اقلام واراء اسرائيلي 338
10/5/2013
في هــــــذا الملف
من يُمثل أبو مازن؟
بقلم:غي بخور،عن يديعوت
علينا ان لا نضيع الفرص
بقلم:شلومو نكدمون،عن يديعوت
القرضاوي.. زيارة مع درس
بقلم:ايلي افيدار،عن معاريف
الجيش الاسرائيلي يقتل الابرياء
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
المراوحة في المكان خطيرة علينا
بقلم:يحزقيل درور،عن هآرتس
مؤتمر آخر.. قتلى آخرون في سورية
بقلم:تسفي بارئيل،عن هآرتس
عنصريون خطيرون
بقلم:أور ألون،عن اسرائيل اليوم
ليس لذيذا وليس فظيعا
بقلم:بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم
من يُمثل أبو مازن؟
بقلم:غي بخور،عن يديعوت
‘تحدثوا مع الشعوب لا مع الزعماء فقط’، بهذا وعظنا رئيس الولايات المتحدة باراك اوباما في خطبته في القدس ومن المؤكد أنه على حق، لكنه يدعو اسرائيل في نفس الوقت الى ان تُحادث محمود عباس المسمى أبو مازن.
من يُمثل أبو مازن بالضبط سوى نفسه؟ لقد انتُخب في انتخابات فلسطينية نظمتها اسرائيل في كانون الثاني 2005 ومرت سنوات منذ انتهت ولايته من جميع جوانبها. وفي كانون الثاني 2006 انتُخب مجلس تشريعي فلسطيني، وانتهت ولايته ايضا قبل سنين، ما عدا حقيقة أن أبو مازن فضّه بعد ان انتُخب لأن حماس فازت في الانتخابات.
ولما كان الامر كذلك فان حكومة المستقيل سلام فياض ايضا لم تكن شرعية قط لأنها لم تحصل على مصادقة البرلمان الذي فُض كما قلنا آنفا. فاذا كان الامر كذلك ف إنه يمثل نفسه الآن، أو بعبارة اخرى هو في مقام انسان فرد، ومن المؤكد أن دول قانون كاسرائيل والولايات المتحدة لا تستطيع ان تساعد على صنع اتفاقات سياسية مع انسان انتهت ولايته. واذا كانت هذه هي صورة الوضع الآن فتخيلوا صورة الوضع الدستورية في هذه السلطة في المستقبل. إنها اضطراب مع ثقافة عنف أو كما قال فياض في مقابلة مع صحيفة ‘نيويورك تايمز′ في القيادة الفلسطينية: ‘الوضع الحالي لا يُحتمل. رأيت أنهم لا يغيرون نهجهم ولهذا استقلت’.
من يُمثل أبو مازن على الارض اذا تجاوزنا البُعد القانوني الدستوري؟ من المؤكد أنه لا يُمثل قطاع غزة، فهم ألد أعدائه. ومن المؤكد أنه لا يُمثل حماس في يهودا والسامرة ولا ناس الجهاد والسلفيين. فهل يُمثل منظمة فتح اذا؟ بحسب شهادة رئيس الوزراء المستقيل سلام فياض ‘هذا الحزب فتح آخذ في الانهيار’. وهي مقابلة بادر الى إنكارها كما هي العادة عندهم. ومن العجيب ان فياض انتقد القيادة الفلسطينية على اختلاف أجيالها انتقادا شديدا وهي ‘السجينة في خطابتها الذاتية’ في حين عمل هو نفسه بنفس الصورة بالضبط وأنكر مقابلة أجراها كأنها لم تكن قط.
ونقول الى الآن، يجب ان نعرف جواب هذا السؤال قبل ان نبدأ تفاوضا معه لا بعد ذلك. وبعبارة اخرى يجب على اسرائيل ان تطلب اجراء انتخابات فلسطينية شاملة للرئاسة والمجلس التشريعي كي نعلم هل يوجد تفويض دستوري وشعبي عام لمن يقابلنا. أليس هذا ما علمنا اوباما إياه بقوله: ‘تحدثوا مع الشعوب’. وما لم يتم ذلك فلا يوجد أي نفوذ قانوني أو عام لقرارات قيادة الماضي هذه التي لم تعد منتخبة. سيقوم في المستقبل قادة فلسطينيون جدد يزعمون وبحق أن ذلك الانسان إبن الثانية والسبعين أبو مازن أجرى تفاوضا بلا تفويض ولا يُلزمهم.
وسيوجد من يزعمون أن حماس ستفوز في هذه الانتخابات وتنتهي بذلك مسيرة السلام لكن يجب على الجميع احترام إرادة الجمهور الفلسطيني، واذا أراد حماس فستكون اذا حماس. هل يُفضل أن يحصل اولئك العرب المسمون فلسطينيين على ارض وسيادة وتتولى حماس السلطة آنئذ فقط؟ لتعلم اسرائيل ولتعلم الولايات المتحدة من يُقابلهما الآن.
إن الاتفاقات لا تُصنع مع واقع مُتخيل، ويجب ان يكون طلب انتخابات فلسطينية في بدء كل مسار سياسي اذا أردنا أن يكون حقيقيا ومُلزما حقا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
علينا ان لا نضيع الفرص
بقلم:شلومو نكدمون،عن يديعوت
في 12 أيار 1948 قبل الاعلان عن الدولة بيومين. دعا رئيس الوزراء المرشح دافيد بن غوريون الى جلسة خاصة حاسمة لمديرية الشعب التي هي الحكومة الآتية. وكانت في برنامج العمل اربعة مواضيع وهي: وقف اطلاق النار في القدس، واعلان الدولة، وحقيبة الأمن وتحديد إسم الدولة. وجاء 10 فقط من اعضائها الـ 13. ومكث من تغيبوا في القدس ومُنعوا من الوصول الى تل أبيب.
ودعا بن غوريون اثنين من كبار مسؤولي جهاز الامن ليُبين ‘ما هو الخطر، وما هي قدرتنا على الصمود وما هو مقدار الخطر وما هي قواتنا وما هي القوات التي نستطيع استدعاءها بعد ذلك’. وكان هذان الاثنان هما اسرائيل غليلي رئيس القيادة القطرية في الهاغاناة، ويغئال يادين، مدير العمليات والذي أدار حرب الاستقلال في واقع الأمر.
تقول شهادات مختلفة إن بن غوريون لم يكن على يقين من ان له أكثرية في مباي وهو الحزب الحاكم. وقد كان هناك اعضاء خافوا. وطار اثنان من كبار مسؤوليها وهما يوسف شبرنسك واليعيزر كابلان سرا لمشاورة ليون بلوم رئيس حكومة فرنسا الذي كان يعتبر صديقا لاسرائيل ولمباي. وقد أرادا ان يسمعا منه تحذيرا لكنه قال لهما ‘إن لم يكن ذلك الآن فمتى’. وجاء عضو مركز مباي اليعيزر لفنا ليطلب الى قائد الايتسل مناحيم بيغن ان يعلن على الملأ أن منظمته ستؤيد كل قرار ايجابي حتى لو خالف سياسة ارض اسرائيل الكاملة، وطلب وتمت اجابة طلبه.
وجاء موشيه شريت رئيس الوفد الدبلوماسي للاستيطان العبري في أروقة الامم المتحدة برسالة مباشرة من وزير الدفاع الامريكي جورج مارشال، توجب وقف اطلاق النار بتأييد دولي مدة ما تُحسم في اثنائها قضية انشاء الدولة اليهودية. وكانت القوة المقاتلة محتاجة من جهة عسكرية الى وقف اطلاق نار كهذا لاستجماع القوة والتسلح بسلاح كان سيأتي في تلك الاثناء من اجل الاستمرار في المعركة.
كان واضحا ان قبول الاقتراح الامريكي الذي حمل نغمة تكاد تكون إنذارية يعني تأخير البت في انشاء دولة اسرائيل. وأجرى غليلي ويادين مشاورة مسبقة لتنسيق المواقف استعدادا لجلسة مديرية الشعب. إن مضمون كلامهما مسجل في الحقيقة في محضر الجلسة لكن مضمون مشاورتهما المسبقة يرد هنا لأول مرة بحسب وثيقة بخط يد غليلي.
اقترح غليلي، وهو رجل أمن وسياسي ايضا، على يادين ‘وصف الوضع العسكري بدقة مع الحذر كي لا يُفسر كلامنا بأنه طلب من الجيش أن يُوافَق على وقف اطلاق النار أو ضغط من الجيش لقبول وقف اطلاق النار’. ووافقه يادين على ذلك لكنه قال انه لن يتجاوز الى المجال السياسي فقد اعتقد غليلي أن ‘وقف اطلاق النار قد يُستغل لاحباط كل انجازاتنا بل لاحباط اعلان الدولة’، وكان كل ما أراده أن يرد اولئك الاعضاء الذين يؤيدون تأجيل اعلان الدولة والذين قد يعتمدون على موقف الجيش، أي موقف غليلي ويادين.
وقد وفيا بالاتفاق المسبق لكن يادين قال جملة كان يجب ان تثير خوفا في الحلقة المدنية التي ناسها بلا خبرة وثقافة عسكرية والذين يجب عليهم اتخاذ قرار مصيري بالموافقة على الدولة أو اللاموافقة. وقال يادين ملخصا كلامه: ‘اذا أردت أن ألخص وأكون حذرا أقول في هذه اللحظة إن الفرص موزونة جدا. واذا أردت أن أكون أكثر صدقا قلت إن تفوقهم (العرب) كبير اذا جاء كل الطاقم (أي جيوش الدول العربية) وحاربنا’.
كان يجب ان يفضي هذا الكلام في ظاهر الامر الى بت تأييد فكرة وقف اطلاق النار التي كان لها مؤيدون في حلقة القيادة. لكن قراءة دقيقة لمحضر الجلسة تُبين أن هذا الامر لم يُصوت عليه وبعد يومين أعلن بن غوريون اقامة دولة اسرائيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
القرضاوي.. زيارة مع درس
بقلم:ايلي افيدار،عن معاريف
كان يفترض بغزة أن تحظى أمس بزيارة دراماتيكية: الشيخ القرضاوي، الداعية الاهم في العالم السني، كان سيصل الى القطاع في ‘زيارة تضامن’ لثلاثة أيام، مما سيرفع اكثر فأكثر مستوى التوتر بين حماس ومصر.
لقد فقد القرضاوي العجوز منذ زمن بعيد السيطرة على طلاقة لسانه ووضوح تفكيره. وبين الفتاوى الاخيرة له يوجد الاقرار بقتل النساء اليهوديات الحوامل (إذ أنهن يحملن في ارحامهن الجندي الاسرائيلي المستقبلي)، والقاء اللوطيين من أسطح العمارات السكنية وما شابه. لقد جعل الداعية المتطرف بكلتي يديه حسن نصرالله الشيعي بطل العالم العربي حين اثنى عليه عند انسحاب اسرائيل من لبنان في صيف 2000. وضمن أمور اخرى، ساهمت شعبية نصرالله في الحركة الكثيفة للتحول من السنة الى الشيعة في مصر. وعندما استيقظ القرضاوي وأعلن في 2008 بانه لا ينبغي تفسير تأييده لزعيم حزب الله كإذن للتحويل الديني، كان هذا متأخرا للغاية. فاليوم يوجد في مصر نحو 3 ملايين شيعي، قسمهم الاكبر رجال الاخوان المسلمين.
هدف الزيارة الى قطاع غزة، قال القرضاوي، هو دعم سكان غزة والعيش معهم في مصاعبهم اليومية تحت الحصار. ولكن الرسالة الحقيقية موجهة الى القاهرة ولا سيما للرئيس مرسي، الذي لم يشهد لحظة راحة منذ صعد الى الحكم في بلاده. وفي قيادة حماس توجد خيبة أمل هائلة من مرسي. فبالذات الرئيس الذي جلبه الاخوان المسلمون الى الحكم قيد مجال المناورة مع حماس. فالحكم في مصر يحاول بكل قوته أن يمنع عن حماس وعن منظمات الارهاب الاخرى استخدام سيناء كقاعدة عمل للعمليات، للتهريب ولكل عمل آخر لا يمكن تنفيذه من الحدود مع اسرائيل. وبنهج حماس، فان على مصر أن تغض النظر عن نشاط المنظمة في سيناء، ان تمارس الضغط على اسرائيل في الجبهة الدولية وأن تسمح بتهريب السلاح الى القطاع مثلما فعل بالذات نظام مبارك.
ان دعوة الشيخ القرضاوي الى غزة تشكل استخداما لسلاح يوم الدين من جانب حماس استخدام كبير الدعاة في العالم السني لاثارة الرأي العام في مصر من أجل غزة. هذه لعبة خطير من جانب حماس بالذات لان مرسي يوجد وظهره الى الحائط. حكمه يفقد السيطرة مع كل يوم يمر. وهروب اصحاب المال وانهيار الاقتصاد المصري لم يترك للحكم مصادر لدعم المنتجات الاساس للمواطنين. وحتى الخبز يوجد تحت التقنين ثلاثة ارغفة للمواطن فقط. في مظاهرة عقدت مؤخرا في حي شبرا في القاهرة قال العديد من المصريين للكاميرات انهم يشتاقون للحكم السابق، مهما كان فاسدا. ‘آسف يا مبارك’ و ‘اريد ان أقبل حذاء مبارك’ هي أسماء لاغان مصرية جديدة تعكس المزاج العام.
وترفض إمارة قطر، التي أعربت في الماضي عن استعدادها لاستثمار 4 مليارات دولار في شهادات دين مصرية، تمويل الاقتصاد المصري المنهار. وفي ظل يأسه دعا الحكم السياح الاجانب للعودة الى مصر، والتشمس بملابس بحر بل واحتساء الكحول. ان فقدان السيطرة على الشارع، كما يعرف مرسي ومستشاروه، من شأنه ان يدفع الجيش الى محاولة الاستيلاء من جديد على الحكم. والامر الاخير الذي يحتاجه مرسي هو الضغط من حركة حماس ومن الزعيم الاكثر حضورا في العالم السني. ان الرئيس المصري كفيل بان يلقن حماس درسا على خطواتها الاخيرة. وخلافا لاسرائيل فان التجلد ليس خيارا من ناحيته.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الجيش الاسرائيلي يقتل الابرياء
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
إن أمثال يريف لفين ضربوا مرة أخرى فكان قانون جنين جنين. وسيكون من الممكن منذ الآن رفع دعوى قضائية على من يُشهر بالجيش الاسرائيلي ـ ولقد بدأ فقط احتفال ديمقراطية الكنيست التاسعة عشرة.
قبل لحظة من جواز اقتراح القانون هذا في الكنيست بعد ان جاز في اللجنة الوزارية لشؤون التشريع، إليكم عددا من اسباب الدعوى القضائية: إن الجيش الاسرائيلي هو جيش احتلال، وإن جزءا كبيرا من نشاطه هو نشاط عمل شرطة لمحتلين، وجيش الاحتلال قاسٍ لمجرد تعريفه؛ والجيش الاسرائيلي يقتل أبرياء وفيهم أولاد؛ والجيش الاسرائيلي يعتقل أولادا لا تنطبق عليهم سن المسؤولية الجنائية؛ وأيدي جنوده خفيفة على الزناد احيانا ويشمل هذا الاشهر الأخيرة؛ ويُخل الجيش الاسرائيلي بصورة منهجية بالقانون الدولي. وبعد قليل قد تجر هذه الجُمل الى رفع دعوى قضائية ولذلك يُفضل أن نقولها الآن.
نشك في ان يردع القانون الجديد أحدا لأنه لا يكاد يوجد من يُردع. فالجيش بغيره ايضا يتمتع بحصانة واسعة عند الرأي العام وفي وسائل الاعلام التي تعبد الأمن وتقدس الجيش. وإن القانون الجديد سيضعضع صورة الجيش الاسرائيلي أكثر من حمايته، فالجيش الذي يحتاج الى قوانين تمنع توجيه انتقاد عليه هو جيش عنده مشكلة. ‘إن الخرق القانوني استدعى اللص’، ورد في التفسيرات السخيفة للقانون واتسع الخرق الآن خاصة: لماذا الجيش الاسرائيلي وحده؟
إن قانون التشهير الذي كان نافذا الى الآن وبحق على الأفراد فقط وُسع ليشمل الجيش الاسرائيلي. وماذا عن ‘الشباك’؟ والشرطة؟ ولماذا لا تكون الحكومة؟ والكنيست؟ والحاخامية الرئيسة؟ والتأمين الوطني؟ أليس يُوجه انتقاد إليها جميعا يكون كاذبا احيانا فلماذا لا تُحمى بقوانين؟ إتكلوا على عضو الكنيست يوني شتبون مقترح القانون.
كان يجب على رئيس هيئة الاركان ان يعلن الآن قائلا: لا، شكرا. فالجيش الاسرائيلي لن يختبئ وراء قوانين وتخويف. واذا كانت اسرائيل تفخر بجيشها وتعتقد بجدية أنه ‘الأكثر أخلاقية في العالم’ فلماذا تحتاج الى هذه القوانين؟ يبدو أنها لا تحتاج. فانه اذا بُثت أكاذيب على الجيش الاسرائيلي فستنتهي الى أن تتضعضع حتى بغير وجود قوانين، والاحتياج الى هذا القانون المضاد لحرية التعبير هو البرهان الناصع، أكثر من كل الشهادات والتشهير، على أنه يوجد مع كل ذلك شيء يحترق تحت البساط، ويوجد شيء من عدم اليقين من عدالة الطريق يفترض أن يعالجه هذا القانون. ومن هذه الجهة توجد قيمة لهذا القانون خاصة فهو يبرهن على وجود ما يُخفى.
تُشتق صورة الجيش الاسرائيلي من أعماله. إن ألف مقالة انتقاد أو تشهير لم تُسبب له ضررا سببه يوم واحد من الفوسفور الابيض في غزة (الذي أُخرج من الاستعمال في الآونة الاخيرة بفضل التوثيق والانتقاد فقط). وكانت عملية ‘عمود السحاب’ ستبدو بالضبط مثل ‘الرصاص المصبوب’ لولا الانتقاد الذي وُجه في البلاد وفي العالم. وقد شهّروا هنا بتقرير غولدستون الى أن استجابوا له جزئيا آخر الامر.
وأصروا هنا على الصراخ بأن جنود الجيش الاسرائيلي تصرفوا كما ينبغي مع ‘مرمرة’ الى أن اعتذرت اسرائيل عن أعمالهم. ولم تُسبب ألف شهادة صادقة أو كاذبة للجيش الاسرائيلي هذا القدر الكبير من الضرر الذي سببه يوم واحد من عملية ‘الرصاص المصبوب’ و’السور الواقي’ واعمال التصفية والاعتقالات الجماعية وأعمال التطويق والحصار.
يجب الاستمرار في الاتيان بشهادات عليها، ويجب الاستمرار في إسماع الآراء الصائبة فيها. إن الجيش الاسرائيلي يملك ما يكفي ويزيد من اجهزة الدعاية والاعلام كي يدحض ما يراه أكاذيب ولا يُحتاج من اجل ذلك الى قانون.
إن القانون الجديد الذي ولد مع فيلم محمد بكري (الذي حظي الآن بقانون مسمى باسمه وليس هذا أمرا يُستهان به) وبانتقاد صارخ من قلة قليلة من جنود الاحتياط جندوا أنفسهم ايضا لجيش الدعائيين، هو حلقة اخرى من السلسلة. وليس هو الأول ولا الأخير بل إنه يرسم اسرائيل جديدة وهي التي ستحاول أن تبث جو الخوف وتردع الصحفيين وتخنق الجمعيات وتُضعف المحكمة.
إن هذا القانون مثل كل ما سبقه سيُشهر باسرائيل أكثر فهو سيُضعف ادعاءها الأقوى وهو واحد من آخر ادعاءاتها المقنعة أنها ديمقراطية حقا حتى لو كانت جزئية. أجنين جنين؟ اسرائيل، اسرائيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
المراوحة في المكان خطيرة علينا
بقلم:يحزقيل درور،عن هآرتس
احد الاخفاقات الخطيرة في الادارة الاستراتيجية لحرب لبنان الثانية كان ‘المراوحة في المكان’. كانت هذه في حينه حربا صغيرة، آثارها محدودة يختلف الوضع بالنسبة للمسيرة السلمية. هنا المراوحة في المكان من جانب اسرائيل خطيرة على مستقبلها.
محظور أن نرى في فترة الهدوء الامني اكثر من وضع من الاستقرار المؤقت. مجرد الخطوات العسكرية التي تضطر اسرائيل الى اتخاذها مؤخرا، حتى وان كانت فيها منفعة موضعية، تثبت بان الوضع الامني السياسي بعمومه ليس مستقرا. فعملية عسكرية اسرائيلية ناجحة كفيلة بان تشكل فرصة ذهبية لمبادرة سياسية. وفي نظرة بعيدة المدى، تقف اسرائيل في مفترق بين طريقين: واحد يكمن فيه خطر وجودي، بسبب التطلع العنيد من جانب جهات معادية لابادة الدولة، مع تغييرات تكنولوجية وجغرافية سياسية تضعضع أمننا القومي. والثاني، التقدم على مراحل نحو خليط بين الوضع الثابت المستقر والسلام الحقيقي، العميق.
بعض من عناصر تحقق المستقبل ليس بالضرورة متعلقة باسرائيل. فالمكانة العالمية للولايات المتحدة، التطورات في دول الشرق الاوسط والمحافل غير الدولة العاملة فيه، ووفرة التكنولوجيات الجديدة الفتاكة للناس (مثل الفيروسات في المختبرات) ولكن اسرائيل يمكنها ان تؤثر كثيرا على جهات اخرى تصمم مستقبلها، بما في ذلك المسيرة السلمية. غير أنها تراوح في المكان وهكذا فانها تفوت فرصا حرجة للتأثير على مستقبلها. المثال الابرز على ذلك هو انعدام الموقف الحقيقي من مبادرة السلام السعودية، منذ بدايتها قبل عقد من الزمن.
لا أساس للامل في أن تعمل السياقات التاريخية الهامة لمستقبلنا بقواها الذاتية في صالح اسرائيل. وعليه، فان المراوحة في المكان يضاف اليها اعمال عسكرية لا تلبي احتياجاتنا بل العكس. فالازمات الحالية في دول الشرق الاوسط، مثلا، هي ظاهرة مؤقتة، ولكن قد تنشأ عنها مخاطر حقيقية لاسرائيل اذا استمرت المعارضة لوجودها كدولة يهودية بكامل قوتها. ومع أن الازمات توفر ايضا فرصا للتأثير على مستقبل علاقات الدول العربية مع اسرائيل، ولكن لهذا الغرض مطلوبة مبادرة اسرائيلية كثيرة الزخم. لشدة الاسف، تتخذ اسرائيل ردود فعل تكتيكية على الاحداث ليست سوى شكل خطير من المراوحة في المكان.
على اسرائيل أن تتقدم بمبادرة سلمية حقيقية، تتصدى لجوهر النزاع بعناصره الثقافية، الدينية والنفسية والا، يحتمل أن يأخذ الاخرون المبادرة فيتخذون خطوات لا تكون لصالحنا. لا توجد هنا محاولة لاملاء جوهر المبادرة الاسرائيلية اللازمة، ولكن واضح ان عليها أن تتضمن مبادىء تسوية النزاع والانتقال على مراحل الى سلام مستقر وعميق. على هذه المبادىء ان تلبي الاحتياجات الاساسية لاسرائيل، بما فيها امنها، ومع ذلك عليها أن تكون ذات احتمال للقبول كاساس لمفاوضات جدية وخطوات عملية قابلة للتحقق.
لدي توصيات للمبادرة ولكن يمكن ايضا بلورة مبادرات اخرى. افضل في نظري مبادرة اسرائيلية جوهريا لا اؤيدها (على أن تكون درست بعناية) على استمرار المراوحة في المكان.
كل مبادرة اسرائيلية جدية تستدعي قرارا واضحا: ماذا نريد، قيميا وعمليا. هذا حسم اجتماعي وسياسي متطلب. على رؤساء الحكم في اسرائيل أن يتخذوا قرارا أليما في ضوء عدم اليقين الشديد. عليهم أن يجندوا دعما اجتماعيا وسياسيا يمكن بناء ائتلاف داعم. اذا لم نتصرف هكذا، اذا امتنعنا عن بلورة مبادرة سلام اسرائيلية ووصلنا المراوحة في المكان، فاننا نعرض للخطر مستقبلنا ونتخلى عن أحد مبادىء الصهيونية: وجود قدرة الشعب اليهودي في دولته في التأثير الحقيقي على مستقبله.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
مؤتمر آخر.. قتلى آخرون في سورية
بقلم:تسفي بارئيل،عن هآرتس
أيها السوريون، حاذروا من ضياع ثورتكم في قاعات المؤتمرات’، حذر معاذ الخطيب، الذي كان رئيس الائتلاف الوطني السوري الذي استقال مؤخرا من منصبه. وتعقيبه يتميز به موقف منظمات المعارضة بالنسبة للاقتراح الروسي الامريكي بعقد مؤتمر دولي آخر للبحث في الازمة في سوريا.
من المؤتمر الصحفي الذي عقده جون كيري وسيرجيه لافروف، بعد لقائه أول أمس لا يمكن لنا ان نعرف اذا كان يوجد توافق بينهما على شكل انهاء الازمة وعن نوايا سوريا والمعارضة، الذي عرضته الولايات المتحدة في حالة عدم وجود توافق في المؤتمر الذي يريدون عقده في نهاية ايار او بداية حزيران.
ذكر مؤتمر جنيف، في 30 حزيران 2012، كأساس لحل الازمة ليس مشجعا. فتوصيات. توصيات المؤتمر اياه بالوقف الفوري للنار والشروع في المفاوضات بين النظام والمعارضة لم تطبق ابدا. فوقف النار، الذي كان شرطا للاتصالات، لم يدخل الى حيز التنفيذ والمفاوضات لم تتم. بعد ذلك تبينت أيضا الفجوة العميقة بين روسيا والولايات المتحدة، في مسألة دور بشار الاسد في الاتصالات. فبينما عارضت روسيا الشرط الاساسي للمعارضة في أنه يجب على الاسد ان ينصرف عن منصبه قبل المفاوضات، أيدت الولايات المتحدة موقف المعارضة. فهل من القوتين العظميين غيرت موقفها؟ هل روسيا مستعدة لان تدفع الاسد الى خارج قصره. هل توافق واشنطن على السماح للاسد بالمشاركة في بداية المفاوضات، شريطة أن ينصرف لاحقا؟ لا يوجد على هذا اي تلميح بعد.
منذ مؤتمر جنيف كانت تطورات مقلقة في سوريا، يبدو أنها تدفع روسيا والولايات المتحدة لان تحاول مرة أخرى أن تدفع الى الامام بسرعة بمسيرة سياسية. مشكوك ان يكون عدد القتلى الهائل، 80 90 ألف شخص، ونحو مليون ونصف لاجئ ونازح آخرين هو الذي يؤثر على القوتين العظميين.
بالمقابل، فان تعزز قوة الميليشيات الاسلامية، التي سيطرت على محافظات عديدة في الدولة؛ نشاط جبهة النصرة المتفرعة عن القاعدة؛ اعمال الذبح الطائفي والديني، فضلا عن الخصومة بين مؤيدي النظام ومعارضيه؛ الدور العميق لايران وحزب الله؛ الاستخدام للسلاح الكيميائي، وأخيرا دور اسرائيل في الازمة في سوريا كل هذه مواد اشعال تحث التدخل المتجدد للقوتين العظميين.
تفهم القوتان العظميان بان مستقبل علاقاتهما مع سوريا ومكانتيهما في الشرق الاوسط تتأثر بشكل انهاء الازمة. وهما لا يمكنهما أن تسمحا لنفسيهما بان ترسم السيطرة في سوريا ميليشيات وعصابات من شأنها أن توسع الازمة الى لبنان والى العراق ايضا. فروسيا تفحص بشكل ترددات واشنطن، التي تقف على مسافة خطوة فقط من تسليح الجيش السوري الحر. وواشنطن قلقة من تدخل روسيا العسكري اذا ما سلحت المعارضة بالفعل. وكلتاهما لا تعرفان كيف ستواصل اسرائيل العمل، الورقة منفلتة العقال، وكلتاهما تضطران الان الى الاتفاق بينهما على الحل المرغوب فيه، على القيادة التي تدعم وعلى الشكل الذي تدار فيه الخطوات كي تتمكن هذه القيادة من الوصول الى الحكم في اقصر وقت ممكن.
ولكن ليست روسيا والولايات المتحدة وحدهما يجب أن تتفقا على المبدأ. فمحافل المعارضة السياسية والقوات المقاتلة في سوريا يتعين عليها أن توافق أولا على مجرد عقد المؤتمر وبعد ذلك تبني قراراته. وقد سبق للجيش السوري الحر أن اعلن أنه ليس شريكا في الاعداد للمؤتمر ولا يتعهد بتأييد قراراته. وأوضح قبل بضعة ايام الجنرال سليم ادريس رئيس اركان الجيش السوري الحر بان ‘الحل في سوريا عسكري وليس سياسيا’. ويطالب ادريس بمزيد من السلاح والمساعدات المالية كي يحسم المعركة العسكرية. كما أن بعض الميليشيات الاسلامية، ولا سيما جبهة النصرة، لن تدعم الحل السياسي الذي يتضمن الاسد.
من الجهة الاخرى، توجد محافل معارضة في سوريا مستعدة لادارة مفاوضات مع النظام، ولكن تمثيلها موضع خلاف. وستطلب قيادة المعارضة املاء معايير نقل السلطة، ابعاد الاسد من المسيرة وتحديد الجدول الزمني.
عنصريون خطيرون
بقلم:أور ألون،عن اسرائيل اليوم
في الاسبوع الماضي قُتل صديقي أفيتار بوروفسكي في مفترق تفوح في السامرة. وقد انقض القاتل عليه بطعن بالسكين ورصاص من مسدس اختطفه منه. كان أفيتار انسانا باحثا عن السلام ودمث الخُلق ولطيفا حرص على جعل كل من يلقونه يبتسمون. وكان هذا ايضا مصدر رزقه.
لكن كما في كل واقعة يُقتل فيها يهودي خارج مجال الخط الاخضر، عادت هذه المرة ايضا ظاهرة يجب ان تقلق من ليس في الطرف الأيمن من الخريطة السياسية ايضا: فالى جانب المشاركة في الحداد كان هناك من اهتموا بتوجيه إصبع اتهام الى أفيتار لأنه اختار ان يجعل مركز حياته في ‘مكان خطير’ كما عرّفه المدعون وبذلك وضع روحه في كفه.
ربما حان الوقت لنُبين هذا الامر. لم يختر أفيتار أن يسكن مكانا خطيرا. إن سلسلة جبال الهملايا هي مكان خطير. والغابات في امريكا الجنوبية هي مكان خطير اذا لم تعرف أين يجوز وأين لا يجوز التنزه فيها. والجرف الهاري خطير اذا لم تكن حذرا في الأساس. ويمكن الاستمرار في هذا بلا نهاية. إن منطقة يهودا والسامرة ليست خطيرة، فالمكان في حد ذاته لا يُعرض أحدا للخطر بيد أن عددا من الناس الذين يسكنون هذا المكان هم الخطيرون. حينما نُعرف مكانا بأنه خطير ينبع التعريف من وجود شروط طبيعية معينة فيه حيوانات ضارة، وفيروسات وغيرها تجعل المكان كذلك وفيه احتمال عال للاضرار بالبشر الذين يريدون المكوث فيه. إن النظر الى منطقة يهودا والسامرة باعتبارها ‘منطقة خطيرة’ أصبح آليا جدا. فالمنطقة ليست خطيرة إلا اذا وُجد لا سمح الله من يرى السكان العرب الذين يسكنونها حيوانات مفترسة أو فيروسات أو وحوشا بربرية. لكن العرب ليسوا حيوانات وليسوا وباءً ولا يمكن أن نراهم متوحشين لا ثقافة لهم. ولما كنت أحرص على النظر الى سكان يهودا والسامرة العرب أنهم بشر مع منظومة قيم وتقدير وعقل فلست أقبل الجزم بأن الحديث عن منطقة خطيرة. إنها ليست كذلك حقا. فالمنطقة على ما يرام فالارض خصبة والمنطقة تلالية لكنها غير صخرية ولا توجد حيوانات ضارة ولا فيروسات أو أوبئة. وحالة الجو مريحة. والماء نظيف والمكان رائع. وبهذا المعنى فان منطقة السامرة لا تختلف عن منطقة الشارون. بيد أن كثيرين جدا من السكان العرب الذين يسكنونها يدعون الى القتل على أساس عنصري.
قد تبدو هذه الامور مُسفّة. وقد يبدو ذلك مثل التمسك بفروق صغيرة جدا في المصطلح. لكن الكلمات تكشف لنا عن التصور العام الصلب جدا الذي يقوم من ورائها. يجب ان نحدد عوامل الخطر الحقيقية وهي: التربية العربية الاسلامية في ارض اسرائيل والسامرة التي تحرض على اليهود؛ وسلطة المنظمات الارهابية فتح أو حماس أو الجهاد الاسلامي التي تحث على قتل أبرياء وتدعو الى العنصرية؛ وكثير من السكان العرب أنفسهم الذين يُمكّنون للكراهية والتحريض والقسوة أن تتغلغل إليهم وتدخل بيوتهم ونفوس أبنائهم وثقافتهم.
ولهذا ومنذ الآن حينما سيُقتل يهودي يسكن وراء الخط الاخضر لا تقولوا من فضلكم: ‘لماذا اختار السكن في مكان خطير بهذا القدر؟’ بل اسألوا أنفسكم بكامل الصدق: ‘لماذا نُمكّن ناسا خطيرين بهذا القدر من ان يتجولوا أحرارا في ارضنا؟’، وإن سؤالا كهذا يجب ان يفضي الى حل أنجع لأنه يبدأ بمواجهة المشكلة الحقيقة لا مشكلة مختلقة ليس لها أي مستمسك في الواقع بل رغبة في صرف النقاش الى خطوط سياسية فقط.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ليس لذيذا وليس فظيعا
بقلم:بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم
يمكن ان نلخص قرار مجلس النواب الاردني أمس الذي دعا الى طرد السفير الاسرائيلي من الاردن واعادة السفير الاردني الى المملكة ايضا بقولنا، إن مجلس النواب الاردني جسم تحرشي. وهدفه الرئيسي هو تنفيس الضغط. على أثر الهبات الشعبية العربية أصبحت الانتخابات في الاردن أكثر انفتاحا وأكثر ديمقراطية. ولذلك أصبح يوجد عدد أكبر من الاسلاميين في المجلس الأدنى.
يجب ان نفهم انه ليس لمجلس النواب الاردني لا يد ولا رجل في تصريف أمور الدولة. وكل ما يُسمح له به هو أن يُبين مبلغ تحرشه بالحكومة وبالمملكة.
لا شك في أن الأحداث في القدس تؤثر في الشارع الاردني. ولا شك في ان الأحداث التي تقع في القدس قد تفضي الى وضع غليان. والغليان في مجلس النواب أفضل عند اسرائيل وعند الادارة الاردنية من الغليان في الشارع.
أسهمت وسائل الاعلام الاردنية أمس بتأجيج الغرائز بطريقة إخبارها بالأحداث في جبل الهيكل. فاسرائيل كما قالت وسائل الاعلام الاردنية اعتقلت مفتيا ومنعت المسلمين من الوصول الى جبل الهيكل، وانقض المستوطنون كذلك كما أبلغت على جبل الهيكل. ولا يتأثر مجلس النواب الاردني تأثرا خاصا بيوم القدس فهو يرى ان يوم القدس احتفال عربي أكثر من أن يكون احتفالا يهوديا.
إن السفير الاسرائيلي في الاردن، داني نفو، وهو ذو علاقات ضخمة بالمملكة منذ سنين، قد استُدعي أمس الى مكتب الخارجية المحلي لحديث. ولما لم يكن وزير الخارجية في المملكة فقد التقى مع وزير الداخلية. وكان اللقاء وديا بل لم يوجد احتجاج ولا أي تهديد. وداني نفو لا يحزم حقائبه الى الآن.
كنت في هذا الفيلم حينما عملت اربع سنوات سفيرا في موريتانيا وهي دولة عربية. كان رئيس مجلس النواب ومرة اخرى كان رئيس مجلس الشيوخ هما اللذان بادرا الى مبادرتين لطردي من الدولة. وبيّنت لي السلطة ان هذه هي طريقة للتنفيس ايضا. أما الأمر المهم فهو ما يقوله الرئيس أو الملك في هذه الحالة، وما يحدث في الشارع في الأساس.
إن الشيء الوحيد في هذا الامر هو انه يجب علينا ان نتذكر أن لكل عمل في القدس تأثيرا مباشرا في العالم العربي. إن يوم القدس هو يوم احتفال لنا ويوم حداد لهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
