الثلاثاء
5/2/2013
أقلام وآراء من الصحف العبرية
دعوا السلاح يصل الى حزب الله أفضل من ان يقع في أيد غير مسؤولة
في هــــــذا الملف
دعوا السلاح يصل الى حزب الله أفضل من ان يقع في أيد غير مسؤولة
بقلم: شلومو غزيت،عن هآرتس
في هذه الجولة الملك عبدالله انتصر.. ولكن طريقه ليس مفروشا بالورود
بقلم: عوديد عيران ،عن نظرة عليا
تطهير في الغور
بقلم: أسرة التحرير،عن هأرتس
سقوط الطغاة: أكان حسنا؟
بقلم: زلمان شوفال ،عن اسرائيل اليوم
صدق الردع
بقلم: دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم
حكايات سورية
بقلم: عاموس جلبوع ،عن معاريف
تحالف على ايران
بقلم: افرايم هليفي ،عن يديعوت
بقلم: شلومو غزيت،عن هآرتس
هاجمت طائرات سلاح الجو الاسرائيلي، بحسب مصادر اجنبية، ودمرت قافلة سيارات كانت ترمي الى نقل سلاح حديث من سوريا الى حزب الله في لبنان. فاذا كانت هذه هي الحقائق حقا فانه بُت قرار في اسرائيل يقوم على القرص القديم الذي يرى ان سوريا بشار الاسد هي جزيرة استقرار أما لبنان حزب الله فهو العدو الذي ستحتاج اسرائيل الى مواجهته مرة اخرى في المستقبل غير البعيد.
اليكم عددا من الحقائق ينبغي أخذها في الحسبان:
ـ مر نحو من سبع سنوات على حرب لبنان الثانية وأصبحت الحدود اللبنانية من أكثر حدودنا هدوءا واستقرارا. وكل ذلك برغم الكلام المسموم الذي يُسمعنا إياه زعيم حزب الله حسن نصر الله عن اسرائيل والرغبة في تدميرها. وما يزال تأثير الردع الذي نشأ في الحرب على حاله بل ان هذا الرد قوي في السنين الاخيرة خاصة منذ تحولت منظمة حزب الله الى شريكة فاعلة في ادارة الدولة اللبنانية وهي تحرص أشد الحرص على ألا تلقي الدولة مرة اخرى في هرج الحرب ومرجها.
ـ إن الدولة اللبنانية خاصة التي عرفت حربا أهلية قاسية طويلة هي اليوم جزيرة استقرار وهدوء في العالم العربي الذي حولها. ولكل الجهات السياسية في بيروت هدف واضح فهي تسعى الى الابقاء على الهدوء والحفاظ على التوازن اللطيف بين الطوائف المختلفة وعلى اعادة بناء الدولة وعدم العودة الى الحرب.
ـ إن النظام القوي المستقر لعائلة الاسد الذي حكم دمشق وهو نظام عرفناه جيدا واعتمدنا على تصميمه على الوفاء باتفاق فصل القوات الذي وقع عليه في سنة 1994، إن هذا النظام قد اختفى ولم يعد موجودا. وليس من المهم اليوم هل يختفي الرئيس الاسد في الاسابيع القريبة أم في غضون بضعة اشهر أو في السنة التالية فسوريا اليوم في وضع اضطراب حكم ويتوقع ان تمر فترة طويلة الى ان ينشأ هناك استقرار وهدوء مرة اخرى.
ـ لن تكون الجهات السياسية التي ستوجد وراء الحدود في سوريا أقل عداءا لاسرائيل من حزب الله اللبناني، فلن تكون هناك سيطرة مركزية على مستودعات السلاح التي ستقع في أيديها.
ما لم يوجد حل سياسي يضمن نظاما مستقرا في سوريا، وما لم توجد لاسرائيل طريقة لنقل السيطرة على الوسائل القتالية الحديثة وغير التقليدية الموجودة اليوم في سوريا الى أيدٍ ذات مسؤولية فان الجواب واضح. عندنا اختياران فقط نختار منهما: فاما ان يبقى السلاح على ارض سوريا ويقع في أيدي العصابات المسلحة هناك التي لا تعتبر جميعا من محبات صهيون، وهي عصابات مسلحة ستكون موجودة في الجولان وراء خطوط اليوم؛ وإما ان ندع القوافل تنتقل الى لبنان وندع بشار الاسد يحقق خطته وهي إبعاد السلاح عن سوريا كي لا يقع فقط في أيدي قوات المتمردين التي تواجهه.
إن استنتاجي واضح وهو ان مصالح اسرائيل وبشار الاسد متشابهة لاسباب مختلفة تماما. فعلينا ان نبارك قوافل السلاح التي تخرج الى لبنان وان ندعها تمر في أمن. هذا هو السلوك الجديد وهو بعيد عن أن يكون مثاليا لكنه أفضل بلا شك من بديله.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
في هذه الجولة الملك عبدالله انتصر.. ولكن طريقه ليس مفروشا بالورود
بقلم: عوديد عيران ،عن نظرة عليا
لم تعط الانتخابات للبرلمان الاردني، التي انعقدت في 23 كانون الثاني 2013 جوابا قاطعا لا لبس له حول تأثير الانتفاضات في العالم العربي على موازين القوى الحقيقية في المملكة، بين المؤسسة برئاسة الملك، وبين المعارضة، وفي مركزها حركة الاخوان المسلمين. وواظب الطرفان على تمترسهما في مواقفهما الاولية: الملك باصراره على اجراء الانتخابات في اطار قانون الانتخابات الذي وافق على عناصره، والاخوان المسلمون بمقاطعة الانتخابات في ضوء رفض الحكم الاردني قبول مطالبهم.
ومع أن الملك عبدالله الثاني وافق في اثناء النقاش الجماهيري والبرلماني على عدة تغييرات الا ان معظمها كانت تجميلية وبالتأكيد ليست تغييرات يمكنها أن تقلص بشكل كبير من صلاحيات الملك. يخيل ان أهم هذه التعديلات هي اجراء انتخابات متوازية: الاولى، لـ 108 مقاعد (من اصل 150) في المحافظات الانتخابية المختلفة في الاردن وتوزيعها بطريقة تعطي أولوية للقوى التقليدية التي تؤيد النظام؛ والثانية، لـ 27 مقعدا في الانتخابات للقوائم على أساس قطري. الخمسة عشر مقعدا الاخرى خصصت للنساء. والنسبة بين عدد المنتخبين على اساس المحافظات واولئك المنتخبين على أساس قطري شكلت احدى بؤر الخلاف مع المعارضة ولا سيما مع 'الاخوان المسلمين' الذين قدروا، اغلب الظن، بان قوتهم اكبر على المستوى القطري. ولما كان الاخوان المسلمون قاطعوا الانتخابات فمن الصعب أن نقيس بدقة صحة التقدير. ومن جهة اخرى تجدر الاشارة الى ثلاثة معايير عددية، تشير الى تقدير زائد لقوتهم. ففي فرصتين مختلفتين حاولت المعارضة اخراج مؤيديها للتظاهر ضد اجراء الانتخابات. وفي المرة الاولى توقع المنظمون 50 الف شخص وفي نهاية المطاف لم يصل الا عشرة الاف متظاهر. وحتى لو افترضنا عددا مشابها منعته قوات الامن من الوصول فلا يزال عدد المتظاهرين أبعد من توقعات المنظمين ومن الهدف العددي الذي وضعوه لانفسهم. في مناسبة اخرى، في المظاهرة التي نظمت قبل ايام من الانتخابات (18 كانون الثاني 2013) في منطقة جبل الحسين في عمان، شارك نحو 2.000 متظاهر فقط، ومرة اخرى، هذا بعيد عن الـ 20 الف متظاهر الذين توقعهم المنظمون.
وكان الفشل الاكبر في عدم قدرة الاخوان المسلمين على التخفيض باكبر قدر ممكن للمشاركين في التصويت عمليا، رغم أن الحكم الاردني اعطاهم الاداة لتحقيق هذا الهدف. فحسب قانون الانتخابات، فقد كان من يرغب في أن ينفذ حقه في التصويت، ملزما بان يسجل نفسه قبل يوم الانتخابات. ومن أصل المستحقين سجل، رغم ضغط المعارضة، 70 في المائة، اي 2.3 مليون مواطن. وهذه نسبة عالية جدا بين السكان ممن أبدوا في الماضي مشاركة ادنى في الساحة السياسية.
في الانتخابات نفسها، 1.23 مليون نسمة فقط تغلبوا سواء على 'العائق' الاول من حيث التسجيل المسبق أم على مجرد الوصول الى صناديق الاقتراع. ولكن مشكوك أن يكون الاخوان المسلمون قادرين على أن يستخدموا معدل الـ 40 في المائة الذين اقترعوا عمليا من أصل 3 مليون مواطن اردني كان بوسعهم أن يقترعوا كي يتحدوا الانتخابات ونتائجها. فنتائج الانتخابات ايضا للمرشحين من القوائم القطرية تشير الى اشكالية معينة ولكن فيها أيضا لن يكون كافيا لتعزيز ادعاءات المعارضة. فـللسبعة وعشرين مقعدا وضعت للانتخابات على اساس قطري، تقدمت 61 قائمة. ثلاث منها فقط فازت بتمثيل في البرلمان الجديد. وحصلت القوائم التي فشلت على نحو ربع من اجمالي اصوات الناخبين اصوات 'ضائعة'. وينبغي الافتراض بان مزيدا من الاصلاحات في قوانين الاحزاب والانتخابات ستعالج ايضا مسألة القوائم القطرية، وذلك لانه في رؤياه يرى الملك عبدالله عددا أقل من الاحزاب، تعرض برامج شاملة لكل المسائل الاساس في المجتمع الاردني.
من اصل 27 مقعدا قطريا، فازت قائمة المركز الاسلامي بثلاث مقاعد ومع الـ 13 مقعدا التي فازت بها في المحافظات المختلفة، اصبحت جهة ذات مغزى مما يسمح لها بالمطالبة برئاسة البرلمان الجديد وكذا بدور في تحديد التوصيات التي ترفع للملك عن المرشح لرئاسة الحكومة. وعندما سئل الملك في مقابلة صحفية هل يمكنه أن يتعايش مع رئيس حكومة من 'الاخوان المسلمين' تملص من الاجابة المباشرة ووجه الصحفي الى أنه في مصر 12 في المائة فقط صوتوا للاخوان المسلمين واضاف أنه يرى ذلك تحديا لاعادة هذه الحركة الى دائرة الاصلاحات في الاردن. كما ألمح الملك بان بتقديره 12 في المائة من عموم المقترعين بالفعل يعكسون قوة الحركة في الاردن. في هذه المرحلة من الصراع الداخلي في الاردن بين الملك وقوى المعارضة كانت يد الملك هي العليا. مطالب المعارضة، التي لم تستجب كانت ستضيق صلاحياته. وقسم كبير من المجتمع الاردني، بشرائحه المختلفة، شارك في حملة الانتخابات على أساس قانون الانتخابات، الذي يقبل الملك عناصره. كما أن التوبيخات الطفيفة التي وجهها نحو 400 مراقب اجنبي، لم تكن تعزيزا هاما لادعاءات المعارضة في عدم صحة الانتخابات. كما أن دخول 19 امرأة الى البرلمان رقم قياسي في تاريخ الاردن سيعزز شرعية هذه الانتخابات في نظر المواطن الاردني.
ان استمرار الصراع بين الملك والمعارضة سيتم سواء في البرلمان، من جانب منتخبين لا يمثلون القوى التقليدية، العشائرية بالاساس، والتي لا تزال تحتفظ بقوتها في البرلمان الجديد ايضا، أم خارج البرلمان، في الساحة العامة. وقد تناول الملك عبدالله الثاني في كل تصريحاته العلنية الاصلاحات واعتبرها عملية مستمرة وانه سيكون عرضة للضغوط لتوسيعها.
ان استقرار النظام في الاردن منوط ليس فقط باللعبة السياسية الداخلية. فقسم من الانتقاد، ولا سيما من جانب المؤيدين التقليديين للبلاط الملكي، ينبع من الازمة الاقتصادية وهذه لن تجد حلها قريبا، ناهيك عن ان الحكومة الاردنية مطالبة بتقليص الدعم الحكومي كشرط لتلقي المساعدات من المؤسسات الدولية (منذ بضعة ايام تجري مظاهرات عفوية في المملكة ضمن امور اخرى على خلفية الازمة الاقتصادية). لقد تلقى الاردن وعودا بالمساعدات المالية من دول الخليج المنتجة للنفط ولكن حتى هذه المساعدات تصل ببطء، حيث في هذه الحالة تسعى الدول المانحة الى أن ترى بالذات ابطاء في وتيرة تبني وتطبيق الاصلاحات في موضوع النظام وتقليص صلاحياته.
التدفق الهائل للاجئين من سوريا، والذين يقدر عددهم باكثر من ثلاثمائة الف شخص، يخلق عبئا ثقيلا على المملكة الهاشمية وحتى المساعدات المالية التي تستهدف التخفيف من العبء عن الاردن لاستيعابهم لن تحل كل المشاكل ولا سيما اذا ما طال تواجد هؤلاء اللاجئين في الاردن.
ينبغي الافتراض بان فشل الاخوان المسلمين في مصر في تصدير حكمهم ومشاهد الصراع العنيف في سوريا ستكبح جماح القوى المعارضة في الاردن، ولكن طريق الملك ليس مفروشا بالورود.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
تطهير في الغور
بقلم: أسرة التحرير،عن هأرتس
حملة الهدم في شمال غور الاردن استمرت لنحو اسبوع. وكما أفادت عميرة هاس (هآرتس، 1/2)، بدأت في 17 كانون الثاني في الساعة السادسة والنصف صباحا، حين اخلت الجرافات والجيبات وفي جنود وممثلي الادارة المدنية 60 شخصا، بينهم 36 طفلا، وهدموا 46 خيمة ومبنى مؤقتا.
32 خيمة طوارئ نقلها الصليب الاحمر ومنظمات الاغاثة الاخرى الى السكان في أعقاب الهدم، صودرت بين يومين من ذلك. وفحص الجنود كل سيارة كانت في المكان للتأكد من أنها لا تحمل عتادا انسانيا، وسكبت الماء من الناقلات.
سبب الهدم المعلن هو بشكل عام 'تدريبات عسكرية'. في 2012 أمر الجيش الاسرائيلي ثماني مرات 17 تجمعا سكانيا للرعاة والمزارعين بالمغادرة المؤقتة لخيامهم لهذا السبب. ولكن رغم أن ميادين النار تشكل منذ الان 45.7 في المائة من اراضي غور الاردن، فان اسرائيل لا تكتفي بذلك: 20 في المائة من المنطقة اعلنت كمحمية طبيعية؛ مئات الاف الالغام زرعت في المنطقة؛ 2.500 دونم فلحها مزارعون فلسطينيون، وضعت اليد عليها من أجل جدار الفصل. وبالاجمال، فانه من أصل مساحة 1.6 مليون دونم في الغور استولت اسرائيل على 1.25 مليون دونم (77.5 في المائة) دخول الفلسطينيين اليها محظور. كل هذا، بينما في ذات المناطق بالضبط تعيش بهدوء وسكينة مستوطنات اسرائيلية، غير مطالبة بالاخلاء.
ان النشاط الوحشي الذي يقوم به الجيش الاسرائيلي والادارة المدنية والذي فضلا عن هدم الخيام يتضمن ايضا التنكيل الشديد لكل ما يتعلق بالوصول الى المياه هو جزء من تنفيذ ثابت لسياسة وطنية في اساسها الرغبة في اقتلاع تجمعات سكانية فلسطينية كاملة من المنطقة ج ونقلها الى المنطقة أ. وفي رغبتها في تطهير نقاط استراتيجية في الضفة الغربية (جنوب جبل الخليل، منطقة الخان الاحمر وشمالي الغور) من السكان الفلسطينيين، تحيق اسرائيل ظلما شديدا بعشرات التجمعات السكانية القديمة من الكادحين، الذين يعملون لاجل نيل رزقهم في الزراعة ورعاية الاغنام.
فضلا عن حقيقة أن هذه السياسة وحشية وغير انسانية، تتناقض وكل مبدأ ديمقراطي وانساني، فان هذا السلوك يثبت بان دعوة بنيامين نتنياهو محمود عباس الى استئناف المفاوضات ليس سوى ذر للرماد في العيون.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
سقوط الطغاة: أكان حسنا؟
بقلم: زلمان شوفال ،عن اسرائيل اليوم
لم ينسَ العالم الى الآن لوكربي والعمليات الارهابية في برلين واماكن اخرى التي وقع عليها معمر القذافي. لكن اذا نظرنا الى الخلف رأينا ان طاغية طرابلس كان على حق حينما زعم انه هو وجيشه اللذان صدا الاسلاميين في أجزاء كبيرة من شمال افريقيا ومركزها.
في الاسبوع الماضي كتب المحلل الدبلوماسي لصحيفة 'واشنطن بوست'، ديفيد اغنشيوس، قائلا: 'كانت ليبيا تحت حكم القذافي دكتاتورية قمع حقا لكن اجهزتها الاستخبارية منعت ارهابيي القاعدة من العمل في الدولة أو استعمالها بمثابة ممر الى اماكن اخرى'. وقد جاء الارهابيون الاسلاميون الذين هاجموا منشأة الغاز في الجزائر ونفذوا مذبحة هناك من ارض ليبيا ايضا. بعد سقوط القذافي بدأت كميات السلاح الضخمة التي جمعها تنتقل الى كل مكان والى العصابات المسلحة الارهابية في صحراء سهارى والى سيناء والى حماس بالطبع. وحاول الامريكيون في البدء وحلفاؤهم في اوروبا اقناع أنفسهم بأن ليبيا حدثت فيها ثورة ديمقراطية الى أن فتحت التطورات على الارض وقتل السفير الامريكي وتهديد سفراء غربيين آخرين أعينهم (من العجيب ان الاستخبارات الامريكية لم تسأل نفسها لماذا أيدت إمارة قطر المعروفة بعلاقاتها الطيبة بجهات أصولية، المتمردين بهذا القدر. إن جهات استخبارية فرنسية تتهم قطر بصراحة اليوم بتقديم مساعدة الى الاسلاميين في شمال مالي).
يبدو انه في حين كان نظر واشنطن متجها في السنين الاخيرة نحو اسامة بن لادن وحده تقريبا والقاعدة وشركائها في افغانستان، نشأت 'افغانستان' جديدة في اراضي المغرب والسهل (والسهل هو المنطقة الخصبة شمال سهارى تُستعمل قاعدة عمل للجهات الارهابية المختلفة التي يتصل أكثرها بالقاعدة على نحو ما).
ونقول بالمناسبة انه يمكن ان نجد آثارا لتقديرات الامريكيين الاستخبارية الخطأ في هذا السياق لا في الاخفاق في بنغازي فقط بل في الموقف الذي عبر عنه تشاك هيغل مرشح الرئيس اوباما لمنصب وزير الدفاع قبل بضع سنوات ورأى ان الارهاب الاسلامي هو نتاج مشكلات اجتماعية واقتصادية وذلك من غير ان يتطرق ألبتة الى القوة التي تُحرك الجهاديين (وهو ما قد يُفسر توجهه المزدوج القيم نحو حماس وحزب الله).
إن ما يزيد في الصعوبة الاستخبارية عند الولايات المتحدة أكثر هو الربيع العربي الذي يمكن ان نعد في نتائجه تنحية كثير من اجهزة استخبارات النظم السابقة واضعاف مكافحة الارهاب الاسلامي بسبب ذلك.
أهناك صلة بين ما كان في ليبيا وما يحدث اليوم في سوريا؟ نعم بقدر ما، فالحديث في الحالتين عن نظم استبداد علمانية في ماهيتها، وفيهما معا جبهة غير موحدة من جهات سياسية وأصولية وطائفية عملت أو تعمل على اسقاطهما. وهناك خط وصل آخر وهو ان للدولتين مخزونا عظيما من السلاح (وهو في حال سوريا غير تقليدي ايضا) وقوعه في أيدٍ ارهابية هو تغيير أساسي في المعادلة الاستراتيجية والجغرافية السياسية الاقليمية بل أكثر من ذلك. وفي ليبيا تدخل الغرب مؤيدا للمتمردين من غير ان ينتبه الى طبيعتهم بسبب مصالح النفط لا بسبب الشوق الى الديمقراطية. أما فيما يتعلق بسوريا فلا توجد مصالح كهذه ولهذا لا يتدخل الغرب لكنه لا يستطيع برغم ذلك ان يكون غير مكترث لما يحدث هناك: وسواء أبقي نظام الاسد (وهو ما لا يبدو في الأمد البعيد) أم هُزم فان النتائج المحتملة يجب ان تقلق الغرب واسرائيل ايضا بالطبع.
إن النظام السوري الحالي هو من ألد أعداء اسرائيل ولهذا فانه الحليف الرئيس لايران وهو أنبوب مدد رئيس لحزب الله. ومع ذلك فان انتصار المتمردين على الاسد الذي يبدو شبه محقق سيكون منفذا الى سيطرة زاحفة للجهاديين. ينبغي ان نأمل ان تكون الولايات المتحدة تعلمت الدرس من ليبيا وألا تطور أوهاما تتعلق بامكانية الديمقراطية في سوريا. وعلى كل حال يبدو أنها تحصر عنايتها اليوم، بالتعاون مع اسرائيل اذا حكمنا بحسب أنباء منشورة اجنبية في جُهد احباط الوسائل القتالية الأشد خطرا الموجودة في سوريا بقدر المستطاع، وأن تمنع على كل حال وقواعها في أيدي حزب الله أو جهات ارهابية اخرى. وما لم تُستكمل هذه المهمات فستظل اسرائيل حارسة يقظة وستعمل وقت الحاجة ايضا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
صدق الردع
بقلم: دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم
ليس المقطع المهم من كلام اهود باراك في ميونيخ هو الاشارة العرئضة الى ان اسرائيل نفذت الهجوم الجوي في سوريا لاحباط نقل سلاح الى حزب الله في لبنان، بل تأكيد انه يجب على العالم ان ينظر الى الحكومة باعتبارها عاملا صادقا. أراد كثيرون ان يجدوا في كلامه تصديقا للاوصاف المنسوبة الى مصادر اجنبية، لكن وزير الدفاع الذي يقف على شفا اعتزال وضع اصبعه على الشأن الرئيس وهو بناء صورة عن اسرائيل بأنها دولة تُصر على رأيها.
إن جميع الجهات في الميدان تستغل الحادثة لتدفع الى الأمام بشؤونها السياسية. حينما يُحذر وزير الخارجية التركي، احمد داود اوغلو، من ان بلاده لن تُمكّن من المس بدولة مسلمة ويسأل لماذا تأخر رد البغيض الى نفسه بشار الاسد؛ وحينما أسرع رجب طيب اردوغان الى الانضمام الى التنديد باسرائيل أصبح كل شيء سياسيا، لكنه ليس سياسيا فقط. فالدول المعادية تريد أن تقوي الحبل السياسي الذي يخنق اسرائيل.
إن النضال لمواجهة انتقال السلاح السوري الى حزب الله في لبنان هو عن الصدق بقدر لا يقل عن المس بحرية عمل سلاح الجو الاسرائيلي في سماء لبنان مع توجيه النظر الى ما يجري في سوريا.
وفي هذا السياق تثور ايضا احتمالات لا يوجد فيها شيء حقيقي لأنه لا يخطر بالبال ان تتعدى اسرائيل خطوط وقف اطلاق النار التي صيغت في حزيران 1974 بينها وبين سوريا وتجتاح الدولة المجاورة كي تنشيء منطقة فاصلة أمنية. إن كثيرين في العالم يرون ان هضبة الجولان هي منطقة فاصلة وان استيلاء اسرائيل عليها اشكالي بصورة مميزة، ولن تجد أي تأييد دولي لتوسيعها نحو دمشق. وستعزز اسرائيل حمايتها للجدار الذي هو علامة انتهاء المنطقة التي تسيطر عليها في هضبة الجولان لكنها لن تُبيح لنفسها أن تنقله شرقا.
إن مشكلة الصدق السياسي العسكري هي ان الطرف المعادي يستطيع ان يمتحنه دائما. فالاسد يستطيع ان يحزم في حزمة واحدة اسلحة 'تكسر التعادل' أو اسلحة تشوش على حرية عمل الجيش الاسرائيلي ويضطر الحكومة الى الاجتماع ليلا ونهارا كي تقرر أتختار في الظروف السياسية الخطيرة الاصرار على رأيها ومهاجمة القافلة وتجد نفسها في مواجهة مباشرة مع دول مثل تركيا. وسيصبح الوضع من مرة الى مرة ومن هجوم الى هجوم أكثر قابلية للانفجار.
لكن اسرائيل لا تستطيع التخلي عن موقفها. لأنها اذا لم تُظهر الصِدق في قضية منع انتقال سلاح سوري خطير الى لبنان فسيتم الاضرار بردعها في مجالات اخرى في الميدان ايضا. إن لحن الهجوم الاسرائيلي على رزم السلاح المحظور ناشز لكن لا مناص. وكما قيل: لا يمكن وقف هذا اللحن وإن لم يكن يطيب للأذن.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
حكايات سورية
بقلم: عاموس جلبوع ،عن معاريف
في عطلة نهاية الاسبوع انشغلوا عندنا بالغارة الاسرائيلية (حسب مصادر غير اسرائيلية) في سوريا وآثارها. ولكن ماذا حصل وأين حصل؟ عن هذا نشرت عدة روايات. احداها، ان اسرائيل هاجمت قافلة نقلت من سوريا الى لبنان (الى حزب الله) صواريخ مضادة للطائرات روسية متطورة للغاية من طراز SA17 وربما سلاح متطور آخر، وكان موقع الهجوم على مقربة من الحدود السورية اللبنانية. ونفت سوريا وحزب الله بشدة هذه الرواية. وقالت رواية اخرى ان الهجوم كان ضد مركز بحث علمي سوري قرب دمشق. هذه هي الرواية الرسمية السورية. وفي شكواها الى الامم المتحدة قالت سوريا ان طائرات اسرائيلية قصفت هذه المنشأة بمساعدة 'الثوار'، وأن اسرائيل عمليا هي القوة التي تحرك كل اعمال الارهاب للثوار الارهابيين.
يوم السبت الماضي نشر التلفزيون السوري صورا لمبنى خرب والى جانبه سيارات محروقة وادعى بان هذا هو المكان الذي قصفته الطائرات الاسرائيلية. وبشكل طبيعي تبنت ايران هذه الرواية وشرعت بالتهديد، وكذا الجامعة العربية (تلك التي عندنا يتوقون لادارة مفاوضات سياسية معها) سارعت الى شجب اسرائيل على 'هجومها الوحشي'.
وبالطبع فان معظم وسائل الاعلام الاسرائيلية، بجملة عارفيها ومحلليها، تبنت الرواية وقررت بان هذه هي المنطقة الاولى التي تتدخل فيها اسرائيل في الحرب الاهلية في سوريا.
وتقول الرواية الثالثة ان الروايتين صحيحتان وان اسرائيل هاجمت القافلة والمركز على حد سواء. بل وتوجد رواية فرعية اخرى، سخيفة برأيي، بموجبها كانت القافلة التي قصفت داخل معسكر المركز. وتبنت وسائل الاعلام العالمية والاسرائيلية بحرارة هذه الروايات.
إذن ما الذي حصل حقا؟ اي رواية هي الصحيحة؟ لا يوجد عندي أي معلومات مصداقة، ولكن العقل السليم يحركني لان اقدر بان ما حصل هو أن اسرائيل هاجمت قافلة، حسب الرواية أ، ولم تهاجم أي مركز بحث قرب دمشق، وكل القصص عن الهجوم على المركز عارية عن الصحة، ثمرة مصنع الاكاذيب في نظام الاسد.
لهذا النظام، الذي تقصف طائراته كل يوم مدن سوريا وتجعلها خرائب وهو لا يزال يدعي بان كل هذا من أفعال 'الارهابيين' توجد مصلحة لتلفيق هجوم اسرائيلي في محاولة بذلك لتحسين مكانته في الحرب الاهلية. فلو هاجمت اسرائيل المنشأة حقا، فان المنطق يستدعي أن يكون الى جانب شكوى سوريا الى الامم المتحدة ان تطلب من مراقب الامم المتحدة الوصول للتأكد من الشكوى. ولكنها لم تفعل ذلك. الصور التي نشرها التلفزيون السوري هي نكتة مثيرة للضحك، تذكر بصورة القرد الايراني الذي زعم أنه اطلق الى الفضاء، وعندما 'عاد' رأينا صورة قرد آخر.
ليس لاسرائيل اي مصلحة في مهاجمة أي منشأة قرب دمشق ليست له اي اهمية استراتيجية استثنائية في سياق السلاح الكيميائي، بل وأن تكون حقا متدخلة في الحرب الاهلية اللبنانية. ولكن توجد لها مصلحة امنية من الدرجة الاولى لمنع حزب الله من اقتناء قدرات عسكرية فيها ما يمس ويعرض للخطر حرية العمل الجوي لاسرائيل في سماء لبنان أو منح حزب الله قدرات تدميرية بعيدة المدى ودقيقة. لقد قالت اسرائيل ذلك في الماضي وبهذا فقد رسمت 'خطا أحمر'.
وهي لم ترسم خطوطا حمراء لكل عشرات الاف الصواريخ التي تدفقت من سوريا الى لبنان (الثمار الاساس لنتائج حرب لبنان الثانية) إذ لم يكن أي معنى لذلك. اما الان، فحسب مصادر غير اسرائيلية، وضعت سوريا وحزب الله قيد الاختبار التصميم الاسرائيلي في الوقوف خلف 'الخط الاحمر' الذي رسمته. واسرائيل نجحت في الاختبار، هاجمت ودمرت. هذا ردع في أفضل صوره.
إذن باسم كل هذه المصادر، تستحق القيادة الاسرائيلية المقررة، الاستخبارات والقيادة التنفيذية كل الاحترام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
تحالف على ايران
بقلم: افرايم هليفي ،عن يديعوت
يشهد الاسبوع الاخير في سوريا ولبنان ببدء مرحلة جديدة من الازمة التي مركزها دمشق. اضاع الوسطاء من قبل الامين العام للامم المتحدة والجامعة العربية شهورا طويلة بتصور ان حل الازمة يقتضي ان تشارك ايران في الاجراءات الى جانب دول اخرى في المنطقة. وقد أيدت روسيا هذا التوجه من البدء أما الولايات المتحدة فعارضته. وأخذ يتضح في هذه الايام ان ايران هي اللاعبة المركزية التي تُخلد المشكلة.
إن ايران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحارب قواتها على ارض سوريا. وهي ترى سوريا دولة ترعاها ولهذا أعلنت في الاسبوع الاخير أنها سترى كل هجوم من جهة اجنبية على سوريا هجوما على ايران. وكلما زادت طهران في تطرف تصريحاتها الحربية زادت تعلقها بنظام الاسد وربطت مصيرها بمصيره. وليست لها رجعة عن ذلك كما ليس لحليفها اللبناني حزب الله رجعة عنه.
إن كل يوم قتال قاس لوحدات حرس الثورة ووحدات قوة القدس مع محاربي حزب الله للمعارضة السورية على اختلاف فصائلها يضائل احتمال ان يستطيع الايرانيون في المستقبل الاستمرار في التمسك بالارض السورية اذا سقط بشار الاسد. إن ايران تحارب حربها من اجل مستقبل مكانتها في الشرق الاوسط على ظهر السكان السوريين ومستقبلها في الشرق الاوسط متعلق بمصير المعركة الحالية. سيكون للبعد الدولي للازمة السورية وبخاصة علاقة الولايات المتحدة وروسيا بما يحدث، سيكون بلا شك وزن مهم في صوغ نتيجة المعركة النهائية.
إن لموسكو ولواشنطن شبكة تقديرات ومشكلات تؤثر في مواقفهما المبدئية وفي سياستهما العملية. وليس لروسيا اليوم سيطرة كاملة على مرعيها الاسد الذي يحارب حرب انسحاب عن وجود نظامه وعن بقائه الشخصي. وقد كثرت الخطوات التي خطاها أو التي قدّر أن يخطوها والتي تعارض ارادة القيادة الروسية وفي مقدمتها حرية استعماله للسلاح الذي أُعطي له بسخاء طوال سنين ويشمل هذا الآونة الاخيرة. وتوجد علامات اولى على ان روسيا تخطو خطوات أخذت تكثر وإن تكن حذرة للاستعداد للفترة التي تلي سقوط مرعيها في دمشق.
وفي مقابل هذا تزيد الولايات المتحدة على الدوام مشاركتها في الازمة وتحاول في خلال ذلك الامتناع عن خطوات تدهورها نحو قتال على ارض سوريا أو في مجالها الجوي. وليست العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا حسنة على العموم في هذه الفترة؛ فهل تقتضيهما ضرورات الازمة السورية التوصل الى تفاهم وتعاون على هذه القضية؟ سنعرف هذا قريبا.
اسرائيل ليست مشاركة في الحرب الأهلية السورية وفي القتال الايراني على ارض هذه الدولة. وكانت تفضل من البدء ومن جميع الجهات ألا تنشب هذه المعركة وأن تستمر في التمتع بالهدوء النموذجي الذي ميز الواقع على طول خط الفصل الذي تقرر بين الدولتين في أعقاب حرب يوم الغفران قبل نحو من اربعين سنة، ولهذا أظهرت ضبطا للنفس في اعمالها وتقليلا من تصريحاتها الرسمية ايضا.
إن الشيء المشترك اليوم بين جميع جارات سوريا تركيا والعراق والاردن واسرائيل ولبنان والى جانبها جميع دول الخليج ومنها العربية السعودية، ومصر ايضا هو ان احتلال ايران وحزب الله لسوريا يعارض المصلحة الاستراتيجية لكل واحدة منها ولجميعها معا، وان من الحيوي السعي الى وضع حد لهذا الوضع. وهذه مصلحة واضحة ايضا للولايات المتحدة وروسيا ودول اوروبا جميعا. لم ينشأ قط تحالف مدهش قوي كهذا في مواجهة ايران وفي موضوع محدد بهذا القدر. وقد أصبح ضمان الانجاز المطلوب هو التحدي الفوري لقيادة اسرائيل واستراتيجيتها في الأمد القريب المباشر.
حينما يزول الحبل الخانق الايراني حول عنق دمشق، واذا زال فقط، سيبدأ عصر جديد واعد في الشرق الاوسط. وستتنفس كل الدول التي ذكرتها الصعداء. وهذا في متناول اليد..
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
