-
1 مرفق
اقلام واراء محلي 316
[IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG]
[IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.jpg[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]في هذا الملـــــف:
- موازنة "شدُّوا الأحزمة" .
سما- ..بقلم: عبد الناصر النجار
- دور البطولة الفردية : سامر العيساوي ورفاقه الآخرون
سما / حسين حجازي
- زيارة أوباما: مورفين الملف الفلسطيني ..رجب ابو سرية
سما - بقلم/ رجب او سرية
- وزارة التعليم العالي... تنتقم من التعليم العالي بقوانينها الجائرة
معا/ الكاتب: د. فواز النواجعة
- الفرصة الأخيرة، والتاء المربوطة
معا- الكاتب: صادق الخضور
- وأخيرا.. منظمة تحرير لا تمرير!
PNN بقلم : محمد القيق
- مصر– فلسطين: علاقات تاريخية ممتدة، وصورة مجنِّحة مهزوزة .!
الكاتب: د.عادل محمد الأسطل
- اجتماع لجنة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية بانتظار النتائج
PNNبقلم/ عباس الجمعة
- العبرة في التنفيذ
حديث القدس: بقلم اسرة التحرير
- في معاني الجهاد
PNN- قلم: محمود عودة
- القمة الاسلامية الثانية عشرة والقدس والقضية الفلسطينية
جريدة القدس- بقلم المحامي راجح ابو عصب
موازنة "شدُّوا الأحزمة" .
بقلم: عبد الناصر النجار
سما
الموازنة الفلسطينية، المُعلنة للعام 2013، تتحدث عن نفسها بلغة الأرقام، مؤكدةً أن العام الجاري لن يكون أفضل مما سبقه، وأن الأزمة المالية ما زالت تعصف بنا، وإن تمكنّا من الثبات والصمود، وإن كان ذلك بثمن باهظ.
حجم الموازنة الفلسطينية للعام 2013 هو 3,6 مليار دولار، بعجز سيصل إلى 1,375 مليار دولار، وهو الفرق بين الإيرادات والنفقات.
من منظور إحصائي وليس اقتصادياً أو مالياً، فإن كل مواطن فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة سيكون عليه عبء عجز بمقدار 343 دولاراً؛ على اعتبار أن قيمة العجز مقسومة على عدد سكان الضفة والقطاع البالغ عددهم ما يقارب الأربعة ملايين نسمة.
وفي مقارنة مع الجارتين الشقيقتين مصر والأردن، نلاحظ أن عجز الموازنة المصرية للعام 2013 سيصل إلى 30 مليار دولار. وبالتالي سيتحمّل كل مواطن مصري ما يقارب 375 دولاراً على اعتبار أن عدد سكان مصر لن يزيد على عتبة الـ 80 مليون.
أما عجز الموازنة الأردنية، فسيبلغ 1,8 مليار دولار، وسيتحمل كل مواطن أردني عبء العجز بشكل فردي، وهو 276 دولاراً، وهو الأقلّ مقارنة بفلسطين ومصر.
لغة الأرقام تفسّر ذاتها، وهي تنبئ بشكل لا يعتمد على الفلك والنجوم بل على الواقع المرير أن الأوضاع الاقتصادية بحاجة إلى إصلاح جذري حقيقي. الأرقام، أيضاً، تؤكد أن الشعوب العربية غير النفطية جميعها ستظل تعتمد على المساعدات الخارجية، وخاصة الغربية منها وبالأخص المساعدات الأميركية، ولكن لكل شيء ثمناً، فلم يعد في العالم ما يقدم مجاناً، والثمن يختلف من دولة إلى أخرى.
بالنسبة إلى فلسطين، فإن المساعدات المتوقعة يجب أن تصل إلى مليار دولار كما يتوقع وزير المالية الدكتور نبيل قسيس، والذي يؤكد أن من بينها 200 مليون دولار مساعدات أميركية لفلسطين، أوقفها "الكونغرس" العام الماضي، ومن المتوقع صرفها هذا العام.
ولكن السؤال: لماذا تم وقفها وكيف سنستعيدها؟ أي بمعنى آخر ما هو الثمن؟!
حتى نخرج من حفرة العجز التي تتعمّق سنوياً والتي يزداد فيها الدَّيْن العام على فلسطين الذي وصل حسب الدكتور قسيس إلى 3,85 مليار دولار، منها 1,38 مليار للبنوك و1,1 مليار للدين الخارجي و970 مليون دولار لصندوق التقاعد و400 مليون دولار لمورّدي الخدمات، فلا بدّ من إجراءات تقشفية لا بديل عنها. وبلغة الأرقام، أيضاً، فإن حجم الدَّيْن على كل مواطن فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة يقارب 960 دولاراً.
إذن، ما هو المطلوب حتى نتمكن من مواصلة معيشتنا باتزان؟ وكيف لنا أن نصل إلى الحد الأدنى المشترك من التفاهم، خاصةً أن معطيات التقشّف كما أوردها الدكتور قسيس ستتناول التوظيف العام وزيادة الرواتب، ولكن دون المسّ بالرواتب نفسها أو بالفئات الفقيرة أو الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم؟.
ولكن الذي لم يُطرح هو دور القطاعين الخاص والأهلي في إجراءات التقشف هذه، ودعمهما الموازنة بشكل مباشر أو غير مباشر، خاصة أن هذين القطاعين هما أكثر من استفاد حالياً خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة.. وهناك على سبيل المثال، رجال أعمال استثمروا عشرات ملايين الدولارات وحققوا أرباحاً بمئات الملايين، رغم أن ما قدموه من خدمات ومساعدات هو نسبة ضئيلة مقارنة بما جنوه من أرباح. بل إن شركات ومؤسسات بيعت بأبخس الأثمان، وهي اليوم بأسعار السوق تساوي أكثر من 1000% من الأسعار الرسمية عدا الأرباح، فماذا، مثلاً، لو تعهّد القطاع الخاص بتحمّل قليل من العبء من قبيل التوظيف، خاصةً أن ثورة الخرّيجين والمتعطّلين عن العمل قادمة لا محالة إذا ظلّت الأوضاع تسير بالاتجاه نفسه، وسيكون القطاع الخاص هو الخاسر الأكبر.
وهذا ينطبق، أيضاً، على القطاع الأهلي المموّل من الخارج، وربما تصل نسبة التمويل إلى 99%، علماً أن هذه المساعدات تسجل على الشعب الفلسطيني كاملاً.. وربما أنا شخصياً أو أنت تُحسب علينا سنوياً مئات الدولارات كحصة من المساعدات للقطاع الأهلي، دون معرفة كيفية الصرف وطبيعة المشاريع، ومدى الاستفادة الحقيقية منها، وهل تصب في خانة التنمية، أم هي أموال مهدورة بشكل أو بآخر بين جيوب الخبراء الأجانب والخبراء المحليين والمدربين وورش العمل والطعام والشراب... .
شدّ الأحزمة مطلوب، ولكن من الجميع، دون استثناء القطاعات العامة والخاصة والأهلية، من المواطن القادر أساساً، وبدرجة أقل، من المواطن متوسط الدخل، دون المساس بمحدودي الدخل الذين أصبحوا يمثلون غالبية الشعب الفلسطيني.
شدّ الأحزمة يعني التخلّي تدريجياً عن مفهوم الاستهلاك دون الإنتاج، وهذا المفهوم سياسة احتلالية أغرقتنا حتى الرأس. كيف ننتج ونستغل كل الإمكانيات في محيطنا للمساعدة في هذا الاتجاه، ولتخفيف مظاهر المدنية التي سجنت كثيراً منا في قفص القروض والديون.
المطلوب أن نستهلك أقل، أن ننتج أكثر، أن نتعاون جميعاً، أن يدفع الثمن المعتدون، دون ذلك سنصل إلى مرحلة الغرق الجماعي وعندها لن يربح أصحاب الملايين ولن تظل المؤسسات الأهلية على حالها اليوم.. وربما سنعضّ الأصابع على ما لم نقم به في الوقت المناسب ؟!
دور البطولة الفردية : سامر العيساوي ورفاقه الآخرون
حسين حجازي
يسلم لنا العدو، من الناحية النظرية بأن لنا هدفاً مشروعاً نصبو اليه، وهو الحق في التحرر والاستقلال واقامة دولة خاصة بنا. ومن الناحية التاريخية بل الفلسفية وحتى الاستراتيجية، فإن هذا التطور او التسليم النظري يمثل تحولاً، قياساً بموقف غولدا مائير على سبيل التذكير، التي انكرت وجودنا كشعب بالمطلق. وفيما بعد اعتبار الهيئة التمثيلية التي تؤطر كفاحنا الوطني ونحن كمجرد ارهابيين ومخربين. ان تغيراً ما حقيقياً قد حدث، بل ان الاسرائيليين خضعوا اخيراً، للجلوس معنا والتفاوض على حل ينهي النزاع، وان يعقدوا معنا اتفاقاً في اوسلو، مع منظمتنا الام التي اسمها منظمة التحرير الفلسطينية، بما يتجاوز في الشكل والصياغة، حتى صلح الحديبية، حين انكرت قريش على الرسول في ديباجة الاتفاقية صفته الرسالية كرسول مبعوث من الله، ولم تنكر اسرائيل علينا صفتنا الرسالية في التحرير، باعتبارنا حركة تحرر وطني، على رؤوس الاشهاد.
لكن اتفاقية اوسلو، لم تكن سوى مناورة بارعة، اضطر كلانا لعقدها. وسوف نلحظ عند هذا الحد ان ما بدا تسليماً بالهدف الفلسطيني، لم يكن الا من قبيل التسليم الافتراضي من جانب اسرائيل، التي اقرت بشرعية الهدف ولكنها انكرت حق الفلسطينيين بامتلاك الوسيلة التي هي المقاومة. مصافحة القادة، ومن الجهة الاخرى انكار الجنود والمناضلين، واعتبارهم مجرد مجرمين، وليسوا مقاتلين من اجل الحرية، الذين صنعوا هذا التحول، وجعلوا الحوار او التفاوض ممكناً لحل النزاع. انكارهم حتى الموت في اقبية السجون، وكان هذا مساً بالعنصر الاول من القاعدة التي وضعناها كموجه لإستراتيجيتنا: تحرير الارض والانسان.
لم نحرر الارض، ولم نحرر الانسان، نهم الاستيطان يهدد ما تبقى لنا من ارض. تسابق اسرائيل الزمن، علّها تنجح في الضفة الغربية، فيما تمكنت من تحقيقه في العام 1948، على الجزء الاكبر من ارض فلسطين، ولكن فقط قصة الألم الفلسطيني، مع الانسان، الانسان بوصفه اثمن رأس مال ويتفوق في الاهمية حتى على الارض نفسها. الانسان الفلسطيني الذي هو لاجئ في مخيم اليرموك اليوم ومخيمات لبنان بالامس، او معتقل منذ ربع قرن، او ثلاثين عاماً في سجون الاحتلال الاسرائيلي، والمضرب عن الطعام منذ مائتي يوم، سامر العيساوي ورفاقه. قصة آلامنا المبرحة الطويلة التي لا تنتهي، مع العذاب اليومي لهذا الانسان الفلسطيني هي التي تستثير الدماء في الرؤوس، وتطرح علينا سؤالاً يومياً كل صباح، مع نشرات الاخبار: كيف علينا ان ننهي هذا الكابوس؟ ما الذي بقي في جسد سامر العيساوي، لكي يكون الاحتفاظ بحطام الجسد، اكثر اهمية في نظر الجلاد، اي الاحتلال، من اطلاق سراحه؟ لماذا يكون المحتلون الجلادون قساة الى هذا الحد في الغباء، وحتى العبث بالمرضى بنزعة سادية، والتلذذ بعذاب ضحاياهم، هكذا حتى أمام الملأ، كنزعة لا علاج لها؟
لكن هذا الصراع بين القوة الناعمة لسامر العيساوي ورفاقه، بصيامهم العظيم، صيام غاندي، في ذبول الجسد، حيث تعانق الروح المطلق او قبة السماء، الفكرة المطلقة باعتبارها الجمال. في مواجهة القوة الصلبة، فإن التاريخ يعلمنا انه في كل مرة تواجهت فيه هاتان القوتان، القوة الناعمة والقوة الصلبة، كانت الغلبة للقوة الناعمة، باعتبارها جماع القوة للشعب، التي تختزل مجموع القدرات الكامنة في الروح الباطنية كما الخبرات والمنجزات والتصورات التي يكونها عن نفسه عبر التاريخ. هنا على هذا المحور، الجبهة انما يتقدم ابطال فرادى من بين صفوف الشعب ميدان المبارزة، تماماً كما كان يحدث في الحروب القديمة. البطل آخيل الإغريقي مقابل طروادة، داوود مقابل جوليات، وعلي كرم الله وجهه مقابل قبائل الاعراب، وحيث اليوم لا فتى الا علي ولا سيف الا ذو الفقار.
والواقع اينما حلت في التاريخ البطولات الفردية كبديل عن الدفق الجماعي الثوري، كخفقان عظيم، فإن هذه البطولات الفردية، انما هي المؤشر على الارهاص القادم الذي يعتمل في الروح الجماعية كبركان محبوس، ويكون ذلك بمثابة التسريع باختمار الظرف الثوري. حينما تصبح هذه البطولات بمثابة البرق الذي يرسل اشاراته الكهرومغناطيسية الى الروح الجماعية للشعب. واذا ما قدر لهذه البطولات الانتهاء الى مأساة، بتحول هؤلاء الابطال الى شهداء قديسين، وقد حملوا على ظهورهم صلبانهم مفتدين الشعب، فعندئذ ينشأ وضع جديد، بانضمام صفوف جديدة سيراً على خطى هؤلاء القديسين الابطال.
ان المراحل الانتقالية او الفاصلة بين وضع ثوري متصاعد، توتر مرتفع الايقاع وعنيف، ومرحلة تعقب هذا التوتر الصاخب، تتسم بالفتور او التراجع، او الانخفاض في منسوب هذا التوتر الجماعي، انما هي المرحلة التي تشهد هذا الظهور في بروز البطولة الفردية، كنوع ايضاً من تحايل التاريخ، او منطق النزاع نفسه في املاء الفراغ، او حتى الاحتجاج الصامت على تخاذل الاطر او الهيئات التمثيلية كما الفصائل والاحزاب عن القيام بدورها الصحيح او المطلوب. وان قدرة شعب او امة على اجتراح هذه البطولات عند هذه اللحظة الفاصلة، انما هو المحك الحقيقي لجماع جدارة وعنفوان وصلابة بل وعظمة هذا الشعب.
تحية لهم، لسامر العيساوي ورفاقه المناضلين المضربين عن الطعام الذين يعلموننا، يعلمون الشعب جدارة هذه البطولة عند هذا المنعطف. ويلقون بهذا الدرس على مسمع من العالم والتاريخ، لكي يحققوا الرسالة، وهم حاملون بذرة المستقبل التي تطيح بثمرة الفساد الذي هو الاحتلال، افسد الفساد. فالحق اقول لكم اذا لم تلق هذه البذرة في الارض وتموت لن تخصب الارض، الفكرة.
وهذه هي اخيراً قوام الفكرة: كان ابداعنا طوال العقود الستة الماضية هو عدم الخوف من التجربة كما عبقرية وابداع الوسيلة، الوسيلة التي انكرها طوال الوقت عدونا. اللهم اهد محمدا الوسيلة. مزيج من بطولة النخبة، العصبة القليلة العدد في الكرامة، كما في حصار بيروت مقابل جيش الفيلة، الاكثر تفوقاً في الكمية والنوعية. الدفق العظيم لبطولة شعب بجماع اجياله في الانتفاضة الاولى 1987، بطولة وكرامة الفلسطينيين كما قال رابين. وحروب الفصائل البطولة فرادى وجماعات في الانتفاضة الثانية. الى حربي غزة الاخيرتين، السيف مقابل السيف. ودبلوماسية ناعمة طوال الوقت وصولاً الى بلوغ الاعتراف الاممي بالدولة وبانتظار باراك اوباما في آذار القادم. الارهاب الدبلوماسي كما سماه ليبرمان الغارب والمقاومة الشعبية السلمية، كشعب استطاع ان يعلم نفسه بنفسه.
زيارة أوباما: مورفين الملف الفلسطيني ..رجب ابو سرية
بقلم/ رجب او سرية
وفقا لموقع صحيفة معاريف الإسرائيلية، فإن مكتبي كل من الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس ورئيس الوزراء بينيامين نيتنياهو يتنافسان على من له أحقيه استقبال وتنظيم الحفل المركزي على شرف ضيافة الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي ينوي زيارة كل من إسرائيل، فلسطين، والأردن الشهر المقبل على الأرجح، يضيف الموقع، إن الجانبين سيتفقان على تنظيم مشترك فيما بينهما .
ستثير بالطبع زيارة الرئيس الأميركي اهتمام الجميع لأعتبارات عديدة لا تقتصر على كون الرجل رئيس أهم دولة في العالم وحسب، ولكن ارتباطا بتوقيتها، فهي ربما كانت جولته الأولى للخارج بعد إعادة أنتخابه لولاية ثانية رئيسا للولايات المتحدة، كذلك تعدّ زيارته الأولى لهذة الدول بالتحديد التي لم يسبق له وأن زارها رغم مكوثه اربع سنوات مضت في البيت الأبيض، ثم وهذا هو الأهم بما توحي به من إشارة للأهتمام بالملف الذي كان قد بدأ عهده بقطع وعد على نفسه بأن يصل به الى حل نهائي .
طبعا الترتيب في برنامج الزيارة ليس مرده بروتوكوليا وحسب، ولكن اعتاد المسؤولون الأميركيون من الرؤساء الى الوزراء الى الموفدين أن يبدؤوا زياراتهم لإسرائيل أولا، بما يؤكد على أنحيازهم لها، أو على الأقل كما يحبون هم أن يصفوا الأمر بأنه تأكيد على العلاقة الإستراتيجية التي تربط أميركا بإسرائيل .
أيا يكن، فأن الزيارة تؤكد على اهتمام أميركي بهذا الملف الذي لم تحقق فيه إدارة أوباما ما يذكر خلال الأربع سنوات التي مضت، ولا يكشف بالضرورة _ كما قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية عن رغبة أميركية بأطلاق المفاوضات، وصولا الى المطالبة بممارسة الضغط على إسرائيل لتقبل بما يجعل من المفاوضات فعلا جديا يؤدي الى نتيجة، وكان نيتنياهو نفسه، وعشية تكليفه برئاسة الحكومة الإسرائيلية الجديدة أن أعلن بأن المفاوضات مع الجانب الفلسطيني ستحوز على أولوية ضمن برنامج الحكومة .
المهم هو ما يمكن للجانب الفلسطيني أن يمارسه من ضغط ميداني، ليس على الإدارة الأميركية وحسب _ علينا أن لا نستخف بقدراتنا , في كل الأحوال _ ولكن على الجانب الإسرائيلي بالذات، ويكون ذلك من خلال الاستمرار بالتمسك بالثوابت المتعلقة بالشكل والجوهر التفاوضي، والاستمرار على طريق تحريك الشارع الفلسطيني المناهض للأحتلال , وعلى منظمي أستقبال الرئيس الأميركي في الجانب الفلسطيني أن يفكروا في تنظيم أستقبال شعبي " يليق " بالزائر , ترفع من خلاله الأعلام الفلسطينية والشعارات التي تؤكد على الدولة العضو في الأمم المتحدة , من نمط " دولة فلسطين " ترحب برئيس أميركي يحترم قرارات الشرعية الدولية , مثلا , ولا ضير من شعارات تعبر عن امتعاضها من التصويت الأميركي ضد مشروع القرار , وكذلك عدم قيام أوباما بتنفيذ وعده بالتوصل الى حل الدولتين خلال اربع سنوات .
حتى غزة يجب أن تهتم بالأمر , وبشكل وطني مسئول , وليس على طريقة حماس التي تستقبل بالترحاب كل زائر لغزة , حتى لو كان رئيسا سابقا , لا قيمة سياسية له , مثل كارتر , وترفع عقيرتها ضد من يزور رام الله , وعلى حماس أن تكف عن هذة السياسة , التي ترغب دائما في " عزل سياسي " لرام الله , وأنفراج لغزة , حتى لو كان ذلك يؤكد الأنقسام .
المهم بالمقابل أن يتم وضع الخطوة في مكانها , لا أكثر ولا أقل , والأنتباه الى أن لا تتوقف حدودها عند مفعول " التسكين " فلا تكون كمثل أبرة المورفين أو محلول الجلوكوز الذي يعطى للمريض في العناية المركزة , للأبقاء عليه حيا , دون شفائه , فمن الواضح _ وكما أشرنا في مقالات سابقة _ بانه في مواجهة شارع فلسطيني يغلي , هناك محولات لأحتوائه , دون الرغبة في التوصل الى حل , وحتى حديث المصالحة , يندرج في هذا الأطار .
على الفلسطينيين كافة أن يواصلوا طريق الضغط الداخلي لإنجاز ملف المصالحة , والدخول في الملف التفاوضي بجدية , حتى يصل الى الحل , ولايكون هذا الا بمواصلة ضغط الشارع الفلسطيني , الذي يمكنه أن يستند الى حالة عدم الأستقرار في المنطقة والحراك الشعبي في المنطقة لصالحه , حيث أن الجميع يدرك بأن تحرك الشارع الفلسطيني له مفعول مضاعف وأقوى من أي شارع عربي آخر , لأن هذا الحراك سيكون
وزارة التعليم العالي... تنتقم من التعليم العالي بقوانينها الجائرة
معا/ الكاتب: د. فواز النواجعة
في العادة توضع القوانين لتنظيم وتسهيل حياة الناس لا ان تكون سيفاً يسلّط على رقابهم فوزارة التعليم تستخدم قانون معادلة الشهادات للانتقام من حملة الشهادات العليا الذين انفقوا كل ما يملكون في سبيل الحصول على شهادة علمية تحقق طموحهم في خدمة بلدهم وتحسّن من وضع اسرهم حتى ان البعض منهم قد باع ذهب زوجته للحصول على هذه الشهادة التي عاد بها مزهوا بالإنجاز العلمي الذي حققه حتى تفاجئه وزارة التعليم العالي بعدم معادلة تلك الشهادة بالرغم من أنها من جامعة تعترف بها الوزارة وبالرغم من أن الطالب تقيّد بتعليمات الوزارة بالإقامة الإجبارية في بلد الدراسة المدة المطلوبة حيث تذهب الوزارة بعيداً في تفسير قوانينها وتقسّم إقامته الى أجزاء كانت لصالح الدراسة وأخرى لم تكن لصالح الدراسة وتستخدم كل مهاراتها الحسابية لتخصم من إقامته مثلما تُخصم الضرائب الباهظة من راتبه حتى في نهاية هذه الحسبة تجعل الإقامة ناقصة وبالتالي عدم معادلة تلك الشهادة التي بنى عليها كل آماله وآمال أسرته.
هذا القانون جاءت به الوزارة من الاردن التي عادلت كثير من الشهادات التي رفضت معادلتها وزارتنا الموقرة وكأن الأردن أصبح أحرص من وزارتنا ومن حكومتنا على حملة تلك الشهادات. هذا القانون يطبّق بشكل انتقائي حيث تمت معادلة الكثير من الشهادات دون إقامة ورفضت معادلة شهادات لأشخاص أقاموا المدة المطلوبة حسب ما تشير إليه جوازات سفرهم ولكن تم وضع تفسيرات ظالمة للاقتطاع من هذه الاقامة وتبرير عدم معادلة شهاداتهم.
ان الوزارة تبالغ كثيراً في تفسير ذلك القانون لتجعل منه عقبة كأداء أمام طلبة التعليم العالي والأولى بذلك القانون ان يكون معينا وميسراً لطلبة الدراسات العليا لا وسيلة للانتقام والقهر لذلك الطالب.
ان وزارتنا تطبّق القانون بأثر رجعي على الطلبة الذين كانوا ملتحقين بالدراسة قبل نشر هذا القانون والذي يحوي فقرة تبرر للوزارة عمل ذلك.
ان شرط الاقامة في بلد الدراسة لم يعد مقبولاً في ظل التطور التكنولوجي الكبير والذي قلّص المسافات وجعل العالم بأسره في قرية بل حيّ صغير. كما أن شرط الإقامة يتنافى مع مبدأ التعليم المفتوح الذي تؤمن به الوزارة لكونه يناسب ظروف الشعب الفلسطيني بتبنيها أكبر جامعة مفتوحة في المنطقة وهذا غير موجود في أي دولة من الدول العربية حتى تلك التي عادلت شهادات لم تعادلها وزارتنا.
لقد رفضت الوزارة معادلة عدد كبير من الشهادات العليا بسبب ذلك القانون المجحف وبسبب تعسف الوزارة في تطبيقه فإذا كانت الوزارة حريصة على طلبة الدراسات العليا كما تدعي فعليها ان تسارع الى تعديل ذلك القانون والتيسير على الطلبة وتشجيهم على عمليات البحث والتحصيل العلمي.
الفرصة الأخيرة، والتاء المربوطة
معا- الكاتب: صادق الخضور
المحاولات الجارية لإتمام المصالحة تبدو الفرصة الأخيرة لإنجاز مصالحة فعلية تتجاوز إخفاقات المحاولات السابقة، وسط عديد التغيرات في المشهد المحيط بنا تعزّز إمكانية المصالحة بعد انحسار التأثر السوري على قرارات بعض الجهات.
الفرصة الأخيرة...وهذا يتطلب من الجميع تقديم الحد الأعلى الممكن من المرونة في المجالات التي يمكن التعاطي معها بمرونة، وتراجع حالة الاهتمام بما قد تنجزه المصالحة نابع من حالة إحباط كبيرة من فشل المحاولات السابقة.
الجميع أمام مسئولية تاريخية، والموقف يتطلب من الجميع الارتقاء لمستوى الحدث، وهذا يقتضي ألا تكون المصالحة عنوانا جميلا يواري خلفه نقاطا فرعيّة تعزّز الجهوية ما بين الضفة وغزة، فالبعض يتحدث عن وزارت بقلبين أو برئتين، ليكون القاسم المشترك فقط هو الوزير، وهذا تجميل لما أفرزه الانقسام.
نريد مصالحة تبرهن للجميع أن بالإمكان تجاوز الكثير من المطالب التي تشبث بها الكثيرون لمجرّد برهنة أننا هنا، والمطلوب مواصلة الروح الإيجابية التي تعكسها التصريحات الصادرة عن المعنيين في كل الأطراف، ويجب الانطلاق من حقيقة ضرورة عدم تفويت الفرصة الأخيرة للمصالحة لتفرض حضورها على طابع اللقاءات والحوارات، فقد سئمنا الانتظار والتسويف، وهنا نسجّل للرئيس عباس حرصه الدائم على إنجاز ملف المصالحة، وعمله الدءوب للإبقاء على خيط الأمل في إمكانية طي صفحة الانقسام.
المصالحة هذه المرّة غير.... وقد ثبت جليّا أن الرهان على الوحدة الوطنية هو الرابح، ولا مجال لتضييع هذه الفرصة السانحة، صحيح أن لدى الغالبية العظمى تشاؤما حيال إمكانية اكتمالها، إلا أن تفاؤل الواقعيين الحالمين يشكّل هو الآخر قوّة دافعة.
تتزامن المحاولات هذه المرة والأسرى يواجهون ظروفا ليست جديدة لكنها صعبة جدا، ومطلوب من أجلهم استحضار مصلحة الوطن ووضعها فوق كل اعتبار.
نرحّب بكل ما من شأنه تسريع المصالحة، وتوفير ضمانات باستمرارها مدركين أن صناديق الاقتراع-وكما ذكر الرئيس عباس- هي الكفيلة بإعادة الاعتبار للقيم الديمقراطية وللحالة السياسية برمتهّا في فلسطين، فالانقسام لم يقسّمنا مناطقيا فقط، بل وأحالنا فكريّا إلى رؤى على طرفي نقيض.
هي الفرصة الأخيرة ..هذا ما يجب أن يدركه كل فرد مشارك في لجنة، كفانا فرقة، وكفى ركوبا لموجة المصالحة لإفراز مسميّات كثيرة، فكم جولة خارجية قام بها المستقلّون بذريعة المصالحة، وكم من مؤتمر أو ورشة عمل هنا وهناك من أجل بحث المصالحة، كنا نتمنى عقد إحداها في قلب القدس، لإعادة الاعتبار لها كقلبنا النابض.
تارة في السودان... وأخرى في المغرب ..وثالثة في الجزائر.. ورابعة في القاهرة .. جولات كثيرة من الحوارات، حضرت فيها كل العواصم وغابت المصالحة، فهل نشهدها أخيرا أنم أن علينا الانتظار مرة جديدة لتكون المحاولة الحالية كلاكيت للمرة العاشرة؟
فرصة أخيرة ... نأمل استثمارها لصالح ما يجب أن يكون، ونستحلف الجميع ألا يسقطوا التاء المربوطة من المصالحة، لينتصروا للوفاق على حساب المصالح.
وأخيرا.. منظمة تحرير لا تمرير!
PNN بقلم : محمد القيق
هي حكاية عقود قاربت على السبعة عانى فيها شعب فلسطين على يد الاحتلال ما يجعل الصخر ينهار، غير أن إرادة الحياة بقيت راسخة في عقولهم، فكانت منظمةٌ تأسست لتحرير فلسطين ما لبثت إلا أن تحولت إلى شركة إعلامية تدين الاستيطان وتستنكر المجازر ضمت في جنباتها فصائل عديدة في الوقت الذي رفضت فيه قيادتها استقبال فصائل لها وزنها في الساحة.
علاوة على ذلك فمسيرة منظمة التحرير لا تعرف الانتخابات ولا التجديد وتكرس جل عملها بفتح مكاتب في الدول وتحول الثائرين والتحريريين إلى دبلوماسيين لوطن هلامي الحدود وفي الخيال سيادته، وغابت كلمة التحرير وأصبح الشارع يرى بأنها منظمة تمرير لا تحرير حتى أنها تداعت فورا عقب أحداث غزة عام 2007 لتصبح بياناتها موجهة ضد الفصائل المقاومة أكثر من الاحتلال، فكان حريا بمن يقودها أن يتوقف عن هذا الأسلوب الذي مله الشعب على مدار عقود حتى أصبحت كلمة المنظمة لا تحمل مضمونا وإنما تدلل على هزائم وترهل في مسار القضية الفلسطينية.
إذا عادت الحوارات لتفعيل المنظمة وإن حسنت نوايا الأطراف فإننا على موعد مع منظمة التحرير التي ستدفن وللأبد منظمة التمرير التي عهدناها منذ أن بدأت الحكاية، فإذا نظرنا إلى ما يجري على الساحة فإن المقاومة والتحرير هما عنوان هام لهذه المنظمة ثم تأتي ما تسمى بالمعارك الدبلوماسية والسياسية لتسوق العمل على الأرض، وهذا يصبح تكاملا في العمل لا أن يجمد التحرير في برنامج المنظمة ويفعل برنامج التصفيق والتسويق لبضائع غير موجودة أصلا!
بدخول حركتي حماس والجهاد الإسلامي للمنظمة حتما ستعيد برنامجها الطبيعي الذي أسست لأجله، وإذا ما أخذ بالحسبان وزن الفصائل وفعلها المقاوم فإن هناك معادلة جديدة يجب أن ترضى بها قيادة المنظمة المعينة والتقليدية والتي وافت المنية عددا كبير منهم، لأن صندوق الاقتراع سيأتي بما يراه الشعب مناسبا ولن يكون أحد من الساسة أحرص على القضية من قرار الشعب نفسه، فلا بد من عدم تكرار تجربة التنصل من انتخابات المجلس التشريعي التي أفرزت قيادة للشعب غير تلك التي نصبت نفسها عليه، فكان من نتائج التنكر لإرادة الشعب عام 2006 أن غرقت الضفة في الديون والقروض والشح المائي والاستيطان والتوغل وضياع السيادة نظرا للهيمنة والتبعية، بينما بقيت غزة صامدة لأن قادتها منتخبون.
وبالنسبة لمنظمة "التمرير" حاليا "التحرير" بعد التفعيل فإن على عاتقها واجبات كبيرة كان الغبار غطاها لعقود ولم يبق من مهامها إلا الإعلام والسياسة التي جلبت أوسلو مقيدة الشعب ومشرعنة الاستيطان من حيث لا يدري ويدري من صاغها.
ها هي المنظمة تعود إلى أحضان الشعب وقراره وحلمه وتطلعاته، وبالتالي يمنع على أي مراهق سياسي أن يعطل تفعيلها لحفنة من الأموال أو الإبقاء على مناصبه وامتيازاته لأن المرحلة المقبلة لن تنتظر من يشوش على القضية بحجة حماية المشروع الوطني، فالواقع أثبت أن المقاومة وإرادة الشعب لن تنكسر ولو حاربها القريب والبعيد.
مصر– فلسطين: علاقات تاريخية ممتدة، وصورة مجنِّحة مهزوزة .!
الكاتب: د.عادل محمد الأسطل
لا يستطيع أحد في الشرق أو في الغرب، التشكيك بالعلاقات التاريخية التي تربط مصر وفلسطين قيادةً وشعباً وعلى كافة المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية، ناهيك عما تفرضه أدبيات القرب والجيرة، وبدرجةٍ أعلى تتعمق بصلة المصاهرة والنسب، والأخوّة التي تحمل كل معاني الحميّة في صد الأزمات وعواتي الأزمنة على مراحلها المختلفة. بشكل لا يسمح بتسلل بعض المغالطات التي غالباً ما تنتج عن السرعة أو عن سوء فهم، التي من شأنها أن تعمل على قلب الصورة الإيجابية (المميزة) بين البلدين أو تشويهها على الأقل.
لقد فرضت النكبة التي حلّت بالشعب الفلسطيني عام 1948، من جراء هجوم الجماعات الصهيونية على فلسطين أرض الشعب الفلسطيني، وإعلانها عن قيام دولة إسرائيل، والتي أدت إلى تشتيت الشعب الفلسطيني في اصقاع الأرض، وضياع أرضه وفقدانه ممتلكاته، وما لحق به من امتهان لعزّته وكرامته، أن يُعلن حالة الكرب وأن يلبس لباس الحرب، ضد المعتدي الصهيوني(فقط)، بهدف تحرير وطنه واسترداد كرامته. ولهذا الهدف وُلدت بعض التشكيلات الفلسطينية العسكرية، وأخذت على عاتقها مقاومة الاحتلال الصهيوني بكل السبل الكفيلة بدحره وعلى رأسها الكفاح المسلح. الذي تعاظم شيئاً فشيئاً وتعددت درجاته من حيث العنف والشدة من منظمة إلى أخرى، مردّها، تلك المفاهيم الشخصية المختلفة والمتفاوتة بين قادة تلك التنظيمات وأيضاً المتغيرات الميدانية التي تحكم السلوك والتصرفات وفي كل اتجاه.
كان نتيجة تطور أحداث القضية الفلسطينية إلى الأسوأ، أن قامت بعض التنظيمات الفلسطينية على توسيع نطاق مقاومتها للاحتلال الصهيوني ليشمل القيام بعمليات عسكرية خارجية، شملت مهاجمة أشخاص يهود وصهاينة ومتعاونين أجانب، واللجوء إلى خطف السفن والطائرات واستهداف مصالح إسرائيلية حول العالم، حيث شكلت المقاومة الفلسطينية خلال فترتي الستينات والسبعينات، إحدى الظواهر التي لا مثيل لها والنادرة الحدوث في العالم، بحيث كانت العمليات العسكرية التي تقع حول العالم، تُنسب وقبل الإعلان عنها إلى المقاومة الفلسطينية، حيث طغت المقولة الماثورة والمثل الدارج (الخط الأعوج من الثور الأعرج).
لا عتب على الغرب بكل دولهِ وطوائفه وعرقياته، أن يتقوّل ويدّعي بمغالطاته، ويستنتج ويُعاقب كيف يشاء، وربما نجد له من العذر، كون دولهِ (أغلبها) متورطة في مكونات المشروع الصهيوني- بنسبٍ مختلفة-، في معاناة الفلسطينيين الكبرى، بداية بدفعه نحو المضي قدماً وتمهيد طريقه صوب فلسطين، ومروراً بتدعيم صموده وترسيخ وجوده، على حساب الشعب الفلسطيني والأمة العربية بشكلِ عام.
لكن الألم يكون زائداً عن الحد، عندما يتلقى الشعب الفلسطيني - الآمِل- في كل عربي، وفي كل متعاطفٍ أجنبي، أن يسانده في محنته، بقشّة أو ما دون ذلك. ويؤيّده (ظالماً أو مظلوماً) كما يُوجب الدين والعرف، وتقضي التقاليد والعادة. كما أن المعاناة تكون أضعافاً مضاعفة عندما يأتي من جملة المغالطات وأشكالها، من ناحية البلد الأقرب لكل ما هو فلسطيني في كل شيء وفي كل زمان وأوان.
هناك في مصر كنت لا أغضب كثيراً، عندما أسمع مقولات – منتشرة داخل شرائح (شعبية) مختلفة وكبيرة إلى حدٍ ما- أقلّها، أن الفلسطينيين باعوا أرضهم لليهود، وبأنهم سبب كل البلايا وما يتفرّع من الحديث، ليس في المنطقة وحسب، بل في العالم بأسره، وكان من المؤسف أنني وفي كل مرة، لم أستطع التصدي بالمجادلة أو الحجة، وأغلب المحاولات تفشل. لماذا ؟ ولا شك هناك أجوبة.!
لكن الذي يُثير الدهشة والعُجب، هو أن يسقط على المسامع وبصراحةٍ بائنة، مثل تلك التفوهات من بعض أولئك الذين يُعتبرون من أفذاذ مصر ومثقفيها وعلى مستوياتهم، حيث أخذوا على عاتقهم، التصدي لكل ما هو فلسطيني ونكران العلاقات الإيجابية التي حكمت وتحكم البلدين(طيباً وكرها) في مقابل تسليمنا كفلسطينيين بالفضائل المصرية علينا والتي لا نستطيع لها حصراً ولا عدّاً (طيباً كان أو كرهاً) أيضاً.
منذ حادثة كنيسة القديسين في الإسكندرية في مطلع العام 2011، كان أول بيان أمني مصري - إبان حكم مبارك- قد صدر يقول: بأن وجوهاً ذات ملامح آسيوية نفذت التفجير الإرهابي، في مقدمة لتوجيه أصبع الاتهام إلى الفلسطينيين، وهو ما حدث بعد فترة وجيزة، حين طالعتنا الصحف المصرية بذلك. وحتى في أعقاب حوادث مختلفة – فيما بعد الثورة - (حادثة رفح الحدودية، وعمليات تخريبة داخل الحدود المصرية، ومشاركات فلسطينيين في أعمال (ضد الثورة المصرية أو تأييداً لها) وكلها كانت أقوال واتهامات لا دليل عليها ولا برهان لها. وبرغم عدم صحتها، إلاّ أننا نجد نماءً لها وتطويراً صارخاً على مجرياتها، كان أشدها: نشر معلومات تفيد بإرسال حوالي 7000 من عناصر من حركة حماس(رسمياً)، للمساعدة في حماية الرئاسة المصرية، ثم لم يتجاوز ذلك القول يوماً أو بعض يوم، حتى طالعتنا الأنباء بوصول 7500 آخرين إلى مصر من نفس الحركة، لنفس الهدف، - وكأنهم مرتزقة أو بلاك ووتر-. ثم هناك الكشف عن وثيقة سريّة تتضمن طلباً قطرياً من الحركة نفسها، بالمساهمة في حفظ النظام في مصر، وأكد تلك الأنباء كثيرون ومنهم الإعلامي "توفيق عكاشة" الذي دعا إلى القبض على العناصر الحمساوية، ومن ثمّ تعليقهم من أرجلهم.
أرجو أن لا أصحو يوماً، أراني في صفوف الذين يدافعون عن الرئيس المصري "محمد مرسي" أو نظام الإخوان، ليس لشيء، وإنما بسبب أن الشعب المصري ليس بحاجة لأحدٍ من غير المصريين، وله المقدرة التامة في الدفاع عن نفسه، بل وبه الكفاية للدفاع عن الأمة العربية وفي المقدمة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي لم يحظَ يوماً على أي شيءٍ من مفردات التأسّف أو ما يكون على شاكلة الاعتذار.
اجتماع لجنة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية بانتظار النتائج
PNNبقلم/ عباس الجمعة
ينظر الفلسطينيون إلى الاجتماع الذي يعقد للجنة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية في العاصمة المصرية بحذر شديد، معربين عن أملهم في ان تكلّل نتائج الاجتماع بتنفيذ اتفاق المصالحة، وكسر الجمود الحاصل في هذا الملف منذ سنوات.
لقد اكتسبت منظمة التحرير الفلسطينية شرعيتها من طليعتها في التضحية ومن قيادتها للنضال بكافة أشكاله، واكتسبتها من الجماهير الفلسطينية التي أولتها قيادة العمل واستجابت لتوجيهها... واكتسبها من تمثيل كل فصيل ونقابة وتجمع وكفاءة فلسطينية في مجلسها الوطني ومؤسساتها الجماهيرية، وقد تدعمت هذه الشرعية بمؤازرة الأمة العربية ، كما أن شرعيتها تعمقت من خلال دعم الأخوة في حركات التحرر ودول العالم الصديقة المناصرة التي وقفت إلى جانب المنظمة تدعمها وتشد أزرها في نضالها من أجل حقوق الشعب الفلسطيني، ومن هذا الموقع نؤكد حرصنا على منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهي بهذه الصفة تشكل رغبات واماني الجميع بتحملهم مسؤولية تاريخية كبيرة تجاه القضية المركزية باعتبارها القضية العادلة.
صحيح ان تلاقى شعارات وبرامج كل القوى السياسية الفلسطينية على أن إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية هو المدخل الإجباري لإيجاد مخارج وحلول وطنية للأزمة الشاملة التي تعصف بالأوضاع الفلسطينية، ولكن بقليل من التمحيص ، وعلى الرغم من صواب الشعار، سنجد أن مطلب إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية يتحول واقعياً إلى أزمة قائمة بحد ذاتها، بسبب غياب الحدود الدنيا من الفهم الموحد لمفهوم إعادة البناء وأسسه. وهذا ما يمكن تلمسه بوضوح في المواقف المعلنة للقوى والمرجعيات السياسية الفلسطينية المختلفة.
ان على كافة الفصائل والقوى والاحزاب والمؤسسات ان تركز اولا على تطبيق اليات اتفاق المصالحة ومن ثم تشكيل حكومة مؤقتة للاشراف على الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية ، وكذلك بحث عملية إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية انتخابية، تحظى بالإجماع الوطني، كمدخل لاستنهاض الحالة الفلسطينية، من خلال تصويب مسار المنظمة ودورها، عبر انتخاب المجلس الوطني الفلسطيني الذي بدوره ينتخب لجنة تنفيذية جديدة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
من هنا لا يجوز أن يبقى الوضع الفلسطيني ، لذلك نؤكد على ثوابت الشعب الفلسطيني وعلى عروبة فلسطين وعلى أن الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع وجود وليس نزاعاً على الحدود.
امام هذا الواقع لا بد من استعادة مكانة القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني وليست قضية انسانية ، وهذا يتطلب من المجتمعين في القاهرة حماية المشروع الوطني ، بما فيها اعادة الاعتبار لبرنامج منظمة التحرير الفلسطينية الكفاحي ،وتحديد مهام السلطة الوطنية ،وإعادة النظر في العديد من الاتفاقيات وخاصة اتفاقية باريس الاقتصادية والتنسيق الأمني ... الخ ، مما يستدعي خططا طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى ،بما فيها خطة استرجاع ما فقدته القضية الفلسطينية من دعم شعبي ودولي ، ورسم استراتيجية وطنية بهدف تجميع كل طاقات وخبرات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ومواقع الشتات واللجوء حتى نحفظ القضية وحقوق الشعب الفلسطيني.
ان المقاومة الشعبية تترك مفاعيل ايجابية على الحركة الوطنية والشعبية الفلسطينية ، فأهل القدس يدافعون عنها في وجه التهويد الاستيطاني الصهيوني الزاحف الذي يهددها ويهدد عموم مناطق الضفة الفلسطينية وغزة الصامدة تواجه الحصار ، والشعب الفلسطيني في الشتات يواجه كارثة انسانية ، مما يتطلب فعلا تعزيز صمود الشعب الفلسطيني والتشبث بالأرض والتمسك بالهوية الوطنية .
اذن أن الهدف من اجتماع القاهرة يجب ان يكون بتطبيق اتفاق المصالحة من اجل الوصول إلى انتخابات المجلس التشريعي والمجلس الوطني ، وخاصة إن الوضع الفلسطيني ينذر بأوخم العواقب لشعبنا العربي الفلسطيني وقضيته العادلة وحقوقه الثابتة وفي مقدمتها عودة اللاجئين إلى ديارهم واستعادة أرضهم وممتلكاتهم.
ختاما: لا بد من القول ان عملية الإصلاح الديمقراطي في م.ت.ف وهيئاتها يجب ان تجري من داخل المؤسسة لان جميع المحاولات التي تمت سابقا من خارجها باءت بالفشل، مع الاخذ بعين الاعتبار رفض اي تدخل عربي او دولي في الشأن الفلسطيني ، وتفعيل الإطار الانتقالي والدخول من باب المصالحة إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية وبمشاركة كافة الفصائل والقوى الفلسطينية دون استثناء ، وبحضور ومشاركة ملموسة للشخصيات الوطنية ، بما يعزز التمسك بحق العودة جوهر قضية فلسطين ، واعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وقائدة نضالنا الوطني التحرري.
العبرة في التنفيذ
حديث القدس: بقلم اسرة التحرير
حظيت القضية الفلسطينية باهتمام خاص خلال القمة الاسلامية التي انعقدت في القاهرة، لا يقل عن الاهتمام بالقضية الاولى التي حظيت بالاهتمام وهي الاوضاع في سوريا، وقررت القمة تشكيل شبكة امان مالية لدعم فلسطين وعقد مؤتمر للمانحين قريبا، اي خلال ايام حسب البيان الختامي، لبحث تمويل القطاعات الاكثر الحاحا في مدينة القدس.
ان منظمة التعاون الاسلامي قامت بعد الحريق الاجرامي في المسجد الاقصى المبارك عام ١٩٦٩ اي ان القضية الفلسطينية كانت المحرك الاساسي لقيام هذا التجمع الاسلامي الكبير والهام والضروري، ومن المنطقي جدا ان تحظى قضيتنا بالاهتمام الاكبر في كل المواقف والنشاطات الاسلامية هذه. واذا تركنا الاقوال التي اعتدنا على سماعها دائما، فاننا ننتظر التنفيذ الفعلي والعملي لهذه الاقوال، ولا سيما ان اقوالا كثيرة قيلت ووعودا اكثر اعلنت، وظلت كلها حبرا على ورق دون تنفيذ، ولدينا في قرارات القمة العربية والاجتماعات المختلفة والمتكررة، اكبر دليل على ان الاقوال شيء والتنفيذ شيء آخر.
ان الوضع بالقدس خطير للغاية من كل النواحي، فالتهديدات للمسجد الاقصى وقبة الصخرة تتزايد والمخططات صارت مكشوفة ومعلنة وتؤكد نوايا بناء الهيكل المزعوم وتقسيم الزمان في رحاب الحرم القدسي، ومخططات تهويد التاريخ لا تتوقف ومعاناة المواطنين كبيرة ومساعي تهجيرهم او عزلهم عن مدينتهم معروفة وواضحة، والزمن يمر بسرعة والهجمة على المدينة هائلة ومخيفة واعمال الهدم متواصلة ... والى كل ذلك من ممارسات لا تخفى على احد.
ووسط هذه الهجمة الشرسة نرى ان العالم العربي يتفرج ويكتفي بالبيانات، ونخشى ان تكون مقررات القمة الاسلامية شبيهة بمقرارات القمم العربية، ولهذا فاننا ندعو الجميع الى الوفاء بالتزاماتهم المالية وهي متوفرة ولا نحتاج الا للارادة الحقيقية، فالقدس ليست مدينة فلسطينية وجوهرة الارض الفلسطينية ولكنها رمز عربي واسلامي ومسيحي قل نظيره، وهي اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وارض الاسراء والمعراج، وهي بالتالي مسؤوليته وقضية اسلامية وعربية كما هي قضية وطنية فلسطينية، وقد طال الانتظار وتصاعدت التهديدات والمخططات الاحتلالية لم تعد سرا .. ولا بد من العمل الجاد والحقيقي قبل فوات الأوآن ... !!
تحية الى قبرص
قبرص عضو في الاتحاد الاوروبي وهي الدولة الرائدة التي ترفع التمثيل الفلسطيني لديها الى مستوى السفارة والاعتراف رسميا وعمليا بالدولة الفلسطينية التي اعتمدتها الامم المتحدة. وهي خطوة مهمة ومتقدمة وتستحق منا ومن شعبنا كله، الاحترام والتقدير، على أمل ان تحذو دول اخرى في الاتحاد الاوروبي والعالم باسره، حذو الدولة القبرصية الصديقة، لان هذه الخطوات ستكون ترجمة فعلية للقرار الدولي وستساهم جديا في ازالة الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية فعليا فوق الارض المحتلة
ان رفع التمثيل الدبلوماسي هو ابعد من مجرد اجراء نظري وهو بالدرجة الاولى يعني رفض الممارسات الاسرائيلية من استيطان وتهويد وغير ذلك، ومحاسبة اسرائيل على اية اجراءات احادية ضد الدولة الفلسطينية، ويجب علينا ان نستفيد من هذه الخطوات واية خطوات متوقعة مماثلة عن دول اخرى، لمواجهة التحديات الخطيرة والمصيرية التي يشكلها الاحتلال.
في معاني الجهاد
PNN- قلم: محمود عودة
تأخذ كلمة "الجهاد" موقعًا بارزًا عند معظم الغزوات الاستعماريّة لبلاد العرب والمسلمين، فيسعى المستعمرون إمّا لتشويه معنى الكلمة أو محوها من قلوب وعقول الشعوب، بالأساس للتخلّص من روح المقاومة لديها.
فعلها في العصر الحديث البريطانيّون في الهند، فأسّسوا ودعموا جماعات متأسلمة تكفر بالجهاد المسلّح حتى للدفاع عن النفس وتأمر أتباعها بطاعة المحتلّين، وعانى الروس في أفغانستان من تمسّك الشعب هناك بروح الجهاد، والأمريكان بعدهم فيها وفي العراق، وشكّل المتمسّكون بالجهاد التحدّي الأكبر لكلّ المستعمرين والمحتلّين عبر التاريخ، ولدينا نموذجًا شاهدًا على ذلك في فلسطين.
لكن هناك سوء فهم لدى بعض المسلمين وغير المسلمين حول الجهاد، فالجهاد في الإسلام لا يقتصر على القتال، بل يشمل الجهاد بالنفس والمال، والجهاد الفكريّ والعلميّ، أي بذل الجهد؛ {وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبيراً} (الفرقان: 52)، {به} أي القرآن. فالّذين أخذوا جزءًا من الجهاد وتركوا الجزء الآخر ضلّوا وأضلّوا وكفروا بجزء من الشريعة التي فرضت الجهاد بميادينه المختلفة على المسلم، فأصبح كلا الفريقين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض كبني إسرائيل؛ {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} (البقرة: 85).
معظم الذين نبذوا الجهاد المسلّح اعتمدوا على روايات أساؤوا فهمها، وروايات تخدم الحاكم الظالم وتبرّر السكوت عن فساده، وتخالف صريح القرآن الكريم الذي فرضه في حال الدفاع عن النفس في مواقع كثيرة، منها؛ {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (البقرة: 190)، {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} (النساء: 95).
بينما معظم الذين اتخذوه - أي الجهاد المسلّح - طريقًا واحدًا ووحيدًا اعتمدوا على آيات القتال (أو السيف) التي تنسخ وفق زعمهم آيات السلم، وأولئك أساؤوا فهم آية النسخ في القرآن التي تتحدّث عن نسخ آيات قبل نزول القرآن فجاءت آيات القرآن تنسخها لتأتي بخير منها أو مثلها، وجاءت أصلاً في سياق مخاطبة أهل الكتاب؛ {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ * مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة: 105-106).
ثمّ إنّ القرآن الكريم يأمرنا بأشياء مختلفة تبدو متناقضة لغير المتدبّرين، بينما هي في الحقيقة تعالج أمور مختلفة في ظروف مختلفة لا تتعارض مع بعضها البعض ولا "تنسخ" بعضها وفق المفهوم الشائع فتصبح موجودة في القرآن بغير حاجة، فالقرآن كامل {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (فصلت: 42)، {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ} (النحل: 89)، فإذا أمرتنا آيات بالعفو والتسامح والصبر أحيانًا، فهي لا تُلغى بوجود آيات أخرى تأمرنا بالشدّة والغلظة والقتال في ظروف وحالات أخرى، فالأحكام تؤخذ كلّها ولكن في وقتها المناسب وفي ظرفها المناسب.
ليس من الإسلام أن نترك الجهاد المسلّح في حالات الدفاع عن النفس كما يفعل البعض، فجعلوا الكلاب والقطط وسائر الحيوانات التي تدافع عن نفسها وأهلها أشرف منهم. وليس من الإسلام أن نأخذ الجهاد المسلّح وحده دون الجهاد الفكريّ والعلميّ مثلاً، فيصبح كلّ من حمل السلاح تحت شعار الإسلام قائدنا وقدوتنا ولو كان عميلاً لعدوّ.
إنّ الجهاد يؤخذ كلّه كما يؤخذ الإسلام كلّه.
القمة الاسلامية الثانية عشرة والقدس والقضية الفلسطينية
جريدة القدس- بقلم المحامي راجح ابو عصب
عقدت القمة الاسلامية مؤتمرها الثاني عشر في القاهرة يومي الاربعاء والخميس الماضيين بمشاركة 26 زعيما اسلاميا من بين اعضاء منظمة التعاون الاسلامي البالغ عددهم 57 عضوا , بينما مثل بقية الدول الاخرى رؤساء وزارات او وزراء خارجية . ولا شك ان مشاركة هذا العدد من القادة والرؤساء يعطي للمؤتمر اهمية بالغة , خاصة وانه يعقد في عاصمة اكبر دولة عربية , هي جمهورية مصر العربية .
ولا شك ان القضايا الملحة في العالم الاسلامي كثيرة وجد خطيرة , وتحتاج الى قرارات جريئة تكون على مستوى تلك القضايا ولا جدال في ان اهم القضايا المطروحة التي بحثها القادة المسلمون هي اولا قضية فلسطين بعامة وقضية القدس بخاصة , ثم الازمة السورية التي اوشكت على دخول عامها الثالث , والتي ما زالت حتى الان مستعصية على الحل , رغما انها حصدت حتى الان اكثر من ارواح ستين الف سوري , عدا عن عشرات الآلاف من الجرحى وملايين المشردين والمهجرين داخل سوريا وخارجها ’ اضافة الى الدمار الهائل الذي لحق بالمدن والقرى السورية , خاصة البنية التحتية التي تجاوزت خسائرها حتى الان تسعين مليار دولار .
وهناك ايضا قضايا اسلامية اخرى مطروحة على جدول الاعمال , ناقشها القادة المسلمون خاصة الوضع في افغانستان والعراق ووضع الاقلية المسلمة في مينمار "بورما " سابقا , حيث يتعرض المسلمون هناك لحملة ابادة وتطهير عرقي ,تشارك فيه حكومة مينمار وجيشها , وذلك بهدف تشريد هذه الاقلية الاسلامية , وحملها الى الهجرة الى دولة بنجلادش المجاورة , من خلال القتل والحرق وهدم المساكن على رؤوس اصحابها وتدمير المدارس والمساجد وغير ذلك من ممتلكات المسلمين , اضافة الى مصادرة مزارعهم .
ولا شك ان القضية الفلسطينية عامة وقضية القدس خاصة تحظيان باهتمام القادة والزعماء المسلمين , وان كان هناك خلاف بين اولئك القادة والزعماء حول سبل حل الازمة السورية , فان هناك اتفاقا واجماعا بينهم على ضرورة دعم الشعب الفلسطيني وقيادته , وعلى اهمية دعم المقدسيين والحفاظ على المدينة المقدسة , وصيانة طابعها العربي والاسلامي , وحماية أماكنها المقدسة وفي طليعتها المسجد الاقصى , قبلة المسلمين الاولى , ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وموطن معراجه الى السماء .
ولا جدال في ان أهم ملفات القضية الفلسطينية الاستيطان والقدس وما تتعرض له من محاولات فلتان والازمة المالية الخانقة التي تعيشها السلطة الفلسطينية , وقد اشار الى اهمية هذه الملفات الثلاثة الدكتور نبيل العربي امين عام جامعة الدول العربية , عقب اجتماعه بالرئيس محمود عباس في القاهرة على هامش مؤتمر القمة الاسلامية , ذلك الاجتماع الذي عقد يوم الثلاثاء الماضي ’ حيث اعلن الدكتور العربي انه بحث مع الرئيس عباس القضية الفلسطينية , وخاصة التوقعات السياسية للادارة الاميركية الجديدة من القضية الفلسطينية , ولا سيما بعد تولي جون كيري وزارة الخارجية الاميركية خلفا للوزيرة السابقة هيلاري كلينتون , كما بحث العربي مع الرئيس عباس الاتصالات مع دول الاتحاد الاوروبي منذ فترة بهدف تحويل القضية الفلسطينية من امور متناثرة الى انهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .
ولا شك ان الادارة الاميركية تسعى جاهدة لمحاولة حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي , حيث اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما انه سيقوم قريبا بزيارة الى السلطة الفلسطينية واسرائيل حيث سيلتقي الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث سبل استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي المتوقفة منذ مدة جراء اصرار اسرائيل على استمرار سياسة الاستيطان في الاراضي الفلسطينية . ومعلوم ان الرئيس الاميركي في ولايته الرئاسية الثانية يكون اكثر تحررا وغير مقيد في تحركاته ونشاطاته , كما انه سيسعى الى تحقيق انجاز يذكر به , على مستوى الداخل الاميركي وعلى مستوى الخارج العالمي , ولا شك ان اوباما سيسعى بشدة وسيضغط من اجل تحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين , وذلك من اجل ان يسجل له التاريخ انه نجح فيما فشل فيه نظراؤه من الرؤساء الاميركيين السابقين , خاصة وانه كما قلنا , سيكون متحررا من ضغط اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة , لان هذه فترة ولايته الرئاسية الثانية , التي لا يمكن له الترشح بعدها .
والذي لا جدال فيه ان الادارة الاميركية من اوباما الى وزير خارجيته الجديد - جون كيري – سيجدان من الجانب الفلسطيني كل نية صادقة وعزم اكيد على تحقيق سلام دائم وشامل في المنطقة من خلال تطبيق رؤية حل الدولتين , بإقامة دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل في الاراضي الفلسطينية في حدود الرابع من حزيران عام 1967 . كما ان الرئيس عباس أكد وما زال يؤكد انه مستعد للعودة فورا الى المفاوضات : مباشرة او غير مباشرة , شريطة وضع مرجعية لها وزمن محدد لها ايضا حتى لا تكون كسابقاتها مفاوضات عبثية لا طائل منها .
ولا شك ان الدول العربية والاسلامية تقف بقوة وراء القيادة الفلسطينية في سعيها الحثيث والصادق لتحقيق السلام وانهاء الصراع , فالقمم العربية والاسلامية المتعاقبة تؤكد دائما في قراراتها ان مبادرة السلام العربية التي طرحتها قمة بيروت ما زالت على الطاولة , وما زالت السبيل الامثل لتحقيق هذا السلام الشامل , الذي من شأنه ان يمهد لسلام شامل بين اسرائيل ودول الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي .
ومن الملفات الهامة التي تصدرت اهتمام القمة الاسلامية الثانية عشرة قضية القدس , ولا شك ان هذه القضية هي مفتاح السلام , وبدونها لا حل ولا سلام , وهذا ما يؤكده الرئيس عباس باستمرار , حيث ان الفلسطينيين مؤيدين لقرارات الشرعية الدولية , ولن يوقعوا اي اتفاق سلام بدون قضية القدس والمقدسيين , ويؤيدهم في ذلك جميع القادة العرب والمسلمين , والغالبية العظمى من دول العالم .
ولا شك ان المدينة المقدسة ستكون مدينة مفتوحة امام جميع المؤمنين من اتباع الديانات كافة يؤدون شعائرهم الدينية فيها في اجواء من الراحة والطمأنينة , مع حرية الوصول اليها .
وقد أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي , الذي ترأس بلاده لجنة القدس في كلمته امام الاجتماع التحضيري للقمة الاسلامية يوم الثلاثاء الماضي الى ان الملك محمد السادس ملك المغرب يبذل جهودا كبيرة لدعم المقدسيين وتثبيتهم في مدينتهم المقدسة , وذلك من خلال "وكالة بيت مال القدس الشريف " الذراع التنفيذي للجنة , من اجل انجاز مشاريع تنموية وانشطة لصالح سكان المدينة المقدسة ودعم وجودهم كما اشار الوزير المغربي الى اهمية ابقاء القضية الفلسطينية والقدس في صدارة القضايا الاسلامية باعتبارهما جوهر الصراع في الشرق الاوسط.
كما شددت القمة الاسلامية على ضرورة وقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية باعتباره شرط من شروط تحقيق السلام , ذلك ان الاستيطان والسلام لا يلتقيان , كما ان الاستيطان بكل اشكاله وصوره مناقض ومخالف لكل قرارات الشرعية الدولية وشرعة حقوق الانسان , ذلك ان إستيلاء على اراضي الغير بالقوة , وفرض لسياسة الامر الواقع , ثم ان هناك اجماعا دوليا على رفض الاستيطان , الذي يجعل من اقامة دولة فلسطينية مستقلة متواصلة قابلة للحياة امرا مستحيلا او شبه مستحيل , ذلك انه يمزق الارض الفلسطينية ويجعل التواصل بينهما امرا مستحيلا من خلال جدار الفصل والطرق الالتفافية وبوابات العبور على مداخل المدن ومن خلال الحواجز العسكرية المختلفة .
وبحثت القمة الاسلامية كذلك ضرورة تنفيذ شبكة الامان المالية العربية للسلطة الفلسطينية , حتى تتمكن من تجاوز الازمة المالية الخانقة التي تعيشها , والتي قد تهدد وجودها , وذلك جراء عدم وفاء الكثيرين من الدول العربية بتنفيذ التزاماتها المالية , الامر الذي جعل السلطة الفلسطينية عاجزة عن دفع رواتب موظفيها الا بالتقسيط ومن خلال الاقتراض من البنوك . هذا عدا عن عدم قدرتها على الوفاء بالالتزامات المالية تجاه الكثير من المشاريع الهامة والملحة .
ونتمنى على الدول الاسلامية كل حسب طاقتها , تقديم الدعم المادي للسلطة عامة وللقدس خاصة , وذلك واجب تفرضه اخوة العقيدة والدين , ذلك ان المؤمنين , بالنص القرآني اخوة , كما انهم , بالحديث النبوي الشريف , كالجسد الواحد . كما ان القدس ليست للفلسطينيين فقط بل هي لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم .
فدعم القيادة الفلسطينية والمقدسيين يجب ان يترجم الى افعال , ولا يكون مجرد اقوال , فهل ينهض العرب والمسلمون والقمم العربية والاسلامية بمسؤولياتهم تجاه الشعب الفلسطيني عامة والمقدسيين خاصة , نأمل ذلك والله الموفق .