لمغزى الاستراتيجي "لإسكان "المقدسيين في المستوطنات الاسرائيلية .
المغزى الاستراتيجي "لإسكان" المقدسيين في المستوطنات الاسرائيلية .
على الرغم من محدودية هذه الظاهرة ،إلا أنها تأتي في سياق سياسة تخطيطية ممنهجة "من اجل تهويد الحيز المكاني لمدينة القدس بكل مكوناتها . ونظرا لخطورة هذه الظاهرة على مستقبل القضية والتاريخ الفلسطيني ولتشخيص هذا المغزى سنتناول هذه الظاهرة من حيث :
تشخيص لواقع الانتهاكات الاسرائيلية في القدس وتأثيراتها .
الاسباب و الدوافع لإسكان المواطن المقدسي في المستوطنات .
المخاطر و التهديدات .
سبل مواجهة هذه الظاهرة .
توصيات .
تشخيص سياسة الانتهاكات الاسرائيلية الداخلية لمدينة القدس :
تدرك اسرائيل هذه الأهمية للمدينة ، الأمرالذي يدفعها الى محاولات مستمرة في اخراج المدينة من اي تسوية مع الفلسطينين ، لذلك فان جل اهتمامها يرتكز على المدينة من حيث تغيير معالمها سواء من هدم او بناء جديد ، بهدف خلق واقع جديد يطغى الطابع اليهودي علية ، حيث تعمل الى اتخاذ كافة الاجراءات لتهويد المدينة و سلبها من الهوية الفلسطينية ، وتفريغها من سكانها الفلسطينيين و التضيق عليهم في سبيل ان تسيطر على اكبر مساحة منها ، وتستثمر ذلك في مصلحتها السياسية لتحقيق رؤيتها ان تكون العاصمة الأبدية و الموحدة لإسرائيل .
لتحقيق ذلك فإن إسرائيل تسعى وبأساليب متعدده ومختلفة سواء بالترهيب او الترغيب لإسكان المدينة بهدف التضيق عليهم اوتقديم كل متطلبات الحياة لثنيهم عن البقاء في المدينة ، الامر الذي يخلق حالة من طغيان الديموغرافيا اليهودية في المدينة .
ما تعيشة مدينة القدس في الفترة الاخيرة من محاولات مسح للتاريخ الفلسطيني فيها من خلال عمليات الهدم المستمرة لكثير من الشواهد التاريخية على عروبة و أسلامية المدينة ، وانشاء احياء وشواهد تزور تاريخ المدينة وقدسيتها ، وما كان في الايام الاخيرة من وضع كثير من الاحجار التي تحمل عبارات ورسومات للهيكل اليهودي المزعزوم على بوابات المدينة ، الا دليل على محاولات لتهويد المدينة ، وخلق وقائع جديدة لاجبار الفلسطينين والعالم على التعاطي معها في اي حلول سياسية مستقبلية ، الامر الذي سيشكل عقبة دائمة امام السلام .
ظاهرة إسكان بعض المواطنيين المقدسين في مستوطنات اسرائيلية ، وعلى الرغم من محدوديتها ، تعد اسلوباً جديداً لتفريغ مدينة القدس من سكانها ، من خلال التضييق على المواطنين داخل المدينة بالهدم والسجن ، بالمقابل تقدم فرص الانتقال الى مساكن جديده لهم داخل المستوطنات .
أسباب و دوافع إسكان المقدسيين في المستوطنات :
تكمن الاسباب وراء بروز هذة الظاهرة عدة نقاط منها ما يتعلق بالمواطن المقدسي نفسه ، ومنها ما تخلقه اسرائيل لدفع الناس اتجاة هذه الظاهرة ، ومن اهم هذه الاسباب :
تتعلق بالمواطن المقدسي :
• غلاء العقارات داخل مدينة القدس ، مقارنة برخصها بالمستوطنات .
• هناك مزاعم اسرائيلية أن بعض المقدسيين يبيعون املاكهم في معاملات ووكالات تتم خارج البلاد.
اجراءات اسرائيلية دافعة لهذه الظاهرة :
• الممارسات والاجراءات التي تتبعها اسرائيل حيال اي عمليات بناء جديده بالمدينة ، من حيث التراخيص ورسوم وضرائب ، تشكل عبء كبير على المواطن المقدسي ، الامر الذي يضطرة البحث عن خيارات اخرى ، قد تكون منها السكن بالمستوطنات اذا ما سمح له ذلك من قبل اسرائيل .
• عمليات الهدم التي تقوم بها اسرائيل بحق كثير من مساكن المقدسيين و الانتهاكات التي تمارسها الحكومة الاسرائيلية تجاه المواطنين المقدسيين والتضيق عليهم للحيلولة دون بقائهم في القدس والانصياع لإجراءاتهم القمعية ، مما يساعد في الاستيلاء على الارض .
المخاطر والتهديدات :
هنا يبرز السؤال : رغم كل الإجراءات الإسرائيلية ، هل إسكان المقدسيين في المستوطنات مبررا؟
يقول الاسرائيلييون : " القدس هي جوهر الصهيونية "
يقول الفلسطينييون : " القدس هي جزء من العقيدة و القبلة الاولى ، وهي جوهر صراع حضاري تاريخي ديني ، واي مساس في كينونتها و رمزيتها يعتبر تهديدا لهذا الجوهر وهذه العقيدة .
تكمن أهم التهديدات في المغزى الإستراتيجي للخطوة الإسرائيلية في إسكان المقدسيين في المستوطنات من خلال خلق مباغتة ذهنية إستراتيحية على الذهن الفلسطيني :
• تسهيل نقل المقدسيين في المستوطنات ، لها مغزى في الإدراك الإستراتيجي للأسرائيلي يراد اسقاطه ذهنيا على الفلسطيني ، والذي نعتقد ان جميع الإجراءات ، اعتبار القدس وما حولها بكل هويتها و رمزيتها مساوية لأي مكان في الضفة الغربية ، مما يخلق مباغته ذهنية استراتيجية على الذهنية الفلسطينية حول مكانة الأرض التي ينتقل منها (القدس ) بإنها مكانة عادية وأن لا يخلق لديه أي حساسية بالأنتقال الى مكان اخر .
• مفهوم إسكان المقدسيين خارج حدود القدس وفي المستوطنات يتناغم مع "يهودية الدولة " بحيث تصبح القدس مدينة يهودية خالصة .
• الاخلال بالميزان الديمغرافي في المدينة :
من خلال نزوح المقدسيين والمساعدة في تفريغ المدينة من المواطنين ، بالاضافة الى خلق واقع جديد يكمن في تعايش الفلسطيني على ارض المستوطنات التي هي بالاصل ارض فلسطينية .
• اعطاء شرعية للترحيل وللمستوطنات في نفس الوقت :
عن طريق خلق واقع للتعايش مع المستوطنين بشكل مباشر ، وعلى نفس الارض وعدم الاخذ بعين الاعتبار ان هذا التعايش اذا ما انتشر سيكون بمثابة اعتراف بشرعية وجود المستوطنات ، الامر الذي قد يستغل في تثبيت الحق الاسرائيلي في بناء المستوطنات و توسيعها على كافة الاراضي الفلسطينية ، بسبب التعايش المزدوج بين المواطن الفلسطيني و المستوطن على نفس الارض المتجاورة .
• نجاح هذه الظاهرة يدفع الاسرائيليين الى :
زيادة الانتهاكات الاسرائيلية بحق مواطني القدس من زيادة في الضرائب ، و هدم البيوت بحجة عدم الترخيص والترحيل وسحب الهويات وزيادة مبالغ شراء المنازل داخل المدينة المقدسة .
سبل المواجهة :
تسعى اسرائيل الى القضاء على كل ما له هوية فلسطينية في مدينة القدس ، في سبيل تغيير الواقع الديمغرافي و السكاني ، والحضاري سعيا للسيطرة و التملك في القدس و فرض واقع جديد ، الامر الذي يتطلب مواجهة هذه الظواهر بشتى السبل للحيلولة دون اعطاء فرصة لاسرائيل في تحقيق مأربها في مدينة القدس وذلك من خلال :
• رصد كافة الاجراءات المتعلقة بالبيع و الشراء لممتلكات و عقارات المواطنيين المقدسيين
• تعزيز صمود الفلسطينين في القدس بالشكل الذي يقطع على الاسرائيلين الطريق ، ويقود الى التفاف الفلسطينين حول القرار الفلسطيني .
• توثيق كافة الانتهاكات التي تقوم بها اسرائيل ، ورفعها الى كافة المحافل القانونية الدولية
• رفع قضايا بالمحاكم الاسرائيلية ضد هذه الاجراءات و الانتهاكات للحد من التعامل فيها داخل المدينة المقدسة .
• تكريس حملات توعية في صفوف المقدسين ، لمخاطر المخططات الاسرائيلية الساعية الى تهويد المدينة وافراغها من سكانها الفلسطينيين.
توصيات :
• التمسك بالموقف الثابت من القدس في اي مفاوضات قادمة .
• ضرورة الايعاز لكافة المؤسسات المقدسية بالقيام بواجباتها اتجاة تعزيز صمود المواطن المقدسي في المدينة وعدم تركه وحيدا في مواجهة الالة الاسرائيلية .
• حملة توعية لكافة الاطر و المؤسسات حول مخاطر واثار هذه الظاهرة على مستقبل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي .
• تكاثف الجهود بكافة المستويات لخلق بيئة ارشادية ، من مرحلة الطفولة الى ما بعدها في بناء فكري للاجيال بفلسطينية القدس وانها عاصمة الدولة الفلسطينية .
• توفير الدعم المادي لسكان القدس ، ومساعدتهم بالصمود امام هذه الضغوط الاسرائيلية لتهويد القدس ، لضمان عدم حدوث مثل هذه الظواهر .<hr>