-
1 مرفق
اقلام واراء محلي 309
[IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]
[IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age004.gif[/IMG]
حديث القدس: فرصة اللحظة الاخيرة !!
بقلم: أسرة التحرير عن جريدة القدس
نشرت صحيفة «صاندي تايمز» رسما ساخرا بالكاريكاتير يبدو فيه نتانياهو يبني المستوطنات على اجسام وجماجم الفلسطينيين .. وكان الحدث مدويا وغير مسبوق وأثار كل القوى الاسرائيلية والمؤيدة مما دفع بمالك الصحيفة روبرت موردوخ الى الاعتذار والاعراب عن الاسف والوعد بالا يتكرر ذلك . واعتبر السفير الاسرائيلي في لندن الامر تجاوزا لكل الخطوط الحمراء.
ورغم الاعتذار والضغوط القوية التي مورست على الصحيفة فإن مجرد نشر كاريكاتير بهذه الحدة والمباشرة يعتبر دليلا على مدى الاستياء الدولي شعبيا ورسميا من الممارسات والسياسات الاسرائيلية التي ترتكب كل يوم مجازر ضد حقوق الانسان الفلسطيني وارضه ومستقبله واحتمالات السلام والاستقرار بالمنطقة ، ليس بشهادات منظمات دولية فقط ولكن بشهادات منظمات اسرائيلية ايضا ، كما فعلت «بتسيلم » قبل ايام قليلة .
وبالامس تقرر الغاء اجتماع مؤسسة حقوق الانسان الدولية الذي كان مقررا في جنيف بسبب تغيب الممثل الاسرائيلي عن الجلسات رغم النصائح الاميركية بأهمية الحضور . ولولا معرفة اسرائيل بضعف موقفها وزحمة الدلائل والشهادات لانتهاكاتها لحقوق الانسان الفلسطيني ، لكانت حضرت ودافعت عن نفسها ، ويؤكد مجرد غيابها ادانة رسمية دولية لها .
في هذه الايام تحديدا تظهر الانتهاكات الاسرائيلية بشكل يدين نفسه بنفسه ، وفي المقدمة ضد الاسرى الفلسطينيين الذين يسجلون بطولات صمود نادرة واحتجاجات واسعة ضد ممارسات الاحتلال . وفي هذه الايام تهدد سلطات الاحتلال بتهجير مجموعة من السكان في حي الفهيدات بالقدس وذلك لتوسيع مستوطنة ، وتخطط كذلك لمصادرة نحو 234 دونما من اراضي بيت صفافا وشرفات بالقدس جنوبا لاقامة طريق استيطاني وتمزيق الاحياء العربية . وهذا كله يضاف الى قائمة طويلة من الاستيطان والتهجير والتهويد ومصادرة الاراضي والتضييق على المواطنين التي تزايدت في السنوات الاخيرة ، ولم تتوقف منذ بدء الاحتلال في 1967 .
ولم تسلم المقدسات ودور العبادة ، من مساجد وكنائس ، من الاعتداءات كالحرق والهدم ، او كتابة الشعارات العنصرية ، وبالامس تجول عشرات المجندين والمجندات في باحات الحرم القدسي بصورة استفزازية بينما تعد الخارجية الاسرائيلية فيلما يظهر هدم المسجد الاقصى المبارك واقامة الهيكل مكانه .
بعد هذا كله هل يبدو الكاريكاتير صادقا ومعبرا عن الواقع ام تجاوزا للخطوط الحمراء ؟! وهل يبدو الاستياء المتسع من السياسات التوسعية على الساحة الدولية حقيقيا ومتسقا مع الواقع ام لا ؟
وفي حين كثر ا لحديث في هذه الايام عن مبادرات سلمية واحتمالات استئناف المسيرة السلمية ، فإن الواقع يبدو كما عبر عنه وزير خارجية بريطانيا ويليام هيغ حين قال « هناك فسحة ضيقة للتحرك » وكما وصفته صحيفة بريطانية اخرى هي صنداي تلغراف بالقول انها « فرصة اللحظة الاخيرة » . فهل يلتقط الرئيس اوباما هذه الفرصة ويسير بالفسحة الضيقة لاخراج المنطقة من المستقبل المظلم المليء بالتطرف والعنف ، اذا لم يحدث شيء جديد وتحرك حقيقي لتحقيق العدل والسلام والاستقرار ؟!
الانتخابات الاسرائيلية... ملاحظات وظواهر لافتة
بقلم: مأمون الحسيني عن جريدة القدس
أثارت انتخابات الكنيست الإسرائيلية ال 19 ضجيجاً وصخباً واسعين في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة العبرية والعربية والعالمية، وأسالت حبراً كثيراً على صفحات الصحافة المكتوبة في مختلف دول العالم، والتي ركّز معظمها على مقاربة السيناريوهات المعقّدة للتشكيلة الحكومية المقبلة تحت ظلال التوازنات الجديدة التي خالفت كل التوقعات السابقة، وأعطت معسكر اليمين الديني أغلبية مقعد واحد أو اثنين، وحوّلت “فقاعة” النجم الإعلامي يائير ليبيد «هناك مستقبل» إلى “بيضة قبّان” في الحلبة السياسية .
ومردّ هذا الاهتمام هو أن وضع إسرائيل الراهن بات معقداً وينوء بأحمال داخلية ثقيلة، على صُعُد السياسة والمسائل الاجتماعية الاقتصادية، وغامض المستقبل وإشكالياً وخطراً، على المستوى الخارجي، نتيجة انسداد أفق الحلول السياسية مع الفلسطينيين، وانفتاح الخريطة السياسية الإقليمية على مختلف الخيارات، ومراوحة النزاع المتوتر مع إيران في المربع القابل للانفجار ذاته، وارتفاع منسوب العزلة التي تطوّق عنق الدولة العبرية .
ومع أن التوازنات المستجدة ضيّقت خيارات بنيامين نتنياهو الذي بدأ مشاوراته لبلورة ائتلاف حكومي بعد أن أعلنت اللجنة الانتخابية المركزية فوزه بحسب النتائج النهائية للتصويت، ووضعته أمام مهمة شاقة لن تفضي، في كل الأحوال، إلا إلى صياغة تشكيلة حكومية هشّة وغير مستقرة، سواء أكانت من اليمين المتطرف والديني، وهو خيار بات بعيد المنال، أم مما يسمى اليسار والوسط، إضافة إلى الحريديم، وهو خيار ضعيف الاحتمال أيضاً، أم حكومة ائتلافية واسعة من اليمين ومعسكر الوسط، وهو خيار قابل للتحقق، سواء مع الحريديم أو من دونهم، إلا أن الأهم هو تلك الملاحظات والظواهر المفعمة بالدلالات التي ظهّرتها الانتخابات التي خرج منها قطاع المستوطنين بأرباح صافية، بعد أن انحازت إليه وباتت تمثل مصالحه أغلبية وازنة من “الليكود” بزعامة موشي فاغلين، و”إسرائيل بيتنا”، إضافة إلى كل من “البيت اليهودي” بزعامة نفتالي بينيت الذي تشكل من ائتلاف بقايا “المفدال” التاريخي، وبقايا حزب “هاتحياه” الذي تحول إلى “تيكوما” أي “البعث” الذي يدعو إلى استهداف مسجد قبة الصخرة لإقامة الهيكل المزعوم مكانه، وحركة “شاس” الممثلة الرئيسة لليهود الشرقيين .
الأبرز في الملاحظات، وبخلاف الزعم أن الانتخابات أعادت إسرائيل إلى الوسط، هو أن الأغلبية مازالت بيد اليمين، وأن النواب في الكنيست الجديدة لن يكونوا أقل تطرفاً من سابقيهم . وليس من قبيل المصادفة أن يبدأ نتنياهو تصريحاته السياسية بالحديث عن مواجهة الخطر النووي الإيراني، الذي يعد بمرتبة المغناطيس الذي يجذب الأحزاب إلى الائتلاف . أما الملاحظة الثانية فهي سعي رئيس الوزراء المخضرم إلى تشكيل ائتلاف واسع، انطلاقاً من الاعتقاد أن هذا يساعده على الساحة الدولية، ويجعل حكومته أقوى وأكثر قدرة على مواجهة الضغوط، فيما تتصل الملاحظة الثالثة بالناخب العربي الذي كان بإمكانه زيادة عدد مقاعد القوائم العربية، لكنه لم يفعل وبقيت الأمور على ما كانت عليه، رغم الارتفاع الطفيف والمهم في نسبة التصويت .
وتبقى الظواهر التي أضاءت عليها الانتخابات، ويمكن تكثيفها بالتالي: غياب موضوع التسوية و”السلام” الذي ظل لنحو عقدين محور النقاش العام في إسرائيل، عن الخطاب الانتخابي بشكل شبه كامل؛ وتهرّب الأحزاب اليهودية كافة، باستثناء “ميريتس”، من وصمها بالصبغة اليسارية .
وهذا لا يسري فقط على حزبي “الحركة” بزعامة تسيبي ليفني، و”هناك مستقبل” اللذين حرصا على تثبيت هويتهما الوسطية القريبة من اليمين، بل أيضاً على حزب العمل المصنّف في خانة ما يسمى “اليسار”، سواء على صعيد موقفه من التسوية السياسية، أو بحمله بعض الآراء الاشتراكية الطوباوية، على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، والتي لم تترجم قط على أرض الواقع . أما الأهم، في هذه الظواهر، فهو صعود نجم “المتدينين القوميين” من أصحاب القلنسوات المطرّزة، وتنامي حضورهم السياسي والشعبي، بعد تسللهم إلى أكثر من مؤسسة كانت تعد من قلاع العلمانيين، مثل محكمة العدل العليا، ورئاستي الشاباك ومجلس الأمن القومي، وسلك القيادة في الجيش، فضلاً عن السلك الأكاديمي .
ومهما يكن من أمر الخريطة المعقدة للكنيست ال 19 واحتمالات تشكيل الحكومة، فإن المرجح هو بقاء العملية السياسية مع الفلسطينيين في حالة جمود وتواصل عمليات الاستيطان الذي يمكن أن يقود إلى انتفاضة جديدة، أكدت إمكان اندلاعها مختلف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية . أما في المحيط الإقليمي، فستواجه الحكومة المقبلة تحديات غير مسبوقة، سواء على مستوى الوضع السوري، أو على مستوى التطورات الأردنية التي تثير علامات استفهام متعددة، وصولاً إلى مصر التي تبدو بعيدة عن الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني، فضلاً عن المأزق مع إيران التي رحّل نتنياهو التعامل مع ملفها النووي حتى الصيف المقبل .
أطراف النهار: حيط السلطة واطي .. ليش؟
بقلم: حسن البطل عن جريدة الأيام
.. ثم بعد أن سألت: ما هذه "القوربة" في الطرقات؟ فهمت أنها المنعطف أو الكوع. "قوربة" كما لفظها زميلي عبد الله عواد على "الفيسبوك"، مسؤولة مسؤولية ثانوية عن كارثة ضحايا الطريق الخمس بين عين عريك ودير إبزيع.
بعد أربعة أيام لا غير، باشرت وزارة الأشغال توسيع الطريق (راجع ص5 من "الأيام" الأربعاء) والذي فاجأني ـ لم يفاجئني أن الوزارة طرحت عطاء في 28 تشرين الثاني لتوسيع "القوربة" والشارع.. إلاّ أن أصحاب الأراضي اعترضوا وهاجموا طاقم الوزارة.. كما يهاجمون موظفي شركة الكهرباء، ويمنعونهم من قراءة العداد؟
عتبي على زميلي عبد الله المناضل ابن المناضل، وابن عين عريك، أنه لام السلطة ووفّر معارفه من أصحاب الأراضي، علماً أنه في كل الدول التي هي دول ذات حكومات يجوز نزع الملكية لدواعي المنفعة العامة.
"القوربة" ذكّرتني بلفظة شاميّة ترد على لسان المقادسة، وهي "شيتي ـ شيتك" أي "الشيء لي ـ الشيء لك"، وجاءت في رواية "كافر سبت" الممتعة للمقدسي عارف الحسيني.
لساني فلسطيني ـ شامي، وهذا ذكرني بمعنى "يسرائيل شيلانو" أي "إسرائيل لنا" على لسان المستوطنين، فهي تعني "شيء ـ لنا"، ففي العبرية ينطقون "الألف" "واواً" (إسرائيل بتينو). كما تعني "ليش" لأي شيء "وشوباك" الشاميّة "شو ـ بالك" ماذا في بالك.. وهلم جرّا!
السلطة مُلامة في صغير الأمور وكبيرها، مع أنني أسميتها "سلطة التزفيت" الفلسطينية، فقد ورثت بنية تحتية مدمّرة، وكانت مداخل ومخارج الشوارع بين المدن ضيقة ومحفّرة، والآن يعيدون تأهيل المقطع الأخير من آخر شارع رام الله ـ بيتونيا، وهو "شارع يافا" الذي يقودك إلى عين عريك.. وما بعدها يافا.
كان زميلي إيّاه احتجّ على إشارة ضوئية في الشارع، لأنها تهدّر الوقت، وكان قد طالب منذ ما قبل الانتفاضة الثانية بـ "حل السلطة" وهو يطالب بانتفاضة ثالثة مسلحة.. ولا يتوقف عن ذم "سلطة الرواتب".
مصادفة أم لا، باشروا بتوسيع "القوربة" وشارع المأساة في ذات اليوم، حيث أفرجت إسرائيل عن 400 مليون شيكل من مستحقات فلسطينية ضرائبية.
ما العلاقة بين "الراتب" و"قوربة" ضيقة؟ إنها في ذم السلطة بالكبيرة والصغيرة، كما فعل مواطن آخر وموظف، له ثلاثة أبناء في الجامعة، وهدّد باقتراف "حماقة" إن لم تنتظم الرواتب، دون أن يسأل نفسه: هل في أوروبا وأميركا يرسلون ثلاثة أبناء دفعة واحدة إلى الجامعات؟
.. وهل هناك من "يجرؤ" على "ثقافة عدم الدفع" لفواتير الكهرباء والماء، وهذه الفواتير هي ذريعة إسرائيل لحجب مستردات المقاصّة؟ فالمواطن هناك يعرّف عن نفسه بأنه "دافع ضرائب".
كتبت ذات مرة، أن السلطة (أي سلطة) أرقى من الشعب.. أحياناً، وكان هذا ردي على زميل قال بعد انهيار أجهزة الأمن بعد الانتفاضة: لا جرائم ولا مشاكل في البلد.. هذا يعني أن لا ضرورة للسلطة؟ ولكن الجرائم عادت يا سيدي.
وكتبت، أيضاً، أن بناء المواطن أصعب من بناء الوطن.. ولن أقدّم مبررات وأسانيد.
لماذا "يستوطي" الفلسطيني حيط الحكومة والسلطة؟ لأنه حديث العهد بسلطة وطنية، بعد حكم أجنبي طويل ومتواصل، والسبب الثاني أن الحكومة ابنة السلطة، وهذه ابنة المنظمة، وهذه ابنة الفصيل الفدائي.. والجميع أبناء "تحرير فلسطين"!
ومن ثم، فإن سلطة تفاوض أو تعاند مفاوضة إسرائيل، ستدفع الثمن.. ومن هذا الثمن "بلطجة" إسرائيلية على أموال المقاصة و"تطنيش" عربي عن "شبكة الأمان"!
.. وهكذا وصلنا إلى جواب السؤال: "ليش"، ونحن حيارى بين "حلّ السلطة" و"بناء الدولة" وبين بنائها والمفاوضات العبثية لقيامها.
شعبنا ذو "دم عربي حار" مستعد للشهادة والتضحية والفداء، لكنه غير مستعد للقيام، أحياناً، بأبسط واجبات المواطن.
عودة إلى حوادث الطرق، فإن عدد السيارات تضاعف مرات، وفي رام الله سيارات أكثر مما كان في الضفة قبل السلطة؛ والبنوك تطالب بأقساط التسهيلات لشرائها، والراتب "نصف رغيف".
حسناً، أرجو ألا يقع حادث طرق قاتل عند تلك "القوربة" الحادّة على طريق رام الله ـ بيرزيت، لأن مواطناً رفض نزع ملكية للمصلحة العامة، ولأن مواطنين توسلوا لياسر عرفات أن يمر الشارع في "زاروب" قرية "أبو قش".. وتصوروا كم حادثاً كان سيقع لولا هذا الطريق الحديث، مع ازدياد حركة السير وتضاعف عدد السيارات؟
الحل في صناديق الاقتراع
بقلم: حمادة فراعنة عن جريدة الأيام
ملّ الفلسطينيون وأصدقاؤهم، جلسات الحوار، ولقاءات التفاهم، واجتماعات "فتح" مع "حماس"، فالحكي عن التراجع عن الانقلاب وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، كثير، وما أكثره، والفعل على الأرض محدود، ويتعارض مع أماني الشعب المعذب، وعذاباته غدت مضاعفة، إذ كان سببها واحداً هو الاحتلال، وبات معذباً من سببين هما الاحتلال والانقسام معاً.
ملّ الفلسطينيون من الجلسات واللقاءات والواسطات، والحل يكمن في غزة ورام الله، وعبر وسيلة واحدة وعنوان واحد، لا غيره هو الانتخابات، فالانتخابات أساس الشرعية ومصدرها وأداتها، ولا وسيلة ولا ادعاء بامتلاك الشرعية دون انتخابات، رئاسية وتشريعية وبلدية.
لقد انتهت ولاية الرئيس، مثلما انتهت ولاية المجلس التشريعي، وباتا بلا شرعية حقيقية، بعد أن فقد موقع الرئيس وموقع المجلس التشريعي ولايتهما، وعليهما أن يحتكما إلى صندوق الاقتراع لتجديد شرعيتهما وولايتهما، إذا كانا حقاً يحترمان مصدر شرعيتهما وهو شعب الضفة والقدس والقطاع، الذي منحهما الشرعية والسلطة ومؤسسة صنع القرار.
الرئيس أبو مازن يتحدث غير مرة، على أنه لن يرشح نفسه لولاية أخرى، وهي بادرة يفترض بحركة حماس أن تلتقطها وتعمل على توظيفها لمصلحة تعزيز مكانتها، فالرئيس لن يترشح لأكثر من سبب بعضه اختياري وبعضه الآخر لدوافع خارجة عن إرادته تتمثل بما يلي:
أولاً ـ لأن متطلبات الرئاسة متعبة واستحقاقاتها قاسية، لرجل كان معروفاً عنه الترفع عن المناصب والمواقع، وكان يعمل على صناعة الحدث والتأثير على صنع القرار دون التقدم لإبراز دوره وموقعه في مصدر صنع القرار في فترة الرئيس الراحل ياسر عرفات.
ثانياً ـ يتوسل إنهاء ولايته، وقد أعاد للمؤسسة الفلسطينية وحدتها، بعد أن تم الانقلاب والانقسام، وغياب الوحدة في عهده، ولذلك لديه رغبة جامحة في إنهاء تداعيات ما جرى في حزيران 2007، ليبقى ما أنجزه في كانون الثاني 2006 هو العنوان، فقد سجل أن في عهده جرت الانتخابات التشريعية الثانية، التي تتباهى حركة حماس بأنها كانت شفافة ونزيهة، وحققت من خلالها الأغلبية البرلمانية، وحقيقة الأمر أن هذه الانتخابات جرت في عهد أبو مازن وحركة فتح والأجهزة الأمنية التي انقلبت عليها وضدها حركة حماس، وحققت من خلالها الأغلبية وسلّم بنتائجها الرئيس أبو مازن، وعليه؛ كلف إسماعيل هنية باعتباره زعيم الأغلبية، تشكيلَ الحكومة الانفرادية الأولى، والحكومة الائتلافية الثانية قبل الانقلاب، ولهذا يُسجل للرجل أنه سلّم بالنتائج ورضخ لإفرازات صناديق الاقتراع واحترم خلاصاتها، وتعامل معها، ومع نتائجها بروح من المسؤولية الوطنية بصرف النظر عن اتفاقه أو خلافه مع حركة حماس.
ثالثاً ـ أنه يدرك أن ثورة الربيع العربي التي أطاحت بقيادات لا تقل أهمية عنه إن لم تزد من حسني مبارك وزين العابدين بن علي وعلي عبد الله صالح ومعمر القذافي، لم تصمد في مواقعها لفقدانها الشرعية المنبثقة من صناديق الاقتراع، وهو لا يستطيع البقاء دون هذه الشرعية ودون تجديدها سواء له أو لغيره، وهذا ما يجب أن تفهمه وتعيه حركة حماس وتدفع ثمن استحقاقه، فالقيادات التي سقطت أيضاً كان لها تاريخ سياسي مشرف، فحسني مبارك كان أحد أبطال أكتوبر، ومعمر القذافي محرر ليبيا من القواعد الأميركية، وزين العابدين بن علي أبو العصرية والحداثة، وعلي عبد الله صالح موحد اليمن، ولكنهم غاصوا في الذاتية، واللون الواحد، ورفض الآخر، وافتقدوا إلى شرعية صندوق الاقتراع فحصل ما حصل لهم، ومعهم.
رابعاً ـ يدرك أبو مازن مدى صلابة وتطرف وعنجهية وعنصرية المجتمع الإسرائيلي وانعكاس ذلك على حكوماتها، وهذا يحتاج إلى برنامج وطني طويل الأمد لزعزعة وتماسك المجتمع الإسرائيلي وقوته واختراقه والعمل على كسب انحيازات من بين صفوفه لعدالة المطالب الفلسطينية وشرعيتها، مثلما يحتاج لبرنامج يهدف لتعرية السياسات الإسرائيلية وكشفها وعزلها، وهو هدف وتطلعات لا يملك ترف الوقت لانتظارها، مع الاستيطان وتهويد القدس وأسرلة الغور وجعل الأرض الفلسطينية طاردة لأهلها، والرئيس أبو مازن لم يعد رئيساً لشعب يحتاج لهذا البرنامج فقط، بل أصبح خبيراً في المسألتين:
أولاهما ـ في اختراق المجتمع الإسرائيلي.
وثانيتهما: في كسب الرأي العام العالمي لصالح قضية شعبه وعدالتها. ومع ذلك فعامل الوقت ليس لصالحه.
عوامل عديدة تحتاج لصياغة الوحدة الفلسطينية على أساس العوامل الثلاثة: وحدة البرنامج ووحدة المؤسسة ووحدة الأدوات الكفاحية لمواجهة العدو المتفوق، ولذلك يعي أبو مازن واقعه ويحترم نفسه ليترك الموقع والمسؤولية لغيره؛ لعله يقدم نموذجاً أمام شعبه الذي يستحق قيادات توازي تضحياته وبسالته وصموده، فلكل زمن قيادات ورجال، وقيادات الشعب الفلسطيني المستقبلية يجب أن يفرزها الواقع المعاش في الضفة والقدس والقطاع، وهي قيادات الغد المتأتية من نتائج صناديق الاقتراع كما يحصل لدى العدو نفسه، فإذا كانت القيادات الإسرائيلية تتجدد عبر صناديق الاقتراع، فالشعب الفلسطيني لا يملك خياراً آخر سوى تجديد قياداته عبر الوسيلة الديمقراطية نفسها وعبر انحيازات الناخبين ونتائج صناديق الاقتراع، ولا طريق آخر.
هل تبدأ عملية «بناء المؤسسات»؟
بقلم: عدلي صادق عن الحياة الجديدة
هناك فتور لافت، في حماسة الحكومات العربية وبعض الأقطار الإسلامية، حيال فلسطين ممثلة في قيادتها الشرعية. وعند إمعان النظر، في أسباب هذا الفتور، يمكن لواحدنا أن يلحظ نوعين من الأسباب، أولاها موضوعي يتعلق بأحوال داخلية في هذه البلدان. وتقع ضمن هذا الموضوعي ـ وربما لا تقع ـ الضغوط الأمريكية في الاتجاه المضاد. أما النوع الآخر فهو أسباب ذاتية تتعلق بنا وبصورتنا أمام الأمم، وحتى بلغتنا وبعشوائية سياستنا، ولن يفيد إنكارها، ولا القفز عن أعراضها الضارة، مثلما لا يفيد تجاهل كون الآخرين يعلمون بها.
ربما تكون هناك مبالغة في تقدير حجم الضغوط الأمريكية على العرب لكي يمتنعوا عن مساندتنا. هذا إن لم تكن هناك أي ضغوط أصلاً. وعندما نؤكد على وجود ضغوط، فإن المراد هو تسخين الفاترين وإحراجهم. !
على مر سنوات، ظللنا معلقين في الهواء ننتظر جواب «حماس» على عروض التصالح. كل شيء توقف، وليته ظل على حاله، وإنما ككل شيء مهمل، يبلى مع الزمن. ولا نعلم ما هو الذي عندنا، من مؤسسات أو وزارات فاعلة، نبهر بها شعبنا الذي ستسعده الوحدة الوطنية، ونبهر وسطاء المصالحة، ونقول لهم إن هذا هو مستوانا الذي يليق بالشرعية، وإن هذا هو ما أعددناه في الزمن الصعب؟!
كلما كنا ننتقد زائراً لحكومة الانقلاب في غزة، سواء كان موتوراً أو بريئاً، وعاتبناه على خطوة تمس بالتمثيل الفلسطيني؛ كان الحظ وأدب الزائرين وتحفظهم، هو الذي يحمينا من الحرج الشديد لو رد الزائر بأي سؤال عن أوضاعنا ومؤسساتنا، أو عن أدائنا العام، أو عن احترامنا نحن لتمثيلنا في بلاده؟
الحركة على خط الاتصال السياسي الدولي لم تتوقف. هي وحدها التي لم تتجمد، وإن كانت تفتقر الى العمل المؤسسي، والى توسيع دائرة التشاور، والى مراعاة التنوع المطلوب في الكفاءات والاختصاص، وتوظيف قدرات الكادر، وتفعيل الإدارات، وتنمية الثقافة الوطنية، والتركيز على مناقب العمل الوطني العام. لقد استمر تحرك القيادة الفلسطينية في الخط السياسي، مقتصراً على رأس الهرم ورجلين أو ثلاثة، حتى بات ينُسب الفضل في المساعدة على بلوغ ما بلغناه، في الأمم المتحدة؛ الى دبلوماسية القضية وزخمها التلقائي، من حيث هي ذات حيثيات معلومة لدى الأمم، وليس الى دبلوماسية فلسطينية، تضطلع بها مؤسسة للخارجية، تكون وضعت خططها وهيأت كادرها وشبكة بعثاتها، ووطدت إداراتها وكرّست ضوابطها، وأنفذت القانون على القاصر والعاجز والفاسد والزائد عن الحاجة وذي السوابق، وقدمت النـزيه والمقتدر والمتحصل على مؤهلات ومهارات العمل في المكان والزمان الذي يلائمه، أو أحاطت نفسها ـ على الأقل ـ علماً بالناس، ورفعت مستوى معرفتها بمن يتواجدون ويعملون أو يتواجدون ولا يعملون!
لم يحن بعد، وقت التعرض تفصيلاً، لأمراض بُنية السلطة، ولا لفاجعة غياب الأطر التي تراقب وتحاسب وتحسم، ناهيك عن غياب إطار بديل للمجلس التشريعي المعطل، يؤدي مهام الرقابة وسن القوانين، ويضع النقاط على الحروف!
لم يحن الوقت، لأننا ما زلنا نأمل أن يتاح لنا، في أي إطار للحوار الداخلي، أن نطرح ما عندنا، وأن نحظى بالبديهي والطبيعي مما نحتاج عليه كأصحاب قضية محاصرة وكمناضلين يواجهون ما هو شائك وصعب من المهام؛ وهو أن تتسع قاعدة إدارة السياسة، لكي تشمل عناصر عالية التأهيل، متنوعة الاختصاصات، وحتى متنوعة المواقف والرؤى!
لقد تحدث الرئيس أبو مازن، بعد رفع مستوى تمثيلنا في الأمم المتحدة، عن بناء عاجل أو ضروري للمؤسسات. وفي الحقيقة، نحن في أمس الحاجة الى عملية بناء تقوم عليها وحدة الكيانية الفلسطينية وليس العكس. الآن يصح التساؤل: متى وكيف تبدأ عملية بناء هذه المؤسسات؟ إن كان الجواب المُضمر ان البناء سيكون بعد المصالحة، أي بعد الجمع بين شطرين يعلم واحدهما كل عيوب الآخر، فيا ليتنا نسمع هذا الجواب، لكي نعلق عليه بعد أن «نرقع» بالصوت!
الاضرابات .. تطرح مصالح المواطن
بقلم: موفق مطر عن الحياة الجديدة
نخشى أن البعض يسعى لأخذ دور البطولة على حساب حاجة الموظفين المعيشية والحياتية ( الراتب ) عبر استخدام غير متوازن للحقوق المشروعة المكفولة بالقانون للمواطنين، فمهام النقابات لا تقتصر على المطالبة بحقوق العاملين في القطاع الذي تمثله النقابة وحسب بل يتعداه الى التفكير والتخطيط والحوار والعمل من اجل رفع مكانة القطاع الذي تمثله أولا في اطار عملية بناء داخلية وطنية شاملة بخطوط متوازية بمشاركة المنظمات غير الحكومية كرديف لبرنامج الحكومة للارتقاء بمستوى البلاد ومصالح المواطنين باعتبار أننا ما زلنا في مرحلة حركة تحرر وطني،حتى وان كنا نملك مؤسسات على شاكلة مؤسسات دولة مستقلة ذات سيادة .
لا بد من الاقرار أن حقوق العاملين والموظفين مصانة في مواد القانون الأساسي، ومنها حق الاضراب.. لكن الظروف الموضوعية والواقعية والمعطيات المادية تحتم على المسؤولين في النقابة أخذ الأزمة المالية وتوصيف مواضع الخلل، والحوار مع الحكومة بقصد المعالجة، والتقييم والتصويب، بمنطق المصلحة العامة، ليس لشريحة من الشعب تمثلها النقابة وحسب، بل يتعداها للحفاظ على مصالح كل المواطنين، والسير في اجراءات عملية تحفظ حق الموظف، والمواطن على حد سواء، اذ يجب ألا ننسى أن الشعب يدفع الضرائب للموظف ليقدم له الخدمات في المؤسسات والمرافق الحكومية، فتعطيل العمل في المؤسسات الحكومية بواقع 50% من ايام العمل لا نراه حقا مشروعا ينسجم مع حق الاضراب المكفول بالقانون، خاصة وان الخاسر الأكبر هو المواطن الواقع بين سندان الحصار المالي والسياسي ومطرقة تعطيل مصالحه اليومية، ولعمرنا انه اي ( المواطن) ضحية حسابات خاطئة ومشكلة بنيوية لدى البعض في نقابة الموظفين، وسياسة الحكومة المالية، اذ لا يجوز لعضو قيادي في النقابة التشهير بأسماء اشخاص، مهما كانت المبررات، فسبيل القضاء مفتوح طالما ان النقابة مقتنعة أن هنالك تجاوزات ومخالفات للقانون، أما استغلال رغبة معظم شرائح الجمهور بالتلذذ والمتعة عند الاستماع الى مثل هذه الاتهامات عبر وسائل الاعلام، واستخدامها كمواد حارقة وورقة للانتقام الشخصي، فهذا ليس من قيم العمل النقابي، وبالتوازي لا يجوز للحكومة التوقف عن مراجعة سياستها المالية، فهي قد مضت بخطوات جريئة، وعليها المضي حتى وان اقتضى الامر مراجعة قوانين الخدمة المدنية والعسكرية، خاصة وأننا جميعا في مرحلة تحول نوعي في الصراع مع مشروع الاحتلال الاستيطاني، اذ تبيح لنا هذه المرحلة تقديس حق المواطن، لكن ذلك لايعني تقديس نصوص قوانين و( سنّة واعراف مالية ) نعلم كلنا عمق وسعة الفجوة التي نتجت عنها بين الموظفين الكبار والصغار، فنحن نخشى من تحول مشكلة بنيوية الى «صراع « يفرغ مؤسساتنا الوطنية من مبدا الالتزام الوطني في العمل والالتزام بنصوص قوانين العمل، فحالة التعطيل والاضرابات المتتالية ستضعف مداخيل مؤسسات الحكومة، فيبدو الموظف بسبب الدفع الخاطئ في أحيان وظروف معينة من مسؤولي النقابة كمساهم ( وهو لم يقصد ذلك ) في عملية تردي وانهيار المشروع الوطني القائم على مؤسسات دولة فلسطينية مستقلة اخذت بالأمس القريب مقعدها في الأمم المتحدة بصفة مراقب.
لا مجال اثناء عملية البناء لوطني لرؤى أو تعاملات او مواقف شخصانية، فهذه العقلية مدمرة ولا تساهم بخلق مقومات صمود ومقاومة شعبية سلمية، فالثغرات الداخلية عندنا كالفجوات في السدود ترابية، سرعان ما تنهار وتتوسع وتنجرف زاد الضغط الداخلي والخارجي عن حدود الاحتمال .. لماذا يتحمل الموظفون العسكريون، فهم يعانون كما الموظفين المدنيين ؟!
يبقى سؤال مهم : هل عمل الموظف في الأيام والظروف العادية سبع ساعات بالتمام والكمال عندما كان صرف المخصصات والرواتب منتظما ؟! .. وباتجاه آخر لماذا لم تحاسب الحكومة موظفين كبارا وصغارا لم يوفوا العمل حقه بمعيار الانتاج، فهذا التراخي أدى الى انخراط شريحة لا بأس بها من الموظفين في « بحبوحة الراحة « بحجة الاضراب، فالموظف من هذه الشريحة سيتذرع بالالتزام بتعليمات الاطار النقابي، فيما الملتزم المؤمن بأخلاقيات ومناقبية العمل على اسس وطنية يضيع في متاهات الاستجابة للضمير الوطني أو الانخراط في اضرابات خلعت اضراس المواطن، لكنها لم تؤثر بشيء على آكلي الحصرم العرب والعجم.
فتحاويات
بقلم: حمزة ابراهيم زقوت عن جريدة الصباح
تتناول هذه الحلقة المرحلة الثالثة (1965 م – 1970 م ) من زاوية إرتباطها بالوعي الفلسطيني ومراحل تطور النضال الفلسطيني ، حيث بدأت حركة فتح إنطلاقتها المسلحة في الاول من يناير عام 1965 م في العمق الصهيوني ، وكانت عملية عيلبون أول عملية عسكرية في العمق الصهيوني ،فكانت الشرارة الاولى للثورة المسلحة ،الثورة الفلسطينية المعاصرة ، فبدأت الإتهامات والتشكيك برجال العاصفة من عدة أطراف فلسطينية وعدد من الدول العربية ، وبدأ رجالات العاصفة الفتحاوية يتعرضون للملاحقة والإعتقال من بعض الإنظمة العربية ، ولكن رجالات العاصفة بالأرض المحتلة جعلوا من العمل المسلح ظاهرة تمرد على كل واقع الخمول والتنظير النظري لكل الاحزاب العربية عامة ، والمحيطة بفلسطين خاصة ، وأثبت رجال العاصفة أن أسطورة المناعة الصهيونية ..... ما هي إلا خرافة تتحطم بضربات رجال العاصفة .
وبذلك أعطت فتح إجابات لكل الإسئلة الحائرة والمشككة ، أثبتت ان العمل داخل الارض المحتلة ممكن ،فبدأت ساحة العمل الفلسطيني في دول الطوق والأرض المحتلة تغرق بكثرة بالتنظيمات المسلحة الموالية للأنظمة العربية حتى تبقى الورقة الفلسطينية بيد هذه الأنظمة ، وتعددت شعارات القتال ، وتعددت البلاغات العسكرية ، مما هدد هذا الوضع الحالة الفلسطينية من جديد بالتشويش والبلبلة ، فرفعت فتح شعار اللقاء فوق أرض المعركة ، وإنتهت هذه المحطة من هذه المرحلة بإندلاع حرب حزيران عام 1967 م ، وإحتلال العدو الصهيوني بقية الأراضي الفلسطينية وسيناء والجولان السورية .
دخلت فتح مرحلة بناء الخلايا السرية المسلحة في الإراضي الفلسطينية تحت الإحتلال بعد نكسة 1967م لمواصلة المقاومة المسلحة ،وتأجيج المقاومة الشعبية بكافة أشكالها ،وبعد ان انجزت على أرض الواقع بهذا الاتجاه بدأت تعمل بشكل موازي خارج فلسطين بما يخدم العمل في الداخل الفلسطيني ، وما يخدم مواجهه العدو الصهيوني على الحدود على إعتبار ان الثورة الفلسطينية طليعة الأمة العربية في مواجهة الكيان الصهيوني ، وليس بديلاً عنها ، فانتقلت فتح والثورة الفلسطينية من قاعدة الحماية في سوريا الى قاعدة الإرتكاز في الأردن حيث التضاريس الطبيعية التي تخدم أي عمل ثوري ،وكأطول حدود عربية مع فلسطين ، وكذلك الطبيعة الديمغرافية والجماهيرية في الأردن التي تخدم فتح والثورة الفلسطينية .
ومع تصاعد الهجمات الفدائية من الحدود الأردنية الفلسطينية ، وفي العمق الصهيوني من كافة الإتجاهات المحيطة بفلسطين ، وبالعمق الصهيوني ، وتصاعد وتعاظم الإلتفاف الجماهيري حول الثورة ، وخاصة في الأردن ......قرر العدو الصهيوني تصفية مرتكزات الثورة في مخيم الكرامة في مارس عام 1968 م، وفشلت إسرائيل في تحقيق هذا الهجوم سياسياً وعسكرياً ، وكان النصر في معركة الكرامة أول نصر عربي على الكيان الصهيوني بعد هزيمة النكسة 1967 م، وبذلك سقطت مقولة الجيش الذي لا يقهر ، وإعتبرت الكرامة كحرب مواجهه محدودة تطور نوعي للمقاتل الفلسطيني الذي كان يعتمد على الكر والفر في عمله الفدائي العسكري ، كما أعتبر الإنتصار في معركة الكرامة كأول إنتصار بعد هزيمة النكسة 1967 م شهادة على صحة ومصدقية إنطلاقة حركة فتح المسلحة في الأول من يناير 1965 م وإذا تأخرت حركة فتح عن إنطلاقتها للثورة الفلسطينية المعاصرة سبعة عشر عاماً بعد النكبة 1948 م إلا ان انطلاقتها الوطنية والعقائدية كانت تلبي الطموحات الوطنية والعقائدية والدينية للشعب العربي والفلسطيني ، بينما تأخر الاخوان المسلمين في المشاركة في العمل الوطني الفلسطيني أربعون عاماً ، حيث بدأوا بالمشاركة والإنخراط بالعمل الوطني الفلسطيني في النصف الاول لعام 1988 م (الانتفاضة الأولى ) بعد إنطلاقتها بستة أشهر في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م ،حيث اعلن الزعيم الفلسطيني الشهيد الخالد فينا ياسر عرفات (منتصف نوفمبر 1988 م إعلان دولة فلسطين في الجزائر كهدف لإنتفاضة الشعب الفلسطيني )، حيث أمضوا عقدين من الزمن في ملاحقة حكم جمال عبد الناصر حتى نكسة عام 1967 م ، وعقدين من العمل الدعوي في قطاع غزة ، وحتى لايبقوا خارج سياق التاريخ الفلسطيني لم يكن امامهم الا ان يشاركوا بعد ستة أشهر من بداية الانتفاضة الأولى 1988 م بعد مشاورات ومداولات داخلية عميقة في صفوف الاخوان المسلمين بقطاع غزة ، ومن هذا التاريخ بداء العمل الوطني للإخوان المسلمين في فلسطين ، وان جذورهم جاءت من سياق الاخوان المسلمين في مصر الذي اساسها الامام الفاضل : حسن البنا .
عرف القادة المؤسسين ان البعض يري في الثورة التي فجرتها فتح مغامرة ، ولاأحد يتصور دور الثورة في معركة التحرير ، وما امكانات هذه الثورة ، فمنطق الحوادث والتاريخ الذي يسير جيوش الإحتلال والغزو ، وما يحدث بعد ذلك من إنتفاضات وثورات متكررة ، يؤكد أنه لابد من وجود ثورة في فلسطين ، لنتحمل مسئوليتنا بين الشعوب التي تتطلع الى حياة أفضل .
وهكذا جاءت إنطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني بعد سنوات من البناء والتكوين في الأول من يناير عام 1965م كحتمية تاريخية ، وليس نتيجة لإرادة فرد أو مجموعة من الأفراد ، وما إرادة الفراد إلا إستجابة لهذه الحتمية التاريخية للثورة لحاجة شعبنا الفلسطيني لهذه الثورة بعد إغتصاب فلسطين ومقدستها وتشريد شعبها .
فليكتب التاريخ بحروف من ذهب ونور ويتغنى كل الشعب الفلسطيني بكل فخر وإعتزاز بالقادة المؤسسين للثورة الفلسطينية المعاصرة ،...المؤسسين لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الذين إستجابت إرادتهم الحرة مع حاجة شعبهم ووطنهم وللحتمية التاريخية للثورة.
ومضة: مطلوب رئيس وزراء!
بقلم: د. صبري صيدم عن وكالة وفا
لم يتصل احد هاتفيا لتهنئه نتينياهو بفوزه الانتخابي الهزيل، وربما لن يتصل أحد أبدا حتى بعد التكليف الرسمي بتشكيل الحكومة من قبل رئيس دولة الاحتلال خاصة بعد خطاب الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي أمام العشاء اليهودي السنوي قبل أيام.
إسرائيل تتجه نحو العزلة وعليها التفكير خارج أسوار المدينة التي صنفها كتاب التوراة بالعصية- أريحا.. هكذا وبتجرد وبشكل صادم خرج الرئيس الفرنسي السابق عن صمته أمام مضيفيه لينتقم للعالم الذي ضاق ذرعا بالاحتلال ولينتقم لشخصه من نتينياهو الذي قال فيه بأنه قد سبق وأن أساء إليه وأثر سلبا على حملته الانتخابية.
وماذا يا ترى عن أوباما أيضاً وحملته الانتخابية؟ ومن الذي أشقاه في مسعاه للعودة للبيت الأبيض فحرض عليه وآزر خصمه وحارب مع أنصاره ليقف في وجه ترشيح الرئيس الأمريكي لوزراء الخارجية والدفاع الجدد، ففاض كيل أوباما وخرج عن صمته ليقول في نتينياهو ما لم يقله جورج واشنطن وبنجامين فرانكلين وبوش الأب ذات يوم متململا من عدم معرفة حكومة إسرائيل كما قال بمصلحتها.
وفي خضم التيه الذي تعيشه إسرائيل خاصة بعد نتيجة انتخاباتها الأخيرة التي لم تفرز فائزا مقنعا بل أفرزت حديثاً عن انتخابات جديدة، عادت إسرائيل للبحث في مكانتها العلمية عن رئيس وزراء مقنع أكثر جدارة في قدراته على المراوغة والمناورة والابتزاز ودرء مخاطر عزلة إسرائيل، فربما تكون إسرائيل لم تجد سوى شارون!
فتداعى العلماء الإسرائيليون في مشهد اقرب إلى الطرفة لبحث سبل تنشيط الخلايا الدماغية الحية للميت الحي شاورن من خلال تقنية تمكنهم وحسب الإعلام الإسرائيلي من تحديد الخلايا الدماغية الحية وتشجيع تلك الخلايا على النشاط والتكاثر بصورة يجري الاستعاضة بها عن الخلايا الميتة فيعود دماغ شارون المعطوب للعمل.
إذا إسرائيل تفتش عن رئيس وزراء فبدأت تحارب إرادة الخالق وتستخدم مصطلح 'إحياء شارون' وهو ذات المصطلح الذي نشره الإعلام الإسرائيلي هذا الأسبوع. فهل تبحث دولة الاحتلال عن رئيس وزراء معاد تدويره لعدم قناعتها بلبيد وحيموفيتش وموفاز وليفني ونفتالي بينيت والمأزوم ليبرمان ولكون نتينياهو سيصبح بعنجهيته جسرا يوصل دولة الاحتلال للعزلة؟
على العموم إذا لم ينجح علماء إسرائيل في إنعاش شارون فربما سنرى إعلانا في الصحف العبرية عنوانه: مطلوب رئيس وزراء!
ربيع فلسطين القادم...المقاومة الشعبية تزرع والعمل السياسي يحصد
بقلم: منتصر جرّار عن وكالة معا
في الفترة التي تتألق فيها الدبلوماسية الفلسطينية عالميا والمتمثلة باحراج الاحتلال الاسرائيلي ووضعه بالزاوية عن طريق التوجه للمؤسسات الدولية لنيل حقوق شعبنا ، تنطلق المقاومة الشعبية الفلسطينية بتالق اخر عن طريق اقامة المبادرات والقرى الافتراضية لمنع المخططات الاستيطانية النازية ،وتثبيت الهوية الفلسطينية بطريقة سلمية رائعة تساند هذا الجهد السياسي .وبنفس الوقت تظهر للعالم مدى عنجهية وغطرسة الاحتلال الاسرائيلي في التعامل مع مثل هذه المبادرات والمسيرات المدنية السلمية .
ولكن ما اثار دهشتي هو ما يقال هنا وهناك عن هذا النوع من المقاومة بانه استسلاما او خنوعا لارادة الاحتلال الاسرائيلي ! وانا برايي الشخصي انا هذا النوع من النضال لا يقل اهمية عن المقاومة المسلحة ، بل انه الاجدى في هذا الوقت !
ان تصفحنا صفحات التاريخ وقرأنا تجارب الشعوب ، لوجدنا أن كل القادة الساسيين والمفكرين بمختلف مجالاتهم ، أكدوا على أن المقاومة السلمية هي من أهم وأعظم أشكال النضال ، والتي حققت الحرية والاستقلال للشعوب المحتلة بأقل عدد ممكن من الضحايا لأن الهدف من الكفاح ليس نزيف الدم وايقاع الخسائر في الشعب سواء اجتماعيا او اقتصاديا او ثقافيا .
يتمثل النضال السلمي بعدة اشكال منها المتمثلة بوجود شعبنا على نقاط التماس مع الاحتلال الاسرائيلي مثل المواقع المحاذية للجدار العنصري،
والمناطق المحاذية للمستوطنات الاسرائيلية ، ويتمثل النوع الاخر من هذا النضال فيما يحصل من المساهمة والمساعدة في بناء المدارس والمراكز والمنشآت الحياتية ، ويأتي هذا النضال لتثبيت صمود شعبنا في مختلف أماكن تواجده وخاصة المسماه (بالمناطق سي )، فعدد المستوطنين في هذه المناطق يفوق ثلاث اضعاف عدد الفلسطينين، فبمثل هذه الخطوات يشكل أهم مقومات الصمود .
اليوم يجب انضمام كل شرائح الشعب وفئاته بغض النظر عن الانتماء السياسي والجنس ، لان المقاومة الشعبية ليست حكرا على احد ،وغير مبرر عدم مشاركة هذا الفصيل او ذاك ، وعلينا ان نقدر أننا غير قادرين على تحقيق اي شيء في ظل الانقسام . وهناك قصص اثبتت نجاحها "كــ باب الهوا" في قرية بدرس في رام الله . فهذه القرية استطاع اهاليها الغاء بناء جدار الفصل العنصري على اراضيها نتيجة لوحدتهم واصرارهم وتخطيطهم الدوري لافشال مخطط الاحتلال ، ولربما العديد من ابناء شعبنا شاهد الفيلم الذي يتحدث عن نجاح المقاومة الشعبية في هذه القرية التي وقفت في وجه الاحتلال واحدة موحده بشيوخها ونسائها وشبابها واطفالها وبجميع فصائل العمل الوطني .
ان المبادرات الأخيرة لهي مبادرات رائعة ولكن ما نحتاجه الآن لانجاح هذه المبادرات هو الخروج بزخم جماهيري منظم ومرتب تحت قيادة وطنية واحدة وموحدة، هدفها الاساسي تثبيت الصمود واظهار همجية الاحتلال النازي أمام العالم . ويأتي هذا أيضا بدعوة كل المؤسسات الاعلامية العالمية لاظهار مدى غطرسة هذا الاحتلال في التعامل مع المسيرات المدنية السلمية وفضحها على فضائيات العالم . ومما يخطر ببالي هو عقد مؤتمرات دولية للمقاومة الشعبية بشكل دوري ومنظم وممنهج هدفه دعوة السياسيين واعضاء البرلمانات العالمية لزيارة فلسطين ومشاهدة ما يحصل على الارض ، بينما يكون الجهد الدبلماسي يعمل بكل توازي مع انجازات هذه المقاومة ، لكسب الراي العام العالمي سياسيا و شعبيا وهكذا نستطيع ان نحشر هذا الاحتلال النازي بالزاوية .
ان حق شعبنا الفلسطيني في مقاومة الاحتلال هو حق كفلته كل المواثيق الدولية ، ولن يتنازل هذا الشعب عن هذا الحق في الدفاع عن ارضه ونفسه امام الاعتداءات اليومية المتمثلة بالاستيطان وتكثيفه من جهة وممارسات قطعان المستوطنين من قطع طرق وقطع الاشجار والاستيلاء على الموارد وغيرها من التصرفات .
من هنا كان على شعبنا ايجاد الطريقة المناسبة لصد هذه الاعتداءات والتجاوزات ، فكانت المقاومة الشعبية هي الخيار الافضل للقيادة الفلسطينية .
واستطاع سيادة الاخ الرئيس ابو مازن رئيس دولة فلسطين تحقيق برنامجه السياسي الذي تبنى فكر الواقعية و الذي انتخبه الشعب الفلسطيني على اساسه وهو تبنيه للمقاومة الشعبية والتوجه للمحافل الدولية لنيل الحرية والاستقلال، وبدأت الانجازات وتألقت الدبلوماسية الفلسطينية في الفترة الاخيرة ، والتي كان على راسها الاعتراف القانوني بدولة فلسطين كدولة غير عضو بالامم المتحدة .
لقد اجمع العالم والجتمع الدولي على قبول برنامج الرئيس ابو مازن والذي يدعو لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس بالطرق السلمية النضالية سواء كان ذلك بالمقاومة الشعبية على الأرض او بالتوجه للمحافل الدولية ، بعد فشل المفاوضات مع الاحتلال الاسرائيلي وتعنته وتكثيف الاستيطان .
ان اطلاق الطاقات الهائلة للجماهير لمقاومة سياسات وممارسات الاحتلال ضد شعبنا وحقوقه وارضه ومقدساته الاسلامية والمسيحية يشكل مهمة اساسية لتحقيق اوسع مشاركة شعبية من كافة الشرائح والاحزاب لنيل الحرية والاستقلال .
في ذكرى " الهولوكوست " المزعومة
بقلم: غسان مصطفى الشامي عن وكالة PNN
برع اليهود في الترويج لما يسمونه " الهولوكوست " ففي كل عام ينظم الصهاينة احتفالات هنا وهناك لإحياء الذكرى المزعومة من خلال وقفات حداد وقراءة أسماء الضحايا وزيارات للنصب التذكاري في القدس المحتلة حتى أن الكنيست الصهيوني يخصص ساعات في الذكرى المزعومة للحديث عنها، وفي هذه الأيام يحيي الصهاينة الذكرى 68 لصناعة أسطورة " الهولوكوست " عبر تنظيم عدد من الفعاليات والنشاطات.
وقد استطاع اليهود من خلال الماكنة الدعائية الكاذبة تحقيق أهدافا كثيرة من وراء " الهولوكوست " كما أنهم يكرهون كل من يحاول البحث أو التنقيب في تاريخ " الهولوكوست " وافتراءات ومزاعم اليهود التي تقول " أن 6 ملايين يهودي قتلوا حرقا في معسكر الاعتقال النازي " أوشفيتز " Auschwitz في بولندا، على يد الزعيم النازي أدولف هتلر، حيث يعتبر معسكر أوشفيز من أكبر معسكرات الاعتقالات الذي أقامته ألمانيا النازية عام 1939م في المنطقة التي سيطرت عليها بعد اجتياح بولندا خلال الحرب العالمية الثانية ".
وقد تحققت الكثير من الأهداف لليهود بعد ترويج هذه الأكاذيب على العالم، وقاموا باستغلالها لجلب التعاطف لهم ومساعدتهم في إقامة كيان لهم على أرض فلسطين وقد تحقق هذا الحلم البغيض على جماجم وأشلاء أجدادنا، كما استطاع اليهود من خلال الأكاذيب جني الكثير من الأموال من أوروبا، فيما يطوف السياسيين الصهاينة بلدان العالم وهم يتحدثون عن هذه الأكاذيب، وما من رئيس أو زعيم يزور دولة الكيان الغاصب حتى تكون له وقفة أمام النصب التذكاري ''ياد فاشيم'' الذي أقامته " إسرائيل" في القدس المحتلة.
وأجمع الكثير من المؤرخين على بطلان وإنكار ما حدث مع اليهود في ألمانيا وتعرضهم للحرق في صهاريج الغاز، وتقول المؤرخة الألمانية " يوليانه فيتزل " التي تختص في البحث في هذه الظواهر " نحن لا نعرف كل شيء عن الهولوكست، فهناك قضايا عديدة بهذا الصدد حظيت إما باهتمام ضعيف أو أنها لم تصبح بعد موضوعاً للبحث، ويعود السبب في ذلك، جزئياً، إلى كون ملفات الأرشيف لم تفتح حتى الآن ".
كما كتب المؤرخ الصهيوني يهودا باور، مدير قسم الهولوكست في معهد دراسات اليهود في العصر الحديث التابع للجامعة العبرية، عن " الهولوكوست " قائلا أن الرقم ستة ملايين لا أساس له من الصحة و أن الرقم أقل من ذلك بكثير واستدل على ذلك بأن ضحايا معتقل أوشفيتس ( أكبر المعتقلات النازية ) كان حوالي 1.6 مليون شخص من اليهود وغير اليهود مبيننا أن اليهود لم يلقون حتفهم بسبب أفران الغاز فحسب ولكن أيضا بسبب الجوع والمرض والتعذيب والانتحار، وعندما زار القاضي الأمريكي ستيفن بيتر موقع داخاو ( أحد المعتقلات النازية ) لمعاينة المعتقلات وأماكن الإبادة النازية أكد أن عدد ضحايا النازية من اليهود لن يصل أبداٌ إلى المليون، كما أوضح أحد الكتاب " الإسرائيليين " أن الهولوكوست ما هي إلا عملية تلقين دعائية رسمية تمخضت عن شعارات وتصورات زائفة عن العالم، كما كشف الباحثون المراجعون زيف الأرقام التي تقدمها المؤسسات الصهيونية في الولايات المتحدة حول الذبح الخيالي لستة ملايين يهودي، وأوضح الكتّاب المراجعون كيف مات بضع مئات الآلاف من اليهود في الحرب العالمية الثانية كما مات غيرهم في حرب وصل عدد ضحاياها إلى خمس وأربعين مليون قتيل، منهم اثنين وعشرين مليون سوفياتي مثلا، ما عدا الجرحى والمشردين والمشوهين.
إن البحث في مزاعم وافتراءات اليهود في " الهولوكوست " كلف الكثير من المؤرخون حياتهم ودفعوا مقابل ذلك أثمانا باهظة لنشر الحقائق، وقد تعرض الكثير من المؤرخون الذين بحثوا في هذه القضية للاغتيال والطرد من أعمالهم في مراكز أبحاثهم وجامعاتهم، ودفع غرامات مجحفة، وحملات تشهير، وحصار اجتماعي، واضطهاد سياسي، كما تعرض أحد أكبر مؤرخي بريطانيا في العصر الحاضر ديفيد إرفنغ في كتابه (حروب هتلر) للاتهام والحبس بسبب نفى وجود غرف غاز استخدمتها القوات النازية في معسكر اعتقال، كما نفى وجود مذابح تعرض لها اليهود.
أمام براعة اليهود في ترويج الأراجيف والأكاذيب حول " الهولوكوست " .. أين نحن العرب وإعلامنا من فضح جرائم ومجازر اليهود بحق الشعب الفلسطيني .. أين نحن العرب من جرائم الصهاينة في صبرا وشاتيلا ودير ياسين وقانا وخانيونس وغزة وغيرها من المدن الفلسطينية.. أمام هذه المجازر الصهيونية ماذا فعل العرب من أجل فضح هذه الجرائم وكشف الحقد اليهودي بحق الإنسان والأرض والمقدسات في فلسطين ..