-
1 مرفق
اقلام واراء حماس 351
[IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]
[IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age004.gif[/IMG]
- في هذا الملــــف:
- إسرائيل لا تريد أوباما
- بقلم: جهاد الخازن عن الحياة اللندنية
- لا جديد في زيارة أوباما للمنطقة
- بقلم: باسم الجسر عن الشرق الأوسط
- لا أهلاً ولا سهلاً بزيارة أوباما
- بقلم: عليان عليان عن السبيل الأردنية
- أوباما هنا... فما الجديد؟
- بقلم: بهجت قرني عن الاتحاد الإماراتية
- إلى عمنا الأميركي..!
- بقلم: محمد الوشيحي عن الوطن القطرية
- المصالحة الفلسطينية
- بقلم: عبد الله محمد القاق عن الزمان العراقية
- حذار من الحروب الأهلية لأنه مشروع 'إسرائيل الكبرى !'
- بقلم: محمد صلاح حقي عن القدس العربي
- شيطنة المقاومة الفلسطينية في مصر لمصلحة من؟
- بقلم: عبد الغني بلقيروس ( كاتب وباحث جزائري) عن القدس العربي
- الإعلام المصري يقصف الفلسطينيين وذريعته سلوك «حماس»!؟
- بقلم: زياد ابو شاويش عن الوطن السورية
- هل «حماس» مُتورطة؟
- بقلم: نادر بكار عن الشروق المصرية
- «القبة الحديدية» فاشلة.. و«الباتريوت» كذلك
- بقلم: اياد زيعور عن السفير البيروتية
- لحظةٌ حاسمةٌ في تاريخِ العلمانية العربية
- بقلم: عبدالله خليفة عن اخبار الخليج البحرينية
- الشرق الأوسط الفوضوي المدمر
- بقلم: فخري هاشم السيد رجب عن القبس الكويتية
إسرائيل لا تريد أوباما
بقلم: جهاد الخازن عن الحياة اللندنية
يصل الرئيس باراك أوباما اليوم الى إسرائيل في أول زيارة له الى الخارج بعد فوزه بولاية ثانية. الزيارة صفتها رسمية إلا أنني أجدها سياحية في الإساس فالرئيس الأميركي سيزور متحف مخطوطات البحر الميت، وهي تناقض رواية التوراة، وقبر تيودور هرتزل، مخترع الصهيونية الحديثة التي انتهت بسرقة فلسطين من أهلها، ومتحف المحرقة النازية، وكنيسة المهد في بيت لحم، وآثار بترا في الأردن. بل إنه سيقابل ملكة جمال اسرائيل يتشي ايناو الاثيوبية الأصل، وسيشمل العشاء الرسمي الذي يقيمه له الرئيس شمعون بيريز رقصاً وغناء.
هكذا يكون الترفيه مضموناً خلال الزيارة الرسمية، أما تحقيق أي تقدم في مسيرة السلام فمستحيل، وهذا رأيي الشخصي إزاء حكومة إسرائيل، وهو ايضاً رأي رئيس وزراء فلسطين سلام فياض.
الرئيس أوباما ألقى خطاباً مشهوراً في جامعة القاهرة سنة 2009 حاول فيه فتح صفحة جديدة مع المسلمين، ولم ينفذ شيئاً في ولايته الأولى.
اليوم اقرأ (وأنقل حرفياً عن «واشنطن بوست») أن أنصار إسرائيل الأميركيين يرون انه ركز كثيراً على العلاقات مع العالم الإسلامي في ولايته الأولى، وهناك عدم ثقة عميق إزاءه بين الإسرائيليين عطـل محـاولتـه دفع عــملية السـلام، بل إنهم يـريدون أن يوضح أوباما دعمه نظرية الدولة اليهودية على أساس جذورها التاريخية.
أولاً، هناك 1.5 بليون مسلم و15 مليون يهودي حول العالم وأي زعيم يريد مصلحة بلده سيحاول إقامة علاقات مع غالبية هائلة في وجه أقلية.
ثانياً، السياسيون الاميركيون الذين ينتصرون لإسرائيل يخونون بلادهم. وأكثرهم يتلقى دعماً مالياً من لوبي إسرائيل وأنصاره ما يعني أن هؤلاء مرتشون.
ثالثاً، اذا كان اوباما أثار ريبة اليهود بالعمل للسلام فماذا كانت الحكومة العنصرية الإسرائيلية تتوقع منه؟ أن يحمل الى اسرائيل أموال دافعي الضرائب الأميركيين ليساعدها على تشريد مزيد من الفلسطينيين او قتلهم؟
رابعاً، لا جذور تاريخية اطلاقاً لدولة يهودية في فلسطين. الخرافات التوراتية ليست تاريخاً، وإنما التاريخ تسنده آثار ووثائق، وهذه غير موجودة في بلادنا عن دولة يهودية. كان هناك يهود، عشائر وقبائل، ولكن لا ممالك او ملوك من أي نوع.
الموجود الآن 196 الف مستوطن في القدس وحولها مباشرة، و400 الف مستوطن في الضفة الغربية، وحكومة اسرائيلية من مستوى نازي جديد، بعض أركانها مثل نفتالي بينت، وأهله مهاجرون من أميركا، يرفض قيام دولة فلسطينية، ولكن يقبل التفاوض.
على ماذا يريد التفاوض؟ على ما بقي من أراضي الفلسطينيين؟ هو في كتابي الشخصي مجرم حرب آخر لو استطاع، فهو في نية حرمان الفلسطينيين حقوقهم في بلدهم.
ماذا تريد حكومة اسرائيل الفاشستية من اوباما طالما أنها لا تريد سلاماً على أساس الدولتين، مع العلم أن الإثنتين في ارض فلسطين؟
تريد أن يعلن حرباً على إيران التي تملك النية لصنع قـنبلة نووية، وأن يـسكت عن امتلاك اسرائيل التوسعية المعتدية ترسانة نووية فعلاً. وتريد ايضاً إطلاق سراح الجاسوس المدان جوناثان بولارد الذي ألحق أذى بالغاً بالأمن الأميركي وهو يسلم جواسيس السفارة الاسـرائيلية في واشـنطن وثائـق سرية أميـركـية.
أوباما قال إن إيران في حاجة الى سنة قبل الوصول الى القدرة على انتاج سلاح نووي، وهو مصرّ على منعها ويقول إن كل الخيارات على الطاولة. وأقول إن نتانياهو يستعمل إسرائيل وقنبلتها المزعومة لإبعاد الرئيس الأميركي عن عملية السلام. أما بولارد فقد أعلن أوباما انه لن يطلقه، إلا أن قضيته قد تعرض على القضاء، وهو تقليد متبع لتخفيف الحكم.
في غضون ذلك، لا عملية سلام، أو أي نوع من السلام مع عصابة الجريمة في إسرائيل.
لا جديد في زيارة أوباما للمنطقة
بقلم: باسم الجسر عن الشرق الأوسط
قبل التساؤل عما ينتظر من زيارة الرئيس الأميركي لإسرائيل والمنطقة، لا بد من التوقف قليلا عند سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط منذ دخول باراك أوباما إلى البيت الأبيض، ولا سيما بعد اندلاع الربيع العربي.
لقد أمل الفلسطينيون والعرب كثيرا في رئاسة باراك أوباما بعد خطابه في القاهرة. ولكن هذه الآمال راحت تتبدد تدريجيا لتصل إلى حد غياب واشنطن غيابا شبه تام عن عملية السلام، فسره البعض بأنه تراجع من قبل الرئيس أوباما أمام نتنياهو واللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، خشية خسارة الأصوات اليهودية في الانتخابات الرئاسية الأميركية. وفسره آخرون بأنه نتيجة قناعة جديدة لدى الإدارة الأميركية بأن السلام (والديمقراطية) في الشرق الأوسط لا يفرضان فرضا على شعوبه وحكوماته.
في الواقع لم يكن هذا «النأي بالنفس» من قبل البيت الأبيض منفصلا عن المنحى الجديد للاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط، بعد الأخطاء والكوارث التي زج الرئيس بوش بلاده فيها، وكانت أبرز عناوينها الانسحاب من العراق وتحديد موعد للانسحاب من أفغانستان، والتوقف عن التدخل العسكري في الخارج، ومحاربة الإرهاب بأساليب جديدة (التصفيات الجوية والمخابراتية). وجاء «الربيع العربي» ليكشف أكثر فأكثر عن هذه «الانعزالية الأميركية الجديدة» التي لم تجد واشنطن في تبنيها أي إحراج من جراء الانتقال من تعاونها مع الأنظمة السلطوية العربية التي أسقطتها الشعوب، إلى إعلان استعدادها للتعاون مع الأنظمة الحاكمة الجديدة، إسلاموية كانت أم نيوديمقراطية. لا سيما أن هذه الحكومات لم تبرز عملية السلام أو القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماتها.
إن السلام الحقيقي في الشرق الأوسط يخدم المصالح الأميركية والأوروبية بل والعالم أجمع. رغم أن أهميته النفطية تراجعت مؤخرا بعد الاكتشافات النفطية والغازية الجديدة في الولايات المتحدة والتي تجعل منها دولة مصدرة لمصادر الطاقة هذه، لا مستوردة. ونظرا أيضا لبروز صراعات في المنطقة غطت على الصراع العربي - الإسرائيلي ونعني الصراعين الإيراني - العربي والسني - الشيعي. وأيضا لأن العالم العربي، بعد الربيع العربي، دخل في دوامة من النزاعات والتجاذبات والتمزق، تغني إسرائيل وغير إسرائيل، عن التدخل في شؤونه و«اكتفاء شر» حكامه. ويجب ألا ننسى الحرب الأهلية في سوريا التي امتزجت بحرب باردة جديدة بين الشرق والغرب وبالمشروع النووي الإيراني.
بعض المحللين السياسيين باتوا مقتنعين بأن الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط، بعد الربيع العربي وتعثره على أبواب دمشق، باتت مرهونة بصفقتين شاملتين: مع روسيا ومع إيران، بالإضافة إلى ما توصل إليه حكام إسرائيل من قناعات سياسية مصيرية. فإسرائيل لم تكن يوما - وبسبب الحالة النزاعية العربية - أقدر على إقناع واشنطن بمصلحتهما المشتركة، مما هي عليه اليوم. ولا كانت الولايات المتحدة مطلقة اليدين في تقرير سياستها مثلما هي اليوم بعد أن بعثر الربيع العربي صفوف العرب والمسلمين وعلق المصير العربي على علامات استفهام كبيرة.
إن الملف الساخن في الشرق الأوسط لم يعد قضية السلام بين العرب وإسرائيل، بل مآل الحرب الأهلية في سوريا. وقد يكون من الصعب على واشنطن التدخل عسكريا مباشرة أو عبر حلف الناتو كما فعلت في البوسنة أو ليبيا، وقد تجد طرقا أخرى للضغط على النظام السوري أو لدعم الثوار. ولكن من الصعب جدا عليها وعلى الغرب الوقوف مكتوفي الأيدي أمام تحقق مشروع الهلال الإيراني - الشيعي - النووي الممتد من باكستان إلى لبنان. اللهم إلا إذا نجحت إسرائيل في إقناع واشنطن بأن مصلحتهما المشتركة تقضي بترك العرب والمسلمين يتقاتلون شيعة وسنة، عربا وفرسا وأكرادا وأتراكا، والاكتفاء ظاهرا بالحياد والنأي بالنفس، وسرا بالنفخ على مكامن وأسباب الفروقات والنزاعات بينهم.
إن أي حل سياسي يوقف سفك الدماء وهدر ثروات وطاقات الشعوب والدول العربية والإسلامية، يبقى أفضل من استمرار انزلاقها على منحدر مجهول القرار. ولكن هل توصلت واشنطن إلى تصور هذا الحل؟ وهل هي مستعدة لفرضه على الأطراف المتنازعة ولإقناع العواصم الكبرى ودول المنطقة وإسرائيل خصوصا بتبنيه؟ أم أنها ستتركها تحطم بعضها البعض، اليوم في سوريا، وغدا في بلد عربي آخر؟
إن الرئيس الأميركي سوف يجدد في تل أبيب دعم بلاده المطلق لسلامة إسرائيل وأمنها. كما سيطمئن الأردن على دعمه لسياسته. وسيطمئن الرئيس الفلسطيني على دعمه لحقوق الشعب الفلسطيني في وطن ودولة. ويعد الحكم المصري الجديد بالمساعدة. وكل هذه الوعود ليست جديدة. أما ما تطلبه هذه العواصم منه، فشيء آخر أو أكثر. شيء لا يريد أو لا يستطيع تقديمه.
لا أهلاً ولا سهلاً بزيارة أوباما
بقلم: عليان عليان عن السبيل الأردنية
يستعدّ أبناء شعبنا الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة استقبال الرئيس الأميركي باراك أوباما، بطريقتهم الخاصة وعلى نحو مختلف، عن الاستقبال الرسمي له في رام الله، استقبال يليق به كراع للإرهاب الإسرائيلي وداعم له.
استقبال بصيغة الهبة الشعبية، ضد السياسات الأمريكية الامبريالية المنحازة، بكل صلف ووقاحة للسياسات الإسرائيلية، وضد نهج إدارة أوباما التي تستقبل الصفعات اليهودية لها بمزيد من التودد والدعم العسكري والمادي والسياسي لـ"إسرائيل".
واللافت للنظر أنّ هناك علاقة طردية بين التوسع الاستيطاني وبين الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني، فكلما زاد منسوب الاستيطان والصلف الإسرائيلي حيال ما يسمى بالعملية السياسية زاد الدعم الأميركي لـ"إسرائيل"، في حين تستريح العواصم العربية وتطرب آذان الرسميات العربية لتصريحات الناطق باسم الإدارة بأنّ "عمليات الاستيطان تضرّ بعملية السلام"!
ولا يتّسع المجال هنا للتوقف بشكل مفصل حول العلاقة الطردية بين الاستيطان والدعم الأمريكي اللامحدود منذ انطلاق مؤتمر مدريد عام 1991، مروراً بأوسلو، وواي ريفر، وخارطة الطريق، وأنابوليس، وما بعد أنابوليس.
ولإنعاش الذاكرة نذكر ببعض المواقف لإدارة أوباما:
أولاً: أنّ أوباما في السنتين الأخيرتين من ولايته الأولى انقلب على نفسه، فبعد أن كان يطالب بوقف الاستيطان في الضفة والقدس كمدخل لإنجاح "ما يسمى" بالعملية السياسية بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين"، راح يتراجع وبشكل ذليل عن هذا المطلب، وراح يضغط على الجانب الفلسطيني بأن يعود للمفاوضات بعيداً عن شروط وقف الاستيطان، وتحديد مرجعية خاصة بالعودة إلى حدود 1967.
ثانياً: أنّ أوباما لم يحرّك ساكنا عندما استقبل نتنياهو نائبه جوزف بايدن في القدس عام 2010 بالإعلان عن بناء 1500 وحدة استيطانية في ما يسمى بـ"حي شلومو" في القدس الشرقية، ولم يحرّك ساكنا في الأشهر الأخيرة من فترة رئاسته الأولى بشأن إقدام حكومة نتنياهو على بناء ما يزيد عن عشرة آلاف وحدة استيطانية في القدس وعموم الضفة الغربية.
ثالثاً: أنّ هذه الإدارة أفشلت مشروع قرار في مجلس الأمن في كانون أول من العام الماضي يقضي بوقف الاستيطان وبإدانة "إسرائيل" جراء استمرارها في زرع الضفة الغربية والقدس بالمستوطنات.
رابعاً: أنّها وقفت موقفاً داعماً للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في تشرين ثان الماضي، ما يذكّر بموقفها الداعم للعدوان على القطاع نهاية عام 2008، والمؤيد بقوة لاستمرار حصار القطاع والذي ضغط على العديد من الدول بشأن عدم التصويت لصالح تقرير غولدستون في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
خامساً: أنّ إدارة أوباما أفشلت بضغوطها على بعض الدول في مجلس الأمن عام 2011 إمكانية توفير النصاب القانوني في المجلس للتصويت على أن تكون فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.
سادساً: أنّ هذه الإدارة فقدت أعصابها وتوعّدت بالويل والثبور لمنظمة التحرير وللسلطة الفلسطينية وهددت بقطع المساعدات المالية عنها عندما توجّهت للجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين ثان من العام الماضي من أجل طرح موضوع حصول فلسطين على صفة "دولة غير عضو"، حيث مارست ضغوطاً هائلة على العديد من الدول لإفشال التوجه الفلسطيني.
سابعاً: أنّ إدارة أوباما في ولايتها الرئاسية الثانية، تعمل على إفشال المصالحة الفلسطينية وإفشال تشكيل حكومة فلسطينية تحت ذريعة أنّ "حركة حماس" غير ملتزمة ببنود خارطة الطريق وعملية السلام عموماً، متجاهلةً عن عمد حقيقة أنّ "إسرائيل" أفشلت عملية أوسلو، على سوءتها، وأنّها لم تلتزم بما هو مطلوب منها في "خطة خارطة الطريق" ولا بخارطة أنابوليس، وترفض بالكامل قرارات الشرعية الدولية، وألقت بمبادرة السلام العربية في سلة القاذورات.
وأخيراً وليس آخراً، يأتي أوباما إلى المنطقة خالي الوفاض معلناً أنّه لا يحمل أيّة مبادرة، وأنّ زيارته ذات طابع استكشافي وكأنه وكما يقول المثل الفلسطيني "غايب طوشة" وبحاجة لاستكشاف الأوضاع، وكأنه لا يعرف برنامج نتنياهو السابق ولا برنامجه اللاحق، ولا يعرف تفاصيل ما جرى ويجري بشأن موقف الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيال ملفات القدس والمستوطنات واللاجئين، والتي خبرها جيداً على امتداد فترته الرئاسية الأولى.
ما يجب قوله، أنّ زيارته لرام الله لا تعدو كونها زيارة علاقات عامة وليس أكثر، وأنّ زيارته لـ"إسرائيل" تستهدف توفير كل سبل الدعم لها.
وقد حرص أوباما عشية الزيارة على الإعلان بأنّه سيؤكّد على دعمه القوي لـ"إسرائيل" وأنّه سيطمئنها، من خلال هذا الدعم بموقف الولايات المتحدة القوي، ضد البرنامج النووي الإيراني وتجديد الالتزام، بالوقوف إلى جانب "إسرائيل" في مواجهة إيران.
خلاصةً، فإنّ أهداف الزيارة تكمن فيما يلي:
أولاً: دعم "إسرائيل" مادياً وعسكرياً وسياسياً، والتكيف والتنسيق مع مواقفها حيال مختلف القضايا المتعلقة بالشق الفلسطيني والإيراني والسوري، حيث تشير تقارير متسربة عن الزيارة إلى أنّ أوباما بصدد الاستجابة لمطلب الكونجرس الأمريكي بتزويد "إسرائيل" بمبلغ 3,1 مليار دولار، لعام 2013 فقط لتمويل القبة الحديدية.
ولعلّ ما جاء في تصريح نائب مستشار الاتصالات الإستراتيجية الأمريكية بن رودس بأنّ "مواقف أوباما في فترة رئاسته الثانية بخصوص الشرق الأوسط ستكون حاسمة، وخاصةً كيفية ضمان أمن إسرائيل في منطقة جوار خطرة جداً"، يزيل أيّة غشاوة عن عيون البعض الذين لا زالوا يراهنون على أوباما في ولايته الرئاسية الثانية.
ثانياً: أنّ أوباما يريد إعادة الود والوصال الذي انقطع بين الحزب الديمقراطي وحكومة نتنياهو إبان حملة الانتخابات الأميركية الرئاسية الأخيرة، جراء انحياز نتنياهو لمرشح الرئاسة الجمهوري ميت رومني.
ثالثاً: رفع العزلة الدولية عن "إسرائيل" التي تفاعلت وتكرّست جراء العدوان الأخير على غزة، وإبان التصويت على قبول فلسطين "دولة غير عضو" في الأمم المتحدة، حين وقف نتنياهو مدحوراً مذموماً في ردهات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
أوباما هنا... فما الجديد؟
بقلم: بهجت قرني عن الاتحاد الإماراتية
تتأهب المنطقة هذا الأسبوع لزيارة يقوم بها أوباما، وهي الأولى في مدة رئاسته الثانية والأخيرة، فما هو الجديد؟
بدايةً، يجب أن نلاحظ أن موضوع الشرق الأوسط لم يحظ باهتمام كبير أثناء حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، سواء من جانب الجمهوري رومني أو حتى من جانب أوباما نفسه، بل إن أوباما في خطاب تدشين مدة رئاسته الثانية، لم يذكر الكثير عن الشرق الأوسط، وقد جاء ذكر فلسطين مرة واحدة، بينما تم ذكر إسرائيل مرتين، وقد يكون هذا انعكاساً لاهتمام الناخب الأميركي أكثر فأكثر بالشؤون الداخلية على حساب القضايا الخارجية، وخاصةً موضوعات مثل البطالة، والتعليم، والتأمين الصحي... لكن هذا التهميش لمنطقة الشرق الأوسط قد يكون إنعكاساً لشيء أهم في الواقع وأخطر في مجال سياسة أميركا الخارجية، ولعله الملل من هذه المنطقة ومشاكلها التي بذلَتْ فيها جهداً كبيراً، لكن دون أن تحرز نتائج تُذكر. فقد كرر لي أحد العارفين بشؤون الإدارة الأميركية والمطلعين على بعض خفاياها منذ وقت طويل، أن واشنطن تعيد حساباتها في المنطقة حالياً، فهي ترى أن هذه المنطقة -من كارثة حرب العراق إلى الفشل في إحراز أي تقدم في النزاع العربي الإسرائيلي، ثم تصاعد الموقف المعقد في سوريا- تكلف الولايات المتحدة الكثير مادياً ومعنوياً، لكن دون نتائج تساوي هذه الأعباء، بينما الأمر يختلف كثيراً بالنسبة للجهود الأميركية في آسيا مثلاً، حتى بدون الدخول في تفاصيل المنافسة مع العملاق الصيني.
والسؤال إذن: هل سينتهي الأمر بواشنطن إلى أن تقلل من تركيزها على الشرق الأوسط، ومن ثم نجد مناطق جغرافية أخرى تحظى بالأولوية في أجندة الولايات المتحدة الخارجية؟ سؤال قد يكون من المهم لبنوك التفكير ومراكز البحث عندنا أن تدرسه وتحلل احتمالاته المختلفة حتى نستعد للمستقبل.
وبالنسبة للحاضر، يصل أوباما إذن هذه الأيام ليركز أساساً على الصراع العربي الإسرائيلي، لكنه ومعاونيه يعرفون جيداً أن المنطقة نفسها تغيرت نتيجةً لما عرف في حينه بـ«الربيع العربي»، والذي يصبح أكثر دموية كل يوم، وهذا يفرض على واشنطن ضرورة التكيف مع وضع سياسي واجتماعي جديد في المنطقة، وأخص بالذكر عاملين:
1- يشعر الكثير من الإسرائيليين أن الشارع العربي الآن مشغول بهمومه الداخلية والآنية، من القتل والتدمير في سوريا إلى التخبط وحتى الفوضى في مصر، وبالتالي يكون الفلسطينيون بمفردهم، مما يعطي الفرصة لليمين الإسرائيلي لرفض أي طلبات من واشنطن حول ما يسمى «تنازلات»، بل إن القادة الإسرائيليين يودون إهمال النقاش حول القضية الفلسطينية والكلام أكثر عن «الخطر الإيراني» والضغط على واشنطن من أجل توجيه ضربة عسكرية. وباختصار شديد، وفي إطار الموقف الإقليمي الراهن، تبدو إسرائيل في موقف المسيطر والذي يأخذ زمام المبادرة وتوجيه الأمور حتى مع واشنطن. وإذا تردد الرئيس فإن جماعات الضغط الصهيونية والكونجرس جاهزان لوقف تردده.
2- الإشكالية الثانية التي تواجه واشنطن حالياً وتفرض نفسها أكثر فأكثر هي عوامل عدم الاستقرار، داخل بعض الدول الرئيسية وأيضاً على المستوى الإقليمي، وبالطبع فإن الناحيتين الداخلية والإقليمية مرتبطتان، فمثلاً استمرار الفوضى في مصر واقتراب شبح الخراب وسقوط الدولة ستكون له بالطبع عواقب إقليمية وخيمة، كما أن سقوط نظام الأسد في سوريا ستكون له نتائج واضحة على نمط التحالفات في المنطقة ومكانة كل من إيران و«حزب الله» في لبنان وخارجه.
ولمواجهة مشاكل عدم الاستقرار هذه ومحاولة التحكم فيها، يبدو أن واشنطن غيّرت من سياستها تجاه الإسلاميين، فبدلاً من وضعهم كلهم في سلة واحدة تحت مسمى «الإرهاب»، فإنها تقوم الآن بالتمييز بين «الإسلاميين الشريرين» مثل «حزب الله» و«حماس» و«الإسلاميين الطيبين» الذين يمكن التعامل معهم وحتى إقامة شراكة فعلية، مثل «حزب النهضة» في تونس و«الحرية والعدالة» في مصر.
ورغم أن ذلك التمييز يعد تغيراً جديداً في سياسة واشنطن الخارجية بعد «الربيع العربي»، إلا أن معايير التمييز والتفرقة بين ذينك الصنفين من الإسلاميين، ليست واضحة بالمرة، ويبدو أن احترام اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدات السلام مع إسرائيل تأتي في المقدمة، بل تلغي كل ما عداها من اعتبارات أخرى، فليس هناك حديث مثلاً في هذه التفرقة عن توجه هذه الجماعات نحو حقوق الإنسان، أو تقييم سياساتها الاقتصادية، أو حتى قدراتها على الحكم.
يأتي أوباما إذن إلى المنطقة وهي جد مختلفة عما رآه عندما ألقى خطابه التاريخي في جامعة القاهرة في يونيو عام 2009، وهذا يفرض على واشنطن تقديم سياسة جديدة، فهل ستنجح؟
إلى عمنا الأميركي..!
بقلم: محمد الوشيحي عن الوطن القطرية
سؤال بحجم الأرض وأكبر: «هل يعتقد المسؤول العربي الفاشل في أي دولة عربية فاشلة، أن الناس ستصدق تصريحاته، وستقتنع أنه بالفعل يسهر على خدمة الشعب، كما يدعي، وأنه يسعى إلى بسط العدل واحترام حرية الرأي والنهوض بالدولة وبالمجتمع و.. و.. و..، في حين يفعل هو العكس؟»، طيب سؤال آخر بصيغة أخرى: «هل يحرص فعلاً على أن يصدقه الناس؟»، وهل يصدّق نفسه أم أنه بعد أن يلقي تصريحه يضحك في داخله على عبط الشعب، أو استعباطهم خوفاً، ويكافئ نفسه بعصير الفراولة التركية؟
أقول هذا الكلام، وأرغي هذا الرغي، بعد كل هذه الثورة التكنولوجية المجنونة، وبعد أن أصبح الناس يطّلعون على ما يحدث في بلاد «الهنود الحمر» في غرب الأرض و«الهنود السمر» في شرق الأرض، في لحظة حدوثها.
ورحم الله «مجلة العربي» ورحم أيامها، فقد وقع في يدي عدد قديم منها عبارة عن ترجمة لكتاب صدر في سبعينيات القرن الماضي، لكاتب أميركي منبهر بما توصلت إليه التكنولوجيا في ذلك الوقت، ويتحدث بدهشة عن الكمبيوتر والفيديو وعن إمكانية إيصال الكمبيوتر بشاشة التليفزيون، وتكاد تسمع، وأنت تقرأ، صوت الكاتب وهو يصرخ ذهولاً «واااو»! وأظنه اليوم، إن كان أنفه ما زال يزفر وقلبه ما زال ينبض، يقرأ ما كتب ويضحك حتى يستلقي على ظهره، ويتقلب على الأرض بهستيريا لشدة الضحك، بعد هذا التطور التكنولوجي المجنون! ورحمه الله إن كان من بين الذين لوحوا للدنيا بأيديهم تلويحة الوداع وغادروها بمثل ما استقبلوا به من حفاوة وتكريم، قبل أن يسمع ببرنامج «يوتيوب» و«كيك» و«تويتر» و«فيس بوك» وبقية العائلة الكريمة.
كان الكاتب يؤكد على أن الفيديو والكمبيوتر، في نسخته في ذلك الوقت، قد اختصرا العالم وضيّقا الكون، وكان يرى أن هذين الاختراعين، إضافة إلى توصيل الكمبيوتر بالتليفزيون، كفيلة بدفع الناس إلى المكاشفة والمصارحة وعدم الخداع، وكفيلة بتطور الدول وتقليد بعضها البعض! وله أقول: «يا عمنا الأميركي الأحمر، سحقاً لك ثلاثاً إحداها بالتراب، ألا تعلم أن العربان رغم كل هذه القنوات الفضائية وكل هذا التطور في الإنترنت وكل هذا الانفتاح لم يتقدموا قيد أنملة ولم يتغيروا قيد عنكبوتة.
تـــسألني ليش؟ لأنهم قوم يرون أن لهم خصـــــوصية، وأن هذه الخصوصية يمكن أن تعــــــزلهم عن العالم، وتعزل العالم عنهم، لــــــذا يذهب المسؤول الأوروبي أو الأميركي أو الياباني إلى اجتماعاتهم، يحمل كل منهم حقيبته في يده، ويدخل القاعة منفرداً بلا حرس ولا جرس ولا خدم ولا حشم، ويخرج فيتحدث لوسائل الإعلام عن فحوى الاجتماع وما تم تحقيقه وما هي العقبات والموانع التي أعاقت تحقيق بعض النقاط (توحيد العملة الأوروبية مثلاً)... في حين يدخل المسؤول العربي إلى القاعة وحوله جموع تدك الأرض دكاً، وخدم وحشم، وذاك يحمل الحقيبة، وذياك مهمته فسح الطريق، والرابع والخامس والعاشر والخمسون و..و..و..، وليلة طويلة لا آخر لها، ثم يخرج لوسائل الإعلام مبتسماً منشكحاً بكل ما أوتي، ليعلن أن «الدنيا ربيع والجو بديع»، فتحمل بعض الصحف المباخر، وتحمل بعض الفضائيات الصاجات، وهات يا رقص، وهات يا غناء، في استهتار لا مثيل له بعقلية المواطن المغلوب على أمره.
وفي اللحظة عينها تظهر وسائل الإعلام الغربية لتكشف حقيقة الاجتماع العربي، وتكذّب كل ما ذكره المسؤولون العرب، فلا يخجل أحد ولا يتراجع عن تصريحه أحد.
وآه يا عرب، وآه يا تكنولوجيا، وآه يا عمنا الأميركي «اللي على نياته».
المصالحة الفلسطينية
بقلم: عبد الله محمد القاق عن الزمان العراقية
استبشر الكثيرون منذ حوالي ستة شهور او ينوف عن ذلك خيرا بان المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس والفصائل الاخرى كانت قاب قوسين او ادنى من ذلك الا ان كل الدلائل تشير الى توقف هذه الجهود في المرحلة الراهنة والتي اوضح اسبابها رمضان شلح زعيم الجهاد الاسلامي عندما قال ان كلمة واحدة ادت الى وقف جهود المصالحة وهي المفاوضات وهذا يعني ان الرئاسة الفلسطينية ما زالت تراهن على ان المفاوضات مع اسرائيل هي الطريق الاسلم لحل الدولتين ووقف الاستيطان، في حين ان اسرائيل ترغب في اجراء المفاوضات مع الاستمرار في بناء الاستيطان والتغاضي عن قضية اللاجئين الفلسطينيين والاعتراف بالدولة اليهودية.
ولعل اقدام اسرائيل على اعتقال قادة حماس في الضفة الغربية وتوتير الاجواء في بعض المناطق ومنها نابلس والخليل وجنين وغيرها يدل بصورة قاطعة على انها تريد افساد المساعي التي بذلها الرئيس المصري محمد مرسي لانهاء الخلاف بين الفلسطينيين وبدء مصالحة ناجزة كما وان تنصل اسرائيل من اتفاق عقده الرئيس المصري مع الجانب الاسرائيلي في شأن اطلاق سراح مجموعة اخرى من الاسرى مقابل اطلاق سراح شاليط الذي اسره الحمساويون منذ فترة اسهم هذا النكوث بالوعود الاسرائيلية على قضايا عديدة منها مسألة المصالحة فضلا عن استمرار حملات الاعتقالات الاسرائيلية على المدنيين الفلسطينيين وهدم منازلهم ومصادرة ممتلكاتهم وتجريف الاراضي واعتقال مجموعة من الاطفال مؤخرا بحجة رشقهم قوات الاحتلال بالحجارة.
لقد تفاءلنا خيرا عندما اعلن الرئيس الفلسطيني عن انتهاء الاستعدادات في الضفة والقطاع لبدء عملية تسجيل وتحديث سجل الناخبين الفلسطينيين وتوفير كل وسائل الدعم لهذه العملية غير ان مشكلات عديدة حالت دون ذلك منها تقول حركة حماس اقدام اسرائيل على اعتقال حوالي عشرين قياديا من حماس من الضفة الغربية بغية ايجاد حالة من الارباك والفوضى وخلط الاوراق في الساحة الفلسطينية وتخريب جهود المصالحة الامر الذي يتطلب من السلطة العمل على اعادة تفعيل المجلس التشريعي المتوقفة اعماله منذ الانقسام الفلسطيني عام 2007.
والواقع ان زيارة الرئيس الامريكي اوباما الى كل من اسرائيل والسلطة الفلسطينية سوف تكون استطلاعية ولن يتسنى للرئيس الخوض بحديث مستفيض حول قضايا جوهرية تتعلق بحل الدولتين لكن كما ذكرت الانباء الواردة من واشنطن ان الادارة الامريكية ستوجه تنبيهات الى السلطة بعدم اشراك حماس في اية حكومة فلسطينية مقبلة حتى لا تخسر المساعدات التي تقدم اليها سنويا والبالغة حوالي 800 مليون دولار. ان سعي الولايات المتحدة لوضع العراقيل امام اية مصالحة هو من اجل تحقيق اهداف اسرائيل بتوسع وقضم الاراضي واستمرار نهج الاحتلال الرامي الى مزيد من الاعتقالات لقيادات الشعب الفلسطيني عبر كوادره المختلفة… ونتساءل اذا كانت امريكا توافق على حكومة اسرائيل جديدة تضم ليبرمان الفاشي والمتغطرس وغيره من احزاب اليمين في حكومة نتنياهو الجديدة فكيف ترفض حكومة فلسطينية تكون احد مكوناتها حماس الحركة الكبيرة لدى الشعب الفلسطيني؟ فلماذا تكيل الولايات المتحدة الامريكية بمكيالين؟ ام انها تريد ابداء حسن النوايا لاسرائيل عن طريق استمرار الاعلان عن دعمها لها وتوجهاتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني او العربي؟
الاتحاد الاوربي مطالب بممارسة الضغط على حكومة الاحتلال الجديدة لارغامها على عدم التدخل في الشأن الفلسطيني لتنفيذ عملية المصالحة وكذلك مطالبتها بوقف عدوانها التوسعي الاستيطاني الاستعماري على الاراضي الفلسطينية والسطو والقرصنة على المقدرات الوطنية للشعب الفلسطيني باحتجاز الرسوم والضرائب المستحقة لها.. فضلا عن وضع نهاية لمواقف اسرائيل المتغطرسة تجاه الفلسطينيين خاصة بعد الانتصار الذي حققته القيادة الفلسطينية من نصر سياسي في الامم المتحدة ونيل والاعتراف بدولة فلسطين، آخذين في الاعتبار حجم المخاطر التي تواجهها القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني في ضوء هذا الانقسام والذي يجب العمل على انهائه بغية انجاز ملف المصالحة ووضع نهاية لهذا الوضع الفلسطيني تلبية للمصالح العربية والقومية بدرجة رئيسية ولتفويت الفرصة وقطع الطريق امام مشاريع الاحتلال الصهيوني الهادفة الى تقويض مشروع قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
فالمطلوب بالمرحلة الحالية من السلطة الفلسطينية والفصائل المختلفة الاسراع في ارساء اسس وملامح استراتيجية المواجهة والصراع مع الاحتلال وقطع الطريق على مخططات التهويد والاستيطان التي تحاول تهويد القدس وابتلاع ما تبقى من الارض، وابداء قدر اكبر من التعاون لتحقيق المصالحة الفلسطينية التي تبخرت اخبارها في المرحلة الاخيرة وبدأت وسائل الاعلام في اطلاق الاتهامات حول اسباب وفشل هذا التأخر في تحقيق هذا الانجاز الفلسطيني.
المطلوب في المرحلة الراهنة والتي تسعى اسرائيل والولايات المتحدة الى تفشيل المصالح باعتقالها ابناء الشعب الفلسطيني في الضفة في ظل صمت عربي وتواطؤ اوربي وامريكي حيث يعتبرون ان لا اهمية لحياة الانسان الفلسطيني وحريته وأمنه واستقراره وان حريته ملك للعنصري الاسرائيلي.
الامل كبير في قمة الدوحة لكي تكون اجتماعاتها فاعلة بغية تجسيد جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية في اقرب وقت ممكن لمواجهة كل التحديات الراهنة.
حذار من الحروب الأهلية لأنه مشروع 'إسرائيل الكبرى !'
بقلم: محمد صلاح حقي عن القدس العربي
عندما إندلعت ثورات الربيع العربي، نعم الربيع العربي، رغم تشكيك البعض في كونها ثورات استبشرنا خيرا بالقضاء على الديكتاتوريات ودخولنا عالم الديمقراطيات الذي اكتشفنا بالقراءة عنه في كتب التاريخ وعاد الينا حلم الوحدة العربية من جديد بعد ما قسمها مشروع 'سايكس بيكو' بمباركة دولية خدمة للابن المدلل ما يسمى باسرائيل، ولكن سرعان ما تبخر الحلم، خاصة عندما اندلعت ثورتا مصر، وبالأخص سورية، حيث برزت الطائفية والمذهبية بفعل أطراف خارجية أرادت أن تحيد مسار الثورة من الاطاحة بالأنظمة العميلة واحلال محلها أنظمة وطنية بأتم معنى الكلمة، واستغلت الاختلافات الدينية في كل من مصر (الاقباط والمسلمين) وسورية (الشيعة اي العلويين والسنة) وبكل بساطة لم تطرح المسألة في تونس وليبيا، نظرا لعدم وجود الظاهرة بحدة في هذين البلدين، فحتى مسألة اليهود في تونس لم تطرح، رغم محاولة البعض تحريكها وكذلك الشأن بالنسبة لمسألة الأمازيع في كلا البلدين، ورغم ذلك حاولت هذه الأطراف الخارجية بمساعدة أطراف داخلية في كل من تونس وليبيا تحريك المسألة الجهوية أو القبلية، ولكن مشروعهم باء بالفشل فاتجهت أنظارهم الى سورية بالأساس باعتبار أن مشروعهم حتى في مصر لم يجد التأثير المطلوب لأن سورية مجال خصب باعتبار تمسك العائلة الأسدية ذات الطابع العلوي الشيعي بالكرسي، والتي حاولت توظيف هذه المسألة لتبرير ما تقوم به من مجازر في حق الشعب السوري الذي ثار ضد الطغيان لا ضد مذهب الشيعة ومحاربة الارهاب وحتى يستطيع وصف الثوار الأحرار بالعصابات والمخربين.
واستطاع النظام في سورية أن يقنع العالم بأن المسألة في سورية لا تتعلق باسقاط نظام، كما هو الحال في بلدان الربيع العربي، بل هو مجرد صراع مذهبي، وهذا ما أطال في عمر النظام الى اليوم وبقطع النظر عن مدى صحّة هذا الرّأي أو خطئه فإن الغرب يذكي هذه الأكذوبة، رغم أنه يعلم أنها أكذوبة ويدرك جيدا أنه لا وجود لصراع مذهبي في سورية، وذلك من أجل إقناع الشعوب متنوعة المذاهب أن الصراع في المنطقة هو صراع مذهبي، وذلك لتقسيم البلدان العربية من جديد، لكن هذه المرة على أساس مذهبي طائفي فنكون بذلك أمام 'سايكس بيكو' جديد على هوى الغربيين وقسم الغرب بعضهم الى قسمين في إطار تبادل الأدوار طرف مساند لبقاء الأسد وآخر مساند للثورا وشجعوا الأسد على التمسك بالحكم واقتراف مزيد من المجازر لتبرير تدخلهم في ما بعد في الأراضي السورية وتمرير مشروعهم التقسيمي الاستعماري خدمة لـ'اسرائيل'، طبعا التي ترغب في تفتيت الوطن العربي خاصة بعد ظهور الأصوات المنادية بالوحدة العربية بعد اندلاع الثورات العربية المجيدة، والغريب أن هناك من صدقهم في هذه الأكذوبة من الشعوب العربية وظلوا يدمرون سورية بأياد سورية وتحقيق حلم الكيان الصهيوني بالقضاء على البنية التحتية والعسكرية لدول منطقة الطوق والحدود حتى ينفرد بالقرار وينطلق في مشروع اقامة ما يسمى باسرائيل الكبرى بعد أن تخلص من القوة العراقية، فعلى العرب والسوريين بالذات أن يدركوا هذا الخطر، وأن يضعوا نصب أعينهم أن اسرائيل ان احتلت سورية فهي لن تفرق بين شيعي علوي وسني ولن ينفع ساعتها الندم.
شيطنة المقاومة الفلسطينية في مصر لمصلحة من؟
بقلم: عبد الغني بلقيروس ( كاتب وباحث جزائري) عن القدس العربي
تشن بعض وسائل الإعلام المصرية المكتوبة والفضائية حملة إعلامية مركزة لتسويد صورة المقاومة الفلسطينية عن طريق اتهام قيادات في كتائب القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة ـ حماس ـ باستهداف الجنود المصريين في عملية رفح الإجرامية العام الماضي والذي قتل فيه 16 جنديا مصريا.
وإن كنا اعتدنا بعض الرشقات الإعلامية بين الفينة والأخرى خاصة من جانب الإعلام 'الامريكاني'، إلا أن حجم الحملة ونوعية التهم اتخذت هذه المرة نسقا غير مسبوق، يؤشر إلى أن أياد فاعلة محليا ودوليا تقف وراءها.
ولا يجادل منصف في الالتحام الروحي العميق ولا في الروح القومية الأصيلة للشعب المصري تجاه فلسطين والفلسطينيين، والتي تجسدت عيانا في مختلف مراحل الصراع مع العدو الصهيوني منذ ثورة 1936 مرورا بعدوان 1956 و حرب 1967 وانتصار أكتوبر 1973 وصولا إلى الأحداث المفصلية التي عرفتها القضية الفلسطينية إبان انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى والعدوان البربري المتتالي على غزة.
ولم تزد اتفاقية كامب ديفيد المصريين إلا ارتباطا بقضيتهم القومية الأولى، فكانت المقاطعة الساحقة لكل ما هو صهيوني رغم المغريات التي لم يسقط في حمأتها إلا بعض الإعلاميين الموتورين والقليل من الفنانين المغمورين، وقد نشرت بعض وسائل الإعلام الصهيونية قائمة لبعض هؤلاء ممن يخضعون برعاية وترويج الاستخبارات الصهيونية، لأطروحاتهم المتماهية مع الأطروحات الصهيونية إن لم تكن الأخيرة مصدرها الرئيس، ولم يكن من قبيل المفاجأة أن يقود الحملة الشرسة الجديدة على المقاومة الفلسطينية بعض من بقي حيا من تلك الأسماء، أضيف لهم تلامذة جدد تدربوا على المهمات القذرة في عهد النظام السابق.
والواضح أن هذه الأكاذيب المتهافتة ترمي لتحقيق عديد الأهداف لعل أهمها:
ـ أولها استغلال تلك الأكاذيب في الصراع السياسي الداخلي في مصر والاستقطاب الحاد بين القوى العلمانية وجماعة الإخوان الحليف التاريخي والإيديولوجي لحركة المقاومة الإسلامية بفلسطين، عبر تسويد صورة الأخوان شعبيا واتهامهم بالتواطؤ ضد الجيش المصري، والإضرار بالمصالح الوطنية عبر تحالفات إقليمية....الخ.
ـ الإضرار بمسيرة رفع الحصار التدريجي عن غزة والتي عرفت ديناميكية جديدة بعد اسقاط النظام المصري السابق، بل والدعوة لغلق شريان حياة أبناء غزة المتمثل في الأنفاق التجارية وأنفاق التسليح التي تحظى بمراقبة السلطة المتمكنة في غزة بقيادة حركة المقاومة الإسلامية.
ـ النيل من الاصطفاف الشعبي المصري الواسع خلف خيار المقاومة في مواجهة الهيمنة الاستعمارية الصهيونوـ أمريكية، والحد من الفعاليات الشعبية الداعية لإلغاء اتفاقية كامب ديفد وقطع العلاقات الدبلوماسية مع العدو الصهيوني، والتي وصلت إلى مهاجمة السفارة الصهيونية بالقاهرة وإنزال العلم من فوقها.
والغريب أنه حتى حبك قصص تورط المقاومة في الشأن الداخلي المصري والاعتداء على المفارز الأمنية والعسكرية في سيناء جاء ضعيفا بل ومتهافتا، فحماس وجناحها العسكري كتائب القسام جعلت منذ تأسيسها مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول كعقيدة ثابتة، كما حصرت العمل العسكري في الداخل الفلسطيني، حتى عبر الجبهة اللبنانية التي كانت شبه مفتوحة للمقاومة، فكيف بها تقوم بما يعاكس ذلك الثابت وينافي تلك العقيدة ، وأين؟ عبر الجبهة المصرية التي هي عمق استراتيجي في الإسناد والتمويل للمقاومة.
كما أن عملية الاعتداء على المفرزة العسكرية برفح تظهر بوضوح سذاجة مرتكبيها وبدائية تخطيطهم، فمهاجمة المفرزة المصرية والاستيلاء على الناقلة المدرعة للتوجه بها إلى مركز المراقبة الإسرائيلي في أرض مكشوفة وأمام نظر وسمع الجنود الصهاينة الذين استطاعوا بسهولة تدمير القوة المهاجمة قبل أن تخطو أمتارا معدودات في اتجاههم، تخطيط كهذا تحجم عنه حتى التنظيمات العسكرية المبتدئة فكيف بكتائب عز الدين القسام ذات التجربة العسكرية الطويلة والتي اعترف لها الخبراء العسكريون الصهاينة بالعبقرية والتفرد.
ولنعرف من وراء الجوقة الإعلامية، علينا ان نسأل من المستفيد الأول من تسويد صورة المقاومة الفلسطينية الثابتة التي لم تزحزحها عن مواقفها الحروب المدمرة ولا الحصار الإجرامي، فطبعا نجد العدو الصهيوني هو الرابح الوحيد في جر المقاومة إلى محارك جانبية، والى نزاعات داخلية مع من هم من المفترض أنهم العمق الاستراتجي والسند الطبيعي لفلسطين وللمقاومة.
كما يوجه بعض المراقبين الاتهامات للخصوم في الداخل الفلسطيني من الإطارات التنظيمية والعسكرية الهاربة من قطاع غزة بعد الحسم الحمساوي في 2007، بدورهم في فبركة بيانات واتهامات ضد قيادات حركة المقاومة الاسلامية ـ حماس ـ في غزة لفك التقارب بين السلطتين في القاهرة وغزة، ويقدر بعض المراقبين عدد تلك العناصر من العناصر السابقة في الأمن الوقائي بالخصوص بأربعة ألاف عنصر يعيش في مصر، وان كان التساوق في الأهداف والوسائل غير خفي بين أسلوب وأهداف تلك العناصر، وأسلوب وأهداف العدو الصهيوني، إلّا أنه من الصعب الجزم بالتواطؤ والتنسيق بين الطرفيين خاصة في هذه القضية. والواجب اليوم على الأقلام الحرة في مصر الشقيقة خاصة وعلى كل السياسيين النزهاء، والقوميين الخلص، أن يجهروا بالإدانة لمثل هكذا سلوك أرعن، ويبينوا للعامة من قد يعموا بمثل هكذا حملة، أن المقاومة الفلسطينية أكبر من أن توجه بنادقها إلى إخوة النضال والمصير المشترك، كما أنها أوسع نظرا من أن تستدرج لنزاعات هامشية تعطلها عن أهدافها الإستراتيجية.
وفي كل الأحوال لن تكون لمثل هذه الحملات تأثير في العمق الشعبي المصري ولن يتجاوب معها إلا نسبة قليلة من الناس ولفترة محدودة سرعان ما تنجلي لهم الحقائق ويدركوا حجم الأكاذيب التي حاولت الجهات المروجة إلصاقها بالمقاومة الطاهرة الشريفة والتي غدت أمل الأمة في الغد المشرق، غد التحرير واسترجاع المقدسات.
الإعلام المصري يقصف الفلسطينيين وذريعته سلوك «حماس»!؟
بقلم: زياد ابو شاويش عن الوطن السورية
بعد وفاة الزعيم المصري والعربي الكبير جمال عبد الناصر في الثامن والعشرين من أيلول عام 1970 الذي كان عام الحزن العربي بامتياز حين جرت مذبحة «أيلول الأسود» ضد الشعب الفلسطيني وثورته على يد النظام الأردني المدعوم في حينها من كل أطراف معسكر العدو الامبريالي الصهيوني الرجعي، ويوم كانت مصر تعد العدة لمحو آثار العدوان الغاشم على الأمة العربية عام 1967 واحتلال الكيان الصهيوني سيناء والضفة الغربية والجولان السوري وقسماً من الأرض اللبنانية، بعد ذلك رحيل زعيم الأمة بدأت السلطات المصرية في تغيير سلوكها تجاه الشعب الفلسطيني بذرائع مختلفة ولأسباب متنوعة تخدم في مجموعها رواية النظام المصري للتغطية على موقفه المتخاذل تجاه فلسطين والقضية المركزية في عهدي السادات صاحب اتفاقية العار بكامب ديفيد، وحسني مبارك الكنز الإستراتيجي للعدو الصهيوني. كان المصريون ولا زالوا ينظرون للشعب الفلسطيني باعتباره الشقيق الأقرب لهم وصاحب القضية المقدسة التي يجمع العرب (والمصريون خاصة) على اعتبارها قضيتهم المركزية وأن تحرير فلسطين والقدس هي واجب وهدف لكل حر في هذه الأمة. كان عبد الناصر يعامل الفلسطينيين كأنهم رعايا مصريون لهم جميع حقوقهم باستثناء الانتخابات وعليهم معظم واجباتهم، ويقدم لهم كل التسهيلات والامتيازات التي تعينهم على معاشهم وتنقلهم وترحالهم وتربية وتعليم أبنائهم، والتغيير النوعي الذي جرى لهم بعد النكبة الكبرى عام 1948.
مصر من الموقف القومي التقدمي الناصري إلى نقيضه
كان الزعيم المصري يعرف حق الفلسطينيين عليه وعلى مصر بعد أن خدع الزعماء العرب الشعب الفلسطيني (ومن بينهم قادة مصر وملكها الفاسد) وتركوه لقمة سائغة للمشروع الصهيوني حتى ضاعت فلسطين، وكان رحمه اللـه يشدد على أن مسؤولية هذا الضياع تنحصر في الدول العربية وقادتها في تلك الحقبة السوداء من تاريخ العرب المعاصر حين نجحت قوى الاستعمار في تفكيك الأمة ورسم حدود بين أجزائها المختلفة باسم الدولة الوطنية المستقلة وبرعاية اتفاق «سايكس – بيكو» الشهير والذي جرى تظهيره وترسيمه عربياً على يد قادة وزعماء عرب لا يمكن تصنيفهم أو وصفهم إلا بالعملاء.
كانت مصر تتعامل مع الفلسطينيين بمنطق الشقيق الأكبر وبلا منة أو استعلاء فحفظت حقوقهم الإنسانية وكرامتهم الوطنية وشدت أزرهم في مفاصل تاريخية مهمة شهدت ولادة الشخصية الوطنية الفلسطينية وتجسيدها في منظمة التحرير، كما ساندت الدور الثوري الهام الذي لعبته قوى الثورة الفلسطينية وفصائلها في الأردن وعلى الساحة اللبنانية. وباختصار كان دور مصر وسلوكها تجاه القضية والشعب الفلسطيني ينطلق من فهم قومي تقدمي انقلب إلى نقيضه بعد تولي أنور السادات الحكم في مصر وبدء حملة التحريض المنظم والمنهجي ضد الشعب الفلسطيني تمهيداً للتخلص من تبعات الالتزام بالقضية المركزية وباتجاه الانسجام والعمالة للولايات المتحدة الأميركية وسياستها في المنطقة بما في ذلك اتفاق «السلام» المهين في كامب ديفيد وما ترتب عليه من خروج مصر من معادلة الصراع العربي الصهيوني وارتهانها كدولة وتبعيتها للمحور الرجعي العربي العميل لأميركا في المنطقة.
إن هذه المقدمة ضرورية لفهم ما يجري اليوم على الساحة المصرية وخاصة وسائل إعلامها المختلفة وأقلام بعض كتابها الذين تركوا العدو الصهيوني وما يفعله في سيناء والأراضي العربية المحتلة عموماً ليسنوا خناجرهم في وجه الشعب الفلسطيني بذريعة علاقة حماس بحركة الإخوان المسلمين وبالتالي اتهام الحركة بجملة من التجاوزات والجرائم التي وقعت داخل مصر وعلى حدودها رغم أنه لا يوجد أي دليل على ما يدعوه في لوائح اتهامهم الغريبة والتي سنأتي على ذكر نماذج منها: أن عدم اتفاقنا مع حركة حماس في الشأن السياسي الفلسطيني ووجود ملاحظات لنا على مواقفها وشعاراتها سواء في العلاقات الداخلية الفلسطينية أو العربية أو حتى الدولية لا يمكن أن يشكل مبرراً أو خلفية لاستخدامها المشين كما نرى في الصراع الداخلي بجمهورية مصر العربية ومن ثم استدراج هذا الكم الهائل من التحريض والبغضاء ضد الفلسطينيين وقضيتهم.
حادثة رفح جريمة ولكن..!
إن هؤلاء الكتاب ووسائل الإعلام المصرية المنخرطة في الحملة الظالمة ضدنا تعلم تماماً أن مستوى الوعي السياسي للمصريين بالعموم وفهم الألاعيب النقابية والصراع الجاري في مصر العربية وعليها لا يشكل حصانة كافية للتفريق بين الشعب الفلسطيني ومظلوميته التاريخية وأهمية مساندته خدمة للأمن القومي المصري وبين سلوك ما، أو واقعة مفبركة أو حتى حقيقية لتنظيم فلسطيني يمارس الكفاح المسلح فوق أرضه، وبالتالي هم يعلمون أن استخدام حركة حماس ساتراً ترابياً للقصف من خلفه على شعبنا سيكون عملاً ضاراً بالثورة المصرية ومصداقية هؤلاء المدعين بالثورة التي يزعمون أن صراعهم مع الإخوان في مصر من أجل تصحيح مسارها أو استكمال أهدافها. إن المثقفين الثوريين ومعهم الوطنيين الشرفاء في جمهورية مصر العربية يعرفون الحقيقة ولا يمارسون الغوغائية والالتواء تجاه جوهر المشكلة التي تواجهها البلاد في ظل حكم الإخوان المسلمين ويدركون أنه ليس من الحكمة زج الورقة الفلسطينية في الصراع الداخلي بمصر لأن القضية الفلسطينية لا تحتمل هذا النوع من السلوك والاستخدام الانتهازي للنتائج الخطيرة والمدمرة التي تترتب على ذلك.
تحدثت في فضائية القاهرة ومع بعض الإعلاميين حين سئلت عن حادثة رفح الأليمة باعتبارها جريمة وخيانة وطنية لمن قام بها وخطط لها، لكني أكملت بأن الاتهامات التي يطلقها البعض ضد الفلسطينيين ومشاركتهم في الجريمة سواء بزعم عبورهم من الأنفاق أو من سيناء هو كلام خاطئ ولا يجوز، وتحديت بشكل علني أي مواطن أو جهة رسمية أن تثبت أن هناك جهة فلسطينية تقف وراء تلك الجريمة النكراء، وعلى ذات الفهم للمصلحة الفلسطينية والمصرية العليا وفي مواجهة العدو المشترك أوضحت أن كل الاتهامات التي تساق ضد فلسطينيين سواء من حركة حماس أو من غيرها لا أساس لها من الصحة وأن أية جهة قضائية مصرية لم تتورط في إلقاء التهم جزافاً على جماعات فلسطينية يزعم أنها شاركت أو خططت لبعض ما وقع من تجاوزات أثناء الثورة المصرية وبعد سقوط مبارك.
الهروب من سجون مبارك واطلاق الرصاص على المتظاهرين والرواية الخيالية
إن واقعة هروب المعتقلين من سجون نظام مبارك وفتح السجون لهم، كما واقعة إطلاق الرصاص على المتظاهرين في ميدان التحرير، كما الرواية الخيالية حول إرسال حماس لسبعة آلاف مسلح لدعم الإخوان في مواجهة معارضيها وأخيراً وأكثرها خطورة أن فلسطينيين مسلحين يتبعون تنظيماً جهادياً فلسطينياً تدربوا في إيران هم الذين قتلوا الجنود المصريين في رفح وهم يتناولون طعام الإفطار بشهر رمضان العام الماضي، كل تلك الوقائع لا صلة للفلسطينيين بها ولو ثبتت مشاركة نفر منهم فيها فذلك لا يمثلنا كشعب أو تنظيمات.
إنني لازلت أؤكد للجميع أن لا دليل على أي مشاركة فلسطينية من جهة معروفة أو غير معروفة في هذه التجاوزات والجرائم وعلى الإخوة الإعلاميين في مصر أن يراعوا هذا ويتوقفوا عن حملة التضليل والتحريض التي يمارسوها ضد الفلسطينيين بحسن نية أو بسوئها، سواء في إطار الصراع مع الإخوان والرئيس مرسي أو في أي إطار آخر وألا يكرروا سلوك نظام مصري سقط وثاروا عليه تجاه شعبنا.
إننا ندين كل تدخل فلسطيني في الشأن الداخلي المصري، ورؤية البعض أو علاقاتهم المميزة مع هذا الطرف أو ذاك لا تبرر لهم الانحياز العملي له أو التعبير عن ذلك بطريقة تسيء للطرف الآخر، ومع احترام حرية الرأي في قضايا الأمة وأمنها القومي وأهميته لابد من مراعاة الخصوصية الوطنية لكل قطر عربي وخاصة في ظل الحراك الراهن وعدم اتضاح معالم المستقبل سواء في مصر أو في أي دولة عربية تشهد صراعاً داخلياً على السلطة أو ثورة.
إن على حركة حماس باعتبارها الفرع الفلسطيني لحركة الأخوان المسلمين وما يثيره ذلك من حساسية لدى القوى المناهضة لفرعها المصري أن تنتبه لسلوكها العملي وعلاقاتها المصرية حتى لا تعرض نفسها وتعرض الفلسطينيين للخسارة، وهذا لا يعني أن تتخلى عن فكرها أو شعاراتها بل من أجل لجم أبواق سوف تبحث باستمرار عن ذرائع لمهاجمة الشعب الفلسطيني خدمة لمشاريع القطرية البغيضة والالتحاق بركب المطبعين مع الاحتلال وسماسرة أميركا في منطقتنا وقد باتوا معروفين للجميع.
وأخيراً لا يمكن محاسبة شعب بأكمله قياساً إلى سلوك بعض أفراده أو حتى حزباً سياسياً من أوساطه ففي كل بلد منحرفون يسيئون ويرتكبون الجرائم وليس عدلاً محاسبة الكل على ذلك. وحتى في العنوان الذي نتناوله فإن هناك حدوداً لمصر مع عديد الدول المجاورة ويمارس من خلالها التهريب والتسلل إلى آخر ما هناك من تجاوزات، فلماذا تترك تلك الحدود ويجري التركيز على حدود غزة وهي أصغرها وأكثرها انضباطاً؟ ألا يكفي الشعب الفلسطيني حصار العدو الإسرائيلي وحلفائه العرب؟ نرجو من اللـه أن ينتهي هذا القطوع المؤلم في العلاقات المصرية الفلسطينية وتعود المياه إلى مجاريها ونتوجه جميعاً لمواجهة العدو الأميركي الصهيوني الرجعي ومشروعه المدمر ولإنجاح مشروع الثورة المصرية المباركة.
هل «حماس» مُتورطة؟
بقلم: نادر بكار عن الشروق المصرية
تريد أن تكشف غموضا يكتنف أى حادث أو جريمة؟ إذن عوِّد نفسك على التفكير بالمنطق الأثير عند علماء النفس (دوافع السلوك).. مَن المستفيد من وقوع حادث رفح؟ من المستفيد من اضطراب الوضع فى مصر وخروجنا من أزمة إلى أختها فى سلسلة دوامات لا نعرف لها آخراً؟
ضع قائمة تملؤها بمن شئت؛ لكن من فضلك استثن منها غزة وحماس، ولا تسِر على درب من يريدنا أن نلغى عقولنا ونقتنع بأن حماس بعدما صار قادتها يُستقبَلون فى القاهرة استقبال الأبطال، وبعدما تنفس أهل غزة الصعداء أو كادوا بفتح المعبر ــ رغم أنه مفتوح قبل مجىء مرسى ــ ينقمون على هذه النعم مرة واحدة ويقررون معاقبة أنفسهم بأياديهم؛ ولا تنسَ من فضلك أن حماس هذه لم تكن لتقدم على فعلة ًشنعاء كهذه إبان جبروت النظام السابق واشتداد تنكيله بها.
وإذا كان توجيه الاتهامات الآن أصبح يمارس بغير تروٍّ أو تثبت فإن البعض قد يدلى بدلوه هو الآخر ويقول: وما المانع أن يكون محمد دحلان متورطاً مثلاً؟ لا سيما وقد تعددت تقارير دولية محايدة تذكر إيواء الأجهزة الأمنية المصرية محمد دحلان وبعض العناصر الخاضعة له بالولاء فى مصر أثناء احتدام معركته مع حكومة حماس، بل ليس فقط إيواء وإنما دعم وإعداد أيضاً.
من قرابة العام وجَّه لنا الصهاينة صفعة مدوية لا يزال صداها تردده الأجواء، فكلكم يذكر قتل جنودنا وقتئذ على الحدود بأيد إسرائيلية، ورغم ذلك أتى ردنا مترنحاً كالذى يتخبطه الشيطان من المسّ، إذ لم تتخذ حكومة تسيير الأعمال المصرية وقتها رداً يرقى إلى مستوى تطلعات شعبها، رغم أن الاعتداء كان صريحاً لا يقبل تأويلا أو صرفا عن معناه الفج المباشر.. وكتبت فى حينها أن التفكير فى (غزة) باعتبارها مشكلة مزمنة تجثم على أنفاسنا ونضيق بها ذرعاً أمرٌ درج عليه الكثيرون للأسف إبان عهد النظام السابق وامتد معهم حتى اللحظة الراهنة، ورغم أن (غزة) قد مثلت لإسرائيل ــ عدونا الاستراتيجى ــ خطراً خشيته كالموت أو أشد خشية، فإن نظام مبارك ألقاها لقمة سائغة للصهاينة بغير شفقة أو رحمة، وظل القطاع صامداً يئن تحت زخات الرصاص ونيران المدافع السَّنة تلو السَّنة، وعملاء الصهاينة يأبون حتى مجرد التنفيس بفتح المعابر، يعاونهم فى ذلك جوقة من الإعلاميين، صورت ما يحدث على تخومنا وكأنه غزوٌ فلسطينى لسيناء.
أرى أن (غزة) التى صُوِّرَت فى الأعوام الأخيرة خنجراً مغمداً فى خاصرتنا يمكن أن تتحول إلى عمق استراتيجى لمصر؛ فيمتد نفوذنا شرقاً بدلاً من التخندق عند آخر حدود مدن قناة السويس وكأننا لم نبرح مكاننا قبل عام 1973 بعد.. يمكننا أن نضرب عشرات العصافير بحجر واحد، لكنه حجر من رامٍ حاذق متقن، فإذا كانت مشكلة الأنفاق تؤرق مضاجعنا لأن الأمر لا يتوقف على إمداد إخواننا بالغذاء فحسب وإنما يتعدى ذلك إلى إضرار حقيقى بالوطن كتهريب البضائع والمخدرات والسلاح وغير ذلك؛ فلمَ لا نستفيد من الوضع القائم أفضل استفادة ممكنة اقتصادياً؟ يمكننا أن ننعش اقتصادنا وكذا اقتصاد قطاع غزة بأكمله إذا ما اتخذت القيادة السياسية قراراً جريئا ًبغلق كل الأنفاق وتحويل معبر رفح إلى منطقة تجارة حرة محدودة بين البلدين تزخر بصنوف السلع المصرية بدلا من اضطرار الغزاويين إلى التهريب أو إلى تعاطى بضائع الصهاينة رغماً عن أنوفهم.
«القبة الحديدية» فاشلة.. و«الباتريوت» كذلك
بقلم: اياد زيعور عن السفير البيروتية
تبالـغ «إسرائيـل» وأميركـا فـي الترويـج لفعاليـة القبـة الحديديـة و«الباتريـوت»، وتبيـن فـي الميـدان أن نسبـة نجـاح «القبـة» لا تتجـاوز الخمسـة في المئة، وفق صحيفة «هآرتس»، ونسبة نجاح «الباتريوت» في حرب الخليج هي في حدود الصفر.
بعنوان «كم صاروخاً فعلا اعترضت القبة الحديدية؟»، نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية بتاريخ 9-3-2013 مقالاً، تذكر فيه أن التحقيقات التي أجراها ثلاثة أكاديميين كبار أظهرت أن «نسبة النجاح في عمليات الاعتراض التي جرت خلال عملية عمود السحاب منخفضة جداً ولا تتجاوز نسبة الخمسة في المئة».
هذه المقالة تؤيد وجهة النظر في مقالي «القبة الحديدية: الخرافة والفراشة» الذي نشر بعد ايام من حرب غزة، والذي جادلت فيه بناء على أسس نظرية، بأن الدقة وقدرة التوقع، التي يمكن أن يؤمنها العلم، لها حدود نراها في أمثلة مثل محاولة إصابة صاروخ بصاروخ.
الكثيرون شكّكوا بهذا الطرح وبطريقة مقاربتي للموضوع. فصديقي المهندس طلال لم يوافق على فكرة استحالة إصابة صاروخ بصاروخ، ولديه سبب وجيه: لقد شاهد ذلك يحدث بأم عينه. فأثناء إقامته في الكويت خلال حرب الخليج، يروي طلال انه شاهد صاروخ «الباتريوت» يصيب صاروخ «السكود» ويدمره، كما انه شاهد حالات أخرى أخطأ «الباترويت» هدفه أو انفجر بقربه.
والواقع أن تيودوربوستول Theodore Postol، أحد الأكاديميين الذين اعتمدت عليهم مقالة «هآرتس» كان له شهادة أمام «الكونغرس» الأميركي العام 92 يؤكد فيه أن نجاح «الباتريوت» في حرب الخليج كان بالتأكيد أقل من عشرة في المئة، بل إنه من الممكن أن يكون صفراً. علماً أن معيار النجاح، بتعريف بوستول، هو القدرة على تدمير الرأس الحربي للسكود، وليس حرف مساره، وهو معيار مطاط استعملته المؤسسات العسكرية والدعائية الأميركية.
وما رآه طلال، كما يفسر بوستول، لم يكن الا الانفجار الناتج عن الصاعق التقاربي proximity fuze الذي ينفجر عند الاقتراب من الصاروخ، وهو اقتراب كاف لأذية طائرة، ولكن ليس كافياً لتدمير رأس الصاروخ، كما أشرت في مقالي السابق.
كذلك انتقد قارئ عبر تعليق تفاعلي على صفحة المقالة الاكترونية طرحي النظري، مذكراً بأن «الطريقة الأكثر انتشاراً لمقاربة الموضوع تعتمد الحل من وجهة نظر واقعية، فالعدو لا يبحث على نسبة نجاح 100 في المئة بل أن يتمكن من رفعها تدريجياً الى مستويات مقبولة، الى ان يقترب من 90 في المئة او اكثر». ويختم بأن الهدف من كلامه هو»تجنب الغرور بحجة انه نظرياً هناك استحالة نجاح القبة الحديدية، فيجب الاستمرار في ايجاد الافكار الخلاقة من اجل مواجهة اي تحسينات تطرأ عليها».
وهذا التعليق موفق، فهو يميز بين الحل اليقيني Deterministic الذي قلت باستحالته،أي الحل الذي يقارب المئة في المئة، والحل المعتمد على الاحتمالات Probabilistic، وصعوبة الإصابة، التي قلت بها في طرحي، لا تعني شيئاًَ غير ضعف الاحتمال. مما يذكر بنقطة مهمة للغاية، وهي ان العلم لا يعمل فقط في القضايا اليقينية التي يمكنه التنبؤ بها بالكامل، بل ان لديه أيضاً أدوات قوية للعمل مع الحالات التي تحكمها الاحتمالات.
وهنا علينا أن نرجع الى الحرب العالمية الثانية، لنتحدث عن علم نشأ في رحم هذه الحرب بغرض التعامل مع الاحتمالات لإيجاد افضل الحلول الممكنة، وهو فرع من الرياضيات سمي «أبحاث العمليات» (operations research). استعمل الانكليز هذا العلم على نطاق واسع، وكان له أدوار حاسمة من اختيار مكان الإنزال في «النورمندي» الى تشكيل قوافل السفن التي انقذت بريطانيا من الجوع بسبب الغواصات الألمانية.
ومؤخراً صدر كتاب رائع بعنوان (Blackett’s War) يروي قصة تحول هذا العلم من رفاهية غير مرغوبة عند قادة الحلفاء الى صانع القرارات الأهم في الحرب. ويذكر الكتاب ان هذا العلم استطاع تقليص معدل الطلقات اللازمة لإسقاط طائرة معادية من 20 ألف طلقة الى 4 آلاف طلقة فقط. وهذا المعدل يسمى «بنسبة القتل» (Kill ratio)، وهو معيار شائع لتقييم أداء الاسلحة المضادة للطائرات، ما يؤشر الى الطبيعة الاحتمالية لهذه الاسلحة.
لكن محاولة زيادة الاحتمالات ليست بدون سقف، فمثلا عندما طرحت فكرة استعمال مدفعية ثقيلة مضادة للطائرات للتصدي لصواريخ الـV2، ادت حسابات هذا العلم الى استبعاد هذا الخيار. ففي مواجهة الصواريخ التي كانت تنقض على لندن عمودياً من السماء بسرعة 4 مرات سرعة الصوت، وجد العلماء ان نسبة القتل سيئة لدرجة ان الضرر من الطلقات التي لن تنفجر لعطل يصيبها وتسقط على الارض، ستفوق أضرار الصاروخ نفسه.
وهذه الحسابات ما تزال صالحة اليوم لحد كبير. فصاروخ الـV2 النازي الذي صممه فون برون (Von Braun) هو الأب الفعلي لكل الصواريخ، بما فيها الصاروخ «ساتورن» الذي أوصل الانسان الى القمر والذي عمل عليه فون برون نفسه بعدما انتقل الى أميركا. والمثير أن الصاروخ سكود ليس إلا نسخة «مبسطة» عن الـV2 واعتمد فيها ايضاً على العلماء الألمان الذين اسرهم السوفيات بعد سقوط برلين. وعندما أوصل السوفيات القمر الصناعي «سبوتنيك» الى الفضاء، برر الاميركيون تأخرهم في السباق الى الفضاء بأن «الألمان الذين حصل عليهم الروس افضل من الألمان الذين حصلنا عليهم».
طبعاً، الذي يعرف كيف تتطور التكنولوجيا، سيدرك ان التحسن البطيء والمستمر ممكن أن يحوّل ما يبدو مستحيلا الى ممكن بعد فترة. فثلاثون سنة من التطوير على معالجات الحواسيب ادت الى ان تصغر في الحجم وتزداد في السرعة آلاف المرات. فهل يعني ان التحسين المستمر على القبة الحديدية سيؤدي الى إمكانية وصولها الى الفاعلية الكافية لتحقيق أهدافها؟ الجواب هو أن هذا احتمال جدي في حال كان العمل والتطوير من طرف واحد. وأما اذا نظرنا الى المشهد كصراع ما بين مطلق الصاروخ والمتصدي له كطرفين فاعلين ذكيين، يتبادلان الخطوات ليحسن كل واحد شروطه، فإننا سنصبح تحت إطار نظري جديد يدعى «نظرية اللعبة» (game theory)، وهو فرع من علم «أبحاث العمليات». ففي مواجهة التحسينات على القبة، اذا كان الطرف الثاني فاعلا ومنتجاً لأفكار خلاقة، فإن التدهور في فاعلية القبة سيصبح محتملا كما التحسن.
الكثير من الاعتراضات على مقالي السابق ركزت على عدم الحاجة الى هذه الجرعة الزائدة من الكلام العلمي النظري. بالنسبة للكثيرين، كل ما يريدون أن يعرفوه هو فقط اذا كانت القبة ناجحة أم فاشلة.
في الواقع، الفرق ما بين تجميع المعرفة اللازمة لاحتياج عملي محدد والمعرفة الشاملة التي تجمع «حباً في البحث ذاته» على حد تعبير هيرودوتس، هو الذي يميز ما بين مرحلة ما قبل العلم وما بعده. ففي كتابه «حكمة الغرب» (عالم المعرفة، العدد 364) يحاول برتراند راسل أن يفسر لماذا ابتدأ العلم عند اليونان، فيلاحظ انه رغم ان المصريين القدامى امتلكوا المعارف اللازمة لبناء اهرامهم وقياس حقولهم، فإنه كان علينا ان ننتظر في ثاغوروس الذي وضع القواعد الأولية للهندسة المجردة عن أي تطبيق محدد، حتى اصبح بإمكاننا الحديث عن بداية العلم.
لقد بنى البشر منذ آلاف السنين العمارات والجسور، لكن نجاح أو فشل أي بناء كان يعتمد على «شطارة» المعمار. فقط عندما صار هناك اطار نظري للعمارة، الذي هو الرياضيات الهندسية، اصبح ممكناً ان نبني هذه العمارات الحديثة التي لم يكن من الممكن تصورها من قبل، بنجاح شبه مضمون.
ثم إن أي طرح فكري، بغض النظر عن صحته، هو خطوة للأمام. فلنتذكر الجدلية الهيغلية التي استعملها هيغل لتفسير تطور الفكر. فكل فكرة مؤثرة تمر عبر ثلاث مراحل: نبدأ بطرح ما، ثم يأتي طرح مضاد، والنتيجة التي تنتج هي التوليفة بين الطرحين (Synthesis).
ليس النقاش الأكاديمي ترف لا يصلح خارج الجامعات، بل هو أقصر الطرق للحقيقة وأصلبها. فبوستول، الذي هو استاذ الفيزياء في جامعة MIT، استطاع أن يحطم خرافات المؤسسة العسكرية الأميركية الإسرائيلية. اثناء حرب الخليج، وخلال زيارته لمعامل «رايثون»، أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أن «الباتريوت قد أعترض 41 من أصل 42 سكود أطلقت». ما بين كلام بوش وكلام بوستول لن يتذكر أحد في الغرب كلام بوش، لأن السياسي هناك رمز الكذب، والأكاديمي رمز الحقيقية ... كم نحن هنا بحاجة أن نتذكر ذلك؟
لحظةٌ حاسمةٌ في تاريخِ العلمانية العربية
بقلم: عبدالله خليفة عن اخبار الخليج البحرينية
لا تريد القوى الاستغلالية الكف عن المتاجرة بالإسلام كما كان أمر الطبقات العليا في التاريخ السابق، حيث غدا الإسلام على يديها قوى طائفية متحاربة متعادية، وتهجيراً لأصحاب الديانات الأخرى وحصاراً على المسلمين من كثير من الدول والأمم.
ألم يشبعوا من استغلال العامة؟ أم أن المستويات الفكرية والاقتصادية لهذه القوى لا تتيح لها الصعود لمستوى أعلى من الإدارة؟ لكن هذا المستوى نفسه مدمر لإمكانيات التراكم الاقتصادي السياسي، لأنه توسيع للصراعات وتفكيك للبلدان وتدمير لمواردها.
حتى في عمق المذابح، وبين خندقين مملوءين بالجثث والدماء لا يريدون إلغاءَ صكوك الإيمان من أيديهم يمنحونها لمن شاءوا، فيما الجزارون الحكوميون في سوريا يقولون نحن علمانيون ونعطي المواطنين حرية المذاهب والأديان!
الكلمة السر، دولة الحرية، دولة المواطنين، الدولة اللامذهبية، ذات الجذور الواسعة لكل المؤمنين، دولة الأخوة والأخوات المتساوين أمام القانون، الذين قدموا التضحيات، من كل القبائل والمدن والأديان، مواطنو الوحدة والثورة العلمانية، من كل المذاهب؛ الدروز والسنة والشيعة والمسيحيين والعلويين واليهود، العرب والأكراد والترك، الذين توحدوا في دماء الثورة ونيرانها، الذين قدموا التضحيات الجسام لينتقلوا من عصر الطوائف لعصر الشعوب، والمنفيين في المخيمات الثلجية، والمقتولين في المدن الحارقة، الذين لم تفرق الصواريخُ بين أحيائهم، ولا ميزتْ السياراتُ المفخخةُ بين شهاداتهم الوفاة لهم، إنهم لا يريدون أن ينتقلوا من دولةٍ علمانية خادعة تحديثية واهية إلى دولة مذهبية سياسية ساحقة ماحقة.
لماذا لا يريدون الاعتراف بجوانب التطور التحديثية العلمانية التي أسسها الشعبُ السوري قبل العسكر ولم يستطيعوا هدمها؟ لماذا لا يريدون الإضافة إلى البناء بدلاً من الرجوع للوراء؟
لم تكن الوطنية السورية نتاج أجهزة المخابرات، فاسألوا ميسلون ويوسف العظمة وخالد بكداش وحنا مينه.
بين هجومٍ على علمانيةٍ خائبة استبدادية دموية والخوف عليها من قبلِ ضحايا الاضطهاد الديني الذي استمر لقرون، تتمزقُ سوريا الشهيدة بمعاولِ طبقاتٍ أنانية جعلت من الأديانِ أدوات هيمنة للغزو والاحتلال، لا أدوات مواطنة وتعاون وأخوة، معاول تجمعُ الثروات في الخزائن وتتركُ الشعوبَ من كل الألوان والأديان في الفقر لتتشاجر على حرفٍ من لغة وجدار من بيتٍ سقط أخيراً وجعل الناس تهرب إلى الخيام وأراضي الثلج والتشرد.
من يمسك خيوطَ الثورة يمسك خيوطَ التخلف والاستبداد والتمييز بين المواطنين، يعدلا نفسَه ليكون وريثاً في دولة المذهب والخزانة المخصصة لعلية القوم، يكررون تاريخ الاضطهاد المذهبي اللامنقطع، تاريخ العباسيين والسفاح والرؤوس المتدحرجة قرب الولائم، والتفتيش في القلوب والحفر في الرؤوس، تاريخ العثمانيين والصفويين حيث تتسع المعاركُ ويعيدون مجدَ المذابح بين المسلمين ويتعاركون على حطام الأمكنة المقدسة!
عدة ملايين من مسلمين علويين وشيعة ومسيحيين يتخوفون من مذهبية شمولية منتصرة، ولا يقرأون منها فكراً أكثر تقدماً من فكر البعث العسكري الشمولي الدموي، لكن الذي خدعهم وسيطر عليهم بعلمانيته وبخوفهم من دكتاتورية المذاهب الكاسحة المسلحة التي تريد فناءهم.
أثورةٌ بكل هذا الزخم تعجزُ عن رفع شعار العلمانية؟ وتجعلُ ملايينَ المواطنين متخوفين مترددين ومنهم من يعمل بقوة في صفوف الدكتاتورية العنيفة، تجعلهم مرةً أسرى العنف ومرة أسرى الخوف؟
حين تتمزق سوريا سوف تشتعل البلدان الأخرى، والأحزاب الدينية التي رفعت كل الشعارات الأخاذة سوف تلتهم النيران مدنها ومقراتها، والآن تبدأ القوافل الأولى للضحايا، سراً، وغداً ستعلم الأمهاتُ والآباءُ أين أخذوا الشباب وقتلوهم، وكيف تركوا حدود إسرائيل ليذهبوا إلى البيوت العربية يفخخونها، والآن يعودون نعوشاً، فلماذا يزدهر مطرُ الموت الطائفي في شوارع الأوطان العربية؟ إن الذين تاجروا بالمذاهب وجمعوا الثروات منها هاهم يستقبلون الوجبات الأولى من أولادهم، لا زغاريدَ مقاومة، بل نحيب خجول، والعارُ خنق البطولات، وبكاءٌ مشترك من القتلة والمقتولين، والكل مهزوم.
فألى متى يتصور المتاجرون بالمذاهب والأديان إن القلاع والخرافات سوف تحميهم وأن سيلَ النار لن يصل إليهم؟ لا القنابل النووية ولا الدبابات والصواريخ قادرة على قتل فكرة الوحدة بين الشعوب، والعلمانية نارٌ تسري في هشيم الجهل والتعصب توحدُ الطبقات والأمم، وتكسرُ الأسلاكَ الشائكة التي غرزوها في لحم البشر.
فلا يتصور زعماءُ التردد السوري والتجارُ الجددُ في اللحم الشعبي ان القضية فقدان قيادة أو حكومة بل هو فقدانُ فكرة، وغيابُ شعار مصيري، وعدم السباحة في النهر الشعبي، ونقص دم عميق يضرب في العظم الوطني إلى النخاع، بأن يكونوا قادة شعب لا قادة مذاهب وأزقة مسدودة، ورثة يتوجون مسار الوطنية والعلمانية السورية.
الشرق الأوسط الفوضوي المدمر
بقلم: فخري هاشم السيد رجب عن القبس الكويتية
لخطط المرسومة للمنطقة، منذ عقود، تقضي بمحاربة الإسلام، وجوهر السياسات الأميركية والإسرائيلية يدور حول هذا الهدف، لبث الفوضى الدائمة وخلق دول ضعيفة حول إسرائيل.
هكذا قالت كونداليسا رايس «الشرق الأوسط الجديد» مع الأسف المدمر هو أفضل تعبير للفوضى الخلّاقة التي تركت بلداناً عربية مدمرة بحجة تغيير للأنظمة بالقوة وتغيير رؤسائها، من خلال تشجيع قتل الملايين للإطاحة برئيس أو حكومة، ولا يهمها التدمير الشامل للبنية التحتية، وإزهاق الأرواح وتهريب السلاح، وكل ذلك لتتحول هذه الدولة أو تلك إلى دولة مدمرة تلفظ أنفاسها، ودولة تحت الوصاية الأميركية الصهيونية بأدوات إقليمية لا يهمها إلا السلطة والعظمة، وقد تفشى مع الأسف مرض العظمة، حتى ساهم في امتداد مجساتها التي تشبه مجسات الأخطبوط لبلدان كثيرة لتسيطر على مقدرات واستثمارات تلك الدول، وتتحكم في مصير الشعوب العربية لعشرات السنين، هذا المرض وبكل أسف لن يطول، فليس للولايات المتحدة حليف دائم إلا المصلحة، فإن خلصت المصلحة خلص الدور،،،، النهاية!
من خلال مشاهداتنا للأحداث التي تحصل في ليبيا ومصر والعراق وسوريا بالأخص، فكلها تنصب نحو حدث واحد وسبب واحد لا مفر منه، وهو انتشار الوعي الديني المتشدد بخلفية ماسونية تهدف أساساً وبالدرجة الأولى إلى بث سموم النزاع داخل البلد الواحد، وإحياء روح الأقليات الطائفية العنصرية، والعمل على إسقاط الحكومات الشرعية والسيطرة عليها، والعمل على تقسيم غير اليهود إلى أمم متنابزة تتصارع بشكل دائم، كما حاصل الآن، مع نشر الفوضى والانحلال والإرهاب والإلحاد واستعمال الرشوة بالمال والجنس، خصوصاً مع ذوي المناصب الحساسة، لضمهم لخدمة الماسونية والغاية عندهم تبرر الوسيلة، وهذا أكبر دليل لانتماء زعماء من العالم، والسيطرة على رؤساء الدول لضمان تنفيذ أهدافهم التدميرية، وهذا الحاصل وعلناً، وبناء هيكل سليمان فوق المسجد الأقصى، وهي رأس الهرم الماسوني وخاتمة خططهم، وإسرائيل تقوم منذ سنوات بالحفر تحت المسجد الأقصى.
فالخطط، المخطط لها منذ عقود، هي القضاء على الدين الإسلامي المنتشر بشكل رهيب في الدول الأوروبية والأميركية، حيث إن هناك تقارير تقول إن المسلمين في ألمانيا وحدها سيصل عددهم إلى خمسين مليوناً سنة 2039، فصرنا نلاحظ واقعياً مدى عمق المؤامرة التي تتغلغل بين صفوف المسلمين، وتخلق الكراهية بين مذاهبهم التي تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وقول رسول الله إن لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى.
فعلاً الماسونية تتغلغل بيننا وستجعل منا دولاً ضعيفة مكسورة الجناح هزيلة فقيرة وتشتعل فيها الطائفية، إلى متى نحن أدوات للأميركان والصهاينة؟ هل نقول باي باي يا عرب وأهلاً وسهلاً بالماسونية؟ اصحوا يا عرب فنهايتكم وخيمة.