اقلام وآراء
(261)
الأحد
10/2/2013
مختارات من اعلام حماس
أقلام وآراء (261)
- مجدداً.. حرث فلسطيني في البحر الأميركي
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، نقولا ناصر
- فشل الاحتلال في "قص العشب" الأخضر
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، إياد القرا
- كل الأردن فلسطين
المركز الفلسطيني للإعلالم ،،، د. فايز أبو شمالة
- أصاب نبيل عمرو
فلسطين الآن ،،،، ابراهيم المدهون
- ضحايا الانقسام والصحافة المُضطهدة
فلسطين الآن ،،، مجدولين حسونة
مجدداً.. حرث فلسطيني في البحر الأميركي
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، نقولا ناصر
أعلن البيت الأبيض الأميركي يوم الثلاثاء الماضي أن الرئيس باراك أوباما قد اختار دولة الاحتلال الإسرائيلي لأول زيارة خارجية يقوم بها في ولايته الثانية، وستكون هذه أول زيارة رئاسية رسمية لدولة الاحتلال خلال ولايتيه الأولى والثانية، وكما يقول المثل الشعبي العربي فإن "المكتوب يقرأ من عنوانه"، لذلك سوف تكون رام الله وعمان، الأكثر اهتماما في المنطقة باستئناف "عملية السلام" الفلسطينية – الإسرائيلية، مجرد محطتي "توقف" على "هامش" زيارته بينما لن تكون هذه العملية في رأس القضايا "العاجلة" التي سوف تأتي به إلى المنطقة، فـ"نحن نتوقع أن تكون إيران وسورية هي القضايا الرئيسية" لما وصف ب"زيارة عمل" لأوباما لن ترافقه فيها أسرته كما قال الناطق باسمه جاي كارني.
وذكرت تقارير إخبارية أن زيارة أوباما سوف تشمل أيضا مصر والعربية السعودية وتركيا، لكن كارني لم يؤكد إلا زيارته لدولة الاحتلال و"توقفين" له مع الرئاسة الفلسطينية وفي العاصمة الأردنية.
ويبدد قرار أوباما بأن تكون دولة الاحتلال أول بلد يزوره في مستهل ولايته الثانية كل الأوهام العربية التي بنيت على الأنباء التي راجت سابقا عن خلافات بينه وبين رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ليتحول لقاء الرجلين المرتقب عمليا، في حال صحت تلك الأنباء، إلى اجتماع "مصالحة" سوف يعززها ما سوف يتفق عليه الرجلان حيال "القضايا العاجلة" في إيران وسورية.
قالت مصادر فلسطينية لصحيفة الايندبندنت البريطانية يوم الثلاثاء الماضي إن "اجتماعات أسبوعية" تجري بين كبير مفاوضي منظمة التحرير صائب عريقات ونظيره الإسرائيلي اسحق مولخو، ربما تمهيدا لقمة ثلاثية يستضيفها أوباما أثناء زيارته مع نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، على ذمة نائب وزير خارجية دولة الاحتلال داني ايالون الذي اضاف لإذاعة جيش الاحتلال أنه "متأكد" من أن "جهودا تبذل الآن لترتيب اجتماع كهذا".
وقالت القناة العاشرة الإسرائيلية إن الولايات المتحدة كانت "تضغط" من أجل استئناف المحادثات الثنائية "من دون شروط". وقال نائب نتنياهو سيلفان شالوم إن زيارة أوباما سوف تركز على أولويتين "الأولى" منهما "استئناف عملية السلام" والثانية "بناء "ائتلاف اقليمي ضد إيران وشركائها".
وتبدو هذه التوقعات الإسرائيلية متناقضة في الظاهر مع الموقف الأميركي المعلن بخصوص الزيارة، فالمتحدث باسم البيت الأبيض كارني قال إن زيارة أوباما "لن تركز على مقترحات محددة لعملية السلام في الشرق الأوسط"، لأن "ذلك ليس هدف هذه الزيارة"، ونفى أن يكون أوباما يحمل معه "خطة سلام جديدة"، بينما خفض السفير الأميركي لدى دولة الاحتلال دان شابيرو من سقف أي توقعات فلسطينية بهذا الشأن بقوله: "لا يوجد أي شك في أن تجديد المفاوضات لا يزال هدفا، لكن ليس من المحتمل أن يحدث أثناء زيارة واحدة"، وأضاف أن أوباما "لن يتقدم بأي طلبات محددة خلال زيارته المقبلة"، مضيفا ان أوباما "يأتي للتشاور" مع نتنياهو وعباس "ولم تقدم لا شروط ولا مطالب".
وإذا صدقت التوقعات الإسرائيلية بانعقاد قمة ثلاثية، فإن انعقادها لن يعدو كونه مناورة علاقات عامة تحسن صورة أوباما أمام الرأي العام الأميركي وغير الأميركي الذي سجل عليه فشله الذريع في الوفاء بوعوده التي أعلنها بشأن "عملية السلام" في مستهل ولايته الأولى، ولن يتمخض عنها على الأرجح ما "تأمله" قيادة منظمة التحرير الفلسطينية منها، ربما باستثناء رشوتها بمساهمة أميركية في حل أزمة ميزانية السلطة للسنة المالية 2013 كثمن للقاء عباس – نتنياهو برعاية أوباما.
وبالرغم من الموقف الأميركي المعلن بشأن مكانة "عملية السلام" على جدول أعمال زيارة أوباما، أعرب المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية عن "الأمل" في أن تكون زيارته للمنطقة "بداية سياسة أميركية جديدة" تقود إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وأعربت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي عن "أمل" مماثل في أن تكون الزيارة "مؤشرا إلى جدية النية" الأميركية في "الانخراط" بطريقة "ايجابية وبناءة" من أجل "إنهاء الاحتلال الإسرائيلي"، وهو ما يرقى إلى بيع الشعب الفلسطيني آمالا خادعة توهمه بوجود ما يدعو إلى التفاؤل ب"توقف" أوباما للقاء الرئيس عباس، ويرقى إلى التضليل الإعلامي بغض النظر عن حسن النوايا وما تقتضيه اللغة الدبلوماسية.
فكلاهما وغيرهما من قيادات منظمة التحرير يتجاهلون أن كلمات "إنهاء الاحتلال الإسرائيلي" لا وجود لها في القاموس الأميركي، ولم ترد في قاموس إدارة أوباما الأولى والثانية، ولم ترد كذلك أبدا في تصريحات كبار مسؤولي إدارة أوباما عن زيارته المرتقبة وزيارة وزير خارجيته الجديد جون كيري خلال أسبوعين، للإعداد لزيارة رئيسه، فبالنسبة لصانع القرار الأميركي المصاب بالاسهال في الحديث عن "السلام" العربي مع دولة الاحتلال يوجد انفصام كامل بين "السلام" وبين "إنهاء الاحتلال"، لكن "مجاراة" منظمة التحرير وقياداتها لهذه المعادلة الأميركية شجعت الإدارات الأميركية المتعاقبة على الاعتقاد بأنها هي المعادلة الفلسطينية أيضا.
ومع ذلك تستعد الرئاسة الفلسطينية لاستقبال أوباما في إصرار مستهجن على الاستمرار في "الحرث في البحر" الأميركي، متناسية عدم دعوة ممثل الرئيس عباس لحفل تنصيب أوباما الشهر الماضي بحجة "خطأ بروتوكولي"، ومتجاهلة معارضته لاعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين، ورفضه الاعتراف بهذه الدولة، والعقوبات التي فرضتها إدارته على السلطة الفلسطينية لأنها طلبت ذلك الاعتراف، ناهيك عن تجاهل حقيقة أن الدعم الأميركي للاحتلال ودولته في المقابل قد حول الولايات المتحدة عمليا إلى شريك للاحتلال الإسرائيلي.
ومن الواضح أنه ليس في جعبة أوباما ولا في جعبة مضيفيه في دولة الاحتلال ما يلبي الحد الأدنى من "الآمال" السلمية للرئاسة الفلسطينية، وبالتالي فإنه لا جدوى لا في استقبال أوباما ولا في قمة ثلاثية تنعقد برعايته مع نتنياهو، خصوصا وأن إنشغال الرئاسة وقيادة منظمة التحرير في التحضير لزيارته وقبل ذلك في استقبال وزير خارجيته والإعداد لاستقبالهما مع "الفرق الأمنية" الأميركية الموجودة الآن في الضفة الغربية للتحضير للزيارتين لن يترك لهما أي وقت لمتابعة ما هو أكثر جدوى من استحقاقات تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية، وهو ما يرجح تأجيل تنفيذ هذا الاتفاق إلى ما بعد الزيارتين!
قد لا يكون من الواقعية ولا من الدبلوماسية رفض استقبال أوباما، في الأقل لأنه زعيم القوة التي كانت إلى ما قبل فترة وجيزة هي القوة الأعظم الوحيدة المنفردة بصنع القرار الدولي، ولأن مفاوض منظمة التحرير لا يمكن مقارنته كذلك بقيادة هوشي منه للثورة الفيتنامية التي حطمت كل ما هو متعارف عليه من مفاهيم "الواقعية" وتصدت للقوة الأميركية وهزمتها، غير أنه سيكون من الواقعي والدبلوماسي تماما رفض الاستجابة لأي طلب أميركي بعقد أي لقاء ثلاثي أم ثنائي مع نتنياهو وحكومته ودولته وبأي استئناف للمفاوضات معهم "من دون شروط"، فمثل هذا النهج كان هو المسؤول الأول، قبل نتنياهو، عن إجهاض حلم قيادة منظمة التحرير في "حل الدولتين" الذي حولته إلى "المشروع الوطني الفلسطيني".
فشل الاحتلال في "قص العشب" الأخضر
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، إياد القرا
أعاد الاحتلال حملته ضد المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، وتحديدًا حركة المقاومة الإسلامية "حماس"؛ بهدف الحد من قدرتها على إعادة ترميم صفوفها وبنيتها التحتية, خاصة بعد التحرك الجماهيري النشط والواضح في أعقاب ما حققته من إنجاز في المواجهة الأخيرة مع الاحتلال في "حجارة السجيل".
الاحتلال (الإسرائيلي) يبذل جهدًا واضحًا للحد من نمو أو إعادة تحرك المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية, التي شهدت في الأيام الأخيرة حملة اعتقالات ممنهجة, استهدفت قيادات وازنة من حركة حماس, بينهم نواب ووزراء سابقون وقيادات ميدانية، وأطلق عليها الاحتلال حملة قص العشب, ويتضح من التسمية أنها ترمي إلى منع نمو نشاط حركة حماس في الضفة.
الحملة ترافقت هي وتصريحات لقيادات (إسرائيلية) سياسية وأمنية تصف الأوضاع في الضفة بأنها تحت "البارود", وأن انهيار السلطة مسألة وقت، وأن سيطرة حركة حماس على الضفة الغربية أمر وارد.
المقصود هنا ليست السيطرة العسكرية أو الأمنية, بل السيطرة الجماهيرية، وهي كلمة حق يراد بها باطل، ويرمي من ورائها الاحتلال إلى تحريض السلطة الفلسطينية في رام الله ضد أي تحرك لحركة حماس في الضفة الغربية, وتصويره على أنه ضد السلطة الفلسطينية؛ من أجل إفشال أي جهد فلسطيني لإتمام المصالحة الداخلية, والهدف الثاني للاحتلال تبرير عدوانه وجرائمه.
في الواقع يدرك الاحتلال أن حركة حماس حركة جماهيرية متجذرة في الواقع الفلسطيني، وتستطيع أن تتعامل مع الظروف كافة, وكما وصفها مسؤولون (إسرائيليون) إنها مثل الوسادة أو الضابط، كلما عرضت لضربات عادت كما هي، إن لم يكن أفضل.
النتيجة التي توصل لها الاحتلال أن سياسته مع المقاومة _سواء في الضفة الغربية أم قطاع غزة_ فاشلة وستفشل؛ لاعتبارات فلسطينية ترتبط بالمقاومة وعلاقتها مع محيطها، ففي قطاع غزة تمكنت المقاومة من فرض معادلة الرعب بعد معادلة الردع, وإن حرب عام ٢٠٠٨-٢٠٠٩م فشلت في تحقيق نتائج العدو، والفشل نفسه تحقق للعدو, إن لم يكن أقصى, في عام ٢٠١٢م، إذ عُريت الجبهة الداخلية (الإسرائيلية) بفعل صواريخ المقاومة وتكتيكاتها وبراعتهـــــا في إدارة المواجهة, والنقلة النوعية, منذ عام ٢٠٠٥م حتى اليوم.
الاحتلال لن يتمكن من قص العشب الأخضر في الضفة الغربية؛ لأن الحملة السابقة التي كانت بالاسم نفسه فشلت, إذ استهدفت قيادات وعناصر حركة حماس في الجامعات والمؤسسات, لكن تمكن عناصر الحركة بعد كل هذه الاعتداءات والملاحقة والمطاردة من تنظيم احتفالات انطلاقة حركة حماس, بل خرجت تحتفل بنصرهـــــا في غزة, وأفشلت حملة قص العشب, إن لم تكن قد استعادت عافيتها سريعًا, وأصبحت أقوى وأكثر صلابة من ذي قبل, وزادت لديها القدرة على المبادرة في التحرك الشعبي لمواجهة الاحتلال, والوقوف أمام مشروعه الاستيطاني, ويظهر ذلك جليًّا من خلال التحركات الجماهيرية الواسعة ضد المشاريع الاستيطانية, وإنشاء القرى الرمزية لفضح الاحتلال, وهي تنتقل رويدًا رويدًا لإيجاد بيئة ناضجة للمقاومة المسلحة, إذ يظهر ذلك من خلال بعض النشاطات, مثل إطلاق نار بين الفينة والأخرى ضد قطعان المستوطنين.
الواقع الاقتصادي المزري في الضفة الغربية الناتج عن الاحتلال وتغوله في الأرض الفلسطينية، وسط ضعف واضح للسلطة هناك, التي تعاني أصلًا من أزمات اقتصادية متتالية, وتراجع واضح في موقفها السياسي, واهتزاز الأوضاع الأمنية؛ يساهم في فشل أي حملة احتلالية ضد المقاومة وبنيتها التحتية, وإن استهداف قيادات المقاومة مآله الفشل, بل سيشجع المقاومة على تطوير أساليبها.
كل الأردن فلسطين
المركز الفلسطيني للإعلالم ،،، د. فايز أبو شمالة
في الأردن شعب عربي يذوب عشقاً بفلسطين؛ كل فلسطين التاريخية التي قدحتها حوافر الخيل، فالعربي الأردني الأبي المنتمي يخجل أن يتخلى، ويرتجف حين يعترف للصهاينة بجزء من وطنه فلسطين، ويحتقر كل من يختزل أرض فلسطين بشعبها الفلسطيني فقط، ويرفض أن يحشرها قصراً ضمن أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة فقط.
وفي فلسطين صهاينة يكدون ويجتهدون لتغيير الحقائق، وتزييف التاريخ، صهاينة ينفقون بسخاء لشراء النفوس، يضخون المال مباشرة في الجيوب، أو من خلال منظمات إنسانية، أو جمعيات خيرية، أو مؤسسات تحمل مسميات ثقافية، وجوائز دولية تصدرها الأمم المتحدة، لن يكون أخرها جائزة أفضل رسم كاريكاتيري منشور للعام 2012، تحت رعاية رسام الكاريكاتير الأمريكي الجنسية، اليهودي "رعنان لوري".
وفي بلاد العرب فنان مبدع اسمه ناصر الجعفري، فاز بالجائزة التي اعلنت عنها الامم المتحدة لأفضل رسم كاريكاتير سياسي منشور للعام 2012، ولكن بعد التدقيق في أوراق الجائزة، تبين للمبدع ناصر الجعفري أن الجائزة التي تحمل اسم وشعار الأمم المتحدة، والتي وقع عليها أمينها العام، ونخبة من السفراء والسياسيين، تحمل ايضا رعاية رسام الكاريكاتير الامريكي الجنسية اليهودي رعنان لوري؛ الذي عمل قبل حصوله على الجنسية الامريكية كضابط احتياط في جيش الاحتلال الاسرائيلي.
كتب ناصر الجعفري في مدونته: أعتذر عن قبول هذه الجائزة، وفي الوقت الذي اعتبرت فيه الجائزة تكريما لفن الكاريكاتير، إلا ان التكريم تكسر عند اسم وشخص راعي الجائزة! فكيف لمن تلطخت يداه بدماء عربية أن يقيم عملاً ينتقد بشدة ما يرتكبه النظام السوري بحق شعبه، إن راعي الجائزة والنظام السوري متساويان في إراقة الدماء، وظلم الانسان، ومن منطلق إيماني بعدالة القضية الفلسطينية، اربأ بنفسي عن قبول جائزة لها اي اتصال بالكيان الصهيوني المحتل الغاصب. رسام الكاريكاتير / ناصر الجعفري عمان / الاردن / 9/1/2013
فما أروع الأردن العربي حين يكرم الأوفياء للوطن! حين تعلن مجموعة "مهندسون من اجل فلسطين والقدس" في نقابة المهندسين الأردنيين عن جائزة سنوية تحمل اسم رسام الكاريكاتير ناصر الجعفري، جائزة عربية وطنية، تعنى بالمبدعين الإعلاميين الذين يحاربون بالكلمة والصورة والرسم لصالح القدس والقضية الفلسطينية.
وما أروع نقيب المهندسين عبدالله عبيدات! حين قال في حفل التكريم: إننا نكرم الجعفري مرتين، الاولى لأنه رفض جائزة يقدمها صهيوني ، ومرة لأنه فنان مبدع عبر بصورة عما يدور في خلد الملايين من أبناء الوطن.!"
وما أروع نقيب الصحفيين الأردنيين طارق المومني! الذي قال خلال الحفل: إن موقف الجعفري يعبر عن موقف نقابة الصحفيين الثابت والمتمسك برفض التطبيع مع الكيان المحتل!.
أما في فلسطين؛ فلم تلتفت نقابة الصحافيين للموقف البطولي الذي مثله الفنان ناصر الجعفري، ولم تنبه نقابة المهندسين، ولم يعلق اتحاد الكتاب، ولم تنتبه وزارات الثقافة حتى هذه اللحظة، ولم يشد أي وزير أو رئيس بالخطوات الأردنية الثقافية الجريئة.
أصاب نبيل عمرو
فلسطين الآن ،،،، ابراهيم المدهون
يراهن الرئيس محمود عباس على الانتخابات، فمنذ فوز حماس بصناديق الاقتراع عام 2006، وتشكيلها للحكومات المتعاقبة برئاسة السيد إسماعيل هنية، وأبو مازن يطالب بالانتخابات كمنقذ له ولمسيرته المتراجعة، على أساس أن حماس ستخسر أي انتخابات قادمة.
فالسيد عباس يطمع بان يكون الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ليمضي بمشروع التسوية لآخر المشوار، العقلية العباسية هذه كلفت الشعب الفلسطيني ثمناً باهظاً، فلا أحد ينكر أن الانقسام الفلسطيني المدوي كان سببه الأساسي الرئيس عباس برفضه نتائج الانتخابات السابقة، ولا ندري ما أعقاب رفضه لنتائج الانتخابات المقبلة؟!!
السيد أبو مازن كعادته يخطئ في قراءة المشهد بالشكل السليم، ففي السابق حاول التقليل من قوة حماس في الانتخابات وبقدرتها على الفوز، ثم توقع عدم قدرتها على الاستمرار في السلطة، ولم يدرك أن العقبات المتتالية عززت من حضور حماس وعمقت تجربتها، فالصمود والثبات في وجه الحصار، والعصيان المدني، وزيادة العبء المالي، والقطيعة السياسية، وقرارات الاستنكاف الكيدية، ومن ثم مواجهتها لعدوانيين إسرائيليين كبيرين، خلق حركة متمرسة قوية تحمل ثقة في نفسها وتسيطر على الموقف وقادرة على صناعة المفاجآت.
ومرة أخرى يخطئ السيد أبو مازن حينما أشاع رفض حماس للانتخابات وخوفها من النتائج، لنكتشف أن حماس لا يوجد لديها أي مشكلة من إعادة الانتخابات وخوضها بنزاهة وبأخلاق الفرسان، وفي الوقت نفسه ها هي التوقعات ونتائج الاستطلاعات الحقيقية تأتي لصالحها، فالقيادي في فتح د. نبيل عمرو توقع فوز حماس بانتخابات المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية حال إجرائها، شريطة أن تكون نزيهة وحرّة.
وقال عمرو في حوار له الخميس، إن أي انتخابات ستُجرى لاختيار أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني، فإن "حركة حماس ستفوز فيها بأغلبية ساحقة دون شك".
توقعات عمرو قريبة من أرض الواقع، فحركة حماس حققت قفزات مهمة في المقاومة الفلسطينية، وبرنامجها السياسي هو الأقرب لمحاكاة الوجدان الوطني، بالإضافة إلى أن الحركة قدمت نموذجاً للمقاومة حاز على رضا الشارع الفلسطيني في الداخل والخارج، كما أنها تمتلك تنظيماً قوياً ومتماسكاً ومنسجماً مع نفسه.
ضحايا الانقسام والصحافة المُضطهدة
فلسطين الآن ،،، مجدولين حسونة
هنالك أمور بدأت تغيب عن بال المسؤوليين في حكومة غزة والضفة الغربية وإنتهاكات متعددة لا حصر لها لكنها تصب بالنهاية في مجرى سياسة تكميم الأفواه لغاية في نفس المصلحة الوطنية التي يظنون أنهم أقدر على تطبيقها من المواطنين، ولا يخطر بذهنهم أنهم دمروا شعبا بأكمله بسبب هذه النزاعات التي لا يتأثر فيها إبن المسؤول في فتح أو صديق المسؤول في حماس، بل نحن عامة الشعب ومناصري هذه الأحزاب أو معارضيها مَن ندفع ضريبتها عن طريق التضيقات والإنتهاكات والإعتقالات والإهانات، اللاجئون والأسرى هم من يدفعون الثمن بنسياننا لقضيتهم وإنشغالنا بمناوشاتنا التي لا تنتهي.
في الآونة الأخيرة إعتقلت حكومة حماس عدد من الصحافيين ووجهت لهم عدة تُهم - لا يعنيني إن أسمنت أو أغنت من جوع-، ومؤخرا استدعى جهاز الأمن الوقائي الصحافي علاء الطيطي من الخليل واقتحم منزل الصحافي محمد عوض من رام الله في محاولة فاشلة لاعتقاله.
ما يهمني حقا هي تلك المهنة التي تحولت لخرقة يمسحون بها فشلهم في إنهاء الإنقسام سواء كانت فتح أو حماس.
باعتقادي أن الحكومات دائما لديها ما تخفيه لذلك تحرص على فش غلها بالصحافيين والإعلام، وبكل الأحوال هنالك صحافي يبحث عن الحقيقة وآخر يضلل كي تمشي أمور سادته، بالمقابل هناك مسؤول غير معني بكشف حقيقة ما وآخر تجري الأكاذيب بدمه ويستغل وسائل الإعلام لتلفيقها، وبغض النظر إن كان هؤلاء الصحافيين أخطأوا أم لا وهو أمر لا نستطيع البت فيه لعدة أسباب أهمها مثلا أننا شاهدنا بأم أعيننا اعتقال الأجهزة الأمنية بالضفة الغربية لصحافيين خرجوا لتوهم من سجون الإحتلال مثل وليد خالد، وهذا الأمر نضعه تحت مسمى الإنتهاكات والتجني الواضح بحق تاريخ مشرف لأسير، لهذا نستطيع القول أن إعتقال الصحافيين في غزة والضفة أمر لا نستطيع تقييمه إلا إذا كانت هناك محاكم نزيهة ونيابة عامة تُصدر أمر الإعتقال بحق الصحافي قبل أن تصل الأجهزة الأمنية لاعتقاله من منزله أو تبعث له استدعاء للتحقيق معه فتحوله من باحث عن الحقيقة إلى مجرم يجب الحذر منه، بالإضافة إلى علم مسبق من قبل نقابة الصحافيين والتي من حقها أن تبحث بصحة الإتهامات فتقدم الصحافي للمحاكمة إن حصل وارتكب خطأ يستحق العقوبة أو تدافع عنه وتثبت أن ما تُقدم عليه الحكومة تجني بحق الحرية.
من حيثُ إنتهيت أبدأ، نقابة الصحافيين، تلك التي أعتبرها طرفا في تكريس الانقسام مع يقيني بأن جميع تصرفاتنا كأفراد ومؤسسات باتت من عوامل تكريس هذا الإنقسام، وإلا لماذا تتحرك النقابة في الضفة الغربية فور إعتقال أي صحافي في غزة وتقيم الدنيا ولا تقعدها في الوقت الذي لا تحرك فيه ساكنا عندما تقوم السلطة باعتقال صحافيين محررين من سجون الاحتلال، أو تمديد العدو إعتقال أسرى صحافيين من الضفة الغربية يحملون بطاقتها وينتمون لها، أليس من باب أولى الإلتفات إلى قضية الأسرى الصحافيين بدلا من إهمالها لمجرد أن الصحافي ليس أسيرا فتحاوياً ؟ طبعا كلامي لا ينفي أهمية التحرك الذي قاموا به لأجل الصحافيين الذين تم إعتقالهم في غزة، ولكن الشيء بالشيء يُذكر والتفريق بين صحافي ينتمي لفصيل وآخر ضد فصيل بات واضحا في تصرفات نقابة الصحافيين.
أعتقد أنه أصبح من باب أولى أن تعير الحكومة في غزة والضفة إهتمامها نحو الشعب والقضية والمصالحة وأن تبذل جهدها في إعادة ثقة المواطن فيها والتي فقدتها بمواصلتها للإنتهاكات "والإعتقالات السياسية" ومعاملة المواطن على أنه مجرم فقط لأن لديه توجه قد لا يروق لها.
