-
ترجمة مركز الاعلام 234
ترجمات
(234)
ـــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
ترجمة مركز الإعلام
الشأن الفلسطيني
نشر راديو فرنسا العالمي على موقعه الإلكتروني مقالا بعنوان "الأراضي الفلسطينية تمر بأزمة خانقة" للكاتب نيكولا فاليز، يتحدث الكاتب في بداية المقال عن الأزمة المالية التي تعانيها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث يقول إن حكومة الدكتور سلام فياض تمر بأزمة مالية خانقة من الممكن أن تطيح بها في ظل التردي الاقتصادي ورفع أسعار السلع الأساسية، متحدثا أيضا عن الاحتجاجات التي خرجت إلى الشوارع في مدن الضفة الغربية الأسبوع الماضي، ويقول الكاتب إن الوضع الاقتصادي الذي يعانيه سكان الضفة الغربية يشكل ضغطا كبيرا على الحكومة والسلطة الفلسطينية، مشيرا إلى الضغوظ السياسية على القيادة الفلسطينية التي تمارس من قبل دول غربية وكذلك ما يمر به العالم العربي من ظروف جعلت القضية الفلسطينية بعيدة عن الانظار، وفي نهاية المقال يتحدث الكاتب عن نوايا الرئيس الفلسطيني محمود عباس في التوجه نحو الأمم المتحدة طالبا العضوية حيث سيكون ذلك سببا في الضغوط الجديدة على السلطة الفلسطينية.
نشر موقع ميج نيوز الإسرائيلي الناطق بالروسية مقالاً بعنوان "لا أحد يحتاج الاقتصاد الفلسطيني" للكاتبة إيرا كوغان، تقول فيه الكاتبة أن بروتوكول باريس، وهي الاتفاقية الاقتصادية الموقعة بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994، تنص على أن إسرائيل تقوم بجمع الضرائب الجمركية في الأراضي الفلسطينية ثم ترسلها إلى خزينة السلطة الوطنية الفلسطينية، ويقدر متوسط هذه المبالغ بثلث الإيرادات، وإسرائيل هي التي تنظم التجارة الخارجية الفلسطينية وتتم من خلال الموانئ الإسرائيلية البحرية والجوية وكذلك من خلال المعابر الحدودية مع مصر والأردن. وتشير الكاتبة إلى أن الدافع وراء ظهور هذه الاتفاقية هو حاجة السلطة الفلسطينية لذلك وليس لحاجة إسرائيل، في ذلك الوقت لم تكن هناك أية مؤسسات إدارية تقوم بهذه الوظائف ولم تكن سلطات ضرائب أو جمارك، وفي الوقت نفسه لا توجد حتى الآن، وتلك المؤسسات التي تحاول إنشاء إدارات حالية لا تتعامل مع التحديات والصعوبات القائمة، ويتبين ذلك من حالة الاقتصاد الفلسطيني. وتضيف الكاتبة أن السلطة الفلسطينية تؤكد أن جذور المسألة الاقتصادية بسبب إسرائيل، وبشأن إعادة النظر في اتفاقية باريس من أجل تسهيل الاقتصاد للفلسطينيين فإنه من الواضح أن إسرائيل لن توافق على ذلك. تتحدث الكاتبة عن الحالة الحقيقية للاقتصاد الفلسطيني على أنه لغز يحير المراقبين- حيث نشرت الصحف العالمية مؤخرا صورا للمنتجات والفائض التجاري في أسواق غزة والفيلات الفاخرة على السواحل، وفي نفس الوقت معظم الفلسطينيين يعيشون تحت خط الفقر، ويشير الخبراء إلى أن موضوع نمو الاقتصاد في الضفة الغربية يتألف من 5% منها 4% يعود إلى المساعدات، والوضع في القدس الشرقية أسوأ بكثير وتشير التقديرات أن نسبة الفقر وصلت إلى 78% هناك. حاولت حكومة عباس أن تخفض الضرائب ولكن ذلك يمكن أن يؤثر على رواتب الموظفين الذين يهددون بالإضراب، وفي نفس الوقت فإن الأراضي الفلسطينية لا تهدئ من المظاهرات ضد غلاء الأسعار وارتفاع نسبة البطالة إلى 26% والفساد. وتنهي الكاتبة بالقول إنه في حال لم تنجح السلطة الوطنية الفلسطينية في حل المسألة فإنها سوف تلقي اللوم على الاحتلال الإسرائيلي كما تفعل دائماً، وربط الوضع الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية مع حدود بروتوكول باريس ليس من قبيل الصدفة، وفي حال تحقق الحلم الفلسطيني فهل يمكن أن يتوقع المرء اقتصادا
مزدهرا؟ القضية ليست في الغاز الإسرائيلي أو الكهرباء الذين يستطيع الفلسطينيون الحصول عليه من مصر، ببساطة فلسطين مزدهرة، لا أحد يحتاجها إلا مواطنوها.
نشرت صحيفة الإندبندنت مقالا بعنوان "المجزرة المنسية" للكاتب روبرت فيسك. ويقول إنه قبل 30 سنة حدثت مجزرة قتل فيها أكثر من 1700 فلسطيني في قرية صبرا وشاتيلا. وروبرت فيسك عاد لزيارة مسرح هذه المجزرة. والذكرى لا زالت باقية في قلوب الفلسطينيين وكل من فقد أحدا من عائلته في تلك المجزرة. ولم يحاسب أحد على تلك المجزرة، إن مجزرة صبرا وشاتيلا تبقى وصمة عار في تاريخ البشرية حيث رتكب المجرم جريمته وأفلت من العقاب. لم يحاسب أي أحد على ما قام به في صبرا وشاتيلا، لذلك شكل هذا تصريحا لإسرائيل للقيام بالمجازر اللاحقة. ولو حاسب العالم من قام بمجزرة صبرا وشاتيلا لما حدثت المجازر اللاحقة، لقد أدرك الإسرائيليون أنه ليس هناك من يحاسبهم لذلك باستطاعتهم فعل ما يشاؤون. وفي الوقت الذي كان قادة العالم يزور مكان حدوث تفجيرات برجي التجارة العالميين لم يجرأ احد منهم على زيارة مكان حدوث مجزرة صبرا وشاتيلا، وحتى القادة العرب لم يجرؤوا على ذلك لأن في ذلك عداء لإسرائيل والولايات المتحدة وهو ما لا يريدونه، ربما دفع شارون الثمن بخسارته لمنصبه ولكن السخرية انه عاد رئيسا للوزراء، لقد كتب منتقدوا العرب والمسلمين الكثير من الرسائل المسيئة لي بسبب حديثي الدائم عن صبرا وشاتيلا إلى درجة أنهم وصفوني بمعادي إسرائيل ومعادي السامية.
نشرت مجلة الانتفاضة الاكترونية مقالا بعنوان " أصوات غضب الفلسطينيين تعلو" للكاتب جيليان كيستلر. ويتحدث عن بعض الروايات الفلسطينية حول غلاء الأسعار ومطالبهم بالتغيير في السلطة الفلسطينية، حيث يروي أشرف خريج الاقتصاد من جامعة بيت لحم والذي يعمل على سيارة أجرة ويقول بأنه أصبح يتوجب عليه العمل لـ20 ساعة من أجل كفاية نفسه خاصة في ظل ارتفاع أسعار معظم المواد الغذائية، ويقول وليد الذي يملك مخبزا بأن أسعار الطحين قد ارتفعت إلى اكثر من النصف خلال العام الماضي، ووفقا لتقرير الأمم المتحدة الأخير فإن نسبة البطالة في الضفة و غزة تجاوزت 26% وواحد من كل إثنين فلسطينيين يعاني من الفقر. والوضع أسوأ بكثير في غزة حيث أن نسبة البطالة اكثر من 51% وأكثر من 80% من العائلات هناك تعيش على المساعدات الدولية وفقا لتقارير منظمة العمل الدولية. والفجوة تتسع بين الطبقات الإجتماعية في الشارع الفلسطيني حيث الغناء الفاحش والفقر المدقع، الأمر الذي أثر على الطبقة المتوسطة من خلال تقليل عدد الأشخاص الموجودين في هذه الطبقة وانحدار مستوياتهم المعيشية بسبب الظروف المحيطة بهم، والاقتصاد الفلسطيني محكوم باتفاقية باريس التي تنص على ان إسرائيل هي من تجمع اموال الضرائب وتورد نصيب السلطة من خلالها. ويختم بالقول أن الاقتصاد الفلسطيني في طريقه لمزيد من التدهور والتراجع.
الشأن الإسرائيلي
نشر موقع ميج نيوز الإسرائيلي الناطق بالروسية مقالاً بعنوان "5772 عاماً من العزلة" للكاتبة إيرينا بيتروفا، تقول فيه الكاتبة ان السنة العبرية 5772 بدأت وانتهت بهجمات على البعثات الدبلوماسية، في العام الماضي قبل عدة أيام من رأس السنه العبرية قام حشد بتحطيم السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وتم إنقاذ الموظفين بتدخل من البيت الأبيض، وفي هذه الأيام تدافع البعثات الدبلوماسية الأمريكية عن نفسها من غضب المسلمين في جميع أنحاء العالم. تضيف الكاتب أن العلاقات بين إسرائبل والقاهرة على مدار العام الماضي أكثر أو أقل استقراراً على الرغم من أن الإسلاميين حصلوا على أغلبية الأصوات في البرلمان المصري وفاز ممثل الإخوان المسلمين محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية، ومؤخراً وافقت إسرائيل على مكافحة الإرهاب في سيناء وفي وقت سابق اعتذرت على مقتل الحراس المصريين وذلك خلال تبادل إطلاق النار بين القوات الإسرائيلية والإرهابيين، وهذه التنازلات ليست ثمناً كبيراً للحفاظ على السلام البارد مع مصر في ظروف عدم استقرار المنطقة. أما بالنسبة للصراع الإقليمي الحاد فهو الحرب في سوريا، ولم تتأثر إسرائيل من ذلك، والهدوء النسبي في السياسة الخارجية الإسرائيلية يعود إلى حقيقة أن دول المنطقة مشغولة في شؤونها الخاصة، وأظهر الربيع العربي أنه يوجد في الشرق الأوسط مشاكل أكثر خطورة من معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي. أما بالنسبة للعلاقات مع أنقرة فما زالت مستمرة في التدهور، حيث أن الحكومة التركية جمدت العلاقات التجارية مع إسرائيل في قطاع الصناعة العسكرية، ومن جانب إسرائيل فقد خفضت ربع صادرتها إلى تركيا، وفي قائمة الشركاء التجاريين تراجعت إسرائيل وتركيا من المركز الثالث إلى المركز السادس، وكذلك إسرائيل ترفض تزويد الشركة الأمريكية "بوينغ" بمكونات طائرة "الأواكس" المتجهة للجيش التركي، وتركيا حظرت مشاركة الوفد الإسرائيلي في قمة دول الناتو، والنيابة العامة التركية قدمت
اتهامات ضد أفراد القوات البحرية الإسرائيلية الذين شاركوا في اقتحام سفينة أسطول الحرية "مافي مرمرة" وكواليس محاولة استعادة العلاقات لم تنجح. تميز العام الماضي بأن القيادة الفلسطينية حاولت الحصول على الاعتراف الدولي لكن مجلس الأمن الدولي رفض الاعتراف بفلسطين، محمود عباس مستعد لرفع وضع فلسطين لدى الأمم المتحدة إلى دولة مراقبة- هذا يعني الاعتراف الرسمي بفلسطين على مستوى الأمم المتحدة ويفتح لها الطريق لرفع قضايا ضد إسرائيل في المحكمة الدولية في لاهاي، وفي الوقت نفسه حماس وفتح خطتا خطوة جديدة للوحدة لكن عملية السلام ما تزال مكانها، وفي الحقيقة وافق محمود عباس على التخلي عن الشروط المسبقة من أجل الحوار بما في ذلك حظر البناء في الضفة الغربية والقدس الشرقية، لكنه الان يطلب تحرير جميع السجناء الفلسطينيين والسماح باستيراد الأسلحة لهيكلة السلطة الوطنية الفلسطينية. القضية الإيرانية تبقى المسألة الرئيسية ومقربة إيران من امتلاك أسلحة نووية والبيانات المعادية لإسرائيل من قبل القادة الإيرانيين لم تتوقف وهناك أسئلة تطرح متى وكيف ستضرب إسرائيل إيران؟ والولايات المتحدة أصبح لديها حلفاء جدد في المنطقة حيث أن واشنطن عقدت صفقة عسكرية كبيرة مع السعودية ووعدت دول الخليج العربي بالمساهمة في مساعدة أنظمة الدفاع الصاروخي الإقليمي. وبشكل عام لم تصبح علاقة العالم مع إسرائيل جيدة، ووفقاً لاستطلاع بي بي سي فإن الحكومة الإسرائيلية تحتل المكانه الثالثة بعد إيران وباكستان ومن بين الدول التي يكون لها تأثير سلبي على الوضع في العالم وأن 50% من المشاركين يرون أن إسرائيل تشكل خطراً على النظام العالمي. أما الجوانب الإيجابية التي شهدتها إسرائيل العام الماضي تعزز العلاقات مع أذربيجان التي يمكن أن تحل محل تركيا كحليف لإسرائيل في العالم العربي وعقدت إسرائيل مع باكو صفقة بمقدار 1.6 مليار دولارا لتوريد الطائرات بدون طيار وأنظمة الدفاع الصاروخي، وكذلك توسيع التعاون التجاري مع روسيا وزيادة تدفق السياح الروس إلى إسرائيل على الرغم من أن روسيا تعارض في مجلس الأمن الدولي العقوبات المناهضة لسوريا وإيران. ونلخص نتائج السنة العبرية بالقول وبشكل مقنع إن إسرائيل أصبحت في عزلة في العالم.
الشأن العربي
نشرت صحيفة لوفيجارو الفرنسية مقالا بعنوان "سوريا ومهمة المبعوث الجديد للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي" للكاتب جورج مالبرونوت، يتحدث الكاتب في بداية المقال عن مهمة المبعوث الأول للأمم المتحدة في الأزمة السورية كوفي عنان، حيث يقول إنها فشلت ليس بسبب المبعوث كوفي عنان، ولكن بسبب الضغوط العالمية بين الغرب والشرق حول الثورة في سوريا، ويقول الكاتب إن البداية في المهمة الموكلة من جديد للرجل الجديد الأخضر الإبراهيمي على ما يبدو منذ الزيارة الأولى تواجه مشكلات متعددة بسبب تصريحات المعارضة حول هذه الزيارة، إن ما يجري هو صراع ليس على مستوى سوريا والمتخاصمين في الداخل، بل وصل إلى الأطراف الإقليمية والدولية، في إشارة إلى دور روسيا والصين في وجه الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، كما يقول الكاتب ان المهمة الجديدة للمبعوث بلا شك ستفشل فيما لو لم يتم تقديم تنازلات من قبل الأطراف الدولية في الأزمة السورية، وبرأي الكاتب فإن الأطراف الداخلية في الأزمة السورية النظام والمعارضة سوف يجلسون على طاولة الحوار عندما تتوفر الإرادة الدولية، أي الأتفاق بين المعسكر الغربي والشرقي، وفي نهاية المقال يقول الكاتب إن الحرب في سوريا مفتوحة على مصراعيها وأن غياب الحلول قد يشعل أطراف جديدة في الصراع المحتدم.
نشرت صحيفة إسرائيل اليوم مقالا بعنوان "لا فرحة تركية في الأزمة السورية" بقلم إيليوت أبراهام، قال أحد المحللين الرائدين أنه "إذا كانت تركيا تلعب بأوراقها بشكل صحيح، فإنها بإمكانها أن تصبح القوة المهيمنة في المنطقة" وقال في عام 2010 أن "المسرح مُهيأ لتركيا لتصبح قوة إقليمية كبرى" وأضاف "إذا كانت روسيا تضعف، فإن تركيا تظهر كقوة مهيمنة في المنطقة بما في ذلك منطقة شرق البحر المتوسط". لقد ثبت عدم فعالية السلطة في تركيا حتى في سوريا المجاورة وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أنه عندما زار الأتراك طالبوا الولايات المتحدة "بإنشاء مناطق آمنة ومحمية ... بالنسبة لهم داخل سوريا". لقد فشل الأتراك في سوريا والاعتقاد بأنه لم يكن لديهم دعما من الولايات المتحدة. هناك توتر صعب بين تركيا والولايات المتحدة عندما رفضت تركيا التعاون في غزو العراق في عام 2003 وتفاقمت بفعل الإجراءات التركية اتجاه إسرائيل.
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالا بعنوان "يجب على الغرب أن يكونوا صادقين بدورهم إزاء الفوضى العنيفة في ليبيا" بقلم بنيامين بربر، وفاة السفير هو عرض من أعراض ذبول الربيع العربي الذي تتحمل مسؤوليته الولايات المتحدة وحلفاؤها. القتل المأساوي للدبلوماسي الذي كان صديقا للثورة الليبية دليل على الفوضى التي تمر فيها ليبيا
منذ مقتل القذافي. ثبت خلال الأشهر الماضية أن المجلس الوطني الانتقالي لم يكن قادرا على فرض النظام والقانون ضد العشرات من المليشيات القبلية التي تحكم ليبيا فعليا. هناك عمليات نهب وحرق للمساجد الصوفية وهناك 100.000 مقاتلا مسلحا متنقل في ليبيا مع أسلحتهم الثقيلة وتنظيم القاعدة هو بمثابة لاعب محلي. واشنطن تريد دعم الديكتاتوريات التي تنهب بشكل أعمى والتي تقلل من شأن الثورات.
نشرت صحيفة جوردان تايمز مقالا بعنوان "المخاطرة بالسلام " للكاتب نصوح مجالي. ويقول إن هناك تحول خطير في العالم العربي من خلال الربيع العربي الذي تحول إلى التطرف. إن الأنظمة العربية الجديدة في تونس وليبيا ومصر تتعرض لتأثير كبير من المتشددين الذين يحاولون السيطرة على مقاليد الحكم في هذه الدول وقيادتها إلى الفوضى العارمة. وهؤلاء المتشددين يرفضون الاعتراف بحكوماتهم ويحاولون فعل مايشاؤون في دولهم، وفي النهاية هذا له تأثير كبير على العالم العربي، والإخوان المسلمين في الدول العربية مهمشين ولكن في مصر يسيطرون على الحكم وهم يحاولون حماية هذه الجماعات المتشددة التي يعتبرونها من حلفائهم ولكن ليس باستطاعتهم الاستمرار في ذلك لأنهم سيدفعون الثمن غاليا على حساب المصالح العالمية لمصر. إدارة شؤون الدولة يتطلب مسؤولية أكبر من الإخوان المسلمين الذي يجب عليهم أن لا يسمحوا للمتشددين بالتحكم في مسار الدولة المصرية وتشويه صورتها، حيث أن مصلحة مصر ليست في هذا المسار بل على العكس لأن هذا المسار يقوض دعائم الدولة المصرية ولا يمكنها من تحقيق مصالحها، حيث أن الفوضى لا تقوي الدول بل تدمرها. يجب على الدول العربية والعالم الغربي الوقوف في وجه هذه الجماعات المتطرفة ومنعها من تنفيذ مخططاتها في العالم العربي الت تهدف إلى زعزعة المنطقة ومنع تحقيق السلام العالمي.
نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا بعنوان "الاضطرابات في الشرق الأوسط تكثف النقاش حول تدخل الولايات المتحدة في سوريا" بقلم روبرت ورث، دفع تزايد أعداد القتلى في الحرب الأهلية السورية لتكون القضية السورية هي الأعلى على جدول أعمال أوباما مع الضغط من قبل القادة العرب لإسقاط الزعيم السوري بشار الأسد. هل ينبغي على الولايات المتحدة أن تقلق من سقوط الأسد وإبقاء الإسلام تحت الاختبار؟ هل الاحتجاجات تؤكد على مخاطر التقاعس عن العمل مع وجود جهاديين يتنامى عددهم بسرعة في سوريا، مما سيزعزع المنطقة برمتها؟ الهجمات على المقار الدبلوماسية الأمريكية والأوروبية وخاصة وفاة السفير في ليبيا أثارت دعوات من الولايات المتحدة لفك الارتباط مع العالم العربي. لقد ارتفع عدد القتلى في سوريا بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة وتشير بعض التقديرات إلى 23 ألف قتيلا، وتوفر القوى الإقليمية مثل تركيا والمملكة العربية السعودية الأسلحة الخفيفة للمتمردين، ومن الواضح أنها لن تلعب دورا أكثر حسما دون الدعم الأمريكي.
نشرت صحيفة زمان التركية مقالا بعنوان "هجوم بنغازي وما بعده" للكاتب فكريت إيرتان، يشير الكاتب في بداية المقال إلى الهجوم الذي وقع على السفارة الأمريكية في بنغازي وأدى إلى مقتل السفير وعدد آخر من الموظفين، ويشير الكاتب إلى أن الادعاءات التي تفيد بأن الهجوم كان مخطط له تزداد شكوكاً مع مرور الوقت، ألا وهي رد فعل على الفيلم الأمريكي المسيء للرسول، وانتقاما على مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في أفغانستان، وتأتي هذه الهجمات في ظل وجود نوع من عدم الاستقرار ووجود الكثير من الجماعات المسلحة. ويضيف الكاتب بأن الاحتجاجات ما تزال مستمرة لتحويل الأنظار عما يجري في سوريا، الأمر الذي سيؤدي إلى خفض المصالح الأمريكية فيها، لافتا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تعمل على تغيير سياستها في الشرق الأوسط في ظل التطورات والتي كان أخرها هجوم بنغازي، حيث سيؤثر هذا الهجوم سلبيا على دول المنطقة بشكل كبير.
الشأن الدولي
نشرت صحيفة (يني مساج) التركية مقالا بعنوان "الأزمة السورية والعلاقات إسرائيل-تركيا" للكاتب أورهان ديدي، يقول الكاتب في مقاله إن سبب استمرار الأزمة السورية إلى حد الآن هو الدعم الواضح والصريح الذي تقدمه كل من روسيا والصين لنظام الأسد، والأزمة السورية الآن محاصرة بين زاويتين؛ وهما سوريا وتركيا. سوريا بسبب استمرار تدفق المقاتلين وتلقيهم الدعم الخارجي لمواجهة النظام، الأمر الذي يؤدي إلى دفع الأزمة إلى الأمام، وتركيا بسبب فشل خطة الإطاحة بالأسد التي اقترحتها سابقا، وذلك من خلال صموده ووقوفه على قدميه إلى الآن، مما يشكل كابوساً للحكومة التركية، ومن جانب آخر استمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى الأراضي التركية حيث وصل
عددهم قرابة الـ100 ألف لاجيء، والدعم المالي والعسكري غير العلني الذي تقدمه الحكومة التركية للمتمردين، ويضيف الكاتب في مقاله أن تركيا تواجه ضغوطات خارجية من قبل العديد من الدول للتدخل لإنهاء الأزمة السورية، وإدخالها في مستنقع سوريا الغامض، ويشير الكاتب أيضا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى إعادة العلاقات الإسرائيلية-التركية إلى عهدها السابق، من أجل الاستفادة منها في الأزمة السورية والأزمة الإيرانية أيضاً، وفي نهاية المقال يتخوف الكاتب من أن تقوم إسرائيل بدفع تركيا للقتال في سوريا وارتكاب مجازر فيها كما فعلت إسرائيل بحق الفلسطينيين.
نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا بعنوان "الاحتجاجات على الفيلم المعادي للإسلام انتشرت في أفغانستان" بقلم ماتيو روزينبيرغ، يُشير الكاتب إلى أن المحتجين قاموا بحرق الإطارات ورشق الشرطة بالحجارة بسبب الفيلم المعادي للإسلام. وردت الشرطة بقوة لقمع أعمال الشغب حيث اشتبك العشرات من ضباط الجيش مع المتظاهرين لمنعهم من الوصول إلى وسط كابول. أصيب نحو 50 شرطيا بجروح طفيفة ويبدو أن الحكومة الأفغانية حريصة على تجنب تكرار الاحتجاجات العنيفة والقاتلة التي اجتاحت البلاد في وقت سابق من هذا العام احتجاجا على حرق المصحف من قبل جنود أمريكيين في قاعدة أمريكية شمال كابول.
نشرت إذاعة صوت روسيا تقريراً بعنوان "يجب على الولايات المتحدة إعادة النظر في سياستها الدبلوماسية في منطقة الشرق الأوسط" جاء فيه أن الاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة مستمرة منذ 5 أيام في أكثر من 20 دولة في العالم وخاصة في الشرق الأوسط، حيث هناك اضطرابات كبيرة وتغيير للسلطات مثل: ليبيا ومصر واليمن وتونس وذلك بسبب الفلم الأمريكي "براءة المسلمين" والذي يستهزئ بالرسول محمد، حتى السفارة البريطانية والألمانية تعرضت لهجوم في السودان. هذه أخطر أزمة دبلوماسية يواجهها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والولايات المتحدة لن تهمل حماية أمن البعثات الدبلوماسية ودبلوماسييها في الخارج، وبطلب من الحكومة الأمريكية في الأيام الاخيرة فإن كل من تونس واليمن ومصر خصصت قواتا إضافية لحماية الدبلوماسيين الأمريكيين. قوة الولايات المتحدة ضعفت ومن جهة أخرى فإن موجة الاحتجاجات ضد الولايات المتحدة تشير إلى أن المشاعر المعادية للأمريكيين في الشرق الأوسط هي على أساس متين، والسبب هو أن السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة في المنطقة تواجه خللاً خطيراً، وذلك نتيجة التغاضي عن نوع من أنواع الحق القانوني والمطالب العادلة التي تقدمها الدول العربية لاستعادة عملية السلام في الشرق الأوسط، وفي حال لم تغير الولايات المتحدة سياسيتها في منطقة الشرق الأوسط أو تتخذ خطوات حقيقية لاستعادة العلاقات مع العالم العربي، فإن موجة الاحتجاجات ضد الولايات المتحدة ستطول.
نشرت صحيفة سفابودا نيوز الروسية مقالاً بعنوان "أزمة الرئيس الأمريكي في الشرق الاوسط" للكاتب ألان دافيدوف، يقول فيه الكاتب أن الهجمات على البعثات الدبلوماسية الامريكية في الشرق الاوسط سببت للرئيس الأمريكي مشكلة سياسية، وخصوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتهمونه بتباطؤ سياسته في الشرق الأوسط ورفض دعم القوات في البلدان التي خلعت الطغاة وتعطي نتائج سيئة. ويضيف الكاتب أنه في 14 أيلول / سبتمبر حذر الرئيس الأمريكي الحكومة المصرية من أنه إذا لم تتحمل المسؤولية على خلفية الاحتجاجات المناهضة ضد الولايات المتحدة فسوف تكون هناك الكثير من المشاكل. ويقول مدير الدراسات الخارجية في معهد بروكينغز في واشنطن مايكل أوهانلون أن البيت الأبيض وضع اعتبارات في ظل موجة الاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة الأمريكية في الدول العربية بسبب فلم براءة المسلمين أولاً- إن إهانة المسلمين لن تنسى بشكل سريع وستضطر الولايات المتحدة للتعامل مع المشاكل المستمرة وستضطر إلى العمل في إطار استراتيجية كاملة، والاتجاه الأولي هو مساعدة الحكومة المصرية في حل مسألة الاقتصاد من أجل تحقيق الاستقرار، ثانياً- في ليبيا حيث هناك الحكومة الجديدة التي تشكلت من أحداث الربيع العربي، ولا شك أن الإدارة الأمريكية وقادة دول الناتو عملوا بشكل صحيح على مساعدة الليبيين في الإطاحة بنظام القذافي، لكن هذه كانت خطوة أولى وفي سوريا الأمر أكثر تعقيداً وما يزال دون حل.
نشر موقع جيهان الإخباري التركي تقريراً بعنوان "رئيس هيئة الأركان العامة التركي يستقبل نظيره الأمريكي" جاء في التقرير بأنه على خلفية الزيارة القصيرة لرئيس وكالة المخابرات المركزية الـ سي أي إي ديفيد بتروس إلى تركيا، وصل أمس الأحد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال "مارتن ديمبسي إلى العاصمة التركية أنقرة، لإجراء مباحثات مع نظيره التركي الجنرال نجدت أوزل حول قضايا مشتركة بين البلدين، ومن المقرر أن
يستقبل الجنرال أوزل صباح اليوم الاتنين نظيره الأمريكي بمراسم استقبال رسمية في أنقرة، يليه اجتماع ثنائي يبحثان خلاله الأزمة السورية والإرهاب الدولي ومستقبل منظمة حزب العمال الكردستاني التي يصنفها كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي في لائحة المنظمات الإرهابية.
نشرت صحيفة سباه التركية مقالا بعنوان "الأزمة السورية والولايات المتحدة الأمريكية" للكاتب عمر تاشبينار، يقول الكاتب في مقاله إن الفيلم الذي تم نشره أدى إلى خلق مساحة واسعة من الكراهية للولايات المتحدة الأمريكية بين الأوساط الإسلامية. ويتساءل الكاتب في مقاله عن مدى تأثير ردود الأفعال هذه على الولايات المتحدة الأمريكية؟ وكيف ستتأثر الولايات المتحدة الأمريكية بإدارة الرئيس أوباما؟ جميع هذه الأسئلة يجيب عليها الهجوم الذي وقع على السفارة الأمريكية في بنغازي، حيث يشكل هذا الهجوم إضافة إلى الأزمة السورية تأثيراً شديداً على الولايات المتحدة الأمريكية في ظل قرب الانتخابات الرئاسية فيها، مشيراً إلى أن المرشح رومني سوف يستغل هذا الحدث في حملته الانتخابية ويعمل على الضغط على المرشح باراك أوباما، وإذا لم يقم رومني باستغلال هذه الأزمة جيداً فإنه يمكن القول أن أوباما هو الأكثر حظاً في نيل مقعد الرئاسة لفترة أخرى، ويضيف الكاتب في مقاله أن هذه الأزمة لا تؤثر فقط على الانتخابات الأمريكية وإنما سوف تؤثر أيضا على المسألة السورية، حيث ستقوم بتدخل عسكري كما قامت في ليبيا بإرسال قوات عسكرية إلى البلاد.
نشرت صحيفة ستار التركية مقالا بعنوان "السلفيون والـ سي أي إي" للكاتب أردان زانتورك، يقول الكاتب في مقاله إن الجماعات السلفية بدأت التعاون مع الجماعات المحاربة عندما غزا الاتحاد السوفييتي أفغانستان عام 1979، في حين كانت الـ سي أي إي تعارض هذا الغزو، فقامت بالتعاون مع المجاهدين بتدريبهم وتقديم الدعم العسكري لهم، من أجل محاربة السوفييت والضغط عليهم من أجل الانسحاب، والآن ومع التزامن مع الأحداث التي تشهدها المنطقة من تطورات، تتجه جميع الأعين إلى الـ سي أي إي، مشيرة إلى أن الهجوم الذي وقع في ليبيا من قبل جماعات جهادية وأدى إلى مقتل السفير الأمريكي، ما هو إلا تأكيد على ضعف لدى وكالة المخابرات الأمريكية الـ سي أي إي. فما هي جهات العمل القادمة للوكالة من أجل التعامل مع هذه الجماعة مع تفاقم الأوضاع بسبب نشر الفيلم الأمريكي؟
نشرت صحيفة (يني تشا) التركية مقالا بعنوان "وكالة الإستخبارات لحلف الناتو" للكاتبة سيلجان تاشتشي، تشير الكاتبة في مقالها إلى الاعترافات المثيرة للاهتمام التي أدلى بها فيلييب جيرالدي الوكيل في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بأن القنصلية الأمريكية وقاعدة إنجيرليك العسكرية فعالتان للغاية، مشيراً إلى أن عملاء الوكالة الأمريكية يتغلغلون في مدينة هاتاي التركية الواقعة على الحدود مع سوريا، الأمر الذي يدل على أن الولايات المتحدة الأمريكية تبحث طرق كيفية الاستفادة من تركيا في هذه الأوقات، مشيرا إلى أن كلا من العملاء الفرنسيين والبريطانيين والأمريكان والألمان يعملون في تركيا؛ لكون تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي، فكيف تنظر تركيا في مصالحها حيال سوريا في ظل تضارب المصالح مع حلف الناتو؟ تبقى هذه مسألة وقت لكي يتم كشف الستار عن نتائجها.
ثلاثون عاما على مجزرة صبرا وشاتيلا، التفاصيل لا زالت مخفية عن الجماهير
هآرتس – عوفر أديرت
وثائق لجنة كوهين، التي شكلت للتحقيق بالمجزرة، لا زالت سرية، قررت اللجنة أن ضباط الجيش الإسرائيلي علموا في مرحلة معينة عن تنفيذ المذبحة ولم يعملوا بشكل حاسم على إيقافها.
عناوين التقرير في "هآرتس" في 20/9/1982 كانت قاسية وصعبة، "أكوام من الجثث المنتفخة في شوارع صبرا وشاتيلا"، هكذا أبلغت الصحيفة قارئيها، وبعد يومين من المذبحة التي نفذها أفراد الكتائب المسيحية ضد المئات من سكان مخيمات اللاجئين في غرب بيروت في لبنان، أمام أنظار الجيش الإسرائيلي، "مئات الرجال والنساء والأطفال، أطباء وممرضات، ذبحوا في مخيمات اللاجئين على أيدي الكتائب، حلفاء إسرائيل، الكتائب قتلوا كل رجل وامرأة وطفل وجدوهم في المكان"، هذا ما ورد في مختلف وكالات الأنباء.
اليوم تمر الذكرى الثلاثين للمذبحة، التي نُفذت بين 16 – 18 أيلول عام 1982، جيل الشباب عرف بالموضوع وخاصة عن طريق فيلم فولمان آري "فالس مع بشير"، والذي صدر قبل حوالي 4 سنوات وفيه تم وصف المذبحة حسب وجهة نظر جنود الجيش الإسرائيلي الذين تواجدوا في المنطقة.
ومع ذلك، فإن الوثائق المهمة والمثيرة للاهتمام والتي تتعلق بالمجزرة لم تكشف أمام الرأي العام، ويشير أرشيف الدولة إلى أنها موزعة على مجموعتين، واحدة منها تحتوي على وثائق أمنية لا تزال سرية، وتتواجد في أرشيف الجيش الإسرائيلي، والثانية تحتوي على وثائق لجنة كوهين، التي عينت للتحقيق بالمذبحة، "وثائق اللجنة مخفية عن الرأي العام بقرار مجلس الوزراء المصغر"، هذا ما قاله موظفو الأرشيف، مما يجبر الصحفيين على العودة خالو الوفاض.
نشرت لجنة كوهين النتائج التي توصلت إليها عام 1983، وقررت أنه لا يوجد دليل على تورط مباشر للجيش الإسرائيلي في المذبحة، ولكنها أشارت إلى أن ضباط الجيش الإسرائيلي علموا في مرحلة محددة عن المذبحة ولم يعملوا بشكل حاسم على إيقافها، وبناء على توصية اللجنة، أُقيل وزير الجيش أرئيل شارون من منصبه، وبعد ثلاثة عقود انتخب رئيسا للوزراء.
اجتاح الجيش الإسرائيلي بيروت في صيف 1982 في حرب لبنان الأولى التي شنتها إسرائيل في محاولة لطرد المنظمات الإرهابية الفلسطينية، تعاون أفراد الكتائب المسيحية مع الجيش الإسرائيلي عدن دخوله إلى لبنان، وساعدهم الدعم في تعزيز قوتهم السياسية، وفي تموز انتخب بشير الجميل، قائد حزب الكتائب السابق، رئيسا للبنان، وبعد مقتله في أيلول، ألقى الجيش الإسرائيلي بالمهمة على كاهل الكتائب للدخول إلى مخيمات اللجوء، والتي يقطنها مسلمون، من أجل تطهيرها من المقاتلين الفلسطينيين، وفتحوا عملية القتل العشوائي والتي توقفت فقط في رأس السنة (العبرية).
المراسل العسكري لـ "هارتس" زئيف شيف، كان من أبرز المعارضين للحرب، ولدى وصفه للأحداث في صبرا وشاتيلا، بعد يومين من انتهائها، حصل شيف في الواقع على معلومة حول ما يجري في المخيمات في الوقت الحقيقي، وسارع بنقلها إلى وزير الإعلام مردخاي تسيبوري في عهد بيغن، الذي كان ودودا معه، شيف أبلغه بالمعلومة في يوم الجمعة 16/9، في خضم الأحداث، وفي مكتبه في تل أبيب، تسيبوري نقل المعلومة إلى وزير الخارجية يتسحاق شامير، ولكنه لم يفعل شيئا.
"في مخيمات اللجوء في بيروت جرت جريمة حرب"، وافتتح شيف مقالته بعد 3 أيام من المجزرة، تحت عنوان "جريمة حرب في بيروت" وكتب: "هكذا بالضبط تم تنفيذ المذابح مرة باليهود".
زميله بصحيفة "هآرتس"، إلياهو سيلبتر، قال أيضا في هذا السياق، في ذكرى المحرقة، "علينا الاستعداد لموجة جديدة من المقارنات بين إسرائيل والأعمال النازية، واضح لنا، أنه ليس بأيدينا تم سفك هذه الدماء، وأن ذبح مئات النساء والأطفال والشيوخ، لا يشبه رعب المحرقة"، وكتب: "ولكن المفاجاة في كافة أرجاء العالم أيقظت ذكريات الماضي على منظر اجتياح الجيش، وغزو المخيمات والميليشيات التي تعمل تحت رعايته، وتغتال السكان العزل".
ووفقا لـ سليبتر، "إن عدم الشعور بالذنب المباشر لا يعني عدم المسؤولية"، وتساءل موجها حديثه لقراء "هآرتس": "ماذا بعد الحزن، العار والإحباط، إنها المأساة فرضت أيضا على شعب إسرائيل"، بالإضافة إلى الأضرار السياسية، ما سببته
إسرائيل لا يقدر بثمن، والسؤال الحاسم أن مجزرة بيروت تضع أمام الرأي العام الإسرائيلي امرا واضحا: هل الأغلبية على استعداد لأن تكون شريكة بالمسؤولية عن هذه الأعمال والعيش وتعليم ابنائنا بناء على هذه القيم؟
وتوقع شيف في هذه المرحلة المبكرة "أن وصمة عار أخلاقية لن تلحق بشركائنا بالحرب فقط، وإنما بإسرائيل أيضا، وهذه القضية ستلاحقنا"، وأضاف، أن هذه القضية هي "إغراق آخر للجيش الإسرائيلي، وإسرائيل في المستنقع اللبناني".
شيف لم يدخر جهدا في توجيه الانتقادات للحكومة، وكتب أن هذه القضية "هي مثال آخر أيضا يثبت كيف تدار لدينا الأمور، شارون يقترح وبيغن يوافق، وتتحول الحكومة مرة ثانية إلى ختم مطاطي، وسؤالنا – إلى أين يقودنا وزير الجيش والحكومة من خلفه؟ إسرائيل وجدت نفسها في تناقضات غريبة، إن لم يكن أكثر من ذلك، لذلك، من الذي يكذب؟".
مقالة أخرى، وقع عليها المراسل العسكري لـ "هآرتس"، نقلا عن مسؤولين أمريكيين وجهوا اتهامات خطيرة لإسرائيل، "تعهدنا بحماية إسرائيل، وتركنا حالة من الفوضى في الواقع على حياة الفلسطينيين في المخيمات، هم وثقوا بنا، ونحن وثقنا بكم، وأدركنا الآن وبعد فوات الأوان أننا أخطأنا". وقال المسؤولون أيضا: إن "الغضب والارتباك خارج عن المألوف".
مراسل "هآرتس" في الولايات المتحدة، جدعون سامت، "وصف الرعب حول جرائم القتل، والتعذيب والاغتصاب والتدمير"،بعنوان: "مقبرة جماعية كبيرة"، استعراض الصحف الأمريكية الذي قدمه لقراء "هآرتس"ـ 10 سنوات ونيف قبل عصر الإنترنت، للجميع، كان من الصعب الاستيعاب، "رائحة كبيرة تنتشر بالمكان، مراسل نيويورك تايمز، قال: إنه عانى من الغثيان الشديد وابتعد عن المكان، في شوارع المخيم ترى نساء قتيلات وهن يمسكن أبنائهن الرضع، والشيوخ الذين أُطلقت النيران عليهم برؤوسهم وظهورهم".
واختتم سليبتر مقاله الخارق بكلمات حادة: "أمرا واحدا ينبغي أن يكون واضحا للجميع: من يقبلون أعمال حكومتهم، عليهم تحمل هذه العواقب بخطورتها الكاملة، ومن يحصلون على حياة في دولة ديمقراطية، تنطبق عليهم هذه القاعدة وأكثر من ذلك".
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
موت السلام الاقتصادي
هآرتس - آفي يسسخروف
يرمز الاحتجاج الاجتماعي الفلسطيني، الذي استمر نحو اسبوع في ارجاء الضفة الغربية وخبا مع نهاية الاسبوع بمفاهيم كثيرة الى نهاية عصر السلطة الفلسطينية المعروفة والمريحة لحكومة اسرائيل.
فالألاف الذين خرجوا الى الشوارع واصطدموا بقوات الامن الفلسطينية، رشقوا الاحذية على صور رئيس الوزراء سلام فياض وهاجموا رموز السلطة، كشفوا بكامل عريها فكرة "السلام الاقتصادي" من مصنع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
فقد انكشف ضعف هذا الحل – الذي تمثل بمساعدة الاقتصاد الفلسطيني بقدر ما من اجل خلق هدوء امني – على كامل صورته.
يجتاز الاقتصاد الفلسطيني نوعا من الركود أو الابطاء ومعه تضعف مكانة السلطة، اجهزة الامن واصحاب القرار في رام الله. ولعلهم في اسرائيل لا يزالون يلهون أنفسهم بالأحلام عن مواصلة سياسة النعامة: استمرار البناء في المستوطنات، الامتناع عن المفاوضات السياسية، الغوص في حياة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) وتجاهل الارهاب اليهودي. ولكن مشكوك فيه أن يكون ممكنا الاستمرار في هذا لزمن طويل آخر.
هذه الفقاعة من الهدوء الامني التي خلقتها اسرائيل والسلطة الفلسطينية في السنوات الاخيرة في الضفة، من شأنها أن تتفجر في السنة القريبة القادمة في ضوء السياسة الاسرائيلية والوضع الاقتصادي المتدهور. صحيح أنهم في اسرائيل حاولوا
هذا الاسبوع ايضا مواصلة اطفاء الحرائق الصغيرة: تحويل أموال الضرائب للسلطة في وقت مبكر، اصدار 5 الاف تصريح عمل جديد. ولكن يبدو أن الحكومة في القدس وبالأساس رئيسها، يرفضون رؤية ما بات يلوح في الافق: أزمة الميزانية التي تعاني منها السلطة وأغلب الظن ستحتدم قريبا فقط، من شأنها ان تحدث هياجا شديدا في أوساط سكان الضفة. بداية قد يتجه الغضب نحو السلطة الفلسطينية ولكن في نهاية الامر سينتشر ويتجه ضد اسرائيل ايضا.
الشعب يريد عدالة اجتماعية
لقد فهم الجمهور الفلسطيني في الضفة هذا الاسبوع مباشرة ما رآه حتى الان في الفضائيات العربية – في أن لديه القدرة للتأثير على قرارات الحكومة. فيوم الثلاثاء خضع فياض للضغط الشديد من جانب المتظاهرين الذين طالبوا برأسه وخفض اسعار الوقود وضريبة القيمة المضافة التي سبق أن رفعت.
وقد نجح هذا على ما يبدو، فابتداء من يوم الثلاثاء سجل خبو في الاحتجاج الاجتماعي الفلسطيني. ومظاهرات الطلاب التي خطط لها في رام الله يوم الاربعاء حصلت في الحرم الجامعي في ارجاء الضفة ولم تسجل احداث عنف.
المواصلات العامة عادت الى العمل كالمعتاد وأمين عام اتحاد العمال الفلسطينيين، شاهر سعد، رجل فتح، أعلن بان اتحاد السواقين في المواصلات العامة قرر تجميد خطوات الاحتجاج في ضوء التفاهمات التي توصل اليها مع وزير المواصلات علاء زيدان.
وبالفعل، فان الاحتجاجات والمظاهرات هذا الاسبوع بدأها سائقو المواصلات عامة. في نهاية الاسبوع الماضي عطل السائقين السفريات لساعة واحدة، ويوم الاثنين اضربوا اضرابا ليوم كامل. "اضربنا بسبب الاسعار، بسبب الضرائب وبسبب السلطة الفلسطينية، التي تجبي أموال الضرائب"، يقول "هـ" سائق سيارة عمومية في محطة "مجمع بيرزيت"، في شارع الارسال في وسط رام الله.
وانتظرت عشرات السيارات العمومية دوره في المحطة، ظهر يوم الثلاثاء. "هـ" مثل زملائه في العمل، انتظر ان تمتلئ سيارته كي ينقل المسافرين الى القرى في شمالي رام الله. "أنا اكسب نحو 1.500 شيكل في الشهر واذا كان اللتر يكلف نحو 7 شيكل فكيف سأعيش؟ من ماذا؟ نحن ندفع الضريبة مضاعفة: مرة لوزارة المواصلات ومرة لبلدية رام الله. لماذا؟"
المزيد فالمزيد من السائقين اقتربوا كي يسمعوا ما يقال. "السلطة سرقت مالنا وكبار المسؤولين يبعثون بأبنائهم للتعلم في الخارج"، قال "ش"، هو الاخر سائق سيارة عمومية، واضاف بان وزارة المواصلات الفلسطينية تسمح للسائقين بان يقلوا سبعة ركاب فقط في سيارة تسع عشرة وفي اسرائيل يسمح بنقل العشرة. "نحن نريد ان يرفعوا عدد المسافرين ويخفضوا اسعار الوقود"، قال.
السائق أحمد، من احدى قرى شمالي رام الله، بدأ بسلسلة ملاحظات ذكرتنا بحملة يئير لبيد. "أين المال؟"، سأل. "أنا اعمل من 5:30 صباحا وحتى 6:30 مساء. 70 شيكل في اليوم. نحن ستة افراد في البيت والايجار يكلفني 500 شيكل. كيف يمكنني أن ادفع؟ أقول لك انا مستعد لان اترك الضفة ما أن انجح في ذلك".
السؤال اذا كانوا يحتجون ضد رئيس الوزراء لانهم يؤيدون فتح، يغضبهم. "نحن لسنا حزبا او منظمة، نحن اصحاب سيارات عمومية"، يشرح احمد. "الوضع هنا صعب جدا، وأعدك بانه اذا سمحت اسرائيل للجميع للعمل في نطاقها فلن يبقى هنا أحد".
محاولة فهم لماذا بالذات فياض هو عنوان العداء مع أن عباس هو الذي يقرر السياسة، تثير الغضب تجاه الرئيس ايضا. "اذا كان عباس عين فياض، فليذهب هو ايضا"، يقول "ي" رفيق أحمد. "هدفنا هو العيش بسلام. دعك من السياسة والسياسيين. فقط العيش بسلام وبكرامة مع رزق طبيعي".
س: ولكن كيف تشرحون كل المطاعم، المجمعات التجارية الجديدة في رام الله؟
"انت مخطئ"، يقول احمد. "رام الله هي مثل تل أبيب عندكم. تعال الى القرى، وسترى ماذا يحصل هناك". ويدعي "ي" بانه اذا استمر الوضع الاقتصادي كما هو اليوم، فان "الربيع العربي سيصبح ربيعا فلسطينيا".
ويبدو ان في السلطة الفلسطينية أيضا يفهمون هذا والفزع واضح. في الاسبوع الماضي، عندما اطلق انتقاد ضد السلطة في البث الحي في التلفزيون الفلسطيني من طولكرم، فان أحدا ما في فريق البث قرر اطفاء الصوت، الانتقاد قد لا يسمع في التلفزيون ولكن يمكن للمرء ان يسمعه في كل زاوية في الضفة.
يوم ميلاد سعيد لأوسلو
مرت الذكرى الـ 19 لاتفاقات اوسلو. وحسب الاتفاق الاصلي، فانه بعد خمس سنوات من التوقيع يفترض أن تقوم دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل. اتفاقات باريس، التي هي الاخرى طالب المتظاهرون بإلغائها، وقعت بعد سنة من ذلك في اطار الاتفاق السياسي المؤقت، الى حين اقامة الدولة الفلسطينية.
احد مهندسي اوسلو، احمد قريع (ابو علاء) الذي وقع على اتفاقات باريس، التقى في بداية الاسبوع مع صحفيين اسرائيليين. وينبغي القول ان القيادة الفلسطينية تقلل من الحوار مع الاعلام الاسرائيلي ولعلها ايضا يئست من التجاهل الاسرائيلي للمسألة الفلسطينية. وتذكر ابو علاء فقال: "لا بد أن شمعون بيرس يتذكر كيف أنه على مدى ساعات توقفنا في المفاوضات في اوسلو بسبب كلمتي "لا تتجاوز" في عبارة الفترة الانتقالية لا تتجاوز خمس سنوات".
وأعرب عن دهشته في ضوء السياسة الاسرائيلية التي "تتحدث عن حل الدولتين للشعبين ولكنها تقتله"، يقول. "أنا لا افهم ما الذي تكسبه اسرائيل على الاطلاق من استمرار البناء في المستوطنات أو من الاعتداءات على الفلسطينيين؟ فاذا ما قتلتم حل الدولتين فما الذي ستحصلون عليه؟ ما البديل؟ دولة واحدة. وهذه ليست المصلحة الاسرائيلية". غريب. زعيم فلسطيني يشرح ببساطة لصحفيين اسرائيليين ما يصعب عليهم في القدس أن يفهموه. هو أيضا واثق من أن الفلسطينيين لن يخرجوا ضد القيادة: "انتفاضة ضد السلطة؟ انسوا هذا. الانتفاضة لن تكون فقط بسبب اسعار الخبز، بل ستكون بسبب الاحتلال وضد".<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً