-
1 مرفق
اقلام واراء محلي 369
[IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG]
[IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.jpg[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]في هذا الملـــــف:
- مبادرة "شباب البلد" في المكبر تجربة شبابية رائدة
- بقلم: راسم عبيدات عن جريدة القدس
- هل ينجح كيري حيث فشل أسلافه؟
- بقلم: طلال عوكل عن جريدة الايام
- كيري والمبادرة العربية
- بقلم: عادل عبد الرحمن عن الحياة الجديدة
- فلسفة السلام التي ندعو لها !
- بقلم: سامر محمد عن وكالة معا
- رسالة إلى الرئيس.. غزة تناديكم
- بقلم: هنادي صادق عن وكالة معا
- حماس ومشعل.. المهمة الصعبة
- بقلم: حمزة إسماعيل أبوشنب
- فلسطين تتطلع الى الحرية
- بقلم: عباس الجمعة عن وكالة PNN
- من ملف تفريغات 2005 الى ملف التوكيلات
- بقلم: اللواء مازن عز الدين - عضو المجلس الاستشاري عن جريدة الصباح
مبادرة "شباب البلد" في المكبر تجربة شبابية رائدة
بقلم: راسم عبيدات عن جريدة القدس
الشباب لديهم الكثير من الطاقات والإمكانيات والإبداعات، القادرة على ان تحيل المستحيل الى فعل وحقيقة على أرض الواقع،عندما يتم التسلح بالإرادة والأمل والمثابرة،وعندما يوجد الدعم الاحتضان والتوجيه ممن يؤمنون بأهمية دور الشباب في البناء والنهوض والقيادة في المجتمع،والقدرة على إحداث التغير في واقعهم،إذا ما استمروا ب"الدق على جدران الخزان" على رأي الشهيد المبدع غسان كنفاني، وفي ظل ما نشهده من جدب ثقافي وفقر معلوماتي،وتراجع دور الأحزاب والتنظيمات والمؤسسات التربوية والتعليمية والشبابية عن القيام بدورها وواجباتها في توعية وتثقيف الطلبة والشباب،ووضع خطط وبرامج لهم تستوعب طاقاتهم وإبداعاتهم،وتتفق مع أهدافهم ورغباتهم،فإنه لا بد من وجود من يبادر ويعلق الجرس،دون إنتظار مع استمرار مسلسل الندب والبكاء والعويل الذي تعودنا عليه.
وبالفعل كانت هناك مجموعة شبابية في جبل المكبر مؤمنة بالعمل الطوعي وقدرة الشباب على العمل والفعل والتغيير،وأصدقكم القول رغم أن بلدة جبل المكبر لديها من الطاقات والكفاءات الإبداعية والثقافية الكثير الكثير،إلا أن العمل ضمن واقع إجتماعي يغلب عليه الطابع العشائري على هذه الجبهة بالتحديد بحاجة الى جهود مضاعفة والى روافع حقيقية للعمل،وبالفعل كانت هناك مجموعة شبابية قبلت هذا التحدي،وهي تدرك تماماً أن عملها في هذا الجانب كمن ينحت في الصخر،ولكن حكم عملها وقناعاتها مقولات خطوة الألف ميل تبدأ بخطوة،وان تضيء شمعة خير من أن تلعن الظلام،وبدأت مسيرتها،ودون الحاجة الى الكثير من الإمكانيات،والتي تغدق فيها السلطة الأموال على العديد من المؤسساتالشبابية،والتي لا يعدو دورها عن انها بوق لهذا الطرف او ذاك،أو انها مؤسسة "للبرستيج " و" الفشخرة" الفاضية أو التصوير امام الكاميرات والظهور أمام الفضائيات،وبالتالي دورها شكلي أكثر منه تعبوي وتوعوي وتحريضي وتثقيفي.والمأساة هنا أن الثقافة أصبحت رهينة المال المشروط واولويات الممول،ناهيك عن أغلب المثقفين والكتبة والمستكتبين هم من الذين يسبحون بحمد مال السلطان.
وينتظرون عطاياه ورضاه،ومستعدين للقول عن التينه زيتونه. وبالعودة الى تجربة ومبادرة شباب البلد،المجموعة الشبابية في جبل المكبر،فهي على حد علمي المجموعة الشبابية الأولى على مستوى القدس،التي أخذت على عاتقها الاهتمام بالشأن الثقافي،والراحل الروائي والكاتب الكبير يوسف ادريس يقول في هذا الجانب مخاطباً شعب فلسطين عن كتب المبدع الراحل غسان كنفاني "يا شعب فلسطين إقرأوا كتب غسان مرتين،مرة لتعرفوا انكم موتى بلا قبور،"قبور الثقافة بلا ثورة والثورة بلا ثقافة"،وإذا كنا نعتبر بأن للثقافة دور كبير في الثورة والتغير،فالمثقفون هم أول من يقع عليهم التبشير بالثورة،وكان المبدع الراحل كنفاني أول من بشر بشعراء الثورة الراحلين الكبار محمود درويش وتوفيق زياد وراشد حسين وغيرهم، وللمثقفين دور كبير في حماية الشعب من استدخال الهزائم او تشويه الوعي أو احتلاله او السيطرة على ذاكرة الشعب الجمعية،كما يحاول الإحتلال الإسرائيلي القيام به ضد الشعب الفلسطيني،من إنكار لوجوده وتشويه لثقافته ووعيه وسرقة وتزوير لتاريخه وتراثه،والثقافة هي التي تحمي الشعوب من التفكك والضياع وتحافظ على وجودهم.ونحن ندرك دور الثقافة في الثورة،حيث أن الكلمة المقاتلة هي كالطلقة المقاتلة،وخوض المعركة على الجبهة الثقافية من أخطر أنواع النضال وأشرسها،فالهزيمة على الجبهة الثقافية،هي أشد خطورة على الشعوب من الهزيمة على الجبهتين السياسية والعسكرية.
والحكيم الراحل جورج حبش اكد ذلك بالقول: الثورات تنهزم عسكرياً وسياسياً،ولكنها تستطيع النهوض من جديد، وتجارب المانيا واليابان ماثلة امامنا،ولكن الهزيمة على الجبهة الثقافية وهزيمة الذات،هي التي تنهي وجود الشعب والأمة. ومجموعة شباب البلد الشبابية،قامت بمبادرتها هذه،وهي لا تتوقع ان تكون طريقها مفروشة بالورود والرياحين،فهي تدرك حجم الصعاب التي ستواجهها،ولكن تسلحها بالإرادة والأمل،هي التي جعلتها تشق طريقها نحو النجاح أولاً،ودعم ومساندة المحيط الثقافي والوطني لها ثانياً،فبدأت مسيرتها بإقامة أمسية فنية – ثقافية بعنوان"تعليلة ساحورية"،حجم الحضور الكمي والنوعي لها،عكس مدى التعطش عند الشباب بالتحديد لمثل هذه الأنشطة،وتلك الأمسية كشفت عن العديد من الطاقات والخامات المبدعة في اكثر من مجال فني او ثقافي،ويعول عليها في لعب دور بارز في الحركتين الثقافية والفنية الفلسطينية.وواصلت طريقها نحو الصعود بإيجاد مقر لها في جمعية جبل المكبر،حيث بدأت تتمأسس وتنظم نفسها من خلال عمل طوعي،وعبر تجنيد الموارد المالية للمؤسسة من خلال حملات التبرع والأغلب منها،كان من أبناء البلدة المؤمنين بهذا الخيار وهذا النوع من العمل،ولكي تصبح الثقافة في متناول الجميع ومجانية،وخاصة من قبل الطلبة،عملت على إقامة مكتبة عامة،إفتتحتها يوم السبت16/3/2013 ،شارك في إفتتاحها عدد كبير من الجمهور والعديد من الأدباء والمفكرين والمثقفين.
إن تجربة شباب البلد الشبابية على قدر عالي من الأهمية،بالضرورة دعمها ومساندتها والمشاركة في أنشطتها على قاعدة المشاركة،لا سرقة أنشطتها أو تجيرها لمصالح خاصة او فئوية ضيقة.تحية الى كل القائمين على هذه المجموعة من شابات وشباب بلدتنا التي طال نومها،والتي كانت أحد المشاعل الثقافية والأدبية على مستوى الوطن وليس القدس،وما شاهدته من جدب ثقافي وفقر معلوماتي بين أبناءنا الطلبة من خلال المحاضرات التثقيفية التي ألقيتها في العديد من المدارس الخاصة ومدارس السلطة،يجعلني أرى في وجود مثل هذه المجموعة الشبابية وولادتها فاتحة خير،وعودة للسكة على التلم الصحيح.
هل ينجح كيري حيث فشل أسلافه؟
بقلم: طلال عوكل عن جريدة الايام
قبله جاء المبعوث المستعجل للإدارة الأميركية، الرجل المتجهم جورج ميتشل والذي بدأ مهمته في الشرق الأوسط متفائلاً، يبدو أن جون كيري وزير الخارجية الأميركية قد استعجل إبداء تفاؤله بشأن المهمة الصعبة التي بدأها مع رئيسه باراك أوباما. لم يطل الأمر بالخبير المخضرم في حل النزاعات جورج ميتشل حتى اختصر الرجل، وطلب إنهاء مهمته بعد أن أدرك منذ البداية أن لا إسرائيل مستعدة لتليين مواقفها وسياساتها، ولا هو يستطيع الاعتماد على دعم الرئيس أوباما وإدارته، حين يستلزم الأمر الضغط على إسرائيل من أجل تحقيق تقدم في العملية السياسية.
ميتشل أكثر خبرة في هذا المجال من كيري رغم أن الأخير يتمتع هو الآخر بخبرة واسعة، ويقال إنه من الأقوياء الذين لا يتأخرون كثيراً عن انتقاد إسرائيل حين يستوجب الأمر ذلك، ولكن بعيداً عن الاعتقاد بأنه معاد أو يمكن أن يكون معادياً لإسرائيل.
ربما كان فشل ميتشل السريع، يعود إلى أنه بدأ مهمته حاملاً موقفاً قوياً أعلنته الإدارة الأميركية يطالب إسرائيل بتجميد كامل للاستيطان، الأمر الذي ألزمه بموقف سرعان ما أن وجد أن استمرار التمسك به، سيؤدي إلى إما صدام غير مرغوب مع إسرائيل، أو تراجع مهين بشأن مهمة ميتشل لا نستطيع الاعتماد على معلومات فلسطينية، إذ يبدو أن الطرف الفلسطيني على أنه الأكثر حرصاً على سريتها، فلا نسمع منه سوى ترديد التصريحات التي تؤكد تمسكه بمواقف سابقة بشأن وقف الاستيطان والإفراج عن أسرى. هكذا نجد أنفسنا مضطرين لتقديم تحليل يعتمد المنطق ويستند إلى الخبرة، أو على ما يرشح من تصريحات تنقلها غالباً الصحافة الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين أو عن المسؤول الأميركي.
فيما رشح، يبدو أن وزير الخارجية الأميركية، يتبع تكتيك الخطوة خطوة، الشهير الذي اعتمده وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر خلال تعامله مع إسرائيل ومصر إلى أن تم التوصل إلى اتفاقية كامب ديفيد. حتى تبدأ المفاوضات كان لا بد على كيري أن يعمل مع الطرفين لتبديل الأجواء السلبية والعدائية بينهما، كمقدمة، لتفكيك خطاب وشروط الطرفين إزاء استئناف المفاوضات.
كيري اشترى من الإسرائيليين على ما يبدو بعض الخطوات الإيجابية التي كان نتنياهو يتحدث بها من باب إعادة بناء الثقة مع الفلسطينيين وللتظاهر بأنه مستعد للتعاون الإيجابي مع أية مساع تستهدف تنشيط المفاوضات ودفع العملية السلمية.
في وقت لاحق تراجع نتنياهو، وقال إنه ليس مضطراً لأن يقدم للفلسطينيين أية خطوات أو إجراءات تسهيلية، وبدا وكأنه يريد استثمارها سياسياً كجزء من ثمن يقدمه لتفكيك الخطاب والشروط الفلسطينية. كيري حمل مثل هذه الاستعدادات ونقلها للسلطة الفلسطينية، فهو مستعد لإنعاش وتطوير الاقتصاد الفلسطيني، ولتقديم دعم مالي سخي للسلطة، ويتعهد بعدم حجز أموال الضرائب الفلسطينية من قبل إسرائيل، ولتوسيع صلاحيات السلطة في المناطق (ب) و(ج)، وكل ذلك مقابل التخلي عن شرط وقف الاستيطان، وعدم التقدم نحو الانضمام إلى مؤسسات الأمم المتحدة لمقاضاة إسرائيل.
هذه الخطوات بالضبط مع بعض الزيادة التي تتعلق بالمال هي ما كان قد وعد به بنيامين نتنياهو. طبعاً لا يمكن الاعتقاد بأن كيري فقط اكتفى بتقديم الجزرة للفلسطينيين، فباليد الثانية يمسك بعصاً غليظة في حال رفض الفلسطينيون العرض.
لا ندري بالضبط ما هو الرد الفلسطيني على ما تقدم به جون كيري، سوى أن المسؤولين الفلسطينيين إما أنهم يلوذون بالصمت أو أنهم يكررون إطلاق التصريحات ذاتها التي تؤكد على ضرورة وقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى القدامى.
هكذا يبدو الأمر طبيعياً ومنطقياً، طالما لم يتم بعد التوصل إلى اتفاق. من جانب آخر تحاول مسؤولة ملف المفاوضات الوزيرة تسيفي ليفني أن تسوق على الفلسطينيين موضوع يهودية الدولة، تسيفي تطرح أن إسرائيل ليست متمسكة بشرط يهودية الدولة الذي تتمسك به إسرائيل لكن إسقاط هذا الشرط يضاف إلى رزمة الوعود التي حملها جون كيري لإقناع الفلسطينيين بالتخلي عن شرط وقف الاستيطان. لا نستبعد أن توافق إسرائيل، أيضاً، على الإفراج عن مئات الأسرى القدامى، الذي كان موضع اتفاق سابق مع حكومة إيهود أولمرت، وفي الأساس فإن هذا الملف ينتمي إلى القضايا التي كان من المفروض أن تنفذها إسرائيل بموجب اتفاقيات أوسلو.
كيري بعد أن أنهى لقاءه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعرب عن تفاؤله، مشيراً إلى أن هناك تقدما في المباحثات مع الطرفين. من يقرأ جيداً تصريح كيري المتفائل يدرك أن الأمر يتصل بالمرحلة الأولى التحضيرية، قبل الانتقال إلى مرحلة البحث في استئناف المفاوضات. ولكن علينا أن نصبر قليلاً حتى نتأكد ونؤكد بلغة الوقائع، أن الإدارة الأميركية لا تحمل مبادرة، وأن إسرائيل ليست في وارد التخلي عن طبيعتها العدوانية والتوسعية، فالحكومة القائمة هي حكومة استيطان وهي أكثر تطرفاً من الحكومة المتطرفة السابقة.
كيري والمبادرة العربية
بقلم: عادل عبد الرحمن عن الحياة الجديدة
بعد أحد عشر عاما على مصادقة القمة العربية في بيروت على مبادرة السلام العربية، وبعد تضمين القرارات الدولية ذات الصلة بالسلام على المسار الفلسطيني / الاسرائيلي، وبعد إدراجها في خطة خارطة الطريق الاميركية عام 2004، تطرح الادارة الاميركية على الفلسطينيين والعرب "تعديل" مبادرة السلام العربية في مفصلين اساسيين، هما: أولاً ربط المبادرة بالأمن الاقليمي؛ والثاني وضع نص صريح بموضوع التبادل للاراضي.
القيادة الفلسطينية رفضت من حيث المبدأ تعديل المبادرة، لا سيما وانها تتوافق مع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالسلام؛ كما انها منسجمة مع مرجعيات عملية السلام. أضف إلى ان القبول بالتعديل على النص الاساسي للمبادرة، يعني إخضاعها لعملية تآكل تدريجي وبشكل مستمر، وتبديد محتواها الناظم للموقف الرسمي العربي تجاه عملية السلام.
كما ان القبول بالتغيير في جوهر مبادرة السلام العربية، لا يعني فقط تقزيمها، ونسف محتواها، انما تفصيلها على مقاس الرؤية الاسرائيلية، التي لا تقبل القسمة مع اي خيار من خيارات التسوية السياسية.
وزير خارجية الولايات المتحدة ورئيسه، إن كانا فعلاً معنيين بتحقيق خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، عليهما ان يكفا عن التساوق مع المنطق الاسرائيلي، وان يدعما مرتكزات مبادرة السلام العربية، التي لا يمكن للعرب أن ينتجوا افضل منها في المستقبل، لا بل إن منطق الامور يقول، انهم قد ينفضون ايديهم منها في حال استمرت إسرائيل تدير الظهر لها.
ولكن على العرب عموما والوفد الوزاري برئاسة رئيس وزراء قطر والامين العام لجامعة الدول العربية خصوصا ، الذي سيزور الولايات المتحدة في 29 إبريل الحالي للقاء جون كيري ومن الممكن الرئيس اوباما، ان يبلغوا الولايات المتحدة تمسكهم بمرتكزات مبادرتهم، التي اساسا تمت صياغتها في العام 2002 بالتوافق مع الادارة الاميركية آنذاك. وكون مجرد قبولهم بالعبث بأساسيات مبادرتهم، يعني عمليا قبولهم بتبديدها، وتساوقهم مع الرؤية الاميركية / الاسرائيلية.
اما موضوع الامن الاقليمي فموجود في كل الاتفاقات المبرمة بين الدول العربية على انفراد وبشكل جمعي مع الولايات المتحدة. حتى الانظمة العربية الجديدة بقيادة الاخوان المسلمين ألزمت نفسها بكل الاتفاقات المبرمة مع اميركا واسرائيل واوروبا قبل وصولها للحكم، بل كان قبولها شرطا لوصولها لسدة الحكم. بالتالي ملف الامن الاقليمي حتى بمعايير ومرتكزات المبادرة العربية للسلام موجود، وخاصة النقطة، التي تقول ان الدول العربية مستعدة "للاعتراف وتطبيع العلاقات مع إسرائيل إن وافقت على الانسحاب من الاراضي المحتلة عام 67 وسمحت باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وفتحت ابواب العودة للاجئين الفلسطينيين على اساس القرار الدولي 194". أليس الاعتراف باسرائيل وتطبيع العلاقات العربية والاسلامية معها جزءا اساسيا من الامن الاقليمي؟ ام ماذا تريد الولايات المتحدة من إدراج الامن الاقليمي بالمبادرة؟ هل المطلوب إعلان العرب رسميا الموافقة على ضرب إيران وغزة ولبنان؟ ام المطلوب الموافقة على تقسيم الدول العربية سوريا ومصر وليبيا وغيرها؟ ام على العرب ان يعترفوا بأن إسرائيل سيدة الاقليم الشرق اوسطي الجديد؟
المطالب الاميركية الجديدة ليست بريئة، لا بل انها مطالب مريبة، ولا تخدم عملية السلام، بل انها تهدف لخدمة إسرائيل وعلى حساب المصالح العربية. الامر الذي يفرض على العرب رفض اي تعديل للمبادرة، وترك الامور الاجوائية للمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية. والاجدر بالولايات المتحدة، ان تطالب حكومة نتنياهو بالالتزام باستحقاقات التسوية السياسية، والاعلان الواضح والصريح عن خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وتقديم خارطة واضحة لحدودها، وليس فقط تقديم تسهيلات اقتصادية ورفع حواجز هنا او هناك والافراج عن الاسرى، بل التركيز على البعد الاساسي لعملية السلام. لان هذا يصب في مصلحة الولايات المتحدة الاميركية وربيبتها إسرائيل.
فلسفة السلام التي ندعو لها !
بقلم: سامر محمد عن وكالة معا
كثيرا ما سمعنا عن السلام ككلمة يتم تداولها وترديدها وتكرارها بمعاني ومرامي ومقاصد مختلفة، بل صار أكثرهم يتغنون بها ويتخذونها شعارا لغطاء يتناقض تماما مع حقيقة جذرها الأصلي، حتى أنه من غير المستغرب أن أكثر من ينظرون لها ليسوا على مستوى الوعي بها! والسبب كون السلام عندهم أداة لتنفيذ مصالحهم وتمرير لمخططاتهم أو قل بأن السلام الذي يتغنون به ما هو إلا مضغ كلام وشقشقات كلامية يرددونها دون الوعي بحقيقتها! في الحالتين النتيجة واحدة، من جهة أخرى فإن السلام الذي ساهمنا في إفقاده معناه، أصبح فيما بعد مجرد فكرة سلبية في أذهان الناس وبات المثقفين منهم يقرؤون المفهوم على أنه ارتباط وامتداد للتسوية والخذلان والانهزام والاستسلام بأشكالها ومستوياتها المختلفة .
هذا الفهم تجاه مفهوم السلام انعكس سلبا وبشكل واضح على مجتمعاتنا، فصار السلام مرتبطا برفع راية بيضاء إذعانا وخضوعا لكل ما تفرضه معادلات الحياة –أيا كانت- أو بمعنى استسلام طرف لصالح طرف might is right,هذا الانعكاس بدت آثاره واضحة في تنامي ثقافة العنف بأشكالها بدءا بسلوكياتنا كأفراد وانتهاء بسياساتنا كحكومات. ذاك الفهم الخاطئ و الظالم المتجني على المفهوم عزز لبديل آخر صار سمتا وطبعا ومنهج حياة، وبالتأكيد فإن بديله –أي السلام- في أضيق المعاني وأوسعها هو الحرب سواء مع الذات أو في العلاقات أو حتى مع الله!
ومما ساعد على تكريس هذه النظرة السلبية لمفهوم السلام تلك التربية والتعبئة (البرمجة) الخاطئة التي تلقينها عبر سنوات طفولتنا وحتى بلوغنا سواء في المنزل أو في أماكن التعليم أو دور العبادة، فضلا عن طبيعة وجود محتل للأرض وما يقابله من رد فعل مقاوم، ووجود سياسة مضطهد(بكسر الهاء) ومضطهد(بفتحها) يتأثر ويؤثر كل منهما بالآخر!
وبعيدا عن المزيد في تشخيص الحالة المريرة التي أدت إلى خلل كبير في الفهم والتي حقيقة أوصلتنا إلى حال ما نحن عليه، أقول إن السلام الذي ندعو له لهو سلام مع الذاتInner peace أولا ثم مع الله ثانيا ومرورا بالجماعات والمجتمعات وهكذا .. سلام قائم على المحبة والخير لنا وللآخرين، سلام يؤسس لمحبة غير مشروطة، وسعادة مرضية، ومعاملة تملؤها الرحمة واللين، سلام يدعو للتفاؤل والبهجة والايجابية والنجاح وتحفيز الآخرين، سلام يدعو ويدعم كل تغيير ايجابي، سلام يدعو للعدالة والمساواة والتكافل الأهلي والمجتمعي، سلام يدعو للتسامح والصفح والعفو والمغفرة، سلام يدعو لاحترام الإنسان والرفق بالحيوان والحفاظ على البيئة، سلام يعيد للإنسان إنسانيته وفطرته التي فطره الله عليها، وأننا جزأ من كل وأبناء لعائلة واحدة ولأب واحد لآدم عليه السلام "كلكم لآدم وآدم من تراب" .
هذا السلام الذي يجعلك تقترب أكثر من إنسانيتك، من حقيقة وجودك، من فطرتك، من كونك مخلوق وهناك مخلوقات، من كونك تتنفس وهناك من يتنفس، من كونك تأكل وتشرب وهناك من يأكل ويشرب، من كونك تعيش على الأرض وهناك أيضا الملايين ممن يعيشون على الأرض سواء أكانوا من سلالتك أو مخلوقات أخرى، سلام يؤكد على المشترك ويستفيد من حكمة التنوع والاختلاف، هذا السلام الذي يجعلك منفتح ومتقبل لكل شيء، منسجم مع طبيعتك، سلام يجعلك تؤمن بالوفرة، وتؤمن بوجود مصدر-الله- وتؤمن بنظام الكون وقوانينه، وبالقدر كمتغير ديناميكي، وبأن كل ذلك مسخر لخدمتك، سلام يجعلك تعزف موسيقى رسالتك في الحياة فتضيف لها وتعمرها وتشارك في صناعتها، سلام يؤمن بالحقوق وبالواجبات و بالحريات كحريات تسالمت عليها كل المجتمعات، سلام يجعل من إنسانيتك لا تعرف الفرق بين أبيض وأسود وأحمر، لا تعرف الفرق بين مسلم ويهودي ومسيحي وبوذي وهندوسي وكنفشيوسي وسيخي وو.. ، سلام تذوب فيه كل الفروقات والتصنيفات، سلام يؤكد على أن أصل الدين واحد ومن رب واحد حكيم وأن هذا الرب هو الله وأنه الخالق، وأن من أسمائه السلام الذي منه وإليه يكون، ولأنه السلام فلابد من أن نكون مسالمين وأنه الرحمن فلابد من أن نتراحم وأن نكون رحيمين، وهكذا استخلفنا نحن بني الإنسان لنعمل بمعايير تعكس نذرا يسيرا من صفاته فتبارك الله السلام جل في علاه.
إن تراثنا الديني حافل بالسلام وبمواقفه السلامية، بل إن جميع الرسل بما فيهم العظماء بلا استثناء وعلى مر العصور حملوا رسالة السلام وجاءوا مجددين بدعوات السلام والمحبة لأقوامهم من أمثال موسى وعيسى وبوذا ولاوتزو وكريشنا وزردشت ومحمد صلى الله عليه وسلم، كلهم جاءوا بأصل واحد غير أن الطريقة مختلفة، أصل ينضوي على المحبة والسلام، ولنأخذ مثالا لسلامية وأنسنة ورحمنة النبي العدنان محمد، فبعد توقيعه لصلح الحديبية الذي جاء بعد سبعة عشر عاما من دعوته، لم يكن تعداد المسلمين آنذاك أكثر من ألف وخمسمائة، بينما أخذ فترته في صلح الحديبية في نشر رسالة السلام فدخل مكة فاتحا دون قتال بعد الصلح بأقل من سنتين وهو يقود كتائب سلمية تقدر بعشرة آلاف نسمة! أي أن تعداد المسلمين تضاعف من 6-7 مرات في سنة عن التعداد الذي جمعه في 17 سنة، فضلا عن خياره السلمي في العفو " اذهبوا فأنتم الطلقاء"!
إن الحروب وسياسات العنف خسارة لكل الأطراف، ولا تجلب الخير وأنها يجب أن تكون ضرورة للدفاع عن النفس والوطن والعرض والحقوق، وأن خيار الإنسان الخيار الأول هو السلام مع الكل : الله والنفس والآخرين .
إن ذلك يتطلب أن يعرف الإنسان كيف يسالم الله وكيف يسالم نفسه وكيف يسالم الآخرين القريبين منهم والبعيدين. إن هذا المعنى اليوم يتطلب منا جهدا أكبر، خاصة وأن سمعتنا كمسلمين ليست جيدة في هذا المضمار، خاصة وأننا كشعوب نعرض بقية الشعوب اليوم لمعاناة في عقر دارهم وفي ديارنا، وهو أمر مخالف لفطرتنا ولكرمنا وشهامتنا وقيمنا وديننا وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة . إن الإنسان في السابق كان يحتمي بالمسلمين وبديارهم ويعيش في كنفهم دون أي تمييز أو أي عداوة، ولكن الناس اليوم تخشى الذهاب لبلاد المسلمين وتصدر من خارجياتها تعميمات وتحذيرات من السفر لبعض البلدان المسلمة!
فلنكن أهلا للسلام ولنتحلى بأخلاق السلام والمحبة قيمة ومعنا ووعيا في أنفسنا أولا، وأن نعمل سويا من أجل بناء سلم مجتمعي ودولي، ولتكن رسالتنا سامية إنسانية شاملة وعالمية وليكن خيارنا دوما في السلام، فهو خيار الشجعان وهو حتما الأقوى .
رسالة إلى الرئيس.. غزة تناديكم
بقلم: هنادي صادق عن وكالة معا
ترددت كثيراً في الكتابة لكم لعلمي بحجم إرتباطاتك وعِظم مسؤولياتك الداخلية والخارجية، ولكني وجدت نفسي مدفوعة للحديث لشخصكم بعدما ضاقت بي السبل وتكالب علي كل من حولي فأصبحت أتعرض للظلم من الصديق قبل العدو ومن الشقيق قبل الغريب، والقصة يا سيادة الرئيس أنني في غزة منذ سبع سنوات عجاف خبا فيهن الأمل وقُتل الحلم وظهرت على جسدي أمراض الدنيا، تعرضت كما تعرض الجميع لازدراء متعمد من كل الحكومات التي تعاقبت بعد هذه السنوات والتي وقف على رأسها جميعاً شخص واحد هللت له عندما دخل علينا بالشفافية والحكم الرشيد، وصفقت له عندما أصبحت أستلم راتبي بإنتظام.
وهذا هو بيت القصيد فلقد أصبحنا للراتب عبيد وأصبحنا نتلقى الصفعات تلو الصفعات فلا علاوات تنفذ ولا ترقيات تطبق والإهمال هو سيد الموقف ولقد ارتضيت بالذل والمهانة وقلت هذه قسمتي ونصيبي وحمدت الله على الراتب وأنا أتطلع إلى الآلاف من الخريجين وهم على قارعة الطريق جالسين.
فغزة وأسمح لي يا سيدي أن أخبرك فلربما لم يخبرك مستشاروك أنها تئن تحت بطالة متفشية وظلم مستشر وكل يحابي ناديه ولم يبق لي إلا أن أدعو ربي أن يرسل الزبانية لعلهم يخلصوني من هذا العذاب وظلم الأحباب ولقد رأيت يا سيدي كيف الرجال الرجال يقهرون وعلى الراتب يبكون والنفس يحرقون فليس باليد حيلة فلقد انعدمت الوسيلة، وما شاء تفتق ذهن الفنان فطلع علينا بخصومات الكهرباء وأتبعها بوقف رواتب التوكيلات وقيل لنا أنهم بالمئات فإكتشفنا أنهم بالآلاف، خرج علينا أحد المسؤولين ممتعضاً من النقد الموجه لحكومته وهو رئيس تنظيم خدش حياء الموظفين وأسمعهم ما يكرهون وما كفاه هذا فهو للخطأ مدافع وعن الحق معرض ساكت.
وبعد هذا يا سيدي الرئيس فأنا صابرة وأحتسب وأقول قدر الله وما شاء فعل ولكن يا سيدي الرئيس أولادي يبكون يطلبون ويطلبون وأنا عنهم معرض حزين لا أستطيع أن أنظر في أعينهم فهي تطالبني بالكثير وأنا ليس معي إلا القليل.
يا سيدي لقد سمعت قبل قليل خبراً أفرحني قليلاً وأبكاني كثيراً، فلقد صرح مسؤول الهيئة القيادية بأن على أمثالي الذهاب واصطحاب الأوراق لتسليمها في مقر الهيئة الوطنية ليتسنى لهم بعد ذلك إرسالها للحكومة، ولقد فرحت أن الهيئة القيادية تقدمت بخطوة ولكني عندما رأيت الجموع أدركت أنها عملية ستطول وأولادي يبكون فليس هناك ما يملئ البطون فهل يا سيدي تقبلون أن ينام أولادي وهم يبكون وأنا بالدنيا مغموم، وهناك في وزارة المالية من هو مغروم لا أعرف بالعنصرية أم بالخصوم.
يا سيدي يقال إن هناك ألف موظف سيتقاض راتبه غداً وأنا وضعت يدي على قلبي خوفاً أن لا يكون أسمي بينهم فلقد حدثت البيانات وأرسلت المعلومات وأدخلت الواسطات وأخاف ألا أكون من المحظوظين فأنجدني يا سيدي أنجدني يا سيدي فليس هناك أمل بعد الله إلا أنت... بسم الله الرحمن الرحيم " ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين".
حماس ومشعل.. المهمة الصعبة
بقلم: حمزة إسماعيل أبوشنب
تمر حركة حماس في هذه الفترة بمرحلة جديدة من تاريخها الربع قرني بعد أن سطع نجمها في الفضاء العربي والدولي، بما حققته من نتائج على الأرض وتأثير على الساحة السياسية الفلسطينية منذ الانتفاضة الأولى عام 87، حتى أصبحت الآن اللاعب السياسي الذي لا يمكن تجاوزه، وتجلى ذلك بحجم الاهتمام الدولي والعربي بالانتخابات الداخلية للحركة التي أعادت اختيار خالد مشعل قائداً لحماس.
أمام هذا الاهتمام الدولي والعربي ستواجه حماس تحديات كبيرة في الحركة الفلسطينية التي تعيش مرحلة الشباب، في ظل شيخوخة باقي الحركات الفلسطينية الكبرى التي غاب عنها الحاضر والمستقبل ولم يبقَ لها سوى الماضي، مما يضع حماس تحت ضغط المسؤولية الوطنية، فهي الآن تنتقل من حركة مشاركة في المشروع الوطني إلى حركة رائدة وقائدة للمشروع بعد نجاحها في تقديم نموذجها المقاوم وفشل نموذج التفاوض.
فعلى الصعيد الخارجي الإقليمي والمحيط العربي فالمنطقة تشهد حالة من عدم الاستقرار وتغير المحاور بعد أن كانت المنطقة منقسمة إلى محورين: الاعتدال والممانعة، أما الآن فالصورة اختلفت فمحور الاعتدال تهاوى أمام الثورات العربية، ومحور الممانعة أظهر عيبه في دعمه للنظام السوري ضد الثورة الشعبية، فحماس كانت محسوبة على هذا المحور ولكنها خرجت منه وأعلنت رفضها لسياسة القمع ودعمت الثورة في سوريا، وأصبحت الآن أقرب للمحور الجديد الذي تشكل بين كل من مصر وتركيا وقطر، وظهور محور أكثر عداءً لحماس بقيادة الإمارات العربية، فحماس اليوم بين المحور الجديد والمحور القديم الذي ما زالت تحتفظ بعلاقات جيدة نوعاً ما معه، وهي الآن أمام وضع عربي جديد من المهم أن تنجح في تسويق برنامجها المقاوم على كافة الأصعدة في ظل المحاولات الكثيفة التي تريد أن تقدم لها الجزرة حتى تتخلى عن بعض من قيودها.
في النهاية حماس تعرضت للكثير من الأزمات على الصعيد الخارجي ونجحت في كل مرة في الخروج منها بشكل أفضل مما سبق، ولكن المهمة الأكثر صعوبة هي لمّ الصف الداخلي وتوحيده خلف مشروع حماس، وهذا يتطلب منها انفتاحاً أكثر على الساحة الفلسطينية حتى تستطيع لمّ الشمل الفلسطيني .
هذه المهمة ليست بالسهلة ففي الماضي كان هدف حركة حماس إظهار الدور الإيجابي للإسلاميين في المجتمع وفي مشروع التحرير الوطني، فكانت التربية الداخلية ترتكز على هذا الجانب، وبسبب ما تعرضت له الحركة من ملاحقات واغتيالات فقدت أصواتها المنفتحة على الآخرين والتي كانت قادرة على التأثير في الجماهير، وهي التي قادت البناء التنظيمي للحركة.
لا شك في أن التحول لدى حماس من تنظيم أيدلوجي نخبوي إلى تنظيم جماهيري ليس بالأمر بالسهل، وليس المطلوب أن تتحول حماس إلى غير ذلك ولكن المطلوب جهداً داخلياً على الصعيد الحمساوي فالعديد من كوادر وقيادات حماس يحتاج إلى تغيير نظرته للآخرين، كما يجب ألا يقتصر النشاط الدعوي للحركة على صعيد من حضر للمساجد فقط، فحماس اليوم هي المؤهلة بأن تقود المشروع الوطني على أرضية مشتركة تستطيع من خلالها جمع كافة الأطياف والأفكار والشرائح الفلسطينية، حتى تسير نحو مشروع تحرري متكامل، وهذا يجعلها أمام مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة، كما يتطلب منها فتح آفاق العمل للطاقات الشبابية المتحمسة للعمل، حتى تحافظ على دمائها الشبابية ولا تصاب بالشيخوخة.
أعتقد بأن المهمة ليست سهلة للقيادة الجديدة في هذه المرحلة ولكن خبرتها تجعلها قادرة على قيادة المشروع الوطني، وعلى حماس أن تتحمل مسؤوليتها في هذا الجانب وأن تقدم للآخرين رؤى وطنية فقيادة المشروع في هذه المرحلة هي مسؤولية حماس.
فلسطين تتطلع الى الحرية
بقلم: عباس الجمعة عن وكالة PNN
امام الجولات الامريكية الى المنطقة وفلسطين نرى ان ما يجري اصبح يشكل مخاوف لدى الشعب الفلسطيني صاحب الحقوق والارض، ولهذا لا بد من التاكيد أن السيادة للشعب الفلسطيني على ارض وطنه فلسطين ولا يمكن ان تنطفئ بسبب الاحتلال والاستيطان، وهذا يتطلب عدم العودة الى دائرة المفاوضات مهما بلغت الضغوطات، وخاصة ان العودة الى هذا المسار يعني السيطرة على ما تبقى من الارض.
أن خطوة الاعتراف بحل الدولتين،وفق شروط العدو الإسرائيلي ، هو حل أقرب إلى الوهم في ظل ميزان القوى المختل راهناً، ولا يشكل حلاً او هدفاً مرحلياً، وانما يمثل ضمن موازين القوى في هذه المرحلة تطبيقاً للرؤية الإسرائيلية الأمريكية، التي تسعى الى مسخ وتقزيم هذا المفهوم واخراجه على صورة حكم ذاتي موسع، او "دويلة مؤقتة، مفتتة، ناقصة السيادة" او أي مسمى اخر لا يتناقض مع الشروط الاسرائيلية الامريكية.
وفي ظل هذه الظروف نرى ان الادارة الامريكية تسعى الى لعبة السير على حافة الهاوية، ضمن إجراءات وترتيبات تمنع الانحدار إلى عمق الهاوية أو الصعود نحو الحل وخاصة في ظل العين الأميركية الساهرة على المصالح القومية العليا للولايات المتحدة، والمتورطة باشتباك قوي مع المصالح القومية الروسية ما زالت قادرة على التحكم بالايقاع ولو ضمن حدود دنيا، فإن هذا لا يعني أن هذه القدرة مطلقة ونهائية وحاسمة، والصحيح أن هناك اقتراباً متزايداً وإن بخطى بطيئة من مواجهة حاسمة في المنطقة.
أمام كل ذلك لم يعد مفهوماً الحديث عن حلول مرحلية، يعزز هذا الاستنتاج الفشل الذريع لمسار المفاوضات على مدار عشرون عاما، حيث يتمادى الاحتلال الصهيوني في مشاريعه الاستحواذية الإقصائية للأرض والسكان في الضفة الفلسطينية، من خلال سياسة ممنهجة قائمة على تصور خلق وقائع مادية على الأرض، صادمة ومانعة لتحقيق حتى حلّم إنجاز الهدف المرحلي القائم على أساس حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، بالترابط والتوازي مع سياسة عنصرية ضد أهلنا في مناطق 1948 وتزايد الضرب على وتر الإبقاء على جناحي الدولة مقسمين وعصيين على التلاقي، بفعل الوقائع السياسية والميدانية التي يفرضها الاحتلال، وسياسة الأمر الواقع.
ان ما نراه من تحرك شعبي واسع في الضفة الفلسطينية يبشر بانتفاضة فلسطينية ثالثة، يضع النقاط على الحروف بما يتعلق بوحدة الشعب الفلسطيني ووحدة مصيره في كل مكان، ويثبت بما لايدع مجالا للشك، أن العدو المتربص بهذا الشعب لايألو جهداً، ولا يوفر وقتاً في التخطيط لاقتلاعه ودماره، وبالتالي من الطبيعي أن تكون ردة فعل هذا الشعب بحجم المؤامرة والاستهداف وأن يكون السعي الأساسي لتوحيد جهوده وقواه لتصب في نهر المقاومة الشاملة ضد الاحتلال ووجوده القاتل.
وامام كل ذلك يجب ان يكون الخطاب الفلسطيني موحد في م.ت.ف، باعتبار ان توحيد الرؤى اصبح مطلوب الان اكثر من اي وقت مع الاخذ بعين الاعتبار رأى المعارضة، لان المواقف الفلسطينية وللاسف حتى داخل التنظيم الواحد اصبحت متعددة وتؤثر على الأيديولوجية، أى على وجهة نظر القيادات المختلفة للثورة الفلسطينية فى الهدف النهائى، ثم الأسلوب فى الوصول إلى ذلك، حيث تتراوح فيما بين ذلك من محافظ ومعتدل ومتطرف، ثم محدد آخرحول اسلوب النضال الوطني، ولكن ما يهمنا عدم التأثير على المضمون الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية كمعبر عن وحدة الشعب الفلسطيني وباعتبارها الكيان السياسي والمعنوي، لذلك لا بد من التحذير من أن بقاء الحال على ما هو عليه، وترك المسألة برمتها تحت رحمة الشروط الامريكية الاسرائيلية والتفاوض العبثي، سيؤدي الى إفساح المجال أمام المشروع الصهيوني الامبريالي لتصفية المنظمة دون مقاومة.
ان التسليم بشرعية الاغتصاب الصهيوني، وتقزيم فلسطين هو امر مرفوض من الشعب الفلسطيني رغم كافة المتغيرات السياسية الحاصلة في المنطقة، وما يتوجب اليوم أن يكون هناك هدفاً استراتيجياً لكافة الفصائل والقوى هو رفض العودة الى اي مسار سياسي والعمل على نقل ملف القضية الفلسطينية الى الامم المتحدة من اجل المطالبة بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، مع التمسك بخيار المقاومة بكافة اشكالها لانها حق كفلته المواثيق الدولية.
لذا فاننا نتطلع الى كافة القوى الوطنية من اجل رسم استراتيجية وطنية تعيد الاعتبار الى منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل دورها ومكانتها من خلال شراكة وطنية حقيقية وليس اسمية والعمل من اجل انهاء الانقسام الكارثي ورفض وجود سلطتين، وخاصة انه اصبح هناك مخاوف اتجاه ما يسمى بدويلة غزة، وهو ما يصب في خدمة محاولات الكيان الصهيوني شطب منظمة التحرير وإنهائها وللاسف بدعم من بعض الدول العربية، إذن فإن التعامل مع م.ت.ف مسألة متحركة ترتبط بمدى قدرة الفصائل والاحزاب الوطنية عموما على ممارسة كل اشكال الضغط لكي تستعيد المنظمة التزامها بمبادئها وثوابتها الوطنية ومواصلة النضال من اجل تحقيق اهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال والعودة.
أن إنهاء الانقسام اصبح مطلب شعبي من اجل وضع الحالة الوطنية على سكة إنجاز التفاهمات التي تمت حول العديد من المسائل والقضايا، التي سيسندها تشكيل حكومة توافق وطني وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية شفافة وعلى أساس وطني قادر على تأمين مشاركة وطنية لمختلف القوى والاطراف في تحديد المواقف والسياسات الوطنية، بما يحافظ على الوحدة الوطنية بأبعادها السياسية والكفاحية والشعبية ويفتح بارقة أمل في قدرة الساحة الوطنية على السير قدماً على طريق تطوير الفعل الوطني، والهجوم السياسي، والدبلوماسي، والكفاحي، القادرعلى وضع حد للصلف والعنجهية والإجرام الصهيوني ورفع كل مبررات التخاذل الدولي عن معاقبة حكومة الاحتلال على هذه الممارسات التي تتنافى وأبسط قواعد الشرعية والقانون الدولي.
امام كل ذلك علينا ان لا نعول على الزيارات المكوكية الامريكية ، وعلينا ان نرى الشموخ لدى الشعب الفلسطيني والتمسك بالأرض والمقاومة والحقوق الثابتة، وفي الدفاع عن حق الأسرى ومعتقلي الحرية في سجون الاحتلال الصهيوني ،وعدم تعريض حياتهم للخطر بفعل السياسات والممارسات الصهيونية التي تفوق في عنفها وهمجيتها كل ما شهدته البشرية، حيث يحرم السجناء من الحقوق التي توفرها المواثيق والمعاهدات الدولية، فمجرمي الحرب الصهاينة يمارسون شتى أنواع التعذيب والمعاملة اللا إنسانيه حيث شهدت تلك المعتقلات استشهاد العديد من الشهداء وخروج العديد من الأسرى بعاهات كبيرة، إضافة إلى الأحكام التي تصل لمئات السنين، وإعادة الاعتقال والاعتقال الإداري والظروف القاسية على كل المستويات التي يتعرض لها الاسرى والاسيرات الابطال ، فما يتعرض له الاسير محمد التاج عميد اسرى جبهة التحرير الفلسطينية والاسير سامر العيساوي يدق ناقوس الخطر مما يتطلب رفع هذه القضية لكل الهيئات والمنتديات الدولية، لوضع حد نهائي لهذا الواقع المؤلم، الذي يهدد مصير الآلاف من خيرة مناضلي الشعب الفلسطيني، والتي تتعارض مع كل الأعراف والمواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بمعاملة أسرى الحرية كأسرى حرب وعدم إبقاء الكيان مطلق اليدين في جرائمه ضد مئات الآلاف من أسرى الحرية الفلسطينيين والعرب وعلى الأسرة الدولية والعالم أن يتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية لوضع حد لهذه الجرائم والممارسات العنصرية والتي كلفت شعبنا العشرات من الأبطال ومئات المناضلين.
والعبرة الأساس أن تبقى مهمة تحرير أسرانا ومعتقلينا في السجون الصهيونية أمانة في أعناقنا جميعاً كحركة وطنية وشعبية، مما يتطلب دينامية وإستراتيجية قادرة على وضع هذه القضية على سلم أولوياتنا وتحركاتنا في المرحلة القادمة وتجنيد كل الطاقات والإمكانيات لإنجاح هذه المعركة الوطنية الهامة في حياة الشعب والثورة.
ختاما: لا بد من القول ان عظمة الشعب الفلسطيني وإصراره على مواصلة كفاحه واستعداده الغالي لتقديم التضحيات لنيل حقه المقدس في الحرية والعودة، يتطلب الحفاظ على وحدة الشعب والارض والقضية.
من ملف تفريغات 2005 الى ملف التوكيلات
بقلم: اللواء مازن عز الدين - عضو المجلس الاستشاري عن جريدة الصباح
من (فتح) المحُبِطة الى (فتح) المحبَطةَ و منها الى (فتح) القوة و الامل
لقد عقد المجلس الثوري لحركة (فتح) دورة من دوراته التقليدية و كالعادة تحدثوا في جدول الاعمال و مارسوا الانفعالات الضرورية التي يحتاجها الموضوع المحدد في النقاش و انفض الجمع المنتقى و المنتخب من المؤتمر العام السادس حيث صدر عنه توصيات او شبه قرارات و غادروا عائدين من حيث أتوا و لكن السؤال ماذا بعد ذلك؟ و ما العمل لتنفيذ ما اتفق عليه ؟ و من سينفذ ذلك ؟ و هكذا تمضي الايام و الحقيقة يبدأ الحديث في التلاشي التدريجي فاقداً تأثير اللحظة التي كان الجميع اندمج فيها و بعد بضعة ايام من انعقاد اعمال الدورة ليكتشفوا ان شيئاً مما قالوه لم ينفذ و لم يغير شيء عما كان قبل لقائهم و هكذا يبدأ التراكم السلبي و الحديث الذي يصبح محبطآ ينتشر حيث انتشارهم في ساحات انتشار فتح و جماهيرها و يسود الحديث و الحديث المحبط الى الحد الذي يسيطر على الجلسات الثنائية و الثلاثية و مازاد عن ذلك , و بهذا يتجسد مصطلح "فتح" المُحبِطة ليصل الى "فتح" المُحبَطَة اصلآ و الناقمة على كل شيئ الى حدود فقدان الامل . و هنا لابد ان نطل على المشهد الجميل و الرائع و القوى الذي احتلت به جماهير "فتح" جماهير الشعب الفلسطيني في غزة و الذين عكسوا صورة انبعاث الامل و العزم و الارادة لتنشر رسالتها الى العالم البعيد و القريب لتقول لهم ان غزة بكاملها تضمد جراحها و تنهض , و تحمل معها من يرغبون في النهوض و التقدم و كانت رسالتها الى الجميع انها تنتمي للكل الفلسطيني و تطالب الجميع بالوقوف معها و مساندتها و اخراجها من ازمتها ولذلك هي تفوقت على كل مافيها من الكتل المُحبِطة و التي يحيط بها الكتل الاسمنتية المدمرة ,
و تخرج غزة من جراحها و ألامها و تتطلع الى من ؟
بكل تأكيد الى الرئيس ابومازن
و تقول له نحن معك و مع انجازك الكبير في الامم المتحدة نحن معك لأنهاء الاحتلال ... نحن معك لأنهاء الانقسام , نحن معك في كل خطوة تخطوها و ننتصر على فتح المُحبِطة و فتح المُحبطَة , لاننا ننتمي الى فتح القوة و الامل و التحدي "فتح"العملاقة التي لم تستطيع كل القوى الاقليمية و الدولية ان تحتويها او تلغيها , لانها جسدت هوية الشعب الفلسطيني بحق , و لكن غزة تسأل لماذا لم يتم استثمار تدفقها الى ميدان السرايا في ذكري الانطلاقة ؟؟ غزة تسأل لماذا يخرجوها من حالة انتصارها على الانقسام و انتصارها على الاحباط و يدخلوها في ازمات مؤلمة . ان غزة السرايا و التي هي جماهير "فتح" و التي استقبلت حديثك يافخامة الرئيس بالامل و العزة و الشموخ و المحبة , غزة كانت تأمل منك قرارآ بل مرسومآ رئاسيآ يقول , احترامآ لغزة و لجماهيرها الوفية قررنا إلغاء كل ماترتب على الانقسام من اجراءات , و هذا يتضمن مأساة ما اصطلح عليه متفرغين 2005. مما يجعل ذلك لحظة فرح في كل بيت في غزة , لنفاجأ يا فخامة الرئيس , بمصطلح التوكيلات أو (الثمانية الاف) الجدد الذين توقفت رواتبهم تحت ذرائع كثيرة . و هنا نتسائل الم يكن باستطاعتنا ان نسأل الاجهزة المختصة من الذين هاجروا؟ ..... و من الذين لا يستطيعون العودة الى غزة ؟ و نسأل سفرائنا في كل العالم و نقوم باحصائهم ونأخذ الاجراء المناسب .... وليس الاجراء الذي يوقف راتب الاسير و السجين و من يوكل زوجته اومن هو مريض , او ذلك المزروع في غزة و لم يغادرها . لذلك نرجو منك و انت الحكيم فينا و منا و كما اتخذت قرارك بتعين د/سلام فياض رئيسآ للحكومة و لم تأت بأي من ابنائك من "فتح" و كلنا قبلنا ذلك حتى لا نكرس ان غزة لحماس و الضفة لفتح . نرجو منك ان ينتهى والى غير رجعة ملف 2005 و كذلك ملف التوكيلات (الثمانية الاف) , و هذا يجعلنا نتفادى الجرعات المحبطة و استبدالها بجرعات الامل و النهوض و التحدى و اللحمة الوطنية و هذا لا يأتي الا بالقرارات الحكيمة و الشجاعة التى عوتنا عليها .