اقلام وآراء
(320)
الخميس
25/04/2013
مختارات من اعلام حماس
أقلام وآراء (320)
الكتلة الإسلامية والانتخابات الجامعية
لمى خاطر / المركز الفلسطيني للاعلام
الكتلة الإسلامية.. لها ولمن خارجها أقول
محمد القيق / المركز الفلسطيني للاعلام
منظمة التحرير والتمثيل السياسي
طاهر النونو / الرسالة نت
يخافون من التحرير
يوسف رزقة
حرب إسرائيلية أمريكية ضد المسلمين
فايز ابو شمالة / فلسطين الان
الكتلة الإسلامية والانتخابات الجامعية
لمى خاطر / المركز الفلسطيني للاعلام
بعد انقضاء موسم الانتخابات الطلابية في الضفة الغربية؛ لا شكّ أن الكتلة الإسلامية ستكون بحاجة لتقييم الأوضاع السابقة وتجربتها في مرحلة ما بعد الحظر، مراجعة وتصويبا، مع دراسة للعوامل الذاتية والموضوعية التي أفرزت النتائج الأخيرة.
هناك من تصوّر أن الكتلة الإسلامية بمجرد عودتها إلى ميدان العمل الطلابي بعد سنوات من التغييب والإقصاء سيكون بإمكانها أن تحرز الفوز أو أن تبدأ من النقطة التي كانت قد انتهت عندها، والتي سبقتها مراحل مشرقة للغاية كانت فيها الكتلة الإسلامية صاحبة الريادة داخل الجامعات، إن على صعيد بصمات العمل والإنجاز، أو على صعيد أثر مقاومة شبابها على بقاء منسوب شعبيتها مرتفعاً ومتقدّما.
غير أن الواقع الجامعي في ظلّ غياب الكتلة من جهة، وواقع الضفة بشكل عام وقد تبخّرت منها أو كادت ثقافة المقاومة مع تجلياتها المعنوية المختلفة؛ هذان الواقعان ينبغي وضعهما بعين الاعتبار عند النظر في النتائج الأخيرة. وليس لأحد أن يتوقع أن يظلّ الإرث العظيم للكتلة الإسلامية حاضراً في أذهان الطلبة في ظل غيابها أو إقصائها، ولا أن يؤدي استهداف الاحتلال لعناصرها إلى جلب تأييد معنوي كبير لها في وقت تراجعت فيه قيمة التضحية داخل المجتمع، وغابت إفرازات المقاومة على الوعي العام.
من جهة أخرى، من الطبيعي أن تكون توقّعات تقدّم الكتلة متواضعة عندما يغيب تنظيم حماس في الضفة، والمظاهر الميدانية من حين لآخر التي تشي بحضور الحركة لا تقول كلّ الحقيقة، لأن الحضور الحالي في الميدان إنما يعتمد على وجود حماس كتيار متجذّر له امتدادت شعبية، وليس على وجودها كتنظيم، فمنذ عام 2006 والاحتلال يجتهد في الملاحقة المباشرة والفورية لكل بوادر تشكيل أي جسد تنظيمي لحماس في الضفة، تماماً كما أن السلطة والأجهزة الأمنية ما زالت عملياً تعامل حماس كتنظيم محظور، بدليل أنها تبادر لتجفيف جميع منابعها وخصوصاً المالية، حتى لو كانت مخصصات للأسرى أو عائلات الشهداء.. أما الحرية النسبية التي تتمتع بها الكتلة داخل الجامعات فمردّها سلسلة الاعتصامات الجماعية المفتوحة التي نفّذها طلاب الكتلة في جامعتي بيرزيت والخليل وغيرهما إلى أن انتزعوا تعهّدا بوقف الملاحقة على خلفية النشاطات النقابية داخل الجامعات.
بمعنى أن الكتلة الإسلامية لا تستند في عملها إلى تنظيم حماس (غير الموجود) ولا تحظى بدعمه، بل يتركّز عملها على مبادرة من شبابها داخل الجامعات، وفي كثير من الأحيان يجري تمويل بعض الأنشطة من جيوبهم الخاصة وتبرّعات مناصريهم! وهو ما يغاير واقع كتلة طلابية كحركة الشبيبة يتجنّد لدعمها تنظيم فتح على مستوى الضفة إضافة إلى الأجهزة الأمنية.
ورغم صعوبة هذا الواقع إلا أنه ينبغي ألّا يُحيل الكتلة الإسلامية عن ضرورة أن تظل حاضرة في الميدان؛ تعمل وتنافس وتخدم الطالب وتريه صورة مشرقة عن نفسها، ليتعرف الطالب عليها عن قرب بعيداً عن التشويه، وليلمس بصماتها في مختلف الميادين، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن ما يلزم في هذه المرحلة الكثير من العمل النقابي والنشاط الوطني العام، والقليل من التنظير السياسي، ولا ينبغي أن يظلّ الخلاف السياسي غالباً على النفَس الطلابي داخل الجامعات، كما أن هناك ضرورة لأن تقدم الكتلة الإسلامية رؤية وحدوية، تبين أن جميع الكتل ورغم كل التباينات تستطيع التوافق والتوحد على قاعدة القضايا المجمع عليها والتي ينبغي أن يكون الشباب أصحاب الريادة فيها مثل الأسرى والقدس والاستيطان ونحو ذلك، لأن هذه المرحلة تتطلب جهودا شبابية موحدة للارتقاء بواقع العمل الجامعي للحركة الطلابية بشكل عام، والعمل الميداني المشترك يقرب بين الجميع ويخفف من التوتر والتباينات التي تظهر بحدّة بالغة في مواسم الانتخابات، فليس مطلوباً من جمهور الطلبة أن يكونوا ناطقين باسم فصائلهم، بل أن يلتفتوا أولاً لما هو مطلوب منهم كحركة طلابية إن على صعيد العمل النقابي، أو النشاط الوطني العام.
وبالنسبة للكتلة الإسلامية؛ فحين يظهر قدر تمايزها من خلال نشاطها، ستبدأ بحصد الإنجازات، حتى وإن كان الواقع في غير صالحها، وحتى مع الترهيب الأمني وملاحقة الاحتلال، أما الغياب والجمود واختلال الأولويات، في ظل واقع محارِب لها، فلا يمكن أن يكون لصالحها، حتى وإن كانت حماس كحركة تحقّق إنجازات ملموسة على صعيد المقاومة، كصفقة وفاء الأحرار وحرب حجارة السجيل!
الكتلة الإسلامية.. لها ولمن خارجها أقول
محمد القيق / المركز الفلسطيني للاعلام
ربما يقرأ البعض عودة الكتلة الإسلامية للعمل في جامعات الضفة الغربية من الباب السياسي، وله الحق في ذلك، غير أن عودة العمل والنشاطات لها تتضمن كلمات سر كبيرة ومهمة في الساحة الفلسطينية وعلى كافة الأصعدة، حيث إن إطارا يحمل فكرا إسلاميًا يغيب عن ساحة جامعات تحتضن طلبة وطالبات كان له أثر سلبي كبير على المستوى الفردي للطلبة والمستوى الجماعي للوعي العام للمجتمع بما فيه الطلبة.
ولعل أهم مكونات العمل الفكري الذي تحمله الكتلة الإسلامية هو المشروع الدعوي ونشر الوعي الإسلامي بين الطلبة والطالبات، الأمر الذي يعود بالنفع على المجتمع بشكل عام من خلال الأخلاق الحميدة ونبذ السلوك السيئ الذي تروج له بعض الجهات ووسائل الإعلام لتحل مكانها ثقافة وأخلاق تربى عليها المواطنون.
كما أن من هذه الفوائد ما يعود على أبناء الكتلة الإسلامية أنفسهم حيث إن الكتلة عبارة عن قيادة وعناصر ومناصرين، فتعزيز تواجدها وتواصلها ومشاريعها يقوي الفكر الدعوي لدى هذه الشرائح وهذا المطلوب بشكل مهم لأن العلاقة مع الله -عز وجل- هي أسمى العلاقات التي من خلالها يتم نيل المراحل التالية، وهذا السلوك وتهذيبه ومراجعته ونقده ذاتيًا في أروقة الكتلة ليس خطأ أو كبيرة، بل هو واجب من ينخرط في العمل الدعوي مضمونًا لا شكلًا لأن المسلم دائم المحاسبة لنفسه، ومن خلال هذا السلوك سيكون هناك تأثير مباشر على فئات أخرى في الحرم الجامعي وهم الطلبة والفصائل، وهذا يسمو بالفصائل الأخرى ويوسع العلاقات الطيبة ويهمش الجوانب السلبية في العلاقات، ما يعطي نموذجًا يحتذى من قبل الطلبة حينما يكون أبناء الكتلة مترجمين لفكرهم ودعوتهم واقعًا أمام الطلبة في النشاطات والسلوك والحياة اليومية لأن الإسلام منهاج حياة.
وعلى صعيد المجتمع يتعزز الفكر الطيب والإيجابي في نفوس الطلبة ما يعود بالفائدة على أسرهم وإخوانهم وأخواتهم، وهذا واجب الكتلة ليس منة منها لأنها تحمل الأمانة الدعوية ويجب أن تصل لكل الطلبة من باب "دعاة وليس قضاة"، فيصبح العمل الماجن منبوذًا بعد أن تسلل تشجيعه للمواطنين بفعل التضليل الإعلامي الممنهج والممارس على المواطنين.
ولعل الجانب المهم أيضا هو القضية الفلسطينية التي تحولت فيها الأنظار نحو التجاذبات بتعمد أو بقصر نظر، وفي التجاذبات يضيع عمل العاملين ويعلو صوت الغوغائيين، وبعودة الكتلة سيكون هناك ترسيخ معادلة إعطاء الحجم المناسب لكل فئة، وهذا تعزيز للمقاومة التي حاول البعض تحويلها إلى ورود تنثر في الضفة على جيبات الاحتلال بحجة المقاومة السلمية، وألغوا من قاموسهم المقاومة الشعبية التي تضم الحجارة والحارقات والمقلاع والسلاح والعبوات واقتحام المستوطنات والسكاكين والأحزمة الناسفة، لا لشيء إلا للحفاظ على مكتسبات شخصية، فعودة الكتلة الإسلامية للعمل تعزز روح المقاومة وتكشف زيف العابثين الذين فشلوا في أن يقزموا القضية إلى معادلة انقسام وتقاسم ومشاكل داخلية وغيرها.
أحترم كثيرا صندوق الاقتراع رغم أنه غير مصان في أجواء ترهيبية في الضفة الغربية، غير أن التذمر والشكوى لغير الله مذلة، فلتمضِ الكتلة الإسلامية على صعد ثلاث: علاقة روحانية وتجسيد لنموذج الطالب الداعية في عمله وعلمه وأخلاقه وعلاقاته وعلى صعيد خدمة الطلبة والابتعاد كثيرا عن الشعارات لأن حرب الشعارات يفوز فيها الغوغائيون؛ وصعيد ثالث أن أعيدوا للجامعات هيبة الدم الذي نزف في قلب الكيان الصهيوني وأن جددوا البيعة لأسرى وشهداء كانوا بينكم وأعدوا لعدوكم وأذنابه ما استطعتم، ولعل نشاطاتكم قوة، ودعوتكم قوة، وأخلاقكم قوة، وعملكم بهدوء قوة، وقربكم من الله عزة وطريق منارة، فلتنفضوا غبار أيام خلت ولتتوقف رغم جراحها معادلة الظروف السياسية خارج الجامعات ولتمضوا في مهمة تعرفونها جيدا، فها هو ميدانكم وها هو عام كامل أمامكم قبل انتخابات جديدة قد توصلكم إلى رأس التمثيل الطلابي إذا طبق ما ذكر سابقا، وقد تبقيكم ضيوفا غرباء على عمل نقابي كنتم فرسانه إذا تناقلتم ما ذكر وتجاهلتم مضمونه.
منظمة التحرير والتمثيل السياسي
طاهر النونو / الرسالة نت
كلما رشحت الأنباء عن نوايا قائد أو زعيم أو مسئول لزيارة قطاع غزة أو تناثرت أحاديث عن زيارة لمسئول في الحكومة بغزة الى أي بقعة في العالم سرعان ما تبدأ جملة من الاحتجاجات والاتصالات والضغوط من قبل حركة فتح وفصائل منظمة التحرير وانتقادات زمرة من المطبلين والمحللين في وسائل الاعلام عن مضار هذه الزيارة ونوايا الزائرين واذا ما حدث الاصرار تبدأ المرحلة الثانية متمثلة في الاتهامات الجاهزة والمفصلة وعبارات التخوين والردح لمن تسول له نفسه اختراق (وحدانية التمثيل) لسلطة منظمة التحرير ومؤسساتها.
ان أي نظام سياسي في العالم مكون من مؤسسات يجري انتخابها لاداء وظائف معينة وتنال الثقة من الجمهور وفقا لهذا الدور ولفترة زمنية تحددها الدساتير ، وطبيعة النظام السياسي الفلسطيني المعقدة خلقت انماطا من التداخل بين مؤسسات السلطة التي انشأت داخل الارض الفلسطينية المحتلة بعد اتفاقات اوسلو ومؤسسات منظمة التحرير بعدما كانت الشرعية الفلسطينية هي شرعية المقاومة وهي الشرط للمشاركة التمثيلية في مؤسسات المنظمة (سابقا).
ويمكن الاشارة الى انه لم يحدث سابقا ان جرت انتخابات لمؤسسات المنظمة، فالمجلس الوطني تم تشكيله بالتعيين من الفصائل والقيادات والمؤسسات وفق كوتات معينة، ولا تتم انتخابات للجنة التنفيذية التي يتم اختيارها بالتوافق وبالتصفيق كما شاهدنا سابقا وهي حاليا لا تضم قوتين رئيستين في الساحة هما حماس والجهاد.
اما مؤسسات السلطة فوفق القانون هي قسمان مؤسسة الرئاسة والمجلس التشريعي وقد جرت لهما انتخابات مباشرة من الشعب افرزت رئيسا من فصيل وبرلمانا بأغلبية من فصيل آخر ولعل من اهم اسباب حالة الانقسام التي نعيشها اصرار البعض الانقلاب على نتائج الانتخابات وحصر التمثيل السياسي في مؤسسة الرئاسة وعدم الاعتراف بشرعية الوجود والتمثيل ومنهج الاقصاء والتفرد ومحاولة احتكار القرار السياسي وعدم الايمان بالشراكة كأساس للعلاقات الوطنية، وقد تجلى ذلك بعد الانقسام عبر تشكيل حكومة ( غير شرعية ) في الضفة من قبل الاغلبية البرلمانية وبدون موافقة ممثلي الشعب وفق ما يقرر الدستور الفلسطيني كي تغتصب التمثيل والقرار السياسي.
والمثير انه بدلا من البحث عن قواسم مشتركة للعمل السياسي واصلت حركة فتح وحلفاؤها دورة الاقصاء والتفرد بالقرار السياسي مع استمرار الرفض وتعطيل كل محاولة لاعادة بناء المنظمة وفق اسس ديمقراطية وانتخابية؛ لان النتيجة معروفة، ان احتكار التمثيل والقرار من قبل فتح سينتهي وقد تتعرض بعض القوى "عالية الصوت " الى الانقراض بدليل الانتخابات الطلابية التي افرزت كتلتين فقط وكتلة او اثنتين مجهريتين والاخرى اختفت.
والادهى ان قيادة فتح لا تستخدم (وحدانية التمثيل) من اجل اعادة الحقوق بل استغلته للتفريط بالحقوق في سابقة غريبة عالميا فدور القيادة في أي مكان هو الحفاظ على حقوق الشعوب وليس التفريط بها وليس ادل على ذلك مما قامت به قيادة المنظمة بالتنازل عن 78 % من ارض فلسطين في اتفاق اوسلو، ثم المساومة على حق العودة والتفاوض على ما تبقى من 22% من الارض، رغم ان القيادة الحالية للمنظمة لا تكتسب أي شرعية انتخابية بل تستمد كل شرعيتها من اعتراف غير الفلسطينيين بها بينما من حركة حماس التي انتخبت مباشرة من الشعب ترفض الولايات المتحدة التعامل معها وتفرض على الاقليم ذلك وتختار بنفسها ممثلين عن الشعب الفلسطيني في سابقة جديدة في تحديد الصفة التمثيلية للدول.
ان استمرار حركة فتح بذات السلوك في احتكار التمثيل والقرار السياسي الفلسطيني لن يكتب له الديمومة فالاستقواء بالخارج والمؤثر الدولي بناء على الدور الوظيفي انما هي عوامل مؤقتة ومتغيرة والخارطة السياسية للمنطقة لما تكتمل ولابد من قراءتها جيدا فما كان متاحا في السابق، امكانية تغييره ليست معدومة او مستحيلة.
يخافون من التحرير
يوسف رزقة
(التهديدات التي نواجهها تزداد صعوبة يومياً) ؟! هذا القول لبيبي نتنياهو رئيس دولة الاحتلال الدولة الأكثر تسليحا في الشرق الأوسط والدولة التي تملك رؤوسا نووية والتي تلقت بالأمس فقط دعما ماليا لصناعتها العسكرية بقيمة 6.4 مليارات دولار من واشنطن، والدولة الوحيدة التي تملك القدرة على تزويد طائراتها بالوقود وهي تحلق في السماء ،هذه الدولة المدججة من رأسها لأخمص قدميها بالعتاد العسكري والسلاح المتقدم وهذه الدولة التي يكون فيها الأب والابن والبنت والجد والحفيد تحت السلاح تخاف التهديدات، وتقول إنها تزداد صعوبة يوميا طرق مواجهتها، فلماذا يا ترى هذه الحالة التي تتحدث عن التطور اليومي وليس التطور السنوي ؟!
الإجابة عن حالة الخوف هذه تكمن في الأساس وفي الجوهر في وجود هذا الكيان المحتل على أرض لا يملكها، في وسط عربي وإسلامي يمتلك عقيدة التحرير عاجلا أو آجلا ،كما يمتلك عقيدة التوحيد بل إن عقيدة التوحيد هي التي تفرض عليه قضية التحرير وتجعل من التحرير قضية دين قبل أن تكون قضية وطن، بل إن الوطنية الفلسطينية تتماهى مع التكوين الديني للأمة العربية والإسلامية ومن ثم فإن وجود الكيان نفسه خطأ يجب تصحيحه وإزالته، ولأن الأمر كذلك، ولأن المحتل يدرك ذلك، ولأن تطورات المنطقة العربية تتجه نحو امتلاك عناصر القوة، واستقلالية القرار، ولأن التقدم التكنولوجي والصاروخي لم يعد ملكًا حصريًا لدولة الاحتلال وحلفائها في الغرب كان من الطبيعي أن يتحدث نتنياهو عن تزايد التهديدات وتزايد صعوبة مواجهتها، وهذا أمر كان يجب على قادة الكيان الغاصب أن يدركوه يوم تأسيس كيانهم على الأرض الفلسطينية وكان يجب أن يدركوه بعد أن توقفت حركة انتصاراتهم بعد هزيمة 1967 التي غيرت وجه المنطقة، ودرجة التفكير، ووجه الإنسان.
بالأمس حزب الوسط الأردني يطرد من عضويته النائب (محمد العشا) لأن زار دولة الاحتلال، واجتمع مع شمعون بيرس، وعبّر عن التطبيع الذي يرفضه الأردن الشعب، كما ترفضه الشعوب العربية .هذا نموذج لشعب عربي نظامه يقيم اتفاقية سلام مع الكيان المحتل المغتصب، فيكف الحال بشعوب عربية تنكر التطبيع ولا تقيم اتفاقيات مع دولة الاحتلال.
إنه من الطبيعي أن تتزايد فرص تحرير الأرض الفلسطينية كلما تقدم عمر الدولة العربية نحو الشيخوخة، من الطبيعي أن تشعر دولة الاحتلال بتهديدات جديدة في الجولان وفي دول الإقليم بعد أن صمتت الجولان أربعين عاماً، الوضع الطبيعي أن تتقدم فكرة التحرير نحو الأمام، والطبيعي أن يتزايد شعور المحتل بقرب زوال كيانه رغم ترسانة السلاح التي يمتكلها، فالدول والحضارات لا تبقى ثابتة بقوة السلاح وقوة النيران.
حرب إسرائيلية أمريكية ضد المسلمين
فايز ابو شمالة / فلسطين الان
في (إسرائيل) يؤكد لواء الأبحاث في الاستخبارات العسكرية أن نظام الأسد تجاوز الخط الأحمر، واستخدم السلاح الكيماوي ضد المعارضة، إنهم يستعجلون التدخل الأمريكي في الحرب الدائرة على الأرض السورية، بينما في أمريكا غاضبون من ذلك، وينفون استخدام الأسد للسلاح الكيماوي، ويحسبون خطواتهم بدقة أكثر، إنهم يفضلون أن تتآكل سوريا من الداخل أكثر، وأن تضعف أكثر قبل أن تمتد اليد الأمريكية والإسرائيلية لقطف الثمرة.
وفي (إسرائيل)، ووفق تقديرات الحكومة الإسرائيلية يقول "تساحي هنجبي" المقرب من نتنياهو: إن إيران قد تجاوزت الخط الأحمر فيما يتعلق بالسلاح النووي، ليعزز ما قاله عاموس يادلين: إن إيران قد تجاوزت الخط الأحمر الجديد الذي رسمته لها (إسرائيل)، إنهم بذلك يستعجلون التدخل الأمريكي ضد إيران، ويستحثونها على ذلك، بينما في أمريكا يؤكدون: إن النووي الإيراني ما زال قيد المعالجة الدبلوماسية، ولا حاجة للسرعة.
وفي (إسرائيل)، أثناء استقبال وزير الدفاع الأميركي هيجل، حذر نتنياهو من شيئين:
أولاً: قيام إيران بتسليح منظمات المقاومة بأسلحة متطورة.
ثانياً: محاولة إيران التسلح بأسلحة نووية.
وفي أمريكا التي تختلف مع (إسرائيل) حول زمن التدخل ضد سوريا وإيران، في أمريكا يوافقون بلسان وزير الدفاع الأمريكي هيجل على ما قاله نتنياهو، بل يضيف هيجل: إنني أؤمن أننا معا من خلال عمل مشترك تقوم فيه حليفتان وصديقتان، نستطيع أن نعمل بما يخدم دولتك ودولتي ويحوّل المنطقة إلى منطقة أكثر أمانًا، ويجعل (إسرائيل) أكثر أمانًا ضمن هذا التنسيق الأمريكي الإسرائيلي القائم على جعل المنطقة أكثر أمناً حفاظاً على أمن (إسرائيل)، يعتبر فتح الأجواء الأردنية للطيران الإسرائيلي فيما لو تحقق، تجاوزاً للعقيدة الإسلامية التي لا تجيز نصرة اليهودي على المسلم؛ مهما كان انتماؤه وولاؤه.
وضمن هذا السياق، فإن الإشراف الأمريكي على تدريب وحدات أردنية للتدخل السريع في سوريا، يعتبر تلويثاً لروح الأمة العربية التي لا تجيز مناصرة أعدائها.
وضمن هذا السلوك، فإن تزويد أمريكا للترسانة العسكرية الإسرائيلية بأسلحة متطورة لا تتواجد إلا في يد الجيش الأمريكي، يعتبر مؤشراً على بدء الاستعدادات الجدية للقوات الأمريكية الإسرائيلية لحرب قذرة؛ تختلط فيها أوراق العداوة والصداقة، حرب لا هدف لها إلا تدمير طاقة الأمة الإسلامية، مع تفجير فتنة طائفية تمتد لسنوات، ترتج معها الرؤية السياسية، وتتغير فيها التحالفات القائمة، ولاسيما أن تدمير محور الشر هو عنوان هذه الحرب الخائنة كما قال رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يادلين.
إن حرباً تؤسس للأمن الإسرائيلي هي حرب معادية للمسلمين جميعاً على اختلاف طوائفهم، وهي حرب معادية للعرب جميعهم على اختلاف مذاهبهم، وهي حرب معادية للفلسطينيين على اختلاف انتماءاتهم الجغرافية والحزبية والسياسية.
