-
1 مرفق
اقلام واراء محلي 395
اقلام واراء محلي 395
في هذا الملـــــف:
تغريدة الصباح - ظمأٌ أعمق
بقلم: عدلي صادق - الحياة
عندما يطق شرش الحياء
بقلم: فؤاد أبو حجلة - الحياة
الفريق المجايدة وشرف العسكرية الفلسطينية
بقلم: يحيى رباح - الحياة
القدس في دائرة الخطر الحقيقي
بقلم: بهاء رحال - الحياة
تحيا «الخبيزة»
بقلم: المحامي جواد بولس – القدس
القدس وغزو المستوطنين
بقلم: خيري منصور - القدس
.. والقرضاوي دخل غزة بإذنٍ إسرائيلي !!
بقلم: عبد الناصر النجار - الايام
سقوط وطني... سقوط أخلاقي
بقلم: صادق الشافعي - الايام
عن ضواحي القدس وحال باقي الوطن
بقلم:صلاح هنية - الايام
"الآكشن" الفلسطيني..
بقلم : رامي مهداوي - الايام
كلّما
بقلم: د.ناصر اللحام - معا
تغريدة الصباح - ظمأٌ أعمق
بقلم: عدلي صادق - الحياة
عندما أراد الشاعر، تعزيز إطرائه للمحبوب، بملمح الثقة العالية بالنفس، زاد فقال إنه “واثق الخطوة يمشي ملكاً”. وجَرَت العبارة على الألسن، بعد أن أسمعتها للناس أغنية كلثومية شجيّة، لكي يرددها كل من يتوخى وصفاً أقصى، لحال الثقة بالنفس. هي تذكيرٌ للإنسان، بأجمل وأرفع ما فيه. إن هذه القيمة الإنسانية، لا تتوافر دون إحساس الواثق بقيمة جَوهرِه، حيال من هم في فضائه. مثل هذا الإحساس، يسكن روحه وينعكس في كل حركة وموقف، وفي كل سكون. فلا شىء يرهب المرء، وهو يسعى في مناكبها، إن كانت تصرفاته تنبع من ذاته. أما عديم الثقة بالنفس، فإنه يعيش في شجار دائم، بين خواطره وطبيعته البشرية، طالما أن آراءه تخالف إدراكه للصواب بينه وبين نفسه. إن مِثْل هذا، يلازمه القلق، من أمر لا قدرة له على تشخيصه!
وعندما يكون الإنسان، قادراً على نبذ الرديء من النوايا والتطلعات؛ يضعف لديه الشعور بأن العيون تلاحقه، وأنه ضعيف مطعون في شخصه وفي جدارته، وأن الآخرين يراقبون ويلحظون أخطاءه أو انحرافه. وإن كان جَلَّ من لا يُخطىء؛ فلا يكترث الواثق حين يقع في الخطأ ويأسف له. ولكن شتّان بين من يحرص على ألا يخطىء تحاشياً للوم الآخرين؛ ومن لديه العزم نفسه، توخياً للرزانة والرشاد والعدالة. فللثقة بالنفس مفاتيح، أولها أن تتكثف روحه، فتجعله ينظر الى نفسه كإنسان لم ولن ينتهي مسعاه الى الفشل، وأن يستمع الى حديث الذات، لأن كثيرين ينقصهم التأمل ومحادثة النفس، وبالتالي يديرون أمورهم برعونةٍ، تصل بهم الى تزعزع الثقة بالنفس. فثمة مسؤولية تقع على عاتق الإنسان لكي يرتفع بقيمته المعنوية. لعله يدركها بأحاديث متفائلة وباسمة، في الصباح، تنأى عن الحسد والطمع والتشاؤم، وما يذهب به كواحد من البَشَر، الى الضآلة والاهتزاز. ثم إن الوعي بطبائع الحياة، يقي النفس من قلق المقارنات الشخصية. فالآدميون يتنوعون. ومعشر الكتّاب والأدباء والفنانون ـ مثلاً ـ متدرجون في الإجادة، غير أن كلاً منهم، يملأ خانته ويؤدي دوره. فلن يفلح كاتب ولا أديب ولا مبدع، إن لم يبتهج كلما وُلد قلم أو ظهرت موهبة. ولو أخذت الهواجس كاتباً أو أديباً أو فناناً الى مقارنات بين نفسه وسواها، فإنه سيدخل في متاهةٍ لن يخرج منها إلا منكسر الثقة بالنفس. أما إن اهتم بقدرته هو، وبما يستطيع إبرازه وتطويره، متنبهاً لمواضع القوة والضعف في أدائه؛ فلن يخيب له مسعى!
مررنا باختبارات عسيرة، منها ما طواها النسيان، لأنها مجرد لقطات اختبار، ومنها ما هو غائر على الرغم من قِدمه. إن الرأي والانحياز للصواب، جلابٌ لمكائد الخطّائين من حوله. والخطّاؤون عن قصد وترصد، فاسدون حُكماً. وليس أبهج لنفس السويّ الكيّس، من أن يحقق انتصاراً على الصعيد المعنوي. ولكل انتصار من هذا الطراز، خطوتان، الأولى أن يصمد، وأن يلوذ الى ثقته بنفسه، والثانية أن تصل مآلات الفاسد الى سقوط مدوٍ، فيكون دعاء الواثق لمن سقط: اللهم إنا لا نسألك رد القضاء، ولكن نسألك اللطف فيه!
قرأت جبران خليل جبران مبكراً. استهوتني شاعريته وأستفهاماته التقريرية، التي تحض على الفكرة التي يكون في سياقها. فلسفة الحب، عنده، بديعة وذات منحى روحاني، فـ”المحبة لا تعطي إلا نفسها، ولا تأخذ إلا من نفسها”. وهي ملازمة لمن يحملونها، حتى تبدد أيامهم أجنحة الموت البيضاء. وواحدة أشجار السرو (السروة) والسنديانة لا تنموان الواحدة في ظل رفيقتها!
الدنيا دار ممر، سواء آمن الإنسان بدار المستقر أم لم يؤمن. ليكن هذا الإنسان واثقاً من نفسه في رحلة المرور، لأن الثقة ترفده بظمأ أعمق.. للحياة!
عندما يطق شرش الحياء
بقلم: فؤاد أبو حجلة - الحياة
ما حدث في عمان ليلة الأربعاء يكشف بشاعة التشويه الذي طال المجتمعات العربية ويؤشر على تحول خطير في مسار المحاولات الاسرائيلية لاختراق الشارع العربي، ويبدو أن دولة الاحتلال قررت عدم الاكتفاء بعمليات التجسس والتخريب التي يمارسها الموساد في العواصم العربية، والغارات والاعتداءات المسلحة التي يشنها الجيش الاحتلالي على أراضي الدول العربية لتبدأ مرحلة جديدة من التخريب العلني من خلال اللجوء الى اختراق الشارع وتوجيه فئات هامشية إلى مجموعات ضاربة تدافع عن اسرائيل وتتبنى التصدي لأعدائها.
هكذا أقرأ خبر قيام مجموعة من البلطجية بالاعتداء على شبان معتصمين أمام سفارة اسرائيل في عمان وتحرشهم بالمحتجين على الانتهاكات الاسرائيلية لحرمة القدس والمسجد الأقصى.
نتيجة سنوات طويلة من الفقر والتخلف وانعدام التنمية ظهرت في الشارع العربي مجموعات كبيرة من البلطجية أو الشبيحة أو الزعران الذين يتولون تنفيذ المهمات القذرة لصالح من يدفع، وقد رأينا هؤلاء في أكثر من عاصمة وفي غير موقعة مخجلة منذ بداية ما يسمى بالربيع العربي.
هؤلاء لا حدود لتخريبهم لأنهم لا يلتزمون بنهج سياسي ولا يحتكمون الى ضمير ولا يملكون من المعرفة والوعي ما ينقلهم من هذا الانحطاط الأخلاقي ويمكنهم من استشعار الوجدان الشعبي في بلادهم.
في الواقع يعتز هؤلاء بتخلفهم ويشعرون بالطمأنينة كلما اقتربوا أكثر من حالة البهائم السائبة، وهم لا يخافون أحدا لأن السلطات لا تطاردهم ولا تعتبرهم خطرين على الأمن الوطني في البلاد التي يعيثون فيها فسادا.
تواصل اسرائيل استثمار مخرجات الربيع العربي، ويبدو أن دولة الاحتلال التي جندت سياسيين عربا ورجال أعمال يبيعون كل شيء قررت الاستثمار السياسي في الشرائح والفئات المجتمعية المعروضة للايجار في العواصم العربية.
بالطبع سيتحرك هؤلاء للاعتداء على المحتجين أمام سفارات أميركا في الدول العربية وسيتطوع بعضهم لما هو أكثر من ذلك تحت غطاء الصمت الرسمي العربي على قباحاتهم.
وسيظل الرسميون العرب يلوكون تصريحاتهم السخيفة واداناتهم المضحكة لجرائم اسرائيل.
الفريق المجايدة وشرف العسكرية الفلسطينية
بقلم: يحيى رباح - الحياة
يرحم الله الفريق عبد الرازق المجايدة الذي غادرنا قبل أيام بعد أن أمضى خمسين سنة كاملة تحت السلاح، منذ أن ذهب إلى الكلية العسكرية في القاهرة، وكان من أوائل الشباب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يذهب إلى الكلية العسكرية المصرية ليكون ضابطاً في أول تشكيل يحمل اسم القوات الفلسطينية، وقد اشترك اللواء المجايدة في كل الحروب والمعارك التي اندلعت على خلفية القضية الفلسطينية أو بسبب تداعياتها المستمرة، بصفتها القضية الأم والمحرك الأول لمصير ومستقبل هذه المنطقة حتى ولو كره الكارهون، وقد شارك في حرب عام 1956 «العدوان الثلاثي»، التي شاركت فيها بريطانيا وفرنسا مع إسرائيل، واستهدفت قطاع غزة بالاحتلال كما استهدفت صحراء سيناء والدلتا المصرية وصولاً إلى بورسعيد التي حدثت فيها معارك طاحنة لا تنساها ذاكرة التاريخ الإنساني.
و قد تصادف أن مدينة خان يونس وهي مسقط رأس الفريق عبد الرازق المجايدة بصفته واحداً من أبناء عائلاتها المرموقة، قد دخلت هي الأخرى حالة من الحضور المتوهج في تاريخنا الفلسطيني المعاصر، بسبب صمودها الكبير في وجه المجزرة الإسرائيلية، وبطولة مقاتليها المميزين سواء الفدائيين أبطال العمليات الخاصة الذين كان يقودهم في ذلك الوقت الضابط المصري المتميز مصطفى حافظ، أو رجال الكتائب الفلسطينية التي كانت حديثة العهد في التشكيل، ولكنها أبلت بلاء حسناً في تلك الحرب التي شاركت فيها أهم القوى الدولية «بريطانيا وفرنسا» إلى جانب الجيش الإسرائيلي.
و على امتداد خمسين سنة من الخدمة العسكرية، الخدمة تحت السلاح، ظل الفريق عبد الرازق المجايدة يتدرج في رتبه العسكرية، وفي المهمات التي تولاها، كمحارب في الميدان، في الجبهات العسكرية الممتدة من جبهة قناة السويس إلى معركة اجتياح بيروت في عام 1982، إلى معركة حصار طرابلس في شمال لبنان عام 1983، والمواجهات التي جرت مع ظاهرة الإنقلاب الدموي الذي احتضنته سوريا، وصولاً إلى المواجهات العسكرية التي جرت في قطاع غزة حتى بعد قيام السلطة الوطنية والتي استشهد فيها زملاء كبار له كانوا يعتبرون من الملامح الأساسية للعسكرية الفلسطينية مثل اللواء أحمد مفرج، يرحم الله الجميع.
السمة الأساسية التي كرسها الفريق عبد الرازق المجايدة هي سمة الجندي المحارب، الجندي المخلص طيلة الوقت للقسم العسكري للشرف العسكري، يؤدي واجبه بإتقان، وابداع، وتفان، تحت لواء قيادته الوطنية الشرعية، دون أن تزحزحه الرياح التي تهب في ساحتنا الفلسطينية المعقدة، شديدة التداخل، والتي تعصف بيقين الكثير من الرجال الأشداء في بعض الأحيان.
الفريق عبد الرازق المجايدة ظل طيلة خمسين سنة من الجندية، من الخدمة تحت السلاح، نموذجاً للانضباط في أرقى حالاته وللالتزام في أعلى درجاته، ولهذا السبب كان دائما مثار الاحترام والتقدير، ونموذجاً للكفاءة والثقة، ومفعماً بالصدق والتوازن حتى في تلك اللحظات التي يفقد فيها أعتى الرجال قدرتهم على الصمود والصدق.
و هو، كرجل عسكري، أوفى للشروط ونماذج الممارسة الراقية التي يتطلبها هذا الاختيار، فحين يختار الانسان عن سابق إصرار وترصد أن يندرج في سلك الجندية، وفي الخدمة تحت السلاح، فيجب أن يتحلى بكل المناقب التي تجعله أهلا لذلك، والتي تجعله بوصلة وطنية لا تضل الاتجاه أبداً!
و هكذا كان الفريق عبد الرازق المجايدة منذ أن تخرج من الكلية العسكرية برتبة ملازم ثان وحتى وصوله إلى أعلى المراتب والمهمات العسكرية في مسيرة ثورتنا الفلسطينية المعاصرة، وفي الطريق إلى تحقيق أقانيمنا الثلاثة المقدسة «الوطن والكيان والهوية» بدأ بدولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
من المؤكد أن هذا النموذج الوطني سوف يعيش في ذاكرتنا لفترة طويلة، وسوف يحضر في الوجدان الجمعي للشعب الفلسطيني من خلال سيرته الطيبة، وسوف يكتب الكتاب عن تجربته، وعن شرف العسكرية الفلسطينية التي كان أحد رموزها، فله الرحمة ولذكراه الخلود.
القدس في دائرة الخطر الحقيقي
بقلم: بهاء رحال - الحياة
أرض القداسة والحضارة ومهد الرسالات السماوية وعاصمة التاريخ المنبعث من عمق التكوين تقف في المواجهة وحدها بعدما أحاطها الاحتلال بجدار الفصل العنصري وسلسلة المستوطنات التي تلفها من كل اتجاه حتى عزلها عن محيطها العربي وبقيت وحيدة تصارع المحتلين الاغراب تارة وتارة أخرى تستكين وتبكي عرباً باعوا روحهم وضمائرهم واكتفوا بالشجب والاستنكار والإدانة لعدو لا يكترث لضجيج القمم والمؤتمرات ولا يستمع لنداءاتهم بل يمضي في سياساته العنصرية ويسخر كل امكانياته الدولية والإقليمية ونفوذه المالي والاقتصادي والسياسي للاستيلاء على كل شبر في المدينة المقدسة بينما العرب منشغلون في أوطانهم فالبعض منهم يصارع ما يسمى بالربيع العربي والآخرون يتربعون على عرش النفط ومدخرات تصرف في حاناتهم ولا يصرف للقدس دولاراً واحداً.
دقت ساعة الخطر الحقيقي وصارت المدينة المقدسة وجهاً لوجه في مرحلة الحسم الذي أرادته دولة الاحتلال بهذا الشكل والسيناريو المعد مسبقاً والمخطط له منذ زمن بعيد أن يكون في الزمن البائس الذي فَقدت فيه القدس كل مقومات الصمود والتواصل، وعُزلت عن عمقها ومحيطها العربي وعاشت كل هذا الزمن الغريب المنكسر الذي أحاط بها من كل اتجاه وصارت القدس عاصمة العواصم وبلد الانبياء ووطن الحجيج والرسالات السماوية بلا زائرين وبلا حجيج إلا القليلين الذين يجاهدون بإيمانهم عند كل صلاة حتى يتمكنوا من الوصول الى أقدس بقعة بالعالم وليحافظوا على لغة المكان اولئك هم المقدسيون الذين ما زالوا يتمسكون بالقدس ويمسحون دمعها الباكي كل صباح وكل مساء.
يزداد التهديد الحقيقي للقدس التي في كل يوم تراها تزداد حزناً وهي تعيش حالة حصار ومواجهة دائمة مع جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين الذين ينفذون اعتداءاتهم تحت حراسة مباشرة من جيش الاحتلال، ولا تجد أي صوت يعلو من بعيد لنصرتها سوى ما اعتادت على سماعه دائماً من خطابات وتصريحات لن تردع هذا المحتل الذي لا يفهم إلا لغة القوة ولا يتطلع الى الدعوات والتهديدات التي لا تحمل مؤشرات على الأرض لأنهم فهموا معنى الشعارات العربية التي تنطلق من الحناجر وتموت حبراً على ورق.
تحيا «الخبيزة»
بقلم: المحامي جواد بولس – القدس
قاطعت الحركة الإسلامية الشمالية مسيرة العودة لقرية "خبيزة" التي دعت اليها لجنة المهجّرين ولجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد. مقاطعة الحركة الإسلامية أتاحت، بخلاف ما جرى في مرّات سابقة، إحياء المناسبة بفضاء سياسي واجتماعي مغاير وبدمج المهرجان الخطابي وما تلاه من فقرات فنّية متعددة شاركت فيها الفتيات جنبًا إلى جنب مع الفتيان، كما يليق بحدث ينشد الحرّية ويصرخ في وجه الظلمة والظلم.
للحدث أبعاد عدّة وهو، بنظري، يشكّل فاصلًا في تداعيات قد تقيم أساسًا لمشروع سياسي يعتمد رؤى جديدة ووسائل نضال أكثر فعّالية وإيجابية. أقول ذلك من باب التمنّي والرجاء، وبعد أن تراجعت مكاسب الجماهير العربية السياسية الاجتماعية ووصلت إلى "مهاوي الردى".
في الماضي كتبت عاتبًا ومنتقدًا ما توصّلت إليه قياداتنا المحلية من حلول توفيقية أتاحت إنجاز نشاطات ومهرجانات بمشاركة "الجميع"، بيد أن التنازل الجوهري كان دائمًا من حصة القوى العلمانية لصالح مطالب الحركة الإسلامية. هيمنة الفكر السياسي الديني وما أسقطته هذه الهيمنة من سلوكيات وقيم فرضت نفسها على مواقعنا، وأحيانًا بشكل قمعي سافر، أدّت إلى إفقار مخزون آمال من ما زال يؤمن بحرية الفكر وسيادة العقل ومن ما زال يعرّف نفسه بعلماني يؤمن بالحريات الأساسية وبضمنها حرية العبادة ويحترم الديانات والمتدينين.
لسنا في معرض دراسة ما أدّى إلى نمو الحركات السياسية الإسلامية في مجتمعاتنا العربية، ولكن ما أوجعني وآلم أمثالي هو ما أبدته الأحزاب والحركات السياسية غير المتديّنة من تواطؤ وتفريط بالمواقف والمواقع مما سبّب إلى ما أسميته: خسارة القلاع والحاميات الوطنية. إطلالة سريعة على تجارب الشعوب، لا سيمّا على التجربة اللبنانية، تعلّمنا أن تسييس الدين وتوظيفه في صالح فئة كان دائمًا على حساب المصلحة الوطنية العامة.
مقاطعة الحركة لمسيرة العودة، يوم السابع عشر من نيسان، هي من علامات شعورها بقوتها. مبادرتها ودعوتها، قبل أيام، لما أسمته مهرجان العودة إلى قرية "إجزم" تحمل الرسالة وتبرق بما هو آت. اقتصار هذه العودة على النساء المسلمات، كما جاء بالنداء، يؤكّد إمعان الحركة ومضيّها على طريق مبادئها التي آمنت بها وتمشّيًا مع مواقفها إزاء ذلك "الآخر" الذي كان وما زال مرفوضًا، إخضاعه لما قالت به طائفة من الشيوخ عاشوا قبل قرون وأملوا قواعد "التشدّد" فريضة وواجب.
الحركة الإسلامية الشمالية، شأنها شأن كلّ حركة دينية سيّست الدين واستخدمته في خدمة أهداف ومصالح دنيوية مادية فئوية، يسجّل لصالحها أنّها كتبت شعاراتها على حيطاننا ولم يكن حبرها حبرًا سرّيًا. أهدافها كأهداف مثيلاتها في العالم الإسلامي وتحالفاتها كتحالفات أخواتها. تركيا، مثلًا، حليفة وخيمة. سيّان ذلك، إن كان "الطيّب" يناور على إسرائيل أو يناور معها. مفاهيمها ومواقفها إزاء مفهوم الدولة الوطنية، شرعية النظام، أسس السيادة والحكم، سيادة القانون والنظرة إلى المختلف والآخر، تختلف بشكل جوهري ومبدئي عمّا تؤمن به وتسعى من أجله الأحزاب والحركات السياسية الفاعلة بين صفوف الجماهير العربية في البلاد.
للحركة حق في أن تسعى لتحقيق ما تؤمن به، وهي ستسعى وحيدة، عندما تقرّر ذلك، ومع الآخرين عندما سيزيدها ذلك مكاسب وقوة. تبقى القضية كيف سيقرأ قادة أحزاب ومؤسسات غير دينية ما يستجد من متغيّرات على الساحة السياسية وكيف سيتفاعل هؤلاء في الأيام القادمة في الانتخابات للمجالس المحلية مثلًا. لقد وصلت حالنا السياسية لوضع تقوم به الجبهة الديمقراطية بتلخيص معركة الانتخابات للكنيست التاسعة عشرة في فرع ام الفحم "بأجواء حماسية دافئة"، بينما يكون الخطباء الخمسة من الذكور الميامين في قاعة تخلو من حضور النساء (ربما كانت واحدة أو اثنتين لم تلتقطهما عدسات المصورين!). كوادر جبهوية تجتمع وتتعاهد على نهضة وشيكة وثورة وقد غابت النساء عن المشهد بعد أن كنّ زينة حياة الجبهة ونكهتها الخاصة. عن أي نهضة وكيف ومن أين سيجيء الحلم؟
في الناصرة، على جبهة مناقضة تمامًا، يتوالى الدعاة والمخطّطون. بيانات تتلى، يؤكد مطلقوها على ضرورة دكّ حصن البلدية. ساعة الصفر أزفت، إسقاط الجبهة "واجب الوطن" وأمر السماء. كل حلف يضمن تلك النتيجة مبرّرٌ ومبارك. الناس قد تنسى أمّا التاريخ سيّد الحفّاظ. في الناصرة مشهد مكرَّر لمسرحية العبث التي انطلقت عروضها قبل عقدين ونصف، حين أعلن المنادي سقوط قلعة أم الفحم ودحر جيوش الجبهة التي قادها في ذلك الحين هاشم محاميد. صفّق من صفّق. كان الأبرز بينهم قيادات إسرائيل. زغردوا مهنئين العرب بنصرهم: أولى القلاع الحمر سقطت! والبقية تأتي! من هناك بدأت مسيرة "العودة". نامت نواطير البلاد فصار "الأحمر" حكاية وصدى. أصبحت عودتنا عودات. بعضنا يسعى من أجل "خبيزة" وبعضنا يعرف كيف تؤكل الكتف، يصرُّ و"يجزم". من يوقف الهزيمة؟ أكثير علينا رصيف يأوي أحلامنا. نلتم عليه من أجل عودة ونهضة.
القدس وغزو المستوطنين
بقلم: خيري منصور - القدس
مشهد يندر أن يحدث في عصرنا، وعلى هذا النحو المتكرر، قطعان من المستوطنين اندلعت من أوكارها وزحفت إلى القدس لإعلان يهوديتها ووحدتها تحت راية الاحتلال . وأهمية هذا المشهد رغم وحشيته وبدائيته أنه يتيح لمن لم يشهد ما حدث قبل ستة عقود أن يعيد النظر، ويقرأ بأثر رجعي تلك الدراما التي عانت الصمت والتواطؤ ما لم تعانه أي دراما في التاريخ .
أما التوقيت فله رواية أخرى، إضافة إلى التزامن بين هذا الاندلاع وبين ذكرى ذات وجهين، أحدهما عرس والآخر مأتم، فلم يحدث من قبل أن كانت ذكرى استقلال شعب هي ذاتها ذكرى احتلال شعب آخر واستيطان أرضه، اللهم إلا في روايات الرجل الأبيض مع الهنود الحمر والسكان الأصليين الذين تمت إبادتهم، ونهضت على أطلالهم وأكواخهم ناطحات سحاب .
إن مشاهد من هذا الطراز تنفي عمن يشكلونها أي استحقاق، سواء بالمعنى التاريخي أو السياسي أو حتى الأخلاقي، فالقدس عاصمة الروح على امتداد هذا الكوكب وسُرة الجغرافيا الرسولية لا تعامل على هذا النحو البدائي والدموي، بحيث يتم اقتياد رجال دين إلى السجون، ودلالة ذلك هي أبعد من العنصرية التي باتت منهجاً يومياً، إنها فلسفة احتكارية لكل العقائد، مادام الآخرون هم “الغوييم” أو الأمميين والأغيار الذين لا بأس من استباحة دمهم وانتهاك مقدساتهم .
إنها حرب دينية، وأدواتها ليست بالضرورة دبابات وطائرات بالرغم من أن هذه الأدوات هي الاحتياطي القابل للاستدعاء حتى في باحة مسجد أو كنيسة .
إن من يفعل هذا في القدس قافزا كاللص على سورها وليس من بواباتها يسمي فعلته يوم القدس، ليكون له يوم واحد هو هذا الذي شهدنا ظهيرته السوداء، لكن الأيام والأعوام كلها ليست له، وليست من تقاويمه . لأنه باختصار يكسر القفل بالمسدس ويخلع الباب بالدبابة والجرافة، ومثل هذا العمل لا يدوم لأنه مجرد جملة معترضة في كتاب التاريخ والخبرة الآدمية التي لم تعد تسمح بمثل هذه العودة آلاف الأعوام إلى الكهف .
ولا ندري إلى متى سيظل عدد قليل من أهل القدس وما حولها ينوبون عن مليار ونصف عربي ومسلم إضافة إلى أصحاب عقائد أخرى يجري تدنيسها وتدمير رموزها؟
فالمقدسيون الذين لم يعودوا أكثر من نصف سكان المدينة محاصرون ومهددون بالبطالة ونسف البيوت والتهجير تحت مختلف الذرائع، لكنهم يقاومون بما تيسر وأحياناً تعسر لديهم من أسباب البقاء والمناعة .
مشهد أصاب ملايين الناس الذين شاهدوه بالغثيان على اختلاف خطوط الطول والعرض في عالمنا، لكن تكراره كما يبدو أدى إلى تأقلم أهل الشأن معه . بحيث لم يعد رد الفعل أكثر من عبارات معلبة، ومنزوعة الفاعلية .
.. والقرضاوي دخل غزة بإذنٍ إسرائيلي !!
بقلم: عبد الناصر النجار - الايام
إلى من تخونه الذاكرة، وعلى قاعدة أن الذكرى تنفع المؤمنين، حاول رئيس حركة الجهاد الإسلامي الأخ رمضان عبد الله شلح، قبل عدة أشهر، دخول قطاع غزة، إلا أنه لم يتمكن من ذلك، لأن التهديدات الإسرائيلية جاءت قاطعة بأنه غير مسموح له بدخول غزة!!
وفي الوقت نفسه دخل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأخ خالد مشعل قطاع غزة عَبر معبر رفح، ولكن بإذنٍ إسرائيلي غير مباشر، أي بموافقة صريحة من تل أبيب وبوساطة مصرية للسماح له بالدخول لفترة محدّدة.
بمعنى آخر، لا يمكن لأي شخصية اعتبارية لا ترغب سلطات الاحتلال بدخولها إلى القطاع أن تتمكن من فعل ذلك. والذي يقوم بتنسيق عمليات الدخول والخروج للشخصيات الاعتبارية الفلسطينية أو العربية أو الإسلامية أو الدولية هي المخابرات المصرية من خلال التنسيق مع الجانب الإسرائيلي.
ونحن نعيد التأكيد أن القرضاوي، أيضاً، دخل على أساس هذه التعليمات وإن كان بشكلٍ غير مباشر، فعدم جود الإسرائيليين على معبر رفح، لا يعني أنهم لا يتحكّمون بمن يسمح له الدخول أو يمنع من ذلك، ولكن هناك استثناءات، وهي تهريب المواطنين عَبر الأنفاق، وحتى الآن من المؤكد أنه لم يتم تهريب القرضاوي عبر أحد هذه الأنفاق.
لماذا نقول هذا؟ لأن الشيخ القرضاوي هو صاحب الفتوى السياسية السلطانية بتحريم دخول القدس أو الضفة الغربية بسبب وجود سلطات الاحتلال التي تعطي الإذن بالدخول، الفرق بين معبر رفح ومعبر الكرامة هو أن هناك موافقة غير مباشرة، وهنا موافقة مباشرة على تصريح الدخول دون أن يكون أي تدخّل لسلطات الاحتلال في تحرك أو مكوث الشخصيات الاعتبارية التي تدخل الضفة.
الإخوة العرب والمسلمون الذين يتمكنون من الوصول إلى القدس أو الضفة الغربية المحتلة، هم شهود حقيقيون على ممارسات الاحتلال، وعلى السجن الكبير للفلسطينيين، وربما يساعدون بطرقٍ شتّى في دعم صمود المواطنين.
الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية داخل "الخط الأخضر" يُحسَب له أنه الذي عمّر المسجد الأقصى، وهو الذي قام بجهدٍ جبّار لإعادة فتح المسجد المرواني الذي تعتبره سلطات الاحتلال أكبر خطأ تاريخي ارتكب في زمن الاحتلال.. لأنه ربما قصّر أو أخّر فترات طويلة جداً إقامة "الهيكل" المزعوم.
الفرق بين القرضاوي وصلاح أن الثاني يستقبل كل الوفود العربية والإسلامية الزائرة للقدس ويحثها على التبرع والبناء وتفعيل الصمود، والقرضاوي يحذر ويفتي، ويصدر صكوك غفران سياسية لهذه الجهة الفلسطينية ويحرم منها الأخرى، في سياسة "فرّق تسد" الاستعمارية.
الشيخ القرضاوي يُبشّرنا بقرب النصر ولا نعرف كيف سيتم هذا؟ هل من خلال زيادة وتعميق الانقسام الفلسطيني الداخلي؟
قضية القرضاوي شبيهة بقضية التهدئة، فعندما كانت السلطة الشرعية في قطاع غزة، كانت حركة حماس تهلّل بالخيانة والعمالة للذين يوافقون على مبدأ الهدنة أو التهدئة مع سلطات الاحتلال، ولعلّ مقالات التخوين والتكفير للقيادات الفلسطينية لم يجفّ حبرها بعد. في الوقت الذي أصبحت فيه هذه التهدئة مطلباً شرعياً ودينياً للحفاظ على سلطة الإمارة في غزة، بل إن من يخرق الهدنة ربما يتعرض لقطع يديه ورجليه، لأنه وصل إلى مناطق الحدود؟!
إذن هي الازدواجية لسياسي هاوٍ يرتدي عمة، يفتي متى يشاء وكيف شاء وكلّ ذلك باسم الدين؟!
سقوط وطني... سقوط أخلاقي
بقلم: صادق الشافعي - الايام
الكثرة الساحقة من الناس، سوريين وعرباً، رأت في الغارتين الإسرائيليتين على سورية عدواناً على الشعب السوري والوطن والدولة، إدانتها وطالبت المجتمع الدولي بمعاقبة إسرائيل، وبعضهم طالب بالرد عليها. وخرجت مظاهرات شعبية منظمة وعفوية في اكثر من بلد ومدينة وموقع تعبر عن هذه الرؤية. هذه الرؤية في جوهرها دفاع من الناس عن مجدها وتاريخها وحضارتها وقيمها التي ظلت "الشام " تحتل ركن زاوية ثابتا وأصيلا فيها بغض النظر عمن هو في موقع الحكم فيها.
سلطة حماس في غزة، شذت عن الكثرة الساحقة وتصدت لواحدة من تلك المظاهرات ومنعت استمرارها وقيام غيرها، في تصرف كاشف لحقيقة موقفها من العدو، ولحقيقة توجهها السياسي المركزي الساعي الى الاعتراف بشرعيتها من كل وأي طراف، ولحقيقة قناعاتها بالديموقراطية والحريات العامة.
قوى المعارضة الوطنية السورية كان لها نفس الرؤية ونفس الموقف المدين للعدوان، وعبرت عن ذلك صراحة وبوضوح.
قلة محدودة من الناس استقبلت الغارة بنوع من الشماتة بالنظام. واذا كان يمكن تفسير هذا الاستقبال، المرفوض بالأساس والمبدأ، بأكثر من اتجاه وأكثر من دافع وخلفية، فان ما لا يمكن تفسيره هو نزول هذه الغارات بردا وسلاما على البعض من بقايا قوى سياسية وكتاب ورموز دينية، والتي لم يبق لهم سوى التصفيق لنتنياهو والتهليل لطائرات العدو الصهيوني المغيرة.
لكن قمة الاستفزاز لكل ما هو وطني ولكل ما هو أخلاقي، ان يخرج ممثل عن معارضة الخارج السورية على القناة الثانية الإسرائيلية ( إحدى قنوات العدو الصهيوني المعتدي) ليعلن بوجه مكشوف وبكلام واضح جلي ومطوّل مفعم بالامتنان، عن سعادته بالغارتين وترحيبه بهما.
صحيح أنها ليست المرة الأولى التي يعلن فيها بعض ممثلي المعارضة المسلحة عن حيادهم تجاه العدو الصهيوني أو عن رغبتهم في السلام معه او حتى عن قبول التعاون معه، لكن ان يصل الأمر الى الترحيب بعدوان مباشر يشنه هذا العدو على الوطن السوري فهو لا يمكن تصوره، انه السقوط الوطني والأخلاقي بأكثر صوره انحطاطا واستفزازا.
هل يمكن لمعارضة يمثلها وينطق باسمها مثل هذا الشخص ان تصنع تغييرا وديموقراطية لمصلحة الناس مهما أتقنت صناعة المطالب وتفننت في تقديم البرامج والوعود؟
الا تفكر المعارضة التي ينطق باسمها هذا الشخص وأمثاله ان مثل هذا العدوان على الوطن السوري، يزيد من حجم الجماهير والقوى التي تبتعد عن المعارضة وتقترب عفويا من النظام، دون ان يتم ذلك بالضرورة بمنطق الالتحاق بالنظام وانما اساسا بمنطق الوطنية السورية العريقة التي لا يمكن لها ان تقبل ضيما ولا عدوانا على وطنها ولا مساسا بكرامتها الوطنية، ولا يمكن لها الا ان تلفظ وتسقط كل من يسعد بالعدوان على الوطن ويرحب به ويتواطأ مع المعتدي.
ومن قال ان مثل هذه المعارضة في حقيقة أمرها ومكنون دوافعها ونواياها تهتم بالجماهير وموقفها؟ أنها لا تهتم بغير السلطة والوصول إليها بأي ثمن وعن اي طريق.
اماعن الجماهير وموقفها والعلاقة معها فأمر ثانوي مقدور عليه لاحقاً ان بالتدجيل والخداع وان بالقوة والقمع.
لكن لفت النظر في كلام ممثل المعارضة المذكور قوله: "حيث انها – الضربات- نجحت في تدمير اخطر المعاقل الإرهابية التي تحصن بها قوات حزب الله وقوات الحرس الثوري الإيراني وقوات الأسد.... ويضيف ردا على سؤال مقدم البرنامج الصهيوني ان الجيش الحر وصل الى درجة يائسة. هذه الضربات كانت مفيدة جدا جدا خاصة في دمشق حيث الغوطة الشرقية الجيش النظامي والحرس الثوري الايراني يتقدم".
هذا القول يعطي الغارتين بعدا آخر غير، او إضافة الى، الرواية التي يتم التركيز عليها (ضرب أسلحة متطورة مجهزة للنقل الى حزب الله في لبنان) هو ان الغارتين فعل تدخل ومساعدة بالنيران النوعية لقوى المعارضة بعد الهزائم التي منيت بها في الأسابيع الأخيرة، والتقدم الذي حققته قوى النظام على اكثر من جبهة وموقع.
وهو ما يعطي بعض المصداقية للأخبار التي تحدثت عن استهداف الغارتين، إضافة الى مركز الأبحاث في جمرايا، لألوية محددة في الجيش السوري تتبع الفرقة الرابعة التي تشكل اقوى واهم الفرق في حرب النظام على قوى المعارضة المسلحة.
واذا صح وجود هذا البعد، فانه بقدر ما يقدم اعترافا يؤكد ضعف قوى المعارضة واستدعائها للتدخل الخارجي المباشر، فانه قد يشكل تطورا نوعيا في الحدث السوري ومقدمة للتدخل العسكري الخارجي، او تلويحا بهذا التدخل وتخويفا به، وإعلاناً عن ايكال مهمه القيام به الى العدو الصهيوني، بكل ما يفتحه ذلك من احتمالات وتداعيات لا حصر لها في عموم المنطقة.
كما يثير ذلك تساؤلا حول توقيته قبيل اجتماع وزيري خارجية روسيا وأميركا بحيث يبدو نوعا من الاستعداد لذلك الاجتماع، وحتى لا يذهب الوزير الأميركي اليه بأوراق ضعيفة بعد التقدم الذي أحرزته قوى النظام ووصول الجيش الحر الى درجة يائسة كما عبر عنها ممثل المعارضة على قناة العدو الفضائية.
لا شيء مؤكدا في الحدث السوري سوى استمرار التقتيل والتدمير والتهجير، دونما بارقة حل جدية حتى الآن.
عن ضواحي القدس وحال باقي الوطن
بقلم:صلاح هنية - الايام
يجب أن تشغل ضواحي القدس المحتلة حيزا من انشغالات المسؤولين لما تعيشه من معاناة تستحق التوقف امامها بمسؤولية كبيرة، وعلى رأس سلم هذه الاولويات ما وقع في الضواحي من تغيرات جراء جدار الفصل والعزل، حيث فصلها بالكامل عن عمقها الطبيعي القدس المحتلة، وبالتالي سبب لها خسائر اقتصادية ودفع السكان المالكين والمستأجرين للخروج منها صوب القدس للحفاظ على الهوية المقدسية، وبات لدينا مئات المنازل المغلقة في ضواحي القدس.
وامتدت الاشكاليات في تلك المناطق لتصبح منطقة غير جاذبة للاهتمام الحكومي الفلسطيني سواء من حيث الخدمات الصحية والاجتماعية ومراقبة واقع الاسواق فيها وجودة السلع، وغياب القدرة على القيام بدور حقيقي وملموس في فرض القانون من حيث التواجد الشرطي، ومن حيث الالتزام بقانون التنظيم والبناء ومخالفات الابنية، ومن حيث دفع الالتزامات المستحقة للمجالس المحلية في ضواحي القدس.
ويبدو اننا وضعنا نظريا الاغوار كمناطق تطوير (أ) ولم نحسن صنعا فيها وها نحن نواجه بواقع جديد قائم في ضواحي القدس ماثل امامنا يوميا وبايدينا بعضا من الحلول ولكننا استسهلنا حالة اللاحل، ولنبدأ المسألة من مخالفات البناء والتعدي على حرم الطريق من نهاية حدود بلدية البيرة حتى قلنديا، ولننظر ما الذي يجري في عناتا والرام وبير نبالا والعيزرية ومحيط جامعة القدس، ولنتفحص كل الملفات التي تديرها الحكومة ومدى حصول تقدم ولو طفيف عليها في تلك المواقع المصنفة ضواحي القدس.
هؤلاء المواطنين تدير شؤون حياتهم اليومية مجالس محلية والتسمية لم تأت اعتباطا، بل على اعتبار ان هذه المجالس جزء من امانة القدس، وهم صباح مساء يطرقون ابواب هذه الوزارة وتلك ولا يطلبون الكثير ولا يبالغون، ولكنهم يضعون قضاياهم كما هي بحثا عن حل.
يجب أن يتجسد برنامج التمكين والتنمية والمشاريع التطويرية إلى تلك المناطق ليس فقط لتخفيف معاناة المواطنين هناك، ولكن الاهم تعزيز عوامل الصمود في تلك المناطق ومنع تحويلها إلى مناطق طاردة للسكان.
اشياء أخرى ....
قررت أن يشتمل عمودي الاسبوعي على بند عنوانه ( لا يجوز لنا الاستهانة بالانجازات في دولة فلسطين )خصوصا أن هذه الانجازات تضيع غالبا في غمرة اخبار العلاقات العامة ( استقبل ودع صرح ادان شجب) ولا اريد هنا اجراء جردة اخبارية ولكنن اريد أن اوصل رسالة اعلامية عن عمل مهم خصوصا أن من يجب أن يوصل الرسالة الاعلامية عادتا ما ينشغل عنها بأمور أخرى ليست في صميم اختصاصه وليست من اولوياته.
كانت العائلات الفلسطينية قد انطلقت صوب موقع إسكان قلقيلية للتعرف على شققها التي خصصت لها بناء على القرعة التي اجريت امامهم، كلٌ يحمل رقم شقته ويبحث عنها، كان ذلك الرجل يقول ( الحمد لله رب العالمين الذي انعم علينا ورزقنا برزقه بارك الله فيكم ). وتلك المرآة الطيبة التي نظرت لحال تلك الشابة من ذوي الاحتياجات الخاصة وقالت لها ( لا تنزعجي يا ابنتي تعالي ابدل انا وانتي فانا بإمكاني أن اسكن الطوابق العليا وانت خذي شقتي الارضية).
ولا بد أن يظهر من بين الجمع من يريد ( أن يغمس خارج الطبق ) ويظن انه يحسن صنعا، لكن المجموع الكلي من المستفيد انتصر لنفسه وللانجاز وحسم امره باتجاه أن المسكن أهم مما يقع ووقع، وانتصرت وزارة الاشغال العامة والإسكان والعميد ربيح الخندقجي محافظ قلقيلية للخيار السليم والتوجه النزيه والشفاف، فاكتمل الانجاز في مراحله كافة.
فرح الجميع بشقته حتى من غضب لحظة القرعة وهو لا يعرف موقع شقته عندما زارها بانت نواجده.
ذلك المشروع الذي شيّدته وزارة الاشغال العامة والإسكان بتمويل موازنة دولة فلسطين على ارض مقدمة من بلدية قلقيلية صنع فرقا مهما في المحافظة، خصوصا أنه يتعامل مع المسكن الذي يؤوي الأفراد وهو عنوان الآمان وله من الأهمية الانسانية والاقتصادية والاجتماعية ما له.
في مكان أخر من دولة فلسطين ...
ظل التمكين الاقتصادي للأسر الفقيرة وتوسيع شبكة الامان الاجتماعي من العناوين الرئيسية التي تتعاطى معها وزارة الشؤون الاجتماعية، ورغم استمرار مناشدتنا لضرورة توسيع شبكة الامان الاجتماعي وتوسيع قاعدة التمكين الاقتصادي ودعم مسيرة الجمعيات الخيرية بصورة تعيد الاعتبار للعمل الخيري الاجتماعي ولعل النماذج ظلت وستبقى حاضرة في الوطن.
لأنها انجازات تستحق الذكر وتسليط الضوء عليها خصوصا أن هناك قصص نجاح تحققت من خلال التمكين الاقتصادي القائم على الاقراض الصغير والتناهي الصغر وهناك عائلات فقيرة استفادت من هذا الأمر، وتبقى خطوات وزارة الشؤون الاجتماعية مهمة في هذا النطاق.
"الآكشن" الفلسطيني..
بقلم : رامي مهداوي - الايام
الاسبوع الماضي، أسبوع حافل في "الآكشن" ولا أفلام هوليوود أو الأفلام الهندية، ولا أفلام الممثل المصري أحمد السقا( الجزيرة، تيتو، مافيا....) يعني إحنا مش بحاجة نروح سينما، إحنا بنعيش "الآكشن"، والحمد الله إحنا كلنا أبطال في هذه الأفلام بنفس الوقت إحنا كلنا ضحايا، وعلى أي حال هون في هذا المقال أنا ما بحكي عن "الآكشن" اليومي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي لالالا أنا بحكي عن "الآكشن" المنتج بأيدينا وبشطارتنا وبالنرجسية الزايدة عن اللزوم، وعن "الآكشن" في الكذبة المعاشة لأنّا صدقناها ومش مصدقين حالنا إنه إحنا كذبة للأسف.
الأسبوع الماضي، أيامه مليئة بالأحداث الحزينة المؤلمة، يعني بأي حق تموت امرأة حين تلد بخطأ طبّي؟ لا اعتراض على قضاء الله وقدره، لكن اعتراضي على تخلفنا العلمي والعملي، وعلى الأخطاء الطبية المتكررة اللي بتقتلنا بشكل بطيء وكأنا ناقصنا أسباب موت؟! حياة الناس مش لعبة؟ حياة المواطن مش تجربة؟ حياة وصحة ابني وبنتك مش شيء قابل للتفاوض، ولازم يتم محاسبة من يرتكب أي خطأ طبي مهما كان، عشان يتم الاخذ بعين الاعتبار بأن الخطأ غير مقبووووووووول نهائي وسيعاقب من يخطئ، بتمنى من نقابة الأطباء والصيادلة ووزارة الصحة وضع حلول جذرية لهذه القضايا.
أصبح قتل النساء ظاهرة خطيرة، ويتم التعاطي مع هذه الظاهرة بنفيها من البعض وأن هذه الأحداث مش ظاهرة، عن جد بحب أحكيلكم صباح الخير، صباح الخير لوزارة المرأة... صباح الخير للمؤسسات النسوية...صباح الخير للنّاشطات بقضايا المرأة... صباح الخير للجندر... صباح الخير للمحاكم والقضاء... صباح الخير للمجتمع اللي ما عم بسأل كيف لازم نضع حد لقتل المرأة مهما كانت الأسباب، حتى وسائل الإعلام تتعامل مع قتل النساء كخبر عاجل والبعض يبث وينشر القصص الخاطئة بدل أن يستقصي الحقيقة. مش يعني زوج يقتل زوجته انتهى الموضوع برواية جاهزة أكيد الزوجة عامله شيء عشان هيك قتلها، مش العثور على جثة فتاة يعني الفتاة مقتولة بدواعي شرف، عن جد أصبحنا نحاكم الضحية ونتعامل مع القاتل بعالم النسيان، أنا ضد عقوبة الإعدام، لكن ازدياد ظاهرة قتل النساء في مجتمعنا خلتني أغير رأيي أنا مع إعدام أي من تثبت إدانته في أي جريمة قتل، وتنفيذ أقصى عقوبة لمن له يد المساعدة في مثل هذه الجرائم.
حادث السير الذي تسبب به موكب وزير الأوقاف، في البداية يجب أن أشير الى معلومة غير صحيحة_كلمة حق يراد بها حق_ تداولتها بعض وسائل الإعلام، بأنه " مواكب الوزراء تسبب بالحوادث....." الوزراء في الحكومة الحالية لا يملكون مواكب، هناك بعض الوزراء يقود سيارته بنفسه... هناك بعض الوزراء لا مرافقين لديهم، هناك بعض الوزراء يقود سيارته الخاصة غير الحكومية بأوقاته الخاصة، لهذا أتمنى من وسائل الإعلام تسمية الأمور بمسمياتها ولا تهرب الى التعميم كمخرج لها، على أي حال قصة الموكب يجب أخذ العبر منها لأنه هذا الحادث الثاني الذي تسببه المواكب، وأنه أي مسؤول مهما كان موقعه حياته مش أهم من حياة أي مواطن، بفهم إنه المرافق مهمته حماية المسؤول بس المسؤول مهمته حماية المواطن ورعايته، وبهذه المناسبة بتمنى من الجهة المسؤولة عن المواكب والمرافقين أن تهتم في هذا الملف وخصوصاً بأن الأوضاع السياسية والاقتصادية لا تتحمل مواكب ومرافقين، لأنه المواطنين يشعرون بحالة كفر وامتعاض من هذا الملف، وهذا بالتالي يخلق صورة سلبية ومشوهة للسلطة نحن لسنا بحاجة لها.
ضبط المواد الفاسدة بكميات كبيرة متنوعة في الأسواق الفلسطينية_ كل الشكر والتقدير للمراقبين والمفتشين الميدانيين في أجهزة ومؤسسات الدولة_، عمليات الضبط يجب أن لا تقف فقط بضبط وإتلاف المواد الفاسدة، بل علينا محاكمة من يطعمنا مواد فاسدة، يجب تنفيذ أشد العقوبات لمن يطعم اطفالنا السُم بشكل حلوى أو عصير أو خبز؟!!
على كافة المؤسسات ذات الاختصاص بحماية المواطن من "الآكشن" أن تعمل بكل طاقتها، لأنه المواطن أغلى ما نملك، وعلى تلك المؤسسات أن تعلم بأن الشعور بعدم الأمان المجتمعي بازدياد بشكل سريع، وهذا الشعور السلبي يتحد مع شعور سلبي آخر مما يولد حالة عدائية ورفضية لكل ما هو فلسطيني، على سبيل المثال لا الحصر: الشعور بعدم الأمان وربطه بالبطالة يؤدي الى زيادة حالة العنف بأشكال مختلفة، ما يؤدي الى فقدان المجتمع حالة الترابط وبالتالي حالة تنافر.
مع "الآكشن" الفلسطيني مش راح تغمض عينك، مش بسبب المتعة بقدر ما هو بسبب الخوف من السؤال الذاتي: متى دوري بأن أكون الضحية في هذا الفيلم الفلسطيني الحزين؟
كلّما
بقلم: د.ناصر اللحام - معا
كلّما كتب الانسان عن وطنه يحس انه اكبر ، وكلّما كتب عن نفسه صار اصغر ، وكلّما ابتعد في الكلام عن مفاهيم سامية صار اقرب وكلما اقترب من الفكرة صارت اقل وميضا واكثر عيوبا ، كلّما تحدّث المرء عن موقف صارت الفكرة أكبر والامثلة اصغر . والافكار مثل النجوم يكمن جمالها في بعدها واستحالة الوصول اليها . اما الافكار القريبة الملقاة على قارعة الطريق فهي متسخة في الغالب او ذابلة .
كلّما انغمسنا في الكتابة عن الانقسام انقسمنا ، وكلما كتبنا عن الفقر اكثر فقرنا اكثر . كلّما كتبنا عن الشموخ شمخنا وكلّما كتبنا عن الكفاف انكفأنا . ونكتب عن الشجب والاستنكار فنستنفذ ادواتنا اسرع .
كلّما رفعت اسرائيل اسعار السجائر حرصا على ميزانية جيشها وقواتها وطائراتها وغوّاصاتها ، ترفع الدولة الفلسطينية الحرّة المستقلة أثمان السجائر في نفس اللحظة ، وقام التجّار سامحهم الله بتخبئة الدخّان فانقطع من السوق ، وصار المواطن يلف على سيجارة بدلا من ان يلفّ سيجارة . وفي العشرين سنة الاخيرة تضاعف سعر السجائر خمس مرات ولم ترتفع اجور العمال والموظفين ولا مرة !! ويقول قائل انه في اوروبا ثمن علية السجائر 11 يورو . مزبوط يا حضرة المسؤول ولكن كيلو اللحمة في الدول الاخرى 2 يورو وليس 15 يورو .
كلّما ارتفع سعر السيجارة كلّما ازداد غضب العاطلين عن العمل لذلك من مصلحة الحكومات وعلى رأسها حكومة اسرائيل ان تختصر وتتخفّض سعر علبة السجائر وسعر كيلو اللحمة ورغيف الخبز ووجبة حليب الاطفال في الاراضي الفلسطينيةبدلا من ان تثور الناس وتغضب وتبدأ انتفاضة ثالثة ؟ وهل اذا قلنا ذلك تتدخل الادارة الامريكية عند اسرائيل وتتدخل اسرائيل عند الحكومات فيسارع وزراء المالية للاعتذار من الشعب وتخفيض سعر السجائر ؟
كلّما اوقفت السلطة التوظيف وجلس جيش الخريجين في وجوهنا عاطل عن العمل نضيع في ذاتنا ، وان غادر الخرّيج يبحث عن العمل اصبح مهاجر وان بقي اصبح " قنبلة موقوتة " . وأجمل ما في هذا البلد ان قادة التنظيمات يبدأون كلامهم مع الجماهير بالقول : ايها الشعب الصابر الكريم ، ايها الشعب الصامد العظيم . ولا خلاف ان الشعب صامد وصابر وعظيم ولكن الخلاف كيف نخفّف عنه ونسهل صموده وحياته .
كلّما نقابل المسؤول ، يسارع ويؤكد ما نقوله على اعتبار انه من الجماهير وانه يضم صوته لصوت الصابرين ، حتى اننا نضطر ان نسكت لمنحه الفرصة للتعبير عن هموم الجماهير ومشاكلهم . بل اننا ذات يوم رحنا نشكو لاحد المسؤولين التقدميين من الصف الاول هموم الناس ، فسارع هو وتحدّث لنا عن هموم الناس 5 ساعات متواصلة بلا انقطاع . نظرنا في وجوه بعضنا وغادرنا ونحن لم نحرك شفاهنا .
كلّما مرّ عام ، نحتفل بيوم الارض وقد ضاعت الارض . نحتفل بيوم الاسير وقد غاب الاسير . نحتفل بيوم القدس ولا ندخلها حتى بتصريح . نحتفل بالضيوف الكبار ونحن نصغر ونصغر ، وبعد ايام سنحتفل بالنكبة ونحن نعيش كل يوم نكبة . ونرسل اولادنا للجامعات فيجري تعليمهم الفشل والاحباط والثرثرة والحقد الطبقي والمذهبية الدينية والسياسية بدلا من تعليم العلم والاختراعات والحضارة والابداع والنجاح .
كلّما يرشح مسؤول نفسه يقدّم نفسه للجمهور على انه عبقري زمانه وخصوصا وزراء المالية في كل الحكومات ، وحين يتولى المنصب يجلس بجانبنا يبكي على حاله وحالنا فنشفق عليه .
كلّما كتبنا نتألم اكثر ، ونتعلّم اكثر . والجماهير لا تبحث عن مسؤول خارق او مسؤول حارق متفجّر يدمّر اسرائيل ويحرّر يافا وعكا وعسقلان .ونحن لا نريد حكاما عسكريين او أمنيين يحكموننا بالحديد والنار ويخلعون ملابسهم على اول حاجز عسكري اسرائيلي للتفتيش .
كلّما نفكر اكثر ، نصبو الى سلطة مجتمع مدني بكل معنى الكلمة يقف الجميع فيه تحت طائل القانون . نبحث عن مسؤول صادق يصارح الجماهير بما لها وما عليها . عن مسؤول يعرف ويدرك ان القروض ارهقت العائلات والاسرى في خطر الموت والقدس تحت سكين التهويد ، وان الكلام الكبير ضيّعنا وضيّع البلد ، وان لدينا حكومتين ونقابتين ورئيسي وزراء ونسختين من كل وزارة وهيئة ولكن ليس لدينا اجرة طريق للمكتب .
نبحث عن مسؤول لا يقول يا شعبنا العظيم ويرسل جنوده لضرب الجماهير بالهراوات والعصي ، عن مسؤول يجيب على سؤال واحد فقط : ما هي الخطوة القادمة ؟