- أقــلام وآراء إسرائيلي (275) السبــت- 23/02/2013 م
- في هــــــذا الملف
- الجمود في المسيرة السياسية باسرائيل
- نتنياهو سيغير موقفه من اجراء المفاوضات لان الواقع تغير بسبب زيارة اوباما والضغط الدولي
- بقلم:سيما كدمون،عن يديعوت
- مؤامرات دولية.. قصص الاستخبارات سلعة ساخنة جدا في السوق
- اظهرت قضية السجين اكس ان اجهزة الامن الاسرائيلية لا يوثق بها لانها لا تقدم للجمهور الا المعلومات الكاذبة
- بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت
- ايران على شفا الخط الاحمر
- بقلم:عمير ربابورت،عن معاريف
- الجيش المصري يثير قلق مرسي
- بقلم:تسفي بارئيل،عن هآرتس
- الجمود في المسيرة السياسية باسرائيل
- نتنياهو سيغير موقفه من اجراء المفاوضات لان الواقع تغير بسبب زيارة اوباما والضغط الدولي
- بقلم:سيما كدمون،عن يديعوت
- حلف مع كلمة: إن الذي تجول في مطعم الكنيست في يوم الاثنين في الساعة الثامنة مساءا كان يستطيع ان يرى شخصين شابين يجلسان معا، يشاهدان الاخبار في التلفاز ويضحكان. كانا لبيد وبينيت. واذا لم يكن هذا الوصف كافيا لوصف عمق الصداقة فاننا نضيف ونقول إن لبيد قد بقي في ذلك المساء في قاعة الكنيست الى العاشرة ليلا كي يسمع فقط خطبة أييلت شكيد وهي في المكان الثاني في قائمة البيت اليهودي.
- وهكذا فانه لا يمكن التقليل من قوة هذا الحلف. ليس هو من الاسمنت بل من الفولاذ الذي لا يصدأ. وهو حلف كالحلف بين شخصين شابين لم يفسدا بعد في دهاليز السياسة، وجاءا ليكونا هناك زمنا طويلا ويدركان بحكمتهما وحواسهما ان كسر واحد منهما سيضر بهما معا. ولهذا من يعتقد ان نتنياهو يستطيع ان يفض هذا الحلف في آخر لحظة ويُدخل واحدا منهما الى حكومته - لا يعلم ببساطة ما الذي يتحدث عنه.
- ليس سرا انه لا توجد أية مشكلة لحزب لبيد في ان يتجه الى المعارضة. بالعكس. فلا أحد من اعضاء كتلته الحزبية متعجل. فالجميع مستعدون متأهبون لدراسة عمل الكنيست كما يجب، والذي ينظر كيف تحضر هذه الكتلة الحزبية اجتماعات الكنيست ولا تترك الاجتماع حتى في أكثر لحظاته مللا - يدرك ان الحديث هنا عن ناس جاءوا للعمل. لكن بخلاف ما يُتوهم ايضا فان بينيت مستعد للاتجاه الى المعارضة ويؤيده في ذلك حزبه كما تبين هذا الاسبوع.
- في يوم الاربعاء انعقد مؤتمر البيت اليهودي في مباني الأمة في القدس. وفي الخطبة التي خطبها هناك رئيس الحركة قال ان البيت اليهودي جاء ليخدم الشعب بكل طريقة متاحة، من الائتلاف أو من المعارضة، وان الجلوس في المعارضة ليس كارثة. واهتزت القاعة من التصفيق لكن هذا ليس كل شيء.
- حدث في البيت اليهودي في ذلك المؤتمر ثلاثة اشياء حاسمة يحسن ان ينتبه اليها نتنياهو: أولا عُين نير أورباخ الذي كان رئيس مقر عمل بينيت في الانتخابات التمهيدية، أمين سر البيت اليهودي وليس هذا أمرا يستهان به. كان في المفدال القديم تاريخ شجارات بين الرئيس وأمين السر أضرت بالحزب. ولن يحدث هذا منذ الآن. وثانيا كان مركز الحزب هو الذي قرر الى اليوم من سيكون الوزراء في البيت اليهودي. وسيكون بينيت هو الذي سيقرر من الآن التعيينات. ويدرك كل رئيس حزب أي معنى حاسم لهذا الامر في سلوك الكتلة الحزبية واخلاصها للرئيس.
- والشيء الأهم هو ان المؤتمر ثبّت القرار على ان يكون انتخاب رئيس الحزب في انتخابات تمهيدية لا في المركز. ويعني هذا انه لن يوجد وضع تعاود فيه اللجنة التنظيمية انتخاب رئيس. ومعنى كل هذا ان جزءا كبيرا من صلاحيات الحزب قد انتقلت الى الرئيس أو باختصار أصبح نتنياهو عالقا مع بينيت سنوات كثيرة.
- بخلاف ما يأملون في ديوان نتنياهو، لن يوجد وضع لا يقدر فيه بينيت على الثبات لضغوط حزبه ويدخل الحكومة بخلاف رغبته. وهو لا يخشى ايضا ان يتهموه بأنه أسقط حكومة يمين. وقد خدمه نتنياهو في هذا الشأن هذا الاسبوع خدمة جليلة لأن ضم لفني الى الائتلاف وزيرة للعدل ورئيسة لمفاوضة الفلسطينيين نزع شهوة اولئك الذين كانوا يتعجلون ايضا دخول الحكومة. فلفني منديل احمر عند اعضاء البيت اليهودي. ويشبه هذا عندهم ان يدع نتنياهو مُشعل حريق يصبح قائد قوات الاطفاء. يمكن ان نقول انه اذا دخل البيت اليهودي الائتلاف آخر الامر فمن المشكوك فيه ان تبقى لفني مع المناصب التي حصلت عليها هذا الاسبوع.
- بعبارة اخرى يوجد وضع جعل فيه نتنياهو الاحزاب توقع الآن على الجليد. لأننا اذا نظرنا ثلاثة اسابيع الى الأمام، الى الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا، قبل ان يجب على نتنياهو عرض حكومته الجديدة ببضع دقائق، فان ما يملكه في يده الى الآن 55 نائبا (وفي احسن الحالات 57 مع موفاز). وسيتاح له آنذاك امكانان فقط - ان يضم لبيد وبينيت مستجيبا لجميع مطالبهما، أو يتجه الى الانتخابات. ولا توجد عند لبيد وبينيت أية مشكلة في الاتجاه الى الانتخابات. فهما على يقين من ان وضعيهما سيكونان أفضل كثيرا. وليس هذا هو الذي سيحدث لنتنياهو حينما يكون الائتلاف الذي يتجه معه الى الانتخابات الحريديين ولفني.
- ويفهم نتنياهو هذا ولن يفعله. سيجلس في آخر لحظة الى لبيد وبينيت ويفعل ما كان يستطيع فعله في الاسبوع الاول من التفاوض الائتلافي. وحينما يحدث ذلك سيُفتح كل شيء. سيكون الحريديون في الخارج وتحصل لفني على وزارة حماية البيئة ويصبح عمير بيرتس في أحسن الحالات رئيس لجنة.
- ليس هذا السيناريو داحضا وهو ممكن لأن نتنياهو لا يفهم الحلف القوي الذي نشأ هنا. وهو يحكم على لبيد وبينيت على حسب المفاهيم التي يعرفها من السياسة وهو انه يمكن كسر كل واحد باقتراح لا يمكن رفضه. وليست هذه هي الحال كما يبدو. فقد كان لبيد بعد الانتخابات فورا يستطيع الحصول على كل شيء لو انه وافق على دخول الحكومة من غير بينيت لكنه رفض.
- وفي اثناء ذلك حدثت هنا عدة اشياء. اذا كان نتنياهو قد وزن في البدء ان يدع شاس في الخارج فان سلوك لبيد غير موقفه. وان قول لبيد انه ينوي ان يسقط الحكومة في غضون سنة ونصف ويحل محل نتنياهو - وهو قول يعترف حتى لبيد بأنه قيل دون تعمد - نفخ روح الحياة في شعور نتنياهو بالاضطهاد. وقد رأى في خياله لبيد وبينيت يتآمران عليه: فهما اليوم يمليان عليه تشكيل الحكومة وسيمليان عليه غدا برنامج العمل وهكذا استقر رأيه على انه يحتاج الى شركائه الطبيعيين الذين لا يخاف منهم وهم الحريديون. واذا كان قبل ذلك قد أراد لبيد في الداخل وبينيت في الخارج فان الوضع معاكس اليوم. بيد ان بينيت الآن هو الذي يُجازي لبيد على اخلاصه فهو لن يدخل حكومة نتنياهو من غير لبيد.
- تجارب الداخل
- أتمت لفني الاتصالات مع نتنياهو وحدها في خلوة وحدهما. واتخذت قرار دخول الائتلاف وحدها ايضا. وسمع الاشخاص الأرفع رتبة والأقرب منها في الحزب ومنهم عمرام متسناع وعمير بيرتس بل حاييم رامون بدخولها الحكومة في الوقت الذي سمعناه فيه جميعا تقريبا، أي قبل ان تمثل هي ونتنياهو أمام عدسات التصوير ويعلنا الشراكة الجديدة بساعتين.
- في جلسة كتلة 'الحركة' قبل اسبوع تقررت مباديء ما الذي يجب ان يتم كي يدخلوا الحكومة. وقالت لي لفني بعد اعلان دخولها الى ائتلاف نتنياهو بساعة 'وجدت هذه المباديء كاملة على أتم وضع، في حين كانت وزارة العدل زيادة كبيرة على ما أملنا الحصول عليه'.
- لماذا لم تُشرك لفني اعضاء كتلتها الحزبية اذا في الاتصالات مع نتنياهو؟ 'بدأت تسريبات وتكهنات أضرت بالاجراء جدا'، تقول. 'يجب ان ندرك ان الامور معقدة في الجانب الثاني ايضا'.
- وتزعم ان نتنياهو يدرك ان الوضع القائم لا يمكن ان يستمر وان الجمود في المسيرة السياسية مضر باسرائيل فقط. وهي تعتقد انهما موجودان اليوم في نفس الفصل في كتاب ما يجب ان يتم في الدولة.
- يجب اذا إما ان يحصل نتنياهو على جائزة الاوسكار بسبب دوره التمثيلي وإما ان تحصل لفني على جائزة اتحاد علماء النفس لقدرتها على الكبت لأنه لا يمكن بغير ذلك ان نفسر حقيقة ان نتنياهو قد أعلن قبل الانتخابات بشهر بأنه لن يكون للفني موطيء قدم في المسار السياسي أما الآن فانه يعطيها هذه الصلاحيات لادارته.
- وحينما نسأل لفني ما الذي تغير في نتنياهو في الشهر ونصف الشهر الماضيين، تجيب بكلمة واحدة: الواقع، هذا هو ما تغير. وحينما تقول الواقع تقصد زيارة اوباما القريبة وعزلة اسرائيل والضغط الدولي والخطط الاوروبية. وتقول يوشك ان يكون ذلك معقدا فالفلسطينيون اليوم في موقع آخر والعالم في موقع آخر لكنها تؤمن بأنها تعلم ما الذي يجب فعله.
- ضاقت ذرعا باستماع زعم انه حينما كان لها 28 نائبا وعُرضت عليها اقتراحات أكبر رفضت الانضمام الى الحكومة، أما الآن، مع 6 نواب، فانها تقفز الاولى الى هناك من غير ان تعلم ما هي الخطوط الأساسية ومن غير ان تعلم ألبتة من سيكون شركاؤها.
- وتقول في غضب: 'هل لأنني لم أدخل الحكومة مع 28 نائبا يُحكم علي الآن بأن أكون في المعارضة؟ كان يمكن ان تكون لنتنياهو حكومة من غير شركائه الطبيعيين، الحريديين واليمين. والذين منعوا هذه الحكومة هم شركائي'.
- وهي تقصد بالطبع لبيد ويحيموفيتش اللذين يرفضان الانضمام الى الحكومة. ولسبب ما يصعب الامتناع عن فكرة ان دخولها السريع الى الائتلاف هو تحدٍ لهما ايضا.
- 'أردت ان نكون معا وأن نفعل هذا جميعا'، تقول 'لم يريدا. كنا نستطيع اليوم ان ننشيء حكومة مؤلفة من الليكود ويئير وشيلي وأنا. وما زال ممكنا فعل ذلك. فنتنياهو لا يريد شركاءه الطبيعيين بل يفضلنا. وكل ما يُحتاج اليه ان يقررا ان يدخلا. ليقرر يئير انه ليس الشيء الأساسي عدم الجلوس مع الحريديين. الى متى سنجلس في المعارضة هل الى ان يتم الوفاء بشرطه ألا يوجد حريديون؟ ليس هذا شرطي. لماذا أستحوذ على ترتيب أولويات ناس آخرين؟ ان حلف لبيد وبينيت يعزز اليمين المتطرف فقط'.
- وحينما تُسأل لفني ماذا ستفعل اذا نشأت في نهاية الامر حكومة مع الحريديين ومع البيت اليهودي، لا يبلبلها ذلك.
- 'طلبوا إلي ذات مرة ان أعلن أنني لن أجلس في حكومة واحدة مع بينيت'، تقول. 'وقلت إنني لن أجلس مع سياسة بينيت وإنني أفضل حكومة اخرى. وأفترض ان يكون الامر أصعب علي مع حكومة كهذه في المجال السياسي. ولست استطيع ان أقول ايضا كم سيكون قول نتنياهو انه سيدع لي ادارة تفاوض صادقا لكنني أقبل المخاطرة'.
- وتقول 'جربت الخارج من قبل وسأجرب من الداخل الآن'.
- أعطت الكتلة لفني تأييدا كاملا. ويقولون هناك انه مع المعطيات الموجودة كان ذلك أصح شيء يُفعل من حزب له 6 نواب زعم ان شأنه المركزي هو الشأن السياسي، لا يعني هذا عدم إيلام البطن لأنه لا توجد خواطر. لكن لا يمكن الادعاء علينا. لقد حصلنا على تفويض واسع من رئيس الحكومة كي نفعل ذلك، يقولون.
- يجب ان نقول إن لفني ليس لها ما تخسره. فاذا جُددت المسيرة السياسية وتقدمت فانها تستطيع ان تقول إن ذلك بفضلها. واذا لم تُجدد أو اذا سارت في مكانها فانها تستطيع ان تقول إنها حاولت.
- ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
- مؤامرات دولية.. قصص الاستخبارات سلعة ساخنة جدا في السوق
- اظهرت قضية السجين اكس ان اجهزة الامن الاسرائيلية لا يوثق بها لانها لا تقدم للجمهور الا المعلومات الكاذبة
- بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت
- نُفذت واحدة من العمليات اللامعة في تاريخ وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية في ايران في 1979 في بداية حكم نظام آيات الله. فقد احتل الايرانيون السفارة الامريكية واحتجزوا الدبلوماسيين رهائن. ونجحت قلة قليلة من ناس السفارة في ان تجد ملجأ في بيوت دبلوماسيين كنديين. وانشأت وكالة الاستخبارات المركزية لتخليصهم شركة انتاج وهمية كان يفترض ان تصور فيلما في ايران. ويعتمد على هذه القصة الحقيقية فيلم 'آرغو'، الفيلم الممتاز لـ 'بن أبالك'. إن الفيلم عن صعود وسقوط المواطن الاسرائيلي الاسترالي بن زغيير يعد بألا يكون أقل منه اثارة وتوتيرا. والمشكلة هي النهاية الجيدة غير الموجودة. انها قصة بدأت بخطأ وانتهت بمأساة. وكان الخطأ قبول انسان لم توهب له المنعة النفسية الملائمة للعمل. وكانت المأساة انتحاره في السجن. ويجوز ان نُقدر ان زغيير قد سبب بموته من الضرر أكثر مما سبب في حياته.
- إن قصص الاستخبارات هي سلعة ساخنة جدا في السوق. وقضية السجين إكس هي سلعة ملتهبة. ففيها مؤامرات دولية وامور غامضة وحياة وموت. وقد دخلت فيها أسماء جهتين تثير الحرب السرية بينهما فضولا ضخما في العالم وهما الموساد الاسرائيلي من جهة، وايران من جهة اخرى.
- ان وسائل الاعلام ممثلة فعالة في هذه الدراما. واليكم حكاية صحفي استرالي اسمه جيسون كوتسوكيس تلقى مكالمة هاتفية من استراليا عرضت عليه ان يفحص عن طائفة من التفصيلات عن شركة اقتصادية دولية. وحاول ان يقاطع بين المعلومات ولم ينجح؛ وحكاية قناة تلفاز استرالية اسمها 'إي.بي.سي' أنتجت فيلما وثائقيا عن زغيير. وكان هذا الفيلم قليل الحقائق، وبلغت الى صحفيين في اسرائيل اشاعات عن حياة السجين إكس وموته. وتمت بعض محاولات لتفحص الظروف اجتُثت وهي ما تزال في المهد. فقد طُبقت أوامر حظر نشر شاملة أجازتها رئيسة المحكمة العليا دوريت بينيش، وجاء التحول مساء بث الفيلم في التلفاز الاسترالي. وانهارت السدود حتى قبل ان يُفهم هنا مبلغ ضآلة الفيلم الذي بُث هناك. وانتبهت وسائل الاعلام الاجنبية على أثر وسائل الاعلام الاسرائيلية. وانتبه اعضاء برلمانات في كل دولة ذُكر اسمها على أثر وسائل الاعلام.
- ان تمايز وسائل الاعلام في عصر الانترنت الى حد فقدان السيطرة عليها حقيقة معلومة. وكذلك الباعث التنافسي القوي في وسائل الاعلام الاسرائيلية حقيقة معلومة. وكانت محاولات من ناس في داخل الجهاز الحكومي لوقف الطوفان. ولقيت هذه المحاولات سورا عاليا من عدم الثقة وفاجأهم قدر عدم الثقة. لأنه يبدو أنهم لا يثقون بأحد لا بالساسة ولا برؤساء أذرع الامن ولا بقضاة المحكمة العليا.
- ومن جملة ما لا يثقون به ان يكون شخص مثل زغيير قد انتحر حقا لأنه اذا مات فهي علامة على ان الموساد صفّاه. وحتى لو برهنوا لهم على أنه خنق نفسه بيديه فلن يقتنعوا حقا لأنه من المؤكد ان شخصا ما في الموساد قطّر له مخدرا جعله ينتحر أو حفز عنده افكارا انتحارية.
- نال الجهاز الحكومي عدم الثقة به عن استحقاق. وناله بألف قضية وقضية قدم فيها للجمهور معلومات كاذبة. وناله بورطات جنائية. قد يكون رئيس هيئة الاركان هو الرجل الذي كلمته هي الكلمة الأقدس في المجتمع الاسرائيلي. وها هو ذا رئيس هيئة الاركان يتعلق فوقه الآن شبهة انه كان مشاركا في تزوير رسالة كانت مُعدة لاحباط تعيين وريثه. ومن الذي يتهم؟ وزير الدفاع. ومهما يكن الامر فانه لا يوجد هنا واقع يبني الثقة.
- فقدت ثقتي بالجهاز حينما دُعيت الى الشهادة في محاكمة جنائية في محكمة في القدس. وكان المتهم قد صور وهو يضرب صحفيا ضربا شديدا. وكانت القاضية تميل الى العطف على المتهم فطلبت إلي أن أغير الحقائق بشهادتي كي أخفف حكمه ولم أصدق ما سمعته أذناي.
- بعد ذلك تاب إلي صوابي. فالشك أمر سليم. وعدم الثقة أمر خطير لأنه يستدعي اسوأ شعور بالاضطهاد. فالذي لا يثق بأحد يفقد الوسيلة التي تُمكنه من الحكم على الواقع. وفي دولة كلها كذابون لا يتحمل أحد المسؤولية ولا يعاقب أحد.
- واقتنعت بصورة نهائية حينما طلب واحد من زملائي وهو صحفي موهوب ان تحقق النيابة العامة لماذا استقر رأي القضاة الكبار الثلاثة في محكمة لوائية على تبرئة متهم أراد تأثيمه. ألم يحصلوا على رشوة؟.
- لم يعش زغيير في عزلة تامة فقد سجلت أكثر من خمسين زيارة له في ثلاثة اشهر. كان إكسا عند الجمهور العريض لا عند أبناء عائلته ولا عند محاميه ولا عند آخرين. وبرغم ذلك لا يضر ان نفحص عن امكانية تغيير الترتيبات المتعلقة بسجناء في عزلة؛ ويجب ان يُطبق القانون على السجانين الذين فشلوا؛ ويجب ان نفحص من جديد عن ترتيبات القبول والمتابعة في المنظمات الاستخبارية. ان العدو هو ايران مع كل ذلك برغم جميع الاسئلة وجميع الشكوك وبرغم عدم الثقة. واذا لم نعرف كيف نحاربها سرا فسنضطر الى محاربتها علنا وسيكون ثمن ذلك أبهظ كثيرا. وقد نسيت هذه الحقيقة على نحو ما من القلوب في الايام الاخيرة.
- لا يكرهه
- سيُعين في هذا الاسبوع السناتور السابق تشاك هيغل وزيرا للدفاع في ادارة اوباما الثانية. وقد تكلم هيغل في الماضي معترضا على جماعة الضغط الموالية لاسرائيل ومعترضا على عملية عسكرية امريكية في ايران. وقد تراجع عن هذه التصريحات في اثناء مساءلته في مجلس النواب الامريكي. إن ما هو أشد اقلاقا للاسرائيليين هو القطيعة الكاملة بينه وبينهم. فلا توجد ذكريات مشتركة ولا تعارف شخصي. وقد جاء اهود باراك في نهاية الاسبوع الماضي الى واشنطن كي يُثبت تفاهمات شفهية كانت له مع وزير الدفاع الماضي ليون بانيتا. ويحسن ان تعتمد اسرائيل على النظرية المكتوبة الى ان تصبح لها نظرية شفهية مع هيغل.
- إن هيغل مقرب جدا من نائب الرئيس بايدن ومن وزير الخارجية كيري. وسيوكل الى هؤلاء الثلاثة تنفيذ سياسة اوباما الخارجية في الولاية الثانية سواء أكان ذلك حسنا أو سيئا. ويفضل هؤلاء الثلاثة الدبلوماسية على استعمال القوة والاعتراف بحدود الولايات المتحدة على التلويح بقوتها. وهذا هو التصور العام لاوباما ايضا. كان أليوت أبرامز ابن الخامسة والستين أشد المعارضين لتعيين هيغل، وقد اتهم هيغل بمعاداة السامية وهي تهمة كبيرة جدا حينما تُقال في جدل عام في امريكا.
- كان أبرامز نائب رئيس مجلس الامن القومي في عهد بوش. وكان مقربا جدا من حكومات اسرائيل وكان صديقا وشريكا. ونشر في المدة الاخيرة كتابا يلخص عمله في الادارة هو ('امتُحن في صهيون: ادارة بوش والصراع الاسرائيلي الفلسطيني'). وقد التقينا في نهاية الاسبوع الماضي في مقهى اسمه 'بيس' على تل الكابيتول في واشنطن. وطلبت ان أعلم لماذا يكره هيغل فقال: 'لست أكرهه، فأنا لا أعرفه شخصيا. لي اصدقاء يهود قالوا انهم يعرفونه منذ سنين ولم يسمعوه قط ينبس بملاحظة معادية للسامية. أعتقد ان كل من يرفض تنظيمات اليهود للتأثير في السياسة الامريكية مصاب بمعاداة السامية. هذا هو تعريفي.
- 'قال هيغل ذات مرة: لست سناتورا اسرائيليا أنا سناتور امريكي. والتزامي هو للولايات المتحدة. ولم تكن تلك زلة لسان'.
- قلت: في اسرائيل ايضا من يعتقدون ان جماعة الضغط اليهودية عدوانية جدا ولها أعداء ايضا في المجموع اليهودي في امريكا.
- قال أبرامز: 'ليس هذا هو الشيء نفسه'.
- 'قال هيغل ايضا انه ليس من المقبول في العقل الهجوم على ايران. وهذه مقولة فظيعة لأن الاحتمال الوحيد لتراجع آيات الله عن المشروع الذري هو ان يخشوا هجوما امريكيا'.
- قلت: لكنك تعلم انه سيوافق عليه آخر الامر، فمجلس الشيوخ لا يتدخل في العادة في تعيينات الرئيس.
- قال أبرامز: 'اجل. أفترض انه سيوافق عليه آخر الامر. لكنه سيكون شديد الضعف باعتباره وزير دفاع. ان الصراع مع هيغل يعرض الحزب الجمهوري على انه حزب موال لاسرائيل جدا وهذا جيد. ويتبين للجميع ثانيا انه توجد هنا جماعة ضغط موالية لاسرائيل قوية تعتمد في أكثرها على المسيحيين. وليست هذه جماعة ضغط يهودية'. قلت: اختار اوباما هيغل لتقليص ميزانية الدفاع. فهل هو المرشح المناسب لهذه المهمة؟. قال أبرامز: 'لا. يُحتاج لتقليص ميزانية الدفاع الى وزير دفاع من الطراز الاول، الى واحد يُجله مجلس النواب. وقد كان هيغل بائسا في عرضه في المساءلة. ويعلم الآن كل عضو في مجلس النواب ان التعيين فاشل'.
- ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
- ايران على شفا الخط الاحمر
- بقلم:عمير ربابورت،عن معاريف
- لو كانت ايران معنية بذلك لكانت تملك منذ الان كمية 250 كيلوغرام يورانيوم مخصب الى مستوى 20 في المائة فأكثر، اللازمة لانتاج عدة قنابل نووية اولى. فهذه هي الكمية التي ذكرها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطابه الشهير في الامم المتحدة، كفارقة هامة في الطريق الى القنبلة.
- حقيقة أن ايران لا تحوز هذه الكمية من اليورانيوم المخصب تنبع حصريا من قرارها هي. فالتقرير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية يفيد بان ايران بطأت بقدر ما وتيرة تخصيب اليورانيوم، بل فرزت جزءا من اليورانيوم الذي سبق أن خصبته (28 كيلوغرام لمزيد من الدقة) لقضبان الوقود، التي لا يمكن استخدامها لاغراض انتاج القنبلة النووية. ولكن هنا، الى هذا الحد او ذاك، تنتهي الانباء الطيبة في التقرير.
- عند فحص التقرير بعمق، لا يمكن عدم الوصول الى الاستنتاج بان الحسم حول مسألة اذا كانت ايران ستصل الى قنبلة ذرية خاصة بها أم ان الولايات المتحدة واسرائيل ستمنعانها من ذلك، حتى من خلال الهجوم، هو قريب جدا. فالفترة الزمنية الحرجة ستكون بين الربيع والصيف.
- عمليا، يفيد التقرير بان ايران اصبحت منذ الان 'دولة حافة' نووية - بالضبط الوضع الذي حاولت اسرائيل منعه على مدى السنين. ايران لا تصل الى حافة 200 كيلوغرام يورانيوم مخصب فما فوق، فقط كي تمنع سببا فوريا لتشديد العقوبات الاقتصادية عليها بل وربما الهجوم. غير أنه من هذه النقطة فما بعد، لايران توجد القدرة العملية للوصول الى قنبلة في كل نقطة زمنية تجدها سليمة، وذلك لان تخصيب اليورانيوم الى مستوى عسكري هو مسألة بضعة اسابيع فقط. الجزء الصعب من ناحية تكنولوجية هو تخصيب اليورانيوم من المستوى الذي يوجد فيه في الطبيعة (احاد قليلة في المائة) الى مستوى نحو 20 في المائة. وقد اجتازت ايران هذا العائق التكنولوجي منذ زمن بعيد.
- الاجزاء المقلقة جدا في تقرير أمس تروي عن أن ايران تزودت بـ 180 جهاز طرد مركزي جديد، وتيرة تخصيب اليورانيوم فيها أعلى بثلاثة اضعاف من أجهزة الطرد المركزي القديم. فضلا عن ذلك فقد اشار مراقبو الامم المتحدة الى أنهم لم يتلقوا الاذن بالاقتراب من المنشأة العسكرية في برتشين، حيث يجرى اغلب الظن النشاط الذي يفترض به أن يجعل اليورانيوم المخصب سلاحا نوويا حقيقيا. واذا ربطنا بذلك حقيقة أن في الاسبوع الماضي فقط شارك علماء ايرانيون في التجربة النووية التي اجريت في كوريا الشمالية، فالاستنتاج هو أن ايران تندفع بكل القوة نحو القنبلة.
- ما كانت الولايات المتحدة واسرائيل بحاجة الى تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية كي تعرفا وضع البرنامج النووي الايراني. فهو معروف جيدا لمحافل الاستخبارات الغربية. بعيون غربية، الزمن الناجع للهجوم الذي يعيق البرنامج النووي هو بين الربيع وشهر حزيران، حيث ستجرى انتخابات للرئاسة الايرانية.
- يبدو أن ليس لاسرائيل خيار عسكري حقيقي لفرض اعاقة هامة للبرنامج. اذا كان هجوم، فانه سينفذ اغلب الظن من الولايات المتحدة التي تملك القاذفات الاستراتيجية والقنابل المخترقة للخنادق بنجاعة اكبر من القنابل التي لدى اسرائيل.
- اذا هاجمت الولايات المتحدة، وهذا ليس مؤكدا على الاطلاق، فان اسرائيل ستتعرض لهجوم على جبهتها الداخلية وستنجر الى الحرب. واذا لم تهاجم الولايات المتحدة في الاشهر القريبة القادمة، فان ايران ستصل الى قنبلتها الاولى في غضون نحو سنة ونصف من اليوم.
- ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
- الجيش المصري يثير قلق مرسي
- بقلم:تسفي بارئيل،عن هآرتس
- قبل بضعة أيام انتشرت في مصر شائعة تقول ان الرئيس محمد مرسي يعتزم اقالة وزير الدفاع ورئيس الاركان عبد الفتاح السيسي. فسارع مكتب مرسي الى النفي والناطقون بلسان الجيش هم أيضا يجتهدون لكبح جماح الشائعات التي بشكل طبيعي أنتجت تحليلات، تنبؤات وسيناريوهات، ولكن حقيقة أن مرسي لم يقل وزير دفاعه لا تتناقض والتوتر القائم في مصر بين المؤسسة العسكرية وبين حركة الاخوان المسلمين.
- عندما نحى مرسي في آب الماضي رئيس المجلس العسكري الاعلى، الجنرال حسين طنطاوي وعين بدلا منه السيسي لم تثر مسيرات حزن في شوارع القاهرة. فالطنطاوي، رغم قراره الفهيم بدعم الانتفاضة الشعبية والثورة، كان لا يزال يعتبر في حينه جزءا لا يتجزأ من نظام مبارك الذي يجب اسقاطه.
- ولكن، طالما احتاج نشطاء الثورة الى ظهر أمني ينقذهم من ايدي الشرطة ويمنع سفك الدماء، نال الجيش الحماية لمناصب الجنرالات بفضل دعمه للجماهير. عندما نحي طنطاوي سارع نشطاء الاحتجاج الى المطالبة بتقديمه الى المحاكمة على 'الجرائم' التي ارتكبها في عهد مبارك. كما أن هذه كانت فرصة مرسي لان يضيف الى نفسه صلاحيات كانت للمجلس العسكري الاعلى ولطنطاوي صفته رئيس المجلس.
- مع تعيين السيسي انتشرت بسرعة التقديرات بان الجيش المصري سيجتاز عملية أسلمة على نمط الاخوان المسلمين. ونبش المحللون في تصريحات السيسي كي يؤكدوا مخاوفهم. وحتى في اسرائيل كان هناك من تكبد عناء نشر الخطر الفظيع الذي سينشأ جراء التغيير الشخصي في الجيش المصري، الامر الذي سيقطع تماما كل علاقة بين اسرائيل ومصر.
- ولكن هذه التوقعات تبددت. فالتعاون العسكري بين اسرائيل وقيادة الجيش المصري وان لم يكن يشبه ذاك الذي كان في عهد مبارك، ولكن لا توجد قطيعة، العكس هو الصحيح. في كل ما يتعلق بمعالجة ما يجري في قطاع غزة وبالنسبة لمكافحة الارهاب في شبه جزيرة سيناء يوجد تعاون بل وحتى وثيق. ما ليس واضحا على الاطلاق هو هل يتخذ الجيش المصري قرارات مستقلة، مثل المعركة التي يديرها لتصفية انفاق التهريب بين مصر وقطاع غزة. وهل المفاوضات غير المباشرة التي تجري مع حماس في مسألة تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار وفتح المعابر، تجرى حصريا من قبل الجيش المصري أم أن مرسي يشارك في العملية؟
- في مصر علم أن مرسي وبخ الجيش على غمره الانفاق الى القطاع بمياه المجاري. وحسب احد التحليلات فان هذه العملية هي التي دفعت مرسي الى الرغبة في اقالة السيسي. ولكن المستشار الامني للرئيس، عصام حداد، أوضح بان مصر لن تسمح بتهريب السلاح والرجال بشكل من شأنه أن يمس بالامن المصري، ولكن حماس بعثت برسالة احتجاج الى مرسي على أنه يمس بسكان قطاع غزة وضمنيا يساعد اسرائيل.
- انشغال الجيش المصري في ما يجري في سيناء وسلوكه مع حماس لم يؤدِ الى توتر بين قيادة الجيش ومرسي. ففي كانون الاول عندما وقعت في القاهرة مظاهرات كبرى ضد قرار مرسي أخذ الصلاحيات لنفسه وتسريع صياغة الدستور، بادر السيسي الى لقاء مع قادة حركات المعارضة كي يبدأ بحوار وطني. ورأى مرسي في هذه الخطوة تدخل لا يطاق في ادارة شؤون الدولة وطلب من السيسي عدم عقد اللقاء. فاستجاب السيسي ولكنه لم يصمت. في تصريح علني غير مسبوق حذر من أن استمرار الاضطرابات قد يؤدي الى انهيار مصر. وكان هذا قولا مباشرا وفظا ضد قدرة مرسي على ادارة الازمة.
- في وقت لاحق، عندما بادر مرسي نفسه الى حوار مع حركات المعارضة، اصطدم بمعارضة قادة جبهة الانقاذ الوطني، كتلة المعارضة العلمانية التي يقودها عمرو موسى، محمد البرادعي وحمدين صباحي. ووافق هؤلاء على الانضمام الى الحوار شريطة أن تكون قيادة الجيش حاضرة. ورأى مرسي في ذلك مسا خطيرا في مكانته بل ومحاولة لاقامة مرجعية بديلة من خلال الجيش. واحتدم الشك السائد بين مكتب الرئيس ومكتب وزير الدفاع عندما حذر بعض من قادة الاخوان المسلمين مرسي من أنه اذا لم يكبح تدخل الجيش فانه قد يجد نفسه في انقلاب عسكري.
- يحتمل أن في ظروف اخرى كان مرسي سيجد سببا لصرف السيسي وبعض من القيادات العليا للجيش. ولكن في الوقت الذي تقترب فيه الانتخابات للبرلمان المصري، فان كل قرار غير متزن من شأنه أن يكلف الاخوان المسلمين ثمنا سياسيا باهظا.
- كل مس بالجيش سيمنح انجازات للمعارضة التي منذ الان تبث الانباء عن تسلل رجال الاخوان المسلمين الى صفوف قوات الامن. ويقول المنطق السياسي لمرسي ان عليه أن يمتنع عن هز الجيش، ولكن مرسي سبق أن اثبت بان المنطق السياسي ليس دوما هو الذي يوجد نصب عينيه.
- ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
