-
1 مرفق
اقلام واراء محلي 322
- [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG]
- [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.jpg[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]في هذا الملـــــف:
- سيريالية مواقف "حماس" الأخيرة
- بقلم: أيمن أنور - معا
- التعليم في فلسطين: إلى أين ؟
- بقلم: عيسى بنورة - معا
- إسرائيل مملكة الموت
- بقلم: عادل عبد الرحمن - الحياة
- أبو عمار في كتاب نبيل عمرو
- بقلم: عدلي صادق - الحياة
- حتى لا يعود العيساوي شهيداً
- بقلم: عبد الناصر النجار - الايام
- الأ ن ف ا ق
- بقلم: رامي مهداوي- الايام
- زيارة اوباما للمنطقة هل تحقق اختراقا في عملية السلام ؟
- بقلم: المحامي راجح ابو عصب - القدس
- سيريالية مواقف "حماس" الأخيرة
- بقلم: أيمن أنور - معا
- يحق للكاتب والشاعر والروائي والفيلسوف الفرنسي " أندريه بريتون" أن يفتخر ويطمئن في قبره، فقد وجد في مواقف قيادات حركة حماس الأخيرة، تجسيداً عملياً ودقيقاً لثقافة "السيريالية" التي أسسها، ودعا واجتهد لها، فها هي الحركة أخيراً تتخذ مواقفاً غريبة ومتناقضة ولا شعورية، بعيدة كل البعد عن الحقيقة، مفعمة بالأفكار المكبوتة والتصورات الخيالية وسيطرة الأحلام، وخلق أبطال وهميين ووصفهم بأعظم الأشياء، وفي سياق هذا الموقف أطلقت العنان لسرياليتها هذه لتجسيدها على علاقتها ب " دولة قطر".
- في سياق ذلك، يتُحفنا المستشار السياسي لحكومة حركة حماس " أ.د.يوسف رزقة" بمقالة جديدة له نُشرت على صحيفة " فلسطين" التابعة لحركة حماس، بعنوان " قطر الدولة الشابة عربياً"، ليضفي طابعاً ملائكياً على الدولة الصغيرة في كل شئ، والمثيرة للجدل.
- نفهم أن طبيعة العلاقات الدولية التي تحركها لغة المصالح والمنافع، هي التي جعلت حركة حماس تغير تحالفاتها، وتذهب بعيداً لتجد نفسها في حضن المحور المهادن، والمتورط في الفوضى التي تشهدها المنطقة العربية وعلى رأسها ربيبة أمريكا " قطر"، لكننا لا يمكن أن نفهم لغة الإفعام في مديح "قطر" للدرجة التي يتناولها " الأستاذ رزقة" في مقالته الأخيرة، حتى ظننا أن نبياً جديداً سيخرج من باطن الأرض القطرية، ليعلن قيام "دولة الأخوان المسلمين الإسلامية العظمى" من بين براثن القواعد الأمريكية في الدوحة، وبمباركة شيخ الناتو والنفط " يوسف القرضاوي".
- قليلاً من العقلانية والدبلوماسية والحكمة كافية للتعبير عن التحالفات السياسية مع دولة كـ"قطر"، لكن مديحها بلغة بعيدة عن العقل والمنطق، وجر عقولنا إلى تبني الفواقعية، أي الأشياء" البعيدة عن الواقع" ليس في صالح أو وزن حركة حماس، وسينعكس عليها سلباً عاجلاً أم آجلاً.
- يحاول " الأستاذ رزقة" أن يقنعنا إجبارياً من خلال موقف "قطر" الأخير بتسليم مبنى سفارة سوريا لما يسمى "الائتلاف الوطني" العميل، وتقبل أوراق أول "سفير سوري" يمثل ما يسمى " الثورة السورية" بأنها دولة أمينة على ثوابت وحقوق المواطن العربي، بل والأكثر غرابة في ذلك هو وصف "قطر" بأنها أكثر الدول العربية حيوية ونشاطاً وشباباً في الفترة التي سبقت ما يسُمى "الربيع العربي"، وفي أثنائه. قد يكون هذا الأمر صحيحاً ولكن يجب أن يُنظر إليه في إطار الجانب السلبي، فلم تدخر هذه الدولة المسخ والعميلة والمرتدة عن ثوابت شعوبنا وسعاً أو وسيلة إلا نفذتها وما زالت في تسليم مقدرات وخيرات أمتنا العربية للاستعمار الغربي، ولا أظن أن حركة " حماس" بعيدة عن هذه الحقيقة، وتدركها جيداً، ومستعدة أن تدفع استحقاقها وتدافع عنها حتى النهاية، طالما أنها تحصد منافع ومكاسب تحصن نفسها به من أي انحسار للحركة الشابة التي عززت نفسها في الشارع الفلسطيني وأصبحت لاعباً كبيراً في النظام السياسي الفلسطيني.
- يتعزز لنا الاعتقاد بسيريالية لغة الأستاذ " رزقة" في مصطلحات كثيرة عزز فيها مقالته الأخيرة، كأنها رسالة ممولة ( AID) هدفها لفت الإشارة إلى هذا المديح، من أجل إعادة ملئ الكيس من جديد، ومن هذه المصطلحات وصف قطر بأوصاف لا يمكن أن تنطبق على أي دولة في العالم، وكأنها دولة في كوكب بعيد عن مجرتنا وخالية من المشاعر والأفعال السلبية مثل " الحيوية القطرية القادرة على التأثير في سياسات الآخرين، ودفعهم إلى القيام بخطوات مماثلة"، نفهم من ذلك أن هذه الحيوية قد أثرت فعلاً في سياسات الآخرين مثل حركة " حماس" ودفعتهم إلى الدخول في هذا المحور!! أليس كذلك أستاذ " رزقة"، لقد نطقتها وأنت لا تعرف فالسيريالية دائماً ما تكون مركبة بعيدة كل البعد عن أي تحكم خارجي أو مراقبة للشعور أو الممارسة من طرف العقل، فيخرج الموقف الصحيح فجأة دون أن يكون هدفه إماطة اللثام عن الخطايا، ويُوضع في الموقع الخاطئ، كما حدث معك في وصفك لقطر وسحرها.
- اعترافك بأن "قطر" تملك فائضاً من المال والثروة، والإدارة والقدرة السياسية للتواجد على خريطة الوطن العربي والشرق الأوسط، موظفة المال والسياسة في خدمة مصالحها وتفعيل دورها السياسي الشاب، ينقصه مكان توظيف هذا المال، وهدفه، ولمصلحة من، فهل تمتلك الجرأة عزيزي أستاذ "رزقة" أن تتحدث بمصداقية حقيقية بأن "قطر" توظف هذا المال والثروة، وقدرتها السياسية في خدمة المشروع الأمريكي في المنطقة؟! هل لديك القدرة على كسر القيد الذي يحيط بضميرك للاعتراف بأن وجود حركة " حماس" ضمن هذا المحور الخياني الخالي من الديمقراطية، والوطنية خطأ استراتيجي قاتل ستحصده حماس قريباً؟!!، طبعاً، لا لن يستطيع الأستاذ " رزقة" الاعتراف بذلك قريباً، فالأمر مرتبط بصدمة تصيب حركة "حماس" من استمرارها ضمن هذا التحالف وهو لن يكون بعيداً.
- لم يكتفِ الأستاذ " رزقة" في مقالته بالبحث عن لغة " السيريالية" بل ضرب موعداً مع الهزلية حينما أشاد ب " أمير قطر"، واصفاً إياه بأنه أول رئيس دولة عربية يزور قطاع غزة، ويلتقي قادة حماس، غير مبالٍ بالانتقادات الصهيونية وغيرها!!! وأنا متأكد أن هذا الوصف سيكون معاكساً لو كان زيارة أمير قطر لرام الله مثلاً، فضلاً عن أن هذه الهزلية مرتبطة بحقيقة ثابتة ومترسخة في عقول السواد الأعظم من أبناء شعبنا الفلسطيني، حتى الأطفال منهم، وهي أن هذا " الامير القطري" العاق لوالده ما هو إلا عميل أمريكي للغرب، فهل تنكرون ذلك؟!!.
- لا نريد أن نصف دفاعك الحثيث عن أن " قطر" بريئة عما يجري في مصر بأنها نابعة عن " ضحالة سياسية" احتراماً لعامل السن بيننا وبينك، بل نقترح أن تكون " تمويه" من قبلك لما يجري من هتك عرض مصر وذبحها من الوريد للوريد من قبل قطر، وبمساعدة جماعة "دوللي شاهين" أو ما يطُلق عليهم" الأخوان المسلمين"، فدفاعك عن أن قطر ليس لها يد فيما يحدث في مصر دعابة لن تستطيع إضحاك أحد.
- وعطفاً على جملتك الأخيرة في المقالة والخاصة بما يسمى " الاستثمار القطري" في العالم، ونموذج " الدولة الشابة" الذي أرهقتنا به، وتفوقها على " الجغرافيا المحدودة، وعلى عدد السكان" كما زعمت، نابع عن نظرية استثمارية خاطئة تستهويكم، وهي أن "قطر" ستستمر للأبد في دعمكم، والإنفاق على حكمكم " الرشيد" في غزة بسخاء بالغ، فكما تأخذ " قطر" مقابل هذه الأموال، ستمنعها عنكم للأبد بعد أن تصبحوا ورقة محروقة، ونحن نتمنى دائماً أن تكونوا ورقة رابحة في خدمة المقاومة، وليس في خدمة قطر ومشروعها.
- التعليم في فلسطين: إلى أين ؟
- بقلم: عيسى بنورة - معا
- التعليم في فلسطين عانى ويعاني الكثير من الأزمات المتوالية والمتعاقبة بفعل الاحتلال الاسرائيلي وكان للمعلم الدور الرائد في تعليم شبابنا وشاباتنا على حقوقهم وواجباتهم تجاه وطنهم وشعبهم وامتهم مما ساهم ذالك في اندلاع انتفاضات متعاقبة ولّدت اخيرا سلطتنا الوطنية الفلسطينية بقيادة منظمة التحريرالفلسطينية .
- فالمعلم صاحب رسالة سامية وعليه أن يكون مخلصاً في هذه الرسالة مدركا للمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقه .. والمعلم أمين على أبناء شعبه ومسؤولية المعلم كبيرة جدا فهي لا تقل خطورة عن مسؤولية أي مسؤول في موقعه .
- فقد استطاع المعلم الفلسطيني وعلى مر العصور وزمن الاحتلال السيطرة على التعليم و الحفاظ على الهوية والثقافة الوطنية الفلسطينية، هذا الى جانب الدور الجوهري العظيم في المقاومة الشعبية الذي قام به المعلمون الفلسطينيون خلال الإنتفاضة الاولى , حتى وعند إغلاق المدارس والجامعات كان المعلم هوالرائد الأول في تنظيم التعليم الشعبي (تعليم الحارات ) وهوغير رسمي وغير قانوني من وجهة نظر الإحتلال وغير مدفوع الأجر لابل من منطلق الحرص العميق والراسخ تجاه وطنه وشعبه الفلسطيني الذي عانى ويعاني من براثن العدو الطامع والطامح في السيطرة على مقدرات هذا الوطن .
- لذالك حرصا علينا بما فيه من مصلحة عامة وليست خاصة أو شخصية أن نركز جلّ إهتمامنا نحو المعلم والتعليم , لكي نرسخ أُسس ودعائم هذا الوطن المميز وطننا فلسطين , ونثبت جذوره عميقة عميقة وأغصانه شامخة عالية نحو الشمس لغدٍ مشرق يزهو برحيق الورود والأمل لحياةٍ أفضل لأبنائنا في المستقبل ويتمتعوا برائحةِ الحرية والإستقلال.
- المعلم هوإنسان وليس مخلوق فضائي يشعر كما تشعرون ويتلمس أوجاع شعبه وأوجاع أبنائه الطلبة ويسعى دائما نحو الأفضل لابنائه الطلبة , وينسى همومه وأوجاعه لأنه المعلم الأب قبل كل شيء.
- أخيراً وليس آخراً أتوجه إلى كافة المسؤولين عن العملية التربوية أن يفكروا بجدية نحومستقبل هذه العملية بما يترتب عليه من تحسين أحوال المعلمين من الناحية المهنية و الإقتصادية وتحسين ظروف معيشتهم لكي يقوموا على الأقل بأبسط الأمور وهي إعالة أبنائهم وعائلاتهم وألا يشعروا بالتقصير تجاههم. ومن موقعي هذا أدعو الجميع للوقوف صفاً واحداً مع المعلم في تحقيق أهدافه الإنسانية البسيطة العادلة لكي تعود العملية التعليمية إلى مسيرتها كما عهدناها وأن لا يشوبها أي شائبة إذ أن التعليم هو شيئٌ مقدس .
- إسرائيل مملكة الموت
- بقلم: عادل عبد الرحمن - الحياة
- إسرائيل كدولة قامت على ركائز مشروع إحلالي على حساب ارض ومصالح الشعب الفلسطيني عام 1948. هذه الدولة الكولونيالية، تدعي أنها «واحة الديمقراطية» الوحيدة في المنطقة العربية! غير ان الحقائق التي تتكشف يوما تلو الآخر، انها دولة الموت ليس للفلسطينيين فحسب، بل لليهود ولكل من يتعارض مع خيارها الاستعماري في المنطقة والعالم.
- آخر جرائم إسرائيل كانت اغتيال السجين إكس، اليهودي الاسترالي، بن زاغر، الذي قدم لاسرائيل من ملبورن عام 2001، وغير اسمه الى بن ألون. وعمل عميلا للموساد.
- في كانون الثاني 2010 في زنزانة العزل الانفرادي القسم (15) داخل سجن ايالون، لقي حتفه. لم تعلن الجهات الرسمية عن وفاة الاسرائيلي خشية الفضيحة، وبقي أمر قتله سرا عند نتنياهو، الذي شاء طي صفحة زاغر دون ضجيج. غير ان صحيفتين استراليتيين، قامتا بنبش المستور. ثم قام النواب الثلاثة في الكنيست: زهافا غلئون واحمد الطيبي ودوف حنين بتعميم الخبر بعد ثلاثة أعوام خلت على الجريمة، التي نفذها قادة إسرائيل.
- الجريمة الجديدة ليست الاولى في تاريخ الدولة المارقة والخارجة على القانون. وهو ما يشير الى ان دولة الارهاب المنظم الاسرائيلية، لا تستخدم سلاح الاغتيال والموت ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني وقياداته السياسية من مختلف القوى والفصائل فقط، بل ضد اليهود، الذين تفترض انهم تجاوزوا الخطوط الحمر الخاصة بها امثال بن ألون (زاغر). وهو ما يكشف، عن أن هذه الدولة غير آمنة، وهي لا تعدو أكثر من مملكة للموت كما سرطان إخطبوطي ينتشر في جسد الدولة والمنطقة.
- وما يجري الآن ضد أسرى الحرية المضربين عن الطعام أمثال سامر العيساوي، الذي مضى على اضرابه عن الطعام (207) أيام والشراونة وغيرهم من ابناء الشعب الفلسطيني، يشير الى اتساع نطاق عمليات الاغتيال باساليب وطرق مختلفة ضد الفلسطينيين واليهود على حد سواء. لانه لا وازع اخلاقيا او قانونيا او انسانيا في مملكة الظلام الاسرائيلية. وكون إسرائيل وجدت لخدمة الراسمالية اليهودية المتشابكة المصالح مع الرأسمال المالي الغربي. وبالتالي لا قيمة لحياة أي يهودي أو فلسطيني أو عربي أمام المهمة الاساسية لدولة التطهير العرقي والارهاب العنصري.
- ودون التوقف امام اسباب اعتقال وعزل ومن ثم اغتيال زاغر، ومن قبله عام 2001 اسحق يعقوب، وغيرهم من حملة الجنسية الاسرائيلية، لأن القتلة فيها يمكنهم تقديم مبررات كاذبة وواهية، لا تقدم ولا تؤخر في النتيجة، التي أدت لاغتيال اليهود. ولو كانت إسرائيل لديها الحد الادنى من ملامح الديمقراطية لما تم اغتيال اليهودي الاسترالي وغيره من ضباط الأمن الاسرائيليين، ولأمكن حصولهم على محاكمات عادلة امام القضاء.
- ولكن القضاء الاسرائيلي الذي يحاول ان يلبس احيانا ثوب «الموضوعية» ، ليس سوى شريك أساسي في عمليات الاغتيال، لانه خادم أمين للقيادة السياسية الاسرائيلية، وينفذ مهمته بخسة ودونية تحت يافطة «حماية أمن الدولة»!؟ أي دولة هذه التي تغتال ابناءها دون محاكمات عادلة؟ وأي قضاء نزيه يقبل بقتل اليهود ولا نقول الفلسطينيين دون ان يتحرك ضد سياسات الحكام واجهزة الأمن، المتجردة من أية احاسيس ومسؤوليات اخلاقية وقيمية وقانونية وسياسية، وتتعارض مع مبادئ حقوق الانسان ومواثيق الامم المتحدة.
- اغتيال بن زاغر، إضافة نوعية جديدة على مستقبل هذه المملكة الظلامية القاتلة، المستقبل الاسود، الذي سيكون وبالا على اليهود حملة الجنسية الاسرائيلية والفلسطينيين والعرب، لأن السياسات، التي تنتهجها، لا تنتج إلا الموت والحروب والاستعمار الاستيطاني، ورفض معايير الديمقراطية وخيار السلام، خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام1967. الأمر الذي يفرض على العالم الحرن إن كان معنيا بالسلام في المنطقة التدخل الفوري لحماية إسرائيل من قادتها مجرمي الحرب، ولمنع ولوج المنطقة لدوامة العنف نتاج الارهاب المنظم الاسرائيلي.
- أبو عمار في كتاب نبيل عمرو
- بقلم: عدلي صادق - الحياة
- يحل نبيل عمرو في غزة، لتوقيع كتابه "ياسر عرفات وجنون الجغرافيا". وكان "أبو طارق" قد أهداني كتابه مع عبارة لا تجانب الصواب، يقول فيها إن في هذه الصفحات كثير من المشترك بيننا. وفي جلستنا تلك، نوّه الى أن قراءة كتاب من هذا الطراز، ستكون سَلِسة، وهي في الواقع ينبغي أن تكون كذلك. لكن القراءة بالنسبة لي لم تكن سَلِسةً. فقد محَّصتُ الجمل والفقرات، وتأملت بعضها طويلاً، من الصفحة الأولى الى الصفحة الأخيرة، وذلك ـ بصراحة ـ لأن فكرة افتراضية سبقت البدء في القراءة، وهي أن الصديق نبيل عمرو، ربما يُغضبني في مؤدى وخلاصات وأسلوب حديثه عن الشهيد الرمز ياسر عرفات. لذا وجدتني أتوقف طويلاً عند بعض المواضع، التي يصعب فيها تعيين الفارق بين الدعابة أو الفانتازيا التعبيرية والتقصد الذي يتبدى من طريقة رمي المعنى في بطن اللقطة. فنبيل ـ بطبيعته ـ يتسم بالجاهزية، لأن يذهب في أحد الخطين: فانتازيا السخرية أو التلميح المرير. ولا أجامل صاحبي إن قلت إنه كتب نحو نصف عدد الصفحات، بقلم روائي متمرس، ذي لغة رشيقة، وبِجَلدٍ واضح ومُقدّر، دل عليه الاستمرار في السرد بتقنية ممتازة، لا سيما عندما تنتهي الفقرة وتبدأ أخرى.
- وربما بحكم الطابع الروائي للنصف الأول من الكتاب، اختص نبيل عمرو نفسه في الفصول الأولى، بـ "الحق" في أن يصف المواقف والوقائع والنوايا مثلما يرغب في وصفها لكي يخدم الخط السردي الذي مضى فيه. فالعنوان، بمدلوله النفسي والوجداني، يتحدث عن جنون جغرافيا ظل يدفع الزعيم الفلسطيني لأن يتوسل التمكين على أية أرض، وهذا تعبير ينم عن شيء من التجريد أو الإيحاء بأن كل الجغرافيات التي حاز عليها أبو عمار مؤقتاً، ثم خسرها، حسب سرد نبيل عمرو، أو تلك التي كان يسعى الى الحصول عليها؛ كانت مقطوعة الصلة في ذهنة، بالغاية المرتجاة منها. ذلك علماً بأن تجربة ياسر عرفات بدأت في أوج مراحل الكفاح التحرري في أربع رياح الأرض، وحيثما كانت مواطئ الأقدام التي يسمونها في أدبيات حرب الشعب "أرض الارتكاز" هي هاجس قادة حركات التحرر، ومطلبهم الأول. ولكي تتعزز حبكة الروائي وتزداد طرافة، حول "جنون الجغرافيا" وعقدة "اللامكان"؛ يلجأ الكاتب الى أقاصيص اللامعقول، أو الى لقطات مُختلقة قطعاً، إمعاناً في البرهنة على شوق أعمى، ملأ قلب الزعيم الفلسطيني، للاستحواذ على أية جغرافيا. واعتمد في هذا السياق، على إشارات يستمد منها القرائن على صواب ما ذهب اليه، ثم زاد على ذلك، بالتلميح الى أن المهمة الأولى للجغرافيا التي كان يسعى اليها "الختيار" إنما هي للاستحواذ على ساحة للمراسم وأداء التحية.
- يقول نبيل عمرو، إن بداية اقترابه من أبي عمار، كانت في العام 1978 لذا كان الأفضل أن يبدأ وصف دواخل الرجل وهواجسه من تلك السنة، وليس منذ الأوقات المبكرة التي استقر فيها رأيه على الزي الذي يرتديه والكوفية التي يعتمرها. ففي السنوات الأولى بعد حرب العام 67 كان أبو عمار يكره المراسم، ومن عايش تلك الفترة يعرف ذلك جيداً. ففي إحدى المرات عاقب القائد ياسر عرفات ضابطاً صغيراً أدى له التحية النظامية (نعرفه بالاسم) كان عائداً لتوّه من كلية شرشال العسكرية في الجزائر، وارتدى في معسكر "الهامة" بدلة ضابط عسكري برتبة ملازم أي مع نجمتين نحاسيتين. فقد استشاط "الختيار" غضباً، لأن "فتح" كانت في مرحلة الثورة ومجموعات المقاتلين الفدائية. فقد كان أبو عمار يكره المراسم، التي أحبها واستكمل التدرب عليها، بعد إعلان الدولة في الجزائر، وجزئياً بعد الوضع الدولي لمنظمة التحرير في منتصف السبعينيات.
- وفي سرده يختزل نبيل عمرو، فترة وجود الثورة الفلسطينية في الأردن، بالتوصيف التقليدي شديد الإيجاز والخلل. وتتقلص الفجوة الزمنية في السرد، ليصل الكاتب سريعاً الى أحداث العام 1970 المؤسفة. وأخونا نبيل لم يعش تجربة تلك السنوات الثلاث. لكنه يحرص في صفحاته، على استمرار قصة "جنون الجغرافيا" وغرضها المراسمي، بعد أحداث أيلول 1970. ولكي لا يعتب عليّ لوصفي بعض اللقطات بأنها مخترعة، أعطيه مثالاً واحداً: فهو ـ كما الروائي ـ يريد أن تتواصل مفاعيل "جنون الجغرافيا" على امتداد العمر الزمني للرواية، فيقول إن أبا عمار بعد أن خسر الجغرافيا الأردنية، صار يفتش عن إمكانية تتمثل في واحد في المئة من التواجد في الأردن، لذا تم التوافق على وجود "قوات بدر" التي تؤدي له التحية. وفي الحقيقة، إن قوات بدر لم تدخل على خط أي حديث سياسي للاتفاق على شكل العلاقة الأردنية الفلسطينية بعد أيلول. لقد جرت بعد أيلول 1970 جولة مفاوضات مختلفة في مدينة جدة السعودية، ربما لم يسمع بها نبيل عمرو، وتناولت مسألة مستقبل العلاقة وانتهت تلك الجولة بالفشل. كان يرأس وفدنا المرحوم خالد الحسن، ومصطفى دودين عن الجانب الأردني (كان وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، وبعدها دخل الى الضفة وأسس ما سُمي "روابط القرى"). أما "قوات بدر" فهي لم تكن على أي خط محادثات، وتأسست في العام 1971 من متطوعين، لكي تحاكي ألوية القوات الفلسطينية المرتبطة برئاسات الأركان العربية.كان اسمها في البداية "كتيبة زيد بن حارثة" وأصبحت "قوات بدر" في العام 1980.
- في الفصول من الرابع الى السابع، من الكتاب، ينحو نبيل عمرو الى التسجيل التقليدي لوقائع المسار السياسي الفلسطيني في الثمانينيات والتسعينيات. وفي بعض الصفحات، تمنيت أن يوجز نبيل عمرو وأن يقتصر على تجربته ومشاهداته، لا يتجاوزهما الى تسجيل ما لا يخصه، وهو من اختصاص باحثين أو مؤرخين. وهناك العديد من النقاط، التي كان سيفيدنا بها، لو روى لنا واقعة تسلمه منصبه في الإذاعة، وكيف تعارضت الاجتهادات بين الوطنيين حول المسؤوليات الإعلامية، وحول وضع إذاعتنا في القاهرة، وتقديم موجز عن تجربة المرحوم فؤاد ياسين مثلاً!
- * * *
- في هذه السطور، يصعب المجيء على ذكر جميع ملاحظاتي على الكتاب، ودونتها في مفكرة، وبلغت نحو خمسين نقطة أو ملاحظة. وإن كان لنبيل عمرو علينا حق الثناء، فهو لكونه وعلى امتداد مسافة السرد، حافظ على تقديره لزعامة ياسر عرفات ولتفرده بالكثير من المزايا، ولشجاعته ومثابرته. إلا أن المآخذ القليلة على أسلوب السرد، تتعلق بنقطتين، الأولى هي التزيد في الدعابة أو في رسم المشهد واللقطة كأنها نكتة. والثانية هي التأثير الواضح لما أفضت اليه الرحلة من نتائج لاحقة، عند وصف الوقائع التي يُفترض أنها توصف بمنطق زمنها أو وقتها. وهناك نقطة ثالثة هي من حق الكاتب، ربما تدخل في خانة قناعاته السياسية التي هي حق له. ونبيل عمرو، أصلاً، ليس من فئة "الثوريين" أو الفدائيين لكي نطالبه بقراءة زفير أبي عمار وشهيقه. فهو محض وطني فلسطيني، لم يزعم لنفسه غير ذلك، وبالتالي كان يقدم ياسر عرفات، من خارج عالم ياسر عرفات وأحاسيسه الخاصة والتفصيلية، مهما أمضى من وقت بالقرب منه. وعلى الرغم من ذلك، كان بديعاً في التقديم العام، لزعيم الحركة الوطنية الفلسطينية ومؤسسها الشهيد أبو عمار، إذ سيشعر القارئ، في الكثير من الصفحات، بأنه عاش مع "الختيار" تلك الوقائع التي يرويها نبيل عمرو، وهي بعض ما تيسر، من مفكرة عام أو عامين، من تاريخ ياسر عرفات الصاخب.
- حتى لا يعود العيساوي شهيداً
- بقلم: عبد الناصر النجار - الايام
- هل يستطيع إنسان اجتياز المستحيل، ويخالف قوانين الطبيعة، ويقهر قدرة الجسد على التحمُّل.. إنهم الفلسطينيون الذين كان يطلق عليهم الرئيس الشهيد الراحل ياسر عرفات "قوم الجبّارين".
- الأسير المضرب عن الطعام سامر العيساوي يحطّم قوانين فيزياء الجسد، مع المحافظة على عنفوان روحه.. إذن هي مئتان وستة أيام.. بعيداً عن الطعام.. يذوب فيها الجسد.. فتغدو عظام القفص الصدري شاهدة على صلب المقاومة وقوة الصمود في وجه آلة الاحتلال العدوانية..
- لن نقول لسامر كل بقدر ما نقول لكل أبناء الشعب الفلسطيني المرابطين على جمر الاحتلال والمؤمنين بقضية الأسرى انه يجب عليهم التوقف عن الأكل قليلاً، لا من باب قياس القدرة على تحمُّل الجوع.. بل بالوصول إلى قناعة الشعور بالذنب عن هذا التقصير غير المقبول في دعم ومساندة قضية الأسرى.
- أكثر من 200 يوم من الإضراب والمواجهة مع السجّان الإسرائيلي كان الشارع الفلسطيني يبدو هادئاً إلاّ من مسيرات متقطعة هنا وهناك، أو من اعتصامات تبدأ بالعشرات وتنتهي بعد أقل من ساعة بما لا يزيد على أعداد أصابع اليدين؟!
- سبعة أشهر من الإضراب المتواصل للمعجزة سامر العيساوي لم ترسخ في الجماهير الفلسطينية مفهوم الحراك الشعبي المتواصل في الشوارع والساحات ومفترقات الطرق، بمعنى آخر نحن لم نمارس ضغطاً كافياً على سلطات الاحتلال.. لم نتمكن من إيصال الجمرات المشتعلة إلى أصابع قادة الاحتلال.. فهم لم يشعروا حتى الآن بأنهم بتصرفاتهم الحمقاء وعدوانهم المتواصل على الأسرى أنهم يدفعون أو سيدفعون الثمن.
- دعونا نعود أشهراً للوراء لقصة الأسير المحرر خضر عدنان الذي واصل إضرابه لما يقارب الثلاثة أشهر، ولكن من اليوم الأول لإضرابه قرعنا جدار الخزّان، وتواصلت المسيرات والفعاليات الثقافية، وبدأت كرة الثلج تكبر شيئاً فشيئاً.. وازدادت حدة المواجهات في المفترقات وقبالة معتقلات الاحتلال.
- ولعلّ أراضي بيتونيا المحيطة بمعتقل عوفر تشهد على المواجهات اليومية في حينه، ولولا هذا الحراك الجماهيري ودفع الجمر الملتهب بقوة إلى أصابع قادة الاحتلال لما تم الإفراج عنه، ولما رضخت سلطات الاحتلال، وانكسرت وقامت بتحريره.
- إذن ما الذي تغير؟! هل نحن جميعاً أصبنا بمرض اللامبالاة وبانعدام الإحساس..؟ فلم نعد نملك شجاعة المواجهة، مواجهة الذات من خلال التقصير الواضح في تحمُّل المسؤوليات، أو مواجهة الآخر المحتل الذي يمارس فن التعذيب على أجساد أسرانا الذين قدموا زهرة شبابهم من أجلنا ومن أجل تراب هذا الوطن..
- منذ أسابيع وكل المؤسسات المهتمة بقضايا الأسرى ووزارة شؤون الأسرى ونادي الأسير والمؤسسات الحقوقية تنادي، تحذر، تطالب، تناشد..من أجل التحرك الفوري والسريع على كافة الجهات، وتشكيل رأي عام قادر على الضغط للإفراج عن المضربين عن الطعام ولتحسين أوضاع الأسرى بشكل عام كخطوة في طريق الإفراج عنهم خاصة أولئك الذين قضوا ما يزيد على عقدين في ظلمات الزنازين.
- ربما استيقظنا من سباتنا الشتوي الطويل الذي استمر عدة أشهر، وبدا الحراك في الأيام الأخيرة أكثر فعالية، الأعداد تزداد شيئاً فشيئاً، والمسيرات تنظم في المدن والقرى والمخيمات والتجمعات السكانية، والاعتصامات أكثر جماهيرية. والأهم من ذلك هو المواجهات مع قوات الاحتلال في نقاط كثيرة.
- بمعنى آخر، بدأنا مرحلة الفعل وإن كان متأخراً شرط أن نواصل ونكثّف هذا الفعل على أرض الواقع لنشكل رافعة حقيقية من أجل الإفراج عنهم، ومن أجل أن يتمكن سامر وإخوانه المضربون عن الطعام من تناول الأكل ولكن بين أفراد عائلاتهم.. وليس في معتقلات الاحتلال.
- إن أي تقصير من أي كان قيادة وقوى وطنية وإسلامية وأحزابا ومؤسسات مجتمع مدني ومنظمات أهلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وطلبة، وعمّالا، وفلاّحين، وأطباء، ومهندسين، و... سيكون بمثابة حكم بالموت على أسرانا المضربين عن الطعام.. ومن لا يرغب منا في تشييع أسيرنا جميعاً سامر العيساوي فعليه أن يقذف بحجر في مياه الاحتلال الراكدة؟!
- الأ ن ف ا ق
- بقلم: رامي مهداوي- الايام
- خرم الإبرة سينتشر بشكل أوسع جغرافياً ومضموناً، وهذا ما وعدت به القراء الذين أتواصل معهم_ من خلال الاعلام الإلكتروني_ بطرح قضاياهم أيضاً حتى لو كانت فردية وليس مجتمعية، لأن الفرد جزء من المجتمع، واليوم أضع بين يديك عزيزتي ... عزيزي القارئ ملف الأنفاق في قطاع غزة، من الواضح أصبحت هذه الأنفاق كمعضلة أو أحد عوائق المصالحة، لأن الأنفاق خلقت معها أصحاب مصالح، وأصحاب المصالح أصبح لهم نفوذ مالي وسياسي وقوة منظمة. ويكيليكس خرم إبرة حصل على هذه المعلومات التي تخص الأنفاق: • الشريط الحدودي من البحر غربا حتى حدود عام 1967 شرقا «13 كيلو مترا». • المسافة التي تمتد بها الانفاق في مدينة رفح «8 كم « من منطقة تل زعرب غربا حتى نهاية منطقة الجرادات شرقا. التربة في تلك المساحة طينية لا تصلح لحفر الانفاق. • طول النفق بين 200 – 1000 متر. العرض 50سم – 200 سم.الارتفاع 1-1.5 متر. • العمق يتراوح من 8-30 مترا تحت سطح الارض. حتى العام 2012 تم احصاء 1200 نفق. • منذ العام 2007 حتى 2012 توفي ما يقارب 250 شخصا في الانفاق. 1500 إصابة متنوعة بخطورتها، والبعض فقد أطرافا من جسده. عشان أكون واضح، أنا ما بحكي على الأنفاق اللي بدأت مع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، يعني أنفاق المقاومة كونها مقاومة لا أحد يستطيع وضع غبار عليها والله يحميهم الشباب، كانت الانفاق متنفس لأهالي القطاع عشان مستلزماتهم اليومية من غذاء وشراب وملبس واحتياجات أخرى من الإبرة حتى السلاح، ومع الانقلاب زادت الأنفاق، لدرجة إنه اللي كان يعمل بالانفاق وملاك الأنفاق وصلوا لحد الثراء الفاحش يعني الجماعة صاروووو من أصحاب الملايين، وأصبحت هذه الأنفاق تدار من هيئة الأنفاق التابعة لحماس بسبب كثرة الانفاق، بالاضافة الى فرض ضرائب حكومة المقالة على الانفاق والبضائع التي تمر منها، الانفاق مصدر مالي مهم للحكومة المقالة التي تفرض الضرائب حتى على المصاب والمتوفى. أصعب اشي إنك تشتغل في اشي وإنت عارف بأنه قد يسبب موتك في أي خطأ أو أي غفلة عين، اغلب عمّال الانفاق من الشباب حملة الشهادات، لانها اصبحت العمل الشاغر الوحيد امامهم، بالاضافة الى نسبة كبيرة من الاطفال، وارباب العائلات الكبيرة الذين يذهبون للعمل وهم واثقون بانهم ربما لن يعودواااا، إذن الحالة النفسية للعائلات سيئة جدا فهم في كل مرة يودعون ابناءهم الوداع الاخير. فقد تحولت الانفاق الى اسباب موت متعددة ما بين الموت اختناقا او صعقا بالكهرباء او بسبب انهيار التربة. تخيلوووو جزء من ازمة الكهرباء في رفح بسبب الانفاق لما تحتاج من كهرباء_ سأطرح موضوع الكهرباء في مقال خاص_ الانفاق لم تعد تلبي الرغبة بالحياة، بل اصبحت حديث الغالبية من المواطنين بالسوء فلم تعد تُذكر الانفاق الا بالسوء والموت والاستغلال. حتى مع وجود هيئة أنفاق!! الاهمال والتقصير من قبل الحكومة المقالة تجاه العاملين ظاهرة بشكل واضح، مثل سيارات الدفاع المدني لا تتحرك بالسرعة المطلوبة في حالات الانهيار ولا يتم تقديم العمل اللازم تقديمه بالوقت، فالوقت في هذه الحالات كفيل بالإنقاذ. قالت لي سيدة غزية « بالأمس لم أتمالك نفسي في حضرة أم المغدور علي القاضي ابن التسعة عشر عاماً الذي قضى في الانفاق بسبب الفقر والاهمال والتقاعس من حكومة نصبت نفسها الحاكم بأمره على شعب يعيش مرارات الاحتلال ويتجرعه صباحاً ومساء، صُدمت أكثر عندما جلست في مكان نومه الذي كان سابقاً غرفة للحمار، ذهب علي وتلاشى حلمه ببناء بيت له وأخيه، وزوجة وأبناء يزينون البيت الذي ظنوا أنهم من العمل في الانفاق سيدشنونه، صديقه الذي رافقه حتى لحظات الحياة الأخيرة على عمق خمسة عشر متراً تحت الأرض همس بأذني آخر ما قاله علي «اتركني واصعد حتى لو أخرجتني من هنا فأنا ميت، أشهد أن لا إله إلا الله» ، حسبي الله على من يتاجر بمستقل شعب كامل». علينا أن نتحدث بكل قوة وصراحة بأن الانفاق أصبحت أيضاً ممرا للمخدرات والممنوعات والتهريب وكله بثمنه، من المفترض ان الانفاق جاءت لتحل أزمة فأصبحت ازمة بعينها، ولم يستفد الشعب المحاصر منها إلا بتقديم المزيد من الضحايا. الأنفاق أصبحت أمرا مفروضا وواقعا جديدا في إدارة حكم قطاع غزة، كل شيء يزيد عن حده ينقلب ضده والأنفاق بدأت تزيد عن حدها، حان الوقت لدراسة هذه الأنفاق إن كان لها جدوى وأثر إيجابي على القضية الفلسطينية.
- زيارة اوباما للمنطقة هل تحقق اختراقا في عملية السلام ؟
- بقلم: المحامي راجح ابو عصب - القدس
- تعتبر الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الاميركي باراك اوباما لفلسطين واسرائيل في شهر اذار القادم زيارة استثنائية , ذلك ان الولايات المتحدة هي الوحيدة التي تملك مفتاح السلام في المنطقة باعتبارها الحليف الاستراتيجي لاسرائيل , والداعم الاكبر لها اقتصاديا وسياسيا وعسكريا اضافة الى انها تتمتع بعلاقات مميزة مع العديد من الدول العربية , وفي مقدمتها مصر , اكبر دولة عربية ودول الخليج العربي , التي تعتبر المصدر الاكبر للنفط في العالم , هذا عدا انها صاحبة النفوذ الاكبر في العالم ولها التأثير الكبير في المنظمة الدولية وخاصة في مجلس الامن الدولي .وخير مؤشر على اهمية هذه الزيارة الاهتمام الكبير الذي ابداه القادة والزعماء الاسرائيليون ووسائل الاعلام في الدولة العبرية , فقد قال الرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس , يوم الاثنين الماضي , ان اسرائيل تولي زيارة اوباما بالغ الاهمية واضاف انه يجب المحافظة على نسيج العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة , وعدم افساح المجال امام اوساط هامشية للتأثير فيها , وقال الكاتب الاسرائيلي "حايمي شاليف " في صحيفة " هآرتس " الاسبوع الماضي : " ليس هناك وضع يأتي فيه اوباما الى اسرائيل ويزور رام الله والاردن , وفي النهاية يخرج من هنا دون ان يغير في شيء من الوضع الراهن القائم , ومن يعتقد ذلك فانه يعبر عن امانيه او يتجاهل الديناميتية التي ستنشأ بالضرورة كنتيجة لهذه الزيارة ".وقد شددت الصحف الغربية ايضا على اهمية هذه الزيارة الاستثنائية , فقد وصفت صحيفة " الجارديان" البريطانية على موقعها الالكتروني , يوم الاثنين الماضي اختيار الرئيس الاميركي باراك اوباما اسرائيل لتكون محطته الخارجية الاولى بالاختيار الموفق , حيث تعيد زيارته المرتقبة هذه القضية الفلسطينية من جديد الى الواجهة , وتعطي دفعة لعملية السلام المتجمدة منذ عدة اعوام , واضافت ان الزيارة تمنحه فرصة لاعادة احياء عملية السلام , التي تتحمل اسرائيل الجزء الاكبر من مسؤولية الجمود , الذي اصابها طيلة الاعوام الماضية , وقالت الصحيفة : كما انه من الممكن ان تعطي هذه الزيارة دفعة ودعما قويا للفلسطينيين , لا سيما وان حرص اوباما على زيارة مدينتي رام الله وأريحا , يهدف الى ايصال رسالة واضحة مفادها : ان الشرق الاوسط لا يزال يتصدر قائمة اولويات البيت الابيض , وان القضية الفلسطينية لم تندثر تحت وطأة الاحداث العالمية الساخنة .وفي ذات السياق فان صحيفة "الاندبندت " "البريطانية " رأت ان زيارة اوباما لفلسطين واسرائيل تعطي املا في احياء محادثات السلام المتوقفة , وقالت ان بعض الخبراء يعتقدون ان اوباما يرغب في وضع بصمته على الصراع الفلسطيني الاسرائيلي . كما أكد المتحدث باسم البيت الابيض " جاي كارني " ان الرئيس اوباما سيبحث خلال الزيارة سبل تعزيز عملية السلام في الشرق الاوسط .أما فلسطينيا فقد أعرب الرئيس محمود عباس عن أمله في ان تشكل زيارة اوباما بداية لسياسة اميركية جديدة , تؤدي الى تجسيد قيام دولة فلسطينية مستقلة على اراضي فلسطين ضمن حدود الرابع من حزيران عام 1967 , كما أعلن نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية ان الرئيس عباس يرحب بزيارة اوباما لفلسطين, وأضاف : اننا نأمل بأن تكون هذه الزيارة بداية لسياسة اميركية جديدة تؤدي الى اقامة دولة فلسطين وفق قرارات الشرعية الدولية .ولا شك ان زيارة اوباما لفلسطين واسرائيل المرتقبة ستسعى الى كسر الجمود الذي يسيطر على عملية السلام , وسيسعى اوباما الى استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي المتوقفة منذ شهر تشرين الاول عام 2010 , وذلك جراء اصرار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على رفض الاستيطان في الضفة الغربية والقدس , وقد أعلن الرئيس محمود عباس انه اضطر الى الانسحاب من المفاوضات لانها اصبحت مفاوضات عبثية ذلك ان نتنياهو, كما قال الرئيس ابو مازن , يتخذ من تلك المفاوضات ستارا للاستمرار في سياسة التوسع الاستيطاني وسياسة فرض الامر الواقع بالقوة وان نتنياهو يتخذ من تلك المفاوضات وسيلة للتهرب من استحقاقات السلام , وليس طريقا لتحقيق السلام العادل والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية .وقد أكد الجانب الفلسطيني انه جاد وصادق في سعيه لتحقيق السلام , ومن اجل ذلك دخل في مفاوضات " مارتونية " مباشرة وغير مباشرة , ولكنه لا يستطيع الاستمرار في تلك المفاوضات لمجرد ان الجانبين يتفاوضان , دون ان تؤدي تلك المفاوضات الهدف المنشود منها , وهو تحقيق رؤية حل دولتين : دولة فلسطينية ضمن حدود الرابع من حزيران عام 1967 , وذلك تنفيذا لقرارات مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة وخطة خريطة الطريق ومبادرة السلام العربية واتفاق اوسلو الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني مع حكومة اسرائيل في عام 1993 .ولا جدال في ان الرئيس اوباما سيسعى خلال زيارته المرتقبة لعقد قمة ثلاثية تضمه الى جانب الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو , وقد أكد ذلك نائب وزير الخارجية الاسرائيلي " داني ايالون " حيث اعلن في مقابلة مع اذاعة الجيش الاسرائيلي انه متأكد من ان هناك جهودا جارية لعقد تلك القمم الثلاثية , واضاف قائلا: ان اوباما لم يكن ليزور اسرائيل الا اذا كان متاكدا من ان تلك الزيارة سوف تشكل نوعا من التقدم في محادثات السلام الاسرائيلية – الفلسطينية المتوقفة .وفي ذات الاطار فان السفير الاميركي في تل ابيب قال ان اوباما يريد التشاور مع صانعي القرار في اسرائيل حول الجهود المبذولة لاستئناف عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين , وذكرت مصادر اميركية ان وزير الخارجية الاميركية الجديد " جون كيري " سيقوم قريبا بزيارة رام الله وتل ابيب للاعداد لزيارة الرئيس اوباما المرتقبة ,وكان كيري بحث الاسبوع الماضي هاتفيا , الوضع في المنطقة مع كل من الرئيس عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو .ولا شك ان الادارة الاميركية الجديدة , في ولاية اوباما الثانية , بدأت بانتهاج سياسة نشطة من اجل تهدئة الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط , التي تشهد منذ عامين فترة من عدم الاستقرار والفوضى فيما بات يعرف بالربيع العربي , حيث ما زالت الاوضاع غير مستقرة في مصر , بعد عامين على زوال نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك , كما ان الاوضاع في تونس في غاية السوء خاصة بعد اغتيال المعارض شكري بلعيد , والوضع في ليبيا ليس افضل حالاايضا بل هو اسوأ , كما ان الازمة السورية تزداد تفجرا يوما بعد يوم , حيث الحرب الاهلية حصدت حتى الان ارواح اكثرمن ستين الف قتيل وعشرات الاف الجرحى ومئات الاف المهجرين في داخل سورية وخارجها , دون ظهور اي بوادر للحل .وهكذا يبدو الوضع شديد التأزم في الشرق الاوسط وقابل للتفجر في اية لحظة , ومن هنا الاهتمام الاميركي بالسعي لتهدئة الاوضاع في المنطقة بعامة وكسر الجمود في عملية السلام الفلسطينية – الاسرائيلية بخاصة . حيث ان حل القضية الفلسطينية هو مفتاح السلام في المنطقة . ولا شك ان تحقيق السلام الفلسطيني – الاسرائيلي مصلحة فلسطينية واسرائيلية وكذلك مصلحة اميركية , وفي ذات الوقت هو مصلحة عالمية . ومن هنا تنبع اهمية زيارة اوباما لفلسطين واسرائيل , حيث انه يستطيع ان يمارس نفوذه وان يضغط على نتنياهو لتنفيذ الالتزامات الاسرائيلية نحو السلام .ان شروط تحقيق السلام الفلسطيني –الاسرائيلي تتمثل في تطبيق رؤية حل الدولتين , علما ان الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الابن , هو الذي طرح هذه الرؤية , وتعهد بتحقيقها خلال ولايتيه الاولى والثانية , ولكنه ولشديد الاسف لم يف بوعده , وعندما خلفه الرئيس اوباما , فانه اعلن انه متمسك بحل الدولتين وانه سيعمل جاهدا لتحقيق هذه الرؤية , علما ان هذه الرؤية مجمع عليها دوليا , حتى ان رئيس الوزراء نتنياهو هو اعلن في الخطاب الذي القاه امام مؤتمر المنظمات اليهودية يوم الاثنين الماضي التزامه بما قاله في خطابه في بار ايلان الذي تحدث فيه عن دولتين لشعبين .ان من اسس تحقيق السلام العادل والشامل وقف الاستيطان بكل اشكاله وصوره في الاراضي الفلسطينية وقد بدأت بعض الجهات الاسرائيلية تسرب مؤخرا انباء عن استعداد اسرائيل لبحث صيغة لوقف الاستيطان كبادرة من اسرائيل تجاه تحريك المفاوضات مع السلطة الفلسطينية . وقد تحدث يعقوب عميرور رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي بان استمرار الاستيطان يفقد اسرائيل حلفاءها الغربيين , ويتفق معه في هذا الموقف المحامي " اسحق مولخو " المسؤول عن ملف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية .اننا كفلسطينيين نأمل ان تحدث زيارة اوباما المرتقبة اختراقا في عملية السلام بحيث تبدأ مفاوضات جدية فلسطينية – اسرائيلية وفقا للمرجعيات الدولية والاتفاقات والتعهدات التي تعهد بها الجانبان الفلسطيني – الاسرائيلي , وقد اوفى الجانب الفلسطيني , كما قال الرئيس عباس , بكل التزاماته , وعلى اسرائيل الان الوفاء بما التزمت به ايضا , خاصة انه تصاعدت مؤخرا تسريبات تتحدث عن استعداد نتنياهو للوصول الى حل وسط مع الرئيس عباس في حال استئناف المفاوضات بين الطرفين . ان هناك اليوم فرصة نادرة لتحقيق هذا السلام يجب انتهازها , قبل فوات الاوان , وقد لا تتكرر هذه الفرصة اذا اهدرت , فعلى الاسرائيليين ملاقاة اليد الفلسطينية والعربية الممدودة للسلام , فهل تفعل ذلك ؟ نأمل ذلك ....... والله الموفق .