Haidar
2012-04-29, 12:03 PM
في هـــــــــــــذا الملف..........{nl}عود على بدء.. يوسف الشايب وحرية الصحافة{nl}نادر يوسف/ وكالة معاً{nl}إرحموا أهل غزة ... وارحمونا ....معدل معدل معدل....{nl}نادر دعنا/ صحيفة القدس{nl}في الذكرى السادسة والثلاثين ليوم الأرض الخالد{nl}هيئة التحرير "لصحيفة القدس"{nl}الشرطة الإسرائيلية تهمل واجبها!!{nl}عطا الله منصور/ صحيفة القدس{nl}علامات على الطريق - يوم الأرض .. الذاكرة والمعنى والرسالة{nl}يحيى رباح/الحياة الجديدة{nl}. وإن قالوا "من أيام العرب"!{nl}حسن البطل/ جريدة الايام{nl}عن المصالحة.. أيضاً{nl}عبد الله عواد/ جريدة الايام{nl}عن الخلاف داخل "حماس"{nl}بقلم: محمد ياغي/ جريدة الايام{nl}عود على بدء.. يوسف الشايب وحرية الصحافة{nl}نادر يوسف/ وكالة معاً{nl}غني عن القول أن حرية الصحافة، وضمان التعبير الحر عن الرأي، من أهم السمات التي تباهي بها المجتمعات، وربما تكون من أهم معايير الحكم على ديمقراطية النظم السياسية باختلافها.{nl}وتباهي المجتمعات أيضاً بقوننة حرية الصحافة، فمدى تقدم القوانين الخاصة بالصحافة تقاس بمدى حجم الهامش المعطى للصحافة مقابل تقليص الصلاحيات المعطاة لما يسمى بالرقابة.{nl}هذا نقاش فلسفي وقانوني عام وواسع جداً، ولا يختلف عليه اثنان، ومن السخرية أن يتهم الصحفي ثم يعاقب ويسجن على رأي أبداه أو على "معلومة موثقة" نشرها في صحيفته.{nl}ولكن الدخول في التفاصيل قد يعكر صفو النقاء الذي يحمله طابع هذه المبادئ السامية، وكما يقال "يكمن الشيطان في التفاصيل". التفاصيل هنا هي الفارق بين حرية الرأي والقدح والذم، وهي الفارق بين "المعلومة الموثقة" المستندة إلى قرائن وبينات وبين إلقاء التهم على عواهنها.{nl}تبدو قضية يوسف الشايب في المبدأ أبسط من أن تكون قضية أساساً، فالرجل نشر اتهامات "بالتجسس والعربدة" متهماً أشخاصاً بعينهم بصفاتهم الشخصية والدبلوماسية، وهذا حقه الطبيعي إن توفرت لديه "المعلومات الموثقة"، بينما قامت الجهات التي اتهمها الشايب بتقديم شكوى ضده أمام الجهات الفلسطينية المختصة وهذا حقها أيضاً، وهو أيضاً قمة الرقي والتفكير والممارسة، وعلى الشايب الآن إبراز مصادر "معلوماته الموثقة" وإلا فإنه سيكون فاعلاً أساسياً في جريمة قدح وذم وتشهير بحق أشخاص وبحق مؤسسات.{nl}يرفض الشايب الافصاح عن معلوماته، ويطالب المتضامنون معه بالتحقيق مع الأشخاص الذين رفعوا الدعوى بالقضايا التي اتهمهم بها الشايب. وهو جوهر الحملة التضامنية مع الشايب. ولكن هدوءاً بسيطاً بعيداً عن ضوضاء التضامن والشعارات الكبيرة يظهر وببساطة أن هذه الاتهامات، ولكي تشكل قضية يجب أن تكون مسنودة بالأدلة، وهذه الأدلة يمتلكها الشايب وحده على ما يدعي، وبالتالي فعليه كواجب وطني وأخلاقي أن يتقدم بها إلى الجهات المختصة وبالأساس إلى النيابة العامة الفلسطينية التي تقوم بتقييم هذه الأدلة ومحاسبة "الجواسيس والعملاء والمعربدين" عن طريق تقديمهم إلى محاكمات علنية وعادلة. فتهمة التجسس ليست تهمة بسيطة، وحبذا لو يتخيل واحد من متضامني يوسف الشايب نفسه موضع اتهام بالتجسس هل كان سيسكت؟؟ على الأقل لم تخف البعثة الفلسطينية في فرنسا، ولم يخف الأشخاص الذين تم اتهامهم وقاموا بتقديم شكوى ضد الصحفي. بينما يرفض الشايب إلى الآن أن يتقدم بأدلته أمام النيابة العامة متمسكاً بحقه كصحفي بعدم الافصاح عن مصادره. وكما تقول القاعدة الشرعية والقانونية "البينة على من ادعى واليمين على من أنكر" فما على الشايب هو البينة وما على المذكورين سوى اليمين. والبينة تدحض اليمين.{nl}لم تكن رغبتي في هذا المقال أن أدخل في نقاش قانوني لقضية واضح الأركان كهذه، غير أن التوضيح اقتضى ذلك للانتقال إلى نقاش مدى أخلاقية الشعارات التي رفعها المتضامنون مع يوسف الشايب: ما يثير الدهشة هو أن واحداً من هؤلاء لم يتوقف عند مدى خطورة التهم التي ألقاها الشايب، فاتهام اي انسان فلسطيني بالتجسس "لصالح جهات فلسطينية وأجنبية" هو مسألة خطيرة جداً ولا يجب أن تلقى هكذا، وكان على نقابة الصحفيين، التي اعطت موافقتها على التحقيق مع يوسف الشايب وحضر ممثلها جزءاً من التحقيق، أن تقف مع المتهم حتى تثبت براءته، وبراءة الشايب هنا بإبرازه وثائقه الدامغة التي تثبت هذه التهمة الخطيرة جداً تمهيداً لمحاكمة "الجواسيس" وإيقاع اقصى العقوبات القانونية بهم، أو، إن لم يمتلك هذه الوثائق، يجب نصره برده عن ظلمه، لا التمادي معه في هذا الظلم.{nl}ولكن ربما يجد بعض المتضامنين أسبابهم الشخصية والأنانية للنيل من القضاء والسلطة الوطنية والتحقيقات والعملية القضائية برمتها قبل أن تبدأ، وربما يخاف بعض الصحفيين من أن يكونوا تالياً بعد يوسف الشايب أمام القضاء لأسباب شتى، وربما يكون البعض مدفوعاً بأنانية الصحفي الذي يحق له ما لا يحق لغيره، وربما.. وربما.. ولكن مجرد وقفة بسيطة مع الذات ستظهر أن الشايب نفسه، بعد أن فصلته جريدته وتنصلت منه ونشرت توضيحاً بخصوص تقريره الأساسي، وبعد أن نشر هو نفسه مقالاً توضيحياً على صفحات معاً تنصل فيه من مسؤوليته كصحفي عن تقريره، ستظهر أنه مواطن فلسطيني اتهم مواطنين فلسطينيين وعليه أن يتحمل تبعات هذا الاتهام قضائياً وبشكل حضاري، وبعيد كل البعد عن الجعجعة والصراخ والتمسح بحرية الصحافة.{nl}وبعض الصحافة السوداء التي لا هم لها سوى توسيع أي حادث ليصل إلى مستوى جريمة ترتكبها "السلطة الوطنية"، هي صحافة معروفة، ومعروف من وراءها، وما هي أهدافها في النيل من مؤسساتنا الوطنية ومن الأشخاص الذين يمثلونها سواء كانوا دبلوماسيين أم سياسيين أم حتى موظفين في أي دائرة.{nl}يحق للذين اتهمهم الشايب اللجوء للقضاء، ويحق للشايب أيضاً أن يلجأ للقضاء لرد الظلم عنه، والقضاء هو سلسلة من الإجراءات تبدأ بتحقيقات النيابة العامة وتنتهي بالحكم الذي يصدره القاضي المختص، فالنيابة العامة جزء لا يتجزأ من العملية القضائية، وحجة الشايب بأنه لن يفصح عن مصادره إلا أمام محكمة تضعه في مأزقين الأول مهني: مما يعني أنه لم يمتلك يوماً "معلومات موثقة" عن اتهاماته، والثاني أخلاقي – وطني: من حيث أنه يخفي عن النيابة العامة "معلومات موثقة" عن حالات تجسس في مؤسسة فلسطينية. وفي كلا الحالتين فإن ما يسمى بقضية "يوسف الشايب" هي قضية خاسرة حتى وإن حاولت الجوقة التي تحوم حوله إلى تحويلها إلى قضية رأي عام.{nl}إرحموا أهل غزة ... وارحمونا ....معدل معدل معدل....{nl}نادر دعنا/ جريدة القدس{nl}لا يزال مسلسل الاخوة الاعداء يعرض يوميا ومنذ سنوات على جميع الفضائيات العربية والعالمية , ويبدو ان هذا المسلسل لا يريد من يخرجه ان تكون له نهاية ,واذا اراد ان تكون له نهاية فيريدها بلا ادنى شك نهاية تعيسة مصاحبة لويلات وويلات. {nl}ولا يعلم الممثلون في هذا المسلسل والذين يمثلون دور البطولة من الاطراف المتنازعة ان من يدفع الثمن وبشكل مباشر هم اكثر من مليون فلسطيني يعيشون في ظروف مأساوية في سجن كبير اسمه غزة , ويدفع الثمن ايضا ملايين الفلسطينيين المشردين في المخيمات الفلسطينية والدول العربية والاجنبية.. لا يعترف بهم ولا يقام لهم وزن ,ينتظرون بفارغ الصبر ومنذ سنين عودتهم لوطنهم السليب .{nl}والمستفيد الاكبر هو الاحتلال . والخاسر الاكبر هما الوطن والشعب اللذان لا زالوا يرزحون تحت الاحتلال , والثمن الذي تدفعه القدس والمقدسيون هو اضعاف ما يدفعه الآخرون نتيجة هذا الخلاف الذي لا ينتهي .{nl}لقد سئمنا كفلسطينيين هذا الوضع بين الاخوة , فنقول لحركة فتح انتم لستم اكثر وطنية من الاخرين , ونقول لحركة حماس انتم لستم اكثر إسلاماً من الاخرين , واذا اردتم الاستمرار في هذا التوجه فلن يعترف بكم الشعب مستقبلا , وسيكتب التاريخ انكم سبب مأساة فلسطين والفلسطينيين . {nl}فالمصالحة ان يتنازل الاخ لاخيه بما لا يؤثر على مبادئه وكرامته , والتنازل اذا كان فيه مصلحة للوطن والشعب فانه لا يعتبر إهانة للكرامة . لذلك فاننا نهيب باخوتنا في الحركتين ان يكفوا فورا عما يفعلوه , ولينظروا بعين العطف لاهلنا في غزة الذين يعانون الامرين نتيجة هذا الخلاف.{nl}فلا يستطيع اي فلسطيني ان يرى جزءاً من شعبه من مرضى وشيوخ ونساء واطفال يعانون كل هذه المعاناة والتي يمكن انهاؤها بسهولة ويبقى مكتوف الايدي مربوط اللسان , ولينظروا كيف استفرد الاحتلال بالوطن والشعب .{nl}فاذا اردتم الاستمرار بما انتم عليه فالافضل ان تترجلوا عن الساحة وافسحوا الطريق لإناس وطنيين ,مسلمين ومسيحيين, مثقفين واكاديميين , غيورين على هذا الوطن الذي لم يتبق منه الا القليل وغيورين على هذا الشعب الذي عانى من الاحتلال كثيرا وعانى من الانقسام اكثر..{nl}في الذكرى السادسة والثلاثين ليوم الأرض الخالد{nl}هيئة التحرير "لصحيفة القدس"{nl}ستة وثلاثون عاما مرت على أحداث يوم الأرض في مثل هذا اليوم من عام ١٩٧٦، حين وقف فلسطينيو الداخل وقفة رافضة لإجراءات الحكومة الاسرائيلية في ذلك الحين، لمصادرة آلاف الدونمات من أراضيهم التي تبقت بعد استيلاء السلطات الإسرائيلية على معظم الأراضي العربية منذ قيامها عام ١٩٤٨ وحتى ذلك العام.{nl}ستة وثلاثون عاما كانت حافلة بالأحداث الجسام في طول الأراضي الفلسطينية وعرضها. وأثبت هذه الأحداث ليس فقط أن الشعب العربي الذي يعيش في فلسطين التاريخية- اسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧- هو شعب فلسطيني واحد، وإنما كذلك أن الممارسات الاسرائيلية التي تطبق ضد فلسطينيي الداخل هي نفسها التي لم تكف اسرائيل عن تطبيقها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، سواء بسواء.{nl}نهب الأراضي وسرقتها، تحت يافطة المصادرات، طبق أولا في الداخل، ثم بعد احتلال ١٩٦٧ طبق بحذافيره في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية. في الداخل أقيمت الكيبوتسات والمستعمرات على الأراضي التي يملكها العرب، كما بالمثل بنيت هنا مئات المستوطنات فوق الأراضي التي صادرتها السلطات الاسرائيلية من أصحابها الفلسطينيين، أو أنها سرقت تحت مسمى الأراضي الأميرية، وهي أراض مجاورة لمسطحات القرى والمدن الفلسطينية، وتعتبر المجال الحياتي العمراني والاقتصادي للتجمعات السكانية الفلسطينية، ما يجعل مصادرتها بمثابة خنق للنمو العمراني والسكاني الفلسطيني في هذه المناطق.{nl}هذه الممارسات الاسرائيلية تؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، أن اسرائيل لا تسعى للسلام العادل المنسجم مع قرارات الشرعية الدولية، وإنما كل همها هو ابتلاع الأراضي الفلسطينية بشكل ممنهج ومستمر. ومن أجل هذا الهدف رفضت كل مبادرات السلام لأن تحقيق السلام الحقيقي سيكف يدها عن سلب الأراضي الفلسطينية. وقد شاهد العالم كله عنف المستوطنين بعد اتفاق اوسلو، حيث لم يتورع اليمين الاسرائيلي المتطرف حتى عن قتل رئيس وزرائهم اسحق رابين عام ١٩٩٥ من أجل وقف عملية السلام.{nl}ومن أجل الاستيطان فوق الأراضي الفلسطينية المسلوبة، رفض رئيس وزراء اسرائيل الحالي بنيامين نتنياهو صفقة في منتهى الكرم، عرضها عليه الرئيس الأميركي باراك اوباما العام الماضي لتزويد اسرائيل بأحدث الأسحة المتطورة وبالحماية العسكرية فيما لو قام بتجميد الاستيطان لمدة شهرين فقط.{nl}يوم الأرض يذكر الفلسطينيين بالممارسات الاسرائيلية قديمها وجديدها وسجلها في انتزاع الأرض من أصحابها واعتبارها الفلسطينيين طارئين على أرض وطنهم، أو مجرد نواطير على أرضهم .{nl}لكن الشعب الفلسطيني ليس طارئا ولا وافدا على أرض وطنه، وإنما هو متجذر فيها، صامد في جوانبها، لأنه طليعة أمة عربية وإسلامية تعتبر فلسطين وقضية فلسطين قضيتها. وهي مع تطلعها للسلام العادل، تمتلك الإمكانات للضغط مع المجتمع الدولي من أجل حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه الوطنية المشروعة.{nl}وقد أثبت الفلسطينيون في الداخل وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة أنهم متمسكون بأرضهم، وأن الضغوط الاسرائيلية لن تثنيهم عن هذا الصمود. وهذا ما يستذكره شعبنا بهذه المناسبة، في كل ذكرى تتجدد لإحياء يوم الأرض في الداخل، وفي الأراضي المحتلة على وجه الخصوص.{nl}الشرطة الإسرائيلية تهمل واجبها!!{nl}عطا الله منصور/ صحيفة القدس{nl}*لا شك عندي بان شعور الكراهية ضد شعب او مجتمع او قبيلة هو مرض نفسي يتسلط على الأفراد والجماعات. قد يصاب البعض بهذا المرض بصورة مؤقته يتم الشفاء منه بعد ايام او ساعات ولكنه قد يكون مزمنا يتحكم في المصابين به حتى موتهم ( وقد يساهم بتعجيل اجلهم !) لا اقول, بل لا ادعي بأنني لم اصب بنوبات من هذا الوباء ولكنني اشكر الله واحمده حين اشعر – حقيقة- بانني تخلصت من هذا الشعور الذي تملكني الى درجة تفرض علي مواقف ضد هذه الفئة او تلك – واشكر الله الذي يعطيني القدرة ويمنحني نعمة السماح عن عدو او خصم اساء الي وفرض علي ان اكرهه – والفئة التي ينتمي اليها- واسعد حين اكتشف ان اساءة هذا الانسان صدرت عن عدم فهمه, او ضعفه, او نتيجة ضعف مني دفعه للانتقام والاساءة الي بل والعمل على دفعي للانتقام منه.{nl}واعترف بان «بيتار» القدس هو احدى المؤسسات التي تثير لدي مشاعر الكراهية. وبيتار القدس هو اسم فريق لاعبي كرة القدم في القدس والذي اتخذ لنفسه شعارا يقول " الموت للعرب". لماذا يتمنون لنا الموت ؟ لانهم مرضى بداء الكراهية المزمن لاعتقادهم بأن العرب- كل العرب- لا يتمنون لهم ولليهود كلهم سوى الموت.{nl}وقد وصلت في كثير من الحالات الى كراهيتهم المؤقتة و كان يشفيني منها حين اذكر بان هؤلاء بغالبيتهم من الغوغاء الدهماء والفقراء الذين يبحثون عن عزاء قد "يرفع مكانتهم" في اعينهم الذاتية فلا يجدون احدا الا العرب " الضعفاء" فيشهرون جبروتهم الموهوم وعظمتهم الفارغة بان يتمنوا لنا الموت ويشتمون مقدساتنا ( حتى وصلوا الى سخنين حيث ديست رقابهم بنعال "ابناء سخنين" ( وهذا الفريق المفخرة هو – بالمناسبة – يحمل اسم بلدة عربية عريقة ولكنه يتكون من ابناء سخنين وشباب من مختلف الاصول, وبينهم عدد محترم من ابطال كرة القدم من الشباب اليهود !).{nl}بعد كل هذه المقدمة الطويلة وصلنا الى المالحة والى اوباش بيتار القدس الذين اعتدوا على العمال العرب في السوبرماركت. الشرطة دعيت وحضرت اثناء العدوان – ولكنها لم تتدخل ولم تعتقل وقصرت في اداء واجبها – واعلنت " حيادها" بين الخير والشر , والصحافة الاسرائيلية – المكتوبة والالكترونية كلها خرست ولم نرها ولم نسمع صوتها ضد الزعران وضد الشرطة حتى تفجرت الفضيحة المعيبة على صفحات صحيفة "هارتس"- التي عملت فيها اكثر من 30 عاما- وهذه الصفحة التي كانت دائما صوت العقل والضمير في المجتمع الاسرائيلي منذ سنوات العشرين من القرن الماضي قفزت في العقد الماضي الى الامام لتطبع خلاصة موادها باللغة الانجليزية بالاضافة للغتها الاصلية- العبرية, ومن هنا فرضت على حكومة اسرائيل وشرطة اسرائيل ومن اصابهم البكم من رجال الاعلام في اسرائيل لان يتنبهوا الى ان العالم كله يراقب فضيحة تجري امام ناظريهم.{nl}وماذا قالت الشرطة؟ وكيف حاولوا التنصل من فشلهم المعيب: قالوا ان الشرطة طلبت من العمال العرب تقديم الشكوى فرفضوا... وقالوا ان الشرطة تحقق ان هناك عدوانا ام انها طوشه عمومية.{nl}يا عيب الشوم على شرطة تنتظر شكوى لما رأته بواسطة افرادها وكاميراتها. وكيف تصور رجال الشرطة ان افرادا من عمال الصحة في متجر يتعدون على عشرات ومئات الزعران؟{nl}وزير الشرطة يعترف – اليوم- ان رد شرطة القدس لم يرق الى المستوى المطلوب.{nl}يا سلام على هذا التصريح الذي يليق بدبلوماسي يتحدث عن نزاع شب في بلد بعيد ولكنه لا يليق بوزير يرى رجاله يهربون ويتهربون من واجبهم في منع الجريمة وردع المجرمين!{nl}علامات على الطريق - يوم الأرض .. الذاكرة والمعنى والرسالة{nl}يحيى رباح/الحياة الجديدة{nl}الذكرى الثالثة والثلاثون ليوم الأرض، تتجدد فينا هذه الأيام، بأحداثها ووقائعها، بدمائها وشهدائها، بقرارها الخارق و أبطالها الشجعان، تتجدد فينا بطزاجة كأنها حدثت البارحة وليس قبل قرابة أربعة عقود، وتضيء فينا حالتها العقلية والشعورية والوطنية والكفاحية بكل ما فيها من ذاكرة قوية، ومعان عميقة، ورسالة تحمل في طياتها أصل القضية في جيناتها الأولى، في أسئلتها الأولى، هنا في الوطن، في الجليل والمثلث والنقب، في عكا وحيفا ويافا واللد والرملة، في القدس والضفة وقطاع غزة، في أقرب منفى فلسطيني، وفي أبعد شتات فلسطيني. {nl}في عام 1976، أي بعد مرور ثمانية وعشرين عاما على النكبة الفلسطينية – التي هي واحدة من أفدح التراجيديات الانسانية – وبعد مرور تسع سنوات على الهزيمة المدوية المفجعة في حزيران عام 1967، وبعد ثلاث سنوات على حرب أكتوبر تشرين رمضان العظيمة عام 1973 – لاحظوا أن هذه الأحداث الثلاثة الكبرى ليست سوى جزء يسير من يوميات التراجيديا الفلسطينية – بعد هذا كله، فوجئت القيادة الإسرائيلية أن الأسئلة الرئيسية للقضية الفلسطينية ما تزال هي نفسها لم تغب أبدا، ولم تتراجع أبدا، فهؤلاء القوم الذين تشبثوا بأرضهم، وتحملوا قسوة العنصرية الصهيونية في أبشع صورها، هؤلاء القوم ليسوا الإسرائيليين العرب كما تسميهم الوثائق الرسمية الإسرائيلية، وليسوا أقليات من البدو أو الدروز أو المسيحيين أو المسلمين، إنهم كل هذه الخصائص وأكثر منها ألف ألف مرة، إنهم الشعب الفلسطيني، وسؤالهم الرئيسي هو سؤال الهوية، وصراعهم الرئيسي هو الأرض، فهم ليسوا مجرد سكان كما تعاهد على ذلك قادة إسرائيل، وأرضهم ليست مجرد جغرافيا، بل هم شعب بكل معاني الكلمة، وأرضهم هي الوطن الذي اسمه فلسطين. {nl}ذلك الاشتباك الذي جرى في الثلاثين من آذار مارس عام 1976 في قرى سهل البطوف الثلاث، كان تجسيدا لهذا المعنى، وكان رسالة واضحة لا تحتاج إلى تأويل لأنها قطعية الدلالة، بأن الاعتقاد الصهيوني الإسرائيلي بأن كل شيءانتهى، وأن الملفات أغلقت، وأن الأسئلة صمتت، هذا الاعتقاد الإسرائيلي هو مجرد وهم بائس ليس إلا. {nl}وأعتقد أن وحشية الجنود الإسرائيليين ورجال الأجهزة الأمنية، في اطلاق رصاصهم مباشرة على صدور الرجال والنساء في ذلك اليوم، كان بفعل الصدمة، والشعور الطاغي بالخيبة والفشل، وأن أوهامهم تذهب هباء، بينما الحقائق الأولى، والأسئلة الأولى، ومفردات الصراع الأولى، ما تزال حاضرة في قمة الحضور، وأن الانبعاث الفلسطيني أقوى ألف مرة من عبثية الترتيبات التآمرية رغم قوة القائمين عليها، وأن هذا الانبعاث الفلسطيني له منبع واحد ووحيد وهو وجود الشعب الفلسطيني نفسه محتفظا بذاكرته الوطنية، متمسكا بوعيه بذاته كشعب، مدافعا عنيدا عن خصائص الهوية الوطنية، وأن هذا الشعب لا يمكن استيعابه في أي بديل، فهو الشعب الفلسطيني وهذا هو وطنه فلسطين، وهذه هي الحقيقة الأولى، الحقيقة الخارقة الفاعلة الأساسية، أما دون ذلك أو غير ذلك، فليس سوى تفاصيل متغيرة في الزمان والمكان على طريق الحقيقة الأولى المستمرة الخالدة.{nl}التراجيديا الفلسطينية مذهلة، متعمقة الأبعاد والأعماق والفاعلية، ولكن حين نغوص فيها بوعي شامل، فسوف نرى أن اختباراتها القاسية كانت دائما لصالح هذا الشعب الصغير العظيم الخارق الذي هو الشعب الفلسطيني!!! وأن انبعاث يوم الأرض هو استمرار لانبعاثات خارقة على امتداد الأربع وستين سنة الأخيرة. {nl}أولم يصنع سكان الخيام الذين داهمتهم السيول والأوبئة وهم واقفون في طوابير أمام مراكز وكالة الغوث في انتظار لقمة تسد الرمق، ألم يستلموا راية الثورة العالمية، ويصنعوا أعظم ثورات التاريخ الانساني، ثورة بساط الريح، ثورة المستحيل، وثورة الحجارة، وثورة الأجيال التي عبرت كل بحور وصحارى النسيان لتحضر بذاكرة ملهمة؟ الفلسطينيون الذين ظلوا بأرضهم داخل فلسطين بعد النكبة وحيدين أمام سياسات الأسرلة والذوبان وفقدان الملامح اعادوا الحياة عبر مبدعيهم الكبار أمثال توفيق زياد وإميل حبيبي وسميح القاسم ومحمود درويش وغيرهم المئات، وأعادوا الألق إلى اللغة العربية ؟{nl}ألم يتحول الشتات الفلسطيني الذي بلا حدود، إلى حضور مذهل للسؤال الفلسطيني في هذا الكون ؟{nl}يوم الأرض هو هذا المعنى، يوم الأرض هو هذه الرسالة، وبالتالي فإن أعظم عمق نضالي وكفاحي في خط سير القضية هو وجود الشعب الفلسطيني نفسه، وتعزيز عناصر صموده وإدانة أي طرف يضعف بوعي أو بدون وعي نسيج هذا الوجود والصمود، بحيث تبقى هذه القضية فوق الاستخدام، وفوق المقايضة الرخيصة، وفوق كل الأوهام، هذه هي ذاكرة يوم الأرض وهذا هو المعنى وتلكم هي الرسالة.{nl}. وإن قالوا "من أيام العرب"!{nl}حسن البطل/ جريدة الايام{nl}للكاتب أن يتحيّر، وللقارئ أن يفكر: متى بدأت "أيام العرب"؟ هل من حرب قبائلية بين داحس والغبراء، أم من حرب قومية هي "يوم ذي قار"؟ هذه وتلك سبقت الاسلام، ومعه كرّت "أيام العرب" بدءاً بالقادسية أو اليرموك.{nl}يقول النشيد "أمجاد يا عرب أمجاد" وهذا قبل حتى "حرب العبور" 1973، لا لشيء إلا لأن "بطل العبور" فاخر بعدها بما قاله "الروم" أي العالم من أن العرب غدوا "القوة السادسة" العالمية.{nl}قد يقول البعض إن ثورات "الربيع العربي" جعلتنا قوة التغيير، السابعة مثلاً، في العالم.. فماذا نقول عن "ليلة بغدادية" في القمة الـ23؟ هل هي الليلة الـ1002.. ولكن قياساً ببذخ كلفتها (أو سخاء العراقيين عليها) أم نقول تقريرياً: هي القمة الاولى بعد ثورات "الربيع العربي"، والأولى التي تغيب عنها سورية.. أم أنها تنقل العرب من "الخطاب" (خطب صدام وبن علي ومبارك وبشار) الى "الإنشاء"!{nl}أنشأ زميلي عبد المجيد سويلم، أمس الخميس، في صفحة "آراء - الأيام" خطاباً مفتوحاً لرئيس السلطة أبو مازن.. "مكاشفة" يحفظها الفلسطيني ظهراً عن قلب. اقرؤوها إن شئتم، فهي بين "تشاؤل" الأمل و"خيبة" الفلسطينيين من واقع القمم العربية.{nl}مع ذلك، فلهذه القمة علامتان فارقتان: الأولى، أن اسرائيل غير مهتمة بها (عكس الفلسطينيين) وأن اسرائيل (مرة أخرى) مشغولة بالاستعداد لمواجهة "زحف مليوني".. نصف مليوني، عشرات الألوف، آلاف مؤلفة الى حدود فلسطين - اسرائيل بمناسبة "يوم فلسطيني" صار حقاً من "أيام العرب" أو أيام الشارع العربي بالأحرى، وهو "يوم الأرض".{nl}عن "يوم الأرض" سنتوقف ملياً، فهو انطلق من مثلث: سخنين، عرابة.. ودير حنا، في جليل فلسطين، وصار يوماً فلسطينياً في فلسطين والشتات الفلسطيني.. والآن "يوماً عربياً".{nl}الواقع، أن يومين فلسطينيين آخرين في سبيلهما للصيرورة من "ايام العرب" وهما: يوم النكبة ويوم النكسة.{nl}أنا صحافي مخضرم، ولو حضرت قمة بغداد لسألت بعض المشاركين (أو كلهم) هذا السؤال: حول ماذا كان مؤتمر القمة العربي الأول في القاهرة 1964؟ حول فلسطين بالطبع، لكن كانت "الخطابة" صنو "الانشاء" صنو "الخطة" الفاشلة القومية لمنع اسرائيل من "تحويل نهر الأردن" كما قالت الخطابة، وكانت في الواقع حول منعها من "تحويل بعض روافد نهر الاردن" ويومها قال رئيس الحكومة العسكرية السورية آنذاك، أمين الحافظ (وليس حافظ الأسد) إن لديه خطة لتحرير فلسطين. ولما تحداه عبد الناصر، زعم أنه سيعدها خلال "أربع ساعات".. اسرائيل اوقفت، بالقوة، المشروع العربي، ثم احتلت ما احتلته خلال ستة أيام.{nl}ربما هي القمة التي قررت، أيضاً، تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية.. ولا أعرف هل حضرها أحمد الشقيري أم حضر القمة التالية.. لكن، فلسطين لا تغيب عن حضور القمم العربية، وإن غابت عنها حتى مصر (وغيرها) والآن تغيب سورية، ربما للمرة الأولى.{nl}أيضاً، كانت فلسطين - عرفات وراء كل جهد حتى عقدت القمة الاسلامية الأولى، ثم وراء كل جهة حتى تشكلت "لجنة القدس" برئاسة المغرب.{nl}يقولون إن قمة بغداد "ستؤكد" و"تقرر" اعتماد المطالب الفلسطينية لتمويل السلطة و"إنقاذ القدس" وهي في جملتها أقل من "عبارة واحدة" من جملة تكاليف تكبدها العراق (حكومة، وشعباً وجيشاً) للقمة.{nl}إن كانت "القمة الأولى" في القاهرة قررت تشكيل المنظمة (التي صارت سلطة في الأرض الفلسطينية) ووضعت "خطة" روافد الاردن، فإن قمة عمان الشهيرة 1978 تجاهلت فلسطين، ولكنها أقرت خطة "سعدون حمادي" العراقي لـ"عقد التنمية العربية".. وكان مصيرها كمصير "الخطة" الأمنية العربية في القمة الأولى.{nl}صراحة، لن أضع "خطابة" قمة بغداد إزاء زحف شعبي الى الحدود، في اليوم التالي لها، ولا دور فلسطين في جعل يوم من أيامها "يوماً من أيام العرب".. لكن، سأقارن بين نص بيان ألماني - فلسطيني، تنفيذي فعلاً، وبين "خطابة" قمة بغداد. البيان الألماني - الفلسطيني من أربع نقاط عملية جداً، تبدأ "بالحوار السياسي" فإلى "التعليم والعلوم والبحث العلمي" مروراً بـ "بناء الدولة والتعاون التنموي" و"الاقتصاد".{nl}.. وسأتفق تماماً مع "رسالة مفتوحة" من زميلي عبد المجيد سويلم، فهي تسأل: هل بناء فلسطين مسألة أوروبية أم مسألة قومية عربية.{nl}تذكروا يا عرب أن "الحرب تندلع من فلسطين والسلم يبدأ في فلسطين" ومنها بدأ الربيع العربي، وهي أهدت العرب ثلاثة "من أيام العرب" يوم النكبة، ويوم النكسة، ويوم الأرض.. الخ.{nl}عن المصالحة.. أيضاً{nl}عبد الله عواد/ جريدة الايام{nl}هناك إصرار على إطعامنا الجوز الفارغ منذ سنوات، وهم يتحدثون عن المصالحة والاتفاق وإنهاء الانقسام الذي هدّنا كشعب، وكان اتفاق الدوحة الذروة، لنغرق من جديد في ظلام الانقسام، كما غرقت غزة في الظلام، وليكتشف الأبرياء أنهم مضللون، وأن المصالحة هي الحلم الجميل الذي يطارده الناس دون فائدة، لأن شياطين الكراسي والمصالح، أقوى من ملائكة الوطن.{nl}يقولون بالزهد في الكراسي والمناصب، وأنهم أصحاب مبادئ، وهم كذّابون؛ لأنهم يطحنون الشعب، ويضيعون الأرض، ويقتلون المستقبل... . {nl}أي مبادئ هذه يا ناس، نحن ضحايا الانقسام، نُقتل، نُعذب، نموت، صرنا نحلم بلقمة الخبز، وضوء شمعة، وحبة دواء، ويوم جديد سيئ مثل اليوم، وليس أسوأ منه كما حالنا منذ سنوات، وكيف تكون المصالحة؟.{nl}حين تسقط الوطنية على مقصلة الفصائلية، وتسقط الفصائلية على مقصلة القبلية الملتصقة بالجغرافيا، وتسقط القبلية على مقصلة الأشخاص، يصبح الوطن مزرعةً للصوص بكل أنواعهم، وتضيع القضية ومعها الأرض، والشعب، ونفقد أولوية واقع الاحتلال الذي يدمرنا ويقتلنا، ولنغرق في أولوياتنا الذاتية من إنهاء الانقسام إلى ضوء شمعة، وما بينهما من سلطة تتآكل وسريعاً في الضفة وفي القطاع إلى بؤس المقاومة والمفاوضة.{nl}لم يكن الذي جرى انقساماً فحسب، بل كان دموياً حمل معه الإجرام وأفرز نظاماً أمنياً شمولياً، ينفي الآخر، وانقساماً جغرافياً، الاحتلال قرّب بينهما ثقافياً وعلاقات شمولية، بعد أن عاشا افتراقاً طويلاً أفرز واقعين، كل واقع يحمل خصوصيات محددة، وجاء الانقسام ليعود من جديد نحو ما كان، ويتعمّق بفعل ولادة طبقة بكل ما في المصطلح من معنى، مرتبطة مصلحتها بهذا الواقع المأساوي الجديد والذي يتعمق.{nl}وكلما طال الوقت يحمل معه انقسامات جديدة، تفرزها الوقائع الجديدة الناتجة عن الانقسام، وهي انقسام داخل فتح وداخل حماس وما تبقى من فصائل، وداخل النقابات والمؤسسات، وعندها لا تنفع كل القرارات والاتفاقات العليا، كما قال وبوضوح اتفاق الدوحة الذي مات وخلّف وراءه معطيات جديدة بالضد من المصالحة، ومن الوحدة ومن المستقبل.{nl}ليس سهلاً على قيادات الانقسام تسليم مفاتيحه والمغادرة إلى البيوت، لأننا لم نصل إلى هذه الثقافة بعد، لهذا فإن كل الاتفاقات والتفاهمات لم تخرج عن منطق إدارة الانقسام، ولا تحتاج النصوص لأي اجتهاد، لأنه ـ الانقسام ـ طال وأفرز قواه الجديدة معه، وهي تدافع عنه، وبالدم إن احتاج الأمر، وأيضاً أفرز اقتصاده، وإعلامه، وصار حالة، لا قيمة لأي قصيدة عاطفية أمامها، ولا لبكاء الفقراء، وأنات المرضى.{nl}صارت القضية عند حكومة غزة وحركة حماس حكومة رام الله وحكومة فتح والعكس، والاحتلال في إجازة مفتوحة، يصادر، يقتل، يعتقل... وحركات المقاومة والجهاد والثورة أيضاً في إجازة مفتوحة، مشغولة بالكراسي والامتيازات، أما الشعب أما نحن فلا قيمة لنا، نحن مجرد أرقام نجوع، نموت، يقتلنا الاحتلال، لا قيمة لكل ذلك إلاّ بما يخدم الانقسام واستمراره، فقط حين يهتز الكرسي قليلاً يتحرك الانقساميون خوفاً على أنفسهم لا خوفاً علينا.{nl}الوطن عند الانقساميين بخير، والشعب يعيش في ظل الانقسام ضاحكاً ضحكاً متواصلاً من النعيم، والأرض رائعة وجميلة، ولا ينقصه سوى المزيد من بركات الانقسام، كي تنقطع الكهرباء بالكامل، وينقطع الدواء، وينقطع نصف الراتب، ويمضي الاستيطان سريعاً في التهام الأرض أو ما تبقى منها، نحن رائعون عند الانقساميين في فقرنا وموتنا وقتلنا وجوعنا ومرضنا وغرقنا في مياه المجاري، وفي إذلالنا أمام الدوائر الحكومية لإنجاز أي معاملة تافهة.{nl}مسموح لنا البكاء على أنفسنا طوال الليل، ألماً وقلقاً وخوفاً على مستقبلنا، وحين ينتهي الليل ويجيء النهار علينا أن نبتسم ونضحك بصوت عال، ونشكر حكومتينا على النعيم الذي نعيش فيه، وعلى سهرها ورعايتها لنا طوال الليل، ومن يخرج عابساً وباكياً هو متآمر وخائن وعميل ومصيره الاعتقال والسجن وربما الموت لأنه لم يضحك بصوت عال كي يُثبت أن الانقسام جميل ورائع.{nl}الوطن يضيع، والشعب يموت، والانقساميون يجوبون دولتي فلسطين ودول الجوار وهم يرفعون راية إنهاء الانقسام، وفي داخلهم يضحكون، اللهم دوام الانقسام، ودوام الحال وتعميقه...، عن أية مصالحة يتحدثون؟.{nl}حكومة غزة وأقطاب حماس فيها كانت واضحة في موقفها من اتفاق الدوحة وبعده، لا اعتراف بسلطة ولا قيادة سياسية لحماس في الخارج، وباختصار "نحن قيادة الشعب ولا قيادة غيرنا، هكذا قالت جولات هنية والزهار الخارجية وتقول، أي نحن مستقلون وعلى العالم أن يتعامل معنا فقط عن طريقنا "ومهمة حكومة رام الله فقط التمويل أي جمعية خيرية تابعة لحركة حماس في القطاع، وإذا قصّرت فإنها عميلة.{nl}الذين وجدوا في فتح وظهروا كإفراز للانقسام، وأظهروا بطولات دونكوشتية، يصابون بمرض الهلوسة كلما سمعوا كلمة مصالحة لأنهم يتحسسون على كراسيهم خوفاً عليها من الفقدان، لأن الانقسام حمل معه ظاهرة جديدة لها بطولاتها، وإذا انتهى الانقسام فلا يوجد أي عمل لها، أليس لكل مرحلة رجالاتها وزلمها وليست فتح استثناء من ذلك.{nl}نحن هنا الضحايا للانقسام نعيش الألم اليومي على حالنا الذي أوصلتمونا إليه بانقسامكم وسياساتكم أيها القوامون علينا رغم إرادتنا بعد أن سلبتمونا حقنا في حريتنا، حرية اختيارنا أن نكون في وضع آخر نموت ونتألم ونتعذب من أجل تحرير الأرض والإنسان، وليس بسبب انقسامكم وخلافاتكم على من يحكمنا رغم أنكم تعرفون جيداً أننا لا نريد حُكماً يقودنا نحو الكارثة نحو اليأس والإحباط وإنما نحو الأمل والمستقبل.{nl}أصبنا باليأس وليس عندنا أي أمل بالمصالحة في عهدكم، فأنتم تأخذوننا نحو الآخرة، وهي لكم، لأننا باقون وأنتم زائلون كما ذهب كثير من الذين يعاندون التاريخ والشعب.{nl}عن الخلاف داخل "حماس"{nl}بقلم: محمد ياغي/ جريدة الايام{nl}هناك خلاف واضح بين قادة "حماس" فيما يتعلق بموضوع المصالحة الفلسطينية..جوهر الخلاف ليس صراعا على الأطر القيادية في الحركة، وإن اكتسب هذا المنحى، لكنه صراع على إستراتيجية الحركة في مرحلة الربيع العربي. {nl}الفريق الأول الذي وقع على إعلان الدوحة، يرى بضرورة إعطاء حركة الإخوان المسلمين في مصر تحديدا وباقي الأقطار العربية عموما الوقت الكافي حتى تتمكن من ترسيخ إنجازاتها على الأرض كمقدمة ضرورية لدعم المشروع الوطني الفلسطيني و"حماس" في قلبها. هذا الفريق يرى، ومن واقع اتصالاته بإخوان مصر أن النجاح الكبير للإخوان في الانتخابات لا يعكس حقيقة قدرتهم على التأثير على السياسات الخارجية لمصر.. وأن المجلس العسكري، والمخابرات المصرية هما من يقرر السياسات العامة. وهو ما يعني أن حصار غزة سيستمر، وكأن الربيع العربي، لم يحدث، وبالتالي هنالك ضرورة لمرونة سياسية لتفكيك الحصار.. محتوى المرونة، اتفاق سياسي مع قيادة السلطة في رام الله على الأسس التي كانت معروضة على قيادة "حماس" قبل الربيع العربي. وهو ما عكسه فعليا اتفاق الدوحة.{nl}الفريق الثاني الرافض لإعلان الدوحة، لا يختلف مع الفريق الأول في ضرورة إعطاء إخوان مصر بعض الوقت لتثبيت إنجازاتهم على الأرض، لكنهم يرون أن هذا لا يتطلب تنازلات جوهرية من جانب "حماس" حول قضايا رفضتها الحركة في السابق. وهم يرون أن "حماس" التي احتملت الحصار منذ العام 2007 وفي ظل ظروف أكثر قسوة من الظروف الحالية، قادرة على الاستمرار في إدارة غزة، دون الحاجة لتقديم تنازلات قد تضعف من مكانة الحركة الجماهيرية. هذا الفريق، يختلف مع الفريق الأول في النظرة الإستراتيجية لما يجري حاليا في الشرق الأوسط، وتحديدا في الملفات المتعلقة بإيران، والتحالف مع حزب الله، وكيفية إدارة الصراع مع إسرائيل. {nl}الفريق الأول حسم خياراته باتجاه الابتعاد عن إيران، وحزب الله وتم ذلك بمغادرة سورية والانتقال الى الدوحة فعليا، وهي العاصمة التي تقود العالم العربي في مواجهة المحور الإيراني اليوم. وهذا الفريق أصبح يعتقد اليوم أن الصراع مع إسرائيل يمكن تسويته عبر المفاوضات. وهو لهذا يرى أن المقاومة المسلحة لم تعد ضرورية لأنها تحرج الحلفاء في دول الخليج العربي، وتفرض على إخوان مصر اتخاذ مواقف وخيارات ليسوا مستعدين لها الآن، وربما أيضا، غير مستعدين لها لاحقا.. وقد مهد هذا الفريق لرؤيته هذه بالحديث عن ضرورة المقاومة الشعبية السلمية كبديل للمقاومة المسلحة، على الرغم من علمه ومعرفته، بأن هذا الخيار يحتاج الى قرار من قيادة السلطة في رام الله، وأن الأخيرة ليس في حساباتها هذا الخيار. هذا الفريق انتقل بشكل واضح الى محور التسوية، وهو يعتقد أن بإمكانه أن يرث قيادة "فتح" لمنظمة التحرير بدعم مصري - قطري خليجي، وبمباركة أميركية.{nl}الفريق الثاني يرفض هذا النهج، وهو يعتقد بأن المعركة الكبرى – مع إيران- التي ستقرر مصير المنطقة لعشرات السنين لم تحدث بعد. وأن نجاح إسرائيل وحلفائها في النيل من إيران وحزب الله يعني هيمنة إسرائيل المطلقة على المنطقة، بما في ذلك، قدرة إسرائيل على تحديد شروط التسوية في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. هذا الفريق لا يرى في الدوحة حليفا يمكن الوثوق به بسبب تحالفاتها الخارجية الواضحة، ولا يرى بأن إعطاء إخوان مصر بعض الوقت يتطلب الانجرار إلى ركب تسوية سياسية معالمها وشروطها غير واضحة، خصوصا وأن كل التنازلات السياسية التي قدمتها السلطة الفلسطينية من أجل التسوية، قد تم استغلالها من قبل إسرائيل لتكثيف الاستيطان وتهويد القدس والمطالبة بالمزيد من التنازلات. هذا الفريق يرى أيضا أن إسرائيل لن تقدم "شيئا" للشعب الفلسطيني من خلال المفاوضات، وأن غزة حررت من خلال المقاومة، وأن جنوب لبنان حرر من خلال المقاومة وهو في المحصلة يرى أن الشعب الفلسطيني لن يحصل على حقوقه من خلال المفاوضات، أو استجداء ضغط دولي، أو تجريب ما قد جرب وثبت فشله. {nl}الصراع بين الفريقين يأخذ في العلن أشكالا مختلفة منها الصراع على موقع رئيس المكتب السياسي وعلى الموقف من إعلان الدوحة. قدرة الفريق الأول على تثبيت نفسه في موقع القرار السياسي لـ "حماس" من خلال السيطرة على رئاسة المكتب السياسي وقدرته على الدفع بإعلان الدوحة إلى الأمام لا تعني بالضرورة قدرته على السيطرة على الحركة وتحديدا جناحها العسكري في غزة الذي تتشابك علاقاته مع قوى أخرى فلسطينية وإقليمية، وهو يرفض قطعا أن تجير مسيرة أكثر من عشرين عاما من الكفاح المسلح بما احتوت عليه من شهداء وأسرى وجرحى الى نهج تسوية معالمها غير واضحة، خصوصا في ظل معطيات تؤكد ذهاب إسرائيل الى خيار المعركة الكبرى مع محور إيران. {nl}لهذا نعتقد أن الخلاف بين الفريقين هو خلاف جوهري وهو غير قابل للحسم عبر الانتخابات الداخلية. إن نجح الفريق الأول في الانتخابات فإن قدرته على السيطرة على الحركة وسياستها ستبقى ضعيفة في ظل عجزه عن السيطرة على غزة وجناحها المسلح تحديدا.. وإن نجح الفريق الثاني فيها فإن قدرته على التعامل مع الواقع الإقليمي الجديد وخصوصا مصر ستكون أضعف. في الحالتين، "حماس" لن تعود كما كانت.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/03-2012/محلي-69.docx)