أقــلام وآراء إسرائيلي (279) الخميس- 28/02/2013 م
- في هــــــذا الملف
- مضاعفات قضية لاجئة بقيت في سورية
- بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس
- هل يصنع بيبي واوباما تاريخا؟
- بقلم: ايتان هابر،عن يديعوت
- تنازلات مقابل الذرة: اجراء فارغ
- بقلم: زلمان شوفال،عن اسرائيل اليوم
- دون ثقة القيادة الفلسطينية لن تكون انتفاضة
- بقلم: عميره هاس،عن هآرتس
- الفلسطينيون مرة اخرى يفوتون الفرصة
- بقلم: بن ـ درور يميني،عن معاريف
- مضاعفات قضية لاجئة بقيت في سورية
بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس
اليكم صورة طفولة: وهي صورة ولد يمسك بيد أمه ويقف الى جانبيهما أخواته وإخوته الاربعة. والمكان: مخيم لاجئين قرب دمشق. والسنة: 1950. فالى هنا فرت عائلة عابدي من بيتها في حيفا بعد ان سقطت هذه في يد الهاغاناة. واليكم صورة اخرى أكثر تأخرا: وهي صورة أبناء العائلة جميعا الذين شاخوا منذ ذلك الحين حول أختهم لطفية، وهي عجوز تتوكأ على عكاز في نقاب ابيض. وقد صورت هذه الصورة قبل بضع سنوات في عمان في واحد من اللقاءات النادرة لأبناء العائلة التي مُزقت في سنة 1951. آنئذ أتاحت لهم اسرائيل العودة الى بلدهم لكن حُكم على لطفية ان تبقى لاجئة في مخيم اليرموك قرب دمشق مقطوعة ما بقي من عمرها عن وطنها ومدينتها ومناظر طفولتها واخوتها وأخواتها.
والآن مع تصاعد الحرب الأهلية الفظيعة في سوريا، وقد أصبحت مخيمات اللاجئين الفلسطينية هدفا للطرفين، يخشى أبناء العائلة في حيفا على مصير أختهم العجوز. فقد أصبحت لطفية في الرابعة والثمانين ويبدو انه لا سبيل ألبتة لانقاذها ونقلها الى مكان آمن في بلدها.
يقوم بهذا النضال أخوها عبد عابدي وهو فنان حيفاوي فلسطيني نال جوائز، وهو العزيز على مدينة حيفا. ولم يستعمل العابدي الى الآن أي شيء عملي لانقاذ أخته. انه يقول ان نضاله ليس شخصيا بل هو قومي لكن مصير أخته يقلقه جدا. وان حقيقة ان مواطن الدولة لا يستطيع ان ينقذ أخته التي تتعرض حياتها للخطر وان يأتي بها الى وطنها لأنها عربية غير يهودية فقط، تثير افكارا صعبة.
بعد بضعة اسابيع سيفتتح معرض لاعمال العابدي في 'بيت هغيفن' في مدينته تحت عنوان 'لفتة عطف على لطفية أختي في مخيم اليرموك'. وأما المعرض الذي سيفتتح في 17 آيار فترعاه اييلت زوهر.
كان العابدي يدأب هذا الاسبوع ايضا في الاستوديو الخاص به في واحد من الاعمال سيُعرض في المعرض وفي مركزه صورة ستوديو بالاسود والابيض للطفية من سنة 1967 في دمشق، ويحيط كيس خيش بالصورة. ان أكياس الخيش تؤدي دورا هاما في اعمال العابدي: فهي تُذكره بصورتها ورائحتها لصفوف طفولته أمام أكياش اغاثة منظمة الغوث الدولية في مخيم اللاجئين في دمشق.
وكان مصير العابدي حسنا فعاش ثلاث سنوات فقط لاجئا، أما لطفية فهي لاجئة منذ 65 سنة وقد اضطرت في الفترة الاخيرة ايضا الى الفرار من بيتها في المخيم بسبب فظائع الحرب والى ان تختبيء في شقة ابنتها في دمشق. وهي تتحدث من هناك بين الفينة والاخرى بالهاتف مع أخواتها في حيفا. وقد ساءت حالتها الصحية في الفترة الاخيرة.
يشير لوح حجري قديم الى استوديو العابدي وهو بيت حجري مذهل عند أطراف بستان فاكهة مهمل في شارع يصعد الى الكرمل ويسمى الآن 'شدروت هتسينوت' (جادة الصهيونية). وقد نقش في اللوح الحجري عنوان قديم باللغة الالمانية: 'الى حديقة الراهبة ايما'، وهو تذكير بأيام كان فيها هذا البيت يخدم راهبات المانيات وكان المبنى المجاور يُستعمل مستشفى حكوميا للبريطانيين وفيه ولدت لطفية.
ان البيت الذي يقع فيه الاستوديو وهو ملك للكنيسة الانجليكانية، قد استعمل في الماضي مكاتب لاصدار الكتب العربية لـ إميل حبيبي. وكانت الطاولة في مركزه هي طاولة حبيبي. ويستعمل البيت الآن استوديو للعابدي. وهو في الواحدة والسبعين من عمره نشيط يبدو أفتى من عمره واللغة العبرية على لسانه فصيحة. كان طوال سنواته نشيطا في الحزب الشيوعي. وزوجته هنغارية (غير يهودية) واسمها يهوديت. وهما يتحدثان باللغة الالمانية، لغتهما المشتركة وهي تذكير بالايام التي كانا فيها في طالبين في درزدين في المانيا الشرقية (التي كانت شيوعية في الماضي).
حينما جاءت يهوديت الى البلاد في سنة 1971 متابعة لزوجها، وهي في الشهر التاسع من حملها، ظنها موظفو الحدود في المطار يهودية. فاسمها يهوديت واسم أبيها يوسف وحينما سألوها عن ديانتها قالت انها اصلاحية. وعرض عليها الموظفون فورا سلة استيعاب هجرة سخية وشقة في نتانيا الى ان قالت ان زوجها يسمى عبد الرحمن عابدي. فتم تمزيق جميع المستندات التي ملأتها دفعة واحدة وأُلغيت جميع مقترحات الشقة وسلة استيعاب الهجرة وأُرسلت الى وجهها دون أية مساعدة.
درس العابدي سبع سنوات في المعهد العالي للفنون في درزدن على يد المدرسة ليئا غروندغ وهي لاجئة مثله فقد كانت المانية شيوعية فرت مع زوجها اليهودي خشية النازية الى ارض اسرائيل. وبقيت هنا ست سنوات وعادت الى المانيا الشرقية؛ وفر هو من ارض اسرائيل، من الاحتلال الصهيوني الى ان عاد الى البلاد وخرج ليدرس في المانيا.
زيارات صيفية
يقع ستوديو العابدي في الجادة الصهيونية وكان بيت العائلة الأصلي يقع في شارع يسمى اليوم 'شيفات تسيون' (عودة صهيون). ولم يبق شيء منه. وكان شقيق جد العابدي، عبد الرحمن الحاج، يتولى رئاسة بلدية حيفا في عشرينيات القرن الماضي.
في الثاني والعشرين من نيسان 1948 حينما سقطت المدينة كما يقول العابدي فر منها كل سكانها الفلسطينيين تقريبا. وهرب العابدي ابن السادسة ايضا مع أمه وأخواته وإخوته. وأصر الوالد قاسم على البقاء في المدينة. ويذكر العابدي ان أباه استلقى على الارض وصاح بهم ألا يغادروا لكن الأم كانت هي الشخصية المهيمنة بسبب الطبقة الاجتماعية التي كانت أعلى والتي جاءت منها وأصرت على الفرار.
ركبت الأم وأبناؤها مدمرة بريطانية نقلتهم من ميناء حيفا الى عكا وأبحروا من هناك في سفينة مضعضعة الاركان الى بيروت. وكانوا على يقين من أنه سيُسمح لهم بالعودة بعد اسبوعين أو ثلاثة. ومكثوا نحوا من شهرين في مخيم اللاجئين الكرنتينا في بيروت ونقلوا من هناك الى مخيم اللاجئين ميه ميه قرب صيدا.
وكانت لطفية التي هي البنت البكر قد تزوجت آنذاك بشاب من قرية قرب طولكرم. وأُرسلت هي وزوجها الى مخيم لاجئين في دمشق. وفي ذات صباح حُمل الباقون جميعا تقريبا من أولاد العائلة الصغار بالقوة في حافلة كان يفترض ان تأخذهم الى مخيم آخر في سوريا أو في العراق. ولم ينقذهم سوى بكائهم وحقيقة ان أمهم لم تكن معهم في تلك اللحظة. وبعد نحو من سنة ونصف فروا هم ايضا من المخيم في صيدا الى دمشق، الى لطفية وزوجها. وقد سكنوا في البدء في مسجد مهجور وانتقلوا بعد ذلك الى مخيم اللاجئين ومكثوا في دمشق أكثر من سنة.
وفي سنة 1951 نجح والد العائلة بفضل علاقاته التجارية القديمة باليهود (كان تاجر خيول وأبقار) في الحصول على تصاريح عودة لزوجته وأبنائه اعتمادا على لم الشمل. ومُنعت عودة لطفية لأنها كانت متزوجة. وعاد الفتى العابدي الى حضن أبيه والى بلده عن طريق لبنان وممر رأس الناقورة وهو هنا منذ ذلك الحين في حيفا مدينته، وبقيت لطفية متخلفة عنهم. وستمر بعد ذلك سنين طويلة الى ان يتقابلا مرة اخرى.
في سبعينيات القرن الماضي حينما استُعملت سياسة موشيه ديان 'الزيارات الصيفية' جاءت لطفية في اول زيارة لها للبلاد. وكانوا حتى ذلك الحين يرسلون اليها التحيات عن طريق اذاعة صوت اسرائيل بالعربية وراسلوها بين الآن والآخر بواسطة منظمة الصليب الاحمر الدولي.
وقد زارت هنا منذ ذلك الحين ثلاث مرات أو اربعا واضطرت دائما الى العودة الى اليرموك حيث كان قد ولد لها حتى ذلك الحين ابناؤها وبناتها الـ 11. وبعد التوقيع على اتفاق السلام مع الاردن، التقى أبناء العائلة في عمان وسافرت أختا العابدي مرة واحدة الى دمشق للقاء أختهما في اطار الزيارات التي نظمها عزمي بشارة في حينه. وان الصورة في الألبوم العائلي لهاتين الأختين عن جانبي لطفية يقبلان خديها تؤثر في القلب.
مسألة انسانية
منذ زمن غير بعيد حمل أبناء لطفية على اليو تيوب مقابلة أجروها معها عن طفولتها. يقول العابدي ان حياتها كلها قد دارت حول الشوق الى حيفا. وقبل نحو من شهرين كتب أحد أبنائها في صفحته على الفيس بوك ان أمه قد اضطرت الى مغادرة بيتها بعد ان قصف مخيم اليرموك قصفا شديدا ووجدت ملجأ في شقة واحدة من بناتها فرت الى المانيا.
'أغضبني هذا'، يقول العابدي في ستوديوه. 'سألت نفسي: كيف يمكن ان تضطر مولودة في حيفا في الرابعة والثمانين من عمرها ولد أبوها وجدها وجد جدها هنا ولم تتلطخ أيديهم بالدماء كما يقولون، الى ان تجري عليها كل هذه المعاناة وان تصبح لاجئة في بلد ليس بلدها وهي الآن ايضا معرضة للخطر بسبب الحرب.
'كنت أريد ان أُثير الرأي العام في اسرائيل لينتبه الى وضعها ووضع كل اللاجئين الفلسطينيين. فهذه مسألة انسانية ومصير امرأة في الرابعة والثمانين تبلغ الى هذه الحال. لكن نضالي يرمي الى اثارة صيحة كل اللاجئين الذين في وضعها'.
يحيا إبنا العابدي اليوم في بودابست في هنغاريا والثالث في حيفا. وقد عمل مدة 11 سنة مصورا ومشكلا لصحف بالعربية ولعدد من كتب حبيبي ايضا.
وكان ايضا عضوا نشيطا في الحزب الشيوعي الاسرائيلي. وبقي مشجعا للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة. وقد درّس الفن في مؤسسات تربوية كثيرة في البلاد وعرض اعماله في معارض أفراد في البلاد وفي العالم.
وفي سنة 1977 أقام نصب يوم الارض في سخنين مع صديقه الفنان الاسرائيلي غرشون كنسبل.
ان العابدي هو الفنان العربي الاسرائيلي الاول الذي فاز بجائزة وزيرة العلوم والثقافة والرياضة في سنة 2008. وقد شبهت لجنة الجائزة اعماله بأعمال ناحوم غوتمان. وقد صدر منذ زمن غير بعيد فهرس رائع عن معرض الفنون في أم الفحم وبتحرير تال بن تسفي يلخص 50 سنة ابداع له.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
هل يصنع بيبي واوباما تاريخا؟
بقلم: ايتان هابر،عن يديعوت
اذا تصفح حاييم رامون هذه المقالة فسينهي قراءتها بنخير احتقار. وستعلو شفتي تسيبي لفني ابتسامة صغيرة ساخرة في طرف فمها. وسيتأهب موشيه فايغلين من الليكود وأوريت ستروك من البيت اليهودي في رعب.
ان السطور التالية ترمي الى ان تزعم ان بنيامين نتنياهو سيضطر الى ان يفعل في الولاية التالية ما لم يشأ ان يفعله في الولايتين السابقتين وهو ان يرسم حدودا وان يبدأ في انشاء دولتين للشعبين. ويظهر بدء هذا المسار المؤلم لنتنياهو بيقين، في الزمن القريب.
يبدو ان رئيس الولايات المتحدة سيعطي اشارة البدء بزيارته هنا في نهاية الشهر القادم. وتسبق مجيئه صافرات تهدئة نفوس من واشنطن ومن القدس تقول ان اوباما سيأتي من اجل ان ينطبع في نفسه أثر فقط ولن يأتي معه بخطط جديدة، فمن المهم ان يعرض على المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة انه غير معاد لدولة اليهود. وقد يكون هذا صحيحا وقد لا يكون.
لو ان امريكيا غير مهذب كان موجودا لنطق بكلمة واحدة عما قيل الى هنا وهي هُراء. برغم تصريح جون كيري أمس، لن يسافر رئيس الولايات المتحدة آلاف الكيلومترات كي يعود الى البيت مع انطباعات من تناول الحمص في سوق محنيه يهودا أو قصاصة ورق في حائط المبكى وباقة ورد في 'يد واسم'.
بل يريد اوباما في ولايته الاخيرة للرئاسة ان يترك أثرا في التاريخ. وسيدخل كتب التاريخ اذا بدأ فريق انهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني في ايام ولايته. ويعلم جيدا هو ورجاله أنهم يستطيعون كسب مجدهم هنا بين بنيامين نتنياهو وأبو مازن.
ليس للامريكيين مشاعر، ويمكن ان نقول فيهم ايضا انهم قليلو الاهتمام بالعلاقات والمشاعر الاسرائيلية. فقد قتلوا في بنما في وقت مضى آلاف الأبرياء كي يعتقلوا فقط حاكما كان تاجر مخدرات في رأيهم. واذا طلبوا من نتنياهو شيئا في أدب فسيكون قصدهم في الحقيقة أن يأمروه. وسيبدأون بخطوة صغيرة وسيعرضون على نتنياهو فقط ان يُقلل ويضائل ويوقف البناء في المستوطنات خارج 'كتل الاستيطان'. وسيشيرون بذلك الى ما كانوا يعتقدونه منذ زمن وهو ان المستوطنات حتى الكبيرة التي هي خارج 'الكتل' لن تشتمل عليها الحدود النهائية في دولة اسرائيل (وسيقول بعضهم ايضا: أشكرونا اذا وافقنا على ان تبقى المستوطنات الواقعة في داخل 'الكتل' في داخل خريطة اسرائيل). ماذا طلبنا؟ يسأل اوباما، هل وقف بناء بضعة بيوت؟ هل من اجل هذا تقوم الدنيا ولا تقعد؟.
إن نتنياهو كعادته سيتظاهر بأنه 'بوباي': فسيعارض ولن يوافق وسيُحدث جلبة اعلامية بل انه سيذرف دمعة، لكنه سيُبين لنا انه لا خيار له. ومن شديد العجب ان هذا صحيح ايضا فنتنياهو من أعلى عمله رئيسا للوزراء يعلم انه لا حياة لنا هنا من غير امريكا. وهو في الحقيقة ما زال ممزقا بين تراث جابوتنسكي الذي تعلمه في بيت أبيه وبين الواقع المر في نظره، لكنه يميل في كل ما يتعلق بحل هذا الصراع الدامي الى جانب أشد اعتدالا في الليكود. وهو اليوم أقرب الى دان مريدور من قربه الى موشيه فايغلين. وليس من الصدفة انه مشتبه به عند المستوطنين.
وسيكون ايضا من يصرفون الانتباه الى حقيقة ان أول اتفاق على الائتلاف وقعه مع تسيبي لفني التي أيدت تجديد التفاوض السياسي. فهل سيقول لها حينما يحين الوقت ان تنسى الاتفاق؟ سنرى بعد ذلك. واسوأ من هذا بالنسبة اليه اذا ما أتى باتفاق ضئيل مع الفلسطينيين تُجيزه الكنيست. فهو لا يستطيع الاعتماد على اصابع فايغلين وياريف لفين واوريت ستروك ونفتالي بينيت واوري اريئيل وتسيبي حوطوبلي. وكما كانت الحال مع الاتفاق مع مصر الذي أتى به مناحيم بيغن، سيكون حزب العمل وميرتس هما اللذان سينقذانه وينقذان ولايته.
قد تكون هذه مقالة هاذية وغير ممكنة في الوضع الحالي لكننا لن نضطر الى الانتظار كثيرا: فبعد شهر أو شهرين أو حتى ثلاثة سنعلم الى أين يتجه اوباما والى أين يتجه نتنياهو والى أين يتجه شرقنا الاوسط العاصف. فاذا اخطأت فسيكون عندي دافع جيد الى ان أكتب مقالة اخرى تحت عنوان 'لماذا اخطأنا؟'.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
تنازلات مقابل الذرة: اجراء فارغ
بقلم: زلمان شوفال،عن اسرائيل اليوم
'ان صيغة التفاهم بين اوباما ونتنياهو بسيطة'، قال لي زعيم يهودي امريكي مشهور (وهو جمهوري) عند زيارتي لنيويورك في الاسبوع الماضي: 'الحرب والسلام'، أي حرب امريكية لايران مقابل سلام اسرائيل مع الفلسطينيين. لكن هذه الصيغة مثل صيغ سحرية متحذلقة كثيرة ليست سوى ايهام فارغ.
ان أحد الفروض الأساسية للاقتراح المذكور آنفا هو ان فض جهد ايران الذري هو مصلحة لاسرائيل وحدها ولذلك فان عملية عسكرية للولايات المتحدة على الايرانيين ستكون في الحقيقة 'جيدة' لاسرائيل، ويجب على هذه من جهتها ان تلتزم 'الدفع' بعملة تنازلات للفلسطينيين. لكن التحليل والمنطق الموجودين في أساس هذا الفرض يعوزهما كل منطق سياسي حقيقي لأن الولايات المتحدة يسودها اليوم جو عام يعارض العمليات العسكرية وراء البحار. بحيث إن تعريف الجهد الذري الايراني فقط بأنه تهديد لمصالح الولايات المتحدة نفسها الحيوية قد يحث الادارة الامريكية على الخروج للحرب. وقد يكون في مجلس النواب بل في ادارة اوباما الجديدة من يؤيدون ذلك لكنه لن يعوزنا في مقابلهم من سيحاولون بما أوتوا من قوة ان يؤثروا في الرئيس في الاتجاه العكسي. ونقول بعبارة اخرى انه يجب ان يكون واضحا انه اذا لم تصبح واشنطن مقتنعة بأن القنبلة الذرية في أيدي آيات الله ستعرضها مباشرة للخطر وتعرض مصالحها الحيوية للخطر وإن لم تبنِ اسرائيل بيتا آخر واحدا في القدس وتنقل الى أبو مازن السيطرة على الحائط الغربي فان القاذفات الامريكية لن تقلع مع الفجر.
ينبغي ان نأمل ان يتم في المحادثات المتوقعة في الشهر القادم في القدس بين الرئيسين بحث موضوع التهديد الايراني (الذي يتقدم بايقاع حثيث الى نقطة اللاعودة بحسب التقارير الاخيرة للوكالة الذرية الدولية) في ذاته لا باعتباره جزءا من 'صفقة' غير حقيقية. ولن نتحدث عن انه لا يوجد تطابق أصلا بين الجداول الزمنية لعناصرها: فوقف الجري الايراني نحو القنبلة تحدٍ لاشهر أو ربما لاسابيع أما حل المشكلة الفلسطينية فهو في أحسن الحالات أمر يحتاج الى سنين طويلة.
إن العيب الآخر والذي قد يكون الأساسي ايضا في هذه الصيغة الباطلة هو بالطبع انه لا توجد أية علامة على ان الفلسطينيين ينوون التخلي عن استراتيجيتهم التي أساسها الامتناع عن أي تفاوض حقيقي الى مطالب وشروط مع اسرائيل والاستمرار مقابل ذلك في اعمال التضليل وصرف الانتباه التي ترمي الى الحظوة باعتراف دولي دون حاجة الى تنازلات ومصالحات من جهتهم ومنها الاعتراف بوجود اسرائيل باعتبارها دولة الشعب اليهودي (ونقول بالمناسبة انه لا يوجد في هذا الشأن ولم يوجد في الماضي ايضا فروق حقيقية بين بنيامين نتنياهو وتسيبي لفني). وينبغي ان نفترض ان يعرض رئيس الوزراء حقا على الرئيس الامريكي مقترحات عملية محددة في الشأن الفلسطيني وهذا جيد لكن لا يجوز ان نوافق ولو افتراضيا على ربط مزيف بين المسألة الفلسطينية والقضية الذرية الايرانية.
أين يجب ان يوجد رابط؟ بين التطورات السياسية والامنية المقلقة في منطقتنا ومنها تهديد ايران الذي أخذ يزداد وفي الشأن الفلسطيني ايضا وبين جهود بنيامين نتنياهو ليشكل في فترة زمنية عاجلة حكومة وطنية واسعة قدر المستطاع. يمكن ان نفهم ان ساسة جددا أصبح يُخيل اليهم فجأة أنهم صاروا 'عظماء' يستخدمون احيانا حيلا كان يشمئز منها البالغون الأكثر مسؤولية منهم، لكن يوجد حد. يجب على هؤلاء الرفاق ان يدركوا ان السياسة ليست مسألة حيل وخدع فقط أو عناوين في الصحف بل هي حمل لعبء المسؤولية التي ألقاها الجمهور عليهم.
كان يمكن ان نتوقع من البيت اليهودي سلوكا أكثر مسؤولية ورسمية، في حين يوجد شك في حانوت الخليط السياسي المسمى 'يوجد مستقبل'. يفضل نتنياهو حكومة واسعة لا لأن نتائج الانتخابات التمهيدية في الليكود توجب ذلك فقط بل بسبب الموضوعات الصعبة التي يتوقع ان تواجهها اسرائيل في السنوات القادمة. لكنه توجد نقطة زمنية لا تستطيع القيادة ذات المسؤولية ان تنتظر بعدها انشاء الحكومة الجديدة حتى لو كانت ضيقة جدا وآنذاك قد يتبين لحركة يوجد مستقبل فجأة ان المستقبل قد أصبح من ورائها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
دون ثقة القيادة الفلسطينية لن تكون انتفاضة
بقلم: عميره هاس،عن هآرتس
السؤال الذي يطرح في الاونة الاخيرة، 'هل المواجهات تبشر بانتفاضة ثالثة'، يطرح من زاوية نظر عسكرية اسرائيلية ضيقة، تقبل بالسيطرة الاسرائيلية على الفلسطينيين بصفتها الترتيب الطبيعي الذي يخرقه الفلسطينيون. السؤال المعاكس الذي يجب أن يطرح هو كيف لم تندلع الانتفاض الثالثة بعد.
من ذات الزاوية الضيقة، ركزت اوساط اسرائيلية امس على مسألة هل صاروخ واحد اطلق من غزة يبشر هو ايضا على تغيير وانهاء لثلاثة اشهر 'هدوء'، في ظل التجاهل المعتاد لحقيقة أنه لم يكن لسكان غزة هؤلاء اشهر هدوء: في ذات الاشهر واصل الجيش الاسرائيلي اطلاق النار على المدنيين الصيادين، المزارعين وجامعي الخردة في هوامش القطاع، اصابة البعض واعتقالهم ولا سيما الصيادين، في ظل مصادرة قوارب صيدهم. ومثلما في غزة في الضفة حين لا يخرج الفلسطينيون للصدام مع جنود الجيش الاسرائيلي وأن هذا لا يعني انه يوجد 'هدوء' وان الترتيب الذي لا يخرق هو أيضا الترتيب الطبيعي.
تجري دائرة المفاوضات في م.ت.ف متابعة يومية لاحداث 'متعلقة بالاحتلال'، توثقها أجهزة الان الفلسطينية والمنظمات المدنية المختلفة. وكل يوم تنشر الدائرة قائمة 150 حتى 200 حدث كهذا. وحتى عندما لا تكون حالات اصابة أو موت، فانه دوما يوجد اطلاق نار من جنود الجيش الاسرائيلي، تنكيلات من المستوطنين، اقتحامات عسكرية للقرى أو المدن، هدم منازل، استيلاء على بيوت لاغراض عسكرية، اعتقالات، حواجز متنقلة، اغلاق طرق وما شابه.
القائمة اليومية للاحداث المتعلقة بالاحتلال لا تتضمن تجارب عادية من الاهانة في حواجز الخروج الى اسرائيل، منع الخروج من غزة أو الضفة، العيش في ظل الارض التي صودرت لمستوطنة مجاورة، او للسور، القيود الاقتصادية، التقارير على ساعات الانتظار في مكاتب الادارة المدنية، نتائج الاهمال البلدي في شرقي القدس، التقارير عن التحقيقات في أقبية المخابرات المختلفة والادانات بالجملة في المحاكم العسكرية.
وعندما نأخذ بالحسبان مشاعر الغضب والاحباط، فان ما يفاجيء هو أنها لا تنفجر وتجترف معظم الجمهور الفلسطيني. صحيح أن محمود عباس واجهزة أمنه تخشى من انتفاضة جديدة، ولا سيما من اختطاف المسلحين لها مثلما حصل في الانتفاضة الثانية ولكن هذا لا يشرح ضبط النفس الفلسطيني العام.
خلافا لما يفهم من بعض التحليلات الامنية الاسرائيلية، فان الفلسطينيين ليسوا حجارة شطرنج لقياداتهم العليا أو الاقل ممن يعرضون حياتهم للخطر أمام استحكامات الجيش الاسرائيلي بناء على الاوامر، او يمتنعون عن الصدامات مع الجنود بسبب أمر معاكس. المفاجيء في مظاهرات التأييد للسجناء ليس المئات الذين شاركوا فيها، بل العشرات ومئات الالاف من الاشخاص الذين لهم كل الاسباب للتظاهر ضد من يمثلون الحكم الاجنبي، ولم يفعلوا ذلك. الضحايا والمعاناة التي كانت تنطوي عليها الانتفاضة السابقة والقمع الاسرائيلي لها لم تحدث التغييرات المنشودة بل العكس. الكثير من الناس يعتقدون ان الانتفاضتين انتهتا باساءة الوضع. ولكن الفشل ليس سببا كافيا لعدم تجربة انتفاضة ثالثة.
وعليه، فان تفسيرا مركزيا، واحدا للنظر هو عدم الثقة بالقيادات: سواء كانت هذه فتح، التي بعض منها يدعو الى التظاهر وبعض آخر يدعو الى الحذر، ام كانت هذه حماس التي تتحدث بصوتين: صوت وقف النار والاستقرار والتنمية حين يتعلق هذا بقطاع غزة، وصوت الكفاح حتى الابادة عندما يتعلق هذا باي مكان آخر.
في الشهرين الاخيرين، بعد النشوة لما وصف بالانتصار الفلسطيني في 'عمود السحاب' وشهر العسل من اللقاءات بين حماس وفتح، نجد أن الناطقين من الحركتين مرة اخرى يتناوشون لفظيا في مسألة من هو الطرف المسؤول عن عدم تقدم محادثات المصالحة. مثل هذه المناوشات العلنية كانت في السبت الماضي، عندما استخف رئيس البرلمان الفلسطيني المعطل، المنتخب من حماس، عزيز دويك، استخف بانجازات حركة فتح. وفي جنازة عرفات جرادات، المعتقل الفلسطيني الذي توفي في وقت التحقيق معه لدى المخابرات الاسرائيلية، هتف الشباب المؤيدين لحماس هتافات بمكبرات الصوت، في الوقت الذي كان يخطب من يفترض به أن يمثل كل التيارات الفلسطينية عباس زكي، رجل سعير، قرية جرادات. شباب فتح ارسلوا لكي يأخذوا منهم مكبر الصوت، في ذروة الحدث الرسمي.
استنتاج سائد هو أن القيادتين منشغلتان بالحفاظ على هيمنتها كل واحدة في مجالها اكثر مما بالسعي الحقيقي لالغاء الازدواجية السلطوية، الانقسام الذي يخرب على قدرة بناء استراتيجية واحدة ضد الاحتلال. والقيادات الجديدة او المنظمات الجديدة والمتجددة تتلبث في النشوء وفي اثارة الحماسة.
اندلاع الثورات في الدول العربية بث في البداية روح تفاؤل في أوساط الفلسطينيين وتعاظمت المبادرات لنشاطات شعبية مباشرة. وكانت فرضية الفلسطينيين أن الانظمة المتصالحة مع اسرائيل سقطت أو ستسقط قريبا، وان ميزان القوى الاقليمي سيتغير بسرعة. في هذه الاثناء تبين لهم ان الاخوان المسلمين والثوار في سوريا يعملون تحت المظلة الامريكية وان الشعوب الشقيقة غارقة في مشاكل الثورة والثورة المضادة لديها، وغير متفرغة بعد لكسر قواعد اللعب التي تحسن لاسرائيل. وعليه، فان الاستنتاج هو أنه لا يزال ينبغي ضبط النفس.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الفلسطينيون مرة اخرى يفوتون الفرصة
بقلم: بن ـ درور يميني،عن معاريف
1. خمسة عشر شابا، أغلب الظن، هاجموا شابا عربيا في تل أبيب، فقط لانه عربي. مثل هذه الاحداث سبق أن حصلت. كانت عملية فتك في شارع يافا في القدس، وضد تسعة فتيان رفعت لوائح اتهام. كانت حالة اخرى في صفد. كانت عربدة عنيفة لشباب في التجمع التجاري في القدس. ومظاهر العنصرية هذه قد تستمر.
لنفكر في حدث مشابه في باريس. عشرة مسلمين يهجمون على شاب يهودي، ويضربونه بوحشية. لقد سبق لهذا أن حصل. هؤلاء الزعران توجد لهم 'مبررات'. فقد رأوا في التلفزيون مقاطع ظهر فيها جنود اسرائيليون يمسون بفلسطيني. وقد شعروا بالحاجة الى الرد.
هل الغضب الاصيل يبرر هجوما أزعر؟ بالتأكيد لا. الكراهية هي كراهية. يكاد لا يكون هناك اي مجال للمقارنة. توجد مناطق في مدن مركزية في اوروبا من الافضل فيها عدم السير مع علائم تشخيص مثل القبعة الدينية. لان الخطر يكمن في الزاوية. ولكن شابا عربيا لا يأخذ أي مخاطرة عندما يتجول في حي يهودي. غير انه احيانا لا حاجة الى المقارنات العددية. حقيقة أن هذه السنة شهدنا ثلاثة احداث كهذه يجب أن تشعل الكثير جدا من الاضواء الحمراء. لا مغفرة. لا تسامح. لا تفهم. ما هو مكروه علينا، رجاء لا تفعلوه للاخرين. هذه هي اليهودية كلها على ساق واحدة، ومن يخرق هذه القاعدة هو مناهض لليهود، حتى قبل أن يكون مناهضا للعرب.
2. في الانتخابات الاخيرة توجهت اسرائيل نحو الوسط. مئات الالاف نقلوا التصويت من معسكر اليمين الى معسكر الوسط. الموضوع السياسي لم يكن الاعتبار المركزي. ولكنه كان هناك. بمعنى، خلافا للاسطورة المدينية السائدة في مطارحنا، مسيرة التغيير لدى الاسرائيليين لا تحتاج الى أي عنف فلسطيني. والانتفاضة التي قد تندلع ستغير الاتجاه. ستعيد بعضا من الاسرائيليين الى اليمين. لانه اذا كان الفلسطينيون يختارون العنف فان اسرائيل لن تؤيد التصالح. هكذا بحيث ان الانتفاضة لا تختلف عن الارهاب. وهي لا تحث اي سلام. بل تجعله فقط اكثر بعدا بكثير.
المشكلة هي ان الكثيرين، الكثيرين جدا، بمن فيهم رئيس الدولة شمعون بيرس، منحوا في السنة الاخيرة مبررا لاندلاع متجدد للانتفاضة. فقد اتهموا الجمود السياسي، وفي واقع الامر نتنياهو. إذ انه كان ابو مازن هو الذي طرح شروطا مسبقة. وابو مازن هذا هو نفسه الذي رفض عرض اولمرت.
ورغم ذلك، فان الانتخابات غيرت شيئا ما. الرئيس الامريكي يأتي. توجد مؤشرات على أنه ربما يحصل مع ذلك شيء ما هنا، بعد اقامة حكومة جديدة ليست يمينية واصولية طاهرة. وعلى الرغم من ذلك، ففي هذا التوقيت بالذات يختار الفلسطينيون التوجه الى العنف. هكذا بحيث أنه يجدر بنا أن نتذكر الترتيب الحقيقي للوقائع: ليس الجمود هو الذي قد يؤدي الى الانتفاضة. انه الرفض الفلسطيني الذي يطرح شروطا مسبقة ويتوجه الى العنف، بالذات عندما يكون ائتلاف اكثر اعتدالا بقليل يوشك على ان يتشكل في اسرائيل.
3. في اسرائيل ينطلق تنفس للصعداء في أن أيا من الفيلمين المرشحين للاوسكار لم ينل الجائزة. الفيلمان حصلا على مساعدة من اسرائيل الرسمية. من اللحظة التي علم بها بترشيحهما، بدأ السينمائيون المرتبطون بالفيلمين يتنكرون لكل صلة باسرائيل. فقد اعتقدوا بان هذا هو ما ينجح اليوم في العالم الثقافي، وفي الولايات المتحدة ايضا.
هذه المرة لم ينجحوا. الافلام الانتقادية جديرة بالتمويل. حتى وان كانت انتقادية جدا شريطة ألا تكون تجتاز خطا أحمر ما، حان الوقت لان يبدأ احد ما هناك، في المؤسسات الثقافية، برسمه. فليس معروفا عن أنه باسم حرية التعبير تمول الولايات المتحدة افلام مايكل مور.
حرية الابداع ليست واجبة التمويل. وعندنا يتشوشون بين الامرين. المشكلة المركزية ليست في أنه توجد أفلام انتقادية، حتى بتمويل جماهيري. المشكلة هي في أنه في السياق السياسي، هذه هي الافلام الوحيدة التي تحظى بالتمويل. في وضع تزدهر فيه الاكاذيب ضد اسرائيل ('الدولة الاخطر على سلام العالم'، 'دولة أبرتهايد'، 'دولة عنصرية')، على اسرائيل أن تدلي بنصيبها في دحض الاكاذيب وليس في نشرها.
هام بالتأكيد أن يصبح قادة المخابرات السابقون محذرين ضد السياسة الاسرائيلية. المشكلة هي أن الانتقاد الشرعي يستغل لغرض انتقاد جد غير شرعي في العالم الواسع. لا توجد هنا اي مساعدة للسلام أو لانهاء الاحتلال او لتقدم حقوق الانسان. النتيجة هي وحدة فقط: تعزيز الرفض الفلسطيني.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
