المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء محلي 62



Haidar
2012-04-21, 12:03 PM
في هــــذا الملف{nl}حديث القدس: قتل الأطفال جريمة شنعاء حيثما تحدث{nl}بقلم: أسرة التحرير عن جريدة القدس{nl}فائِضُ القَهْر!{nl}بقلم: خيري منصور عن جريدة القدس{nl}دوامة دم جنونية.. من سيىء إلى أسوأ!! .. عندما تكون المصالح قبل العقائد يتردى العالم نحو الهاوية{nl}بقلم: ريموندا طويل عن جريدة القدس{nl}قال: "فلتمت نفسي مع الفلسطينيين"{nl}بقلم: حسن البطل عن جريدة الأيام{nl}صعوبة الوضع الفلسطيني: الخيارات العشوائية اليائسة{nl}بقلم: أشرف العجرمي عن جريدة الأيام{nl}الحلم المطعون !!!{nl}بقلم: يحيى رباح عن الحياة الجديدة{nl}مثلث الفتنة القرضاوي – جعجع – حمامي {nl}بقلم: احسان الجمل عن وكالة معا{nl}حديث القدس: قتل الأطفال جريمة شنعاء حيثما تحدث{nl}بقلم: أسرة التحرير عن جريدة القدس{nl}انتقدت الحكومة الاسرائيلية أمس إشارة البارونة كاترين أشتون، المفوضة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إلى قتل الأطفال في غزة، خلال العدوان الاسرائيلي على القطاع مطلع العام ٢٠٠٩، وذلك في معرض تعليقها على قتل مسلح لم يحدد انتماؤه لثلاثة من الأطفال اليهود في مدينة تولوز الفرنسية، وكأن قتل الأطفال الفلسطينيين الأبرياء يجب أن يمر أسرع من مرور السحاب، وأن يظل تحت سجادة الإعلام الدولي، ولا يتطرق إليه أي مسؤول أميركي أو اوروبي، أو أي مسؤول آخر في أي مكان على وجه المسكونة.{nl}ولسنا هنا في موقف الدفاع عن المفوضة الأوروبية، فقد قالت بنفسها إن تصريحها تم إخراجه عن سياقه، وربما تعرض لتحريف. لكن الانتقاد الاسرائيلي لتصريحها يثير العديد من التساؤلات. وأول هذه التساؤلات هو :هل من المسموح لاسرائيل أن تقتل الأطفال الفلسطينيين، وتنجو حتى من انتقاد ملطف، جاء في سياق استنكار مسؤولة اوروبية لقتل الأطفال اليهود في فرنسا أيضا؟.{nl}لقد استنكر العالم كله، ومعه السلطة الفلسطينية الجريمة التي وقعت في تولوز، واعتبرها الجميع عملا إرهابيا شنيعا. فهل من المحظور على الجميع التطرق إلى العديد من الأطفال الفلسطينيين الذين سقطوا بنيران الجيش الاسرائيلي منذ الاحتلال، وخصوصا خلال الحرب الدموية التي تعرض إليها القطاع قبل ما يزيد عن الثلاث سنوات؟.{nl}والمفارقة الغريبة هي أنه في الوقت الذي تدين فيه السلطة الفلسطينية قتل الأطفال من اليهود والفلسطينيين على حد سواء، لأنهم أبرياء وبحكم سنهم الغض، فإن الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة لم تدن ما تعرض إليه أطفال الفلسطينيين خلال الانتفاضتين الأولى والثانية، وفي حرب غزة. بل وصل الأمر أحيانا حد اعتبار المحتجين على الاحتلال بداية الانتفاضة الثانية ممن لا تزيد أعمارهم عن الثانية عشرة بالغين يمكن قتلهم، لأنهم، وفقا للذريعة الاسرائيلية، "يشكلون خطرا على اسرائيل". وهكذا حدث.{nl}وحتى حين علق وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان على خطاب البارونة أشتون، فإنه واصل الخطاب الإعلامي الاسرائيلي نفسه، مدعيا أن المدنيين الذين تقتلهم القوات الاسرائيلية يقطنون في مناطق تنطلق منها الصواريخ البدائية نحو اسرائيل. وهذه ذريعة مستهلكة، لأن المهم هو حصيلة القتلى من الأطفال الفلسطينيين الذين يُقتلون أو يصابون بالنيران العسكرية الاسرائيلية. أليس هؤلاء بشرا مثل أطفال اليهود...أم ترى أن الدماء الي تسيل من أجسادهم لها لون آخر غير اللون الأحمر الذي يسيل من الأطفال اليهود؟.{nl}الأطفال في كل بلدان العالم يحملون صفة البراءة، وقتلهم حيثما كانوا هو جريمة شنعاء بكل المقاييس الوضعية والسماوية. وبنفس القدر الذي يُدان فيه ويُستنكر قتل الأطفال اليهود يتحتم على الجميع بالمقاييس الإنسانية السامية أن إدانة واستنكار قتل أطفال الفلسطينيين والسوريين والسويسريين والبلجيكيين، وكل الأطفال الذين تقضي رصاصات الإرهاب والحروب على براءتهم وتودي بحياتهم.{nl}وهذا الموقف الإنساني الشامل هو الذي تحدثت عنه البارونة أشتون في قطاع غزة. ولسنا في معرض الدفاع عنها، فهي قادرة دون شك على الدفاع عن نفسها. لكن ما تعرضت إليه من الانتقاد يوضح بشكل قاطع مدى الضغوط التي يتعرض إليها المسؤولون في اوروبا، وغيرها، حين يصرحون- حتى تلميحا- ولو بعشر معشار الحقائق التي يرونها بأم عيونهم. ومن حقهم أن يرددوا بالفعل، والحالة هذه، قول من قال :في فمي ماء... وهل ينطق من في فمه ماء؟{nl}فائِضُ القَهْر!{nl}بقلم: خيري منصور عن جريدة القدس{nl}قد تكون للْقَهر نَتائج يُمكْن تَوَقعها قياساً على الماضي، فالأشياء تُقارَنُ عادة بما يُماثِلُها رغم أنها أحياناً تَسْتدعي نقائِضَها . وحين قال العرب إن الضد يُظْهر حُسْنَه الضّد، نسوا أن القُبْح أيضاً يُظهر نقيضه، ولَوْلا ذلك لما كانت اليوتوبيات أو المُدُن الفاضلة عَبْر التاريخ، تَعْبيراً عن واقع فاسد، فالخيال لَهُ دَوْرٌ تَعوْيضي، لهذا، فإن الناس يَحلْمون بما لا يَملْكون، أو كما قال برنارد شو يُثَرْثِرون عمّا يَنْقصٌهم .{nl}وإن كانت محاصيل القَهْر مَعْروفة، فإن ما ليس نَعْرِفُه وليس بإمكان أي حاسوب ذكيّ أن يَرْصَدَهُ هو فائض القهر، فهو يُغْرز بالضرورة فوائض عدة، بدءاً من نزعة تَدْمير الذات حتى تَكْرار تلك المقولة الخَرْقاء وهي: لِيَأتِ منِ بَعْدِنا الطّوفان .{nl}وَرَغْمَ صدُور مئات الكتب بمختلف اللغات التي حاول مُؤَلّفوها تفكيك ظاهرة العُنْف والبَحْث عن دوافِعِه، إلا أن ذلك كله بقي في نطاق العُنْف فقط ولم يتمدد إلى فائضه، فما يعانيه العالم الآن هو فائض عُنْف بامتياز .{nl}وإذا كان مصطلح الإفراط في استخدام القوة اُسْتُخدم في مناسبات مُعينة بدافع الإدانة، فإن فائضَ القهر أو الإفراط فيه، لم يُسْتخدم حتى الآن إلا في مدار البحوث الأكاديمية أو المجال السيكولوجي، وثمة نماذج منه في ثقافتنا العربية الحديثة، منها ما كُتِب عن الإنسان المقهور كما في أطروحة د . مصطفى حجازي، ومنها ما كان تَوْصيفاً وتحليلاً للذات الجريحة كما هو الأمر مع مؤلفات د . علي زَيْعور وآخرين .{nl}إن للعنف حدوداً مهما اتسعت وتمدّدت، لكن ما يتخطى هذه الحدود هو ما يَفيضُ من العُنْف .{nl}وإذا كانت الإمبراطوريات الغاربة قد شهدت مسارح مكشوفة لصراع العبيد والأسرى مع الأسود، أمام القيصر الذي يتلذّذ بما يرى ويكتفي بالتقاط حبة عنب واحدة من إناء عملاق مملوء بأندر الفواكه . . فإن الإمبراطورية الجديدة اسَتْبَدَلت الكلاب بالأسود، وثمّة حادثة لم يأتِ ذكْرُها أو ذكْرُ ما يُشبهها في أهم كتاب صدر عن تاريخ التعذيب للفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو، أو حتى في كتاب الراحل هادي العلوي عن التعذيب في تاريخنا، هي طلاء جسد إنسان بالشحم ووضعه في كيس من الخيش، ثم انقضاض قطيع كلاب جائعة عليه .{nl}هذا هو أيضاً فائض التعذيب وليس التعذيب فقط، كما أن الإفراط في استخدام القوة يبقى مصطلحاً غامضاً إذا لم يقل لنا أصحابه ما هي أداة تلك القوة؟ هل هي سيف أو منجنيق أو صاروخ أو سلاح جرثومي؟{nl}نحن نعيش الآن في زمن الفوائض كلها: فائض القوة العمياء وفائض العنف وفائض المكبوتات، لهذا علينا ألا نَعْجَب إذا عَرَفنا السبب، ولعل حالة الفراغ الأخلاقي وغياب الكوابح هي هذا السبب، فمنذ أكثر من قرن بدأ المّبشّرون بالذّرائعية وسائر هذه المصطلحات من السلالة التي كانت تسمّى في زمن الإغريق القدماء بتسويق وَبَث ثقافة كَهْفية يُحْذَفُ منها كلّ ما هو إنساني، فالإنسان مجرد رقم أصمّ، والقَتْلى بالملايين هم مجرد نكرات، وهذا ما دفع شاعراً إنسانياً مثل كمنجز إلى الإصرار على كتابة اسمه بحروف صغيرة تعبيراً عن الوضع الذي آل إليه البشر بعد أن نُزعت آدَميتهم وتم تَجْريف ذاكرتهم بحيث يَصْلحون فقط لأزمات المرور والإحصاءات .{nl}لقد انتهينا منذ زمن من بحث القهر، وعلينا أن نبحث عمّا بَعْدَهُ وهو فائضه.{nl}دوامة دم جنونية.. من سيىء إلى أسوأ!! .. عندما تكون المصالح قبل العقائد يتردى العالم نحو الهاوية{nl}بقلم: ريموندا طويل عن جريدة القدس{nl}1{nl}*تتصاعد وتيرة العنف في منطقتنا المنكوبة يوما بعد يوم، وتنسحق قوة الحق أمام منطق القوة مع مطلع كل أزمة. وتقف كل ثقافات الامم، وفلاسفتها وحكمائها وساستها ومنظريها موقف العجز أمام طوفان الدم والدماء الذي حول الربيع العربي الى شتاء أسود، وألقى بسحب كثيفة من الكراهية العمياء على خريطة الوطن العربي، وأغرق مصر واليمن وتونس وليبيا وسوريا وغزة، وكل مدن وقرى وازقة شرقنا المسكين بسحب ضبابية سوداء من الحزن والاحباط واللامسؤولية واللامبالاة.{nl}"2"{nl}عجزت حضارة الغرب، وثقافة الشرق، وجهابذة السياسة وفلاسفة الاعلام، وعمالقة الفكر والتنظير عن وضع حد لمأساة الدم المهراق في شرقنا العربي المسكين. وباتت الجماهير تراقب مواكب الموت، وتزف قوافل الشهداء في استسلام عاجز، او في عجز مستسلم على نحو ما كان يقول طه حسين.{nl}انتشرت أخبار المآسي والكوارث والحروب عبر خريطة هذه الرقعة من العالم المنكوب، فلا نسمع الا أرقاما مؤلمة عن القتلى والجرحى والمفقودين مع اطلالة كل يوم جديد، ومع كل نشرة أخبار تطل علينا من الشاشة، أو عبر الاثير أو من خلال الصحف نتلقف أخبار الموت، وكأن العالم بأسره تحول الى ساحة معركة ضارية، وكأن البشر فقدوا عقولهم، وتخلوا عن انسانيتهم، واستسلموا لغرائزهم وشهواتهم واطماعهم.{nl}"3"{nl}سفك الدماء هذا يتم ويكتمل لأسباب ومبررات عديدة، ليس من بينها العدل والحق والخير، فالقتل الأعمى الأسود الهمجي يتستر وراء دعاوى الدين والديمقراطية، والحرية، والارهاب والقانون الدولي، ودعاوى مقاومة الظلم والمساواة والعدالة الاجتماعية ومحاربة أسلحة الدمار الشامل وغيرها من المبررات والشعارات والعناوين.{nl}ويظل سفك الدم قائماً، يملأ الشاشات والصحف والمواقع الالكترونية دون كلل أو ملل، ودون ان نتنبه الى أننا فقدنا كل مشاعرنا الانسانية، وأصبحنا نستقبل كل هذه الكوارث وكأنها امور عادية لا توقظ فينا مشاعر الرفض والغضب، ولا تحرك فينا ضمير الانسان المثقف المستنير.{nl}إن أكثر ما يثيرني أن تتحول المؤسسات الدولية، التي يفترض فيها ان تهب لتحمي القيم الانسانية، وتحرص على دم الانسانية البريء ان تتحول هذه المؤسسات الى مؤسسات صماء خرساء صامتة، او متواطئة، أو داعمة، وكأن العالم يفقد عقله واتزانه وبوصلته.{nl}ان الحياة الانسانية مقدسة، وان التسامح مع الخصوم ثقافة انسانية، وفضيلة اخلاقية من شيم الكبار وهذا ما نجد صداه في صفحات التاريخ.. فعمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما فتح القدس – أعطى الامان لأهل القدس، بل إنه حرص على أن يصلي في مكان معين بعيداً عن الكنيسة.. حتى لا يقيم المسلمون مسجداً في ذلك المكان، كما انه جعل من العهدة العمرية دستورا يتعامل به المسلمون مع اصحاب الديانات الأخرى بحيث يحافظ على دمائهم واموالهم وحرياتهم الدينية وأماكنهم المقدسة.{nl}ولا شك أن هذه الإنسانية الرفيعة.. أسهمت في نشر الاسلام، ونزعت من خصومه أقوى غرائز الثأر والانتقام.{nl}والناصر صلاح الدين الأيوبي، كان مثالاً نادراً في العصور الوسطى للتسامح الديني والمذهبي والسياسي، وتعامل مع الغزاة والاعداء بروح ونبل الفارس الشهم، ولم يقابل عدوانهم وهمجيتهم واعدامهم للأسرى بنفس الاسلوب، بل انه عندما علم بمرض ريتشارد قلب الاسد القائد الصليبي المعروف زاره وعالجه بنفسه.{nl}"4"{nl}ويذكر التاريخ بهذا الصدد ان الامبراطور العثماني الكبير سليمان القانوني، كان يتحلى بالحكمة والتسامح، وكان ذا حس إنساني رفيع، وعندما فتح رودس عامل أهلها معاملة كريمة، وأمنهم على حياتهم وأموالهم ودينهم ونسائهم واطفالهم. كما عامل "الفرسان" معاملة انسانية رائعة وعقد اتفاقا مع قائد الفرسان. وكان هذا الاتفاق بين رجلين من رجال التاريخ حافظ كل منهما على شرف الكلمة والموقف. الا أن "الفرسان" انتشروا في انحاء العالم ووصلوا الى مالطة وبدأوا مرحلة جديدة من الاعداد والتنظيم واقاموا الجيوش وبنوا الحصون والمواقع وجعلوا من مالطا قاعدة عسكرية لهم شديدة التحصين والقوة مما جعل الدولة العثمانية بكل ما لديها من طاقة وقوات تفشل في كسر شوكة الفرسان والانتصار عليهم. ويعرف هذا في التاريخ بحصار مالطا التي أخذت اسم عاصمتها من إسم قائد الفرسان فاليتا الذي انتصر على العثمانيين وكان في السبعين من عمره وكان ذا قبضة حديدية وارادة قوية.{nl}ويذكر التاريخ ان الجيوش العثمانية استولت على رودس، مما دفع "الفرسان" الى الوصول الى مالطا، واخذوا يتجمعون وينظمون أنفسهم.. وبعد ثلاثين سنة.. تصدوا للعثمانيين وشاركوا في محاربتهم وقهرهم. ولكنهم يثأرون لكرامتهم القومية، من جيش الامبراطورية العجوز التي احتلت وطنهم ذات يوم بعيد.{nl}"5"{nl}ان ذاكرة الشعوب لا تنسى الاحداث والمعارك بسهولة، وان الاجيال المتلاحقة.. لا تستطيع ان تسكت امام جبروت الطغاة والمحتلين.. في لحظة ما.. وفي توقيت قدري.. وبترتيب تاريخي عفوي، يستيقظ المظلوم.. ويفتح صفحات التاريخ ويعيد كتابتها.. ليحارب الطغاة والغزاة.. حدث ذلك.. ذات يوم بعيد بمبادرة "الفرسان" في مالطة ورودس.{nl}وهذا ما يحدث اليوم في قطاع غزة.. لان أبناء اسدود والمجدل ويبنا وصفد وعسقلان وبربرة والمغار وزرنوقا وعاقر ولفتا وبرقة وغيرها من القرى الفلسطينية، لم ينسوا وطنهم.. ولم يغفروا لجيوش وعصابات "الهجناه" و"شتيرن".. ما فعلوه باجدادهم وأبائهم وأوطانهم.. فهم يثورون من أجل الحق والتاريخ والعدل.. ولا يتلقون إلا الموت والدمار والقنابل من أحدث الاسلحة الامريكية والغربية.{nl}وليس من المنطق ولا من العدل أن ننظر الى ما يحدث اليوم في قطاع غزة من وجهة نظر واحدة وفي اتجاه واحد، فالذين يرون ان الصواريخ التي تنطلق من غزة هي التي تحرك آلة الدمار في القطاع ينظرون في اتجاه واحد نظرة سطحية لان المنطق يفرض ان نتساءل لماذا تنطلق هذه الصواريخ؟ يجب عدم سؤال الضحية لماذا يقاوم ولماذا يتصدى للظلم ولماذا يحاول ان يسترجع حقه؟ ان ابناء فلسطين مثل العشب المتجذر في أرض الوطن من الصعب اقتلاعهم من تاريخهم وانتمائهم ونظرتهم الى أرض آبائهم وأجدادهم، وجدير بكل فلاسفة الاعلام ان يكفوا عن توجيه أصابع الاتهام الى الضحية وأن يتركوا الجلاد فما يحدث إنما هو صرخة مظلوم ومحاولة بريء يبحث لنفسه عن مكان تحت الشمس، وفلسفة المقاومة تقوم على أن نقدم أرواحنا ونموت فداء فلسطين ومن أجل موقف مهما كان الثمن ومهما كانت موازين القوى.{nl}وهكذا يعيد التاريخ نفسه فما حدث ذات يوم بعيد في رودس ومالطا حيث استعاد الفرسان كامل حقوقهم من العثمانيين بحيث انتقموا لكل ما لحق بهم من تشريد وهزيمة حيث ان التاريخ سجل صفحات رائعة لهؤلاء الفرسان الذين لم تفلح السنوات والعقود في أن تمحو من ذاكرتهم ما لحق بهم.{nl}ان الشعب اليهودي الذي تعذب وتشرد وذاق الامرين وتعرض لمحاكم التفتيش وافران الغاز على يد النازية، أخذ يبحث له عن وطن محاولا استرجاع تاريخ أجداده واقامة دولته فأصبح شعبنا ضحية للضحية، وهي محاولة لتصحيح خطأ تاريخي على حساب شعبنا الذي لم يقترف هذا الخطأ.{nl}ويشهد التاريخ الفلسطيني المعاصر أن الروح الانسانية مقدسة في عرف القادة والثورة الفلسطينية.. ويأتي الشهيد الراحل الرئيس ياسر عرفات كنموذج مشرِّف لهذه الظاهرة. فطوال تاريخه.. كان حريصا دائما على ان لا تُشهر البندقية الفلسطينية في وجه أي فلسطيني.. وان لا ينطلق الرصاص الفلسطيني نحو أي صدر فلسطيني.{nl}فالخلافات مشروعة، وديمقراطية "غابة البنادق"، تعطي حق الاعتراض والاجتهاد لكل فصيل.. والرئيس الراحل هو صاحب عبارة "دع مائة وردة تتفتح" ولكن في حديقة الوطن وعندما وُقعت اتفاقيات السلام، وارتفعت مئات الاصوات والمنابر المعارضة.. نصح شمعون بيريس ابا عمار أن يتعامل بحزم مع المعارضين كما فعل بن غوريون عام 1948 مع المتطرفين اليهود في حادثة السفينة المشهورة "التلينا".. ولكن عرفات رفض، بل انه حرص على ان تكون المعارضة ذخرا استراتيجيا للثورة الفلسطينية.{nl}"6"{nl}اقول هذا كي أصل الى ما هو بديهي وهو أن دماء المعارضين السياسيين مهما كان انتماؤهم أو اسلوبهم. محرمة على الحاكم المتسلط مهما كانت مبرراته ودوافعه.{nl}لقد تعايشت الاقوام والاعراق والديانات والمذاهب في منطقتنا دون حروب ودون تصادم، كما حدث في الغرب في فترات تاريخية عديدة، ولم تحدث مذابح أو حرائق أو طرد جماعي أو مصادرة أموال أو تخريب ممتلكات كما حصل في مناطق كثيرة من العالم، باستثناء ما حدث في فلسطين. ولكن ذلك كله لا يقارن بما نشهده هذه الايام.{nl}"7"{nl}وبقليل من الفكر والتأمل يمكننا أن نلاحظ ثقافة الكيل بمكيالين واسلوب العنصرية والاستعلاء في التعامل مع القضايا في هذه المنطقة، فها هو حلف "الناتو" مثلا يدفع سكان هذه المنطقة الى أخذ اسوأ الدروس وأسوأ العبر، فالتعامل مع الرئيس الراحل صدام حسين مثلا ومن ثم مع العراق، يقدم لنا أسوأ دروس الديمقراطية وأردأ الصور الليبرالية، ولسنا في معرض تقييم حكم صدام ، ولكن طريقة القتل والدم والقمع والتجزئة تدفعنا للقول ان هذا الاسلوب يقود الى الدم ولا شيء غير الدم.{nl}وما يزال مسلسل الدم مستمرا في العراق، وهو عمليا ما حصل ويحصل في ليبيا، فهذا الحلف الغربي، صاحب آلة الحرب المدمرة والقوة الهائلة، تعامل مع القذافي وبلاده تعاملا يغري بلعبة الدم ايضا. الانتقام يقود الى الانتقام ولا يكسر هذه الدائرة سوى العقل والحوار والايمان والانسانية. نحن لسنا مع القذافي ولا مع نظامه، ولكن التعامل معه بهذه الطريقة يعني تعميق مشاعر الكراهية والحقد والانتقام.{nl}ان حلف الناتو لا يستطيع ان يعلمنا بطائراته ودباباته أي شيء سوى الكراهية، خاصة اذا قارنا ما يفعله هذا الحلف تجاه شعوبنا وبلادنا وثرواتنا، بما يفعله تجاه القضية الأم، ألا وهي القضية الفلسطينية، حيث يضع هذا الحلف نفسه في خدمة أهداف اسرائيل وحمايتها، والتغطية عليها والدفاع عنها، وتمويلها وشرعنة أفعالها، ويمنع عنها الانتقاد أو الادانة أو الحصار أو العقاب، وهو ينكر علينا حقنا في الدولة، وتقرير المصير والحرية والتمتع بثرواتنا وحقوقنا الاساسية.{nl}كيف نفهم هذا الامر؟!{nl}وكيف نتعامل مع مثل هذا الواقع؟! وكيف نصدق دعاوي الحرية والديمقراطية التي يطالب بها هذا الحلف في سوريا ومصر وليبيا واليمن ثم ينكرها هنا في فلسطين؟! وكيف نوفق بين سفك الدماء هناك من أجل هذه الحرية وسفك الدماء في فلسطين من أجل منعها؟! وكيف نفسر اهتمام العالم بحريات الاقليات وشعارات الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وتوفير المال والسلاح لكل الجماعات والافراد والاحزاب ثم نرى هذا العالم يسكت تماما عندما يرى الدم الفلسطيني مسفوكاً، على كل التلال ثم لا يشجب ولا يستنكر بل يمنع عن هذا الشعب الدواء والعلاج فضلا عن السلاح؟! العالم كله يسكت على حصارنا وتجويعنا وحرماننا من حرياتنا الاساسية، بل ويطلب الينا ان لا نظهر حتى التوجع، في حين أن هذا العالم يهب هبة رجل واحد من أجل الحرية في أمكنة كثيرة؟!{nl}"8"{nl}هذا يعني أن العالم يعتقد أن الدماء غير متساوية أبدا، والقضايا لا تتشابه اطلاقا، وان العدالة ليست للجميع، وان الحرية لا يستحقها الجميع، وان البشر لهذا غير متساوين، وان هناك دولا افضل من اخرى وجماعات افضل من غيرها وثقافات افضل من الاخرى. وهذا بعينه، ما ندعي أنه العالم المغرور والجاهل والاحمق. العالم الذي يسير نحو الهاوية، لانه يعمق التمييز والانفصال والكراهية.{nl}ان سفك الدماء لا يعلم سوى الحقد، والحقد لا يولد سوى الرغبة في الانتقام، والانتقام يعني سفك دم جديد، ثم نقع في قيد دائرة جنونية لا تنتهي أبداً. وبرأيي فان من يدعو الى الحرب وينظر لها ويعتبرها ضرورة أبدية للتغيير وآلية أبدية لا بديل عنها؛ انما يخالف بذلك كل العقائد السماوية التي تدعو الى المحبة والسلام والحفاظ على الانسان، دمه وعرضه وماله.{nl}"9"{nl}ان ما جرى ويجري في الاقليم العربي الان انما هو بسبب سياسات خاطئة وترتيبات اغفلت الجماهير وتطلعاتها وآمالها، وهي ترتيبات عملت قوى الغرب المتنفذة على الابقاء عليها بادعاء انها تخدمها وتدافع عن مصالحها، وفي هذا ايضا تعرية لسياسات الغرب المنافقة والمتناقضة، فهي بادعائها أنها تقف وتدافع عن الديمقراطية وحريات الانسان، الاّ انها دعمت كل الأنظمة التي تعمل عكس ذلك تماما، وعندما تغير الوضع بشكل كلي أو جزئي، سارع هذا الغرب الى إعادة تحالفاته من جديد بما يحفظ مصالحه قبل عقائده. إن هذا النفاق والتناقض يعني أيضا مزيدا من سفك الدماء لابناء هذه المنطقة المعذبة.{nl}المصالح قبل العقائد، هذا هو الثابت في عالم السياسة ولدى صناع القرار دائما، ولما كان ذلك كذلك، فالأحرى بأولئك الذين يصدعون رؤوسنا ليل نهار عن الحريات والديمقراطية ان يريحونا قليلا، فكلما كان الادعاء عريضا وواسعا، كلما كان شلال الدم متدفقا إلى آخره.{nl}كان حريا بالغرب ومؤيديه والمعجبين به ان يتعلموا قليلا من تاريخ هذه المنطقة التي أهدت العالم الأديان الثلاثة. ففي فلسطين، ولد وعاش وصلب السيد المسيح عليه السلام الذي قال للعالم كله "احبوا اعداءكم، أحسنوا الى مبغضيكم" وحيث جاء في القرآن الكريم "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ان لا تعدلوا، اعدلوا هو اقرب للتقوى". هذه هي ثقافة هذه المنطقة، وهذا هو مسيحنا عليه السلام ومحمدنا صلى الله عليه وسلم، اما أنتم فلكم مسيح آخر لا نعرفه!!{nl}قال: "فلتمت نفسي مع الفلسطينيين"{nl}بقلم: حسن البطل عن جريدة الأيام{nl}اسرائيل تهدد إيران بـ"خيار شمشون، أو أنها تقول لأميركا "امسكوني". الفلسطينيون على هذه الأرض متداخلون مع الاسرائيليين، لكن "خيار شمشون" ليس من مشاغلهم أو مخاوفهم.{nl}ثمة قصة واقعية طريفة، عندما احتمى الاسرائيليون بالغرف العازلة "المأطومة" وقت خوفتهم حكومتهم من سلاح كيماوي لدى العراق. فقد جاء فلسطيني مقدسي الى دوار "المنارة" وسط مدينة رام الله ليبيع كمامات واقية من الغازات، فأثارت فضول المارة، وقلبوها وجربوها ولعبوا بها حتى تلفت، دون أن يشتروا كمامة واحدة.{nl}في جولات الحروب العربية - الاسرائيلية، بعد جولة حرب العام 1956 (العدوان الثلاثي على مصر) قيل إن اسرائيل فكرت بـ "خيار شمشون" في الأيام الأولى لحرب العبور 1973، عندما قال الجنرال دايان لرئيسة الوزراء مائير: الهيكل الثالث على وشك الانهيار..{nl}الآن، تهدد اسرائيل علانية بهذا الخيار إزاء إجهاض المشروع النووي الايراني، فيما يبدو الفلسطينيون في وارد آخر من الهموم والاهتمامات، على رغم أن نتنياهو قالها: جولة غزة الأخيرة "بروفة" لمواجهة ايران، أي شل صواريخ غزة وصواريخ حزب الله عن دخول حرب مؤازرة لايران.{nl}المحرقة (شوآه) النازية، وتشامبرلين المخدوع، وتشرشل المصمم، وتقاعس الحلفاء عن منع "المحرقة".. هذه معزوفة نتنياهو لتأكيد جدية "خيار شمشون" لحث أوباما على أن يكون تشرشل الذي يحلو لنتنياهو أن يتشبه به!{nl}دعكم من قصص "الكتاب المقدس" ومن داود وغوليات، ودليلة وشمشون، والهيكل الأول والثاني، وانقسام مملكة اسرائيل الى يهودا والسامرة.{nl}يقول لنا الكتاب المقدس إن شمشون قال: "علي وعلى أعدائي يا رب" ويقول باراك إن ضربة اسرائيلية لإيران قد تتسبب بأكثر من 500 قتيل مدني اسرائيلي في ضربة صاروخية ثأرية..{nl}لكن رواية أخرى لما قاله شمشون أكثر مباشرة: "فلتمت نفسي مع الفلسطينيين" كما يُكثر كتاب المقالات الاسرائيلية الاستشهاد بها، وأحياناً يستشهدون ربما بفقرة من العهد القديم للكتاب المقدس: "الشر يأتي من الشمال". كان قد أتى من العراق، ثم من سورية، ثم من حزب الله.. والآن من إيران.{nl}من المشكوك فيه أن تكون الضربة الاسرائيلية حاسمة للمشروع الإيراني أكثر من "النصر الحاسم" الحزيراني 1967، ومن بعده بدأت "جولات" في الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي لا يبدو فيها أي نوع من "الحسم" لا العسكري ولا السياسي. آلاف الكيلومترات تفصل اسرائيل عن ايران، وكيلومترات قليلة تفصل صواريخ غزة عن مدن جنوب اسرائيل.. لكن في مسيرات الاحتجاج الشعبي الفلسطينية يوجه جندي اسرائيلي ماسورة بندقيته لتلامس صدر طفل فلسطيني من جهة القلب.. حصل هذا قبل يومين في "بيت أمّر".{nl}لا يفكر الفلسطينيون بمئات القنابل من انتاج ديمونا، ولا بآلاف الدبابات، ولا بأحدث طائرات القتال، بل بدونمات الأرض، وينابيع الأرض.. وبالدولة الفلسطينية هل تقوم أو لا تقوم. لا يفكرون بخيار شمشون، ولا باستئناف العمليات الانتحارية التي كانت نوعاً مصغراً من "خيار شمشون".{nl}استدراك: قال دايان قبل معركة الكرامة: الفدائيون بيضة في اليد أكسرها ساعة أشاء. في وقت لاحق قال: لا أنا.. ولا أي جنرال اسرائيلي سيهزم الفلسطينيين. سيهزمهم الجنرال يأس.{nl}هل يئستم أيها الفلسطينيون.. أو"باقون على صدوركم"!{nl}العراق وسورية{nl}مقتطف من مقالة الصديق والزميل حسن خضر الاسبوعية "نقطة ضوء" أمس، الثلاثاء:{nl}كان العراقيون قبل صدام حسين أكثر عراقية، وأصبحوا بعده سنة وشيعة وأكراداً وآشوريين. وفي سورية كان السوريون قبل البعث أكثر سورية، ويتهددهم اليوم خطر أن يصبحوا سنة وعلويين ومسيحيين ودروزا.{nl}سورية تحيّرنا{nl}من صالح مشارقة - فيسبوك{nl}تعقيباً على عمود "بداية ربيع في الربيع العربي" الأحد 18 آذار: سورية تحيّرنا وتتأخر.. لكن الاشتباك فيها، على صعوبته، أفضل التحولات العربية، ويفتح صفحة جديدة.{nl}صعوبة الوضع الفلسطيني: الخيارات العشوائية اليائسة{nl}بقلم: أشرف العجرمي عن جريدة الأيام{nl}الحالة الفلسطينية تدعو إلى الأسى والحزن، فهي أقرب إلى التيه والضيعان منها إلى رؤية تحمل طابعاً استراتيجياً أو تكتيكياً يمكن أن تقود إلى شيء مثمر أو إنجاز ما. ومن يتابع التصريحات الصادرة عن القيادات الفلسطينية يشعر بهذا الجو الذي فقدنا فيه البوصلة وأصبح الكل يغرد خارج السرب، بل لم يعد هناك سرب أصلاً.{nl}ومنذ فترة ونحن نقرأ ونسمع عن الرسالة التي سيتم إرسالها إلى إسرائيل، ومؤخراً بدأ الحديث يدور عن تهديد بحل السلطة الوطنية إذا ما واصلت إسرائيل بزعامة بنيامين نتنياهو سياستها الراهنة القائمة على تكثيف البناء الاستيطاني وتهويد القدس، وقطع الطريق على حل الدولتين، ورفض الاعتراف بمرجعيات العملية السياسية وخاصة الانسحاب إلى حدود العام 1967، ولا ندري هل دُرس هذا الخيار بشكل معمق وتم فحص ما يمكن أن يترتب عليه، وهل يعني هذا أننا قررنا العودة إلى الفوضى على أمل أن تعود إسرائيل لتتحمل مسؤولياتها في المناطق المحتلة بما في ذلك على المواطنين الفلسطينيين، وماذا سيكون وضع قطاع غزة، وهل سيكون هناك كيانان منفصلان تماماً بمعنى تعزيز فكرة الانقسام وجعله كاملاً؟{nl}وسمعنا أخيراً دعوات إلى أهالي قطاع غزة بالثورة ضد "حماس"، ولا ندري هل هذه استراتيجية جديدة بديلة للمصالحة الوطنية، وكيف يمكن أن ينسجم الحديث عن المصالحة وفي نفس الوقت الدعوة إلى ثورة ومواجهات مع حركة "حماس" في القطاع، وهل يشكل ذلك جزءاً من خطة جديدة تقوم على حل السلطة في الضفة، وفوضى وعنف داخلي في غزة، وهل هذا يخدم المصلحة الوطنية، أم أن هذه تصريحات تعبر عن حالة من اليأس وفقدان الأمل في المصالحة وفي تغير الحال على أي مستوى؟!{nl}الحديث عن ثورة في غزة غير واقعي لأن المواطنين هناك عانوا الأمرّين بعد الانقلاب، ولم يهتم بهم أحد، حتى المعتقلون الذين وضعتهم "حماس" في السجون لم يتبناهم أحد ولم تهتم بحاجاتهم أية جهة على الرغم من أنهم اعتقلوا لانتمائهم لحركة "فتح" أو للأجهزة الأمنية، أو لمعارضة حكم "حماس".{nl} وبقيت غزة متروكة لمصيرها خمس سنوات، وكل ما قدمته السلطة تجاه أبنائها لا يتجاوز دفع الرواتب والاستحقاقات المالية التي استفادت منها "حماس" بدرجة رئيسية. فلم تكن هناك أية خطة أو سياسة تستهدف تخليص الناس من سلطة الانقلاب، أو تشير بشكل جدي إلى تبني مطالب واحتياجات المواطنين، بل وفي بعض الأحيان عوقب المواطنون هناك من خلال قطع رواتب بشكل غير مدروس أو غير منصف، لاعتبارات كثيرة لا مجال للحديث فيها الآن.{nl}واليوم يأتي الطلب من أهل غزة بالثورة ضد "حماس"، وكأن الناس يتحركون بجهاز التحكم عن بعد، والواقع أن الناس يثورون عندما يتراكم القهر والظلم ويصل إلى حد الانفجار، وعندما يشعرون أنهم مدعومون في ثورتهم وتحركهم. وهذا يحصل بشكل تلقائي وليس بقرار من أية جهة. وعلى كل حال، الوضع الآن ليس بحاجة إلى ثورة في غزة، بل هناك حاجة إلى تفعيل ضغوط شعبية معينة من أجل إتمام المصالحة، وإغلاق ملف الانقسام بشكل نهائي.{nl}وإذا أضفنا إلى ما سبق التبشير بنهاية حل الدولتين، والتفكير فقط بحل الدولة الواحدة، فهذا يعني أننا ما زلنا في حالة التخبط ذاتها فلا يمكن أن يترتب على حل السلطة الوطنية ورمي المسؤولية عن المناطق المحتلة في حضن الاحتلال سوى شيء واحد وهو حصول تقاسم وظيفي في الضفة فقط دون قطاع غزة الذي لن يعود تحت مسؤولية إسرائيل بأي حال، وسيبقى تحت الاحتلال من الخارج في البر والجو والبحر بما في ذلك إمكانية احتلال أجزاء منه، ولكن دون أدنى تفكير إسرائيلي ببقاء قوات الاحتلال داخل القطاع أو عودته للسلطة الإسرائيلية. هذا عدا أن "حماس" المتحكمة بقطاع غزة تقول إن القطاع محرر، ولن تتخلى عن سلطتها هناك بأي حال. أي أن الوضع سيقود إلى تكريس المفهوم الإسرائيلي للدولة الفلسطينية القائمة في قطاع غزة فقط والملقاة في وجه مصر.{nl}أما في الضفة فإسرائيل لن تعود إلى السيطرة على التجمعات السكانية الفلسطينية وتتحمل مسؤولية المواطنين هناك من تعليم وصحة وخدمات بلدية وغيرها، فهذه المرحلة انتهت من وجهة نظر إسرائيل، وما تبقى لها هو السيطرة الأمنية على كل المناطق المحتلة، والسيطرة الأمنية والإدارية على مناطق "c" التي يجري فيها البناء الاستيطاني. وحتى لو حل الفلسطينيون سلطتهم فإسرائيل لن تعود إلى ما قبل اتفاق أوسلو، وستبقى مسؤولية احتياجات المواطنين ملقاة على المجتمع الدولي.{nl}من الواضح أننا نعيش في وضع صعب ومأساوي حيث كل الآفاق مغلقة ولا يبدو أن هناك مخرجاً قريباً من هذه الأزمة، فالعملية السياسية مجمدة تماماً إذا لم تكن قد ماتت بصورة تامة، والمصالحة تحولت إلى أُمنية أو شعار يتردد في المناسبات أو من باب الترف اللغوي، والأوضاع الاقتصادية تتدهور في ظل تقلص الدعم العربي والدولي، والعالم بما في ذلك الدول العربية لم يعد يعتبر القضية الفلسطينية أولوية، بل لم تعد على طاولة البحث أو الاهتمام الدولي.{nl} لكن هذا الوضع السيئ والبائس يجب ألاّ يدفعنا لليأس والمزيد من التخبط، فالشيء الوحيد الذي يعيد الاعتبار للقضية هو تسخين المواجهة مع الاحتلال، وهذا يتطلب استراتيجية وطنية شاملة تبدأ بإنجاز ملف المصالحة ووضع رؤية يمكنها أن تجعل المجتمع الدولي يشعر بأن هذا الصراع لا يزال قائماً ويهدد الأمن والاستقرار الدوليين.{nl}الحلم المطعون !!!{nl}بقلم: يحيى رباح عن الحياة الجديدة{nl}لعبة الدوائر المتداخلة لا تنتهي أبدا في ساحتنا الفلسطينية, وهي اللعبة التي ننشغل فيها عن شيء رئيسي مقابل شيء آخر, الذي بدوره ننشغل عنه بشيء ثالث وهكذا, فلا نصل في نهاية المطاف إلى شيء, ولا نغلق أي ملف بنجاح, بل نظل نواصل الهروب إلى العجز والدوران في حلقات مفرغة متداخلة إلى ما لا نهاية.{nl}لدينا ضحية نموذجية في السنوات الخمس الأخيرة اسمها المصالحة, الحلم المفقود, الحلم المطعون !!! كم مرة صدقنا أننا اتفقنا, وأننا قاب قوسين أو أدنى, ثم حين نستفيق نكتشف أننا ما زلنا هناك وراء السياج, هناك خلف الطريق بعيدين, متفسخين, نجتر كلاما خاليا من أي معنى.{nl}عقدنا اتفاق الدوحة, وكدنا نصدق أننا بدأنا المسيرة, فتجمد الموضوع عند نقطة الصفر, مرة عن طريق ما اشيع وقتها بأنه خلاف حمساوي داخلي بين الداخل والخارج, بين غزة والضفة, بين رئيس المكتب السياسي وأعضاء المكتب السياسي !!! ثم انفتحت أمامنا طاقة جهنمية اسمها أزمة الكهرباء, ودخلنا فيها إلى سجالات ما أنزل الله بها من سلطان, فنسينا المصالحة, وغرقنا في أزمة الكهرباء, وأزمة الوقود, ثم قرر الاحتلال من خلال عمليات الاغتيالات في حملته الدموية أن يصيغ أولوياتنا بشكل جديد, فانفتح أمامنا موضوع التهدئة, واختار أصحاب المبادرة ان تكون صيغة التهدئة شديدة الغموض, بحيث يدعي كل طرف ما يشاء, ويتحول النص من معنى واضح وقاطع الدلالة إلى متاهات التأويل وتأويل التأويل دون أن نصل إلى شيء.{nl}أين نحن الآن ؟؟؟{nl}المصالحة غائبة كأنها لم تكن, وأزمة الكهرباء مستفحلة, وأزمة الوقود متفاقمة, وتوافق التهدئة غطاء ممزق لا يستر عورة أحد !!!{nl}أين نحن الآن ؟؟؟{nl}تفلت أيامنا من بين أصابعنا مثل ذرات الرمل, ولا نفعل شيئا, لا نغلق ملفا, ولا نبلسم جرحا, ولا نبدأ من جديد !!! ندور وندور في حلقة التآكل والتفسخ, نمضغ أوهاما هي نفسها التي نعرف أنها لا توصلنا إلى شيء.{nl}بلا كهرباء في غزة, بلا مصالحة, بلا تهدئة, ودون علامة تضيء أمامنا ونذهب إليها !!! والأخطر من ذلك كله, أن الوهن يصيب عزيمتنا فلا نقوى حتى على الصراخ في وجه مأساتنا, وتخور قوانا حتى إننا لا نقدر على الهروب, نطلق على عجزنا صمودا, ونطلق على دوراننا حول نقطة الصفر حركة, ونطلق على موتنا ألقاب الحياة.{nl}المصالحة حلم كبير وحدث كبير, لأن المصالحة معناها أننا رغم فداحة المحن نؤمن حتى اليقين بوحدة الشعب ووحدة الوطن, وأننا نستعد لتعاقد كبير مع تقدم الزمن, وأننا متحدون في ذاتنا على أن لنا حقا مقدسا, وأن هذا الحق المقدس غير قادر على اغتياله الزمن.{nl}يا حلم المصالحة, شعشع من جديد في أيامنا, واسكن تفاصيل حياتنا, وكن معيارنا للخطأ والصواب.{nl}يا حلم المصالحة, يكرهك أعداؤنا, يكرهونك لأنك آخر نبض في سواعدنا, وآخر فقرة في قرارنا, وسلاحنا السري الذي لا يهزم في معركة البقاء !!! يا حلم المصالحة نرجوك أن تنصب عرائش الامل المتجدد فوق رؤوسنا, حتى نستطيع أن نقهر الانقسام.{nl}مثلث الفتنة القرضاوي – جعجع – حمامي {nl}بقلم: احسان الجمل عن وكالة معا{nl}في الوقت الذي تعيش فيه الامة العربية محنة تتنقل فيها الازمات من وطن الى اخر، ونحتاج فيه الى رص الصفوف، والتقاط الثابت المشترك وتطويره، لانقاذ الامة من اهوال ما يحاك لها،وما ينتظرها من مؤامرات تقسيمية وتفتيتية تفوق سيء الذكر سايكس- بيكو الذي قسم الامة الى اوطان، فمشروع اليوم يهدف الى تشظية الامة الى كيانات طائفية ومذهبية وعرقية.{nl}من المؤسف ان تسمع اصواتا تتدعي الحرص والمسؤولية، تخرج عليك لتلاقي المشروع التامري في منتصف الطريق، لتأخذ بيده في طريق انجاحه، وتستغل امكانياتها في سبيل ذلك.{nl}القرضاوي الذي يتحفنا بفتاويه المدمرة التي تدعو الى الفتنة والخراب، ويدعو الى الجهاد في سوريا، ولا يدعو اليه ضد اسرائيل، وكأن سوريا اصبحت الشر المطلق، والشيطان الاكبر، بدل ان يدعو الى تهدئة النفوس، والدعوة الى الحوار الوطني، الذي ينقذ سوريا وشعبها مما يخطط لهما. وان يتوجه الى اسياده و اتباعه باستبدال دعوات التسليح والتمويل والتخريب، الى نبذ العنف، وتقديم المساعدات الانسانية، والدعوة الى الحوار الوطني باعتباره المدخل الصحيح للاصلاح والتغيير.{nl}ولكن بدل ان يكون داعية خير وسلام، اصبح ذلك الذي نزلت به الآية الكريمة( اذا جاءكم فاسق بنبأ...) حيث اسهم بدمار الامة، وقتل الشعوب، مستغلا مركزه السامي، وهو من الذين حذر منهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام حين قال( اخاف على امتي من بعدي بأئمة النفاق){nl}قال لي صديق لماذا انت حانق على القرضاوي، ها هو الاب شنودة كان محرما على اتباعه زيارة القدس، قلت له ان الاب شنودة اتخذ القرار في لحظة تاريخية، كانت القدس محتلة حديثا، وكان المناخ العام لا يقبل اقل من ذلك، اما اليوم القدس تهود، والاسرائيليون يدعون الى يهودية الدولة ونقاوتها.{nl}ثاني الفتنة سمير جعجع، الذي في اعلان فلسطين، رمينا كل جرائمه خلف ظهورنا، في خطوة حسن نية، لنؤكد ان الفلسطيني في لبنان ليس طرفا في الصراع الداخلي، وهو على الحياد الايجابي الذي يمثل احترام السيادة والقانون، ويعمل على تعزيز السلم الاهلي، وهو مقيم بفعل التهجير القسري الى حين العودة، ورغم التزامه بالواجبات، ومساهما في دعم الاقتصاد، ويتحمل كل تبعيات وتداعيات الوضع اللبناني من غلاء ومخاوف امنية، إلا انه محروم من حقوقه بحكم القوانين اللبنانية التي لم تعدل بحقه، رغم اللجان المتعددة التي انشئت لذلك.{nl}ان يستغل جعجع، الاعلان عن شبكة سلفية، من سبعة اشخاص ورد فيها اسم فلسطيني، ليدعو الى تحويل مخيم عين الحلوة الى نهر بارد ثاني، اية عنصرية تلك السياسة، واية انسانية، وكيف مر هذا التصريح مرور الكرام. وهذا الفلسطيني لا ينتمي الى النسيج الفلسطيني السياسي، بل هو عضو مفترض في حركة اسلامية سلفية.{nl}هل نسي او تناسى جعجع، تفجير كنيسة سيدة النجاة التي اودت به الى السجن الذي خرج منه بعفو، وان المتهم الاساسي معه جرجس توفيق الخوري وهو من اصل فلسطيني، وسكان مخيم الضبية، لماذا لم نسمع صوتا يطالب بهدم المخيم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟، لان العقلاء يفهمون ان المجرم كان جعجع واتباعه بغض النظر عن اصولهم واوطانهم، بل حاسبوهم على انتمائهم السياسي والتنظيمي وسلوكهم الاجرامي.{nl}فلتخرس يا جعجع، كدت ان تؤخذنا الى فتنة، مع الجيش اللبناني المقاوم الذي نحترم ونجل، ونقدر له تضحياته، وسهره وحرصه على امن مخيماتنا. لقد ثار شباب من عين الحلوة للتعبير عن سخطهم، وليس ضد الجيش. ألم تكتف من تاريخك الاجرامي؟؟ دع الفلسطيني فلديه ما يكفيه من معاناة.{nl}الفتنجي الثالث ، والنرجسي المفتون في نفسه، ابراهيم حمامي القابع في لندن مهد التأمر على شعبنا، الذي لا يسمع بخطوة نحو المصالحة الا ويسرع للكتابة ضدها وينعيها، انزعج من تصريح الاخ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن الذي شخص اسباب تعرقل المصالحة، لتجاوزها ودفع عجلتها الى الامام، هذا الحمامي الذي طار الاسبوع الماضي الى مصر لينظر ويحرض ضد منظمة التحرير وحركة فتح والسلطة الوطنية. انني اسأله هل مهمتنا كاعلام ان نجهد الى رأب الصدع وادخال الجميع تحت سقف البيت الفلسطيني، ام تعزيز الانقسام، لم يكن المفكر يوما،( هذا اذا كنت مفكرا) سوى داعيا الى الخير والحق، فأتقي الله انت وغيرك من اصحاب الاقلام الصفراء والنفوس المريضة التي تبث سموما.{nl}ملاحظة في الوقت الذي نسعى به الى المصالحة، قام الفتنيون بتقسيم الجسم الصحافي الفلسطيني، ماذا تريدون ايها الانقساميون، لعن الله من اوقد الفتنة وهي نائمة.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/03-2012/محلي-62.doc)