حيث ترى الجبال الشرقية على الجانب الآخر، تستطيع أن تسأل نفسك إن كان سكان هذه المنطقة هم شعبين أم شعب واحد، وعندما تصل إلى بداية غور الأردن في الجفتلك أو العوجا أو أريحا أو أي منطقة وتنظر إلى امتداد غور الأردن الذي ترى بالعين المجردة جزأه الشرقي وجباله الشرقية، تستطيع أن تدرك، حتى لو كنت غريبا عن المنطقة، أن سكان هذه المنطقة هم شعب واحد عبر التاريخ. قف على جبال غور الأردن في أي مكان، شرق أو غرب النهر، انزل إلى غور الأردن، شرقا أو غربا، وتأمل وفكر، ثم قرر بنفسك!{nl}منح الجنسية أو تسهيل إقامة الفلسطيني في الأردن لا يعد تعزيزا للوطن البديل أو تخليا عن فلسطين لا من قبل الفلسطينيين ولا الأردنيين، أنت عندما منحت أو تمنح الجنسية أو سهلت حياة الفلسطيني، فأنت فعلت ذلك لأسباب قانونية أو منطقية أو أخلاقية أو دينية أو إنسانية أو وطنية..لا يهم الدافع، أنت فعلت ذلك بكل قناعة وضمير.{nl}الفلسطيني لا يمكن أن ينسى وطنه، أنت تراهم دائما يتحدثون في حياتهم اليومية عن قراهم ومدنهم الأصلية وعائلاتهم "المشتتة" وتاريخهم الغابر، المأساة والشتات تجمعهم، إنهم يتحدثون بعفوية وذاكرة مجروحة أو مشوشة أو مجهدة.{nl}أنت عندما تسهل حياة أبناء الضفة الغربية، فأنت تعزز صمودهم، فالأردن هو ليس رئتهم من الاحتلال الإسرائيلي الخانق بل وطنهم..الوطن ليس رقم وطني أو بطاقة أحوال شخصية أو جواز سفر. الوطن أهل وشعب وثقافة وإحساس ومصير، إنهم عندما يأتون إلى الأردن، فإنهم لا يشعرون بغربة، إنهم بين أهلهم وشعبهم.{nl}لا يجب أن ننسى أن هناك ستة ملايين فلسطيني مرابطون في فلسطين الآن، يتعرضون لعقود طويلة لكل صنوف القهر والاضطهاد العنصري على يد الاحتلال الإسرائيلي لكنهم صامدون يدافعون بثبات في الخندق الأول عن فلسطين والأردن ومستقبل أمتهم، إنهم يأتون إلى الأردن ويزورون أقاربهم وينهون أعمالهم ويعودون إلى بيوتهم في فلسطين، إنهم يحبون وطنهم وقراهم وأراضيهم. لذا، علينا أن نتفهم مشاعر شريحة كبيرة من أبناء شعبنا هنا في الأردن ممن لهم امتداد وأقارب وأهل في فلسطين خاصة عندما نتحدث عن الهوية والجنسية والوطن البديل.{nl}الحكومة الأردنية تساعد الفلسطينيين طبيا وإغاثيا وسياسيا وتسهل على القادمين من غزة والضفة الغربية وعلى حياة أبنائهم في الأردن، إنها لا تفعل ذلك لتحقيق مزاعم الوطن البديل، إنها تفعل ذلك لأسباب مبدئية وأخلاقية.{nl}الشعب الأردني أكثر وعيا من أي دعوة لقلة تدعو للتمايز أو التفرقة أو ترسيخ تعاليم سايكس بيكو، لمست ذلك من خلال متابعاتي وعلاقاتي وصداقاتي الكثيرة..معظمهم يدركون في قرارة أنفسهم أنهم شعب واحد بمصير واحد بحكم التاريخ والجغرافيا والقرابة والمصاهرة والزمالة والجيرة والمنطق...الشعب الأردني شعب جميل وأصيل!{nl}القمة الإسرائيلية -الأميركية: استهداف إيران وتجاهل فلسطين{nl}بقلم : أشرف العجرمي عن جريدة الأيام {nl}انتهى اللقاء بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدون توتر وبأجواء يمكن القول أنها كانت إيجابية، فلقد سمع نتنياهو ما كان يريد سماعه من أوباما وسمع الأخير ما أراده من نتنياهو. وكانت حصيلة اللقاء جيدة بالنسبة للطرفين. نتنياهو أكد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وامتلاكها زمام أمرها، أي حقها في العدوان على أي دولة تريد وفي أي مكان بداعي أنها تشكل خطراً على أمن إسرائيل، وهنا يدور الحديث عن إيران تحديداً، ولكنه في نفس الوقت أبلغ السيد أوباما بأنه لم يتخذ قراراً بعد بمهاجمة إيران، وهذا الذي أراح الرئيس الأميركي، الذي كان يريد الحصول على تطمينات بأن إسرائيل لن تقوم بمهاجمة إيران من طرفٍ واحد ودون التنسيق وأخذ مواقفه الإدارة الأميركية، حتى لا تفرض إسرائيل على الإدارة الأميركية وضعاً لا تريده بتوقيت غير ملائم، فتضطر للانجرار إلى حرب لم تقررها أو إلى المواجهة مع إسرائيل، وهذا لا يريده أوباما في هذه الفترة التي تسبق الانتخابات الأميركية.{nl}وربما الشيء الذي لا يوافق عليه أوباما في أقوال نتنياهو هو أن إسرائيل لن تنتظر طويلاً وأنها تعتقد أن الجهد الدبلوماسي والضغوط الاقتصادية لا تجدي نفعاً مع إيران، وأن هناك حاجة لاستخدام القوة لوقف البرنامج النووي الإيراني. أما أوباما فقد أثلج صدر الإسرائيليين عندما قالها قاطعةً أن الولايات المتحدة الأميركية لن تسمح لإيران بامتلاك سلاحٍ نووي وأنه بالرغم من وجود نافذة دبلوماسية يجب أن تنتهزها إيران للتوصل إلى حل بشأن مشروعها النووي، فإن الخيارات لا تزال جميعها على الطاولة. أي أن الولايات المتحدة لا تستبعد اللجوء إلى الخيار العسكري إذا لم تستغل إيران الفرصة الضيقة أمامها للتوصل إلى تسوية مع المجتمع الدولي، ولكن ليس بالاستعجال الذي يصم الموقف الإسرائيلي. {nl}من هنا كان لقاء القمة ناجحاً للطرفين. أوباما تحدث أمام اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة "منظمة إيباك" في اجتماع حاشد ضم ثلاثة عشر ألفَ مشارك ربما في حشدٍ يراد منه التلويح لإدارة أوباما بضرورة دعم إسرائيل في موقفها ضد إيران، وأوصل رسالة مفادها أنه يدعم إسرائيل بكل قوته وأنه إذا اختلف مع نتنياهو على قضايا تكتيكية تتعلق بتوقيت أو طريقة العمل ضد برنامج إيران النووي فهو لا يختلف معه على القضايا المبدئية مثل الحفاظ على أمن إسرائيل وتفوقها النوعي على كل جيرانها بل على كل دول الشرق الأوسط، وأيضاً الحرص على ألا تكون دولة أخرى تمتلك أسلحة دمار شامل ومنها السلاح النووي كالذي تمتلكه إسرائيل، وكان واضحاً في تصميمه على منع إيران من الحصول على سلاحٍ نووي.{nl}والأكثر من ذلك أن أوباما تجاهل بالمطلق القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهذا ينسجم تماماً مع الموقف الإسرائيلي الذي لا يرى مبرراً أو دافعاً للخوض في هذا الملف الذي لم يعد على الأجندة الإسرائيلية. فالهموم الإسرائيلية لا تتجاوز الاستمرار في فرض الأمر الواقع في الأراضي الفلسطينية من استيطان وإدامة الاحتلال، لا تشكل العملية السياسية أولوية أو عنصر اهتمام في إسرائيل. وهذا ربما يقنع اللوبي اليهودي بدعمه مجدداً في حملته الانتخابية.{nl}لقد بات واضحاً أن الإدارة الأميركية الآن تركز على ملفين فقط الأول هو ملف الثورات العربية الذي تعتبره عاجلاً لجهة الاستفادة القصوى منه في ضمان أنظمة جديدة موالية لها في البلدان التي سقطت فيها الأنظمة والتعاون مع المعارضة التي تجري عملية شرائها وتطويعها للمستقبل، وتحتل سورية أهمية خاصة في هذا الملف حيث تعمل واشنطن على كل الأصعدة داخل وخارج سورية للحصول على أفضل النتائج في المذابح والمعركة الدموية التي يخوضها الشعب السوري في وجه نظام الأسد القمعي. وتشارك إسرائيل الولايات المتحدة في هذا الاهتمام وان كانت إسرائيل تخشى الفوضى في سورية بعد أن شكل النظام السوري ضمانة للأمن التام في هضبة الجولان طوال الفترة الممتدة منذ العام 1967 وحتى الآن وبدون مقابل.{nl} والثاني هو الملف الإيراني وخصوصاً البترول في منطقة الخليج الذي تخشى أميركا من فقدان سيطرتها عليه بأي شكل، ولعل امتلاك إيران لأسلحة نووية يغير معادلة موازين القوى في المنطقة ويشكل خطراً على استمرار السيطرة الأميركية وتحكمها في هذه البحيرة النفطية الحيوية.{nl}أما الملف الفلسطيني فهو مؤجل إلى إشعار آخر، طالما أن إسرائيل غير معنية بإحداث أي تقدم فيه، وأيضاً لأن الولايات المتحدة فشلت في دفع إسرائيل على التعامل إيجابياً مع العملية التفاوضية حتى في خطوة صغيرة مثل تجميد الاستيطان ولو لثلاثة شهور. وأيضاً لأن القيادة الفلسطينية فقدت الأمل بالمفاوضات مع إسرائيل والتي أصبحت مضيعة للوقت وبدون جدوى، واختارت اللعب في ملعب لا تحبه أميركا وهو الأمم المتحدة حتى لو لم يحقق الفلسطينيون أي إنجاز في أعقاب التوجه إلى مجلس الأمن. لهذا يوجد انسجام في الموقفين من العملية السياسية الآن بسبب الانتخابات والفشل الأميركي وعدم وجود رغبة في إغضاب إسرائيل.{nl}هذه حقيقة يجب أن يعيها الفلسطينيون جيداً ويحاولوا النظر لمصالحهم بطريقة مختلفة، فالقضية الفلسطينية لم تعد أولوية دولية أو إقليمية، بما في ذلك عربية بسبب انشغال الدول العربية في همومها ومشاكلها الخاصة، وهذا من المفروض أن يعجل بإنهاء ملف المصالحة المتعثر الذي يواجه عقبات كبيرة، وأيضاً أن يدفع كل القيادات الفلسطينية على التوافق على إستراتيجية وطنية لمواجهة الاستيطان والاحتلال ويعيد للقضية مكانتها على كل المستويات، ولكن هذا على ما يبدو مطلب بعيد المنال، وإذا كان هذا هو الحقيقة يجب ألا نعتب على أي جهة أخرى غير فلسطينية، حتى لو كان العالم كله يتحمل مسؤولية الاحتلال الإسرائيلي.{nl}التنظيم الفلسطيني بين "التعظيم" و"التقزيم"{nl}بقلم: علي جرادات عن جريدة الايام{nl}رغم مدادة تجربته وغنى دروسها، يعيد التنظيم السياسي الفلسطيني (بشقيه الوطني والفصائلي)، الوقوع في أوجهِ تيهٍ، لازمته، برنامجاً وممارسة، في محطة ما بعد "النكبة"، التي أفضت إلى قطعِ سياق هذا التنظيم، وغيابه عن التصدي للشق الوطني من المجابهة المباشرة والمفروضة، سواء لجهة التخلف عن توتير قوس الفعل النضالي الميداني واستنهاضه، وحفز الجاري منه، وقيادته، وتوجيهه، ورفْعِهِ إلى أعلى مستوىً ممكن من السعة والتواصل والترابط، أو لجهة التخلف عن رفعِ سقفِ جناحٍ قومي نهض للمواجهة، ومساندته في كشفِ طابق أجنحة قومية أخرى، بشقيها المتقاعس والمتواطئ، ووضعها أمام مسؤولياتها، أو لجهة التخلف عن تحريض الشعوب العربية واستنهاض طاقاتها الهائلة.{nl}بذلك فقد التنظيم السياسي الفلسطيني في محطة ما بعد النكبة طليعيته المأمولة، وسقط في وهدة الانقسام والتبعثر، وتراجعِ الدورِ والتأثير، وفقدانِ زمامِ المبادرة، ليغرق بالنتيجة في عقدين من خطاب، (بل خُطَب)، الشعارات العامة، وانتصاراتها اللغوية، ويقع، (من حيث يدري، أو لا يدري)، في خطيئة تقزيم دور العامل الوطني، كوجه مضمر في خطيئة تعظيم الرهان على العامل القومي بغلافه الإسلامي، الذي لم يأت تعظيمه من باب وعي إستراتيجيته بالنسبة إلى العامل الوطني، بل جاء من باب التغطية على عجز الأخير، وتلفعه في الجدل العقيم بين تجريدات: "الوحدة طريق العودة" و"العودة طريق الوحدة" و"الإسلام هو الحل"، ما ساهم في إعاقةِ ولادةٍ مبكرة لصيغة التوازن الواقعي الدقيق بين دور الوطني والقومي بغلافه الإسلامي في حمْلِ مهام القضية الفلسطينية وتحمُّلِ أعبائها الثقيلة، بوصفها قضية قومية ووطنية في آن.{nl}بالمقدور تفسير قطع مؤقت أصاب سياق التنظيم السياسي الفلسطيني في محطة ما بعد النكبة، بإحالته إلى مفاعيل ما تمخض عنها من نتائج سياسية قاسية صادمة ومحبطة، لكن من الصعب تفسير إطالة أمد هذا القطع، وما نجم عنها من إطالة لأمد تقزيم وانقسام وتراجع دور العامل الوطني في المواجهة، دون إحالته إلى ما أصاب هذا التنظيم السياسي من تيهٍ، يحيل بدوره إلى دخول أجنحته الفاعلة آنذاك عالم السياسة، برنامجاً وممارسة، من بوابة سطوة فقر المجرد المطلق على غنى الواقعي النسبي في فهم، والتعامل مع، وتجسير، تناقض علاقة الوطني بالقومي في المواجهة. سطوة وشت بثقافة سياسية "ريفية"، توسدت، باطمئنانٍ بريء، تعظيم دور العامل القومي بغلافه الإسلامي، وراهنت عليه، بتجريد عالٍ، لم يميز بين عجره وبجره، على تحقيق الانتصار في المواجهة، دون أن تدري أنها بذلك، إنما تكون قد قزَّمت دور العامل الوطني، وأيضاً بتجريدٍ عالٍ، لم يميز بين ضرورة تشبثه بانتمائه القومي، وبين ضرورة قيامه بمهماته الوطنية المباشرة والمفروضة.{nl}لكن، ولأن "السياسة جبر وليست حساباً"، ولأن قضاياها معقدة بطبيعتها وبعمومها، بحسبان تعاملها مع أعقد أشكال الحركة الاجتماعية، ولأن القضية الفلسطينية بخصوصيتها، هي من بين أعقد القضايا السياسية في التاريخ المعاصر، بل، وربما أعقدها، فقد كان طبيعياً أن يتعرَّضَ التنظيم السياسي الفلسطيني، ووعيه "الريفي" المجرد والمطلق، لهزةٍ عميقة، اسمها هزيمة العام 1967 وأسئلتها الموجعة والحارقة، التي، وإن كانت قد كشفت أول، وأكثر، ما كشفت طابق "المُضخَّم" بالتجريد في برنامج العامل القومي بغلافه الإسلامي، إلا أنها كشفت أيضاً طابق ما أسبغه عليه العامل الوطني من "تعظيمٍ" تجريدي.{nl}بهذا الكشف المزدوج، دخل التنظيم السياسي الفلسطيني طوره الأكثر صحية، (وإن ليس باكتمال وشمولية بالطبع)، في التعاطي مع، وتجسير تناقضات، المعادلات المعقدة للقضية الفلسطينية، وأولها معادلة علاقة الوطني بالقومي في المواجهة، حيث اندفع، (التنظيم الفلسطيني)، أكثر صوب تفجير الطور الثاني من الثورة الفلسطينية، التي كانت النكبة عام 1948 قد قطعت سياق طورها الأول، الذي كان قد تبلور، في عشرينيات القرن المنصرم، وبلغ ذروته في ثورة 1936-1939، في مواجهة، بدايات الغزوة الصهيونية، وما جلبته من موجات هجرة يهودية، استولت على أجزاء من الأرض الفلسطينية واستوطنتها. {nl}بهذا انتشل التنظيم السياسي الفلسطيني نفسه من وهدة عقدين من التيه، وأحرز تنامياً، (كمياً ونوعياً)، وانخرط، بطاقاته المتعددة، وبمشاربه الفكرية المتنوعة، (باستثناء "الإسلامي" منها)، في مهامه الوطنية المباشرة المفروضة، وأعاد نظمَ طرفي معادلة المواجهة، (القومي والوطني)، في صيغة تكاملٍ، صار الثاني منها، (الوطني)، مبادراً وفاعلاً، وبالنتيجة، حافزاً ومحركاً للأول، (القومي). {nl}هنا تغلغلت عملية التنظيم والانتظام في أوساط الشعب الفلسطيني وتوسعت وتعمقت، لنكون بذلك أمام عملية مقاومة شعبية فعلية واسعة ومتصلة، تعددت أشكالها وترابطت حلقاتها، داخل الوطن وخارجه، وزادتها حروب الاحتلال وقمعه تأججاً في وجهتها العامة، بل، وتكلّلت بعد عقدين على توتير قوسها، بانفجار الانتفاضة الشعبية الكبرى في كانون أول عام 1987، التي نقلت هدف الاستقلال الوطني الفلسطيني التام الكامل والسيَّد، ولو على الأراضي المحتلة عام 1967، من كونه إمكانية مجردة إلى كونه إمكانية واقعية، اصطدم تحققها الفعلي بتحولات دولية وقومية وإقليمية عاصفة.{nl}هنا، ومصداقاً لقول: " يعيد التاريخ نفسه مرتين، مرة على شكل مأساة، ومرة على شكل ملهاة"، فإن التنظيم السياسي الفلسطيني، لم يجد سبيلاً لمواجهة ما واجهَ من مستجدات مجافية، غير سبيل الانحناء أمام العاصفة، والعودة مجدداً إلى معادلة "التعظيم" و"التقزيم" التجريدية إياها، إنما بقلبِ طرفيها، حيث جرى تعظيم الرهان على قدرة العامل الوطني في تحقيق انتصارٍ سياسي حاسم، وفي أقله تحصيل تسوية سياسية متوازنة، (وما أدراك بعادلة)، للصراع، من دون إحداث تعديل جدي في ميزان القوى، يتطلب تحققه أول، وأكثر، ما يتطلب، إسناداً قومياً فعلياً وحقيقياً، هو بدوره غير ممكن التحقيق من دون أن يبقي محركه، ومهمازه، وحافزه، ورافع سقفه، الوطني فاعلاً ومبادراً وموَحَّداً، برنامجاً وممارسة. {nl}لكن، ولأن التنظيم السياسي الفلسطيني قد سار منذ عقدين، (وبعد انطفاء جذوة انتفاضة الأقصى بخاصة)، على غير هذا النحو المطلوب واقعاً، فقد كان طبيعياً، أن يجد نفسه وقد غرق مجدداً في حالة قاتلة من الانقسام والتبعثر وفقدان الدور والتأثير والمبادرة، أفضت به مرة أخرى إلى تيه سياسة الانتظار و"تعظيم" الرهان المجرد على العوامل الخارجية، (التي بات الدولي المجافي أحدها)، بل، وصار كسب اعتراف الخارجي بمسمياته، عامل تعميق لانقسامات الصف الوطني، عوض أن يكون عامل توحيدٍ في مواجهته، والتأثير فيه. {nl}إنها لعبة "التعظيم" و"التقزيم" التجريدية في مسيرة التنظيم السياسي الفلسطيني وفهمه، برنامجاً وممارسة، لتعقيدات علاقة الداخلي بالخارجي في معادلات المواجهة والصراع. إنها لعبة خطرة وقاتلة، آن، (بل تأخر كثيراً، وكثيراً جداً)، أوان التفكير في دروسها القاسية، بجدٍ وجدية.{nl}أوباما وخطاب السقوط{nl}بقلم: عادل عبد الرحمن عن الحياة الجديدة{nl}لم يفاجئ الرئيس الاميركي ، باراك اوباما احدا من المراقبين فيما جاء بخطابه امام المؤتمر السنوي للجنة الاميركية - الاسرائيلية للعلاقات العامة «الايباك» لاكثر من عامل: أولاً لأن الرئيس يتحدث امام اللوبي الصهيوني الاكبر والاقوى في الولايات المتحدة؛ وثانيا كون الرئيس يسعى بقوة لنيل ثقة الناخب الاميركي عموما واليهودي خصوصا للتجديد له في ولاية ثانية للرئاسة؛ وثالثا لأن الايباك يملك ثقل الصوت الانتخابي ، والمال والمنابر الاعلامية المؤثرة في تلميع صورة المرشح المرغوب به إسرائيليا؛ ورابعا للعامل الثابت المتعلق بالعلاقات الاستراتيجية الاميركية - الاسرائيلية.{nl}لذا كان متوقعا ان يكون خطاب المرشح الديمقراطي، القاطن في البيت الابيض منذ ثلاثة اعوام، ويأمل تمديد الاقامة لأعوام خمسة قادمة، خطابا استرقاقيا، مليئا بالممالأة والموالاة لاسرائيل والصهيونية وسياساتها التخريبية والعدوانية ضد شعوب المنطقة كلها وخاصة الشعبين الفلسطيني والايراني ارتباطا بموضوع الملف النووي الايراني. جاء خطاب الرئيس الاسود إسرائيلياً بامتياز، لان جل الخطاب تركز على القضايا ذات الصلة بدولة الابرتهايد الاسرائيلية، فأولاً كال المديح{nl}المفرط للرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس، الذي كان موجودا في المؤتمر، بعد ان منحه اوباما اعلى وسام اميركي « وسام الحرية» . ثم جال اوباما في بلاغتة الاسترقاقية في التأكيد على عمق العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة واسرائيل، وتأكيد دعمه المطلق لاسرائيل وتفوقها وامنها كدولة «يهودية ديمقراطية»!؟ على كل دول المنطقة، ليس هذا فحسب، بل إن الرئيس المستميت على كسب ود الصوت اليهودي الصهيوني الاميركي، اعطى حكومة اليمين الصهيوني المتطرف الضوء الاخضر لشن حرب على إيران، حينما أكد على حق إسرائيل المطلق في الدفاع عن نفسها كدولة مستقلة ذات سيادة!؟ رابطا بين ما يمثله الملف النووي الايراني من تهديد للامن القومي الاسرائيلي والاميركي!{nl}وبطريقة لا يشوبها الغموض او الالتباس، اشار اوباما المتهافت حتى الاذلال امام الايباك وقادة دولة اسرائيل، بانه يفهم ويدرك بان اي حكومة اسرائيلية مهما كانت لا يمكن ان تسلم بوجود اسلحة نووية ايرانية ، وان من حقها حماية مواطنيها؟! بتعبير آخر، منح اوباما، الذي يقود اعظم قوة على الارض لدولة الابرتهايد الاسرائيلية بشن حرب دون العودة للشرعية الدولية او دون اخذ الاذن من اية جهة دولية كانت بما في ذلك الولايات المتحدة.{nl} السؤال الذي يطرح نفسه على الرئيس الاميركي: لماذا مسموح لاسرائيل التسلح بالسلاح النووي وغير مسموح لاي دولة مستقلة ذات سيادة في المنطقة بوجود ذات السلاح ؟ وهل السلاح النووي الاسرائيلي مبرر والسلاح النووي الايراني او غير الايراني غير مبرر؟ مع الوقائع الاسرائيلية والاميركية ولجنة الطاقة الدولية ، الجميع يؤكد ان إيران لم تتمكن حتى الان من بلوغ مرحلة امتلاك سلاح نووي، وكل الموجود لديها لا يتجاوز التخصيب للاغراض السلمية.{nl}ومع ذلك المسألة ليست في امتلاك ايران او عدم امتلاكها للسلاح النووي بقدر ما هو مطلوب ضربها وتركيعها خدمة للمصالح الاميركية ? الاسرائيلية ومشروعها الشرق اوسطي الجديد او الكبير، وليس دفاعا عن عرب الخليج، ولا حرصا على الشعوب العربية، بل كما اشير رغبة في اعادة تشكيل المنطقة وفق المشيئة الصهيونية والطغمة المالية العالمية.{nl}استقلال دولة من الدول وسيادتها لا يسمح لها بالاعتداء على دولة اخرى دون سابق انذار. ايران لم تعتد على إسرائيل، واطلاق تصريح هنا او هناك لا يعني تهديدا لها او لغيرها، وليس لمجرد اطلاق تصريح من قبل قادة دولة من الدول ضد دولة اخرى، معنى ذلك انها شنت الحرب عليها؟ ان فلسفة الحرب الاستباقية التي اقرتها ادارة بوش الابن بعد احداث الحادي عشر من ايلول2001، فلسفة ارهابية بامتياز، ومنافية لابسط قواعد القانون الدولي ومواثيقه، ولا يجوز استمراريتها، لانها تؤدي الى تخريب وتدمير العلاقات الدولية. وهذا ليس دفاعا عن ايران او غيرها، وليس دفاعا عن امتلاك اي دولة للسلاح النووي بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا والصين وغيرها من الدول، لان السلاح النووي خطر يهدد مستقبل البشرية.{nl}خطاب اوباما امام الايباك ، كان خطاب السقوط المريع للرئيس الاميركي، خطاب الاستجداء للصوت اليهودي الصهيوني. لانه لم يتطرق للقضايا الداخلية الاميركية.{nl} اوباما لم يطرح موقفا من اي مسألة ذات شأن للمواطن الاميركي، حتى قضية السلام في المنطقة لم تأخذ الحد الادنى من اهتمام الرئيس الاسود. بل جاء عليها مرورا سطحيا وعابرا، وكأن لسان حال رئيس البيت الابيض ايضا يقول لقادة اليمين الصهيوني المتطرف لكم ما تشاؤون، استبيحوا حقوق الفلسطينيين، استوطنوا اينما شئتم ؟!{nl}خطاب اوباما يكشف مجددا امام القيادة الفلسطينية، ان الولايات المتحدة من خلال مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لاهم لها سوى مصالح اسرائيل والصوت اليهودي الاميركي، وبالتالي وعلى اهمية مكانة الولايات المتحدة،{nl}فان القيادة الفلسطينية مطالبة بالتوقف امام اللوحة الاميركية البائسة والمظلمة بما يسمح للشعب الفلسطيني وقواه السياسية وقيادته الشرعية محاولة ايقاظ الادارة الاميركية من سباتها، واشعارها ان هناك مصالح لاميركا في المنطقة والصوت العربي الفلسطيني ضروري في حماية او عدم حماية تلك المصالح بمقدار ما تحاول اميركا مراعاة مصالح الشعوب العربية. لان العالم لا يسمع من الاموات والبؤساء والخانعين والمستلبين.{nl}أحداث ترسم بداية لنهاية الانفاق{nl}بقلم: شيرين السيقلي عن الحياة الجديدة{nl}قد يخالفني الرأي، فئة من الناس، لمصالح هنا وهناك، أنفاق حفرت في فترة زمنية، لحاجة ماسة لسكان قطاع غزة، ولحصار مفروض عليه منذ عام 2006، ذاك الحصار الذي ازداد شدة منذ سيطرت حماس على قطاع غزة، حيث أزمة الغذاء والدواء والوقود التي استشرت في جميع القطاعات.{nl}وامتازت الانفاق بترخيص من الحكومة في غزة، حيث أصبحت الانفاق أمرا واقعا لا بديل له في حياة سكان القطاع، كونها المنفذ الوحيد لإدخال البضائع والحاجيات الاساسية منذ فرض الحصار، فشكلت الحكومة في غزة، بما يعرف بدائرة «لجنة الانفاق»، والتي أشرفت على الانفاق وأصبحت الآمر الناهي بكل ما يتعلق بتلك الانفاق وفرض الضرائب وجبايتها على كل ما يدخل أو يخرج، سواء كانت البضائع مواد غذائية، سيارات حديثة أو غيرها.{nl}وبدأت الاوضاع تتلحلح قليلاً، خاصةً بعد أحداث سفينة مرمرة التركية، حيث فُتح معبرا رفح وكرم أبو سالم البريان بشكل جزئي، وأصبحت البضائع تدخل القطاع سواء مواد غذائية، سيارات أو غيرها، وتم حظر دخول بعض البضائع كمواد البناء (حصمة– حديد -اسمنت)، حيث مازالت اسرائيل تمنع دخولها حتى الآن، ولكنها تدخل عبر الانفاق وإن كانت بكميات محدودة.{nl}ولكن !!!!{nl}للأسف أصبحت الانفاق ملاذا لتهريب الاشياء الممنوعة « مخدرات، سجائر وسيارات مسروقة»، فبعد أن كانت الانفاق هي السبيل الوحيد لإدخال البضائع والحاجيات الضرورية لقطاع غزة، أصبحت مكانا لتهريب المخدرات بأنواعها والترمال وهو صنف متداول بشكل تدمع له القلوب في القطاع، وعلى الرغم من الجهود المبذولة من دائرة مكافحة المخدرات والحملات التي تقوم بها الحكومة، إلا ان هذا لا يكفي مقابل المحاولات الحثيثة لذوي النفوس الضعيفة، التي تحاول دون كلل تدمير شعبنا وأبنائه، بترويج المخدرات والترمال وبأسعار سهلة المنال فلا يخلو حفل للشباب دونه.{nl}لقد سمعت كثيرا عن تهريب المخدرات في وسائل الاعلام ولكن فاجعتي كانت أكبر، عندما شاهدت بعيني طفلا صغيرا لا يتعدى عمره «13عاما»، أمام محكمة البداية بتهمة تعاطي وتجارة المخدرات، وأخرى، سيدة يناهز عمرها «45عاما»، متهمة بتجارة المخدرات، وحالات أخرى، فالمحاكم تعج بمثل هذه القضايا، وكنا نرى هذه المشاهد في المسلسلات المصرية ولكنها الآن بغزة.{nl}من المستفيد من تدمير أبناء شعبنا؟{nl}ومن المسؤول عن حمايتهم؟{nl}ها هي الانفاق وما تجلبه لنا الآن، لم تقف أضرار الانفاق عند هذا الحد بل وأكثر، وتهريب السجائر (الدخان)، الذي أصبح بأسعار زهيدة وفي متناول الجميع، فنهاك صنف يباع بسعر (4 علب بـ 10 شيقل)، وآخر يباع بسعر(3 علب بـ 10شيقل)، فمنذ فترة وجيزة، رأيت طفلاً في العاشرة من عمره أي بالصف الرابع الابتدائي تقريبا، وإذا به يختبئ خلسة هو وثلاثة من رفاقه أمثاله بالعمر، خلف سور المدرسة، ومعهم علبة سجائر يدخنون منها، فرخصها الفاحش ساعد على رواجها بين الاطفال.{nl}وا مصيبتاه !!!!{nl}أصبحت السجائر في متناول الاطفال بسهولة وبأسعار هينة على مصروفهم البسيط !!!!!{nl}هذه السجائر التي تعم القطاع وتدمر أبناءه وتهدد بصحة شبابه، من المسؤول عنها؟ وعن إدخالها؟{nl}وفي خبر أذيع عبر قناة فضائية مصرية كان عنوان الحلقة صادماً!!!!{nl}«ما مصير 1400 سيارة مسروقة في قطاع غزة»؟{nl}هذا القطاع الذي أصبح يعج بالسيارات الحديثة المجلوبة عبر الانفاق، من أين تلك السيارات؟{nl}ومن أصحابها؟{nl}وهل تعلم الحكومة بأنها مسروقة؟{nl}أم أنها مستفيدة من فرض الضرائب عليها سواء لدائرة لجنة الانفاق أو لدائرة الترخيص؟{nl}فإن كانت الحكومة لا تعلم بأنها مسروقة فتلك مصيبة، وإن كانت تعلم فالمصيبة أكبر، أليس لهذه السيارات أصحاب، تعبوا واجتهدوا ودفعوا الغالي والنفيس لشرائها، أليس هم مسلمون !! حتى السرقة من غير المسلمين حرام، فما بالك بسرقة المسلم للمسلم...{nl}بعد أن كان قطاع غزة ذو السمعة الطيبة بأبنائه الشرفاء ومقاوميه البواسل، أصبحنا بنظر المصريين لصوصا لسياراتهم، كل ذلك بسبب الانفاق والتي أصبحت أضرارها أكثر من منافعها، وأصحاب النفوس الضعيفة التي تستغل مناصبها لتحقيق أرباح لها.{nl}فإن كان لنا حاجة من هذه الانفاق لضرورتها كإدخال الوقود المصري، ومواد البناء (حصمة-حديد-اسمنت) وغيرها، التي تمنع اسرائيل دخولها عبر معبر كرم أبو سالم، فليس هناك ما يمنع من تخصيص بعض الانفاق لإدخالها والاستغناء عن البقية المتبقية منها، التي لا تجلب إلا الضرر لأبنائنا ولشبابنا، شباب المستقبل الذي نأمل به ليحقق النصر القريب، وتحرير الأقصى الشريف، هذا الجيل الذي نتطلع له بعين من الامل لقيادة المسيرة النضالية ومواصلة النضال ضد العدو الصهيوني، الذي لا يكل جاهدا عن السعي لتدميره، وبمساعدة أصحاب النفوس الضعيفة سواء بتهريب المخدرات بأنواعها أو السجائر.{nl}ولماذا لا يتم السعي قدما مع الجانب المصري لفتح معبر تجاري رسمي، تدخل الحكومة من خلاله كل ما ينقص القطاع، سواء مواد البناء، الوقود، أو المواد الاخرى المحظور دخولها، والاستغناء عن تلك الانفاق.{nl}فعلى الحكومة تحمل جميع مسؤولياتها إزاء هذا الشعب، فهو أمانة بعنقها، فلابد من زيادة الرقابة والتشديد على أصحاب النفوس الضعيفة والطابور الخامس، والتصرف معهم بكل حزم وقوة، والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه للعبث بعقول أبنائه، ومكافحة المخدرات بكل الوسائل المتاحة، وزيادة الحملات الرقابية والتوعوية، والتفتيش عليها ومنعها من التداول، وفرض القانون وتطبيق أقصى العقوبات لمروجيها، ومنع وإعادة السيارات المسروقة للمحافظة على السمعة والكرامة لسكان قطاع غزة.{nl}اقرأوا صرخة الحاخام {nl}بقلم: توفيق أبو شومر عن وكالة معا{nl}لا أكتمكم فقد أحسستُ بالغيظ وأنا أقرأ الأسطر الأولى من مقال أحد الحاخامين في صحيفة هارتس، لأنني اعتدتُ أن أقرأ كل عام قصة أستير وصرتُ خبيرا في كيفية توظيف الحكومات الإسرائيلية لهذه القصة، توظيفا يخدم أهدافها وقد وظفتها حكومةُ نتنياهو هذا العام ضد إيران، حتى أن نتنياهو أهدى الرئيس أوباما نسخة مزخرفة من القصة، كنتُ أظنُّ بأن الحاخام كاتب القصة سوف يوظفها كما وظفها نتنياهو، حين استبدل الملك أحشويرش الفارسي، بأحمدي نجاد الإيراني.{nl}فمن يقرأ الأسطر الأولى، يظن بأن الحاخام يتبع جوقة الحاخامين الحريديين المتطرفين في مجال التوظيف الحكومي.{nl}كما أن سبب غيظي يرجعُ إلى أن مقال الحاخام ورد في صحيفة هارتس، والتي لا أعتبرها كما صنَّفها نتنياهو بأنها من أبرز صحف التحريض والعنصرية على اليهود، كما أن الحارديم يتجنبون حتى لمسها لأنها مدنسة، بل أعتبرها صحيفة المعتدلين ممن يرون الحقائق، ويرصدون العيوب والنقائص بتجرد وبمهنية صحفية تستحق التقدير!{nl}إليكم المقال كما أوردته الصحيفة اليوم 6/3/2012 :{nl}(( سنحتفل بعد أيام بعيد البوريم، ونحن مأمورون في هذا العيد أن نشرب الأنخاب حتى الثمالة، حتى لا نستطيع التفريق بين مباركة مردخاي اليهودي، ولعن هامان عدو اليهود، حسب تعاليم الشريعة!{nl}فقد رفض مردخاي اليهودي أن يؤله هامان الفارسي وأن يسجد له، فحقد عليه هامان وأسرَّ للملك أحشويرش الفارسي؛ بأن هناك قوما في مملكته لايطيعون أوامر المَلك، فلهم شريعة خاصة بهم(الأقلية اليهودية)، ويجب التخلص منهم وإبادتهم، واستغل مردخاي غضب الملك من زوجته الفارسية وشتي، التي رفضتْ أن تتعرى أمامه، مما دفعه للزواج بأستير اليهودية،وتتويجها ملكة بدلا من وشتي،وأستير هي ابنة أخ مردخاي وربيبته.{nl}جهَّز هامان مكيدة لمردخاي حتى يتخلص منه، ونصب له مشنقة وأرسل رسالة لإفناء كل اليهود في المملكة الفارسية، واستطاعت أستير أو (هداسا) أن تغير هذه المكيدة وتقلبها على رأس هامان، فظلّ هذا اليوم من أبرز أعياد اليهود.{nl}جرتْ في هذا العام محاولات لتمرير قوانين عنصرية في الكنيست، ليس لها علاقة بأمن إسرائيل، فهي لا تعني سوى إحكام سيطرة الأغلبية اليهودية المتفوقة على الأقليات التي تعيش بيننا!!{nl}إن إقرار تلك القوانين تشرعن العنصرية، هذه العنصرية التي تتجسد في شكل عصابة (دفع الثمن) التي تهاجم الكنائس والمساجد وتقتلع بساتين الزيتون، مضافا إلى ذلك قيام المتطرفين بإزالة صور النساء من الإعلانات في العاصمة!{nl}ولنا أن نتساءل:{nl}هل فعلنا مايكفي لإدانة هذه الأفعال؟{nl}ماذا يعني ترددنا في مواجهة هذه الأفعال، وبخاصة في قضية المهاجرين والفلسطينيين والبدو الذي يعيشون بيننا بلا كهرباء أو مياه جارية، ولا يستطيعون التنقل بحرية، ولا يملكون حق التصويت؟!!{nl}من المفروض أن يكون هذا العيد احتفالا ببناء دولة يهودية بحيث تكون دولة عدالة وتسامح وتعاطف مع الأقليات ممن يعيشون بيننا!!)){nl}انتهى الاقتباس{nl} (كاتب المقال هو الحاخام شمعون سلفستر، رئيس الكنس اليهودية في بريطانيا، ومدير بيت مدراش التابع للجامعة العبرية في القدس)<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/03-2012/محلي-52.doc)