الخميس
10 /1/2013
أقلام وآراء من الصحف العبرية
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
في هــــــذا الملف
الخوف من استخدام الاسد للكيمياوي ما زال قائما
بقلم: اريك شميدت وديفيد سنغر،عن هآرتس
اليهود العرب: يُرجعون عجلة التاريخ
بقلم: تسفي غباي ،عن اسرائيل اليوم
إذهبوا للاقتراع
بقلم: سافي رخلفسكي ،عن هآرتس
حينما يُجندون هيغل
بقلم: بوعز بسموت'،عن اسرائيل اليوم
ملكيات في بداية 2013.. ساعة اختبار
بقلم: البروفيسور عوزي رابي ،عن مفترق الشرق الاوسط
رئيس وزراء ضعيف
بقلم: ألوف بن ، عن هآرتس
الخوف من استخدام الاسد للكيمياوي ما زال قائما
بقلم: اريك شميدت وديفيد سنغر،عن هآرتس
في آخر ايام شهر تشرين الثاني هاتفت جهات رفيعة في الجيش الاسرائيلي وزارة الدفاع الامريكية مع معلومات مقلقة: فقد وثقت صور لاقمار صناعية جديدة من موقعين في سورية جنودا يخلطون مواد كيميائية تكون غاز الأعصاب الفتاك السارين ويحشون بها قنابل وزنها 225 كغم يمكن حملها في طائرات.
وقد أُبلغت المعلومات الى رئيس الولايات المتحدة باراك اوباما في غضون بضع ساعات. وأخذ القلق يزداد في نهاية الاسبوع تلك بعد ان تبين ان القنابل الكيميائية حُملت في سيارات قرب قواعد جوية في سورية. وجاء في ارشادات لعناصر في الادارة الامريكية انه اذا زاد يأس رئيس سورية بشار الاسد، واستقر رأيه على استعمال السلاح الكيميائي فان سلاح الجو السوري يستطيع ان يلقي القذائف في غضون ساعتين وهو زمن قصير لا يُمكّن الولايات المتحدة من الرد على أي حال من الاحوال.
بيد ان ما حدث بعد ذلك، كما تقول جهات رسمية، لم يكن يقل عن مظاهرة تعاون دولي مدهش بين الولايات المتحدة والدول العربية وروسيا والصين، خاصة في ضوء حقيقة ان الحديث عن دول فشلت طوال الحرب الأهلية في سورية دائما تقريبا في صوغ سياسة مشتركة. وأفضى التأليف بين تحذير معلن من اوباما وسلسلة رسائل واضحة نُقلت في قنوات خاصة الى الاسد وقادة جيشه بوساطة روسيا ودول اخرى منها العراق وتركيا وربما الاردن ايضا، الى وقف الاستعدادات السورية في شأن السارين.
بعد ذلك باسبوع عبر وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا عن أن الخوف من استعمال سوري للسلاح الكيميائي قد سكن الآن. ومع ذلك من المهم ان نؤكد ان الخوف من ان يستعمل الاسد قنابل السارين ما زال قائما وقد يصبح واقعا في كل لحظة. وقالت عناصر امريكية واوروبية أنها بعيدة عن الراحة فوق أغصان الغار.
'أعتقد ان الروس أدركوا ان هذا أمر قد يجعلنا نتدخل في الحرب. أما ما فهمه الاسد وهل سيتغير فهمه في الاشهر القريبة فهو مفتوح للتأملات'، قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الامريكية في الاسبوع الماضي. ليس استعمال السلاح الكيميائي (الذي يعتبر مع وسائل قتالية ذرية وبيولوجية سلاحا للابادة الجماعية) سهلا من جهة تقنية. ويتعلق مبلغ نجاح هجوم كيميائي تعلقا كبيرا بالظروف الميدانية وبالرياح. ويصعب احيانا ان تلاحظ هذه الهجمات ماديا وهو شيء يُطيل قدرة العالم الخارجي على ان يلاحظ ما يجري. وقد يكون هذا هو السبب الذي جعل المعارضة السورية تنشر تقارير عن استعمال السلاح الكيميائي وهي تقارير دحضتها اجهزة الاستخبارات الامريكية.
إن اللحظات الحرجة في سورية قبل بضعة اسابيع أبرزت مرة اخرى في جدول العمل العام سؤال هل يجب على الغرب ان يساعد المعارضة السورية على تدمير سلاح جو الاسد. ما يزال سلاح الرئيس السوري الكيميائي في مواقع الخزن تلك الموجودة قرب قواعد جوية أو بجوارها مُعدة للاستعمال مع انذار قصير. ولم تُقدم ادارة اوباما وحكومات اخرى معلومات معلنة كثيرة عن التطورات في شأن السلاح الكيميائي، ومن جملة اسباب ذلك خشية تعريض مصادر المعلومات الاستخبارية للخطر.
في الشهر الماضي حذر رئيس جهاز الاستخبارات الالماني (بي.ان.دي) بوثيقة سرية من ان النظام السوري قد يستعمل السلاح الكيميائي الذي يملكه في غضون اربع ساعات الى ست منذ لحظة اصدار الامر. وجاء في تقرير في مجلة 'شبيغل' ان للاسد مستشارا خاصا يشتغل بشأن السلاح الكيميائي. ومع ذلك قدّرت جهات امريكية وغيرها في مقابلات صحافية أنه يمكن شحن قنابل السارين على طائرات في غضون ساعتين بل في أقل من ذلك.
ماذا سيكون رد الولايات المتحدة واسرائيل، مع الدول العربية على استعمال صوري للسلاح الكيميائي انه لغز. وقد تحدثت جهات امريكية وغيرها على نحو غامض عن صوغ 'خطط احتواء' في حال استقرت آراؤهم على احباط التهديد الكيميائي وهي مهمة تحتاج في تقدير وزارة الدفاع الامريكية الى 75 ألف جندي. بيد انه لا توجد شهادة على استعدادات مادية لهذه المهمة. وقد أرسلت الولايات المتحدة سرا فريق قوة خاصة الى الاردن يشتمل على 150 خبيرا لمساعدة قوات أمن المملكة على الاستعداد لاحتمال ان يفقد الاسد السيطرة على مخزونات السلاح الكيميائي. وسافر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى الاردن وباحث الملك بحسب أنباء في وسائل الاعلام الاسرائيلية في كيفية مواجهة وضع يُنقل فيه السلاح الكيميائي السوري الى لبنان.
في الاسابيع الأخيرة قالت جهات في الغرب ان الجيش السوري نقل جزءا من مخزونات السلاح الكيميائي الى مواقع خزن أكثر أمنا وهذا اجراء اذا استمر قد يساعد قوات الغرب اذا احتاجت الى دخول الدولة للسيطرة على مخزونات السلاح الكيميائي أو لتدميرها. ان مخزونات السلاح الكيميائي يتولى المسؤولية عنها وحدة سرية من سلاح الجو السوري تسمى 'الوحدة 450'.
قالت جهات امريكية ان بعض قنوات الاتصال التي تمت من وراء ستار في الاسابيع الاخيرة قد تمت مباشرة مع قادة من 'الوحدة 450': فقد تم تحذيرهم بتحذير يشبه التحذير المعلن الذي أرسله اوباما الى الاسد في الثالث من كانون الاول، من أنهم يتحملون المسؤولية شخصيا عن كل استعمال للسلاح الكيميائي. وقالت جهات في الغرب انه رغم العمليات التي نفذتها الادارة السورية لتحسين تأمين السلاح الكيميائي ما يزال يوجد خوف كبير من ان تقع هذه المخزونات في أيدي منظمات اسلامية متطرفة أو حزب الله الذي انشأ مواقع تدريب صغيرة قرب عدد من مواقع الخزين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ملكيات في بداية 2013.. ساعة اختبار
بقلم: البروفيسور عوزي رابي ،عن مفترق الشرق الاوسط
في ختام سنتين على 'الربيع العربي' يخيل أن هزته تجاوزت الملكيات التي تبدو أنظمتها، ظاهرا، كمن تميز بالصمود وبقدرة البقاء الاعلى من الانظمة غير الملكية. وبالفعل، فان من دفع حتى الان الثمن كان الطغاة الحديديين والحكام السلطويين مثل بن علي في تونس، مبارك في مصر، القذافي في ليبيا وعلي عبدالله صالح في اليمن. الرئيس السوري، بشار الاسد الذي يكافح في سبيل حياته وفي سبيل حكمه في واقع سوري نازف، يستجيب جيدا لهذا التعريف هو أيضا. ومع ذلك، في ضوء الظروف الاقليمية الجديدة، فان مسألة صمود الانظمة الملكية لا تزال سارية المفعول، بل وتستوجب بحثا متجددا.
البحث في موضوع صمود الملكيات أشغل الكثيرين. وكان هناك من ادعى ان الملوك، خلافا للحكام المخلوعين الذين اعتبروا طغاة فاسدين ومنفلتي العقال، تمتعوا بقدر كبير من الشرعية بسبب 'شبكة العلاقات الحميمة' مع مواطنيهم بشكل أتاح لهم مجال عيش أكبر من الانظمة ذات الحكم المطلق غير الملكيين. فقد نجح الملوك والامراء في أن يضعوا أنفسهم فوق الخلافات الفئوية، بل وفي حالات عديدة اصبحوا رموز الدولة وفي كل الاحوال جزءا لا يتجزأ من هويتها الاجتماعية والسياسية. 'الثلاثي المقدس' الذي يظهر في ختام النشيد القومي المغربي، 'الله، الوطن، الملك' هو مثال ملائم على ذلك. واختار آخرون أن يعللوا صمود الملكيات بعناصر جغرافية سياسية مثل الدعم العسكري، السياسي والاقتصادي واسع النطاق من جانب الدول الغربية، او جغرافية اقتصادية، وعلى رأسها احتياطيات النفط الكبرى التي توفر للانظمة الملكية مجال مناورة داخل دولهم وقدرة بقاء افضل.
وتعود هذه الحجج الى البحث التاريخي وهي تؤثر بقدر كبير على طبيعة تحليل الباحثين لمواقف الملكيات في هذه الايام. غير أن هذه الحجج، وإن كان فيها ما هو حقيقي، فانها تتجاهل تأثير البعد النفسي 'للربيع العربي'. فتحطيم حاجز الخوف في صورة جمهور شعبي يؤم الميادين ويطيح بالحكام ترك أثره على الملوك والرعايا على حد سواء. وشهدت الملكيات العربية في السنتين الاخيرتين ساحة عامة هائجة ووقفت غير مرة امام تحديات جديدة. هكذا مثلا الثورة في البحرين التي شهدت احداثا دموية، رغم أنها قمعت حاليا. وتعد العلاقات بين الاغلبية الشيعية والاسرة المالكة السنية متوترة على نحو خاص في المملكة الصغيرة. وهكذا ايضا المظاهرات في الاردن وفي المغرب، التي أصبحت منذ وقت غير بعيد مظهرا دائما. وفي الحالتين الاخيرتين أنصت الملكان لاصوات الشارع وبادرا الى اصلاحات دستورية غير مسبوقة (المغرب) وتغييرات في الساحة البرلمانية (الاردن). وفي ملكيات اخرى ايضا، مثل السعودية وعُمان، لم يغب صوت الاحتجاج الاجتماعي السياسي الذي ركز على غلاء المعيشة وحقوق المواطن.
ويعد البحث في الملكيات العربية معقدا ويستدعي ملاحظة تحفظ. فهي ليست مصنوعة من جبلة واحدة، وفي الوقت الذي يوجد بينها قواسم مشتركة، لا تزال كثيرة الفوارق بين الملكية وشقيقتها. فالاردن والمغرب، مثلا، هما دولتان قليلتا الامكانيات من ناحية اقتصادية ولهذا فانهما تختلفان بقدر كبير لغرض هذا التحليل عن ملكيات غنية بالمال، مثل السعودية. البحرين مثلا، هي ملكية الدينامية الداخلية فيها يمليها بقدر كبير النزاع الشيعي ـ السني العتيق والاسرة المالكة السنية هي أقلية تسيطر على الاغلبية بينما الملكيات الاخرى ليس هكذا الامر فيها.
رغم الاختلافات القائمة بين الانظمة الملكية، لا يزال ممكنا مد خط مشترك يشرح مصاعب الملكية العربية في الواقع الشرق اوسطي المتغير. وكقاعدة، تعتبر الانظمة الملكية في اجزاء كبيرة من الشرق الاوسط في زمننا كأنظمة الامس. وهي بقدر كبير تتماثل في 'الشارع العربي' كقوة رجعية ومضادة للثورة، تعاونت على مدى السنين مع بعض الحكام الذين اطاحت بهم ثورات 'الربيع العربي'. وفي السنتين الماضيتين ركزت الثورة على كفاح لا هوادة فيه ضد الطغاة الحديديين مثل معمر القذافي، علي عبدالله صالح وبشار الاسد، ممن بدت قبالتهم الملكيات بانها أهون الشرور. ولكن سقوط الطغاة وقيام منظومات برلمانية تقوم على أساس الانتخابات الحرة في مصر وفي تونس، سيخلق أغلب الظن، أثرا نفسيا سيشدد الضغط لتغيير الانظمة الملكية ايضا.
الوعود بالتغيير التي قطعت مؤخرا باسم الملوك ستخضع لاختبار جماهيري اكثر شدة في العام 2013، وعلى الملوك انفسهم سيحل واجب البرهان. ومن شأن 'جر الارجل' من جانب الملك ان يرفع مستوى الاحتجاج وان يؤدي الى مواجهة محتمة بين الملوك ورعاياهم. وبالتالي فان الملكيات العربية ستضطر الى تغيير أنماط عملها وتعيد صياغة أبعاد المعادلة السياسية في ظل نظرة واقعية لصورة الواقع الاجتماعي الجديد. فقد تشققت جدا صورة الاب الطيب والمحسن المحوط بشرعية السلالة الدينية، وفي الخطاب الجماهيري ينطلق انتقاد غير مسبوق تجاه مؤسسة العرش ودور الملك. وسيكتشف الملوك العرب بانه فقط في السير المدروس والعاقل وبعمل جم يمكنهم ان يحافظوا على أساس الشرعية التي اعتبرت حتى الان أمرا مسلما به. وطوال هذا الوقت يتعين على الملوك أن يحفظوا عن ظهر قلب بان القمع الشديد جدا للاحتجاج وتشريع قوانين مقيدة من شأنه ان يبدد بسهولة صورتهم التقليدية كحكام يحسنون الانصات ويرتبطون بشعبهم ويجعلهم في نظر الجمهور صيغة اخرى للطغاة الحديديين المكروهين. وحسب الملكيات الغنية بالنفط غير حصينة امام مثل هذه التحديات.
فالشباب المثقفون، والعاطلون عن العمل في الغالب، في هذه الدول مندمجون جيدا في الخطاب الجماهيري وغير مرة يعربون عن تضامنهم مع قوى الثورة في الدول العربية الاخرى. ومن شأن هذا الجمهور، في المدى المتوسط أو البعيد، ان يشكل للاسر المالكة تحديا اجتماعيا سياسيا واسعا يتضمن ضمن أمور اخرى مطالبة قاطعة اكثر من الماضي بالتغيير الحقيقي في المنظومة السياسية.
لم يؤدِ التصعيد في الاحداث في المملكتين في البحرين وفي الاردن بعد الى تحطيم قواعد اللعب المتبعة فيهما. يبدو أن حركات الاحتجاج تدير صراعا محسوبا يسعى الى تحسين المواقع ولا ترغب في هذه المرحلة بتدمير أسس الملكية. ومن شأن الاحتدام الثوري، كما يفيد الواقع في دول اخرى شهدت الثورة، ان ينتهي بالفوضى التي تضرب الملوك ورعاياهم على حد سواء. في أوج 'الربيع العربي'، تقف الملكيات العربية أمام تحدٍ شديد على نحو خاص. وفقط في الدول المتوازنة المبنية من جهة على استعداد الملوك لتطوير المنظومة السياسية والاستجابة الى أمر الساعة ومن جهة اخرى الى استعداد الجمهور 'للاكتفاء بنصف طموحه'، يمكن ان يساعد الملكيات في صراعها للبقاء.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
حينما يُجندون هيغل
بقلم: بوعز بسموت'،عن اسرائيل اليوم
اختفت ايران عن رادارنا. وهذا عجيب شيئا ما اذا أخذنا في حسابنا حقيقة انه لم يتغير أي شيء، فان آلات الطرد المركزي ما زالت تدور في بلد آيات الله. ولا تغيير في الحلم الذري، وهو بالضبط كحلم رؤية اسرائيل تُمحى من الخريطة. إن المعادلة بسيطة وهي أنه اذا كانت القدس راضية فطهران قلقة والعكس صحيح ايضا. وقد سبب تعيين تشاك هيغل وزيرا للدفاع العكس تماما، فهم في ايران يباركون وهم في القدس قلقون.
إن تعيين هيغل يلائم كما يلائم القفاز اليد، التوجه الذي يريد الرئيس اوباما ان يوجه امريكا اليه، هو قدر أقل من التدخل العسكري الخارجي، وفقدان شيء من فخامة الشأن والتأثير في العالم عن ارادة ذلك والاقتطاع الكبير في الأساس من ميزانية الدفاع. ولتعيين هيغل قبل كل شيء معنى امريكي. لأنه لما كان الحديث عن قوة من القوى العظمى (الى الآن) فان للتعيين تأثيرات واضحة في طهران والقدس.
نُشر أمر التعيين في ايام انتخابات عندنا: وهم في 'يديعوت احرونوت' يعملون في وسواس ليربطوا كل خلل بالحكومة. ومن الواضح في هذه الحال ان تعيين هيغل 'عقوبة من اوباما'. وعلى حسب ذلك المنطق لو لم 'يتدخل' نتنياهو في الانتخابات الامريكية فلربما حصل نيوت غينغريتش على التعيين. وربما لو كان اولمرت رئيس الوزراء لأُرسل ديسكن الى وزارة الدفاع الامريكية. وهذا هراء.
إن تعيين هيغل تعيين كلاسيكي يلائم سياسة ادارة اوباما. واوباما في ولايته الثانية حينما يُعين هيغل الجمهوري يُدير ظهره نهائيا لعصر بوش. فامريكا تغير وجهها ولا تشده.
لا يحب اوباما الحروب. فقد أراد ونجح في ان يضع حدا للحرب في العراق وفي افغانستان قريبا. وقد مكّن بريطانيا وفرنسا ايضا من قيادة المعركة في ليبيا. وهو لا يريد دخول سورية. ولا يوجد احتمال كبير في فترة الزوجين اوباما وهيغل لمغامرات عسكرية. وقد يتسع مصطلح 'الحرب التي لا مناص منها' مثل الاكورديون.
أرسل هيغل بعد تعيينه قوله انه ليس معاديا لاسرائيل، ونريد ان نصدقه. ان سجله في الحقيقة المتعلق بالتصريحات والتصويتات المتعلقة باسرائيل غير مشجع، والمشكلة هي ان ناسا مثل هيغل يرون المصالح الامريكية في اماكن اخرى في العالم. واسرائيل وإن لم يعترف بذلك ايضا، تصبح عبئا.
نشر ايلان بارشوفيتس في الشهر الماضي مقالة بيّن فيها ان هيغل هو 'المرشح غير الصحيح' ويعتقد بارشوفيتس، وهو مؤيد متحمس لاوباما، ان التعيين سيقوي فقط تقديرات ان الولايات المتحدة لن تهاجم ايران.
يجب ان يجتاز هيغل ايضا مساءلة في مجلس الشيوخ الامريكي. فاذا لم ينتقل التعيين الى آخر مراحله فانهم في ايران يستطيعون ان يقولوا: أنظروا كنا على حق: إن جماعة الضغط اليهودية في الولايات المتحدة قوية جدا حتى لقد نجحت في تغيير قرار رئاسي. وحينما تتحدث ايران عن 'جماعة ضغط يهودية' يكون ذلك طبيعيا تقريبا، أما حينما يفعل ذلك وزير دفاع امريكي فهو شاذ جدا ومقلق. إن الغرب يتغير ومعه الولايات المتحدة. وليست التوقعات والمصالح الاسرائيلية تلائم التغيير بالضرورة. ويعبر المؤتمر الديمقراطي في شارلوت هذا الصيف وخطط المرشح الجمهوري التطهري رون بول عن التغيير المقلق.
بيد ان العالم نفسه وايران فيه لا يتغير في الحقيقة. وينبغي ان نأمل ألا تكون المقالة في 'يديعوت احرونوت' أمس تُرجمت للانكليزية. يريد اوباما بتعيينه هيغل ان يقدم للعالم لا 'عقابا' بل هدية، كما يرى هو. ومن المثير للفضول في هذه الاثناء ان نعلم من سينسج في السوق في طهران أولا بساطا وفيه صورة هيغل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
إذهبوا للاقتراع
بقلم: سافي رخلفسكي ،عن هآرتس
إن السؤال الحاسم في الانتخابات هو ما هو سؤال الانتخابات. وتقل المرات التي يكون الجواب فيها قاطعا جدا، أو بعبارة بيل كلينتون: إنها الديمقراطية أيها الأحمق.
حينما تنقشع الغيوم ستعود ايران. لكن المسألة الوجودية ايضا هي مسألة الديمقراطية. فحينما تُرى اسرائيل أنها تشبه ايران تكون المواجهة مع تشاك هيغل هي البداية فقط. حينما سار اسحق رابين في طريق الديمقراطية المضاد اعتمد على شراكة مع مواطني اسرائيل العرب، وعلم ان طريق اعلان الاستقلال والاعتدال السياسي سيجعله صديق كلينتون الاستراتيجي. أما اسرائيل فايغلين بينيت فتنتظرها عزلة في حرب يأجوج ومأجوج.
سيكون عدد النواب المتدينين المتطرفين في الكنيست القريبة أكثر من 40 يصاحبهم عشرات من النسخ 'العلمانية'، كالثلاثي دنون لفين ريغف، كذلك منتخبو المنتسبين الفايغلينيين. ويفترض ان يكون التجنيد عاما لمواجهة تهديد واضح جدا للديمقراطية نفسها.
التصويت والجواب الديمقراطي الاول. ينبغي المشاركة في هذه الانتخابات رغم الامتعاض وبازاء مهانة الاحزاب غير اليمينية. وإن القلب لفي أسى حقا. إن الذي رأى الاحتجاج منذ بدأ لاحظ فورا من يبتغون الوظائف في الكنيست التي سيبلغونها الآن؛ في حين تُحاكَم المبادرة الحقيقية دافني ليف لمهاجمتها رجال شرطة. لكن حتى حينما تحتفل المفارقة الهازلة غير الأصيلة في الطريق الى الكنيست يجب ان تُحارب الفاشية العنصرية بواسطة التصويت ايضا.
يوجد عند المصوتين على اختلافهم عدة امكانيات معقولة. لا يفترض ان يكون يمينيون ديمقراطيون مثل الثلاثي مريدور ايتان بيغن قادرين على التصويت لليكود الفايغليني. إن اختيارهم المعقول هو 'الحركة' لتسيبي ليفني. وكذلك الشأن ايضا عند الجمهور العريض من الوسط عامة. ليست ليفني هي ليف لكنها تشبهها في أصالتها. فارادتها التسوية السياسية ودعوتها الى العمل المشترك لمواجهة التهديد المتطرف والتي داسها رفيقاها اللذان جاءا من عالم الرياليتي التلفزيوني صادقة. إن الاستقامة غير كافية لكن لها أهمية حقيقية الآن.
وعند مصوتي اليسار العميق امكانية مطلوبة على شاكلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة. ومما يسبب الأسى ان هذه الجبهة قد تتضرر بسبب ازدياد التطرفين اليهودي والعربي، ويحسن ألا يحدث هذا. كان تأثير قتل رابين كبيرا بسبب التحول الاخلاقي لـ 'الجريمة والعقاب'، وانتُخب قائد مظاهرات التحريض. فللمكافأة والعقوبة معنى. إن الجبهة الديمقراطية لدوف حنين ورفاقه قد عملت أكثر من المعلوم من اجل الديمقراطية وكان نصيبها الحقيقي من الاحتجاج ايضا أكبر مما نسبت الى نفسها.
وعند مصوتي اليسار الذي هو أوسع امكانية التصويت لميرتس. إن حزب شولاميت ألوني مُعد لهذا اليوم. وقد كان أفضل لو أن ميرتس عرضت في مواجهة تهديد الديمقراطية قائمة ذات وزن من نوع ألوني ويئير تسبان وأمنون روبنشتاين ورفاقهم، لكن حتى على هذه الحال تكون ميرتس في أكبر حالاتها ضرورة للديمقراطية الاسرائيلية المتضعضعة.
يثور بازاء ضعف الديمقراطية سؤال نسبة الحسم. فليس عجبا أنه كلما رُفعت النسبة كثرت الاصوات التي تسقط تحتها وقلت نسبة المشاركة في الانتخابات. وبعد الانتخابات التي نأمل ألا تكون الاخيرة سيكون من الواجب خفض نسبة الحسم وتمكين الاصوات التي تظل تحتها من الانتقال الى احزاب قريبة. فالحاجة الى المشاركة الديمقراطية توجب وجود عناوين متنوعة وجذابة. لكن يجدر أن تؤثر الاصوات الى ان يتم تغيير الطريقة. وحتى لو أصبح لليمين المضاد للديمقراطية كثرة فان 63 نائبا أضعف كثيرا من 68. إن كل صوت هذه المرة حاسم. وربما يظهر في موعد قريب من الانتخابات ان الرهان ليس عاليا جدا بالنسبة لواحدة من التي تحاول ان تجتاز نسبة حسم الـ 75 ألف صوت.
بخلاف الانطباع في وسائل الاعلام، لم تجرِ الانتخابات بعد. ويُحذر مستطلعون ذوو مسؤولية مثل كميل فوكس ورافي سميت من ان عدم التيقن من التصويت كبير جدا هذه المرة، فاليمين المتطرف لم يفز بعد والديمقراطية لم تسقط بعد. إذهبوا للاقتراع
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
اليهود العرب: يُرجعون عجلة التاريخ
بقلم: تسفي غباي ،عن اسرائيل اليوم
إن دعوة عصام العريان، مستشار رئيس مصر ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة، اليهود من ذوي الأصول المصرية الى 'ترك اماكنهم في فلسطين المحتلة للاجئين فلسطينيين وسيُستقبلون بالترحاب في مصر وطنهم' حظيت بنقد شديد من قبل جهات اسلامية في مصر وخارجها. ونعلم ان العريان بعد النقد قد ترك (أُقيل أو استقال) عمله مستشارا لمرسي، لكن من المهم ان نفهم انه أراد ان يُعيد عجلة التاريخ 65 سنة الى الوراء، كما دعا صدام حسين اليهود في 1974 الى العودة من اسرائيل الى العراق والحصول على جنسيتهم مرة اخرى وعلى أملاكهم التي صودرت.
لم يكن موضوع يهود البلدان العربية الى الآونة الأخيرة في برنامج العمل العام والاعلامي في اسرائيل. ويتذكر قليلون المآسي الانسانية الفظيعة التي عاشها اليهود في الدول العربية جميعا الجزائر وليبيا والمغرب وتونس ومصر وسورية واليمن والعراق. وقد كادت كارثتهم تُنسى. ولا تُدرس كما ينبغي في المدارس ولا تتناولها وسائل الاعلام ولا يتم تذكرها بصورة رسمية ولم يكن يتم الحديث عنها ايضا الى الآونة الأخيرة في أطر دولية.
استطاعت الدعاية العربية ان تخفي عن الخطاب الدولي قناع التبادل السكاني الذي تم بين اسرائيل والدول العربية، في اثناء حرب التحرير. وعادت ودعت الى 'حق العودة' لعرب فلسطين الذين حاربوا اسرائيل وفر فريق منهم خشية التنكيل بهم، ونجحت في نفس الوقت في ان تبث بين جماهير عريضة في العالم تصور ان 'النكبة الفلسطينية' هي الكارثة الوحيدة التي حدثت مع نشوء الدولة.
إن التحريف التاريخي للواقع السكاني والسياسي نتحمل نحن تبعته. فقد تم اتخاذ 160 قرارا وتصريحا دوليا تتعلق باللاجئين العرب الفلسطينيين لكن لا يتعلق أحدها بلجوء يهود الدول العربية. وليس تأخر اثارة هذا الشأن في مؤسسات الامم المتحدة وفي الرأي العام الدولي سببا لالغاء مطالب اليهود الآتين من الدول العربية المتعلقة بأملاكهم الخاصة والجماعية الكثيرة التي خلّفوها والمتعلقة بالتمييز والمعاناة اللذين جربوهما هناك. يوجد في الحقيقة قانون بادر اليه عضو الكنيست نسيم زئيف في 2010 يوجب على الحكومة ان تثير قضية أملاك يهود الدول العربية في اطار مسيرة سياسية، لكن ينبغي جعل لجوء يهود الدول العربية معلوما دوليا.
يجب على الحكومة القادمة ان تعمل في إحداث تباحث دولي لحل مشكلة اللاجئين اليهود ومشكلة اللاجئين العرب ايضا الذين ما زالوا يعيشون في ظروف بائسة رغم المال الدولي الكثير الذي يُمنح لهم. ويمكن ان تقوم نقطة بدء التباحث على مخطط الرئيس كلينتون في سنة 2000 الذي يرى انه ينبغي منح اللاجئين اليهود والعرب سواء تعويضات. وينبغي العدل مع كل الأطراف والذي يقوم على حقائق واقعة لا على تصريحات دعائية وإلا فلن يُحرز سلام قابل للبقاء
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
رئيس وزراء ضعيف
بقلم: ألوف بن ، عن هآرتس
يجتذب السياسيون الى القوة ويبتعدون عن الضعف. لا بديل لهم: اذا تصرفوا خلاف ذلك، سيصعب عليهم البقاء. عندما يشمون الدم او الخوف لدى الخصم، يسارعون الى غرس اسنانهم فيه، تمزيقه إربا وتركه كجيفة على قارعة الطريق.
هذا ما حصل في الايام الاخيرة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الزعيم الذي لا يهزم، بطل الالاعيب السياسية، 'المدفع' بتعبير سريت حداد، ينزف مقاعد في الاستطلاعات وشركاؤه من يوم أمس يبتعدون عنه وينهشون لحمه. الاولى كانت شيلي يحيموفتش التي غمزت نحو الائتلاف المستقبلي لنتنياهو طالما بدا رئيس الوزراء قويا، ولكن ما ان ضعف، حتى أعلنت بانها لن تجلس في حكومته بعد الانتخابات.
والان انضم اليها ايضا 'الشريك الطبيعي' لنتنياهو، افيغدور ليبرمان، الذي يتحدث عن فصل الليكود واسرائيل بيتنا بعد الانتخابات، الخطوة التي اذا ما تحققت، ستترك رئيس الوزراء في رأس كتلة ضيقة سيصعب عليها أداء مهامها كحزب سلطة. فالخصومة بين ليبرمان ونتنياهو على قيادة اليمين ليست جديدة، ولكنهما عرفا كيف يتعاونا في الحكومة المنصرفة، وعندما شخصا عدم شعبية حزبيهما في الجمهور اختارا توحيد القوى في قائمة مشتركة للحفاظ على الحكم. اما التنكر الحالي من جانب ليبرمان، بعد الاستخفاف العلني للرقم 2 عنده، يئير شمير، بنتنياهو، فيدل اكثر من اي شيء آخر على ضعف رئيس الوزراء.
ماذا حصل له؟ كيف يحتمل ان يكون قائد حملة ناجح كنتنياهو يجد صعوبة بالذات في الحملة الانتخابية التي كان انتصاره فيها مضمونا مسبقا، حين لم يكن غيره يتنافس على قيادة الدولة؟ في نظرة الى الوراء يبدو أن رئيس الوزراء محق في مساعيه لتأجيل الانتخابات قدر الامكان. يبدو أن فهم الاجواء العامة، التي ترى فيه خيارا اضطراريا وليس زعيما محبوبا. كما أن نتنياهو المجرب عرف ان شيئا ليس معروفا مسبقا في حملة الانتخابات، المرشحة للمفاجآت والتقلبات.
ولكن من اللحظة التي قدم فيها موعد الانتخابات، ارتكب نتنياهو الخطأ إثر الخطأ وكأنه نسي الحرفة قبل الاختبار. فقد قرر مسبقا ان يدير الحملة فقط في اوساط ناخبي 'الكتلة'، وتنازل عن التوجه الى أصوات الوسط. وعليه فقد كسر بانفلات الى اليمين وأعلن عن حث خطة البناء في المستوطنات كعقاب للفلسطينيين على اعلان دولتهم كمراقب في الامم المتحدة. وكان هذا استفزازا واضحا وصريحا للاسرة الدولية. وعلى أي حال فقد اعتقد نتنياهو ان الشجب الاوروبي الامريكي سيعززه في نظر المقترعين الذين يريدون 'ردا صهيونيا مناسبا'. ولكنه فوجئ إذ اكتشف بان هؤلاء المقترعين سمعوه وتسللوا الى أذرع نفتالي بينيت.
عندها ارتكب نتنياهو الخطأ الفتاك، وخرج في هجوم جبهوي على بينيت، الذي عرضه كرافض للاوامر ومقصٍ للنساء. وهكذا وضع نتنياهو الليكود كحزب يميني يتنافس مع البيت اليهودي، وليس كحزب سلطة مركزي. وواصل بينيت التعزز. وفي نهاية الاسبوع تعلق نتنياهو بمبادرة تسيبي ليفني لخلق 'كتلة مانعة' ضد الليكود، وعلى الفور امتشق من المخزن الشيطان القديم شمعون بيريس، الذي دفع نحو الصفحة الاولى في 'اسرائيل اليوم' كمن يبادر الى فرض حكم اليسار على الدولة. حسن أن 'المتآمر الذي لا يكل ولا يمل' لا يزال في الصورة. خسارة أن الحملة ضده تنز رائحة كريهة من العفن.
نتنياهو لا يعرض على الجمهور الاسرائيلي أي أمل في تحسين وضعه في المستقبل، بل مجرد المزيد من ذات الشيء. صفحته على الفيسبوك تعرض صورة جبل البيت مع كتابة 'قدس الذهب، سبت سالم'. المشهد جميل، القبة الذهبية تلمع تحت الشمس ولكن ما هي صلة هذا بمشاكل الدولة وحلها؟ اذا لم يكن لنتنياهو ما يقوله، فلا يجب أن يتفاجأ من ابتعاد الناخبين عنه، وفي اعقابهم ايضا شركائه في الائتلاف المستقبلي.
الحملة لا تزال غير ضائعة. فالاسبوعان الاخيران من كل حملة انتخابية تتميز بالمفاجآت، الصعود والهبوط. نتنياهو يمكنه أن يعود الى نفسه، مثلما فعل بعض من اسلافه في اوضاع مأزومة مشابهة. ولكن اذا استمر هكذا، حتى لو فاز بانتصار طفيف، فان المصاعب الحالية ستبدو كنزهة لطيفة حيال الجحيم السياسي الذي ينتظره بعد الانتخابات.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
