-
1 مرفق
اقلام واراء محلي 348
[IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG]
[IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.jpg[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]في هذا الملـــــف:
- دولة رئيس الوزراء .. سأخبرك بما يتهامس به الشعب
- بقلم: د. محمود أبو عين - معا
- حكومة اعدام حل الدولتين
- بقلم: سفيان ابو زايدة
- حكومة حرب
- بقلم: طلال عوكل- الايام
- ... وحتى نوفمبر
- بقلم: حـســن الـبـطـل - الايام
- إبليس يتقاعد
- بقلم: حافظ البرغوثي - الحياة
- مقتضى السياسة في شأن "حماس"
- بقلم: عدلي صادق - الحياة
دولة رئيس الوزراء .. سأخبرك بما يتهامس به الشعب
بقلم: د. محمود أبو عين - معا
ابدأ رسالتي بما قاله رب العالمين في كتابه العزيز: "ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقة من حيث لا يحتسب" صدق الله العظيم، فبعد ما يقارب الستة أعوام من توليك دفة رئاسة الوزراء على انقاض حكومة الوحدة الوطنية التي انهارت بعد تصاعد حدة الخلاف بين حركتي فتح وحماس في العام 2007 فانه لا بد من أن اخبرك بما يتهامس به الشعب ومن كل حدب وصوب في الضفة الغربية والتي تتأثر تأثيرا مباشرا حيث انه لا سلطة لك على الشق الثاني من الوطن الا وهي غزة بالقرارات والسياسات والاستراتيجيات والأخطاء التي ارتكبتها وترتكبها انت وحكوماتك المتعاقبة على مدار السنوات الماضية.
دولة رئيس الوزراء.. ان ما يتهماس به الناس هذه الأيام وأنا أنقل لك عن لسانهم أن حكوماتك تسعى من خلال رفع أسعار المواد الغذائية والتموينية والمعسل والتمباك والمحروقات والكهرباء وزيادة الضرائب والرسوم لبعض الخدمات البسيطة من كاتب العدل والمفروضة على المواطن الغلبان أضعاف مضاعفة بالاضافة الى عدم انتظام قبض الرواتب للموظفين.
دولة رئيس الوزراء .. إن كل هذه السياسات تتوافق مع سياسات الاحتلال الساعي الى تجويع وتركيع هذا الشعب وترحيله وتهجير شبابه ونشر حالة من الفقر واليأس بين مواطنيه وقتل الحلم بإقامة الدولة الفلسطينية التي نادت بها دولتكم ليل نهار ببنائها. فان تلك هذه القرارات التي صدرت عن دولتكم تهدم الدولة والحلم ولا تبنيه.
دولة رئيس الوزراء.. ان هذه القرارات تفلس المواطن ولا تعزز صموده.
دولة رئيس الوزراء.. ان هذه القرارات تهجر الشباب ولا تثبتهم في ارض وطنهم.
دولة رئيس الوزراء.. ان هذه القرارات تفقر وتجوع وتركع الشعب لا ترفعه ولا تقويه في مواجهة مخططات الاحتلال التي تحاك ضد وطننا وقدسنا وقضيتنا العادلة هذا ما يتهامس به الشعب صاحب الدولة والولاية.
دولة رئيس الوزراء.. الشعب يتهامس بأنك تأخذ قراراتك من اجندات خارجية وليس من احتياجات ومتطلبات وأحاسيس ورغبات الشعب الفلسطيني الذي من المفترض أن تكون حكوماتك حكومات تخفيف أعباء عن كاهل المواطن المحاصر والمحتل والقابض على الجمر . ولا يعرف المواطن من اين يتلقاها من الاحتلال الغاشم ام من سياساتكم الخاضعة لتلك الاجندات الخارجية حيث بات المواطن يدرك ويتقول بانها ليست صادرة من الرئة الوطنية الفلسطينية.
دولة رئيس الوزراء.. ان من طبيعة النفس البشرية انها دائما تذكر السلبيات وتراها ولا تذكر الايجابيات والعين عليك باتت مبحلقة ومحمرة من قبل الغالبية الساحقة التي ان لم تحرك ساكنا هذه الايام ستنفجر في اية لحظة مستقبلا وعليك بالاتعاظ مما حصل من ثورات وربيع عربي محيط ومن شعوب ظن الجميع انها ماتت ولكنها كانت صامتة على مضض ونحن قد نكون قريبا جدا من لحظة الانفجار حيث انها ستقلب الامور رأسا على عقب والشعب ساعتها لن يرحمك وسيأكل الأخضر واليابس.
دولة دولة رئيس الوزراء.. نتمنى ان تحافظ على بعض الانجازات التي حققتها سابقا والتي لا يستطيع أحد نكرانها ونتمنى عليك أن تراجع كافة سياسات حكومتك وخاصة التي تمس قوت وحياة المواطن من ارتفاع أسعار متطلبات الحياة الاساسية وفرض الضرائب اضافة لمراجعة كافة الأنظمة والقوانين لتكون في خدمة مصالح الشعب وفي صالح برنامج صموده على ارض هذا الوطن العزيز.
دولة رئيس الوزراء .. لن تكون هناك دولة بدون شعب راض عن حكومته مهما كانت قدسية وشرعية والزامية هذة الحكومة.
دولة رئيس الوزراء.. أن قرارتكم الأخيرة الغامضة بموضوع رفع الجمارك عبى البضائع المستوردة من الصين تحت شعار خدمة الصناعة الوطنية وهي كلمة حق يراد بها باطل حيث ان انت وكل المسؤولين ورجال الاعمال والصناعة يعرفون انه ليس لدينا اية صناعات على المستوى المطلوب واننا لن نستطيع ان ننافس مصر او الصين او شرق اسيا حيث ان سعر التكلفة عال جدا ناهيك عن كل العقبات التي تتحكم بها اسرائيل عبر المعابر والموانئ لادخال الكثير من المواد الاولية لاستعمال الصناعة وخاصة الاصباغ او الكيماويات ومن وجهة نظري البسيطة جدا ويتفق معي الكثير فيها فان هذا القرار سيكون في خدمة التاجر الاسرائيلي حيث ان الغالبية العظمى من التجار والمستوردين ستكون في اقل من ثلاثة شهور لقراركم قد اصبحت من الزبائن الدائمين للتجار الاسرائيلين بعد ان كان عدد كبيرا من التجار الاسرائيلين زبائن للتجار الفلسطينيين حيث انه لن تكون هناك بيانات جمركية بل ستكون هناك مقاصات وهناك مثل شعبي يقول: اللي بطلبوا كله بفوتوا كله".
دولة رئيس الوزراء.. الشعب لن يرحم أي رجل أو أي قائد أو رئيس وزراء أو حتى رئيس دولة يستهدف قوته ورزق عياله ورفاهيته.
دولة رئيس الوزراء.. سأقص عليك قصة مبعوث كسرى انو شروان لخليفة المسلمين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه فلقد وصل الرسول الى المدينة المنورة وسأل عن خليفة المسلمين فأخبروه انه في الخلاء فذهب حيث اشار له المسلمون فوجد خليفة المسلمين الذي ترتجف له بقاع الارض نائما على رمال صحراء الجزيرة العربية فإندهش رسول كسرى ووقف متعجبا وقال مقولته الشهيرة: "عدلت يا عمر فأمنت فنمت".
حكومة اعدام حل الدولتين
بقلم: سفيان ابو زايدة
بعد ان نجح نتنياهو في تشكيل الحكومة الاسرائيلية الثالثة بالنسبة له و الثالثة و الثلاثين بشكل عام و وسط الكثير من التقديرات ان عمرها الزمني لن يكون طويلا بحكم ما تحمله من تناقضات بداخلها سيما ان متوسط عمر الحكومات في اسرائيل هو عامين فقط. الحكومة الجديدة من الناحية العملية ثلثي اعضاءها من اليمين و اليمين المتطرف و الثلث الاخر هو من الوسط على الاقل وفقا للتصنيف الاسرائيلي. التحديات امامها كبيرة و متعددة ، خاصة في كل ما يتعلق بالشأن الداخلي الاسرائيلي ، و لكن ما يهمنا و ما يقلقنا نحن الفلسطينيين هو كيف ستتصرف هذه الحكومة في الموضوع الفلسطيني؟ و هل اوضاعنا ستصبح افضل ، ستبقى كما هي عليه ام ستصبح اكثر سوءً؟
لقد تم ذكر الموضوع الفلسطيني في الاتفاق بين حزب هناك مستقبل بزعامة لبيد و الليكود بيتنا من خلال التأكيد على التزام الحكومة الاسرائيلية بالعودة الى المفاوضات مع الفلسطينيين دون ان ينسوا التأكيد على الحفاظ على اسرائيل كدولة يهودية و ديمقراطية و التمسك بحدود قابلة للدفاع، اما في الاتفاق مع البيت اليهودي بزعامة نفتالي بينت فأن الاتفاق بين الطرفين لا ينص على ضرورة العودة الى المفاوضات مع الفلسطينيين و لكنه يؤكد على يهودية الدولة و الحدود القابلة للدفاع.
في كل الاحوال ، الاتفاق بين الاطراف ليس هو المؤشر الوحيد لطبيعة السياسية التي ستنتهجها الحكومة لانه و من الناحية التاريخية ليس هناك التزام لا في الخطوط العامة للحكومة او للاتفاق بين الاحزاب المشاركة فيها، و لكن هناك الكثير من الاسباب التي يجب ان تجعل الفلسطينيين قلقين على مستقبلهم و يجب ان يقلق اكثر كل من يؤمن بحل الدولتين كخيار وحيد لحل الصراع.
هناك اربعة اسباب رئيسية ستجعل امكانية التوصل الى حل ( الدولتين ) امر اكثر صعوبه، سببان لهما علاقة بالوضع الداخلي الاسرائيلي، وسبب ثالث له علاقة بالسياسة الامريكية تجاه المنطقة و طريقة تعاملها مع الصراع العربي الاسرائيلي. و السبب الرابع و الاخير له علاقة بالوضع الفلسطيني و العربي.
اولا: السبب الاول الاسرائيلي هو ان الحكومة الاسرائيلية الحالية سيتركز غالبية جهدها و اهتمامها على الشأن الاسرائيلي الداخلي، حيث ووفقا للاتفاق بين اطرافها المختلفه هناك التزام بفتح ملفات لم تستطع الحكومات الاسرائيلية السابقة ايجاد حلول لها و التي اهمها اجراء تغيير جوهري في نظام الحكم و اعادة توزيع الاعباء التي فيما تعنيه تغيير جذري في العلاقة ما بين اليهود المتدينينن و الدولة بكل ما يتعلق بالخدمة في الجيش. هناك ايضا الوضع الاقتصادي و موازنة الدولة التي تعاني من عجز يقدر بأربعين مليارد شيقل في ظل تعهد الاحزاب بحل مشكلة السكن ، خاصة للازواج الشابه.
هناك ايضا تحديات امنية قد تتصدر المشهد بين الحين و الاخر، تتمثل في التغيرات التي تحدث على الجبهة الشمالية و سيناء و غزة و الضفة الغربية ، و كذلك الموضوع الايراني الذي سيبقى حاضرا طوال الوقت. هناك ايضا الكثير من التشويش على نتنياهو و حكومته نتيجة طبيعة هذه الحكومة و تركيبتها و التي اهمها بقاء " الحريديم" خارج الحكومة و كذلك الغاضبين على نتنياهو من الليكود و هم كثر حيث سيسعون للتنغيص عليه في كل خطوه يخطوها او اي قرار يتخذه.
ثانيا: السبب الاسرائيلي الثاني الذي سيشكل الضربة القاضية لحل الدولتين و لاي عملية سياسية جدية هو سيطرة المستوطنين في هذه الحكومة على كل ما من شأنه تعزيز الاستيطان الذي هو بمثابة سرطان يتفشى في احشاء الدولة الفلسطينية التي من المفترض ان تكون. المستوطنون حصلوا على وزارة الاسكان و سلطة الاراضي و وزارة التجارة و الاقتصاد، المنطق يقول ان البيت اليهودي سيركز خلال المرحلة المقبلة على استثمار كل ما لديهم من صلاحيات و موارد في تعزيز الاستيطان و خلق حقائق جديدة على الارض بكل صمت دون ضوضاء، سيساعدهم في ذلك وجود بوجي يعلون على رأس وزارة الدفاع الذي لا يؤمن بحل الدولتين ، بل لا يؤمن بأي حل مع الفلسطينيين في الوقت الراهن على الاقل. المستوطنون لن يكون لديهم اي مشكلة في استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين ، بل بالعكس هذا سيساعدهم في الاسراع بعمليات الاستيطان و مصادرة الاراضي ، سيكون لديهم مشكلة فقط اذا ما توصلت هذه المفاوضات الى اتفاقات، و لكنهم من هذه الناحية مطمئنين وواثقين انه لم يحدث اي شيئ من هذا القبيل.
ثالثا: السبب الثالث يتعلق بالموقف الامريكي او السياسية الامريكية خلال المرحلة القادمة مع هذا الصراع. الرئيس الامريكي الذي سيزور المنطقة بعد ايام ووفقا لما يقوله مساعدية لا ينوي تقديم مبادرات جديدة لحل الصراع و بالتالي هو ليس لديه مقترحات محددة او نوايا معينة للضغط على اسرائيل في كل ما يتعلق بالاستيطان او تحديد جدول زمني او افراج عن اسرى ، بأختصار الرئيس الامريكي يتعامل مع زيارته على انها سياحة دينية للارض المقدسة و لكنه طالما اصبح موجود لا يضر اجراء بعض اللقاءات مع الاسرائيليين و الفلسطينيين من باب رفع العتب.
الواضح ان الرئيس الامريكي هو الاخر ينوي استهلاك فترة ولايته الثانية في انجاز ما لم يستطع انجازه على الصعيد الداخلي في ولايته الاولى ، و هذا يعني ان الموضوع الفلسطيني لا يحتل بالنسبة له مرتبة رئيسية او حتى ثانوية، على ما يبدو انه اقتنع برأي بعض المستشارين ان لا يضيع وقته في اللهث وراء الفلسطينيين و الاسرائيليين و ان لا يكرر خطاء الرؤساء الامريكيين السابقين، خاصة الرئيس كلينتون الذي حاول و لم يخرج الا بسواد الوجه.
رابعا: السبب الرابع ، و هو يتعلق بالوضع العربي بشكل عام و الوضع الفلسطيني بشكل خاص. من المفترض ان غالبية الدول العربية لن يستقر بها الحال خلال السنوات القادمة و هي ستكون منشغله فقط في مصائبها و ليس لديها وقت للفلسطينيين و قضيتهم، خاصة ان الفلسطينيين انفسهم منقسمين على انفسهم و لا يعرفون ما الذي يريدونه . استمرار الانقسام الفلسطيني يشكل غطاء للمزيد من الديكتاورية على الصعيد الداخلي و عائق امام اي حراك فلسطيني حقيقي من شأنه ان يجعل اسرائيل مجبره على تقديم حلول و يجعل امريكا و الرئيس اوباما يغير من سياسته بحيث يتعامل مع الموضوع الفلسطيني كأولويه و يجبر الولايات المتحدة ان تلعب دور رئيسي في حل الصراع بأعتبار ذلك يؤثر على المصالح الامريكية.
حكومة حرب
بقلم: طلال عوكل- الايام
من يعرف بنيامين نتنياهو لا يمكنه ان يخطئ في المدى الذي يمكن ان يذهب اليه، ذلك ان لديه قدره كبيرة على المناورة، والكذب، والذاتية المفرطة والاستعداد للتضحية بأعز واقرب حلفائه، اذا كان التمسك بهم سيؤدي الى خسارته، وان ذلك سيكون على حسابه. في ضوء ذلك ما كان ممكنا في كل الاحوال ان يتجاوز نتنياهو المدة القانونية المتاحة له لتشكيل حكومته دون ان ينجح في ذلك، بغض النظر عن الثمن الذي يدفعه حزبه او حلفاؤه، نتنياهو كان يقرأ مدى صعوبة المشهد السياسي الذي افرزته الانتخابات الاخيرة، وكان يعرف انه لا يستطيع تشكيل حكومة بالاعتماد على حلفائه التقليديين من اليمين الديني، والاحزاب اليمينية المتطرفة التقليدية، فهؤلاء جميعا لا يحوزون على اكثر من ثمانية وخمسين مقعداً، هي غير كافية لتمرير حكومته في الكنيست.
بعد استنفاد الفرصة المتاحة الاولى وهي اربعة اسابيع، اعتمد خلالها نتنياهو المناورة وهو يعرف انه لن ينجح، عاد ليستنزف الاسبوعين الاخيرين، ولكنه قرر اتخاذ الخيار الاخير، ودفع الثمن، قبل يومين من انقضاء المهلة القانونية الثانية.
تسفي ليفني، التي تحوز على كتلة من ستة مقاعد في الكنيست، لا يمكن ان تكون الطرف الاول الذي يتفق معه نتنياهو فأولويات البحث والاتصال تذهب الى كتل اخرى، لكنه آثر ان يبدأ بها، من قبيل الحاجة لدورها في تسويق سياسة اسرائيلية كاذبة تقوم على المناورة والعلاقات العامة.
ليفني دورها مطلوب، وهي المرشحة المناسبة اكثر من غيرها، لكي يسوق من خلالها حملة يضطر اليها، لايهام الادارة الاميركية والمجتمع الدولي، والفلسطينيين بأنه جاد في الالتزام بنهج السلام وانه مستعد لترطيب الاجواء من اجل استئناف المفاوضات.
وليفني لها تجربة طويلة في التفاوض مع الفلسطينيين حين كانت وزيرة خارجية في حكومة ايهود اولمرت، لكن المفاوضات معها افضت الى لا شيء، رغم ان الرئيس محمود عباس صرح في وقت سابق ان المفاوضات مع حكومة اولمرت احتاجت الى شهرين اضافيين قبل استقالته حتى تصل الى اتفاق.
من المؤكد ان ليفني في احسن الاحوال، لن تبدأ من حيث انتهت المفاوضات السابقة، فحكومة جديدة برئاسة نتنياهو، وبعد كل ما فعلته ستعود المفاوضات الى المربع الاول اذا قيض للمفاوضات ان تستأنف من جديد.
ليفني باختصار مطلوب منها ان تدرس متاهة بافلوف جيدا وان تقوم بتدويخ الفلسطينيين وغير الفلسطينيين من المراهنين على امكانية نجاح نهج التفاوض في احراز اتفاق سلام يعيد للفلسطينيين حقوقهم التي قطعت السياسات الاسرائيلية اشواطا بعيدة في نهشها وفي استنزافها.
نتنياهو حتى يشكل الحكومة، ويجنب تحالف ليكود بيتنا المزيد من الخسائر في صناديق الاقتراع، وبعد الخسائر التي تكبدها في الانتخابات الاخيرة، اضطر لتقديم تنازلات لصالح البيت اليهودي وهناك مستقبل على حساب الكتل الدينية والمتطرفة، التي ناصبتها الكتلتان السابقتان العداء، لم يعد وفق التشكيلة الجديدة ممكنا ان تحصل المدارس الدينية والاحزاب الدينية على الامتيازات والمخصصات الاستثنائية التي كانت تحصل عليها، ولم يعد بامكانها ان تتابع سياساتها عبر وزارتي التربية والتعليم والداخلية.
وعلى كل حال لم يذهب نتنياهو بعيدا عن المناخات السياسية التي يعتمدها ويتبناها تحالف ليكود بيتنا، فالتنافس بين هذه الكتلة وكتلتي هناك مستقبل، والبيت اليهودي كان في داخل مربع اليمين وعلى ذات السياسات التي درج عليها تحالف ليكود بيتنا.
التشكيلة الحكومية الجديدة، يمكن ان تتمتع باستقرار، ولكن بشراكة صعبة فهي تحظى بموافقة ثمانية وستين عضوا في الكنيست، فضلا عن ان التماثل السياسي يمكن ان يحقق لها قدرا من الاستقرار.
من الواضح ان نفتالي بينيت، ويائير لابيد ليسا من المتحمسين لعملية السلام، وانهما يلتزمان سياسة الاستيطان والاحتفاظ بالمستوطنات ضمن اي بحث ومفاوضات مع الفلسطينيين.
وبالاضافة الى ذلك فقد صدر عن نفتالي بينيت، ونتنياهو ما يفيد باتفاقهما على العمل بكل قوة من اجل تحقيق الطابع اليهودي للدولة، الامر الذي يعرف كلاهما ان الفلسطينيين لا يمكنهم الموافقة عليه بأي حال من الاحوال نظرا لما يؤدي اليه ذلك من كارثة ونكبة جديدة تحضر لها السياسة الاسرائيلية بحق اكثر من مليون فلسطيني ما زالوا يتمسكون بأرضهم وحقوقهم داخل الاراضي المحتلة العام ١٩٤٨.
وفي الواقع وبقراءة سريعة، يمكن القول ان هذه الحكومة هي حكومة استيطان ومستوطنين، الامر الذي يشكل انعكاسا لتركيبة الكنيست التي يحظى فيها ممثلو المستوطنين والداعمون لهم بقوة كبيرة.
هكذا تستقبل اسرائيل الرئيس الاميركي باراك اوباما، وعلى ضوء ذلك يمكن ان نقف على نتائج الزيارة التي سيقوم بها للمنطقة نهاية الاسبوع الحالي، وربما لذلك اطلق عضو الكنيست بنيامين بن اليعيزر تحذيره الشديد من ان الاوضاع في الضفة الغربية مهيأة لاندلاع انتفاضة ثالثة، يرى ان الرئيس محمود عباس لن يكون قادرا على منع اندلاعها، او السيطرة عليها، الفصائل الفلسطينية كلها عبرت عن مواقف وتقييمات واضحة لهذه الحكومة، واكثرها مصداقية من قال انها حكومة حرب.
... وحتى نوفمبر
بقلم: حـســن الـبـطـل - الايام
أنا أحكي معلومات تقرير اجنبي معرّب.. والناس هنا لا تصدق ان معدل التهطال في رام الله يفوق معدله في باريس، وفي القدس يفوق معدله في لندن؟
غداً، الاثنين ١٨ آذار، سوف أقرأ آخر نشرة للارصاد الجوية الفلسطينية عن مجمل التهطال في الموسم المطري ٢٠١٢ / ٢٠١٣، ولن اعود لها حتى اكتوبر او نوفمبر.
كان شباط جافا تقريباً (معدل التهطال لا يتعدى ٣٠ملم) وكذا النصف الاول من آذار (المعدل صفر)، ونقول معلومات آخر نشرة للارصاد الجوية في ٢٤ شباط ان مواقع قليلة فاقت نسبة التهطال معدلها السنوي العام (عتيل، الشيوخ، سيلة الظهر، يعبد، رمانة، دير ابو مشعل، ورام الله) وان اريحا والخليل تتساويان في المعدل السالب (٧١٪ لكل منهما).
قد لا تعدل امطار الامس كثيرا في المعطيات، واعتذر لغزة والغزيين لانها لا تشملهم، فالارصاد تابعة للسلطة وهذه نشاطها معطل في ما يسمى "المحافظات الجنوبية"!
لا بد لي من توضيح لمعلومات التقرير الاجنبي، فالتهطال في بلادنا يكون في شهور معدودات، وبينها فصل جفاف طويل من ٨ - ٩ شهور حارة، لكن في لندن يقولون : جفاف إن لم تمطر خلال نصف شهر.
كان تهطال خريف بلادنا معقولا هذا العام، وفي الشتاء والكوانين كان غزيرا في "المربعنية" وشحيحا في الربيع، وهذا ليس غير معتاد، ففي الموسم المطري ٢٠١١ - ٢٠١٢ توقف التهطال - فيما اذكر - يوم ٢٨ شباط، وفي سنوات سابقة كانت "المربعنية" جافة، لكن في سنة حصل واثلجت يوم الاول من نيسان، وفي نيسان ذات عام وصلت درجة الحرارة لعدة ايام في رام الله حتى ٣٨ درجة .. "فاحترق" الربيع.
معلوم، ان توزيع التهطال لا يقل عن اهمية كميته. يعني: ثلث في الخريف، وآخر في الشتاء، والاخير في الربيع.. ولكن هذا العام كان التهطال في المربعنية ثلاثة ارباع المعدل، فاستبشر الناس، ثم تلاشت البشرى في الربيع.
الحال في بقية العالم كالحال عندنا، ففي عزّ مربعنيتنا الباردة - الماطرة ضربت الحرارة رقما قياسيا في برلين ووصلت +21 لعدة ايام، لكن ها هي اوروبا الغربية بيضاء ثلجية في الربيع على غير المعتاد، واما في استراليا فكانت الحرارة قياسية على مدى عشرات السنوات (الشتاء عندنا صيف عندهم).
في كل حال، سيكون موسم المزروعات الصيفية في "بحيرة ميثلون" جيدا، لأنها امتلأت في الكوانين، ويقال: انها تنتج افضل وازكى "حب حمص" في العالم.
على الاغلب، ستعطش مدن الضفة في شهور الصيف، وخاصة بيت لحم والخليل، ولهذا اسباب غير معدل التهطال، الذي كان وافرا شمال فلسطين (اسرائيل) حيث ارتفع منسوب بحيرة طبريا امتاراً، اما البحر الميت فقد ارتفع مستواه لا اكثر من ٦سم (التبخر السنوي يزيد على المتر).
يقول الجيلوجيون والهيدرولوجيون ان الضفة يفترض ان لا تعطش حتى لو مرّ خمس سنوات جافة .. والمسألة ان اسرائيل تنتح ٨٠٪ من مياهنا الجوفية، وتمنع حفر آبار عميقة، او اضافة سدود سطحية، وحتى انها تردم ابار جمع الامطار في المنطقة (ج)؟
تقول اسرائيل الحقيقة في امور قليلة ومنها ان مياه الضفة الجوفية هي من الافضل في منطقة الشرق الاوسط، وربما هذا لأسباب تتعلق بالصخور المائدية الغالبة لا الالتوائية، وهذه تلعب دور "مصفاة" طبيعية لمياه الامطار.
ستكون فائدة "اخر مطرة" ملموسة وغير ملموسة، لكن رافقتها موجة برد نسبية، بعد موجة حر وجفاف ملحوظ وهذا افادنا في ناحية واحدة، لانه منع الجراد من التكاثر في صحراء النقب.
المطرة الاخيرة في الموسم ليوم واحد ولو كانت شحيحة، لكنها خير من زيارة اوباما الشحيحة سياسيا لبلادنا .. وغداً، سنقرأ المعدل الشحيح الاخير للتهطال الاذاري، وايضا مدى استجابة الدول المانحة لازمة السلطة المالية في اجتماع بروكسل!
بالمناسبة - غير المناسبة، سئل اليهود في اسرائيل عن اسباب محبتهم لارض فلسطين، فكانت النسبة الاكبر ليس للصيهونية ولا اليهودية .. بل لمناخ فلسطين!
الى اللقاء في موسم تهطال يبدأ في الخريف.
راشيل
صلاة لروحك، وسلام لأمك وأبيك في الذكرى العاشرة لتقديمك لحمك وعظامك قربانا لجرافة اسرائيلية دفاعا عن بيت فلسطيني في رفح. أتذكر، ايضاً الفدائية الفرنسية الشهيدة فرانسوا، التي نفذت مع شباب من "فتح" عملية فدائية بحرية من لبنان سنة ١٩٨٥.
إبليس يتقاعد
بقلم: حافظ البرغوثي - الحياة
الناشط المصري شريف البحيري كان الشاهد الوحيد على مقتل الناشط المعارض محمد الجندي في معسكر الجبل الأخضر وشاهد وقائع تعذيب المعتقلين في المعسكر وقال له أحد قادة الاخوان صراحة «اغتصبنا الأطفال حتى سن 15 سنة علشان ما ينزلوش ميدان التحرير تاني».
لم تحدث مثل هذه الجرائم أيام الرئيس المخلوع.. ولا أيام القمع والمقموع وانما حدثت أيام بعض الفراعنة القساة والطغاة وبالطبع فإن حدوث مثل هذه الجرائم برعاية الديمقراطية الغربية التي تساند حكم الاخوان لم تثر أية ردود فعل من قبل زعماء الغرب، الذي كان يندد بحوادث أقل كالضرب أو خدش الحياء أو ما سمي فحص العذرية إذ يبدو ان الديمقراطية المصدرة الينا فقدت عذريتها قبل وصولها.
وفي مقابل هذه الانتهاكات الوحشية التي تحدث في ظلال من يدعون أن الاسلام هو الحل وعوراتهم على وجوههم وليس سيماهم يطل علينا متشيخ في الأردن يدعى ياسر العجلوني ليفتي بسبي واغتصاب الفتيات في سوريا أثناء مقاتلة النظام، ولم يقل كيف يميز بين حرة تدعم النظام أو تعارضه. إذ بات قدر بنات الشام أن يتعرضن للاغتصاب من شبيحة النظام ومن معارضي النظام ومن المشايخ في مخيمات اللاجئين، وهذا لم يحدث قط في أيام المغول والصليبيين وكأن الهدف بعد تدمير الدولة السورية والمصرية والتونسية والليبية هو تدمير الشعب، ففي ليبيا أطلق القذافي لكتائبه العنان لكي تغتصب.. وبعد سقوطه انطلق بعد ثوار الناتو في الاغتصاب، ولم يسلم أطفال مصر أيضا من الاغتصاب، وخرج متشيخ في الأزهر يدعى الهلالي بإباحة الخمر وزواج المتعة، وكأن هؤلاء المشايخ من شريحة مشايخ حماس الذين يحللون ويحرمون وفق مصالحهم الحزبية الضيقة.
فالتهدئة مع الاحتلال كانت حتى وقت قريب خيانة.. والصاروخ كان وطنيا.. والمقاومة كانت فرض عين وباتت تستحق قلع العين حاليا. فإذا صار اغتصاب الأطفال وسحل الرجال وسبي البنات مباحا والخمر وزواج المتعة جهادا، فماذا بقي لابليس ليفعله على الأرض؟ أظنه سيعلن توبته المتأخرة ويهجر الأرض لأنه ترك فيها شر خلف لشر سلف. والله من وراء القصد.
مقتضى السياسة في شأن "حماس"
بقلم: عدلي صادق - الحياة
تزامنت دعوة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) للاتحاد الأروبي، لكي يشطب حركة "حماس" من قائمة الإرهاب، مع هجمة من بعض الإعلام المصري على هذه الحركة، مقرونة باتهام مروّع، وهو أن "حماس" هي الجهة التي هاجمت الجنود المصريين في رمضان الفائت، وأوقعت فيهم تلك المجزرة البشعة فيما هم صائمون. وبالطبع، جاء موقف الرئيس الفلسطيني، متناغماً مع المقتضى الوطني، ومصداقاً لمسعاه في اتجاه المصالحة، وعلى قاعدة إدراك واعٍ، للتداعيات السياسية الضارة لبقاء "حماس" في ما يُسمى بـ "قائمة الإرهاب"، في حال العودة الى وحدة النظام السياسي الفلسطيني، وانخراط هذه الحركة في منافسة انتخابية، بعد إنجاز المصالحة على أسس دستورية وقانونية!
إن منطق الأمور يفرض علينا رفض التصنيف "الإرهابي" لأية مجموعة فلسطينية مارست المقاومة المشروعة للاحتلال، وفي أغلب الأحيان دفاعاً عن النفس، لأن هذا الاحتلال هو الطرف الذي ظل يمارس الإرهاب، ويشن الحروب، ويهاجم، وما زال يمارس العنف. لذا طالما أن المجموع الفلسطيني يتطلع الآن الى تسوية تحقق بسط سيادة دولة فلسطين على أرضها المحتلة في العام 67 فلا مجال لاجترار المفردات والتصنيفات، التي كان المحتلون يرشقون بها الثورة الفلسطينية، وباتوا الآن يواجهون بها بعض الفصائل. ثم إن الأوروبيين ليسوا منقطعي الصلة بالواقع، ويعرفون أن "حماس" لم تعد معنية بالهجمات المسلحة، وأن لها اتصالات مع أوساط سياسية في القارة، وأن شأنها على هذا الصعيد، بات هو نفسه شأن "الإخوان" في مصر عندما أصبحوا في موقع المسؤولية، وجعلوا كلام الطنين "الجهادي" غير الواقعي وراءهم على الصعيد العملي وأولوياته، وباتوا يتعاملون مع المعطيات والوقائع على الأرض، ويقدرون أن الحرب، من حيث هي عُدة وعتاد ومنظومة تقنية وبُنية اجتماعية ومناخ إقليمي ودولي، واقتصاد وأكلاف ومقتضيات أمنية، غير مواتية ولن تكون رابحة، وإن كانت ما تزال لدى البعض، مواتية ورابحة على صعيد الخطابة!
إن الواجب الوطني والصالح العام، يُملي على الأمناء الذين يتحملون مسؤولية الكلمة، أن يدركوا حجم الأذى الذي يلحق بنا جميعاً، عندما يُصنف جزء من نسيجنا الاجتماعي، بأنه ذو منحى "إرهابي" في الخارج، وهذا هو بالضبط، ما جعل الرئيس "أبو مازن" يدعو الأوروبيين الى شطب "حماس" من القائمة السوداء. فعندما تفعل أوروبا ذلك، تزداد قراءتها السياسية للواقع الفلسطيني دقة وقدرة على المبادرة الى خطوات عملية، تشجع الفلسطينيين على التوافق على رؤية سياسية وطنية، قوامها استعادة الأراضي المحتلة عام 67 وبسط سيادة الدولة الفلسطينية على أرضها!
هناك أمر آخر، يتعلق بـ "حماس" ما زال يربك البعض، وهو ما تناوله العبد لله في هذه المساحة يوم الأول من أمس (السبت 16/3/2013) حول اتهام بعض الأوساط الإعلامية لـ "حماس" باقتراف جريمة رمضان الماضي بحق الجنود المصريين. وللإجابة عن استفسارات الإخوة والأخوات الذين استفهموا أو علقوا على المقالة التي نشرتها المواقع الإلكترونية، نكرر التأكيد بأن معرفتنا لمنابع الهجمة الإعلامية وسياقاتها، وللواقع السياسي والاجتماعي المصري، تجعلنا ندرك بأن الهجوم على "حماس" هو نفسه الهجوم على الفلسطينيين جميعاً في مقاصد المهاجمين. نعم هكذا، ونقطة على السطر.
أما من ناحية حقيقة الحدث، وما وقع بالفعل، وهذه مسألة دم، لا تحتمل أن نكذب على أنفسنا أو على الشقيقة مصر بشأنها؛ فإن "حماس" بريئة من الجريمة. وعيب أن نسكت على اتهامها، لمجرد كوننا على خصومة معها، لا سيما وأن الاتهام يؤذينا جميعاً. فمثلما لا تبرر الخصومة السكوت على عدوان الاحتلال، فإنها لا تبرر المساعدة على توجيه اتهام باطل!