-
1 مرفق
اقلام واراء محلي 288
اقلام واراء محلي 288
في هــــذا الملف:
الثورة الفلسطينية..أجيال وراء أجيال
بقلم: يحيى يخلف عن صحيفة الحياة الجديدة
حياتنا - بُهت الذين كفروا
بقلم: حافظ البرغوثي عن صحيفة الحياة الجديدة
رسائل فتح في مليونية الثورة والدولة
بقلم: موفق مطر عن صحيفة الحياة الجديدة
تسونامي غزة
بقلم: محمود أبو الهيجاء عن صحيفة الحياة الجديدة
اللغة السياسية الجديدة
بقلم: عادل عبد الرحمن عن صحيفة الحياة الجديدة
"عودة الروح" إلى غزة .. لكي لا يكون اليوم التالي كاليوم السابق!!
بقلم: هاني حبيب عن صحيفة الأيام
مهرجان "فتح".. ما الذي دفع بكل هذه الحشود..؟
بقلم: أكرم عطا الله عن صحيفة الأيام
شائبة "بحر أصفر" في برّ غزة؟
بقلم: حسن البطل عن صحيفة الأيام
الفدرالية مشروع إسرائيلي
بقلم: حمادة فراعنة عن صحيفة الأيام
الجولة المقبلة للمبعوث الأميركي الخاص
بقلم: هيئة التحرير عن صحيفة القدس
الثورة الفلسطينية..أجيال وراء أجيال
بقلم: يحيى يخلف عن صحيفة الحياة الجديدة
[IMG]file:///C:\DOCUME~1\admin\LOCALS~1\Tem p\msohtmlclip1\01\clip_image00 4.gif[/IMG]ذكرى انطلاقة الثورة تقترب من عامها الخمسين، خمسة عقود أو أقلّ قليلا مرت على لحظة القرار الوطني المستقل الذي فجّر ثورة تحرر مسلحة في قلب الشرق الأوسط خزّان النفط العالمي، وملتقى المصالح الاستراتيجية، والجيوسياسية للعالم أجمع. عندما التقى ياسرعرفات وخليل الوزير (أبوجهاد) بالزعيم الصيني ماوتسي تونغ في مطلع الستينيات وشرحا له مشروعهما في التحضير لثورة مسلحة تتبنى حرب التحرير الشعبية طويلة الأمد، قال لهما: كم ستكون صعبة ثورتكم..انتم تريدون تفجير ثورة في منطقة آبار النفط.. انها ستكون ثورة المستحيل!!. اذن هي ثورة المستحيل التي صنعها المشردون والمقتلعون والمغلوبون من أبناء المخيمات وأبناء اللجوء والشتات، ومن الصابرين الصامدين على ما تبقى من أرض في وطنهم. أطلقوا الرصاصة الأولى ضد الاحتلال وظلمه وعنصريته وسلبه لحقوق شعب استعصى على الانقراض والمحو وما زادته النكبة والكارثة الا ايمانا بحقه في العودة والتحرير. كوكبة من الطليعيين ومن الرجال العاديين الذين صنعوا الثورة وصنعتهم الثورة وملأوا الدنيا والمشهد العربي والدولي على امتداد زمن مديد، وعلى درب الحرية ساروا وسار معهم شعبهم الذي قدم عشرات الألاف من الشهداء والتضحيات. وامتلكوا الوعي، وأصبح العادي غير عادي، هكذا بنيت فتح من رجال صاروا في سياق الثورة غير عاديين، وتم وصفهم بجيل العمالقة، وهذا ما يفسر بقاء فتح التنظيم الأكبر، وصاحب القرار الوطني الذي يقود الحركة الوطنية الفلسطينية طوال هذه العقود. هكذا تأسست وبنيت حركة فتح، وهكذا كان هيكلها التنظيمي والفكري : قيادة من قامات عالية يلتف حولها كوادر شجعان يلتزمون بمواقف وقرارات هذه القيادة وبخطها الفكري ومواقفها السياسية.ولزمن طويل لم تتغير هذه القيادة ولم يغب عن لجنتها المركزية من جيل العمالقة الّا من غيّبه الموت، وفي مؤتمراتها القليله قياسا على عمرها الزمني ومسيرتها الطويلة وحتى العام 1989 لم يحدث تبدل جذري في هويتها القيادية، اذ ظلت الأسماء المؤسسة هي الأسماء التي تلعب الدور الأكبر، وهي الرموز التي يعتد بها. في عام جديد الذي هو العام الثامن والأربعون للانطلاقة تجد حركة فتح نفسها دون جيل الآباء ودون الرموز القيادية التي بقيادتها وحضورها حققت الحركة أعظم انجازاتها. تجد قيادة حالية لا تسد فراغا وهذا ما يفسر عودة قاعدة الحركة الشجاعة والباسلة وكوادرها الأفذاذ وفي غياب جيل العمالقة، ما يفسر عودتهم الى استحضار ماضي الحركة المجيد والتغني به والتباهي بمسيرتها وتعظيم رموزها وشهدائها. وما يمثل المعادل الموضوعي لافتقاد قامات عالية ومقنعة تقود الحركة في زمن الازمات والتحديات. انّ الحركات السياسية التاريخية تفتقد رموزها في اللحظات الصعبة عندما تكون هويتها مهددة. والحركات السياسية التي تعمّر طويلا وتتطلع الى استكمال مهامها في انجاز أهدافها تمر كالانسان في مراحل الطفولة والشباب والشيخوخة، ولكنها تتجدّد وتعيد الاعتبار لحياتها الداخلية من خلال المؤتمرات، ولا شك بأننا ونحن نحتفي بالذكرى الثامنة والأربعين لانطلاقة فتح والثورة الفلسطينية، هذه الذكرى العزيزة المليئة بالدروس والدلالات، اننا على ثقة من أنّ حركتنا الوطنية بفصائلها كافة بحاجة الى تجديد حياتها الداخلية وبرامجها وقياداتها، وفسح المجال لبروز قيادات شابّة، وكذا الأمر بالنسبة لحركة فتح التي مازال لها الدور الأساس في انجاز مشروعنا الوطني، ويكتسب أمر نهوضها حاجة وضرورة لأعضائها ولأبناء شعبنا الذين يتطلعون الى انجاز التحرر والاستقلال، وبناء مجتمع مدني، ودولة مدنية.. دولة كل مواطنيها..دولة مدنية لا دولة دينية، وهم يتابعون ما يجري في دول ما يسمى الربيع العربي، ما يجري من محاولات أحزاب الاسلام السياسي الهيمنة وفرض رؤيتهم الأحادية على المجتمع بأسره. فتح حاجة وضرورة لأعضائها وانصارها، وفتح حاجة وضرورة لغالبية عظمى من أبناء شعبنا، لأنه في غياب فتح سيكون هنك فراغ يملؤه آخرون مشروعهم مغامر وغير ديمقراطي وغير حداثي وغير مدني. بنية فتح التاريخية كانت بنية جيل العمالقة المؤسسين، وظل الأمر كذلك لسنوات طويلة، ولعل الرئيس أبومازن، رئيس حركة فتح الآن هوآخر العمالقة الذين قادوا فتح، ولعله من أكثر القادة الذين فتحوا الباب أمام الصف الثاني للوصول الى المواقع الأولى للحركة وخاصة عضوية اللجنة المركزية، ولست بصدد تقييم أداء اللجنة المركزية لأنّ ذلك له مكان آخر هو المؤتمر العام السابع الذي من المفترض أن يعقد خلال عام، لكن من المهم أن يحافظ جيل جديد من القادة الشباب على المكاسب والانجازات الوطنية التي حققها جيل العمالقة وكوادر تاريخية رافقت ذلك الجيل وأن يكمل الجيل الجديد بقية المشوار، ويصنع انجازات ومكاسب تعادل تلك التي حققها جيل العمالقة، وبالمناسبة فان اولئك الرجال من آباء الحركة لم يولدوا عمالقة، وانما لم يتركوا الأقدار تقرر مصيرهم، بل صنعوا أقدارهم وأقدار شعبهم، ومع الزمن وبعد تحقيق ثورة المستحيل على أرض الواقع أصبحوا عمالقة يملأون فضاءات العالم.في ذكرى انطلاقة فتح ندعو لمؤتمر عام في أقرب فرصة يراجع التجربة، ويدرس التحديات القادمة، ويستشرف المستقبل، ويجدد البنى السياسية والتنظيمية ،ويضع أسس الوحدة الوطنية والتعددية والديمقراطية لبناء المجتمع والدولة المدنية، ويعطي الفرصة لبروز أجيال جديدة تنتمي الى سلوك وثقافة وصدق ومبادرة وعظمة جيل العمالقة.
حياتنا - بُهت الذين كفروا
بقلم: حافظ البرغوثي عن صحيفة الحياة الجديدة
كانت فتح مع الموعد الكبير في غزة وكانت غزة مع وعدها الأصيل لفتح.. فكان حفل الانطلاقة بيعة كبرى من شعبنا في غزة لثورته التي أسسها أبناء غزة بعد النكبة بسنوات وانطلقت في الفاتح من عام 1965. غزة حاضنة الثورة قالت قولتها في جمعة العهد والوفاء للثورة وقادتها الشهداء وكوادرها الذين قضوا على طريق الوطن وفي داخله وما زالوا على العهد باقين. فلم يحدث من قبل أن خرج شعبنا في غزة بنسبة توازي 80 في المائة منه إلى الميادين والشوارع ليهتف ثورته وليؤكد وحدة هذا الشعب وضرورة البقاء صفاً واحداً ونحن نحيي الرصاصة الأولى ونجمع خيوطنا لنعيد نسج كوفيتنا بكرامة وفخر وكبرياء، ونستعد لجولات أخرى في وجه الاحتلال الذي ما عاد السلام ضمن تفكيره، وحكومته اليمينية لا تملك سوى مشاريع الاستيطان والتطهير العرقي.
لقد أكدت غزة أن شعبنا متمسك بثوابته وثورته وبرنامجه للسلام وبقدسه الشريف وأنه يقف في وجه محاولات تصفية القضية أو الحلول المجزوءة والهجمات المحمومة لفرض قيادة بديلة تنفذ أجندات خارجية. فالاحتلال الذي يعد العدة لتدمير منظمة التحرير والسلطة الوطنية رأى بأم عينيه كيف أن السلطة مصدرها الشعب وأن منظمة التحرير هي الكيان السياسي الجامع للفلسطينيين وأن الانقسام خطأ سياسي ارتكبه بعضنا وما زال يتردد في الاعتراف بخطأ سياساته ومنهجه. لأن المياه البعيدة لا تطفئ النار القريبة وأن سر صمودنا حتى الآن أمام التحديات الكبيرة منذ انطلاقة الثورة هو انها انبعثت من ضمير شعبنا ولم تنتظر شفقة الآخرين بل فرضت نفسها وانتزعت الاعتراف الدولي وحافظت على طهارة السلاح الفلسطيني بحيث لم يصوب على فلسطيني.
[IMG]file:///C:\DOCUME~1\admin\LOCALS~1\Tem p\msohtmlclip1\01\clip_image00 5.gif[/IMG]بيعة غزة هي بيعة لفلسطين وبيعة للمصالحة إن شاءت حماس أن تتخلى عن مباهج الدنيا والأنفاق والنظر خارجاً وتكرس تنظيمها لخدمة القضية وليس لخدمتها فقط. فالشعب قال قولته.. لا للاستسلام ولا للاستيطان ولا لتجاوز السلطة الوطنية ولا للمراهنين على إسقاط المشروع الوطني الفلسطيني ولا للحصار سواء كان إسرائيلياً أو عربياً بأمر أميركي.. ربيعنا له نكهة خاصة فهو الربيع العربي الوحيد بعكس الربيع المحيط المباع سلفاً للاستعمار.ففي ذكرى الانطلاقة بُهت الذين كفروا بالفتح والثورة.
رسائل فتح في مليونية الثورة والدولة
بقلم: موفق مطر عن صحيفة الحياة الجديدة
[IMG]file:///C:\DOCUME~1\admin\LOCALS~1\Tem p\msohtmlclip1\01\clip_image00 6.gif[/IMG]بعثت مليونية الفلسطينيين الوطنيين الفتحاويين في غزة أولا، ومهرجاناتهم في مدن الضفة احتفالا بمناسبة انطلاقة رسائل لكل الاتجاهات وبكل اللغات .
بعث الفلسطينيون رسالة شكر ووفاء غير مسبوقة الى شعوب ودول العالم التي صوتت بـ (نعم) لرفع مكانة فلسطين الى دولة عضو في الأمم المتحدة بصفة مراقب. مضمون هذه الرسالة أننا شعب دولة فلسطين الحرة، التقدمية، الديمقراطية المدنية، دولة قديمة حديثة ستشارككم بناء الصرح الحضاري الانساني.
رسالة واضحة، لا تأويل لمفرداتها الى الادارة الأميركية التي أخذت منذ فترة تسلط اضواء البحث عن بدائل لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية,، كأدوات ضغط لتمرير حل « الدولة المؤقتة» هذا الحل الذي رفضه رئيس الشعب الفلسطيني والرئيس محمود عباس باسم الشعب ومصالحه الوطنية العليا .
رسالة بلاغة سياسية الى «حكومة اسرائيل» قد يعجز مفكرون وقادة وكتاب سياسيون عن صياغة مثيلها بحروف الكلمات، أن الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني مع برنامج حركة التحرر الوطني، وان قيادته السياسية تعبر عن ارادته وآماله وطموحاته وأهدافه بأمانة، فالملايين أكدوا بهذا الحضور التاريخي أنهم حماة المشروع الوطني، وشعب الثورة، والدولة، والمقاومة الشعبية السلمية، وأنهم مع منهج الحركة وقائدها على درب تحقيق هدف دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بعاصمتها القدس، وان أي حل لا يلبي هذا الهدف فان هذه الملايين لقادرة على تغيير الخارطة السياسية، وفرض وقائع جديدة على الأرض، والأهم من كل ذلك تغيير قوانين وأدوات الصراع ... أما وقد اعترف مسؤولون اسرائيليون بخطأ تقديراتهم حول مدى وحجم تمثيل الرئيس ابو مازن، ومكانة وحجم شعبية حركة فتح، فان الكرة الآن في ملعب أصحاب القرار في اسرائيل ليعيدوا قراءة حساباتهم.. واقرار سياسة تستجيب لدعوة رئيس وقائد هذا الشعب للسلام القائم على قوانين وقرارات الشرعية الدولية، وآخرها الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بقيام دولة فلسطين على أرضه على حدود الرابع من حزيران من العام 1967.
كانت المليونية رسالة الى شعوب وحكومات الأقطار العربية، بأن الشعب الفلسطيني هو شبكة الأمان الأساسية والحقيقية للمشروع الوطني، وأن شبكة الأمان الرسمية العربية ( المالية ) هي استحقاق مشروع، فملايين الفلسطينيين هم عمليا في خط الجبهة الأول في الصدام مع المشروع الاحتلالي الاستيطاني، ومشروع نشر الفوضى في المنطقة العربية، وضرب ركائز الدولة المدنية في الوطن العربي، فالملايين التي هتفت لحركة التحرير الوطني الفلسطيني، انما هتفت للثورة؛ للحرية؛ للتحرر من الاحتلال الاستيطاني؛ للدولة الديمقراطية المدنية؛ للحرية للمستقبل؛ للمصير العربي المشترك؛ للعروبة؛ للقيم والأفكار الانسانية النبيلة، فهذه مدرسة فتح، والملايين هم معتنقو فكرة الثورة التي اطلقتها فتح قبل 48 عاما، روادها بالملايين كذلك مناضلوها، ومؤيدوها، ومناصروها، انها حركة الشعب الفلسطيني، فالوطن والشعب عند فتح أعظم من حصره بفكرة ايديولوجية، ففتح قدمت مشروع الدولة الديمقراطية التعددية لكل مواطنيها وجعلته في نظامها كمادة دستور في الدول المستقلة.
تسونامي غزة
بقلم: محمود أبو الهيجاء عن صحيفة الحياة الجديدة
لم يكن ما حدث في غزة الجمعة الماضي، مجرد احتفال بالذكرى الثامنة والاربعين لانطلاقة حركة فتح، بل هو التسونامي الجماهيري الاول من نوعه، وأظن انه لا في فلسطين فحسب بل وفي العالم كله بحساب النسبة والتناسب، فحين يخرج الى الشوارع ما يقرب المليون مواطن من أصل مليون وسبعمائة ألف، فهذا يعني الاغلبية الساحقة التي لم يسبق لها مثيل.
وحين تملأ هذه الاغلبية لا ساحة الاحتفال فحسب، بل وكل المداخل اليها وكل الشوارع الموصلة لها، فهذا لاشك هو التسونامي الادمي بلحمه وشحمه، وسوف لا اقول ان هذا التسونامي هو فتحاوي تماما، برغم راياته الذهبية التي اشرقت كشمس في ساحة السرايا، بل هوتسونامي الروح الوطنية بتطلعاتها التحررية بعيدا عن مشاريع التحزب العقائدية.
[IMG]file:///C:\DOCUME~1\admin\LOCALS~1\Tem p\msohtmlclip1\01\clip_image00 7.gif[/IMG]انها لحظة تاريخية كرست انطلاقة جديدة لفتح وللحركة الوطنية الفلسطينية برمتها، انها لحظة تشبه الى حد كبير لحظة معركة الكرامة في ستينيات القرن الماضي، وهذا يعني وبوضوح شديد ان على حركة فتح قبل غيرها، ان تقرأ هذه اللحظة جيدا مثلما قرأت لحظة الكرامة، لاستثمارها على الصعيدين الجماهيري والتنظيمي، والمضي بها خطوة كبرى على طريق الحرية والاستقلال، نعم على فتح قبل غيرها ان تقرأ المشهد جيدا وان تدرك كنه رسائله العظيمة، حيث المشروع الوطني الذي تحمله مازال وسيبقى هو مشروع الشعب الفلسطيني.
اللغة السياسية الجديدة
بقلم: عادل عبد الرحمن عن صحيفة الحياة الجديدة
الانعطافة التي شكلتها المليونية الفلسطينية، لا تقتصر تأثيراتها عند حدود الرسائل، التي وجهتها لكل القوى والدول على المستويات المختلفة، بل تعدتها لتضع حدا فاصلا بين مرحلتين من التاريخ الوطني الراهن، مرحلة ما قبل إحياء الذكرى وما بعدها.
المناسبة وضعت في يد الرئيس محمود عباس وقيادة منظمة التحرير وحركة فتح اوراق قوة جديدة، كانت تعتقد، انها فقدتها، ولم يعد بالامكان احسن مما كان، حتى ضاقت حلقات الضغط على الرقبة الفلسطينية، وافترض الكثير من القيادات السياسية في الساحة ودول الاقليم العربي بما في ذلك إسرائيل والعالم، ان على القيادة وخاصة الرئيس عباس، إعداد العدة لـ»تسليم» مقاليد الامور لقيادة حركة حماس، التي افترضت انها باتت «تمسك» مفاتيح منظمة التحرير. فجاءت مليونية الغيث الوطني من غزة لتضع حدا لكل الاستنتاجات واستطلاعات الرأي مدفوعة الثمن، التي شوهت صورة الواقع، وأعادت الاعتبار اولا للوطنية الفلسطينية، وللوحدة الوطنية ولمنظمة التحرير ورئيسها محمود عباس؛ وثانيا اعادت الاعتبار لدور ومكانة فتح كحركة رائدة وقائدة للمشروع الوطني؛ وثالثا وضعت أسساً نوعية للغة سياسية مختلفة وجديدة. لأن المليونية غيرت معادلات كثيرة داخلية واسرائيلية وعربية ودولية.
ما حدث في غزة يملي على رئيس حركة فتح ومنظمة التحرير والقيادتين التنفيذية والمركزية، وهم يستقبلون عاما جديدا وبداية نشاط سياسي وديبلوماسي لمراكمة وانتزاع انجازات سياسية جديدة لتكريس دولة فلسطين في المحافل الاقليمية والدولية، وعلى الارض، إعادة نظر في اللغة السياسية المعتمدة، ليكون الخطاب الجديد بمستوى التحول، الذي انتجته المليونية، دون غرور او تطير ومراهقة سياسية.
[IMG]file:///C:\DOCUME~1\admin\LOCALS~1\Tem p\msohtmlclip1\01\clip_image00 8.gif[/IMG]اللغة الواجب استخدامها مع القوى السياسية الفلسطينية وخاصة «حماس» تتطلب الابتعاد عن لغة «الاسترقاق»، والتعامل بندية، ومن موقع الحرص على الشراكة السياسية، لكن دون السماح لحماس بتجاوز الخطوط الحمراء الوطنية، والزامها بطي صفحة الانقلاب فورا، بسماحها للجنة الانتخابات المركزية بمتابعة عملها لتسجيل الناخبين الجدد في محافظات الجنوب. واستكمال ملفات المصالحة والوحدة الوطنية، وفي مقدمتها اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية لتختار الجماهير ممثليها ورئيسها المقبل، وفي السياق فتح ابواب المنظمة لحركتي حماس والجهاد الاسلامي وفق المعايير الوطنية، التي رسمت ملامحها المليونية الجديدة.
وعلى الصعيد الاسرائيلي من الواجب تغيير اللغة المتبعة مع حكومة اقصى اليمين الموجودة، او التي ستأتي بعد الانتخابات القادمة، لاسيما وان مليونية غزة، ستؤثر بهذا القدر او ذاك في الخطاب السياسي الاسرائيلي، وسيكون لها حضور في صناديق الاقتراع الاسرائيلية. وبغض النظر عن نتائج الانتخابات، فإن طريقة التعامل مع نتنياهو وليبرمان لا يجوز ان تكون هي ذاتها. وبالطبع من موقع المتمسك بخيار السلام. لكن المليونية فتحت الباب واسعا امام القيادة لتنطلق نحو فضاء اوسع في المنابر الاسرائيلية والعربية والاقليمية والدولية بالانضمام لكل المنظمات والاتفاقيات والمحاكم الدولية لمحاكمة قادة دولة التطهير العرقي الاسرائيلية على جرائمهم.
في ذات السياق، لغة التعامل مع الدول العربية تحتاج الى تغيير جدي، لوضع النقاط على الحروف، وحتى لا تبقى «الطاسة» ضايعة. ولوضع حد لأمير قطر ورئيس وزرائه وكل من لف لفهما في المنطقة من قادة حركة الاخوان المسلمين. وعلى رئيس دولة فلسطين، المبادرة للاتصال اليوم وليس غدا لمطالبتهم بعقد قمة عربية طارئة وخاصة لفلسطين قبل قمة آذار القادمة، لالزامهم بوضع آلية عربية لتقديم دعم مالي مباشر لموازنة الدولة، والمطالبة باعادة نظر بحجم شبكة الأمان لترتقي للمئتي مليون دولار اميركي بالحد الادنى، وتأمين سيولة بقيمة خمسمئة مليون دولار لسد العجز المتراكم على المؤسسة الفلسطينية، والوفاء بما تعهدت به القمم السابقة بشأن القدس ومشاريع الاعمار في غزة.
ومع وصول السيد هيل، ممثل اميركا للتسوية السياسية يفترض بالرئيس عباس، ان يُسمعه خطابا مختلفا، لان سياسات ادارة اوباما لم تنتج سوى المزيد من الإحباط وغياب الأمل في اوساط الشعب الفلسطيني، من خلال دعمها اللامشروط لحكومة اليمين المتطرف في اسرائيل، ووقوفها مع خيار الاستيطان الاستعماري في مجلس الامن باستخدام حق النقض الفيتو ضد المشروع الفلسطيني ? العربي الداعي لادانته. ومطالبة ادارة أوباما بإعادة نظر جدية بسياساتها مع مصالح الشعب الفلسطيني العليا.... والباقي عند القيادة.
"عودة الروح" إلى غزة .. لكي لا يكون اليوم التالي كاليوم السابق!!
بقلم: هاني حبيب عن صحيفة الأيام
[IMG]file:///C:\DOCUME~1\admin\LOCALS~1\Tem p\msohtmlclip1\01\clip_image00 9.gif[/IMG]لم أتمكن من تقدير حجم الحشد البشري وعدده في ساحة عرفات "السرايا سابقاً" في غزة المحتفل بانطلاقة الثورة الفلسطينية عندما سألني أحد المذيعين في إحدى القنوات الفضائية، وعادةً ما أتهرب من تقدير الأعداد الرقمية للحشود المشابهة في التجمعات والتظاهرات؛ لما ينطوي عليه التقدير من أخطاء من ناحية، ولإدراكي أن العامل الرقمي ـ على أهميته ـ ليس العامل الحاسم في التأثير من ناحية ثانية، إلا أني أجبت عن السؤال متهرباً، بأن هذا الحشد، ليس أقل من طوفان بشري في إطار "تسونامي حميد"، فبينما كان الحشد يتمركز وسط مدينة غزة في ساحة عرفات وتنوعاتها من الشوارع المكتظة بالحشود، ظلّت غزة وقطاعها شمالاً وجنوباً، شبه فارغة من البشر، إذا لم تكن فارغةً منهم بالفعل، مشهد لا يمكن للكاميرا مهما بلغت تقنياتها الإلمام بمحتواه البشري، ولغة الأرقام والأعداد في هذا المشهد، ستبقى بلا قيمة حقيقية، فالأرقام لا تشكّل تحديداً في ظل هذا المشهد العظيم.
إلاّ أن عظمة هذا المشهد، تفرض سؤالاً لا بد منه، مهما تهرّبنا من قوله، إذا كانت كل هذه الجموع والحشود، تقف وراء القيادة الفلسطينية، وتعكس تمسكها بها في مواجهة دعوات البدائل والشريك الناقص، بل وتعبر عن تأييدها للخط السياسي للقيادة الفلسطينية، فالسؤال هو، لماذا لم يستثمر هذا الحشد، وهذا الدعم القوي، لصالح المزيد من تحقيق الانتصارات والإنجازات على كافة المستويات، ففي ظل هذه الحالة من الطوفان البشري، فإن الانتصارات والإنجازات التي تحققت، رغم أهميتها، تبدو محدودة مقارنة مع ما يوفره هذا الحشد من إمكانيات لتحقيق ما هو أكثر وأعظم، ولماذا لم يتحول التراكم الكمي إلى تحول نوعي باتجاه إنجازات وانتصارات تغيّر من موازين القوى، سواء على صعيد المواجهة مع الاحتلال على اختلاف صورها، أو على صعيد ميزان القوى في الداخل الفلسطيني، ألا يشكل هذا المشهد، بصورة يتم تجاهلها "عبئاً" على قيادة فشلت في استثمار ما ينطوي عليه المشهد من دلالات وإمكانيات؟!.
وهل يكفي القول، إن هذا المشهد، يؤرّخ لمرحلة جديدة، وأفق مختلف، إذا لم تتمكن من تجييره لصالح عملية تقييم وتقويم تأخذه بالاعتبار لدى اتخاذنا القرارات السياسية على الصعيد الفلسطيني الداخلي، أو على صعيد المواجهة مع الاحتلال، وما يجعل هذا التساؤل مبرراً، أننا في العديد من المحطات النضالية، التي شكلت رؤية جديدة وتاريخاً جديداً، لم نتمكن من أن يكون هناك جديد فعلاً في سياساتنا ومواقفنا، وعادت الأمور إلى ما كانت عليه قبل هذه المحطات، وكان اليوم التالي شبيهاً باليوم السابق، وانهمكنا في صياغة المبررات وصناعة الأوهام، وإذا ما حاولنا أن نتوقف عند مرة واحدة قمنا بها بتقييم أوضاعنا من أجل تقويمها والاستفادة من نتائج المحطات التاريخية، فإننا في الواقع، لن نجد تلك المرة إطلاقاً، وحتى مجرد المحاولة في إجراء مثل هذا التقييم الجدي والتقويم الحقيقي، كانت معدومةً!
هل حركة فتح مجرد فصيل وطني الأكثر شعبية فحسب؟! السلوك الفتحاوي يجيب بأجل، غير أن الأمر هو خلاف ذلك، مع أن عريف الحفل يدعو المحتشدين: أيها الفتحاويون، فإن "فتح" هي أكبر من مجرد أرقام، فهي ملهمة الكفاح المسلح، وصانعة الثوابت الوطنية، وهي ليست مجرد فصيل، بل تيار شعبي، ما يحملها مسؤولية أكبر من أن يتعصب البعض لها على حساب البعد الوطني الفلسطيني، والمساحات الصفراء التي لم يتخللها إلا أعلام فلسطينية تعد على أصابع اليد، ليست مدعاةً للافتخار، وكأنما فتح تصادر دورها لصالح عصبوية مقيتة، مع أن "الآخر" يعتبرها "أم الولد" إلا أنها تتبرأ من أمومتها هذه!
أين هي حركة فتح القابلة للتجدد؟ من رأى المنصة والجالسين عليها، يظن للوهلة الأولى أنه يشاهد مشهداً متكرراً، للوجوه نفسها مع "تحسينات" محدودة، وغياب قسري لآخرين، ولعل الازدحام من حول المنصة، والذي تسبب في إلغاء برنامج الاحتفال، له دلالته الرمزية، خاصة أن الحشود ظلت في ساحة عرفات، حتى بعد إلغاء البرنامج وكأنما هذه الحشود، لم تأت لسماع خطابات السادة التاريخيين، وأن مبرر هذا الحشد الهائل، أبعد من أن تلحظه القيادة التاريخية، مع أن الازدحام حول المنصة أدى إلى عدم ظهور فرقة العاشقين، إلا أن الحشد يعلم أن هذه الفرقة ستقدم عروضها خلال أيام قادمة في عدة مناطق من القطاع، فالتضحية بالمنصة ليست تضحية بعشق الفرقة!
مع ذلك، ولذلك ربما، فإن حشد انطلاقة الثورة الفلسطينية وحركة فتح في قطاع غزة، يشكل "عودة الروح" إلى الجسد الفلسطيني المنهك والمهمل، ولا يشك أحد في أن الأمر سيتوقف عند هذه النقطة المجيدة، على الأقل في حسابات الشعب والجمهور، وإذا كانت إسرائيل قد ابتلعتها الصدمة، فأولى بنا، على الصعيد الشعبي على الأقل، استثمار هذه الصدمة، لجهة تشكيل رأي عام ضاغط، باتجاه استثمار هذا التاريخ للإخلال بميزان القوى لصالح القضية الوطنية على كافة الأصعدة، خاصة في مواجهة الاحتلال، ولجهة الضغط من أجل توفير كل أسباب الخلاص من الوضع الداخلي المتأزم وإنهاء حالة الانقسام!!
مهرجان "فتح".. ما الذي دفع بكل هذه الحشود..؟
بقلم: أكرم عطا الله عن صحيفة الأيام
هذه غزة التي تبدو كساحر ماهر لا تتوقّف عن مفاجأة مراقبيها، وهي تُخرج كما كل مرة أرانب جديدة من أكمامها ... هي غزة التي اعتادت مفاجأة الجميع، كما اعتادت خارج حسابات العلم والمنطق، كان المشهد عجيباً آلاف الأسر التي بدأت منذ الصباح الباكر ما يشبه الحجيج إلى "السرايا" التي أقيم فيها احتفال انطلاقة حركة فتح، من الذي أخرج كل هذه الحشود؟ والسؤال الأصح ما الذي دفع كل تلك الكتل لأن تغرق كسيول بشرية ساحة الاحتفال والشوارع المحيطة بها، في تجمّع هو الأكبر من نوعه على مدار تاريخها الطويل؟
حركة الناس كانت تشي بما هو أكبر من احتفال انطلاقة حركة فتح سواء في التحضيرات والانشغال بالتجهيزات قبل خمسة أيام من موعد الذكرى، عائلات كانت ترتّب برامجها على وقع الاحتفال، وكثير من المواطنين كانوا يجهزون بمبادراتهم الفردية ويدفعون من جيوبهم، ولمدة أيام كانت "السرايا" وجهة الآلاف من المواطنين، كانوا يقيمون احتفالاتهم كل ليلة في ظل تساؤلات مفتوحة عن الذي يحدث، فقد اعتادت الفصائل أن تحيي احتفالاتها، وهذا أصبح جزءاً من الطقوس الفلسطينية في يوم محدد تعلن فيه احتفالها المركزي، ولكن أن يحتفل الناس بفصيل محدد قبل أن يبدأ ذلك التنظيم فعالياته وقبل أيام، فهذا جديد ويحتاج إلى قراءة من نوع مختلف، أن ترى شيخاً يتكئ إلى عكّاز متجهاً صوب "السرايا"، وأن تجد أماً تحمل رضيعها الذي لا يتجاوز أسابيع من عمره تسرع باتجاه الاحتفال، وأن ترى أطفالاً وجيلاً من الذي لا يعرف عن "فتح" سوى اسمها يسارع إلى "السرايا"، فلم تشهد غزة مثل هذا الحشد البشري الهائل في مناسبات أكبر من هذه الذكرى، فمناسبة الاحتفال بخروجها الشهر الماضي من بين أنياب الموت والدمار والذي رعته حركة حماس تزامناً مع انطلاقتها لا يجد مقارنة مع حشود الجمعة الماضية.
وفي هذا أيضاً مدعاة للتفكير والتأمل والتحليل حتى وإن كانت غزة عصية على الفهم وفقاً لحسابات السياسة وعلم الاجتماع، ولكن هناك احتمالات قد تحاول الإجابة عن ظاهرة لا يمكن تجاهلها، فحركة الشعوب هي ماكينة صناعة التاريخ، وحين يتحرّك شعب غزة بهذا الشكل فعلينا محاولة فهم ما يحدث.
الاحتمال الأول هو أن الشعب يحتفل فعلاً بحركة فتح التي ما زالت تتصدّر الاستطلاعات، فهي حركة بسيطة وعفوية وساذجة وليست معقدة، لم تضع الناس في القوالب الأيديولوجية والفكرية ولن تلزمهم بالبيعة وغيرها، وبالتالي بقيت أقرب إلى بساطة الناس، لهذا ليس مستغرباً ـ بعد كل هذه الضربات والاعتداءات في تاريخها وتراجعها السياسي والاعتراف بإسرائيل والتنسيق الأمني وكل الاتهامات... ـ أنها لا تزال تحظى بالشعبية الأكبر، فهي حركة لم تكن معقدةً منذ انطلاقتها، بقيت تحمل بساطة المؤسس الذي أقام فكرتها البسيطة على نمط "أريد من الناس أن يقاتلوا معنا ضد إسرائيل ولا يعنيني ثقافتهم وفكرهم ودينهم ولونهم" لهذا وجد فيها المتدين والشيوعي والمسيحي وحتى اليهودي والجاهل والعاقل وحتى الفاسد والمنحل وغيره وهذه هي سمات شعبنا، بالإضافة إلى أن كل مقاتل يأخذ عشرة دنانير أردنية وهذا كان مدعاةً لاستقطاب شعب فقير مشرد لاجئ يكره إسرائيل ويحتاج المال، ووارد بقاء فتح على فكرتها القريبة التنوع وبساطة الشعب.
الاحتمال الثاني هو أن ما حرك الناس هو احتجاج كبير على حركة حماس ونظام حكمها وانعدام فرص العمل وأزمة الاقتصاد وتراجع مستوى المعيشة وأزمة الكهرباء والحركة والضرائب وتراجع الحريات وعدم السماح بالتظاهر، فالنموذج القائم والذي قدمته الحركة هو أقل بكثير مما يريده المواطن، صحيح أن الحصار والعزلة اللذين فرضا على الحركة منعاها من تقديم النموذج ولو لم يفرض هذا الحصار ربما لقدمت ما هو أفضل، ولكن على المستوى الداخلي ارتكبت الحركة وأجهزتها الأمنية كثيراً من الأخطاء التي عكست رأياً سلبياً لدى المواطن الذي انتظر اللحظة ليعبر عنها مندفعاً في أول تجمع سمحت به حركة حماس لحركة فتح الخصم الرئيس لها في الساحة الفلسطينية بالإضافة لرغبة الناس بالاحتجاج على استمرار حالة الانقسام بين الضفة وغزة والذي أدى لتردي مستوى حياتهم على كافة المستويات.
الاحتمال الثالث وهو أن الناس في قطاع غزة باتوا متأثرين بمشهد الانقسام في المنطقة وتحديداً القاهرة الأقرب روحياً وجغرافياً وسياسياً لهم وذلك لارتباط تاريخي بين المدينتين، فهل كان هذا التجمع الكبير في غزة هو عملية فرز بين تيارين، تيار الإسلام السياسي من جهة والذي تمثله حركة حماس في مقابل التيارات المدنية؟ فالجمهور الذي كان حاضراً لم يكن كله حركة فتح؛ لأن الإسلام السياسي حتى اللحظة لم يستطع تجاوز حالته الحزبية ويقود بعقل الجماعة لا بعقل المجموع، وبالتالي فإن نمط قيادته تدفع كل الآخرين للتوحد في مواجهته، وهذا المشهد يكاد يتكرر في مصر وتونس وربما أن تجمع الجمعة هو جزء من مشهد المنطقة.!
كل تلك الاحتمالات واردة وربما بعضها خاطئ وربما تضاف إليها اجتهادات أخرى قد تختلف معها تماماً، ولكن بكل الظروف، فإن هذا الحشد الكبير الذي خرج بعيداً عن تحضيرات الفصائل، وإن لعبت حركة فتح دوراً في الترويج والتحضير وكذلك التسهيلات الكبيرة التي قدمتها حركة حماس من أجل إنجاح المهرجان، لكن حركة الشعب هذه تحتاج لوقفة من قبل كل الذين يقودونه والذي أثبت أنه في واد وقيادته المترفة بحوارات المصالحة المستمرة إلى ما لا نهاية في واد آخر، فالشعب قال كلمته إنه يريد إنهاء هذه الحالة الشاذة، فهل تجد هذه الصرخة آذاناً صاغيةً أم أنها ستكون كصوت صارخ في البرية وسيستمر قادة فتح وحماس في إغلاق آذانهم كما السنوات الماضية ؟ هذه هي الرسالة الأبرز للمهرجان فالجيل الطاغي يوم الجمعة هو من لم يشارك في الانتخابات الماضية، وتحرمه الفصائل وتصادر حقه في الانتخابات وتقرير مصيره، فماذا لو قرر التحرك وحده؟
على حركة فتح أن تشكر الغباء الإسرائيلي الذي يعود إليه وحده الفضل بإقامة مهرجانها وإعطائها فرصة كبيرة للاستعراض، فالعدوان على غزة أحرج السلطة في الضفة من أن تمنع احتفالات حركة حماس بالذكرى الخامسة والعشرين لانطلاقتها، فما كان من حركة حماس إلا المعاملة بالمثل، ولو لم تكن الحرب ربما لن يسمح لحماس على غرار سنوات القمع السابقة من إقامة مهرجانات في الضفة وهذا ما كان.
لكن هذا المهرجان الكبير سيترك آثاراً بعيدةً إذا كان من نتائجه كما وصفت دوائر سياسية إسرائيلية الصدمة التي أحدثها لدى إسرائيل من تأييد لفتح وأبو مازن في غزة ستكون أولى تلك النتائج دفن المشروع الإسرائيلي بفصل غزة ودفعها باتجاه مصر، فشعب غزة خرج ليقول إنه يتوق للارتباط بالضفة.
النتيجة الثانية هي أن هذا الحضور الذي فاجأ الرئيس نفسه سيستغله الرئيس على المستوى الإقليمي باعتبار أن غزة لا يحكمها لكن الكتلة الأكبر من شعب غزة بإمكانه القول بعد اليوم أنها مؤيدة له، فهي رسالة لم يكن يحلم بأن تصل للإقليم الذي بدأ يتعامل مع غزة على غير ذلك.
لكن النتيجة الثالثة وهي الأهم داخلياً هي أنه لا يمكن لحركة فتح أن تقصي حماس في الضفة، وقد جربت سنوات، وكذلك لا يمكن لحركة حماس أن تنهي فتح في غزة مهما حاولت، فالتاريخ قال إن حماس قوية وفتح عصية، فما بالنا لو توحدت تلك القوتان بالتأكيد ستبنيان تاريخاً جديداً كل الشعب بانتظاره.
شائبة "بحر أصفر" في برّ غزة؟
بقلم: حسن البطل عن صحيفة الأيام
لهواة صقل الألماس في روتردام أن يُقيّموا الماسة حسب حجمها وتبعاً لصفاء لونها، ولهواة اقتناء هذا الحجر الكريم والثمين، الذي لا يقطعه سوى الماء، أن يبحثوا في لونه الطاغي عن شائبة لون دخيل! قريباً من "يوبيل فتح"، الذهبي لا الماسي، قد أرى في "فتح" ماسة حركات التحرر الوطني، أو إن شئتم تعبيراً آخر: عميدة حركات التحرير الوطني العالمية. حتى ما قبل "يوبيل فتح" الفضي، كان مثقّفو ومنظّرو الفصائل (وجميعها ارتصفت على يسار "فتح"!) يجدون فيها شائبة، وكانوا يبحثون عنها في جدل فقهي "بين النظرية والعفوية". هم المنظّرون و"فتح" عفوية. العقل لهم والقلب لـ "فتح"؟! ربما رداً على هذا عنونتُ عمود الجمعة "يوم ف.." لأنه الحرف الأول من اسم الحركة، والحرف الأول من اسم البلاد. هذه المماهاة هي "نظرية فتح" وقت أن كلّت النظريات الشمولية وتلاشت. يقولون: الإنسان إشارة إلى كائن فرد.. وإشارة إلى النوع البشري.. أليس كذلك؟ ومن ثم؟ أقل من شهر بين "بحر أخضر" حمساوي و"بحر أصفر" فتحاوي. للأولى نظرية الإسلام (دنيا وديناً ووطناً)، وللثانية "نظرية الوطن" أرض الرسالات. .. ليس تماماً ولكن على سبيل المجاز! ولا عام من أعوام الحركة المؤسسة - القائدة للتحرير الوطني الفلسطيني كان مثل هذا الحشد و"البحر الأصفر". بالمناسبة هناك "النهر الأصفر" العظيم (يانغستي) في الصين ذات المليار والثلث من البشر، وهناك "البحر الأصفر" قبالة الكوريتين، والبحر الأبيض امتداد للأطلسي، والبحر الأسود امتداد للبحر الأبيض، والبحر الأحمر امتداد للهندي).. و"فتح" هي الامتداد للانبعاث الفلسطيني. قل "مليونية" أو ما يقاربها من سكان قطاع يعدون أقل من مليونين، قل إن ما حدث هو تطابق "حديث القرايا/ الشعب" مع "حديث السرايا/ ساحة السرايا"، وكانت غزة، مطلع السلطة، هي: المنتدى والسرايا. .. وقل إن "الربيع العربي" بدأ في فلسطين، وانجرف في بلاد العرب، وأنه "تصويب" فلسطيني لـ "الربيع العربي". كرنفال عظيم سلمي تماماً!. .. وقل إنها مصادفة أن حشود السرايا و"البحر الأصفر" في ساحتها، كان في اليوم ذاته حين وقّع رئيس السلطة اعتماد اسم "دولة فلسطين" على الأوراق الرسمية! فلسطين أوّلاً وثانياً وثالثاً "فتح". .. وقل إن "فتح" فاجأت الفلسطينيين، وهؤلاء فاجؤوا شعوب دول "الربيع العربي".. لكن، ما يهمني في الأمر أمران: أن "المفاجأة هذه ضربت إسرائيل أولاً، ونتنياهو بالذات، الذي ثرثر عن تلاشي "فتح" والسلطة، والأمر الثاني هو "شائبة" الماسة الفتحاوية. يمكن أن "رقصة الأخضر" قبالة الأصفر، و"رقصة الأصفر" قبالة الأخضر هي نوع من "حرب قبائل" سلمية.. (أو رقصة الحبّ بين الذكر والأُنثى). لكن، الموجة الإسلاموية اندلعت في فلسطين، بالانتخاب والانقلاب، والموجة الوطنية اندلعت في فلسطين! الصلحة هي زواج السلطة بالانتخاب! ما هي الشائبة؟ في بيروت كان العلم الفلسطيني علم الفصائل (والقبائل) كلها، وكانت درع "فتح" مجرد شعار على الورق الحركي لا على القماش (هل تتذكرون بحر الأعلام الفلسطينية واللبنانية وقت الخروج من بيروت)؟! نعم، الانتفاضة الأولى كانت، أوّلاً، انتفاضة العلم الفلسطيني. لكن شابتها للمرة الأولى رايات الفصائل التي طفت رويداً رويداً. رايات قبائل لا راية شعب! إن "شائبة" مليونية "فتح" في ساحة السرايا هي غلبة الراية الصفراء على الراية رباعية الألوان، ماذا لو أن "فتح" حملت غابة من الراية رباعية الألوان، ولم تسقط في "مناكفة" الراية الخضراء. كأن "حماس" وجدت لمناكفة "فتح". في هذه "المناكفة" وحدها أظهرت "فتح" ضعفاً، لأن من يستخدم مصطلحات وشعارات المنافس والخصم (ولو بالضد) يكون قد وقع في محذور "الاستلاب" أو بالتعبير الأجنبي المعرّب "الألينة". البعض جُبل على عدم الرضا، ولست من هذا البعض، لكن عدم الرضا صار حالة فلسطينية داهمة. البعضُ جُبل على الشك (أنا أشك ـ أنا موجود) وأنا من هذا البعض. "فتح" روح الشعب (وعلى الروح أن تجد الروح في روحها.. أو تموت هنا). طول عمرها كان عدم الرضا من جبلة كوادر حركة "فتح"، لكن طول عمرها كانت فلسطين هي بوصلة "فتح"، وكانت "فتح" هي بوصلة حركة التحرير الفلسطينية (اللّي مضيّع وطن.. كيف الوطن يلقاه؟). اقتربت "المصالحة" بعد الحشد بين الأخضر والأصفر؟ لا أجزم. اقترب الاحتكام إلى الانتخاب؟ لا أجزم. أجزم بشيء واحد: هو انطلاقة جديدة للروح الفلسطينية. بهذا وحده فوجئت إسرائيل!.
الفدرالية مشروع إسرائيلي
بقلم: حمادة فراعنة عن صحيفة الأيام
في مهرجان أمانة سر حركة فتح في الأردن يوم الجمعة 4/1/2013، المكرّس للاحتفال بانطلاقتها، وذكرى الفاتح للثورة عام 1965، ركّز قادة القوى الوطنية الأردنية منير حمارنة أمين عام الحزب الشيوعي الأردني، ومازن إرشيدات نقيب المحامين الأردنيين، وبادلهم الموقف عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح على رفض أي علاقة تنظيمية أو قانونية أو دستورية بين الأردن وفلسطين، تحت أي مسمى فدرالي أو كونفدرالي أو أي من مسميات تضليلية تحت غطاء وحدوي الآن أو مستقبلاً قبل أن يحصل الشعب العربي الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة المنهوبة، حقه في المساواة في مناطق 1948 وحقه في الاستقلال في مناطق 1967، وحق اللاجئين في العودة إلى المدن والقرى التي ُطردوا منها في العام 1948، واستعادة ممتلكاتهم المصادرة على أرضها من قبل الدولة العبرية، وقالوا إن مشروع الكونفدرالية، مشروع إسرائيلي، يستهدف التهرّب من استحقاقات التسوية القائم على حل الدولتين، ويهدف إلى تكريس الاحتلال وتهويد القدس والغور، ورمي سكان الضفة الفلسطينية وإبعادهم الطوعي إلى الأردن لسببين:
أولهما ـ من خلال جعل الضفة الفلسطينية طاردةً لأهلها تحت ضغط الحاجة والجوع والعطش وتدني الخدمات وضيق ذات اليد، وفتح أبواب الخروج والهجرة الطوعية لهم.
وثانيهما ـ تجفيف موارد منظمة التحرير وسلطتها الوطنية وعدم تغطية احتياجاتها من قبل الدول المانحة وخاصةً من قبل الولايات المتحدة لأسباب سياسية مباشرة، في محاولة لإضعاف الموقف الفلسطيني وابتزازه، وكذلك عبر رضوخ عربي لبرنامج الضغط والتجويع الإسرائيلي الأميركي للسلطة الفلسطينية وتقليل هيبتها وتشويه صورتها أمام شعبها وإظهارها بمظهر العجز والدونية، وحشرها في زاوية الضعف، أمام التفوق الإسرائيلي المتحكم بمخارج ومداخل الوضع الفلسطيني برمته.
العلاقات الأردنية الفلسطينية يجب أن تكون متكافئةً بين طرفين، ندّين، تربطهما مصالح مشتركة، تخدم واقعهما ومستقبلهما، وبغير ذلك ستكون العلاقة لمصلحة طرف على حساب طرف، فكيف والحال القائم بمشروع الفدرالية، أنها تضر بمصلحة الطرفين لصالح عدوهما المشترك: المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي؟!.
[IMG]file:///C:\DOCUME~1\admin\LOCALS~1\Tem p\msohtmlclip1\01\clip_image01 0.gif[/IMG]العلاقات الأردنية الفلسطينية يجب أن تقوم، إذا أقر الشعبان ذلك عبر ممثلين منتخبين، وهذا يجب ألا يتم في ظل وجود الاحتلال، بل يجب أن يتم بعد زوال الاحتلال، أما اليوم فيجب أن يتم ليكون كل منهما رافعةً للآخر، والشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير والسلطة الوطنية بحاجة للرافعة الأردنية، لمواجهة الاحتلال وتثبيت صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، لا أن يكون الأردن وعاءً لاستيعاب المهاجرين أو المهجرين الفلسطينيين بسبب ضيق ذات اليد والظروف الصعبة القاسية التي سبّبها الاحتلال ومشروعه الاستعماري للفلسطينيين.
الأردن رافعة داعمة للفلسطينيين نعم، أما أن يكون الأردن وعاءً لاستيعاب المزيد من الفلسطينيين فهو مرفوض، بكل المقاييس الأمنية والوطنية والقومية، لأن هدف ذلك مزيد من الأعباء على الأردن وتفريغ أرض فلسطين من أهلها وأصحابها لصالح المستعمرين المستوطنين.
مشروع الفدرالية والكونفدرالية، مشروع إسرائيلي الآن، بهدف تغيير الهدف الأسمى للفلسطينيين وهو قيام دولتهم على أنقاض الاحتلال وهزيمته، ودفع الفلسطينيين نحو عناوين جانبية تُشغلهم عن هدفهم المركزي وهو مواجهة الاحتلال على الأرض ومواجهته على طاولات الاهتمام الدولية كما حصل يوم 29/11/2012، وكما يجب أن يكون مستقبلاً لرفع مكانة فلسطين من دولة مراقب إلى دولة عامل كامل العضوية في الأمم المتحدة، وإكساب عضويتها في كافة المحافل والمؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة.
الأردنيون، بكافة شرائحهم، يرفضون أي علاقة مع فلسطين، لأن هدفها مشبوه غير نظيف، من الوسطيين والقوميين واليساريين، فلماذا هذا الخجل الفلسطيني من القيادات والفصائل، ونحن وكافة المراقبين والقيادات الأردنية نراقب كل واحد فيهم ماذا يقول عن الفدرالية والكونفدرالية، ولذلك معيار احترام الأردن ومصالحه هو رفض العلاقة معه، لأن العلاقة مع الأردن أداة ضغط على عمان لقبول مشاريع إسرائيلية ترمي إلى إزالة المشكلة الفلسطينية من على كتف إسرائيل وتحميلها على كتف الأردن.
بناء العلاقات الوطنية والقومية واليسارية وذات المهنة الواحدة بين الأردنيين والفلسطينيين، هو الطريق لتجسير العلاقة بين الشعبين وبين البلدين.
الصمود الفلسطيني على الأرض، يحمي الأردن من مخططات الوطن البديل، ومن التهجير، ومن محاولات ابتزاز الأردن، وصمود الأردن ووحدته الداخلية وشعبه ووقوفه على رجليه وتماسكه هو قوة فلسطين، تلك المعادلة التي يجب أن يفهمها الطرفان: أهل الأردن وأهل فلسطين، وهما وكلاهما في خندق واحد، ومصلحة واحدة، وفي قارب واحد، وتطلعات وطنية وقومية ودينية وإنسانية واحدة في مواجهة العدو الواحد المشترك: المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي.
الجولة المقبلة للمبعوث الأميركي الخاص
بقلم: هيئة التحرير عن صحيفة القدس
تقول التقارير الإعلامية إن المبعوث الخاص للإدارة الأميركية إلى المنطقة ديفيد هيل سيقوم بجولة جديدة في المنطقة خلال الفترة من ٨ إلى ١٠ كانون الثاني الجاري. وهذه هي الجولة الأولى للمبعوث الأميركي منذ انتخاب الرئيس باراك اوباما لفترة رئاسية جديدة، وربما تكون استكشافية وبهدف تقصي الحقائق والتطورات التي طرأت على المنطقة خلال الشهور الماضية.
وهناك قدر كبير من الغموض حول الأسلوب الذي ستتبعه الإدارة الأميركية تجاه موضوع التسوية السلمية للصراع في الشرق الأوسط، وذلك في ضوء التعنت الاسرائيلي الذي أوصل عملية السلام إلى طريق مسدود خلال الولاية الأولى للرئيس اوباما، الذي حاول جهده أثناء السنوات الأربع السابقة لتمهيد السبيل أمام مفاوضات فعالة: فطالب حكومة اسرائيل في البداية بالاعتراف بحل الدولتين ووقف النشاطات الاستيطانية في الأرضي الفلسطينية المحتلة. لكن رئيس تلك الحكومة بنيامين نتنياهو أغلق الباب والنوافذ أمام تفعيل المفاوضات، متشبثا بالتوسع الاستيطاني ورافضا تجميده حتى لفترة شهرين أو ثلاثة لإفساح المجال أمام بدء المفاوضات.
ومع أن الولايات المتحدة صوتت ضد الاعتراف بدولة مراقبة غير عضو في الأم المتحدة وضد إدانة الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية، فما يزال لها دورها الذي يأمل الفلسطينيون أن يكون فعال ونزيها في تحريك عملية السلام في المنطقة. وليس بالإمكان تحييد هذا الدور أو تجاهله، خصوصا وأن أميركا هي لاعب دولي هام في الشرق الأوسط وفي مختلف أنحاء العالم.
صحيح أن هذا الدور محكوم باعتبارات عديدة منها ما تمارسه اللوبيات اليهودية الموالية لاسرائيل في الولايات المتحدة من ضغوط عبر الذراع التشريعي "الكونغرس"، بهدف توفير شبكة حماية سياسية أميركية لاسرائيل في الأمم المتحدة، لكن هناك ما يمكن القيام به من جانب الإدارة الأميركية لموازنة تلك الضغوط والتحرك بإيجابية نحو الحل المقبول على الفلسطينيين والمجتمع الدولي الذي ملَّ حالة الجمود والركود المخيمة على الملف الفلسطيني منذ ستة عقود ونيف.
[IMG]file:///C:\DOCUME~1\admin\LOCALS~1\Tem p\msohtmlclip1\01\clip_image01 1.gif[/IMG]وهناك تكهنات وتحليلات متعددة حول التوجهات التي ستعتمدها الإدارة الأميركية إزاء قضية الشرق الأوسط. والبعض يرى أن الإدارة ستنفض يديها من هذه القضية كليا، لأن جهودها السابقة لم تصل إلى أي مكان. بينما يقول البعض الآخر إن إدارة اوباما ستنتهج أسلوب الحياد الواخز، بمعنى أنها لن تتدخل بشكل فعال وإنما ستترك لأوروبا أن تبادر بخطوات فعالة في الأم المتحدة، بينما ستكتفي واشنطن بالامتناع عن التصويت، على نمط "الصمت المعبر عن نفسه".
وما يمكن ملاحظته من إيفاد المبعوث هيل، على أي حال، هو أن إدارة الرئيس اوباما لا تنوي التخلي كليا عن دورها وجهودها المحورية في الوساطة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وإنما ستواصل هذا الدور. فالرئيس اوباما لم يتم تنصيبه بعد، ومع ذلك فهو يوفد مبعوثه الخاص إلى المنطقة. وهذا مؤشر على أن احتمالات الحياد السلبي التي تكهن بها البعض في التعامل مع أزمة المنطقة ليست واردة- على الأقل في هذه المرحلة. وستحدد الأسابيع والشهور المقبلة بشكل قاطع معالم النهج الأميركي تجاه هذه الأزمة، وإمكانية تطوير مبادرات أميركية جادة وحازمة لحلحلة الجمود الراهن وتحريك ما تبقى من عملية السلام.