الإثنين
14/1/2013
مختارات من اعلام حماس
- فتح في تفكير المؤسسة الإسرائيلية (10)
المركز الفلسطيني للإعلام،،، علاء الريماوي
- أوجاع اليرموك؟!
المركز الفلسطيني للإعلام،،، د. يوسف رزقة
- هل اعترف بيرس باغتيال عرفات؟
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د.عصام شاور
- ارفعوا أيديكم عن رواتب الموظفين
الرسالة نت،،، مصطفى الصواف
- الانتخابات الفلسطينية بين العاشق والفلول
الرسالة نت ،،، م. كنعان سعيد عبيد
فتح في تفكير المؤسسة الإسرائيلية (10)
المركز الفلسطيني للإعلام،،، علاء الريماوي
في ما سبق من مقالات تسعة ناقشنا أهم المراحل العمرية لحركة فتح، وتناولنا الكيفية التي تعاطت بها المؤسسة الإسرائيلية التي انتقلت هذه الأيام إلى منطق خطير وجب الانتباه إليه.
منذ قدوم حكومة نتنياهو بات مشهد التعاطي مع فتح على أنها حركة لا تملك الخيار، ولا تستطيع القفز إلى خيارات كانت في ظل الراحل ياسر عرفات ممكنه، هذه النتيجة كانت بعد منهجية من السلوك الذي قدمته فتح ذاتها عن نفسها حين أعلنت إستراتيجية نضالها عبر المفاوضات والمفاوضات فقط مع استخدام منهجية عرجاء قامت على دعم الغرب لتصورات الدولة من خلال الجاهزية.
حديث الجاهزية عزز منطق التعاطي الإسرائيلي مع الضفة الغربية على أنها مساحة لعب مشترك، فزاد حجم الاستيطان، وانتقل من شكل التطور الطبيعي إلى سياسة السيطرة المطلقة على القدس ومعها الضفة الغربية التي باتت تحوي أكثر من نصف مستعمر إسرائيلي.
هذا الحديث يأتي في سياق مهم خاصة عند الحديث عن أهلية فتح كتنظيم فلسطيني قادر على حمل ملفات مهمة خاصة في ظل وضعه الحالي والذي يرفض فيه نقاش حالته إلى الآن والمتمثلة في المحاور الآتية.
1. البرنامج السياسي للحركة : حدوده، مرتكزاته، منهجيته، أدواته،و قواعد العمل التي لا بد من الوقوف عليها ليتسنى للمتابع في الساحة الفلسطينية الحكم على حركة بوزن فتح.
2. البدائل والخطاب الواحد : فتح في عهد القيادة الجديدة أظهرت عجزا منقطع النظير خاصة في ملف التعاطي مع دولة الاحتلال في حين اكتفت الحركة إعلانها ممارسة أشكال المقاومة الهادئة التي لا تغير من قواعد اللعبة على أرض الواقع.
3. المؤسسات المرجعية وشكل التعاطي معها : ظلت فتح منذ ولادتها تحسن السيطرة على كافة مؤسسات منظمة التحرير من غير قدرة على خلق توافق فلسطيني، هذا الحال في سنوات الشباب كان يأخذ شرعيته من حجم المقاومة التي كانت تحققها فتح، اليوم الصورة مختلفة، والتوازن بات غائبا بين المناهج وسلوك فتح، لذلك بات على حركة فتح واجب الوقوف على منهجية القبول بشراكة الآخر لا استخدامه.
4. طبيعة السلوك مع دولة الاحتلال: هذه المنهجية يجب أن تنظم العلاقة وفق حقيقة أن الاحتلال وجب التعاطي معه من خلال المقاومة بغض النظر عن شكلها، لذلك من المهم لحركة الفتح الوقوف على ماض من العلاقات وجب تغييره.
5. البنية المجتمعية الفلسطينية : لقد طحنت سنوات الانقسام بنية المجتمع الفلسطيني، وبتنا بحاجة إلى تأهيل نفسي يقبل فيه كل واحد منا الآخر، خاصة في ظل الحاجة المتبادلة لكل عناصر القوة.
6. البناء التنظيمي وزخم الجيل الشاب في الحركة : فتح كباقي التنظيمات الفلسطينية بل رائدتها في وأد الجيل الشاب لديها، خاصة عند الحديث عن المراكز التنظيمية المهمة، حيث أدى ذلك إلى منهجية من الإحباط خلقت لا مبالاة في صفوف الجيل المبادر الذي سيطر عليها كثير من ظواهر وجب على فتح اكتشافها.
في الختام سواء اختلف الناقد لفتح معها، أو اتفق، تظل من الحركات الفلسطينية التي تملك حضورا، وإمساكا في الملفات المهمة.
اليوم تمر القضية الفلسطينية في ظروف صعبة باتت تهدد الوجود الفلسطيني وحضوره على أرض أحكمت دولة الاحتلال السيطرة عليها.
هذه الحقيقة تحتاج إلى حشد يستطيع الصمود في وجه المخططات الإسرائيلية، لذلك صار لزاما على الساحة الحزبية السعي إلى خلق توافق يقبل الصداقة المؤقتة، والتفاهم البناء وفق عناصر القوة المتاحة.
لذلك أنهي حديثي بتقديم التهنئة للأخوة في حركة فتح بمناسبة انطلاقتهم، مع ضرورة التذكير بما سبق من نقاط ست تحتاجها الحركة للبناء الحقيقي والمراجعة الصادقة.
مع اليقين لدي أن كثيرا من متابع السلسلة سيقف عند ما كتبت، ناقدا، مشفقا، غاضبا، لكن هي الآراء وإن اختلفت تضيف لساحة البناء جديدا يمكن الاستفادة منه.
أوجاع اليرموك؟!
المركز الفلسطيني للإعلام،،، د. يوسف رزقة
مخيم اليرموك في دمشق هو الوجع الجديد للشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي الشتات. الوجع في اليرموك لا يحتمل ولا يطاق، وينكأ جراحات النكبة والمخيمات. قتلى الشعب الفلسطيني في سوريا تجاوز 825 قتيلاً. الرقم المذكور هو الرقم المعلن رسميًا، ولكن ما هو غير معلن يتجاوز هذا الرقم. بعض الفلسطينيين قتلوا إعدامًا بدم بارد لأنهم من فلسطين أو لأنهم من "حماس".
وجع اليرموك لا يقف عند حد القتلى وعند الجرحى، بل يتجاوز ذلك إلى تهجير السكان من بيوتهم ومراكز أعمالهم وممتلكاتهم بقوة السلاح. كل المحاولات الشعبية لإجراء اتفاق لتجنيب المخيم الاقتتال والقصف باءت بالفشل. الدم ما زال ينزف في اليرموك وغيره، ولا أحد يملك رؤية دقيقة لمستقبل الفلسطيني في سوريا؟! الأطراف تدفع بالفلسطينيين إلى أتون الصراع الدموي. المعركة ليست معركة الفلسطيني. الفلسطيني يحترم الضيافة واللجوء ولا يتدخل في شؤون الغير.
الفلسطيني اللاجئ تعلم دروسًا بليغة من الأردن ومن لبنان ومن العراق ومن الكويت. الفلسطيني في اليرموك وفي غير اليرموك ينظر إلى القدس ونابلس ويافا وحيفا. الفلسطيني في مخيمات الشتات له معركة واحدة هي معركة العودة إلى الوطن المغتصب. لا معركة للفلسطيني في خارج فلسطين مهما كانت المحفزات الغيرية التي تضغط عليه للدخول في معارك جانبية خارج فلسطين المحتلة.
لقد دفع الفلسطيني ثمنًا باهظًا على أيدي الأنظمة العربية عبر سنين النكبة، وكانت مجمل فاتورة الدم أعلى من فاتورة الدم التي دفعها على يد الإسرائيلي المحتل، فقصص المخيمات الفلسطينية التاريخية تحكي جرأة مفرطة للأنظمة العربية وأجهزتها الأمنية والعسكرية على الدم الفلسطيني. وها هو النظام السوري يسير على طريق الدم نفسها التي سارت عليها أنظمة مجاورة، مما اضطر الفلسطيني إلى الفرار بروحه وأولاده إلى البرازيل ودول أمريكيا اللاتينية لعله يجد ملاذاً آمنًا أو رحيمًا.
القتل يستحرُّ بالفلسطيني في اليرموك، وجبران باسيل الوزير اللبناني يفجر في وجه الفلسطيني قنبلة عنصرية خطيرة بقوله لا وجود للفلسطيني الفار من اليرموك في لبنان. ابن اليرموك ليس مغرمًا بلبنان الذي صنع صبرا وشاتيلا، وليس مغرمًا بنظام يمنع أبناء المخيمات الفلسطينية من (70 مهنة) محترمة، ويمنع تمليك بيت الأب إلى الابن بالوراثة. الفلسطيني ابن اليرموك أو غيره لا يفر بروحه إلى لبنان رغبة، بل رهبة واضطرارًا، وهو سيعود إلى سوريا أو إلى وطنه فلسطين عندما تتوقف معارك سورية، وتصبح بلدًا آمناً للحياة.
الدم والعنصرية نيران مشتعلة ضد الفلسطيني في كل مخيمات الشتات، بعض هذا الدم والعنصرية فجة وشرسة كما في سوريا ولبنان، وبعضها ناعمة منافقة، والسبب أن الفلسطيني بلا وطن، وبلا قيادة مسؤولة، لذا يجدر بكل فلسطيني أن يعمل لوطنه، وأن يفتش عن قيادة مسؤولة قادرة على حماية دمه، وحماية كرامته من العنصرية، ومن باسيل وغير باسيل. القيادة الساكتة الصامتة على الدم وعلى العنصرية لا تستحق أن تكون في موقعها.
هل اعترف بيرس باغتيال عرفات؟
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د.عصام شاور
بعد مطالبة أطراف فلسطينية وخاصة من حركتي فتح وحماس باتخاذ إجراءات قانونية وأخرى سياسية ضد الكيان الغاصب على إثر الاعتراف الصريح لرئيس الكيان شمعون بيرس ، بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلي دفاعها عن دولة الاحتلال مدعية أن الإعلام الغربي والعربي حرف أقوال بيرس وأنه لم يذكر قط عملية الاغتيال، وهذا في حد ذاته دليل على قيمة الاعتراف الذي أدلى به الممثل الأول لدولة الاحتلال.
صحيح أن شمعون بيرس لم يقل : " ما كان ينبغي اغتيال عرفات" ولكنه أجاب سؤالا لصحيفة نيويورك تايمز له ذات الدلالة، والسؤال هو : "أنت لا تعتقد أنه كان ينبغي اغتيال عرفات؟" ، فأجاب بيرس بـ : " لا، أنا اعتقدت أنه كان بالإمكان التعامل معه والأمور بعده أصبحت صعبة وأكثر تعقيدا. إجابة بيرس تعني أنه يقر بأن الرئيس الراحل ياسر عرفات لم يمت بشكل طبيعي وإنما تم اغتياله، ثم أن إظهار بيرس لخيار آخر غير الاغتيال وهو التعامل معه يعني أن " إسرائيل" هي صاحبة الخيارين" الاغتيال أو استمرار التعامل معه"، ولو لم تكن "إسرائيل" هي من اغتال عرفات لاعترض بيرس على صيغة السؤال التي حملت "قنبلة ارتجاجية" من المفروض أن تهز منظمة التحرير والسلطة الوطنية الفلسطينية وحركة فتح والشعب الفلسطيني.
السيد توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق في اغتيال عرفات اعتبر اعتراف بيرس دليلا جديدا يضاف إلى ملف القضية ووعد بالاستمرار في التحقيق وجلب الأدلة النهائية "اعتقد أن اعتراف رئيس دولة "إسرائيل" ليس مجرد دليل بل هو سيد الأدلة ولا حاجة للمزيد من الأدلة طالما أن ممثل الكيان اعترف بجريمة اغتيال الرئيس عرفات أمام صحيفة مثل نيويورك تايمز، ويبقى أن تعترف "إسرائيل" على تفاصيل الجريمة.
"إسرائيل" ليس لديها ما ترد به عن نفسها تهمة اغتيال عرفات بعد الاعتراف الصريح لرئيسها, وعلى الفلسطينيين استغلال الثغرة التي فتحها بيرس لفضح ومحاكمة قادة دولة الاحتلال أمام المجتمع الدولي ومحكمة الجنايات، وكذلك فإننا نتوقع من منظمة التحرير الفلسطينية الانتصار لرئيسها وقائد ثورتها ووقف المفاوضات مع قتلته.
ارفعوا أيديكم عن رواتب الموظفين
الرسالة نت،،، مصطفى الصواف
كنت جالسا بصحبة عدد من علماء رابطة فلسطين ومنهم أعضاء في المجلس التشريعي وسألتهم عن هيئة الزكاة الفلسطينية واستقطاعها للزكاة من رواتب الموظفين في الحكومة الفلسطينية ومدى مشروعيتها، وهل يجوز أخذ الزكاة غصبا ودون موافقة من الموظف نفسه حتى لو كان المستقطع من الضرائب على الراتب وأن ما يتلقاه الموظف لن يمس، وقد أنكر من سألت من العلماء هذا الاستقطاع، وأنه غير جائز ويجب إعادة النظر في القرار، لأن الاستقطاع يتم بغير رضا من الموظف نفسه مهما كانت الحجج والمبررات.
الموظف أكثر فئات المجتمع حاجة إلى زيادة راتبه في ظل تدني قيمة الرواتب وارتفاع تكاليف الحياة ، وغالبية الموظفين في الحكومة الفلسطينية هم من أصحاب الرواتب التي بالكاد تكفي تكاليف الحياة، وهو ينتظر أن يسمح النظام المالي في الحكومة بصرف المستحقات التي يتم احتجازها والتي تقدر بـ 34 مليون شيكل دينا للموظفين على الحكومة الفلسطينية ، فكيف يجبر الموظف الذي لا يكفي راتبه نفقات الحياة فيستقطع من راتبه جزء للزكاة، التي لها -كما تعلمون- شروطها ومستوجباتها التي يجب أن تراعى قبل تنفيذها على ارض الواقع؟.
الحديث عن استقطاع الزكاة من الضرائب على الرواتب ، وهل هذه الضرائب على الرواتب هي من مستحقات الموظف حتى يتم الخصم منها، أم أنها من مستحقات الحكومة ولا تسترد للموظف عندما يترك الوظيفة؟، فكيف سيتم خصم الزكاة منها، وهي بعد خصمها من الراتب تصبح مستحقا للحكومة؟، فهل ستقوم الهيئة بأخذ الزكاة من الحكومة؟، كلام غير منطقي، وهذا مختلف عن ضرائب التجار وأصحاب المصانع، لأن الضريبة التي تدفع من التجار وأصحاب المصانع يمكن للتاجر أو صاحب المصنع أن يخصم زكاة ماله من الأموال التي ستدفع كضريبة للحكومة وإدراجها في تفاصيل القيمة المالية من إجمالي الضرائب المدفوعة للحكومة من أجل تشجيع أصحاب رؤوس الأموال على دفع الضرائب المطلوبة والمستحقة عليهم.
والزكاة عادة تدفع عندما يحول الحول عليها وتكون قد بلغت النصاب والمعروف قيمته للجميع وهي مقدرة بـ 83 جرام من الذهب، فهل سيفيض في نهاية العام من راتب الموظف هذا المبلغ من المال بعد أن يدفع الأقساط أو الديون المتراكمة عليه، ولو توفر هذا المبلغ وبلغ النصاب أليس من حق الموظف أن يخرج زكاة ماله بالطريقة التي يريد ولمن يريد: أخت، عمة، خالة، ابن أو ابنة أخ ، جار، صاحب أو صديق جار عليه الزمان، فتكون صدقة أو زكاة وصلة رحم وتؤلف بين الناس وتعزز مفهوم التكافل الاجتماعي.
راتب الموظف يجب ألا يمس ويحظر الاقتراب منه، وأن هيئة الزكاة الفلسطينية يجب أن ترفع يدها عن الرواتب وتبحث عن مصادر وجهات يمكن أن تجمع منها الزكاة كأصحاب رؤوس الأموال أو أصحاب الدخل العالي من رئيس وزراء ووزراء وأعضاء مجلس تشريعي وقضاة والفئات العليا في الحكومة وإن كنت أميل أن الأمر يجب ألا يتدخل به أحد فهو عمل بين العبد وربه وعلى ولي الأمر أن يبحث عن قضايا وأمور أخرى يمكن له أن يفرضها من خلال قوانين او غير ذلك.
يا هيئة زكاة فلسطين ارفعي يدك عن رواتب الموظفين وعودي إلى رابطة علماء فلسطين حتى تقرر ما إذا كان استقطاع الضريبة من راتب الموظف جائز شرعا، وهل أخذ الزكاة من الموظف دون رضا أو عن طيب خاطر جائز شرعا، نحن وأنتم علينا أن نحتكم إلى شرع الله.
الانتخابات الفلسطينية بين العاشق والفلول
الرسالة نت ،،، م. كنعان سعيد عبيد
أكتب مقالا أخشى أن يظن المتصيِّدون بكاتبه عدواً للمصالحة أو من أنصار الدكتاتورية ولكني لا أهيم بالشعارات حباً ولا أكتب شعراً بالفراغ غراماً.
يجمع الفلسطينيون وكاتب المقال أن المصالحة مطلب وطني تفرضه شريعة الاعتصام بحبل الله، والمتتبع يجزم أن المصالحة تقترب يوما بعد يوم بحمد الله.
والغريب أن يحصر الرئيس عباس المصالحة في الانتخابات، أو قل يسوق المصالحة من أجل الانتخابات وكأن تاريخ الانقسام الفلسطيني لم يبدأ من الانتخابات، والمتتبع للاحتدام الفلسطيني يجزم أن الانتخابات هي الوصفة السحرية لدكتاتورية الديمقراطية التي يريدها الرئيس، وربما هي الوصفة السحرية لمسلسل الخمسة بلدي في فكر الفوضى الخلاقة، فالتاريخ لم يُمحَ من ذاكرته مسلسل رفض نتائج انتخابات كانت نموذج الشفافية، ويخشى أن تعيد قادم أيامه سابقتها لنبدأ من جديد: انقسام فانتخابات فمصالحة فانقسام فانتخابات. وهل الناخب حرٌ بالمفهوم النفسي والإدراكي كي يختار بين المقاومة والصمود؟ أم سيتمثل الصندوق أمامه كشاشةِ عرضٍ يعرض فيها حلقات عقاب الشعب على اختياره والحصار والاجتياحات والحرب، ويستعرض أمامه رفض فتح فوز حماس، ويرجع بذاكرته لشريط الكهرباء والوقود واضرابات التعليم والصحة ورفض أميركا والغرب والفلول لأي حكومة حمساوية، وربما يستعرض في الَّلاوعي الاجابات النموذجية ليختار بين الصومال وسنغافورة. ولتكن حماس صريحة مع نفسها، هل ستكون حرة في اختيار مرشحيها في الضفة أم ستضطر لاختيار مرشحيها من المستويات الثالثة والرابعة ومن الشخصيات الوسطية البرغماتية، او ربما ممن يقف على الباب الخارجي لحماس؟ حينها ستكون (إسرائيل) كمن يحدد المرشحين ويتحكم بأعضاء البرلمان ومجالس البلديات خارج وداخل السجن، او كما يقولون من يفوز في الانتخابات كمن دخل المحكمة (الإسرائيلية) منتظرا للحكم. والغريب ان توكل هذه الانتخابات لحكومة مستقلين في بلد محتدم في حالة تحررية معقدة، ومتحزب من رياض الاطفال حتى "عواجيز" المخيمات، كأنه هروب من الذات الفلسطينية وواقعها، أو هي ماركة جديدة لخروج حماس من الحكم والدخول تحت حكومة تعجز عن إتمام الانتخابات ليدخل الشعب أعمى في نفق مظلم، والأغرب أن يصر عباس على الانتخابات النسبية والتي تقصي المستقلين عن المشهد السياسي في وقت يريدهم لحكومة تجري انتخابات.
وهنا لا بد من احترام واقع القضية الفلسطينية التحررية وحالة الاحتلال والحرب والحصار والمرتبات وخصوصية غزة والضفة والخارج والداخل كي لا نكرر تجربة خضناها وعرفنا خارطة طريقها وليس صعباً ان يتم التوافق على صياغة ميثاق وطني جامع للثوابت الفلسطينية وتشارك فيها كل القوى الفلسطينية ويتم الاتفاق على آلية لقيادة الشعب الفلسطيني لا تكون فيها (إسرائيل) إلا العدو المشترك، وتكون المقاومة وتعداد العمليات العسكرية والشهداء والمعتقلين وفكر الصمود ورفض التنازل هي مادة التنظير الانتخابي في كل المؤسسات الفلسطينية، على شعار قاوموا تفوزوا، وقاعدة الشراكة والوطن للجميع.
