-
1 مرفق
اقلام واراء اسرائيلي 249
24/1/2013
أقلام وآراء اسرائيلي 249
سوريا في الخارج.. لا يوجد مبرر للتدخل الدولي
بقلم: تسفي بارئيل،عن هأرتس
كم سوريا قتل هذا الاسبوع؟ كم لاجئا سوريا اضيف الى المخيمات في الاردن وفي تركيا؟ كم امرأة سورية اغتصبت في نهاية الاسبوع؟ سوريا، كما يمكن الاعتراف منذ الان، أصبحت عبئا اعلاميا. الحرب الاهلية الجارية فيها منذ 21 شهرا كفت عن اثارة الصدمة. وتعب العمل الدبلوماسي واصبح باعثا على السأم. فالمعطيات اليومية لعدد القتلى، التقارير عن الخسائر والانتصارات لكل طرف، والتي ظهرت ذات مرة في العناوين الرئيسة، اندحرت الى الصفحات الداخلية. والان، يوجد موضوع واحد يهتم به: المعركة العسكرية لفرنسا في مالي، اختطاف مواطنين اجانب في منشأة الغاز في الجزائر والمحاولة لانقاذهم احتلت مكان سوريا.
وتحل ثقافة الحرب في سوري محل قصص المعارك. وهذه ثقافة فظيعة، ثقافة تروي عن عدد الكاريكاتيرات (اكثر من ثلاثة الاف) التي رسمت بالهام من وجه بشار الاسد، عن أساليب جديدة طورها الاطفال ليجمعوا بعض الصدقات الاضافية من السواقين العالقين في ازمة السير عند مدخل دمشق، وعن آلاف النساء اللواتي اغتصبهن جنود سوريون او مسلحون يعملون في عصابات الشارع.
ليس لرموز الثورة هذه أسماء، فقد باتت ظواهر. فعندما يصف موقع الاخبار ؟؟؟، الذي يحمل شعار 'اكثر من نصف الحقيقة'، الاطفال السوريين الذين يجمعون الصدقات فانه يروي على الدعوات الجديدة التي يغدقها الاطفال على السواقين في المفترقات المأزومة. في أن يوصلك الله الى بيتك سالما؛ ان يخفيك الله عن عيون القناصة؛ ان يبعدك الله عن مناطق القتال. والمواطنون الذين يعلقون في أزمات السير يعربون عن غضبهم من هذه الظاهرة المغيظة اضافة الى اعصابهم المشدودة بسبب فقدان الوقت في أزمات السير فانهم يضطرون الى سماع قصص الاطفال الرهيبة. وفي النهاية سنضطر الى أن ندفع لهم رواتب شهرية، كما يشكون، ويدعون بان هذه ينبغي أن تكون مشكلة دائرة الرفاه الاجتماعي. فهي التي ينبغي لها ان تحل مشكلة هؤلاء الاطفال.
دائرة الرفاه الاجتماعي؟ هذه لم تعد تعمل منذ زمن بعيد. فالمسافرون يروون بان المتسولين بدأوا يطالبون بتبرعات اكبر. واذا كان الاطفال اكتفوا في بداية المعارك بخمس ليرات سورية، فقد باتوا الان يقولون انه بسبب غلاء المعيشة يحتاجون الى صدقات اكبر، ويطلبون 25 ليرة، وغيره. وتروي تقارير اخرى عن اساليب تسول جديدة تبناها الاطفال، مثل جر الشقيقة الصغيرة نحو المفترق، عرض صور للابوين القتيلين او تشويه الاعضاء لاثارة الشفقة.
من المثير للاهتمام أنه من أجل ابعاد هؤلاء الاطفال عن الشوارع تجد السلطات المحلية بالذات ما يكفي من القوى البشرية. ومقابل الاطفال، الذين ليس لهم أسماء، فان للسلطات يوجد بطل له اسم. كامل رمضان، المسؤول عن شؤون الرفاه والعمل الاجتماعي في مدينة حماة، الذي يرمي بان رجاله يخرجون كل صباح ومساء الى الشوارع لاعتقال المتسولين ونقلهم الى الشرطة. وهناك يعتقلون، الى أن يأتي أهاليهم لاخذهم، أو انهم ينقلون الى منازل خاصة. الكثيرون منهم ليسوا على الاطلاق من ابناء مدينة حماة، كما يروي، بل يأتون من مناطق اخرى. بالفعل، 'جريمة' رهيبة. ولكن هذه المدينة المدمرة لا يمكنها حقا، من ناحيتها، ان تستوعب كل متسولي الدولة.
ظاهرة صعبة اخرى هي اغتصاب النساء والبنات. هذه استراتيجية حربية، وليس فقط تفجر للنوازع التي تثيرها الحرب، كما تقول منظمات حقوق الانسان. وكانت احدى هذه المنظمات نشرت في الاسبوع الماضي معطيات تفيد بان اكثر من أربعة الاف حالة اغتصاب بُلغ عنها منذ بداية الاحداث في الدولة. كما تفيد المنظمة بان استطلاعا اجري في أوساط نحو 600 الف لاجيء ونازح اظهر بان أغلبية العائلات قررت الفرار من الدولة خوفا من الاغتصاب، وبقدر أقل بسبب رعب الحرب.
هنا أيضا لا توجد اسماء للضحايا. وعن حق. فالنساء المغتصبات يجلبن العار للعائلة. فهن يعتبرن مذنبات في الاغتصاب. أهاليهن ايضا لن يعرفوا على أنفسهم على الملأ، خشية الثأر منهم أو بشكل لا يقل خطورة أحد لا يرغب في أن يتزوج الشابة التي اغتصبت، وأهلها سيضطرون الى اعالتها حتى نهاية حياتها. وبالتالي فان المعلومات عن الضحايا تأتي من نشيطات المنظمات النسوية السورية، التي تلتقط القصص على ألسنة اللاجئات اللواتي يصلن الى مخيمات اللاجئين في الاردن، لبنان أو تركيا. وهذه معلومات جزئية فقط لا تتضمن توثيقا لافعال اغتصاب النساء اللواتي لا يأتين من سوريا الى مخيمات اللاجئين.
في سوريا نفسها ظاهرة الاغتصاب الجماعي من الجنود وامام ناظر ابناء العائلة باتت موضوعا عاديا؛ ولكن رعب الاغتصاب يرافق النساء حتى داخل مخيمات اللاجئين، التي يفترض أن توفر لهن الحماية. قصص فتيات اغتصبهن افراد الشرطة الذين يحرسون المخيم ولاجئون آخرون تطرح بين الحين والاخر ضمن قصص القتال وتذكر بقصص النساء في اثناء المعارك في تونس وفي العراق.
اذا خيل بان الموت وحده هو المخرج المشرف من الفظاعة، يتبين أن للموت أيضا يوجد ثمن باهظ. فأسعار القبور ارتفعت جدا بحيث أن اصحاب الوسائل وحدهم يمكنهم أن يسمحوا لانفسهم بان يشتروا قطعة قبر يصل سعرها الى نحو عشرة الاف دولار.
لو كانت سوريا تعرض للخطر حقول نفط مثل الارهابيين في مالي، لكان محتملا أن نرى منذ الان طائرات فرنسية أو بريطانية تحوم فوق سماء دمشق. ولكن الاغتصاب، التسول، او السعر المرتفع للقبور ليست مبررا للتدخل الدولي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو رجل الماضي
بقلم: أسرة التحرير،عن هأرتس
يستيقظ مواطنو اسرائيل هذا الصباح الى يوم من عدم اليقين. فقد انتهى التصويت ولكن الانتخابات لم تتم. اصوات الجنود، الاصوات المشطوبة، نسبة الحسم كل هذه ستحرك المعطيات الى هنا أو هناك، ولكن لا حاجة للانتظار في استخلاص بعض الدروس.
لقد أعربت اسرائيل أمس عن حجب الثقة عن بنيامين نتنياهو. فبعد أربع سنوات من قيادة الدولة، الى جانب شريكه، افيغدور ليبرمان، فقد نتنياهو رغم وربما بسبب الاندماج مع ليبرمان نحو ربع قوته. فقد قال الاسرائيليون امس ان نتنياهو فشل. فشل في المجال السياسي، فشل في العلاقات الخارجية وفشل في المجال الاجتماعي الاقتصادي. فشله هو فشل زعامي، سيثقل عليه من الان فصاعدا حتى لو بقي في الحكم.
لقد هبط نتنياهو من 42 نائبا لليكود ولاسرائيل بيتنا الى 30، تقريبا، لان الجمهور الاسرائيلي أخذ الانطباع بان حكومته لم تفهم المعنى العميق لاحتجاج صيف 2011. وتظهر النتائج بان الجمهور تحفظ من التطرف اليميني لليكود، من التنكر لخطاب بار ايلان ومن الاستفزاز الضار للاسرة الدولية بالاعلان عن البناء .
والعزلة التي ادخل اليها نتنياهو وليبرمان اسرائيل أقلقت الناخبين، الذين يريدون علاقات طيبة مع الولايات المتحدة بقيادة الرئيس براك اوباما بدلا من المزيد من الشقق في المستوطنات والتهديدات الحربية على ايران.
لقد قلق الجمهور ايضا من انهيار السياسة الاقتصادية لنتنياهو، التي تميزت بعدم المسؤولية في الميزانية وأدت الى عجز هائل بمقدار 40 مليار شيكل.
اعلامه بانه لن يرفع الضرائب، والتعيين الخاطف لموشيه كحلون لمعالجة أزمة السكن، شدد فقط عدم الثقة بنتنياهو.
مسؤولية ثقيلة ملقاة الان على يئير لبيد، المنتصر الاكبر، وعلى شريكتيه في كتلة الوسط اليسار شيلي يحيموفيتش وتسيبي ليفني. عليهم ان يمنعوا نتنياهو، ليبرمان وشركاؤهما في اليمين المتطرف وفي الكتل الاصولية من أن يدهوروا اسرائيل في الساحة الداخلية والدولية. محظور أن يغريهم الانضمام ككتل هامشية الى نتنياهو، بثمن حقائب بخسة.
لم تنته الانتخابات للكنيست كحسم واضح، ولكن الاتجاه المستقبلي، قبيل الانتخابات القادمة، يأخذ ملامحه. وهو يدل على ان نتنياهو هو رجل الماضي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
يوجد مستقبل لنتنياهو
بقلم: يوسي فيرتر،عن هأرتس
لم يفز بنيامين نتنياهو قط في انتخابات بكثرة كبيرة وبكثرة سهلة على صورة ما كان لشارون أو رابين أو باراك. فقد كانت انتصاراته دائما على حد الشعرة واكتُسبت بالدم والعرق والدموع.
هذا ما كان في 1996 حينما تغلب على شمعون بيرس بنصف الدرجة المئوية وهو ما كان ايضا في 2009 حينما خسر الليكود برئاسته لكديما بنائب واحد. ولم يُكسر هذا التقليد أمس ايضا فقد هُزمت قائمة الليكود بيتنا برئاسته هزيمة شديدة لاذعة. وتلقى هو شخصيا لطمة مجلجلة من مصوتي اليمين. فقد خسرت القائمة الحزبية على حسب النتائج الحقيقية شبه النهائية 11 نائبا من قوتها المشتركة في الكنيست الماضية. وخسرت كتلة اليمين الذي هو زعيمها غير المعترض عليه 5 نواب. سيحافظ على مقعده لكن في ظروف أصعب وفي بيئة ائتلافية أقل إطراءا وفي حزب سيطغى شعوره بالمرارة رويدا رويدا. وهناك شيء آخر وهو انه يصعب ان نصدق ان تختار مجلة 'تايم' الامريكية ان تسميه مرة اخرى في الزمان القريب 'الملك بيبي'. فقد ولد لنا أمس ملك جديد هو الملك يئير الثاني.
إن فوز لبيد هو فوز السياسة العصرية، سياسة الشبكة وسياسة برامج الرياليتي. ولا شك في ان الحديث عن شاب لطيف طموح الى الخير. لكن تجربته تتلخص في تقديم برامج ترفيه وأخبار وكتابة سيناريوهات وعمود صحفي لاذع عن الحياة. وقد يجد نفسه بعد نحو من شهر في غرفة المجلس الوزاري المصغر مطلعا على مواد استخبارية وأمنية لم يخطر بباله قط أنها موجودة. وفشل شخص مثل شاؤول موفاز كان رئيس الاركان ووزير الدفاع في الماضي، وهو الوحيد في الجهاز السياسي الذي يلائمه لقب سيد الأمن، فشل بحسب العينات في جهوده لاجتياز نسبة الحسم. وجاء لبيد في 12 شهرا فقط بـ 19 نائبا (ويمكن ان نقول شيئا مشابها في نفتالي بينيت رئيس البيت اليهودي).
سيتم الفحص عن ظاهرة لبيد وستُطحن طويلا في الايام القريبة. والذي يمكن ان نقوله في هذه المرحلة هو ان جميع استطلاعات الرأي الجدية في الاسبوعين الاخيرين لاحظت زيادة قوته. فقد كان يجمع نائبا ثم نائبين في كل اسبوع.
وفي استطلاعات الرأي الاخيرة التي نشرت في يوم الجمعة كان يقف عند 12 13 نائبا. وكان واضحا لكل من يفهم شيئا ما في استطلاعات الرأي العام ان لبيد سيظل يرتفع، والسؤال فقط بأي معدل. وقد أُعطي الجواب عن هذا السؤال أمس فكان: بمعدل سريع جدا. فقد جذب اليه كل الحائرين بينه وبين حزب العمل، وبينه وبين لفني، وبينه وبين نفتالي بينيت، وقد كان تصويت احتجاج من جهة لكن أكثر المصوتين له يتوقعون منه ان يدخل الحكومة، من الجهة الاخرى.
إن الصورة السياسية التي برزت أمس حادة كالسكين: لا توجد حكومة معقولة وسليمة يستطيع ان يرأسها نتنياهو من غير ان تصبح منبوذة في العالم، بلا 'يوجد مستقبل'. ويستطيع نتنياهو على الورق ان ينشيء حكومة يمين حريديين لكنه يعلم ان هذا سيكون اشارة الى بدء نهاية حياته العملية. ومع وجود هذا الوضع فقد أصبح لبيد منذ اليوم أهم لاعب في الجهاز السياسي. ولما كان لا يرى نفسه مرشحا لرئاسة الوزراء ويصعب ايضا ان نتخيل نظاما برلمانيا ينجح فيه بأن ينشيء حكومة فان أمامه امكانين: أن يصبح رئيس المعارضة في الكنيست الـ 19، أو ان يصبح أكبر الوزراء وأكثرهم تأثيرا في حكومة نتنياهو الثالثة، فاذا اختار لبيد هذا البديل الثاني وأحسن السلوك بغير غرور وصلف فانه يستطيع في الحقيقة ان يحقق شعار حزبه وان يغيره.
في صورة النواب الحالية يوجد لنتنياهو وللبيد ولنفتالي بينيت رئيس البيت اليهودي أكثرية في الكنيست تبلغ 61 مقعدا (قبل النتائج الحقيقية النهائية). ويمكن ان يأتي هذا التشكيل لاسرائيل بالرزمة التي تحتاج اليها احتياجا يائسا ألا وهي تغيير طريقة الانتخابات والحكم؛ وقانون جدي لتجنيد الحريديين؛ وميزانية ضابطة مسؤولة. أو باختصار إن جميع وعود لبيد الانتخابية موضوعة الآن على راحة يده وهو يستطيع ان يحققها جميعا.
يصعب ان نصدق لكن المعطى المشترك بين العينات الثلاث التي أُذيعت أمس 31 نائبا لليكود بيتنا استخرج تنفس الصعداء من رؤساء الحزب الحاكم المنتوف. وقد كانوا يُقدرون في خلال النهار ان قوة القائمة الحزبية قد انخفضت الى ما دون الثلاثين، وان كتلة الوسط اليسار ستنجح في تشكيل أكثرية حاسمة.
وفي الساعة الثانية عشرة ظهرا بعد فتح صناديق الاقتراع بخمس ساعات تقرر ما يسمى في اللغة المهنية 'حملة انتخابات 'جعفلد'، وهي حملة التخويف والتظاهر بمظهر الضحية: فقد أعلن رئيس مقر الانتخابات الوزير جدعون ساعر لوسائل الاعلام انه قلق من نسب تصويت عالية في 'حصون اليسار'.
وتابع هذا النهج بعده مسؤولون كبار آخرون في الليكود وفي مقدمتهم نتنياهو نفسه الذي حذر الأمة في المساء من ان 'سلطة الليكود في خطر'. وفي المقابل أسهمت تسيبي لفني وشيلي يحيموفيتش هما ايضا في شعور الطواريء بين مصوتي الليكود حينما أعلنتا تكرارا وجود رائحة انقلاب في الجو، وهكذا تحول الاتجاه في ساعات التصويت الاخيرة فارتفع الليكود بيتنا الذي كان يقف بحسب العينات على 28 29 نائبا الى الـ 30 فما فوقها فوقف عند 31.
الاحزاب الصغيرة منعت انقلابا
هناك اربع ملاحظات اخرى:
1- فعلت رئيسة ميرتس زهافا غلئون ما لا يُصدق فقد ضاعفت قوة حزبها. فقد أدارت حملة انتخابية ذكية قالت ببساطة انه يوجد حزب يسار واحد فقط يفخر بكونه كذلك، فمن فضلكم أيها اليساريون الأعزاء هلمَّ الى بيتكم. ومن الصحيح الى الآن ان ميرتس والحركة للفني متساويتان لكل واحدة 6 نواب. وهذا بالنسبة لميرتس انتقام حلو بصورة مميزة: ففي انتخابات 2009 قضمت لفني في حملتها 'إما تسيبي وإما بيبي' نائبين من ميرتس وتركتها مع ثلاثة نواب بائسين في الكنيست الماضية، وقد صُفي الحساب الآن بين هاتين الكتلتين الحزبيتين.
2- سيحصل حزب العمل برئاسة شيلي يحيموفيتش كما يبدو على 15 نائبا مبتعدا عن الـ 22 نائبا الذين كانوا له عند بدء المعركة الانتخابية وقبل دخول لفني الى الملعب. لكن لفني لا تتحمل وحدها تبعة هذه النتيجة بل حملة يحيموفيتش الانتخابية ايضا التي لم تكن مثيرة للحماسة ولم تحدد برنامج عمل ولم تتحدَ المصوتين ولم تُثر حماستهم.
3- منع النواب الضائعون في احزاب الوسط اليسار التي لم تجتز نسبة الحسم وطُرحت اصواتهم في القمامة ارض جديدة وعاليه يروك والخضر انقلابا في الكتل الحزبية، وكل كلمة اخرى لا داعي لها.
4- يبدو ان الحريديين في هذا الوقت شاس ويهدوت هتوراة بعيدون جدا عن الحكومة القادمة إلا اذا اختار نتنياهو انشاء حكومة يمين حريديين وهو ما لا يبدو معقولا. لكن الامر قد يكون على عكس ذلك تماما لأن حكومة علمانية مدنية بلا حريديين يمكنها ان تُنعشه من سقوطه الانتخابي. ان الشعب يطلب حكومة مدنية بلا شاس ورفيقتها الاشكنازية.
ربما يكون نتنياهو مع كل ذلك ملكا بخلاف ما كتبناه آنفا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
جبهة لمواجهة نتنياهو
بقلم: أور كاشتي ،عن هأرتس
اذا لم تكن عينات أمس مختلفة كثيرا عن النتائج الحقيقية وأصبح بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة القادم ايضا، فان هذا الصباح يجب ان يكون أول ايام العمل على انشاء ائتلاف جديد أوسع كثيرا من كل ما عرفنا في الماضي. يجب ان يتحد هذا الائتلاف حول هدف واحد هو ألا يكون بيبي. أما الطريقة فهي اتفاق يشمل الاحزاب جميعا وكل مجموعة اخرى تريد الانضمام مع عدد صغير من الأهداف المركزية ينشأ على أساسها التعاون. فليؤجل التغيير المطلق للعالم شيئا ما وصراعات الذات ايضا.
فاز مثل هذا الائتلاف 'الجبهة الشعبية' في ثلاثينيات القرن الماضي في فرنسا واسبانيا. وينبغي الآن ان نحاول ترجمة هذا الطراز في السياسة الاسرائيلية، وهذه هي الطريقة الوحيدة لتبديل سلطة اليمين. وهي ايضا الرسالة العميقة للاحتجاج الاجتماعي الذي نشأ في صيف 2011 وجر مئات آلاف الناس حتى من اولئك الذين لم يصوتوا بالضرورة لاحزاب اليسار الكلاسيكية.
في 1936 فازت الجبهة الشعبية في الانتخابات العامة التي تمت في فرنسا وكان ذلك ائتلافا بين احزاب من الوسط الى اليسار المتطرف، بدأ بمظاهرات مشتركة. وقد ربط بينها من ناحية برلمانية الخوف من صعود النازية. وحافظ كل حزب على ايديولوجيته وعلى بنيته لكنه عمل في اطار كتلة واحدة أصبحت أهم كثيرا من حاصل عناصرها كله. وتحول ليون بلوم، وهو من رؤساء الحزب الاشتراكي، ليصبح رئيس الوزراء وقاد واحدة من أكثر الحكومات تقدما في تاريخ الدولة. وكان الطريق الى الحكم في اسبانيا مشابها. فقد تم الاجتماع حول تأييد الجمهورية ومبادئها المتقدمة. لكن بعد بضعة اشهر من نشوء الحكومة نشب تمرد الجنرال فرانكو الذي أنذر بنهايتها.
يصعب ان نترجم النجاح التاريخي في الواقع الاسرائيلي لا لأن الانتخابات في فرنسا كانت اقليمية فقط وتقاسمت الاحزاب المختلفة بينها مرشحي 'الجبهة'. لكن يبدو انه لا مفر. فيبدو ان الشرط الأساسي أصبح موجودا هنا نابضا محسوسا بصورة جيدة كما كانت الحال في فرنسا واسبانيا. يجب ان يكون الخوف من اربع سنوات اخرى بقيادة بنيامين نتنياهو كبيرا بصورة كافية كي تبدأ المجموعات التي تعارضه التعاون الآن من اجل هدف أكبر.
يجب ان تكون المرحلة التالية في 'الجبهة الاسرائيلية' صوغ عدد من المباديء الأساسية تشبه خطة في الحد الأدنى وهي الاتفاق على مبدأ دولتين للشعبين، والاتفاق على ان الجهاز الاقتصادي لا يمكن ان يستمر في الاضرار بالطبقة الوسطى وبالطبقات الضعيفة، والاتفاق على أهمية الديمقراطية والحاجة الى حمايتها. ويمكن ان نتوصل الى اتفاق كهذا ولو بصورة أولية. وتُبين الاحزاب التي تُرى اليوم أو تعرض نفسها على أنها تنتمي الى الوسط السياسي والتي ستختار الانضمام الى حكومة نتنياهو الثالثة، موقفها الحقيقي، فلا يوجد 'ايضا وايضا' بل يوجد 'إما وإما'.
يجب ان تشمل الصيغة الاسرائيلية من الجبهة الشعبية تعاونا بين العرب واليهود، واتحادات العمال وسكان المركز الجيدي الاحوال وناس الأطراف ممن حالهم أقل منهم وكل مجموعة اخرى. ويجب ان تخضع الجدالات الداخلية لمبدأ 'لن تكون اربع سنوات اخرى' ولا ثلاث بل ولا سنتان. طلب المتظاهرون في صيف 2011 ان يستبدلوا الطريقة الاقتصادية الاجتماعية القائمة بمباديء أكثر عدلا ولن يُقدم هذا الى الأمام سوى انشاء جبهة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
لماذا فشل نتنياهو؟
بقلم: الوف بن ،عن هأرتس
لقد فشل بنيامين نتنياهو في حملة الانتخابات للكنيست الـ 19 لانه لم يكن لديه ما يقوله. بطل العالم في الكلام، ملك البقاء السياسي، فقد في منتصف الولاية السابقة الاتصال مع الجمهور. وراوح منذئذ كبديل لا مفر منه، في ظل غياب خصم ذي وزن. وهو لم يقترح اي أمل على الاسرائيليين، أدار حملة بائسة وبدلا من برنامج انتخابي اكتفى برسالة 'رئيس وزراء قوي'.
لقد كان نتنياهو على علم بضعفه، والذي ظهر له في أعقاب الاستطلاعات. فقد كان ينتصر بسهولة على كل مرشح آخر في سؤال: 'من هو الاكثر ملاءمة ليكون رئيس الوزراء'، ولكنه لم ينجح في أن يجلب لليكود حتى ولا مقترح واحد آخر. وبدلا من محاولة اعادة احتلال قلب الجمهور، او معالجة المشاكل العميقة التي اندلعت الى الخارج في الاحتجاج الاجتماعي في صيف 2011، اختار نتنياهو الطريق الاسهل لصفقة سياسية لتخليد حكمه: الوحدة مع اسرائيل بيتنا. اتفاقه مع افيغدور ليبرمان سيبقيه على ما يبدو في كرسيه، ولكن فقط بعد أن تلقى صفعة أليمة من الناخبين.
الاسباب التي أدت الى سقوط الحكومة وتقديم موعد الانتخابات الازمة حول تجنيد الاصوليين والصعوبة في اقرار الميزانية وجدت تعبيرها جيدا في نتائج التصويت. فقد أيد الجمهور بحماسة المرشحين الذين اقترحوا 'مساواة في العبء'، يئير لبيد ونفتالي بينيت. أما حزب العمل برئاسة شيلي يحيموفتش فقد حققت أقل من المتوقع، ولا سيما بسبب الحملة الفاشلة والتذبذب في مسألة الدخول الى الحكومة، ولكنه هو ايضا زاد قوته بفضل ارتباط قائمة مرشحيه بالاحتجاج الاجتماعي.
لقد عرف نتنياهو بان الجمهور قلق من الوضع الاقتصادي. من اسعار السكن ومن تملص الاصوليين من الخدمة، ومع ذلك اختار ان يتجاهل هذه المشاكل والتركيز على التهديد الايراني، 'وحدة القدس' والاعلانات عن بناء الاف الشقق في المستوطنات. والمرة تلو الاخرى التقط لنفسه الصور في المبكى (بما في ذلك يوم الانتخابات) ومع جنود الجيش الاسرائيلي. هذا يبدو جميلا على صفحة الفيس بوك لنتنياهو، ولكنه ببساطة لم يتحدث الى قلب الناخبين.
عندما أخذ يفقد المقاعد في الاستطلاعات، دخل نتنياهو في حالة فزع. والاعلان الغريب عن تعيين الوزير الاصلاحي موشيه كحلون كرئيس مديرية اراضي اسرائيل، قبل يومين من الانتخابات، ذكر بالخطوة الفزعة التي قام بها شمعون بيرس، عشية انتخابات 1981، حين وضع النائبة المجهولة شوشانا اربيلي الموزلينو في المكان الثاني في قائمة العمل. لا يوجد مؤشر واضح اكثر من هذا على الازمة السياسية في ضوء اغتراب الناخبين، وفي ذلك الحين مثلما الان، هذا لم يجدِ نفعا.
ومقابل نتنياهو المنقطع، فان المنتصر الاكبر للانتخابات، لبيد، كيف رسائله مع ما يثير اهتمام الناخبين. فاسراتيجيته اعتمدت على واقع 'خط المعارضة الاقل': فقد أغضب قدر اقل من الناس من اي مرشح آخر، وببساطة قطف بين ذراعيه خائبي أمل كديما، العمل وعلى ما يبدو الليكود ايضا. نجاحه يدل على أن الناس يريدون أملا، ويحترمون مرشحين يعرضون عليهم برنامجا انتخابيا واضحا مع خطط عمل وليس فقط عبادة شخصية فارغة من المضمون.
لقد نسي نتنياهو المجرب هذا الدرس ويبدو أنه صدق تقارير التزلف التي وصفته 'الملك بيبي' الذي لا بديل له. والثمن دفعه الليكود في صناديق الاقتراع.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ليس تحولا بل اصلاحا للاتجاه
بقلم: أمنون لورد،عن معاريف
باتت هذه عادة. فأنت تصل الى حدائق المعارض فتتجه الى جناح الليكود، هذا يوم الانتخابات، الساعة العاشرة مساء وشيء ما مفاجيء جدا يحصل. هذه المرة يئير لبيد ولكن هذه ليست مفاجأة من النوع الذي يمكنه أن يغير كل الصورة. فبالاجمال، خلطة اخرى من انتاج الجمهور الاسرائيلي. ولكن انسوكم من الاحاديث عن 'الكتلة المانعة' لليسار. فالقصة المركزية تبث وضوحا ما. هيكل الائتلاف التالي نتنياهو مع لبيد ونفتالي بينيت. وهم معا، هذه القوى الثلاثة، يخلقون ما لا يقل عن 63 مقعدا، وهذا ليس نهائيا.
هذا هو الضوء في نهاية النفق من ناحية مصوتي اليمين. حتى من زاوية نظر المصلحة العامة. لبيد من غير المتوقع ان يمارس ضغوط ابتزازية على نتنياهو وعلى رئيس الدولة استنادا الى محمد بركة وحنين الزعبي. فمع 19 مقعدا لم يعد يحتاج الى أن ينسق اي شيء مع شيلي يحيموفتش وبالتأكيد ليس مع تسيبي لفني.
الامر الغريب امس في جناح الليكود كان تنفس الصعداء عندما تبينت نتائج العينة مع 31 مقعدا لليكود. بل وربما هتاف فرح.
فالاحاديث كانت عن شيء ما باعث على الصدمة، بعيدا دون الثلاثين. وعندما ستوزع الفوائض، سيحصل الليكود بالتأكيد على مقعدين آخرين. ويخرج الاصوليون بصفتهم الخاسرين الاكبر قول قاطع آخر من الجمهور. الرسالة التي يطلقها الجمهور واضحة: توجد ارادة لجدول اعمال مدني، من المساواة في العبء في سوق العمل وفي اطار التجند للجيش الاسرائيلي. لقد مل الجمهور الاسرائيلي الاحزاب الفئوية غير الصهيونية.
ويرتكب نتنياهو خطأ اذا ما فكر كيف يجند لنفسه حكومة يمينية ضيقة مع 'شركائه الطبيعيين'. فلبيد لم يحقق انجازاته الانتخابية كي يكون معارضة، بل كي يشكل وزنا حيال الليكود. ولكن ينبغي الانتباه. شعار 'كله الا بيبي' لم ينجح هذه المرة.
يمكن القول أنه حقق نجاحا معاكسا. من بث للجمهور على مدى حملة الانتخابات بانه سيسير مع بيبي ربح. لبيد وبينيت على حد سواء بثا الرسالة في أنهما سيسيران مع الليكود. لبيد قال ذلك باشتراط. وفي الظروف الناشئة يمكن لشاس ان تنضم ولكن بدون قدرة ابتزاز.
الظاهرة الاخرى الناشئة عن النتائج الاولية أمس هي أن افيغدور ليبرمان فقد كل الهواء. فالرجل الذي اعتبر قبل أربع سنوات الزعيم المستقبلي لليمين فقد من قوته. نتنياهو لا يمكنه أن يعده حتى ولا بحقيبة الخارجية. ويمكن للبيد أن يطلب اي منصب يريد. يمكنه أن يكون، مثلا، وزر المالية أو وزير الخارجية ولكن وعوده هي بالنسبة لحقيبة التعليم.
لقد ثبت بانه توجد حدود كم يمينية يمكن لليكود ان يسير. فقد نظرية موشيه فايغلين وكأن الليكود ليس مخلصا لذاته ولا يسير يمينا بما يكفي، تحطمت. فقد تبين بان هجمات الليكود على بينيت لم تعد الاصوات الضائعة الى بيت الليكود. والاصوات التي خسرها بينيت في الايام الاخيرة ذهبت على ما يبدو الى لبيد، ولكن النتائج بالنسبة للبيت اليهودي ليست نهائية. فعندما ستحصى اصوات الجنود، سيحصل حزب بينيت على مقاعد آخر على الاقل. وحتى النتيجة النهائية لا يزال هناك طريق طويل. توجد نتائج حقيقية وتوجد اتفاقات فوائض وتوزيع غنائم الاصوات الضائعة حسب قانون بادر عوفر.
بين حكومة اليمين الوسط وبين بديل حكومة يمينية ضيقة مع الاصوليين، يبدو أن رسالة الجمهور واضحة: فهو يفضل حكومة يمين وسط. وبالفعل في كل الاسبوع الاخير كان هناك خط ساخن في الاتصالات بين جدعون ساعر وبين ممثل لبيد اوري شني، ونفتالي بينيت. والاحزاب الثلاثة بدأت منذ الان الاعتياد الواحد على الاخر. البيت اليهودي سيضطر الى التنازل والتحرك قليلا نحو الوسط. في المجال الاقتصادي ـ الميزانية، لبيد وبينيت هما شريكان طبيعيان لنتنياهو.
كل المسألة ستكون اذا كان ممكنا ان يصار من هذا الارتباط الى تشكيل حكومة مستقرة لاربع سنوات. اذا كان العائق الاول هو الميزانية فان مدى عمر حكومة اليمين الوسط هو سنتان على الاقل. لقد شهدنا أمس مفاجأة كبرى، ولكن ليس تحولا، بل مجرد اصلاح للاتجاه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ