اقلام وآراء
(296)
الأحد
24/3/2013
مختارات من اعلام حماس
أقلام وآراء (296)
500 مليون دولار من أمريكا للسلطة..مقابل ماذا؟
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د.عصام شاور
لا تلوموا أوباما في عدوانه
المركزالفلسطيني للإعلام ،،،، د. فايز أبو شمالة
الدور التركي وحصار غزة
الرسالة نت ،،، أحمد محمد أبو عامر
حيرة وخيبة
فلسطين الآن ،،، يوسف رزقة
دلالات يوم الكرامة وعملية دلال المغربي
فلسطين أون لاين ،،، د. حسن أبو حشيش
500 مليون دولار من أمريكا للسلطة..مقابل ماذا؟
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د.عصام شاور
قدمت الولايات المتحدة الأمريكية 500 مليون دولار للسلطة الوطنية الفلسطينية، منها 200 مليون كان الكونجرس الأمريكي قد جمدها قبل عامين بسبب توجه القيادة الفلسطينية للأمم المتحدة، وبالرغم من نجاح السلطة في الحصول على صفة " دولة غير عضو" في الأمم المتحدة مخالفة بذلك الإرادة الأمريكية فإن أمريكا جمدت العقوبات وأعادت ضخ الأموال.
المجتمع الدولي وأمريكا تحديدا لا يقدمون المال دون مقابل سياسي، ولذلك فقد ذهب المحللون إلى أن ما قدمته الولايات المتحدة هو الثمن لإعادة السلطة و(إسرائيل) إلى طاولة المفاوضات دون شروط، أو لمنع السلطة من اللجوء إلى المحاكم الدولية لمقاضاة دولة الاحتلال (إسرائيل) على جرائمها السابقة واللاحقة، وقد يكون الهدف إنقاذ السلطة الوطنية الفلسطينية من الانهيار الوشيك, ولأن الملايين التي قدمتها أمريكا متواضعة نسبة إلى الأهداف المذكورة، فقد تكون تلك الملايين مقدمة لمساعدات أكبر من أمريكيا والغرب لإدارة الأزمة والصراع الفلسطيني الإسرائيلي في جو هادئ ودون ضجيج من الجانب الفلسطيني حتى لو استمرت الجرافات والبلدوزرات الإسرائيلية في خلق واقع استيطاني جديد في الضفة الغربية والقدس واستمر نتنياهو في سياسته العدوانية بحكومته أو أدواته الجديدة.
الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى ترتيب الأوضاع في المنطقة لخلق أجواء مناسبة للتعامل مع واقع سوريا الجديد بعدما اقترب نظام الأسد من نهايته وظهرت سيطرة واضحة للجماعات الإسلامية الجهادية. تركيا والأردن و(إسرائيل) هي الجبهة القريبة من سوريا والتي تعمل عليها الإدارة الأمريكية، ولذلك حصل انفراجة في العلاقات التركية الإسرائيلية بعد الاعتذار الذي قدمته الأخيرة إلى تركيا بسبب الاعتداء الإسرائيلي على السفينة التركية مرمرة قبل ثلاث سنوات، وتعهدت (إسرائيل) بالتخفيف عن الفلسطينيين تلبية لمطالب تركيا، وكذلك أعلن زعيم المتمردين الأكراد وحزب العمل الكردستاني عبد الله أوجلان وقف القتال ضد تركيا، وترتيبات محتملة مع الجانب الاردني بخصوص أوضاعه الداخلية وفيما يتعلق بالتطورات في سوريا تظهر خلال الفترة القريبة القادمة.
من خلال ما سبق ندرك بأن الدعم الأمريكي للسلطة الفلسطينية يأتي في إطار ترتيبات دولية ليس للسلطة علاقة مباشرة بها ومع ذلك يمكن استغلالها إسرائيليا وأمريكيا لتحقيق مكاسب لصالح العدو الصهيوني، كالعودة إلى طاولة المفاوضات وتجميد المصالحة الداخلية.
لا تلوموا أوباما في عدوانه
المركزالفلسطيني للإعلام ،،،، د. فايز أبو شمالة
حتى أن الصهيوني باراك أوباما لم يرحم قيادة السلطة الفلسطينية، ولم يقدم لها قشة الخلاص من حالة الجمود في المفاوضات، ولم يضغط ولو قليلاً على بني جلدته، كي يطلقوا سراح بعض الأسرى الفلسطينيين، ولم يهتم الصهيوني أوباما بعقد لقاء ثلاثي أو رباعي أمام وسائل الإعلام، يعطي محمود عباس المبرر كي يستأنف المفاوضات، بل تمادى أوباما في التنكر لإخلاص عباس ووفائه للتهدئة الأمنية، فطعنه بعدم الثقة فيه حين التقى بشكل موارب مع منافسه سلام فياض، وقدم له الدعم المعنوي والمادي، في رسالة تشير إلى توفر البديل الأكثر طاعة في حالة عدم البدء في المفاوضات ضمن الشروط الإسرائيلية.
لقد غادر أوباما المنطقة فاكتشف قادة السلطة الفلسطينية فشل رهانهم، وتلمسوا بجلاء حجم المأساة التي خلفها الضيف الذي انتظروه طويلاً، وعلقوا الآمال على مجيئه، غادر أوباما بعد أن ترك السلطة الفلسطينية أكثر ضعفاً وهشاشة رغم نصف مليار دولار مساعدة مالية، ألزمت السيد عباس لأن يقول: سننتظر شهرين إضافيين على أمل أن تستأنف المفاوضات، دون أن يبدي أي غضب أو استنكار لما قاله الصهيوني أوباما.
إن ما قاله أوباما بين يدي قادة الصهاينة لهو أمر مرعب لكل العرب والمسلمين، لقد تذلل الرجل بين يدي اليهود، وبكى على مصالحهم، واعتبرهم أقوى قوة على وجه الأرض لأنهم حلفاء أمريكا القوية، لقد نطق أوباما كلاماً مقززاً عن عودة اليهود إلى وطن أجدادهم بعد ثلاثة ألاف عام من الشتات، لقد كشف عن شخصيته الجاحدة بالقيم الإنسانية حين اعتبر اغتصاب أرض فلسطين عبادة، وممارسة للطقوس الدينية وفق التعاليم اليهودية، بل تمادي في زجر قيادة السلطة الفلسطينية ومبادرة السلام العربية حين اشترط الصهيوني قيام دولة فلسطينية بالاعتراف بيهودية دولة الصهاينة.
سأظل شخصياً مخالفاً لقيادة السلطة الفلسطينية في رؤيتها السياسية، ولن أوافق مطلقاً على كلام السيد عبد الله عبد الله، أحد قيادي السلطة، الذي عارضني الرأي في حوار جرى بيننا عبر فضائية القدس، فقال بزهو وافتخار: نحن في السلطة الفلسطينية لا يهمنا ما يقوله أوباما، بل ما يهمنا هو تمسكنا بالثوابت الوطنية !.
ونسي الرجل أن الصهاينة يطبقون على الأرض ما يقوله أوباما على الهواء، فما انفكوا يغتصبون فلسطين، ويستوطنون الأرض، ويهودون القدس، ويضيقون على حياة الفلسطينيين، ويقتلون، ويسجنون، وما فتئوا يمسحون كل أثر فلسطيني، بينما التزم قادة السلطة الفلسطينية الصمت، وضمنوا أمن اليهود، وما برحوا دائرة الشجب الشفوي والانتظار حتى يأتي جون كيري
لقد صدق شاعرنا العربي حين قال قديماً ما ينطبق على أوباما حديثاً، قال:
لا يلام الذئب في عدوانه بل يلام الناس لو صاروا غنم
الدور التركي وحصار غزة
الرسالة نت ،،، أحمد محمد أبو عامر
نزل وقع الاعتذار الاسرائيلي لتركيا على جريمة "مافي مرمرة" كالماء البارد على كبد عطشى بالنسبة للفلسطينيين لا سيما في قطاع غزة، الذين اعتبروا ذلك بمثابة نصر دبلوماسي لهم قبل أن يكون للأتراك الذين تبنوا قضيتهم في رفع الحصار عن قطاع غزة، والانتقام من اسرائيل ولو دبلوماسياً على جريمتها.
للوهلة الأولى لم أصدق الخبر، لتبدأ وسائل الاعلام المختلفة بعد ذلك بإيراده وتضيف إلى جانبه أن اسرائيل قبلت شروط تركيا الثلاثة والمتمثلة في؛ الاعتذار ورفع الحصار عن قطاع غزة وتعويض أهالي ضحايا سفينة مرمرة.
وجّعنا من الحصار اللعين جعلنا نخرج وبسرعة لنهنئ بعضنا البعض على أن الحصار سيشنق على مشانق صنعت من صبر الفلسطينيين وأحكمت بدمٍ وسياسية تركية، وسيدفن بعد ذلك في قاع البحر، وسنضيف لهزائم اسرائيل العسكرية المتلاحقة هزيمة دبلوماسية جديدة.
ولكن وبعد وقت قليل تصفحت نص الاعتذار الذي قدمه رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لنظيره التركي رجب طيب أردوغان، فلم أجد كلمة "رفع الحصار" عن قطاع غزة مطلقاً، بل ما يحتويه نص الاعتذار هو أن "اسرائيل قدمت تسهيلات على حركة البضائع والأشخاص عبر المعابر وستواصل تقديم المزيد كلما سمحت الظروف بذلك".
اذاً لا رفع للحصار عن قطاع غزة، بل على العكس لاحظنا وقبل ساعات من ذلك الاعتذار والزعم بتقديم تسهيلات للفلسطينيين هو تقليص الاحتلال للمسافة التي سمح للصيادين الصيد فيها عقب العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة والتي وصلت لـ 6 أميال لتقلص وتصبح 3 أميال فقط.
جيد أن أردوغان طلب موافقة عباس وهنية على الاعتذار الاسرائيلي قبل الموافقة عليه من قبل الأتراك، وهو شيء مقدر ومن قبل ذلك كله الموقف الشجاع لتركيا منذ فرض الحصار على غزة، ولكن ما كان ينتظره الشعب الفلسطيني المحاصر أن تبقى تركيا على موقفها من رفع الحصار في أي تسوية للخلاف مع الاحتلال الاسرائيلي.
في النهاية تركيا قبلت الاعتذار ومن وجهة نظري أن الأمر أكبر من قضية اعتذار وتعويض أو تسهيلات بقدر ما هو مصالح استراتيجية فرضتها الظروف الحالية لكلا الطرفين، فتركيا تريد أن تكون لاعباً أساسياً في المنطقة – وهو حق طبيعي لها-، واسرائيل يشغلها كثيراً الملف النووي الايراني والتغيرات العربية وفي مقدمتها سوريا.
الأمر الذي يجب أن نقف عنده ونقرأه بعين فاحصه تلك الأحداث التي حدثت بصورة مفاجئة وسريعة والتي تمثلت في اتفاق الحكومة التركية مع حزب العمال الكردستاني على وقف اطلاق النار، والدعم الأوروبي المسلح لثوار سوريا، وزيارة أوباما للمنطقة، والدعم المالي السخي للسلطة الفلسطينية، والتسريبات الاعلامية أن اسرائيل ستجمد بصورة هادئة الاستيطان، وضوء أوباما الأخضر لإسرائيل بضرب ايران، كلا هذا يؤكد أن شيء ما أوشك على النضج في المنطقة وستظهره لنا الأيام القليلة القادمة.
في النهاية لا يجب أن نضع تركيا في موقع المفرط والمتراجع عن قضية غزة، بقدر ما نلتمس لها العذر في قبولها الاعتذار الاسرائيلي الذي جاء بسرعة وأثناء لقاء أوباما ونتنياهو في اجتماع تخطى الوقت المعد له مسبقاً، فالقاعدة السياسية تقول لا تحالفات دائمة ولا صداقات دائمة، إنما المصالح هي الدائمة.
حيرة وخيبة
فلسطين الآن ،،، يوسف رزقة
غادر أوباما مطار اللد المحتلة بشهادة حسن سير وسلوك، واستبقى من خلفه سلطة فلسطينية تتجرع كأساً مترعةً من الحيرة والخيبة والمرارة.
قال لعباس لا معنى لوقوفكم عند وقف أو تجميد الاستيطان، فلقد أطلتم الوقوف ولم يحدث شيء، واستمر الاستيطان، لذا عليكم القفز عن هذا الموقف والعودة إلى المفاوضات، وسأترك جون كيري ليبذل جهوداً للتقريب والجمع بينكم.
كان أوباما بليغاً في دغدغة مشاعر عباس وهز موقفه من المفاوضات ومن شرط وقف الاستيطان، وأحسب أن أوباما قد سجل هدفاً في شباك سلطة حائرة متحيرة.
كانت زيارة أوباما(إسرائيلية 100%)، فقد أعطى (إسرائيل) الأمن الذي تطلبه، وأعطاها (الدولة اليهودية القومية) التي تنشدها، وطلب من العرب تطبيع علاقاتهم مع تل أبيب، وتفاهم مع نتنياهو على دور كل منهما في سوريا، وكيف تؤمن أمريكا مستقبل (إسرائيل).
أخذت (إسرائيل) كل ما تريد من الأقوال ومن الأفعال ومن المواقف ومن الأعمال. وأخذ محمود عباس بعض الأقوال التي لا سمن فيها ولا غنى. قال لعباس أنت شريك سياسي محترم لإسرائيل ولنا، وحماس حركة إرهابية تعمل لتدمير (إسرائيل)، وظل عباس صامتاً ساكتاً يؤمن على ما قاله أوباما، ونسي واجبه الوطني بالدفاع عن حماس كحركة تحرر وطني يؤيدها نصف الشعب الفلسطيني على الأقل. نسي قائد م ت ف الممثل الوحيد الشرعي ! للشعب الفلسطيني أنه لا يجوز له السكوت عندما يشتم غريباً نصف الشعب، وأن تمثيل الشعب يقتضي منه الدفاع عنه بغض النظر عن خلافاته الحزبية مع حماس.
لا تنتظر حماس من عباس أن يدافع عنها، ولا تنتظر شهادة حسن سلوك من أوباما، فهي تعرف ما لها وما عليها كحركة تحرر وطني، لكن الشعب الفلسطيني هو الذي ينتظر ممن يدعي أنه يمثل الشعب أن ينصف شعبه، وأن يمنع الغريب من شتم أقربائه أمامه وأمام الإعلام ؟!. غادر أوباما مطار اللد ممتناً (لبيبي) بعد أن استعاد بعض الدفء إلى العلاقات الثنائية وهو دفء ربما يساعد الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي، وبعد أن تفاهما على إدارة المتغيرات الإقليمية وتوجيهها بما يخدم مصالح البلدين.
لم تتحدث وسائل الإعلام العبرية عن نقاط اختلاف أو تباين في المحادثات بين نتنياهو وأوباما، لأن الزيارة استهدفت ترميم العلاقات وإزالة شوائبها ومع ذلك فقد ظل (بيبي) غير معجب بالرجل الأسود.
لم تتحدث وسائل الإعلام عن نقاط اختلاف مع نتنياهو ولم تتحدث أيضا عن نقاط اتفاق مع محمود عباس، إذ لم يحظ عباس بموقف جديد لأوباما يمكنه الفخر به أو الدفاع عنه أمام منتقدي زيارة أوباما أو أمام الرافضين للعودة إلى المفاوضات، لم يحظ عباس باعتراف أمريكي بالدولة على حدود 67، واستقبل عباس أوباما باسم السلطة وليس باسم الدولة، وفي الختام ودع أوباما ودخل إلى المقاطعة في حيرة محيرة وخيبة مملة، هل يعود للمفاوضات أم يستبقي حرده ويخسر دولاراته ؟ الحيرة والخيبة هي ميراث عباس من زيارة أوباما العظيم في مارس 2013.
دلالات يوم الكرامة وعملية دلال المغربي
فلسطين أون لاين ،،، د. حسن أبو حشيش
قبل أيام قليلة مرت علينا ذكرى يوم الكرامة عام 1968 م ,وهي المعركة التي دارت بين الاحتلال من جهة وبين المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني من جهة أخرى ,هي الحدث الذي أثبت مبكرا أن الهالة العظيمة للاحتلال ممكن أن تُقهر , وأن قدرات الاحتلال الصهيوني ليس قدرا غالبا لا يتغير . وقبل هذه الذكرى مرت ذكرى استشهاد المقاتلة دلال المغربي التي قادت مجموعة فدائية عبر البحر وخاضت معركة شرسة أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف المحتل . ذكريات مهمة لإحيائها ولو بكلمات تذكيرية لإحاطة الأجيال بماضيهم المقاوم ,ولتذكير من تنكب الطريق بمعاني ما تم رسمه سابقاً . فهي ترسل رسائل همة من أبرزها :
إن المقاومة المسلحة التي نصت عليها ميثاق منظمة التحرير , ومواثيق كل فصائلها بشكل منفرد وعلى رأسها حركة فتح ...هي اللغة التي يفهمها الاحتلال , وإن الحق الفلسطيني لن يُمنح من قبل الغاصب بالرجاء والاستجداء , والمفاوضات في ظل الضعف والتخلي عن أدوات القوة. فالوقوف على الأطلال لا يكفي , والفعل الحسن والجيد لا يُبرر الفعل السيئ والمعاكس للصحيح . كذلك من رسائلها أن توحيد الأمة و تكاتف القوى والجهود من ضروريات الواقع , ومن مستلزمات الانتصار ,ومن أسباب تحقيق الأهداف خاصة في وجه هذا العدو الغريب والغاشم وغير المسبوق .
فعلى منظمة التحرير وخاصة حركة فتح الاهتمام العملي والعلمي بمنهج معركة الكرامة وبأسرار عملية دلال المغربي ,من حق الشعب الفلسطيني التغني بالأمجاد , ولكن من واجبه ترسيخ المنهج , ونقل التجارب ,وتطوير العمل , ليكون هناك لحمة بين الماضي والحاضر والمستقبل ,ولأن مسيرة تحرير فلسطين ممتدة على مدار قرن من الزمان ,والكرامة ودلال المغربي محطتان من هذا القطار الطويل ,ومكونان من مكونات المسيرة أكملتا جهد من قبلهما ,وأكمل الآخرون الجهد ...
في معاني الذكرى وقفة مهمة على الانحراف الكبير لمن يتغنون بالمناسبة والذكرى ,فلقد تم استبدال المقاومة المسلحة ومناكفة وإشغال العدو ... بالمفاوضات والتعاون الأمني والتخلي عن التاريخ عمليا والاكتفاء بالتغني بالماضي , وإذا بقي هذا التنازل والتدهور في القيم قد يأتي يوم يطلب فيه الاحتلال التبرئة من دلال والكرامة وغيرهما , كما تمت المُوافقة على تغير بنود ميثاق المُنظمة , وكما يتم الآن قبول الرشاوى المالية على حساب العلاقات الداخلية وعلى حساب انتفاضة الأسرى والمقاومة في الضفة الغربية . لكن نقول إن ورثة المنهج ليسوا بالضرورة أن يكونوا من نفس الحزب واللون السياسي , بل الوريث هو من يحمل نفس المنهج وإن اختلف المسمى والشكل .فالتاريخ لا يُباع ولا يُشترى ولا يملكه أحد , ومن حاول العبث به فقد انتحر وزال وبقيت ملامح التاريخ .
