أقــلام وآراء إسرائيلي (287) السبـــت- 9/03/2013 م
في هــــــذا الملف
الغرامات على الفلسطينيين تمول الاحتلال
بقلم:عميرة هاس،عن هآرتس
عصر ما بعد الاسد
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
الحدود الساخنة التالية
بقلم:امنون لورد،عن معاريف
سريع وقوي ومُدمر
بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت
الغرامات على الفلسطينيين تمول الاحتلال
بقلم:عميرة هاس،عن هآرتس
في العام 2011 دفع الفلسطينيون 13 مليون شيكل غرامات في المحاكمة العسكرية العاملة في الضفة الغربية. وليس مثل جهاز القضاء الجنائي في اسرائيل، في الجهاز العسكري الاسرائيلي الذي يحاكم الفلسطينيين، الغرامات هي جزء لا يتجزأ من العقاب. في الفترة التي يعرض فيها المطلب الفلسطيني بمقاطعة منتجات المستوطنات والمنتجات الاسرائيلية كجزء هام من الكفاح الشعبي ضد الاحتلال، تبرز حقيقة انه لا يوجد نقاش جماهيري فلسطيني داخلي في تكتيك رفض دفع الغرامات في المحاكم العسكرية.
تجبى الغرامات في الادانات في كل أنواع الملفات التي تبحث في المحكمتين العسكريتين 'عوفر' (يهودا) و 'سالم' (السامرة): المواصلات، الجنائي، المكوث غير القانوني، الاخلال بالنظام واعمال التخريب المعادية. في تقرير النشاط السنوي للعام 2011، والذي تسلمت 'هآرتس' نسخة منه، لا يذكر مع ذلك توزيع الغرامات حسب نوع الملفات.
ويظهر التقرير انخفاضا ثابتا في عدد لوائح الاتهام التي رفعت وانتهت في الملفات التي تعرف بانها أعمال تخريب معادية: 1.123 ملف رفع و 1.204 انتهى في 2011، مقابل 2.898 و 2.648 في 2007. وبالمقابل، فانه منذ 2007 ارتفع باستمرار عدد ملفات المواصلات، وفي غضون خمس سنوات تضاعف تقريبا: 2.605 ملف رفع و 2.069 انتهى في 2007 مقابل 4.904 رفع و 4.183 انتهى في 2011. 1.232 من المحاكمات التي انتهت في 2011 كانت لمن اتهم بالمكوث غير القانوني (انخفاض 37.5 في المائة مقابل 2010 وفيه 1.973 ملف ماكن غير قانوني)؛ 702 ملف كان جنائيا، 697 ما يوصف بانه اخلال بالنظام.
عدد لوائح الاتهام الاجمالي التي يصدرها الجهاز العسكري كل سنة منذ 2007، ثابت الى هذا الحد أو ذاك ـ في 2007 رفع 8.768 لائحة اتهام مقابل 8.635 في 2011، وهكذا ايضا عدد الملفات التي انتهت (7.565 و 8.018 على التوالي). وتتراوح مبالغ الغرامات التي جبتها المحكمتان العسكريتان من مدانين فلسطينيين بين 9.603.734 شيكل في 2007، و 13.141.813 شيكل في 2011.
وعلى طلب 'هآرتس' من الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي والناطق بلسان مكتب منسق اعمال الحكومة في المناطق معرفة اين تودع المبالغ المالية، ما هي وجهتها وما هو نصيب ملفات المواصلات في المبلغ الاجمالي للغرامات، لم يأتِ سوى رد جزئي. بعد خمسة ايام من رفع الاستجواب، افاد الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي بانه غير معني بالرد. اما الناطق بلسان منسق الاعمال فاجاب بان الغرامات في محاكمات المواصلات 'تودع في حساب بنكي للادارة المدنية في منطقة يهودا والسامرة. وتنفق الاموال الواردة وفقا للقانون ومقتضيات الامن في صالح المنطقة، بما في ذلك البنى التحتية للطرق، الانارة في المفترقات، مواقع صرف النفايات، منشآت التطهير ومواضيع بيئية اخرى، تحسين البنى التحتية في صالح السكان الفلسطينيين وغيرها'.
وبعد ان سُئل مرة اخرى عن المبلغ الدقيق أفاد الناطق بلسان منسق الاعمال بان 'الاغلبية الساحقة من الغرامات هي في قضايا المواصلات. وحتى لو كانت غرامات اخرى، فان نسبتها هامشية (مقابل الغرامات المتعلقة بالمواصلات) وبالطبع المال الذي يصل منها يستثمر في صالح المنطقة'. ولما كانت الغرامات المفروضة على المدانين بالمخالفات الامنية اعلى من الغرامات على المواصلات، فان المحامين والسجناء السابقين الذين سئلوا غير مقتنعين بان الحديث يدور عن مبلغ 'هامشي'.
في جهاز القضاء العسكري في الضفة الغربية، الغرامات هي جزء لا يتجزأ وتلقائي من عقاب المدانين الفلسطينيين ومضافة الى الحبس ليس مثلما في جهاز القضاء الجنائي في اسرائيل حيث فرض الغرامات هو نادر. يوجد مدانون لا يمكنهم أن يمولوا دفع الغرامات، وبدلا من ذلك يبقون لفترات اطول في السجن (بشكل عام، 1.000 شيكل يساوي شهر سجن).
اما السلطة الفلسطينية فيفترض بها مبدئيا ان تعيد للسجناء الامنيين الغرامات التي دفعوها للمحاكم العسكرية، ولكنها بسبب ازمتها الاقتصادية تتخلف في الدفع. نشيط فلسطيني كان سجينا يقول ان رفض دفع الغرامات، كتكتيك سياسي وكنتيجة لقرار سياسي جماعي (وليس فرديا) لا يطبق بل ولا يبحث بجدية في المنظمات ولدى المحامين الذين يمثلون المعتقلين. بل ان مدانين فلسطينيين (في ملفات امنية) يطلبون احيانا من محاميهم شراء بضعة ايام اخرى أي رفع مبلغ الغرامة وتقليص ايام السجن.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
عصر ما بعد الاسد
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
في سورية، يقول مسؤول كبير في جهاز الامن الاسرائيلي، بدأ منذ الان عصر ما بعد الاسد. وان كان الامر لا يزال يحصل بحضور الطاغية السورية. ومع أن الرئيس بشار الاسد يتمسك بقرون المذبح في الحكم بعد كثير من المواعيد التي ذكرتها في الماضي أجهزة الاستخبارات في اسرائيل وفي الغرب، الا ان الدولة السورية تفلت من بين يديه. فليس صدفة أن اختارت صحيفة 'الايكونومست' البريطانية أن تتوج تقريرها الاخير من دمشق بعنوان 'الدولة التي كانت معروفة في الماضي كسورية'.
قضية اختطاف المراقبين الدوليين الاربعاء هي دليل آخر على فقدان سيطرة النظام. وكان لمنظمة الثوار التي احتجزتهم، جناح اسلامي متطرف، اسباب محلية جدا لقرار اختطاف رجال الامم المتحدة. فالمنظمة تعاني من قصف الجيش السوري على قرية في وسط الجولان السوري، بمحاذاة الحدود مع اسرائيل. وجاءت عملية الاختطاف لتحقيق انسحاب للموالين للاسد من المنطقة ووقف القصف على القرية. ولكن الاعتداء على المراقبين، الذي بدا بانه تحطيم لكل القواعد من جانب الثوار اتجاه الامم المتحدة، ليس أول خطوة من نوعها تضر بالامم المتحدة. فقد سبق ذلك اعتداء اصيب فيه مراقبون من النمسا، تحرش مستمر لرجال الامم المتحدة وفي الايام الاخيرة ايضا تقرير عن اختفاء عامل آخر من الامم المتحدة في سورية. اليابان سحبت منذ الان رجالها من الجولان في السنة الماضة، على خلفية احتدام المعارك في جنوب سورية. ولا يوجد ما يدعو الى ايلاء اهمية مبالغ فيها لدور المراقبين اليوم. فمهمتهم هي مراقبة ترتيبات فصل القوات بين اسرائيل وسورية في هضبة الجولان وليس منع حرب أهلية ـ وبالطبع لم يكن لهم أي تأثير على وقف اعمال الذبح الفظيعة الجارية هناك. ولا يزال، كانت اسرائيل تفضل أن تبقى القوة في مكانها. مجرد تواجدها، كما يعتقدون هنا، يساعد على ان يبعد قليلا عاصفة المعارك على الحدود نفسها. ولكن تقليص اعمال المراقبين واضح منذ الان على الارض وواضح ان الحدث الاخير ايضا لا يساعد في رفع معنويات رجال قوة الامم المتحدة.
ومع ذلك، فان الادعاء وكأن القاعدة سيطرت على الحدود لا يزال يبدو مبالغا فيه قليلا. يوجد حضور لفصائل تتماثل في قسم منها مع افكار اسامة بن لادن، ولكن لا توجد هنا الان سيطرة متواصلة بل خليط من المنظمات التي تستولي على قرى مختلفة وتدير كل الوقت قتالا ضد الجيش.
حسب التحليل الاسرائيلي يمسك الطرفان الصقريان في سورية الواحد برقبة الاخر، مثابة شلل متبادل يمنع حسم الحرب. واعمال قوات المعارضة غير منظمة بما يكفي في المجال العملياتي كي تسمح بالحاق الهزيمة بقوات الرئيس والموالين له. والاسد يسيطر عمليا فقط في نحو ربع اراضي الدولة ـ اغلبية منطقة العاصمة دمشق والمنطقة العلوية في اساسها في قاطع الشاطىء في الشمال الغربي من الدولة. ويواصل الثوار اسقاط طائرات ومروحيات سلاح الجو في الوقت الذي يطلق فيه الجيش كل يوم صواريخ باليستية وصواريخ لمدى متوسط على المنطقة التي تحت سيطرة الثوار. ويصل متوسط عدد القتلى يوميا مؤخرا نحو 150 شخصا.
ان الاسد يبقى حاليا لان الثوار لا ينجحون في جمع ما يكفي من القوة لتنسيق هجوم يؤدي الى السيطرة على دمشق وحشر الرئيس وقواته في الجيب العلوي في الشاطىء.
من يبقي الاسد على قيد الحياة هم مؤيدوه من الخارج ـ ايران التي تزوده بالمال والسلاح، حزب الله الذي يتبرع بمئات المقاتلين ورجال قواته الخاصة الذين يشاركون مشاركة فاعلة في المعارك، وروسيا التي تواصل سفنها انزال الذخيرة للجيش السوري في ميناء طرطوس في الشمال.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الحدود الساخنة التالية
بقلم:امنون لورد،عن معاريف
ما يحصل على الحدود السورية ينبغي أن يكون نداء الصحوة للاعبي القمار الاكفاء في المفاوضات الائتلافية. في هذا حدث يذكر بحالات كلاسيكية قديمة. في الشارع الرئيسي للبلدة بات منذ الان ينطلق الرصاص. ولكن في الداخل، على الطاولة توجد الاوراق وحاملا مسدسين شابين يواصلان اللعب لتحقيق أقصى الارباح على حساب الشرطي الذي يجلس امامهما.
حدث اختطاف رجال الامم المتحدة قرب حدود هضبة الجولان هو اشارة الى نفتالي بينيت ويئير لبيد بان منظمة جبهة النصرة لا تنضم الى حسابات علاقات القوى في الائتلاف المتبلور. هذا هو الوقت للانهاء ولاقامة حكومة في صالح الدولة.
اختطاف رجال الامم المتحدة على حدود الجولان هو اشارة واضحة من الثوار في سورية بانهم لا يعترفون باي تسوية دولية على ما يرونه كأرض سورية. وهذا يتضمن كل هضبة الجولان وليس فقط الاراضي المجردة من السلاح شرقي الخط الليلكي. من الافضل التشدد في التقديرات بشأن التصعيد على الحدود السورية. في البداية قال التحليل ان القذائف التي تسقط مرة بين الحين والاخر في بلدة اسرائيلية قرب الحدود هي قذائف تائهة. وفي الايام ما قبل الاختطاف اقتربت سيارات الثوار حتى مسافة قريبة جدا من الجدار الحدودي.
هذا اسلوب يذكر بطريقة حزب الله بعد الانسحاب العاجل للجيش الاسرائيلي في صيف العام 2000 من منطقة الحزام الامني في جنوب لبنان. فقد قضم رجال حزب الله فورا وبالتدريج على ما كان يمكن أن يعرف في حينه كحال ثابت. وقد التصقوا بالجدار ونشأ تسليم لدى الجيش الاسرائيلي بالوضع الجديد. ذات الوضع أدى الى اختطاف غولدفاسر وريغف والذي في اعقابه اندلعت حرب لبنان الثانية.
وعليه، فمن الافضل التشدد والتوقع بان الثوار وربما ايضا الرئيس الاسد بهذه الطريقة او ذاك سيحاولون ادخال هضبة الجولان الى معادلة الحرب بين الطرفين. اما كيف سيفعلون ذلك، فنحن لا نعرف.
يمكن فقط ان نرى بان كل منطقة الحدود السورية تستيقظ. وهي بالتأكيد قد تصبح الحدود الاكثر سخونة لاسرائيل. وحيال منظمات الثوار لا يوجد ردع. والتقدير في قيادة المنطقة الشمالية منذ الصيف الماضي كان ان هذا هو الاتجاه الذي نسير نحوه. تسخين الحدود لن يتخذ الشكل القديم الذي تمثل باندفاع الدبابات أو أيام القتال. يمكن التقدير بان نمط العمل سيكون مشابها لطريقة عمل حماس من حدود غزة. نار صاروخية، قذائف، محاولات تسلل.
في الماضي كان في الجيش الاسرائيلي تقدير بان الجيش السوري يتعلم من حزب الله اساليب الدفاع. كان هذا قبل الحرب الاهلية. اما الان فتوجد امكانية أن يقرر الاسد ايضا بانه مجدٍ له أن يعمل كمنظمة ارهاب وعصابات على الحدود. وفي اطار المنظمات التي تعتبر ثوارا، حيث أن الزعيم البارز في المعارضة هو رجال الاخوان المسلمين معاذ الخطيب، يمكن ان ينشأ ايضا جسم ارهابي يستخدمه الاسد تجاه هضبة الجولان الاسرائيلية.
ليس لاسرائيل الكثير من الخيارات. الاصح هو ان لها فقط خيارا واحدا الدفاع عن المنطقة وعن سكان الجولان بافضل ما تستطيع. لقد رأت المحافل المتقاتلة في سورية وبالتأكيد بشار الاسد اي بروز دولي يتلقاه هجوم واحد مشبوه فيه كاسرائيلي. فامكانية أن تكون ربما اسرائيل هي التي هاجمت مخزونات السلاح او بعض الاسلحة تفوق كل مذبحة في سورية. وهكذا يمكن ايجاد الاسباب لماذا يمكن ان يكون ملائما للطرفين المقاتلين في سورية تسخين الحدود مع اسرائيل.
اسرائيل من جهتها لا تحتاج لان ترد حسب النمط الاعتيادي للسيطرة على حزام امني آخر. ولكن يجب الاستيعاب بان لنا الان حدودا مع القاعدة، ومن هذه النقطة يجب الخروج عند البحث عن الحلول.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
سريع وقوي ومُدمر
بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت
جملة قرية سورية تقع في المنطقة الفاصلة على بعد ثلاثة كيلومترات ونصف شرقي خطوط فصل القوات في جنوب هضبة الجولان. وأقرب قريتين اسرائيليتين منها هما نوف وأفنيه ايتان. وتجري مجموعات مسلحة من المتمردين في القرية وحولها حرب استنزاف لجيش الاسد، وهي حرب أساسها القصف المتبادل والصراع على السيطرة على طرق الامداد. هذه جبهة هامشية وبعيدة عن مراكز الحسم في الحرب الأهلية السورية. ومع ذلك يوجد فيها عنصران قابلان للتفجر. الاول وجود جنود الاوندوف وهي قوة المراقبين من الامم المتحدة. وقد حول المتمردون جنود هذه القوة الى رهائن في حربهم للاسد. والثاني مجاورة الجدار الحدودي. إن الاسد بالنسبة لمجموعات ارهاب سنية ذات صلة بالقاعدة هو عدو مؤقت. فالهدف هو جعل المنطقة الفاصلة قاعدة للعمليات الموجهة على اسرائيل.
ليس الحديث فقط عن عمليات ارهابية على الجدار. إن هذه المجموعات مثل حزب الله في لبنان وحماس في غزة تريد ان تبني مخزون سلاح من القذائف الصاروخية بعيدة المدى. وهي تتطلع الى ما عند الجيش السوري من اسلحة أو ما يسميه جنرالات في الجيش الاسرائيلي 'نهبا استراتيجيا'.
سيطرت واحدة من هذه المجموعات الاربعاء على قافلة إمداد للامم المتحدة قرب جملة وأُسر 21 جنديا. وقد تحولت سيطرة المتمردين على مركبات للامم المتحدة في المنطقة الفاصلة الى عمل راتب تقريبا في الاسابيع الاخيرة. وكان الشيء الشاذ في الواقعة أول أمس حجمها وحقيقة أن المتمردين صوروا الحادثة ورفعوها الى اليو تيوب.
في منتصف كانون الثاني استعرضت هنا في توسع الأحداث في الجانب السوري من الحدود والاستعداد في القيادة الشمالية. 'إن قادة الجيش الاسرائيلي في الشمال على يقين من ان بذور الحرب القادمة مدفونة في الجولان اليوم'، كتبت. 'يتحدث المتشائمون عن تدهور في خلال اسابيع، ويتحدث المتفائلون عن بضعة اشهر. وقد لا يكون مفر من اجتياح عسكري اسرائيلي للارض السورية وانشاء منطقة فاصلة بعده يسيطر عليها الجيش الاسرائيلي ويُشغلها متعاونون محليون، ويكون ذلك شيئا يُذكر بخطة منطقة جنوب لبنان وهي الجيب الذي انشأته اسرائيل في جنوب لبنان في نهاية سبعينيات القرن الماضي'.
إن حروب لبنان ذكرى صادمة للنفوس. ولن يهب أحد للعودة الى قواعد اللعب التي قُررت هناك، والى الأحلاف والخيانات وكآبة الجنازات العسكرية. وبرغم ذلك فان التهديد قائم موجود وهو يقوى أمام نواظرنا. ويقول فرض العمل في الجهاز الامني انه سينشأ في غضون زمن غير بعيد مواجهة عسكرية في الشمال ـ مع حزب الله ومع المنظمات الارهابية التي ستُثبت أنفسها في سورية أو معهما معا. وستكون ايران مشاركة مباشرة أو غير مباشرة. ويتحدثون في الجيش الاسرائيلي عن رد سريع قاسٍ ـ رد يختلف تماما عن الاطار الذي تم تحديده في عملية 'عمود السحاب' في غزة.
ولهذا السبب جرى جدل آسر بين الخُضر من القوات البرية والزُرق من قوات سلاح الجو. وتم الافصاح عن الجدل إفصاحا واسعا قبل بضعة اسابيع في تدريب لهيئة القيادة العامة في الشمال سأحاول أن أُلخصه ببضع فقرات.
الأخضر في مقابل الأزرق
يقول الخضر 'إن الشمال في ظاهر الامر يعرض لنفس المشكلة التي تُعرض لها غزة. فللطرف الثاني مخزون كبير من القذائف الصاروخية. والتهديد هو للسكان المدنيين وللجنود. لكن التهديد من الشمال أكبر كثيرا. في اثناء العملية في غزة أُطلق 1500 صاروخ على اسرائيل. وفي مواجهة مع حزب الله سنتلقى 1500 صاروخ كل يوم، وستكون رؤوسها أكبر بكثير. إن الشمال ليس جزءا من الشأن الفلسطيني بل هو جزء من الشأن الايراني.
'عندنا استخبارات وسلاح جو ممتاز لكن العمليات من الجو لن توقف اطلاق القذائف الصاروخية. يُحتاج الى حل من نوع آخر ـ حل يحتاج الى جرأة. وبخلاف الشأن الغزي وهو شأن بيننا وبين الفلسطينيين، فان الشأن اللبناني يتشعب في اتجاهات كثيرة. يمكن ان تنشب مواجهة عسكرية لاسباب مختلفة: فالشرارة المحتملة الاولى هي ايران وبرنامجها الذري، والشرارة الثانية هي سورية، والحرب الأهلية ومستودعات السلاح، والشرارة المحتملة الثالثة هي سلسلة عمليات ارهابية في العالم تبلغ أصداؤها الى هنا.
'تتدرب قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي في ظروف حقيقية استعدادا لمواجهة عسكرية محتملة. في حرب لبنان الثانية في 2006 كانت أكثر القذائف الصاروخية لحزب الله في ارض مفتوحة. وهي اليوم موزعة في القرى. وستضطر عملية الجيش الاسرائيلي الى ان تكون أكثر عنفا وأقل جراحة. وسيتحرك جنود القوات البرية في سرعة كبيرة في داخل القرى. ولن تكون المهمة احتلال لبنان ولا القضاء على حزب الله ايضا بل ستكون المهمة جعل قدرته الصاروخية في شلل واصابة مقاتليه والخروج سريعا وفي أمن'.
ويتحدث الزُرق بمفاهيم دراماتية عن التغييرات في العالم العربي. قلّ التهديد من سورية باعتبارها دولة لكن تهديد جهات ليست دولة زاد. حينما اجتاح الامريكيون العراق نقضوا مستودعات السلاح فيها. ولم يحدث هذا في سورية ولن يحدث. إن للنظام قوات عسكرية ضخمة قد تبلغ الى المنظمات الارهابية.
'حدث عندنا تغيير حاد ايضا'، يقول الزرق. 'إن التأليف بين المعلومات الاستخبارية الجيدة وقدرات النيران الدقيقة بمقادير كبيرة يعطينا قدرة على أن نهزم الارهاب. وفي الجيش الاسرائيلي ايضا لا يستوعبون عظمة القدرات الجديدة. يمكن ان نهزم حزب الله وسريعا.
'لا نتحدث عن استسلام. فلا توجد راية بيضاء في هذه الحروب. والطرف الثاني سيطلق دائما الرشقة الأخيرة لكنه في اليوم التالي سيوقف اطلاق النار.
'إن العدو الرئيسي في حرب من هذا النوع هو الزمان بسبب الاضرار الشديد بالجبهة الداخلية. ولن يكون هذا الاضرار مشابها لأي شيء عرفناه في الماضي لا لحرب لبنان الثانية ولا لـ 'الرصاص المصبوب' ولا لـ 'عمود السحاب'، لكننا اذا صرّفنا الحرب تصريفا صحيحا فان اصابة الجبهة الداخلية ستتوقف بعد زمن قصير.
'يعرف سلاح الجو كيف يهاجم أهدافا كثيرة في اليوم أكثر كثيرا مما عرف في الماضي. وهذا ما سيفعله. وستكون النتيجة دمارا كبيرا جدا في القرى وفي الأحياء في داخل المدن. لم يُنه نصر الله الى الآن إعمار البيوت التي هُدمت في حرب 2006. وهذا ما يردعه الآن. وفي المواجهة العسكرية التالية سيكون الدمار الذي سنُحدثه ذا قدر أكبر كثيرا.
'حينما تبدأ المواجهة سندعو السكان المدنيين الى الخروج من القرى. وسيبدأ ذلك بالهجوم على أهداف في القرى ويزداد بالتدريج اذا استمر اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وسيتم الاضرار بالبنية التحتية ايضا فهناك بنى تحتية تساعد الطرف الثاني على القتال وتجب اصابتها. لكن لا يجب قصف محطة توليد طاقة يكلف بناؤها مليارات الدولارات بل يمكن اسقاط ثلاثة أعمدة كهرباء ووقف التيار الكهربائي.
'سنضرب ضربة قوية جدا ونقف آنذاك دون اتفاق على وقف اطلاق النار. وسيُطلق بعد ذلك شيئا قليلا ثم يكف لأننا سنعلن بأن الوجبة التالية ستكون أقسى كثيرا.
'قد لا ينجح ذلك. وفي هذه الحال لن يكون مفر من دخول بري. لكن الخضر يحتاجون الى زمن طويل لتنظيم أنفسهم وهو الزمن الذي لا نملكه. فالمداورة البرية تحتاج الى ايام حركة ولا يمكن الوصول الى كل مكان. هل نريد إدخال جنود في بيروت؟ وبنت جبيل؟ سيطلق حزب الله في الحرب القادمة النار من مركز لبنان وشمالها ولن يصل الى هناك إلا سلاح الجو'.
إن المستوى السياسي أقرب من تصور الزرق، فكل دخول لقوات برية كبيرة الى ارض العدو يصاحبه عدد كبير من المصابين ويدفعون عن ذلك في اسرائيل ثمنا سياسيا. وفي المقابل يؤمن المستوى العسكري بأنه لا حسم من غير القوات البرية. وقد توصلوا في الجانب العربي الى استنتاج ان الاسرائيليين غير مستعدين للمخاطرة بفقدان جنود. إن الاحجام يُضر بالردع.
الضغط قبلُ
لم تكن خطبة نائب رئيس الولايات المتحدة جو بايدن في مؤتمر جماعة الضغط الموالية لاسرائيل، والتي حذر اسرائيل فيها من عملية عسكرية مكشوفة على ايران، لم تكن عرضية. فالامريكيون يتابعون. وقد خلصوا الى استنتاج ان نتنياهو يُعد لزيارة اوباما نفس ضغط العملية القريبة الذي أعده زمن المعركة الانتخابية في امريكا، أي اذا لم تعمل أنت فسنعمل نحن. وهم لا يحبون العملية ولا يحبون الضغط.
رائحة السلطة
يدخل الى غرفة نفتالي بينيت في الكنيست ناس المفدال على عجل. وتنبعث عنهم رائحة السلطة القوية المستفزة. تعرف السياسة التفريق بين رائحة واخرى. ان رائحة السلطة توجد الى جانب الخوف من فقدانها. ويقوى الجوع وترفع الغريزة رأسها. إن كل الاشياء الطيبة التي تمنحها السلطة ـ وهي ما يسميه المتدينون في السياسة 'الكُفتة' ـ على مسافة قصيرة ويتفجر القلب. إن بينيت الذي قام بعرض ناجح واحد في حياته يصمد في ذلك على نحو ما لكن رفاقه في الحزب قد جُن جنونهم. كان بنحاس فالرشتاين وهو من قادة المستوطنين الاول في البيت اليهودي الذي ثار على رفض بينيت التوقيع. وقد حضر فالرشتاين الاربعاء الى الكنيست. وسألته: ما الذي تريده منه فقال: 'شيئا واحدا فقط هو التواضع'.
قلت له: انك تبحث عن التواضع في الموضع غير الصحيح. يوجد ناس موهوبون كثيرون في الكنيست لكن لا يوجد فيها متواضع واحد. لكن التواضع ليس هو المسألة. بنى فالرشتاين منظومة ضخمة من المستوطنات بطريقة مباي وهي عنزة اخرى ودونم آخر. وحصل على اشياء احيانا بالغمز، ومن تحت الطاولة احيانا. وكان طموحه الى ان يشرب الحليب لا الى تبديل البقرة. ويطمح بينيت الى أكثر من ذلك.
إن الايام الاخيرة من تشكيل الحكومة توتر أعصاب المشاركين الى أقصى قدر. والحلف بين بينيت ويئير لبيد فرضهما معا على نتنياهو. ونجح الرهان. والآن، في المرحلة الاخيرة، تنجم الفروق بين المصالح. ليس الحديث عن فروق عقائدية ولا عن الشؤون الوجودية التي ستشغل الحكومة القادمة ايضا. فلبيد يُصر على مضاءلة حادة لعدد الوزراء والاصرار غير جيد بالنسبة لبينيت. فكتلته الحزبية هي توحيد بين حزبين، ويتحدث الاتفاق بينهما عن التساوي في التمثيل. وهم يتوقعون منه ان يأتي بأربعة وزراء ـ اربعة أي ثلاثة اعضاء كنيست لكل وزير.
لكن يصعب على لبيد ان يهادن. وقد أعطى ناخبيه القليل جدا من الوعود المحددة وكانت مضاءلة الحكومة واحدا منها. لا يوجد للبيد حزب سواء أكان ذلك جيدا أم سيئا. فالحزب هو سقف والحزب ارض. وهو يجعل من الصعب على المرشح ان يطير لكنه يوقف سقوطه حينما يسقط. ما الذي يوجد للبيد؟ الشارع فقط الذي يؤيده اليوم بأعداد كبيرة وسيتخلى عنه غدا من اجل مرشح آخر. وليس السؤال كم من الوزراء سيتولون اعمالا في الحكومة التالية بل كيف سيتلقى الشارع هذا النبأ. هل سيقولون عن لبيد انه كالجميع ـ يشتهي المنصب ويتوق الى الكراسي؟ وهل سيقولون عنه انه مغفل؟ ان مجال مداورته محدود.
جلس واحد من كبار مسؤولي الليكود الى جانب لبيد في جلسة الكنيست وقال له: 'إنك تخاطر يا أخي. فأنت تتصرف كأنك أكبر أزعر في الحي لكنك لا يمكنك ان تكون على يقين من ألا يأتي في نهاية الامر أزعر أكبر منك يهزمك بلي الساعدين'. وعرض على لبيد ان يهادن هذه المرة بشرط أن يُقرر في قانون أساس أن يكون في الحكومة التي تأتي بعدها 18 وزيرا. ويمكن تغيير القانون بأكثرية 70 أو 80 عضو كنيست فقط. وعرف المقترح ان الاقتراح اشكالي من جميع جهاته واختار لبيد حق السكوت.
سياسة قديمة
القضية الثانية التي تفصل بين لبيد وبينيت هي وزارة الخارجية. توجد طرق متنوعة كثيرة لرزم هذا الطلب. يمكن ان نقول ان كتلتي لبيد وبينيت تملكان معا 31 مقعدا في الكنيست ككتلة نتنياهو. يأخذ الليكود رئاسة الحكومة والأمن. ومن العدل ان يعطي شركاءه المالية والخارجية وهما الوزارتان الرفيعتان الأخريان. ومع الاثنين اللذين مع موفاز يصبح لهم 33. يمكن ان نقول ان لبيد يملك 19 في مقابل الـ 20 لليكود والـ 11 لاسرائيل بيتنا. ومن العدل ان يُعطى وزارة الخارجية. ويمكن ان نقول ايضا إن عمل وزير الخارجية أشد ملاءمة للبيد من ليبرمان، وإنهم في العالم سيعرفون كيف يُقدرون ذلك. أما في منصب وزير المالية فان لبيد سيضيع. إن تعيينه وزير مالية سيُفشله ويُفشل اقتصاد اسرائيل.
لكن يمكن ان نقول كلاما آخر ايضا. حصل لبيد على اصواته بسبب برنامج تناول كله السياسة الداخلية، ولم يكن ذلك عرضيا: فالابتعاد عن الامور السياسية كان جزءا من سر نجاحه. واتجاهه الى الخارج خيانة لتوقعات ناخبيه. وهو يدل على انه يفضل مصلحته الشخصية على مصلحتهم. فليتجه الى المالية وليحارب من هناك من اجل مصالح الطبقة الوسطى التي يدعي تمثيلها. ليس من الحكمة ان يفعل فعل شاس بأن يصوت معترضا على الاحكام الاقتصادية القاسية لكن يستمر في الجلوس في حكومة تُصدرها. آن أوان القيادة.
إن لبيد سياسي جديد. ونضاله من اجل حقيبة الخارجية هو سياسة قديمة.
يُعلمنا الماضي ان وزير المالية لا يستطيع النجاح دون دعم من رئيس الوزراء. ويُحذر أعضاء كنيست من كتلة لبيد من ان نتنياهو سيُفشله متعمدا. ويُعلمنا الماضي ان هذا لا يكون دائما صحيحا. خشي نتنياهو ان شارون كان يعرض عليه وزارة المالية للقضاء عليه لكن شارون أيد كل قراراته الصعبة. ويعلم نتنياهو انه اذا فشلت سياسة الحكومة الاقتصادية فسيتحمل جزءا من العقاب. ولن يكون العقرب التي لسعت الضفدع في وسط النهر وغرقت معها.
أو قد يكون كذلك.
إن طلبه حكومة مقلصة (لا 18 بل 20 أو 22 وزيرا) يمكن ان يروجه بنجاح بين الناخبين، ولا يستطيع الحصول على طلبه ترتيب عمل سهل. في الجولة السابقة بين الثلاثة كان نتنياهو هو الذي أبدى الضعف أولا، أما في الجولة الحالية فكل شيء مفتوح: فقد يهادن لبيد وربما يتخلى ليبرمان، وقد يستقر رأي نتنياهو على انه يخشى لبيد أكثر من خشيته لليبرمان، وقد يقول بينيت، الى هنا يا أخي فأنا أتابع من غيرك. وعندها يعيد نتنياهو الحريديين الى الصورة كما أراد طول الوقت.
ليل العشرين
ذكّرني أحد وزراء الليكود هذا الاسبوع بأن نتنياهو نافس في الانتخابات رئيسا لليكود ست مرات ولم ينجح في أية مرة في الحقيقة. وحسب عدد النواب الذين حصل عليهم الليكود في المتوسط في المعارك الانتخابية الست هذه. وكان العدد الذي توصل اليه عشرين ـ عشرين فقط. وهذا ما يملكه ايضا الليكود في الكنيست الحالية (من غير اسرائيل بيتنا) ـ اعتقد 18، 20 من بين الـ 20 أنهم سيصبحون وزراء في الحكومة. وكان روبي ريفلين وموشيه فايغلين هما الشاذين.
والنتيجة هي انتفاضة قريبة. ان الجميع الآن صامتون، فهم يعلمون كما قال وزير آخر ان مفاتيح المِعلف في يد نتنياهو. لكن في اللحظة التي يُفتح فيها الباب ستبدأ الحرب. إن 8 وزراء يتولون اعمالا يتوقعون الاستمرار في ذلك، بل قد يتوقعون ان يرتفعوا. وسيدخل الحكومة 5 فقط وهذا يعني ان يكون 3 في الخارج. فاذا تمسك نتنياهو بترتيب الانتخاب في الانتخابات التمهيدية فسيُبقي في الحكومة ساعر وأردان وشالوم واسرائيل كاتس ويعلون. ويصبح ادلشتاين ولفنات وشتاينيتس في الخارج. لكن نتنياهو يريد ان يُعين تساحي هنغبي وزيرا للدفاع عن الجبهة الداخلية وهذا يعني ان يصبح 4 في الخارج. فماذا تكون حال إلكين الذي توقع رفع منصبه بعد نجاحه رئيسا للائتلاف، وحاييم كاتس ملك الانتخابات التمهيدية، وتسيبي حوطوبلي أول امرأة في القائمة الحزبية؟ وماذا عن يريف ليفين، أمير اليمين المتطرف؟.
ليس الحريديون ولا ليبرمان ولا بينيت ولا لبيد هم الذين يُرَون مهددين لاستقرار الحكومة القادمة بل يأتي التهديد المباشر من المقاعد الخائبة الأمل لممثلي الليكود في الكنيست. وقد تعلم نتنياهو من شارون قاعدة واحدة هي ان البطن الشبعان لا يُقرقر. ولهذا زاد في سعة الحكومة الذاهبة زيادة فاضحة. ولهذا استسلم في هذه الولاية لكل طلب واستجاب لكل ضغط.
لم يتغير ذوقه لكن وضعه تغير لأن الناخبين جردوه من جزء كبير من أملاكه وفقد ما بقي بأخطاء اخطأها منذ كانت الانتخابات. إن الفرق بين توقعات كبار مسؤولي الليكود وبين الواقع كبير جدا بحيث زعم أحدهم هذا الاسبوع (متفكها، متفكها) ان نتنياهو هو الرجل الذي يقف وراء الرسالة المزورة في جدعون ساعر. وأوضح قائلا انها مشكلة عرض وطلب. ولأن نتنياهو لم ينجح في زيادة العرض وجد طريقة لاقلال الطلب.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
