-
1 مرفق
اقلام واراء محلي 332
[IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG]
- [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.jpg[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]في هذا الملـــــف:
- من حيث الشكل: الطلة البنفسجية واللسان "المقاوم"!
- الحياة الجديدة / عدلي صادق
- ومضة: لماذا العزوف؟
- وفا / د. صبري صيدم
- ما ينبغي للمعلِّم أنْ يَعْلَمه!
- جريدة الأيام / جواد البشيتي
- تندلع الانتفاضة او لا تندلع بناء على سؤال واحد !!
- معا / رئيس التحرير د.ناصر اللحام
- إسرائيل تقتل جرادات والسلام
- جريدة الحياة / عادل عبد الرحمن
- الأسرى عنوان الانفجار المقبل
- جريدة الايام / اشرف العجرمي
- "ملعون أبو السياسة"
- جريدة الحياة / فؤاد ابو حجلة
- فلسطين تتغيّر، البناء يتقدّم الزراعة!
- جريدة الايام / حسن البطل
- أنت حر
- جريدة الحياة / حسن عودة ابو ظاهر
- حدث في معرة النعمان
- جريدة الايام / الدكتور فتحي أبو مغلي
من حيث الشكل: الطلة البنفسجية واللسان "المقاوم"!
الحياة الجديدة / عدلي صادق
أطل عبر شاشة "العالم" الإيرانية، ببدلة أنيقة، وربطة عنق حريرية بنفسجيّة، يُراد لها أن تنطق بما افاض علماء النفس في شرحه، حين قالوا إن هذا اللون، هو خيار الناس من مستويات التفكير العُليا، ومن ذوي القدرة على معرفة الأشياء وسماع صوتها، من دون استخدام الحواس. فلا حواس تتوسط بين الأشياء ودماغ العباقرة الذين يعلنون عن بنفسجية مستواهم. ذلك علماً بأن بعض الأطباء النفسيين، ينصحون بعدم الإكثار من هذا اللون، لأنه ينبض بذبذبات مسببّة للاكتئاب، والدليل أن الشركات الكبرى لانتاج ملابس الأطفال، التي تستفيد من نصائح أخصائيين في سيكولوجيا الطفل، تتجنب البنفسجي، وتختصر استخدامه الى الحد الأدنى، لأنه لون معقد، يريح الناظرين في بعض المشاهد، ويتعبهم في مشاهد أخرى، كتلك الطلة العجيبة للوزير الحمساوي "المقاوم" عبر الشاشة الإيرانية!
* * *
فحوى مداخلات الوزير الحمساوي، عبر فضائية إيران لا تستحق أن يتوقف عندها عاقل، بخاصة وأن الرجل تحدث بلغة الخصومة البغيضة، التي باتت أحد أهم العناصر المساعدة على ارتفاع شعبية حركة "فتح" عند أهل غزة، دون أن تبذل هذه الحركة جهداً. إذ كلما نطق بها متحدث حمساوي، بطريقة ضاغطة على النفس ومتظاهرة بالألم؛ كان سكان القطاع يحسون بوداد لـ "فتح" والسلطة، لأن الناس بفطرتها لا تطيق الكذب ولا الكذابين الذين ينافي سلوكهم في سلطة الأمر الواقع، كل معاني الجهاد والزهد والتقوى والإيثار وإقامة القسط بين الناس واشتهاء الموت باعتباره "أسمى الأماني"، إذ تتبدى جليّة وفظة، طبائع ظهورهم وعلامات إثرائهم المستجد، وسياراتهم وبذخهم وعجرفتهم!
إن طلة أي من هؤلاء، على شاشات التلفزة، تنم عن بعض هذه الحقائق، إذ يتسربل واحدهم، ببدلة جوخ وربطة عنق حريرية، هما أعز ثمناً على الأرجح، من تلك التي يتسربل بها "الفاسدون المستسلمون" في مشارق الأرض ومغاربها، حسب رواية هؤلاء الأنيقين "المؤمنين المجاهدين"!
قلنا إن ما فاه به الوزير الحمساوي، لا يستحق الرد، إذ لا سبيل لمناقشة كلام فارغ بلسان واحد يسعى الى اهتبال مناسبة استشهاد الأسير عرفات جرادات، لكي يتحدث عن "آثام" محمود عباس وسلطته، التي هي ـ بالمعنى ـ العائق الموضوعي أمام "اختطاف" جنود لاستبدالهم بأسرى!
هو وزير أسرى في حكومة الأمر الواقع. ووزير الأسرى ينبغي أن يكون ذا منطق وفاقي، بحكم طبيعة مهمته، واحتراماً لواقع الحركة الأسيرة. وحتى مسألة تحرير الأسرى، والدعوة الى "اختطاف" جندي أو جنود، فهذه تليق بقائد لجناح عسكري أو برئيس أركان قوات، لأن مثل هذا سيكون حريصاً على النطق المهني الصحيح، ولن يُقر بأن الفلسطينيين يختطفون ـ مثلما قال الوزير الحمساوي عبر التلفزيون الإيراني ـ ويتذكر دائماً أن شبابنا حين يشتبكون في ظروف مواتية، ربما يأسرون ولا يختطفون، تماماً مثلما فعل الشباب عندما أسروا الجندي شاليط. المحتلون هم الذين وصفوا العملية الجريئة التي قام بها شُبان أحدهم هو ابن جارتي أم علي فروانة الفتحاوية، بأنها "اختطاف". إننا نخوض أيضاً معركة مصطلحات مع المحتلين الأوغاد. هم يقولون عن أسرانا بأنهم سجناء ونحن نقول أسرى. وقد كان من بين حصاد عملية الشباب الذين أسروا شاليط، تكريس المنطق بأن هناك أسرى على الطرفين، حتى وإن تمسك العدو بوصف "الاختطاف". إن العصابات هي التي تختطف، أما مقاتلو الحرية فإنهم يأسرون!
* * *
من طرائف الشكل لا المضمون، أن محرك البحث عن تأهيل الوزير، جاءني ببعض اللقطات الواجبة التصويب. فرقم السنة التي ولد فيها، انقلب بخطأ طباعي أو إلكتروني، لينزل عمره ستا وثلاثين سنة، وبات الرجل مولوداً في العام 84 لكن السياق يقول إنه حصل على الثانوية العامة في سنة 1966. وكان منطلق رحلة الدراسات العليا، بحثاً ربما في أمر لا زيادة فيه لمستزيد على صعيد الفقه الإسلامي، وهو أطروحة ماجستير بعنوان "أحكام البغاء في الشريعة الإسلامية" وذلك قبل فتح "أم درمان" بحثياً، مفاتيحها لنيل الدكتوراة.
ومن حيث الشكل أيضاً، نأخذ شيئاً من حديث اللباس، ونتحاشى الخوض في الرأي الفقهي لارتداء الحرير. اللباس الذي يتزيّا به وجهاء الحالة "الجهادية" التي تستدعي مساندة وعون المتعاطفين، أفخم من لباس مقدمي العون. ذلك علماً بأن هوغو تشافيز، رئيس فنزويلا النفطية، لم يخسر شيئاً من صدقية ودلالات موقفه اليساري، وهو يكتفي بقميص متواضع. للإنصاف، هذا منحى من البذخ، اعتمده مسؤولو السلطة والفلسطينيون ما استطاع منهم الى ذلك سبيلاً. فالفلسطينيون لديهم عطش تاريخي الى الفخفخة والى إيحاءات الأهمية. لكن الفارق كبير، بين ناطق باسم مشروع تسوية وعلاقات بهيجة مع مانحين، وناطق باسم مشروع جهادي واستشهادي وسهر على الرباط، والباقي عندكم.
يبقى الأهم ـ طبعاً ـ هو الثقافة السياسية، والإحساس بالمسؤولية الوطنية. وللأسف ما نراه ونسمعه ينم عن ضحالة وببغائية فاضحة، مع تكرار للكلام الممجوج ينم ايضاً عن جفاء حتى الجنون، يتكىء الى نواه وأعمال يأتي المجافي على مثلها مضاعفاً!.
ومضة: لماذا العزوف؟
وفا / د. صبري صيدم
وقف كثير من الساسة في حيرة من أمرهم جراء العزوف الكبير لأهلنا عن التسجيل في سجلات الناخبين او تحديث بياناتهم ذات يوم. وقد حاولت الفصائل استفزاز جمهورها عبر البيانات الصحفية والمقابلات التلفزية والإذاعية وحتى الاتصال المباشر وصولا إلى قيام حركة حماس بتعميم رسائل هاتفية تدعو الناس للتوجه إلى مراكز التسجيل.
ومع شكوى الكثيرين من شح المراكز الخاصة بلجنة الانتخابات المركزية وتباعدها جغرافيا وبطئها في عملية التسجيل والتحديث فإن الإشكالية الأكبر ليست تقنية أو فنية وإن كانت ترتيبات لجنة الانتخابات المركزية ليست كما يعتقد البعض على درجة عالية من الكفاءة وبدت كما قال آخرون وكأنها شاخت أو ألم الإحباط بها هي أيضاً.
الإحباط الأكبر والمشكلة الأوسع تعود لمؤشر المصالحة الذي ارتفع من ثم عاد للهبوط مما سبب حالة من التأرجح والعزوف والتردد لدى الكثير، ناهيكم عن ما جرى إبان الانتخابات البلدية من تغيير وتبديل في مواعيدها.
هذا التأرجح أفقد الكثيرين دافعية التوجه لمراكز التسجيل. لكن الغريب في هذا التردد أنه اجتاح صدور الشباب المطالب بالتغيير. لذلك حق السؤال: كيف ستمارس التغيير بعيدا عن صندوق الاقتراع سيما وأن التناحر الفلسطيني المسيّس والمسلّح أحيانا لم يوفر إمكانية اقتلاع الآخر بالقوة؟
لذا وبما أن صندوق الاقتراع هو الفيصل فإن هذا الأمر لا يبرر حالة التقاعس الواضحة.
حقيقة الأمر أن الكثيرين وفي حال لمسوا جدية الانتخابات ودنو موعدها فإن تدفقا هائلا سيحدث عندما تعاود اللجنة فتح أبوابها للتسجيل. عندها سنرى ما لم نره من قبل. ولكن هل ستقدم اللجنة على هذه الخطوة؟
أنصار الفصائل طالبوا بتمديد التسجيل والبعض ضّخم سوء إدارة العملية من قبل لجنة الانتخابات بحثا عن سبل لتمديد العمل بالتسجيل.
المحزن في الأمر بأن أحدا لا يقتنع بأن المصالحة ستتم وأن الانتخابات ستُجرى حتى بمن فيهم قيادات من فصائل 'م. ت. ف' وحتى حماس! أو ربما بتنا كما التلاميذ المتنافسين في امتحاناتهم النهائية ممن يقنعون بعضهم البعض بأنهم ليسوا جاهزين للامتحان حتى يهدأوا من روعهم الشخصي ويقنعوا الآخرين بعدم الإفراط في الدراسة والتحضير من ثم يعودوا لينقضوا على منافسيهم بالإنجاز والعلامة التي تذهل الخصوم؟ فهل خبأت الفصائل مفاجآتها الانتخابية ليوم الامتحان العسير.. يوم الانتخابات؟
المعطيات لا تفيد بأن أمرا كهذا قد تم وإن كان عض الأصابع سمة فلسطينية محتملة.
المهم في الأمر بأن تسجيل الناخبين الأخير لم يكن أمرا مقنعا ولا معبرا عن حجم الجيل الجديد من الناخبين الذين وصلوا سن الاقتراع. لذا فإن هذا الأمر يحتاج وبدون مواربة لإعادة فتح سجل الناخبين في ذات اليوم الذي سيتم الإعلان فيه عن ولادة الحكومة التوافقية القادمة.. يوم يقابل احتمال حدوثه جيش كبير من المحبطين! لكن النتائج خير برهان!
ما ينبغي للمعلِّم أنْ يَعْلَمه!
جريدة الأيام / جواد البشيتي
إنَّه موقف، ثمَّة مصالح لقوى دولية (وفي مقدَّمها روسيا) وإقليمية في تصويره على أنَّه "فاتحة عهد جديد" في الجهود والمساعي (الدبلوماسية والسياسية) المبذولة لحلِّ الصراع في سورية من طريق "الحوار" بين طرفيه؛ فـ "الحوار بالسِّلاح (أو الحديد والنار)" عقيم، أيْ لا يُنْتِج حلاًّ، على ما تقول موسكو، وعلى ما شرعت تقوله في وضوح متزايد واشنطن؛ حتى "المفاوضات (أو التفاوض)" بين الطرفين (الحكومة والمعارضة في سورية) لا تُذْكَر على أنَّها طريق إلى الحلِّ (السياسي) لأنَّ بشار الأسد يتطيَّر من المعاني الكامنة في هذه الكلمة (المفاوضات).
وهذا الموقف هو الذي أعلنه، في موسكو، وزير الخارجية السوري وليد المعلم، قبيل محادثاته مع نظيره الروسي سيرغي لافروف؛ وقد جاء فيه: "إنَّ الحكومة السورية مستعدَّة وجاهزة للحوار مع كل من يرغب في الحوار (ويريده) وإنَّها مستعدَّة وجاهزة للحوار (حتى) مع من حَمَل السلاح، إذا ما كان راغباً في الحوار"؛ وإنَّه (أيْ المعلم) يعتقد "أنَّ الإصلاح لن يأتي من طريق سفك الدماء (بل من طريق الحوار)"؛ ثمَّ أوضح أنَّ فريقاً حكومياً للتحاور مع "المعارضة في الداخل والخارج" قد أُلِّف.
وبعد ذلك، جاء لافروف بمزيد من "النقاط" ليُنقِّط بها ما لم يُنقِّطه المعلم من حروف "مبادرته"، قائلاً: "لا بديل من التسوية السياسية؛ وإنَّ هذه التسوية تأتي من طريق التوافق في المواقف بين الحكومة والمعارضة؛ وإنَّ للشعب السوري الحقَّ في تقرير مصيره (وفي تقرير مصير بشار من ثمَّ) من دون تدخُّل أجنبي". أمَّا واشنطن فبدت مُعوِّلة كثيراً على مسعى تبذله موسكو لـ "إقناع" بشار (وحكومته) بضرورة حل انتقالي سياسي، أيْ بضرورة أنْ يتنحَّى (في طريقة ما) عن الحُكْم؛ ويبدو أنَّ موسكو لن تتجشَّم مهمة "إقناعه" قبل أنْ "تُقْنِعها" واشنطن بأنَّ رحيل بشار لا يعني (ولن يعني) رحيل روسيا (بمصالحها الحيوية) عن سورية (وعن المياه السورية الدافئة على وجه الخصوص).
وموسكو، إذا ما "اقْتَنَعَت" تستطيع "إقناع" بشار؛ فهي "الأكفأ" في تلبية حاجته (الشخصية والعائلية والفئوية) إلى "الملاذ الآمن"؛ وينبغي له، من ثمَّ، أنْ "يعتدل" و"يتشدَّد" بما يفي بهذا الغرض.
موسكو وواشنطن شرعتا تُبْديان ميلاً (على ما يبدو) إلى "الفَرْز"؛ إلى فَرْز "الأشرار" من "الأخيار" في نظام الحكم السوري (وفي المعارضة السورية أيضاً). وربَّما ينتهي "الفَرْز" إلى تكثير عدد "الأخيار"، وتقليل عدد "الأشرار"، فينال "العقاب (الذي تريده موسكو أنْ يكون رحيماً قدر الإمكان)" بشار مع قِلَّة قليلة من مرؤوسيه، الذين تلطَّخت أياديهم بدماء الشعب السوري، ويتوفَّر "الأخيار (من أمثال فاروق الشرع، وربَّما من أمثال المعلم أيضاً)" في البقية الباقية من هَرَم الحكم في سورية مع "الأخيار في المعارضة (الداخلية والخارجية، المسلَّحة والسياسية" على التأسيس (من طريق الحوار، والتوافق) لحلٍّ انتقالي سياسي في سورية؛ ولا شكَّ في أنَّ جماعة "النُّصْرة" ستكون من "أشرار الطرف الآخر"؛ وكأنَّ "العاصمتين" في طريقهما إلى اكتشاف أنَّ لهما مصلحة مشترَكَة في الخلاص من "بشار" و"النُّصْرة" معاً، وفي الدَّفْع في اتِّجاه أنْ يتحاور الطَّرفان "المعتدلان"، وأنْ يَتَّفِقا ويتوافقا؛ لكن بما يراعي مبدأ "إعطاء ما لقيصر روسيا، لقيصر روسيا".
المعلم لم يَقِف (من قَبْل) مواقف يمكن أنْ تساعِد في تبرئة ساحته من جرائم ارْتُكِبَت في حقِّ الشعب السوري؛ لكنَّه يمكن أنْ يُصنَّف على أنَّه "معتدل" بـ "النسبية فحسب"، أيْ نِسْبَةً إلى بشار (وشقيقه، وآخرين من القادة الأمنيين والعسكريين).
والمعلم، مع أشباهه، يمكن أنْ يكون، أيْ أنْ يغدو، "محاوِراً مقبولاً (أيْ تقبله المعارضة)" إذا عرَّف نفسه، قَبْل بدء الحوار، ومن أجل أنْ يبدأ، على أنَّه "ممثِّل لنظام الحكم السوري الذي ما عاد بشار الأسد (وأشباهه) ممثِّلاً (أيْ قائداً ورئيساً) له"؛ فإنَّ "براءة" هي السورة التي ينبغي له أنْ يتلوها على مسامع الشعب السوري.
وينبغي للمعلم، وبصفة كونه "مُكْتَشِفَ" أنَّ "الإصلاح لن يأتي من طريق سفك الدماء"، أنْ يضيف قائلاً: "وإنَّ خير دليل على ذلك هو أنَّ سفك دماء الشعب السوري على يديِّ بشار (مع بدء المناداة الشعبية بالإصلاح، وبالسلمية طريقاً إليه) لم يأتِ بأيِّ إصلاح"؛ كما ينبغي له أنْ يُنقِّط بنفسه الحروف الأهم من "مبادرته"، فيقول إنَّ "الإصلاح"، الذي لن يأتي من طريق سفك الدماء، لن يأتي، أيضاً، من طريق احتفاظ نظام الحكم السوري برأس بشار؛ فإنَّ قَطْع هذه الرأس سياسياً (تمهيداً لقطعها بحُكْم محكمة) هو إنجازٌ للجزء الأكبر والأهم من الإصلاح الذي يريده ويقبله الشعب السوري.
إنَّ على المعلم (وأشباهه) أنْ يَعْلَم أنَّ "سفينة نوح" هي أضيق من أنْ تتَّسِع لأهل الحكم جميعاً؛ فَلْيَخْلَع صاحبه إذا ما أراد أنْ يَجِد له مكاناً فيها.
تندلع الانتفاضة او لا تندلع بناء على سؤال واحد !!
معا / رئيس التحرير د.ناصر اللحام
وكأن هناك من يدعو ابو مازن ليفتح باب الانتفاضة وينتقم من أنداده وخصومه وعلى رأسهم رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو ، والادارة الامريكية ، وحماس والدول النفطية التي قهرته في السنوات الماضية وساومته على راتب الموظف .. ولكن هناك من ينصح الرئيس الّا ينجر لمثل هذه المغامرة التي لا احد يعرف الى اين تقود الناس ، ولمصلحة من تصب . ما قد يؤدي الى ضياع السفينة وانقسام الضفة عن غزة ، ويؤكد له ان طرفين فقط يريدان انتفاضة في الضفة وهما اسرائيل وحماس ... لكن الرئيس لم يحسم قراره بعد و يراقب بحذر كل التطورات الميدانية ومكتبه في حال انعقاد دائم لمواكبة النتائج ساعة بساعة وعلى جميع الساحات .
ولقراءة الصورة بشكل اوضح فان قادة الامن الفلسطيني لا يمانعون بقاء التظاهرات بهذا المستوى وفي هاجسهم ان يردّوا الصفعة لنتانياهو الذي كسر هيبتهم واجتاح المدن واظهرهم دون قوة او نفوذ ، لكن معظم قادة الاجهزة الامنية خدموا فترة الزعيم عرفات وتعلّموا الدرس ونتائجه وان الفوضى قد تنتشر مع اول بندقية تزغرد في سماء المدن سيختلط الحابل بالنابل .لذلك قادة الامن غير مقتنعون بانتفاضة ثالثة .
اما وزراء الحكومة لدينا فهم منشغلون بامور اخرى مثل الخطة الاستراتيجية للدولة المدنية ، والخطة المالية ، والانماء والحوكمة والخصخصة والتراتبية والتقاعد المبكر ، وليس سرّا انهم لا يقررون في المشهد السياسي وان مؤسسة الرئاسة هي التي تقرر وليس مجلس الوزراء الذي يتولى الامور التنفيذية .
التأثير الاكبر يتوزع بين اللجنة التنفيذية واللجنة المركزية لحركة فتح ، ولغاية الان تحظى المؤسستان بنفوذ جامع على صعيد القرار الرسمي ،وقدرتهما التأثيرية على الرئيس عالية جدا ،ورغم قناعتهم بالمقاومة الشعبية السلمية لكنهما غير مقتنعتان بانتفاضة ثالثة .
لجان المقاومة الشعبية والمجلس الثوري لحركة فتح اقرب الى الناس والى الجماهير ، لكن هذه الهيئات القيادية ذات الرتبة الثانية في سلم القيادة تقود ولا تقرر مباشرة حتى اللحظة .
اما الجسم النقابي العامل في فلسطين بدء من نقابة الموظفين ومرورا بنقابة الصحافيين ووصولا الى نقابة الحلاقين . فهو غير معني بمنافسة القيادة على القرار السياسي ولا يتحمل مسؤولية البدائل التي يمكن ان تنبثق عن اي تغيير ... ولذلك تكتفي النقابات ان تصدر بيانات او تصنع تظاهرة مطالبية وليس اكثر . وفي نفس اللحظة التي تصدر فيها بيانا يطالب بالرواتب تصدر بيانا ضد امريكا وهي تعرف ان في هذا تناقض جوهري . فالاموال تأتي لخزينة السلطة من امريكا !!!!!
و المنظمات غير الحكومية .. لفتت انتباه العالم انها قادرة على قيادة انتفاضة كما حدث في القاهرة ، ولكنها نجحت في القاهرة لان امريكا وقفت وراءها ودعمتها ماليا ولوجستيا بينما في فلسطين تحاربها امريكا والدول المناحة ولن توافق على منحها فرصة قيادة انتفاضة .
يبقى شباب الفيس بوك والتواصل الاجتماعي في فلسطين ، وسيواجهون نفس الاحتمال مع المنظمات غير الحكومية . فامريكا واسرائيل ستجندان العالم ضد شبابنا وتمنع عنهم الفضاء السيبيري . ففلسطين بالنسبة لامريكا استثناء وما وافقت عليه امريكا في كل عواصم العالم لن توافق عليه هنا في فلسطين ..
من يقود الانتفاضة اذن ؟؟؟؟؟
لم يبق سوى حماس ... ولكن عزام الاحمد يقول ان حماس لا تشارك في المواجهات في مدن الضفة الغربية ولا يشارك انصارها واعضاؤها في التظاهرات وتكتفي بمهرجانات خطابية في غزة !!!!
صحيح ان انتفاضة بلا قيادة مثل سيارة بلا سائق ولكن الطبيعة لا تقبل الفراغ وستنجب الانتفاضة قيادة من بين ظهرانيها وتطوي صفحة القيادة الحالية وان كان الامر يتطلب فترة زمنية قد تستمر اشهر وقد تحتاج الى سنوات ولكنها في النهاية ستهز عرش الفصائل الكلاسيكية .. وهي اخطر من الوضع الحالي بكثير وقد تؤدي الى الفوضى والفلتان ولكنها قد تؤدي الى شئ مختلف .
على قيادة الفصائل ان توضح للاولاد الذين يزحفون للموت على الحواجز العسكرية : هل هذه انتفاضة ام لا ؟ واذا كانت انتفاضة فما هو شعارها وما هي اهدافها ؟
ورغم كل ما قيل فان جماهير الضفة ضاعت ذرعا بكل الشعارات وتريد ان تعرف ما هو مصيرها ؟
هل هناك دولة ؟ وهل الدولة من دون غزة ؟ هل هناك كونفدرالية مع الادرن ؟ هل تريد اسرائيل ضم الضفة ؟
والاجابة ستكون خلال زيارة اوباما ....
إسرائيل تقتل جرادات والسلام
جريدة الحياة / عادل عبد الرحمن
جريمة بربرية إسرائيلية جديدة بحق مواطن فلسطيني من سعير الخليل. لم يمض اسبوع على اعتقال عرفات جرادات من قبل اجهزة الموت الاسرائيلية، حتى فارق الحياة تحت التعذيب الوحشي.
حاولت سلطات السجون والشين بيت الاسرائيلية التعتيم على عملية الاغتيال المتعمد للشهيد عرفات، لكن الجريمة باتت واضحة، رغم ان تلك السلطات، ماطلت في تسليم تقرير التشريح، غير ان الدكتور الذي كشف على الجثة، وايضا محاميه أكدا كل من موقعه النتيجة البائنة والجلية للجريمة الاسرائيلية، التي تتناقض مع كل المواثيق والاعراف والقوانين الدولية.
الجريمة الاسرائيلية تؤكد أن سلطات الاحتلال ما زالت ماضية في إيغالها في الدم الفلسطيني، غير عابئة بالنتائج التي يمكن ان تتمخض عن ذلك. لا بل ان الحكومة الاسرائيلية الاكثر يمينية وتطرفا، تعمل بكل قواها لدفع الشارع الفلسطيني نحو الانتفاضة. لأنها تريد تحقيق اكثر من هدف، منها: أولا خلط الاوراق عشية زيارة الرئيس اوباما للمنطقة، ثانيا قطع الطريق على اي تقدم نحو طاولة المفاوضات وخيار حل الدولتين على حدود 67، وثالثا تحميل الفلسطينيين المسؤولية عما آلت اليه الامور، رابعا التاثير على القوى السياسية الاسرائيلية وخاصة لبيد وبينت للانضواء في الحكومة الجديدة، والقفز عن اشتراطاتهما تحت ذريعة التهديد الفلسطيني.
وبغض النظر عن الاهداف الاسرائيلية المشار لها اعلاه او غيرها، فإن عملية القتل المتعمد للاسير عرفات جرادات، تطرح بقوة على القيادة الفلسطينية والعرب والعالم عدة توجهات، هي: 1- تحميل اسرائيل المسؤولية الكاملة عن الجريمة. 2- على مجلس الامن إدانة عملية الاغتيال الاجرامية، والمطالبة بالافراج الفوري عن كل اسرى الحرية في سجون الاحتلال الاسرائيلية وفي مقدمتهم سامر العيساوي والاسرى الذين يقودون معركة الامعاء الخاوية؛ 3- كما ان مجلس حقوق الانسان وكل المنظمات والمؤسسات الحقوقية وذات الصلة بحقوق الانسان مطالبة بادانة دولة التطهير العرقي الاسرائيلية، 4- على الاقطاب الدولية مجتمعة ومنفردة، اقطاب الرباعية الدولية وخاصة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي توجيه اصبع الاتهام والادانة والاستنكار للجريمة الاسرائيلية، والانتقال لسياسة فرض عقوبات اقتصادية وتجارية على دولة الابرتهايد الاسرائيلية، لقطع الطريق على اهدافها المفضوحة؛ 5- على القيادة الفلسطينية التوجه لمحكمة الجنايات الدولية للمطالبة بمحاكمة القتلة الاسرائيليين، وخاصة نتنياهو وليبرمان وباراك ويشاي ويعلون واضرابهم، لانهم مسؤولون عن عملية الاغتيال الهمجية، التي اودت بحياة الشهيد جرادات؛ 6- على الفلسطينيين والعرب الرسميين تصعيد عملية التضامن والتكافل مع اسرى الحرية، ومطالبة المجتمع الدولي باتخاذ خطوات جدية للجم دولة الارهاب الاسرائيلية المنظم، واستخدام اوراق القوة العربية للضغط على الولايات المتحدة لاستخدام نفوذها في لجم النزعات الفاشية الاسرائيلية ضد اسرى الحرية خاصة والشعب الفلسطيني عامة، وحماية عملية السلام وخيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
الشهيد جرادات لن يكون الضحية الاخيرة لاجهزة الامن والجيش الاسرائيلي وقطعان المستوطنين، لان حسابات إسرائيل قيادة سياسية وقيادات امنية مختلفة تماما عن قيادات العالم والرأي العام الدولي، لانها ترمي الى المزيد من القتل والتدمير المنهجي لعملية السلام، من خلال القتل المتصاعد لابناء الشعب العربي الفلسطيني ودفع الامور نحو حافة الهاوية. الامر الذي يفرض على العالم اجمع تحمل مسؤولياته تجاه المنطقة وشعوبها والسلم فيها وفي العالم اجمع.
الأسرى عنوان الانفجار المقبل
جريدة الايام / اشرف العجرمي
منذ فترة طويلة تشهد المناطق الفلسطينية المحتلة توتراً ملحوظاً لأسباب عديدة منها وصول العملية السياسية إلى حالة من الجمود الكامل وعدم وجود أمل في المدى المنظور في حدوث أي اختراق أو تطور ايجابي في هذه العملية، وتدهور الوضع الإقتصادي بسبب تأخر المانحين في الوفاء بالتزاماتهم تجاه السلطة الوطنية وإجراءات الاحتلال التي تعيق تطور الاقتصاد الفلسطيني وخاصة استغلال المناطق الواسعة المصنفة(ج) والتي تشكل غالبية المناطق المحتلة، وعربدة المستوطنين واعتداءاتهم المتكررة على المواطنين والبناء الكثيف في المستوطنات وخاصة في القدس و محيطها والمنطقة التي تصل بين القدس ومستوطنة"معاليه أدوميم"، وأخيراً موضوع الأسرى المضربين عن الطعام منذ فترة طويلة الذين أصبحت حياتهم مهددة بخطر الموت. وكان واضحاً من منسوب الأحداث والمواجهات التي شهدتها المناطق الفلسطينية أن الأمور ذاهبة نحو الانفجار الذي قد يقود إلى انتفاضة أو مواجهات متقطعة ولكن ليس إلى حالة من الهدوء والاستقرار التي شهدناها لفترة طويلة. وما عاد بامكان الفلسطينيين أن يسكتوا على هذه الأوضاع الكفيلة باشعال النار في أية لحطة. وزاد الأمور تعقيداً استشهاد الأسير عرفات جرادات الذي على ما يبدو تعرض لتعذيب ولظروف قاسية لا انسانية في الزنازين والسجن.
وعلى ما يظهر تحاول إسرائيل التركيز في معالجات موضعية لأسباب الانفجار لأنها تخشى من انتفاضة ثالثة، فمرة يتحدثون عن أن الأسير عرفات تعرض لنوبة قلبية أو لعارض صحي معين نافين بذلك مسؤوليتهم عن استشهاده، ومرة يتحدثون عن الأسرى المضربين بأنهم "إرهابيين" ولا مجال لتحريرهم ، مع وجود دعوات من جهات إسرائيلية عديدة بضرورة الافراج عن عدد من الأسرى وخاصة المضربين الذين يتعرضون لخطر الموت، وبعض الاجراءات الأخرى. ولكن لا يوجد حديث جدي حول انهاء وضع الاحتلال الذي هو السبب في كل شيء يحدث للفلسطينيين وبينهم وبين الإسرائيليين. ولا وجود لتفكير إسرائيلي حقيقي في الوصول إلى حل جذري ينهي الاحتلال ويضمن الأمن والسلام والاستقرار في هذه المنطقة.
ربما تقدم إسرائيل على تنفيس الأزمة ببعض الخطوات الشكلية ، وقد تقدم على تحرير بعض الأسرى، ولكنها لن تحرر جميع الأسرى وستظل مشكلتهم ومشكلة الاحتلال قائمة إلى أن يتم ايجاد حل شامل للصراع. وفي ظل القوانين الإسرائيلية المستحدثة والجائرة سيبقى سيف الاعتقال مسلطاً على رقاب الأسرى المحررين وعلى كل من تريد إسرائيل وضعه خلف القضبان. وسيبقى هذا الوضع ساخناً ومتفجراً حتى لو تم اتخاذ بعض الإجراءات التنفيسية هنا وهناك.
كل ما تشهده المناطق الفلسطينية في هذه الأيام يأتي عشية زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للمنطقة ، وهي أمور حصلت مصادفة وليست مقصودة من السلطة والرئيس أبو مازن كما تدعي اسرائيل، فالاسرى المضربون عن الطعام منذ أكثر من سبعة شهور وصحتهم متدهورة كانوا على هذه الحالة قبل أن يفكر أوباما في زيارة البلاد، وكذلك إجراءات الاحتلال والمستوطنين. وليس الرئيس الفلسطيني هو الذي قرر لإسرائيل أن تتسبب في استشهاد الاسير المناضل عرفات جرادات. وليست السلطة مسؤولة عن بقاء الاحتلال ووضع لا مثيل له في هذا الكون. ولكن ربما يشكل قدوم أوباما في هذه المرحلة مناسبة لإثارة كل هذه المشكلات والقضايا على قاعدة البحث لحل جذري للصراع.
من الصعب تصور أن يأتي أوباما بحلول تمنع الانفجار القادم الذي بدأت بوادره في الظهور ، فالولايات المتحدة أخذت وقتاً طويلاً في إطار وساطاتها ولم تحقق شيئاً يذكر، واللجنة الرباعية الدولية لم تستطع أن تفعل شيئاًإزاء سياسة الإحتلال الاستيطانية ورفض إسرائيل الانصياع لإرادة المجتمع الدولي الذي يرفض الإستيطان ويعتبره غير شرعي. ومع ذلك من المفروض أن يرى الرئيس أوباما والعالم باسره ما يحدث للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال. ولا ينبغي أن تبقى الإهتمامات الدولية محصورة في بلدان الثورات والحراك الشعبي فقط.
لابد أن يفهم العالم بأسره بأن فلسطين على وشك الانفجار وأن شعبها لا يمكنه أن يبقى مكتوف الأيدي في مقابل بقاء الإحتلال وسياساته العنصرية الإجرامية، و حتى لو استقرت الأوضاع في البلدان العربية التي شهدت الحراك الشعبي، لن يكون هناك أمن واستقرار في هذه المنطقة طالما بقي الشعب الفلسطيني تحت حكم الإحتلال الإسرائيلي.و لابد من إعادة تذكير الجميع بمحورية القضية الفلسطينية كعنصر اساسي في الأمن الكوني.
وقدرة الشعب الفلسطيني وقيادته على التأثير في صيرورة الأحداث الدولية وفي أن تبقى مسألته الوطنية على أجندة الاهتمام كقضية ساخنة لا مناص من إيجاد حل عادل لها مقبول على شعبنا ويرتكز على قاعدة حل الدولتين الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة على الاراضي المحتلة منذ العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والتوصل إلى حل عادل لقضية اللاجئين على أساس قرار الأمم المتحدة 194، تتمثل في استطاعته قلب معادلات الهدوء الذي لا نحصل مقابله على أي ثمن سوى السماح لإسرائيل بمواصلة قضم الأرض والإستيطان عليها وتهويدها وقتل إمكانية التسوية السياسية المقبولة. ونحن هنا لسنا بحاجة إلى أفعال عنيفة بل نحن بحاجة إلى تحرك شعبي واسع يعيد للنضال الجماهيري قدرته الخارقة على التاثير. فقوتنا في هذه المرحلة مرتبطة باندماجنا في الثورات الحاصلة في المنطقة ولكن ضد الاحتلال ومن أجل الحرية والإستقلال . ومرة أخرى نحن بحاجة لتوحيد صفوفنا والخروج من دائرو الانقسام البغيض، أسرنا الابطال عنوان مرحلة الكفاح يستصرخون ضمائر القيادات ويقولون للجميع كفى انقساماً وتشرذماً فالارض تضيع والانسان يضيع والبعض يبحث عن تفاصيل ومكاسب تافهة.
"ملعون أبو السياسة"
جريدة الحياة / فؤاد ابو حجلة
في الرد على جريمة قتل المناضل عرفات جرادات في سجون الاحتلال تشتعل الضفة بالغضب المشروع، ليس لأن الشهيد عرفات هو أول من يقضي في سجون العدو، ولكن لأنه لن يكون آخر الشهداء في أقبية التعذيب في سجون الفاشية الصهيونية.
وفي ذروة هذا الغضب الشعبي المشروع ينبغي أن يتغير الخطاب السياسي الذي يميل إلى التهدئة ويحاول الاكتفاء بالاستثمار السياسي للجريمة والضغط على المجتمع الدولي من أجل إدانة اسرائيل، وهو أمر بعيد المنال في ظل هيمنة الولايات المتحدة على القرار الدولي وتمسك رؤسائها المتصهينين بالانحياز الى اسرائيل على حساب الدم الفلسطيني.
لن تدين واشنطن هذه الجريمة، ولن يخرج باراك حسين أوباما عن سياق التصريحات المستفزة التي تؤكد أن "من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها"، وسيجيء هذا الرئيس الاميركاني الى رام الله ليتحدث عن كل شيء في الدنيا ما عدا حقنا في الحرية، وسيلقي مواعظه عن الديمقراطية في دول الربيع وعن حلاوة السلام في الشرق الأوسط، وسيطالبنا بتقديم تنازلات مؤلمة قبل أن يقرر تزويد اسرائيل بالمزيد من أسلحة القتل.
من حقنا أن نغضب، ومن حق شعبنا ونخبه ومثقفيه الوطنيين أن يقاطعوا زيارة أوباما، وأن يرفضوا الاستماع إلى تصريحاته عن السلام، وربما كان معروفا لدى سفارة اميركا في اسرائيل أن الفلسطينيين في مدنهم وقراهم لا يتوقون الى هذه الزيارة ولا يتوقعون نتائج حقيقية لها.
هناك رسالة أخرى لا بد أن يقرأها دبلوماسيو اميركا في الغضب الشعبي الذي يجتاح الضفة، وهي رسالة تحمل موقفا واضحا ليس من اسرائيل فقط ولكن ممن يحتضن هذا الكيان المبندق ويرعى جرائمه، وممن يجير كل نفوذ الولايات المتحدة ويوظف كل جبروتها في الدفاع عن الجريمة وحماية المجرم.
لسنا معنيين بزيارة أوباما، فهي زيارة سياسية لا دلالات لها، ولا فرق في هذا السياق بين استقبال رئيس الولايات المتحدة أو رئيس مكرونيزيا. ولا نثق في السياسة الاميركية التي تدفعنا إلى الهتاف "ملعون أبو السياسة".
فلسطين تتغيّر، البناء يتقدّم الزراعة!
جريدة الايام / حسن البطل
هل باشرت بلدية رام الله خطوات تأهيل المزبلة المركزية المهجورة لتكون "حديقة البروة" الوطنية، على التلة غربي الضريح والقصر الثقافي؟
عاد باب المكبّ يفتح.. ولكن لمرور سيارات ثقيلة محمّلة بالتراب الأحمر. خطة الحديقة الوطنية نُشرت، وبتنفيذها ستكون لدينا تلة ثقافية متكاملة تحوي، أيضاً، مبنى دائماً لمعهد إدوارد سعيد الموسيقى: قصر ثقافي، ضريح، معهد موسيقى.. وحديقة كبيرة مفتوحة على الأفق البحري.
كانت مؤسسة "الأيام" رائدة الإنشاءات في المنطقة قبل 17 سنة، ولحقها القصر الثقافي، ومزار الشاعر، ومعهد الموسيقى.. والآن، أنهوا مبنى عظيما لوزارة الخارجية لصيق مؤسسة "الأيام" وهو لافت حقاً بعلوه وضخامته، ويليق بوزارة خارجية دولة كبيرة!
هذه إنشاءات بنية دولة لا تفوتني ملاحظة تطوّرها، لكن ابنتي في لندن سبقتني إلى ما كنت لا أعرف، ونشرت صورةً كروكية للمتحف الفلسطيني قيد الإنشاء في بيرزيت.
بين سردا وبيرزيت يبنون قصر ضيافة ليقيمَ فيه رؤساء وكبار الزوار.. عندما نصير دولة عن حق وحقيق، أي مثل "بلير هاوس" الأميركي و"الملك داود" الإسرائيلي!
متى سيتم افتتاح القصر الجمهوري الرئاسي الجديد في "المقاطعة" المموّل من اليابان بكلفة 3 ملايين دولار؟ بعد تأثيثه بكلفة مليون دولار؟ هذا ينتظر حل إشكال هندسي حول تصميم المدخل لا علاقة للمصمّم به.
اليابان موّلت بناء القصر الثقافي، ولا أدري من موّل بناء قصر حقيقي يسمى "قصر المؤتمرات" في بيت لحم، وهو الأكثر فخامة ورحابة، وأما مبنى الخارجية فموّلته الصين كاملاً "من الباب إلى المحراب" بكلفة 4 ملايين وفوقها 6 ملايين للتشطيب، أي أكثر كلفة من القصر الرئاسي الجمهوري؟
لا أعرف هل حديقة البروة الوطنية ستتم بتمويل وطني فلسطيني ذاتي، كما مزار وضريح الشاعر، والأخير تصميم جميل تولاّه المهندس الفلسطيني جعفر طوقان المقيم في الأردن، واستوحى في تصميمه المدرّجات والسناسل الحجرية الشائعة على تلال فلسطين، وهي تزيد كثيراً عن أحجار أهرامات الجيزة.
لا أعرف كلفة إعادة بناء "مقاطعة" نابلس، لكن يبدو لي أن أضخم إنشاءات عمرانية حكومية فلسطينية حتى الآن هي مجمع "قصر العدل" خلف "المول" في منطقة البالوع، وقرب بيت الرئيس.
على أرض مساحتها 22 دونماً جرى تشييد مجمع قضائي لمحاكم الصلح، البداية، الاستئناف، النيابة العامة، والشرطة القضائية، وإدارة المحاكم... إلخ. كلفة المشروع المموّل من كندا 25 مليون دولار، وقد راعى التصميم ما هو معمول به هندسياً لمباني القضاء، أي مرقى من الدرجات يبلغ 12 درجة، لكنك تصعد حوالي 100 درجة في مزار وضريح الشاعر، حيث يتوسط القبر ما يشبه جناحَي طائر، أحدهما لمتحف الشاعر، والآخر مسرح صار مكاناً لتوقيع الكتب والنشاطات الثقافية النوعية الأخرى، وهو مسرح صغير نسبياً مقارنة بقاعة قصر الثقافة المجاور، الأصغر على رحبها من قاعة قصر المؤتمرات في بيت لحم. أظنّ أن فندق "قصر جاسر" هو الأكثر فخامة بين فنادق فلسطين.
نظرة إلى تصميم المتحف الوطني في بيرزيت توحي أن المصمم هو نفسه الذي صمم مزار وضريح الشاعر، وهو مبنى فسيح مسطّح دون طبقات. كانت الفكرة "متحف الذاكرة" في عين سينيا 1998.طبعاً، هناك إنشاءات القطاع الخاص، من أبراج وعمارات وظيفية للبنوك والشركات، وسيتم قريباً افتتاح "برج فلسطين" وبعده هناك مشروع عملاق لبناء سلسلة أبراج وفنادق على جزء من تلة الإرسال، وبناء متنزهات على الجزء الأكبر من التلة. سيكون لرام الله مركز تجاري عصري.
هناك طفرة إنشاءات معمارية في بلادنا، ترافقها "ثورة عقاقيرية" جعلت أرض بعض العقارات من بين الأغلى في العالم، كما في أرض عقار مشرفة على "ساحة المنارة".
حسب الإحصاءات فإن قطاع الإنشاءات والبناء يحل ثالثاً في فروع الاقتصاد بنسبة 14% بعد الخدمات 36% والتجارة والمطاعم والفنادق 21% وقبل الزراعة والصيد 12% والصناعة 12%.
قرأت إحصائية مكدّرة لهذا العام تقول إن مشاركة الزراعة في الناتج المحلي كانت 40% في السبعينيات وهبطت إلى 25% منتصف التسعينيات.. والآن 4% فقط، علماً أن 40% من عائدات الزراعة الفلسطينية تأتي من الثروة الحيوانية (حوالي مليون رأس).
فلسطين تتغيّر، واقتصادها يتغيّر في أولويات فروعه ونشاطاته.لا أعرف نصيب الزراعة في الاقتصاد الأميركي لكن مليون مزارع فيها يطعمون البلاد.. والعالم؟!
أنت حر .. بقلم: حسن عودة ابو ظاهر *
جريدة الحياة / حسن عودة ابو ظاهر
انت حر، جملة براقة تتضارب المعاني في وطني حولها، فأنت تفقد كل معنى يتعلق بها بمجرد ان تخطو اول قدم ارض فلسطين، ولكنها ايضا تعكس حال الفوضى " المرتبة"، التي نحياها جميعا، فكلنا حر وغير مسؤول امام اي احد، وتصرفاتنا في الشارع ومع الناس دليل على هذا التناقض في الموقفين النابعين من ذات الجملة – انت حر-.
مغللين بألف قيد، ولا فرق ان كنا داخل جدران زنزانة او خارجها، وعندما يكون الاسر نفسيا فقد تكون الزنازين ميزة، هي على الاقل حرية من قيود الافكار العقيمة، ومن تراتيب الواجب غير الواجبة للتعامل مع من لا يجب هضمهم، مأسورين في عالم لا يتسع عن استدارة قيد، بدءا بالاساسيات وانتهاء بمتع الحياة، البيت قيدٌ كبير نابع من قرض لا ينفد، والمدارس قيد كبير نابع من هم التدريس الضعيف او الكلفة العالية او الاضراب، والطعام قيد اكبر سلسلة متصلة بدفتر دين، وتاجر ذي وجه عبوس، وراتب متقطع الوتيرة.
قيود يتحرر منها كل من جرب الاسر، فالاسر تجربة تضع بصمة اقوى من بصمة الجينات، مليئة حياتنا باشخاص لم نكن نعدهم في خانة الرجال، اعاد قولبتهم الاسر ليصبحوا سادة قومهم وان لم تخدمهم الوراثة، كما ان دفاتر الذكرى مليئة بشنبات ما لبثت ان اصبحت عصافيرية في اول زنزانة، الاسر ليس مرحلة وليس مدرسة، الاسر حياة كاملة بين عالمين، بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة دون المرور بالبرزخ، فهناك تختم التذاكر لكلا الحياتين في الدنيا والاخرة، فاما مقبول مقبول، واما مرفوض مرفوض، بتراتبية يستحيل كسرها، المولود في الاسر اما مقبول في الدنيا والآخرة، واما مرفوض فيهما معا، ولا حلول وسط.
تجارب العديد من ابطال القيود هي التي ترفع اسئلة طالما اصبنا بالعمى امام جوابها، من الحر فعلا، هل الحر من ادب جوفه على الماء والملح فقط؟، وصوت بطنه بالتأكيد اعلى واشد من صوت فمه؟، ام الحُر هو من شهوة الطعام لديه لا تمر بوعي العقل المسيطر وتجعله لا يفلت من سيطرة ديون البقالات، هل الحر فعلا من ادب جلده على خشونة الثياب الزرق، ام الحر من لديه ربطات عنق تفوق ما لديه من افكار نافعة ومواقف مشرفة، هل الحر فعلا من اسلم عقله للفضاء الرحب وانسلخ من قيود الفكر البائد للعشيرة والحزب والرفيقة، ليصنع فكرا بحجم وطن، ووطنا مولودا لفكرة، ام الحر من كل فكرة لديه عليها الف رقيب ومئة مقص وخبرة الة حاسبة.
لم يدرك الفراعنة في عائلات الحكم الاولى لدولتهم ان اختراعهم للسجن بداعي التأديب والابتزاز، سيتحول الى اسئلة كبرى في عالمنا الذي نسميه وطنا، سيتحول لعالم صغير في اضلاع هشة تفرخ الاوطان، لا فرق عند من يخرج من السجن اين يذهب اذا كان من سادة ذاك العالم بين العالمين، فهو ببساطة تعدى مرحلة دينونة الحياة، من يصمد بفكرته تحت التعذيب لينتهي الامر به الى عبور هذا العالم بجلسة تحقيق، هو حقا صاحب فكرة تجاوزت حدود دنيانا التي نعيها، ومن تترقق عظامه جوعا للحفاظ على مبدأ لم يصل له بالوراثة والنقل، هو ايضا تجاوز وعينا لحقيقة خلق الاجساد، ولن يستطيع صاحب الروموت كنترول وقنواته الالف، والكرش وابوابه المشرعة على الطعام والفيسبوك، والعيون التي لا ترى الا المطامع، ان يفهم ذلك.
قالها احمد مطر في رثاء ناجي العلي، قم وارثنا يا آخر الاحياء، واقولها لاسرانا الاكثر حرية من الشمس ذاتها، امنحونا حريتنا بطريقتكم، فهل كان بالامكان ان يكون عرفات جرادات اكثر مجدا، ومن اكثر رجولة الآن من العيساوي ورفاقة، لا حيلة لنا لنكون احرارا مثلكم، رجال تثبت ان بطون الامهات اكثر كرما من الارض ذاتها احيانا.
حدث في معرة النعمان
جريدة الايام / الدكتور فتحي أبو مغلي
• أطاح العنف الذي يجتاح سورية برأس تمثال الشاعر العربي الملقب برهين المحبسين وشاعر الفلاسفة أبي العلاء المعري صاحب كتاب رسالة الغفران، حيث تذكرَ بعض المتأسلمين ودعاة التكفير ان الشاعر والفيلسوف الذي عاش قبل ألف عام كافر وملحد. لا يعلم هؤلاء انهم يساهمون مع أعداء الأمة في شطب تراثنا وفكر امتنا الذي أضاء للعالم كله منارات الفكر والأدب ولا يعلم هؤلاء أن الفكر العظيم لا يموت.
• قوات الاحتلال تدخل طفلاً "فلسطينيا" موسوعة جينس لعدد مرات الاعتقال، فقد قامت قوات الاحتلال قبل أسبوعين بمداهمة منزل ذوي الطفل مسلم موسى عوده (13 عاما) في حي البستان جنوبي المسجد الأقصى في ساعات الفجر واعتقلت الطفل مسلم للمرة الرابعة عشرة وكان الطفل مسلم قد اعتقل لأول مرة وهو في سن التاسعة بتهمة إلقاء الحجارة. والسؤال الى منظمات حقوق الطفل في كل مكان أين انتم؟.
• الاعتداء على الأطباء في المستشفيات اصبح مثل الموضة واللي بده يفش غله يذهب الى طوارئ اي مستشفى ويضرب طبيبا. ان تكرار هذه الظاهرة يشير الى خلل في العلاقة بين العاملين في المؤسسات الصحية والمواطنين، لا بد من دراستها ومعالجتها فالطبيب موجود أصلا" لتخفيف الآلام ومسح الجراح وإنقاذ الحياة وليس ملطشةً لمن يريد ان يفش غله من الناس.
• يكثر الحديث على اكثر من منبر بما في ذلك شاشة التلفزيون الوطني عن أعداد كبيرة من أبناء او أقارب او زوجات مسؤولين يتقاضون رواتب من السلطة وليسوا على رأس عملهم، متواجدين خارج البلاد او قابعين في بيوتهم، فاذا كان هذا الكلام صحيحاً "وأنا واثق ان بعضه صحيح، فمن سيبقّ البحصة ويسمي الأشياء بأسمائها؟ وعلى من يملك قوائم من يتقاضون رواتب وهم اما خرج البلاد او في منازلهم ان يُبلغ، وعلى من يدفع الرواتب ان يُدقق ويتحقق ويتخذ الإجراء المناسب.
• القطاع الصحي الحكومي في إضراب متواصل منذ أسابيع ولا يتعامل الا مع حالات الطوارئ، والسؤال مطروح لكافة المعنيين نقابيين ومسؤولين حكوميين، ماذا عن برامج صحة البيئة وسلامة الغذاء ومتابعة حالات الحمل وصحة الأطفال والأوبئة والصحة المدرسية، أخشى ان يحمل لنا الصيف القادم الكثير من المشاكل الصحية التي قد تستوجب استقدام الخبراء الأمميين للتعرف على الأسباب واقتراح الحلول ولن يذكر او يتذكر احد تأثيرات قطاع صحي تعطل او شل لأسابيع او لأشهر، وهنا لا نتحدث عن حقوق المواطنين غير القابلة للتصرف في الوصول الى خدمات صحية جيدة .
• اتحاد طلاب جامعة أكسفورد يصوت على مقترح يدعو الى مقاطعة إسرائيل ويدعو الى تصفية الاستثمارات بها وكذلك فرض عقوبات عليها، وذلك احتجاجا على سوء معاملة إسرائيل للفلسطينيين ووقوفها في وجه المساعي الرامية لإقامة دولة فلسطينية. ماذا نفعل نحن أصحاب القضية وضحايا الاحتلال والممارسات الإسرائيلية؟ متى نتخذ قرارنا بمقاطعة كل ما هو إسرائيلي من غذاء أو دواء أو كساء او علاج؟ مقاطعتنا للمنتجات الإسرائيلية أقوى تأثيرا" على الاحتلال من الحجر ومن صرخات الغضب.