-
1 مرفق
اقلام واراء محلي 402
اقلام واراء محلي 402
في هذا الملـــــف:
اغلاق طريق اريحا - رام الله خطوة جديدة لقتل حل الدولتين
بقلم: حديث القدس – القدس
«تسييس» الفضاء!
بقلم: خيري منصور – القدس
أساس الصراع وأدواته
بقلم: حمادة فراعنة - الايام
جيش القدس المصري لمن؟
بقلم: عادل عبد الرحمن - الحياة
صافرة إنذار
بقلم: عيسى قراقع- معا
ضرورة توحيد التمثيل الفلسطيني
بقلم: هاني العقاد - معا
مصالحة فلسطينية قادمة برعاية أمريكية
بقلم: إبراهيم أبراش - سما
اغلاق طريق اريحا - رام الله خطوة جديدة لقتل حل الدولتين
بقلم: حديث القدس – القدس
بادرت سلطات الاحتلال امس، الى اغلاق طريق اريحا رام الله بالكتل الاسمنتية في خطوة تصعيد جديدة تشكل مسمارا جديدا في نعش حل الدولتين، لانها تستهدف بالاساس تقطيع اوصال الضفة نهائيا وتحويلها الى كانتونات غير مترابطة، وبالتالي عدم امكانية التواصل الجغرافي بين المدن واضافة معاناة جديدة الى المواطنين الذين يستخدمون هذه الطريق.
وهذه الخطوة ترافقها خطوات عديدة معروفة من اهمها في هذا السياق مخطط الاستيطان في المنطقة "إي" الذي يفصل جنوبي الضفة عن شمالها، بالاضافة الى تشريع اربع من المستوطنات الجديدة كانت تسمى عشوائية واصبحت اليوم قانونية وتتمتع بكل الامتيازات المالية الهائلة من الحكومة ولا يمكن ازالتها قانونيا، بالاضافة طبعا لخطوات تهويد القدس ومخططات تقسيم الزمان والمكان في المسجد الاقصى المبارك، وكذلك التأكيدات الاسرائيلية المستمرة عن عدم الاستعداد للانسحاب من الاغوار وما تردد في الايام الماضية ان اسرائيل عرضت استئجارها لمدة اربعين عاما في نطاق اية تسوية ممكنة.
من الواضح ان اسرائيل لا تستجيب لاية مبادرات او اتصالات سلمية حقيقية وتعمل العكس تماما في تحد سافر حتى لاصدقائها في الغرب الذين يكررون القول ان الاستيطان يعيق السلام وما الى ذلك من اقوال لم تعد لها اية قيمة.
وهذه المواقف الاسرائيلية المتواصلة تستدعي اعادة تقييم المواقف فلسطينيا وعربيا واسلاميا ولم يعد دفن الرؤوس في الرمال يجدي نفعا. ونحن نقترح ان تبادر القيادة الفلسطينية الى اتخاذ الخطوات في هذا الاتجاه والدعوة الى موقف عربي موحد لمواجهة هذا الصلف الاسرائيلي لان الارض تضيع والزمن يمر سريعا ولا يوجد في اسرائيل من هو مستعد للاستماع او التجاوب مع ربط شروط العدالة والسلام .. !!
يجب ايجاد حل لمأزق العالقين على معبر رفح
واصل افراد من قوى الامن المصرية امس، ولليوم الثاني على التوالي اغلاق معبر رفح بين مصر وغزة اغلاقا نهائيا وشاملا مما ادى الى مأزق مباشر لعشرات الفلسطينيين الذين اغلقت ابواب المعبر في وجوههم.
ان في مصر كثيرين، ومنهم اولئك الذين اغلقوا المعبر، يعتقدون ان الذين اختطفوا سبعة من زملائهم هم من القطاع اساسا وجاء الاغلاق كنوع من العقاب الجماعي، ورغم ان "حماس" اعلنت دائما استعدادها للتعاون وكشف الخاطفين ونفت اية علاقة لها بهذه الممارسات من خطف او اغتيالات، فان هؤلاء الغاضبين لا يصدقون ذلك وعتقدون انه ان لم تكن حماس وراء ذلك فان قوى اخرى داخل القطاع هي المسؤولة.
اننا ندعو الى الاسراع في السماح لهؤلاء العالقين على الحدود بدخول القطاع ووقف معاناتهم لانهم مواطنون لا علاقة لهم بالذي يجري اساسا، وبعد الانتهاء من هذا المأزق لابد من البدء فورا بالتنسيق والتعاون بين مصر وحماس وايضاح كل المواقف عمليا، وليتحمل كل طرف مسؤولياته وواجباته لاحقا.
ان التصعيد بين القطاع ومصر مستمر رغم اتفاق وتعاون القيادتين وتنسيق المواقف بينهما، لانه يوجد رأي عام مصري يشيع باستمرار ويزيد اتهاماته لغزة بالمسؤولية المباشرة او غير المباشرة عن كثير من الاعتداءات والاغتيالات في صفوف القوات المصرية.
«تسييس» الفضاء!
بقلم: خيري منصور – القدس
لم تتوقف الفضائيات العربية عند حدود التسييس، بل دخلت إلى نطاق الأدلجة بحيث تحولت من مصادر موضوعية للأخبار إلى بدائل تلفزيونية للناطقين الرسميين باسم هذا الحزب أو تلك الجماعة أو ذلك التيار، لهذا على المشاهد العربي الآن ألا يرفع أصبعه عن الريموت كونترول، لأنه يسمع المبتدأ عبر قناة . . ثم يسمع الخبر من خلال قناة أخرى، بحيث أصبح الفضاء هذه المرة هو الفيل الذي سقط عليه العميان، ويقتصر وصف كل واحد منهم للفيل على العضو الذي ارتطم به .
وبعض هذه الفضائيات تخطى التسييس والأدلجة معاً وحرق المراحل ليتحول إلى غرف عمليات، وما كان حتى وقت قريب يتم بالإيحاء أصبح الآن مباشراً ومحسوساً لا يقبل أي تأويل . فثمة من يدافع مقابل من يحترف الهجوم . وما يُحتكم إليه في هذه الحرب هو الاطراف سواء كانت ممولة أو ذات صبغة طائفية، أو ذات رسالة خاصة لا علاقة لها بالرسالة الإعلامية .
علينا إذاً أن نستمع حتى إلى نشرة الأخبار من خلال خمس فضائيات على الأقل، لأن هناك من يحذف وهناك من يضيف، إضافة إلى طرف ثالث يعمد إلى الانتقاء بما يروق لجهة محددة .
هكذا لم يعد الإعلام الفضائي جملة من مبتدأ وخبر، إنه ما يسمى في لغتنا شبه جملة وأحياناً جار ومجرور!
وكأن كل ما نعانيه كعرب من تيهٍ وإرباك وإرهاق عاطفي وعصبي لا يكفي، بحيث يضاف إليه هذا الاستبدال للوقائع وهو استبدال لابد أن ينتهي إلى التزوير والفيل على ما يبدو ليس كل ما يقوله عنه العميان الذين سقطوا عليه، لأن الواقع بحراكه المتسارع وغياب البوصلات تحول إلى ضجيج مبهم، وثمة حق يراد به باطل مقابل باطل لا يتستر بأي حق، اللهم إلا حق الممول على الموظف .
وليس من المعقول أن تصمت قنوات عن أحداث لها بُعد كارثي على المدى الأبعد بحيث تُسلط الاضاءة كلها على زاوية واحدة من المشهد، ووظيفة الإعلام هي غير ذلك تماماً، لأنه استمد مبرر وجوده أساساً من كونه يتعامل على نحو بانورامي مع كل المشاهد، فلا يحذف ولا يضيف .
والرأي العام الذي تفتضح بعض الاستطلاعات حالة الاضطراب لديه هو ضحية هذا التلاعب بل هذه الحرب التي ينوب فيها الاعلام عن الجيوش .
وأحياناً يدهشنا تحول بعض الاعلاميين إلى جنرالات بحيث ينسون مهنتهم ويتقمصون أدواراً أخرى .
وإذا كانت الثقافة العربية الآن تعاني بطالة والوعي في إجازة طويلة، فإن الحرب الفضائية التي مسحت الفارق بين الكلمة واللكمة هي ثالثة الأثافي كما كان أسلافنا يقولون .
ومن راهنوا على أن الفضاء سوف يحررهم من الإعلام الأرضي المرتهن أصابتهم خيبة أمل لأن العدوى انتقلت من الأرض إلى الفضاء فتحول إلى مجال حيوي لكل ما هو جهوي وطائفي وسوقي.
أساس الصراع وأدواته
بقلم: حمادة فراعنة - الايام
شكراً لدائرة الإحصاء الفلسطيني التي كشفت عن جملة البيانات والمؤشرات الإحصائية، لعدد المكونات الفلسطينية، المنتشرين في مناطق 48 ومناطق 67 وبلاد المنافي والشتات، فالمعطيات الديمغرافية لشعبنا هي المادة الأولى للاهتمام وللفعل وللهدف وللتطلعات، فالمشروع الاستعماري التوسعي الصهيوني اليهودي الإسرائيلي قام على عاملي الإنسان والأرض، عبر تنظيم الإنسان اليهودي بصرف النظر عن قوميته ولغته وثقافته، وتجنيده وترحيله إلى فلسطين الأرض، وإعادة تشكيله بما يتلاءم مع الحياة الجديدة على أرض فلسطين وتكييفه مع مناخها ومحيطها وتحدياتها، وتم ذلك على حساب الأرض الفلسطينية وشعبها، عبر الطرد والترحيل والقتل، وعبر الاستيلاء على الأرض وجعلها طاردة لأهلها وسكانها الأصليين :
الشعب الفلسطيني.
لم تفلح الصهيونية في تحقيق مشروعها الاستعماري على أرض فلسطين بالضربة القاضية للشعب الفلسطيني وأرضه، بل تم ذلك بشكل تدريجي متعدد المراحل بدءاً من المؤتمر الصهيوني، إلى وعد بلفور، إلى موجات الهجرة، إلى قرار التقسيم، إلى إعلان الدولة على جزء من أرض فلسطين، إلى احتلالها بالكامل العام 1967، إلى الحد الذي لا يمكن الآن الإجابة على السؤال لمن يطالب بالاعتراف بإسرائيل : أين هي حدود إسرائيل؟ حدود 48؟ حدود 67؟ حدود الجدار؟ أحسب اليمين أم حسب اليسار الصهيوني؟ حسب الأحزاب أم حسب المشاريع؟ حسب المفاوضات أم حسب ما يمكن أن تصل إليه قوة الدبابة الإسرائيلية؟ أهي حسب القانون الدولي أو الأمر الواقع ؟ بالمستوطنات أم بدونها؟؟.
ومشروعنا أيضاً لا حدود له، لهذا الوقت، أهي فلسطين من البحر إلى النهر حسب رغبتنا وتطلعاتنا وأمانينا أم حسب قرار التقسيم؟؟ حسب خطوط الهدنة لعام 48 أم خطوط حزيران 67 أم حسب التبادلية المقترحة؟؟.
ما زال الصراع كما هو منذ بدايته، يقوم على عاملين وهما عنوان الصراع وأداته : الأرض والإنسان، هم يريدون أكبر مساحة من فلسطين وأقل عدد من أهلها، وبرنامج ياسر عرفات، منذ أن أقر المجلس الوطني الفلسطيني بالحل المرحلي عام 1974، يقوم على استعادة أكبر مساحة من الأرض وبقاء وعودة أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، وها هو جهاز الإحصاء الفلسطيني يكشف لنا حقيقة الصراع وحصيلته بين البشر، بين الفلسطينيين والإسرائيليين ويقول لنا :
- عدد الفلسطينيين في مناطق الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة في 48 هو أكثر قليلاً من مليون وثلاثمائة وستين ألف نسمة.
- وعدد الفلسطينيين في مناطق الضفة والقدس والقطاع هو أربعة ملايين وأربعمائة الف نسمة.
- أي أن عدد الفلسطينيين الذين يعيشون على أرض وطنهم فلسطين بأقسامها وتلاوينها وأجزائها المجزأة يبلغ خمسة ملايين وثمانمائة ألف نسمة.
- وأن عدد البشر على أرض فلسطين من الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي هو 11.8 مليون نسمة يشكل اليهود منهم 51 بالمئة، ولكنهم يسيطرون ويستغلون 85 بالمئة من مساحة أرض فلسطين، و49 بالمئة من سكان فلسطين وهم شعبنا العربي الفلسطيني فلديهم حيازة لا تزيد على 15 بالمائة من الأرض، مما يعني أن الفرد الفلسطيني لديه فرصة التمتع بأقل من خمس المساحة التي يستحوذ عليها الفرد الإسرائيلي.
- الشيء النوعي الجديد الذي كشفت عنه معطيات الإحصاء الفلسطيني، دلل على أن عدد الفلسطينيين المقيمين على أرض وطنهم فلسطين، في مناطق 48 ومناطق 67 يزيد على عدد الفلسطينيين المنفيين خارج وطنهم في بلاد الشتات والتشرد، وحصيلة ذلك أن الفلسطينيين على أرضهم لم يعودوا جالية تتوسل الحياة والمساواة وفرص العيش، بل هم شعب يعيش على أرضه.
ليست معطيات الإحصاء الفلسطيني مجرد أرقام صماء، يجب تكرارها أو التثقيف بها، كمعرفة، بل مؤشرات ودلائل لقيادة صنع الحدث، وبرنامج الفعل والتصرف إلى ما يجب فعله، ولذلك على مؤسسات منظمة التحرير، والفصائل والأحزاب والشخصيات والكتاب وقادة المجتمع الفلسطيني أن يستخلصوا ما هو ضروري في برنامج المواجهة، برنامج المساواة والاستقلال والعودة، اعتماداً على معطيات الإحصاء الفلسطيني.
اليوم على أرض فلسطين، شعب يتعرض للعنصرية والتمييز في مناطق 48، وللاحتلال الاستعماري في مناطق 67، ولديه حقوق مجسدة في قرارات الأمم المتحدة بدءاً من قرار التقسيم 181 ، وقرار عودة اللاجئين والمنفيين 194، إلى قرار الانسحاب وعدم الضم 242، إلى حل الدولتين 1397، إلى قرار خارطة الطريق الذي يرسم خطوات تسوية الصراع 1515، هذا يحتاج لبرنامج تطوير سياسات منظمة التحرير بما يعكس الواقع الحي الملموس، على أرضية البرنامج المرحلي المتعدد المراحل.
مظاهر ومهرجانات إبراز مأساة النكبة والمطالبة بالعودة في مخيمات اللجوء في الأردن ولبنان وغيرها، تعبير عن إحياء الحق الفلسطيني إضافة إلى ما يجري على الأرض من فعل فلسطيني سواء داخل مناطق 48 أو مناطق 67.
المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، حقق أهدافه بشكل تدريجي متعدد المراحل، ونحن سنستعيد حقوقنا الكاملة على أرض فلسطين، وأي خطوة تعيق هذا الهدف وهذا البرنامج يجب تجاوزها والقفز عنها وتعديلها، وفي طليعتها المبادرة العربية التي قدمت تنازلين مجانيين أولهما ربط حل قضية اللاجئين بالموافقة الإسرائيلية المسبقة، وثانيهما التبادلية، وكلاهما تكتيك غير موفق وتنازل مسبق يعكس الضعف ويخل بالثوابت الفلسطينية، ولا ضرورة لهما، لأنهما سيؤديان إلى التنازل المجاني الثالث وهو الاعتراف بيهودية إسرائيل وفق البرنامج الإسرائيلي التدريجي، ووفق عجز النظام العربي المرتهن للسياسة الأميركية الإسرائيلية.
جيش القدس المصري لمن؟
بقلم: عادل عبد الرحمن - الحياة
اعلن الدكتور صلاح سلطان، استاذ الشريعة في خطبة الجمعة الماضية من على منبر الازهر الشريف، انه حضر تشكيل نواة «جيش القدس» بالعريش! وان الترتيبات لتطوير هذا الجيش جارية على قدم وساق، وتابع الدكتور سلطان الاخواني: «نقول لبني صهيون من فوق منبر الازهر.. سنقاتلكم وندفنكم في تراب القدس». واضاف «لا سكوت على الاسفاف الذي يقوم به الصهاينة في تهويد القدس».!؟
وبعد الانتهاء من الصلاة أدلى الدكتور الاخواني، بعدما جاءته اتصالات من قيادة الاخوان بالتراجع عما ذكره، فقال، انما كنت اقصد «التهديد»!
مع ذلك من الواضح ان تشكيل المليشيا الاخوانية او ما اطلق عليها البعض المجموعات الخاصة تحت الرقم 95، التي تدربت على ايدي كوادر حركة حماس في محافظة سيناء والسودان، هي النواة الصلبة لما اطلق عليه الدكتور سلطان «جيش القدس». وهذا الجيش (المليشيا) لا علاقة له بتحرير القدس، ولا تهديد الاسرائيليين. بل هو اداة الاخوان المسلمين لقتل الشعب العربي المصري. وهو اداة تهديد حياة القيادات الوطنية والليبرالية المعارضة لحكم المرشد والاخوان المسلمين والدكتور مرسي.
جمهورية مصر العربية ليست بحاجة لجيوش جديدة. مصر لديها أقوى وأهم جيش في الدول العربية والمنطقة. وأي حديث عن تشكيل جيوش كما حدث في ايران عن تشكيل جيش القدس، انما يستهدف حياة المواطنين وكفاح الشعوب ضد الاستبداد والظلم والتعسف السلطوي، وباسم القدس، وذلك للاساءة للقدس وفلسطين والكفاح التحرري، ولتكفير المواطنين العرب والمسلمين بكل ما يمت للشعارات الداعية للنضال ضد الاحتلال الاسرائيلي او الاميركي.
مع ذلك على القوى الوطنية، ان تقف جيدا امام ما اعلنه الدكتور سلطان الاخواني، وان تطالب بالتحقيق في ذلك، لأنه بق البحصة، وقال الحقيقة عن تشكيل «جيش القدس»، المليشيا الاخوانية القاتلة. لأن هذا الجيش ? الميليشيا لا علاقة له بفلسطين وتحرير القدس. لا بل هو اداة دفاع عن اسرائيل، وتأبيد حكم المرشد في مصر والانقلابيين في محافظات الجنوب الفلسطيني، وتمرير مشروع عميدرور التآمري، والذي يستهدف توسيع مساحة قطاع غزة حتى العريش، والتساوق مع مشروع تصفية قضية فلسطين وخيار اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران عام 1967. وما نشر العلم الفلسطيني المشبوه في وسائل الاعلام التركية والعربية وخاصة جريدة النهار البيروتية، إلا شكلا من اشكال التساوق مع الاهداف الاخوانية التكاملية، الهادفة لضرب ركائز الهويات الوطنية، ومشروع القومية العربية النهضوي.
وما حديث سلطان الاخواني عن «تحرير» القدس، سوى كذبة كبيرة، لا تمت للحقيقة بصلة، لأن الاتفاق الاخواني مع الولايات المتحدة، والتزامات الرئيس الاخواني مرسي بالشروط والاملاءات الاميركية ? الاسرائيلية، ولحس مرسي لموقفه مما اعلنه فيما مضى عن اليهود والاسرائيليين، وطي المرشد بديع تصريحاته العنترية عن تحرير «بيت المقدس» نهاية العام الماضي، وما التزام حاكم مصر بشروط صندوق النقد والبنك الدولي للحصول على القرض، وغيرها من الاجراءات إلا خير دليل على ان الجيش المذكور، ليس سوى اداة قمع وقتل للمواطنين المصريين الشرفاء. وهو اسفين كبير في خاصرة الجيش المصري، احد اهم اعمدة الدولة المصرية وحاميها، لا سيما وان القائمين عليه كما فعلت حماس في محافظات الجنوب الفلسطيني، وشكلت القوة التنفيذية، ثم حولتها إلى اداة للتخريب داخل الصف الوطني بمسميات للاسف «وطنية»، فإن ما يسمى «جيش القدس» سيكون اداة اختراق للجيش المصري، لضرب وحدته وبهدف تفتيته، لتتمكن جماعة الاخوان من قهر ارادة الجيش والشعب المصري العظيم، الذي أبى ويأبى حتى الآن الاستسلام لأجندة الاخوان المسلمين التي تعمل ضد ديمقراطية الدولة المدنية المصرية التي قامت الثورة من أجلها.
صافرة إنذار
بقلم: عيسى قراقع- معا
في الذكرى أل 65 للنكبة، نسمع صافرة الإنذار، إعلانا إسرائيليا باحتلال فلسطين وتهجير سكانها وتشتيتهم وتطهيرهم من المكان والزمان.
لم نسمع صافرة الإنذار خلال اقتحام مئات القرى والمدن خلال حرب 1948، بل سمعنا صوت الرصاص وهو يحصد الناس ويتركهم أكواما فوق مذبحة، أو هائمين شاردين من الموت الذي لاحقهم.
إسرائيل تعلن استقلالها بصافرة إنذار، متباهية بنكبة الشعب الفلسطيني واحتلال أرضه وذكرياته وتاريخ ميلاده، ومستدعيه في صفارتها كل أساطيرها ومزاميرها المسلحة وهي تقتحم بلدا آمنا، تدمر حضارته وتصادر أسماءه وتجفف ينابيعه وتراهن على تعب الذاكرة.
صافرة الإنذار المرتبطة بالحرب دائما، والمتلاصقة لروح العسكرة والتطرف القومي والاستعداد الدائم للاعتداء على الآخرين، تتكرر على مدار أل 65 عاما من اللجوء الكارثي الفلسطيني، وكأن دولة إسرائيل لازالت قلقلة، تجلس في المعسكر، غير واثقة أن أرض النكبة قد استقرت لها، وان الرماد لم ينطفئ تماما.
صافرة الإنذار: هي قلق الهوية الإسرائيلية الملتبسة ، والتناقض الصارخ بين وحي الخرافة لآبائهم الأولين والواقع الذي لم يجف، فالراوي لم يسكت في الراوية، والشجرة عادت وأطلقت أغصانها في البراري ، فلا الأسطورة اكتملت، ولا الدولة المدنية المفترضة قد قامت ولو إلى حين.
صافرة الإنذار تستدعي الجنود والحاخاميين والأطفال من مدارسهم وأحلامهم، تستدعي القضاة والمحامين والعمال والنساء والمسافرين ، تطلب منهم أن يلبسوا زي العسكر، أن يحشوا المسدس جيدا، أن لا يناموا، لأن الأرض قد تنقلب، ويلتقط الفلسطينيون بصنارة الحنين مفاتيحهم، ويعودوا من خيامهم واثقين.
صافرة الإنذار تعلن عدم وجود سلام في الأرض ولا في السماء ، كل شيء مغلق، البحر مغلق، والطرق مغلقة، الشبابيك مغلقة، وبعد 65 عاما لم ينتصر جيش الدفاع الإسرائيلي على نور البصيرة الفلسطيني، ولم يستطع أن يخرج القرية من خارطتها، أو يمحو الاسم عن قبور تحرسها الغزلان في اليقين.
صافرة الإنذار لا زالت تؤجج روح المحرقة في نفوس الإسرائيليين، ليزدادوا اشتعالا ويشعلون الآخرين، وهي إقرار واضح أن الضحايا الإسرائيليين تحولوا إلى جلادين خائفين لا يرون ضحايا غيرهم، ولا حدود للحوار الإنساني والأخلاقي حتى في القصائد والمدرسة.
صافرة الإنذار لازالت تقول للإسرائيليين لم تكونوا كما أردتكم أن تكونوا ، كلما أقمتم مستوطنة استيقظ الغد لدى الفلسطينيين، وكلما راهنتم على المنفى الثقافي والروحي، اقترب الظل أكثر من الذاكرة الفلسطينية، واشتهى الحاضر ماضيه كما ينبغي من إحساس بالرطوبة والملح وطعم التراب.
صافرة إنذار... تهرب العصافير، تبتعد الغيوم، يتحرك الموت في الأبدية، يسأل الطلبة معلميهم كل الأسئلة العادية عن المكان، يرسمون زيتونة وبوابة وبحرا، بينما الجنود الإسرائيليون يبنون المتاريس العسكرية ، يحرسون مملكة الميعاد ويختبأون خلف الجدار، يراقبون الندى عائدا من ذلك الصيف.
صافرة إنذار لا تُذكر الإسرائيليين بغير فرحهم الرمادي بإبادة قرى فلسطين، وتطهيرها من سكانها، وبتذكيرهم أنهم انتصروا في المعارك ولم ينتصروا في السلام وفي زراعة الأمل لهم ولأولادهم، لم يسكنوا أسماءهم العبرية إلا بالمسدس، لم يهدوا الأرض غير تحيتهم العسكرية وروحهم العنصرية ، والسماء غير صافرتهم الطاردة للهواء والطيور في عزلتهم العالية.
في كل خطوة مطرودة بقي الربيع وراءنا، وفي كل متر مشيناه ودعنا شيء ما ظل يلاحقنا حتى نستعيده، نقتفي آثارنا الأولى والقادمة لأن حياتنا معنا، مكتملين في الإياب والغياب، لا نحتاج إلى خرافة أو دبابة في الوصول إلى المعنى، ولا إلى سيف يحرث كلام الأرض عندما يسقيها المطر.
صافرة إنذار لهم وحدهم كي يملأوا الفراغ الروحي والوجداني ، ليكون لهم أقدام هنا بعقب حديدية، وأسنان لجرافاتهم التي لا تعرف الرحمة، معتقدين أن أرضنا تحتاج إلى كل هذه الغزوات لتغير شكلها وصوتها، لكن أرضنا حبلى بالحكايات، حليبها ساخن ، فلا ترى تحت أنقاض البيوت إلا الحديقة والعشب الطري.
صافرة إنذار ، ليس دوي أجراس تدعو الناس للصلاة في الكنيسة، ولا آذان جامع يكبر في العالمين بآيات الرحمن والمسرة، بل زفير الغرباء عندما تهرب الأرجاء من حولهم ويظلوا وحدهم، لا جمال ولا أغنية، سوى مخيم يطفئ الجوع بالشهداء وأضلاع السناسل .
ضرورة توحيد التمثيل الفلسطيني
بقلم: هاني العقاد - معا
تلعب إسرائيل ومن خلفها أمريكا لعبة البدائل التي لا تخفي على شعبنا الفلسطيني ,فمهما وصلت مرحلة الانقسام من تردي ومهما حاولت إسرائيل وأمريكا استخدام دهائهما فيما يتعلق بالتفاوض مع طرف بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ,ومهما حاولت العبث بأوراق التفاوض ومسيرتها الحمقاء وإعادة ترتيب تلك الأوراق من جديد تغير أولوياتها وإعادة ترتيبها بأولويات مختلفة فإن الفلسطينيين ما عاد يخفي عليهم ما تحاول إسرائيل فعله بالكيان السياسي الفلسطيني ,وتختلف مطامح إسرائيل وراء مفاوضتها مع الفلسطينيين ما بين الحصول على السلام المجاني والطموح باعتراف العرب بدولة اليهود في فلسطين وببقاء الفلسطينيين محبوسين في كانتونات مفصولة بعضها عن بعض تحت مسمي دولة .
فمرة تريد من الفلسطينيين مفاوضتها على قاعدة ألا دوله وأخري تريد من الفلسطينيين قبول مسالة تبادل الأراضي قبل التفاوض وأخري تلجأ للعزف على وتر الانقسام والادعاء بأن حماس تقبل بالحوار معها كما نشرت بعض الصحف هذا الأسبوع , فقد ادعت بعض الصحف أن السيد خالد مشعل خلال مقابلة مع مجلة " فورين بوليسي " الأمريكية "أن حماس مستعدة من حيث المبدأ إجراء مفاوضات مع إسرائيل " , وهذا الادعاء يقصد به الإيحاء و إرسال رسالة أن هناك من يرغب بالتفاوض مع إسرائيل حتى حماس التي تتشدد من حيث اعترافها بإسرائيل وقبولها المفاوضات , لكن هذه الادعاءات وان كان بعضها صحيح وبعضها مفبرك تعتبر ادعاءات للمناورة فقط ,ولو أن حماس على لسان خالد مشعل مستعدة للقبول بالتفاوض مع إسرائيل فأنها ستقبل به من خلال الكل الفلسطيني ومن خلال منظمة التحرير الفلسطينية لأنها تدرك مدي قوة التفاوض من قاعدة ممثل وحيد لهذا الشعب .
لا اعتقد أن مفاوضة إسرائيل من موقف أننا الطرف المحتل والضعيف والطرف الذي يتمنى أن تصبح إسرائيل دولة صديقه ودولة تتعايش مع العرب ومع الفلسطينيين على ارض فلسطين هو موقف صحيح , لذا فأنى لا اعتقد أن مفاوضة إسرائيل بات أمرا محبذا وأمرا نقبله بسهوله فهناك فرق بين أن نفاوض إسرائيل وان تفاوضنا إسرائيل, فعندما نفاوض إسرائيل هذا يعني أننا قد نكون في مركز ضعيف ومركز يضعنا في محور التنازل ولا نستطيع المناورة كثيرا لأننا نحن الذين نقدم مقترحات وطروحات وعليها تبني إسرائيل ,وهكذا يفاوض طاقمها وقد لا تقبل إسرائيل في بعض الأحيان ما نطرحه أو نقدمه كما حدث في المبادرة العربية التي قدمها العرب في قمة بيروت عام 2002 , وعندما تفاوضنا إسرائيل فهذا يعني أن هناك شيئا ما تريد إسرائيل أن تطرحه للمفاوضات وقد يعنى هذا أنها تسعي للسلام الذي نريده أيضا لأننا لا نريد سلاما مؤقتا وغير عادل , وسلام يبنى على أسس واستحقاقات فلسطينية تقف على كل الثوابت الوطنية, وعندما تقدم إسرائيل مبادرة ما من خلال مفاوضات ما فهذا يعني أنها تقدم مبادرات اقل من سقف توقعاتنا بدرجات محسوبة فلسطينيا وبهذا يكون سهلا على المفاوض الفلسطيني رفع سقف طموحاته التفاوضية, وهناك فرق بين أن تفاوضنا إسرائيل كلٌ واحد من خلال ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني بحلة وطنية موحدة والكل هذا هو منظمة التحرير الفلسطينية البيت الكبير للفعل السياسي الفلسطيني ,ومن يملك الحق وحده لقبول أو رفض أي مقترحات إسرائيلية تطرح على الطاولة ، ومن خلفها جامعة الدول العربية وهيئاتها المختلفة .
إن توحيد التمثيل الفلسطيني يعتبر في نظري من اكبر عوامل النصر والانتصار في أي معركة يخوضها الشعب الفلسطيني سواء كانت معركة سياسية أو ثورية , ويعتبر من أهم القواعد التي ننطلق منها لتحرير الوطن السليب , وقد بات هذا الملف من أولويات العمل السياسي الفلسطيني وضرورياته لأنه يوحد الخطاب السياسي الفلسطيني ,وهو ملف يقودنا للوحدة الوطنية التي توحد كلمتنا أمام المنابر والهيئات الأممية والتوحد أمام العدو وحلقات مواجهته , وبهذا فإننا نغلق الطريق أمام إسرائيل للعب على نظرية البدائل وفرضياتها , وعندما تدرك إسرائيل أن الفلسطينيين باتوا يتمترسوا خلف إطار سياسي قوي واحد اسمه م ت ف , فإنها في النهاية هي التي ستطلب التفاوض وعلى الأسس التي يصر عليها الفلسطينيين وعلى الثوابت الوطنية التي أقرت في جلسات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية , ولما كان الانقسام معيقا لكل اطر حياتنا الوطنية ولكل مساراتنا الوطنية ومعيقا لتوحيد تمثيلنا السياسي واثر على جلوسنا أمام إسرائيل والقوي الدولية على طاولة المفاوضات اقويا أو حتى استمرارنا بالمقاومة ومواجهة إسرائيل بالأدوات التي نعتبرها مؤثرة وتأتى بنتائج لصالح شعبنا الفلسطيني , لهذا فإننا نؤكد على أهمية توحيد كافة الأطر والفصائل السياسية تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية لنوحد تمثيلنا الفلسطيني لنكون جاهزين لما ستتمخض عنه التحركات الدولية في هذا الإطار بالقريب العاجل ,وأن رغبت إسرائيل في السلام حينها تضطر لطلب التفاوض معنا وهذا يشكل فارقا نوعيا ويعتبر مقدمة لنصر فلسطيني مؤكد ,وان بقيت إسرائيل تراوغ فان مقاومتنا مستمرة , ولن تجد إسرائيل أي طريق تنفذ من خلالها نظرية البدائل التي تعتقد أنها ستنجح فيها يوما من الأيام .
مصالحة فلسطينية قادمة برعاية أمريكية
بقلم: إبراهيم أبراش - سما
الحوارات الحقيقية حول المصالحة ليست تلك التي تجري تحت الأضواء في القاهرة والدوحة بين حركتي فتح وحماس ،بل تلك التي تجري بالخفاء بين واشنطن من جانب وكل من فتح وحماس على حده ، ،مفاوضات لمصالحة ستكون جزءا من عملية التسوية. حوارات فتح وحماس المعلنة مجرد مهزلة وخداع للناس لان كلا المتحاورين يعلمان أن المصالحة اكبر من قدرتهم على إنجازها وأن المصالحة الفلسطينية الفصائلية لم تعد شانا فلسطينيا خالصا بل باتت جزءا من عملية التسوية وجزءا من عملية إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد.
لن تخرج الفصائل الفلسطينية وخصوصا حركة حماس عن استحقاقات الشرق الأوسط الجديد الذي يُعتبر ما يسمى بالربيع العربي أحد أدواته الإستراتيجية ، وحيث أن هذا الشرق الأوسط الجديد الذي يؤسَس على حساب الثورات أو الهبات الشعبية المغدورة يتم تحت رعاية أمريكية ، وحيث أن من يرعى المصالحة العلنية هما دولة قطر ومصر مرسي وهما طرفان فاعلان في الشرق الأوسط قيد التشكل وحليفان استراتيجيان لواشنطن ومؤيدان لنهج التسوية الأمريكية ،لذا لا نتصور أن يتم إنجاز مصالحة فلسطينية بعيدا عن الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة وعن مشروع التسوية السياسية للصراع العربي الإسرائيلي كجزء من هذه الإستراتيجية ،كما لن تتعارض المصالحة القادمة مع السياسة العامة لكل من مصر وقطر ،وحيث أن علاقات إستراتيجية تربط حركة حماس بكل من الدولتين السابقتين ،فإن ما نخشاه أن المصالحة الفلسطينية القادمة ستكون تحت رعاية أمريكية وكجزء من التسوية الأمريكية .
وهكذا تتداخل المصالحة مع التسوية السياسية مع الصراع على التمثيل الفلسطيني ،فحركة حماس تشعر بأنها باتت على درجة من القوة والحضور الشعبي بحيث تملك الحق برفض المصالحة التي تضع حركة حماس على قدم المساواة مع بقية فصائل منظمة التحرير والتي تنطلق من أن قيادة النظام السياسي الفلسطيني والشعب الفلسطيني حكرا على منظمة التحرير ،وبالتالي علي حماس أن تدخل المصالحة انطلاقا من القواعد والثوابت التي تقررها المنظمة وحركة فتح . إحساس حركة حماس بنشوة النصر بعد فوزها بالانتخابات التشريعية في يناير 2006 وبعد خوضها معركتين قاسيتين في مواجهة إسرائيل ،وفي ظل أجواء صعود الإسلام السياسي،كل ذلك لا يشجع حماس على تقديم تنازلات للرئيس أبو مازن ولا حتى لمصر الإخوانية أو قطر الصديقة وإن كان لا بد من تقديم تنازلات سياسية فليتم تقديمها مباشرة لواشنطن حتى تأخذ الثمن من واشنطن من خلال رفع حركة حماس من قائمة الإرهاب والاعتراف بشرعية سلطتها في قطاع غزة وعدم ممانعة واشنطن والغرب في أن تتقاسم حماس التمثيل الفلسطيني مع منظمة التحرير الفلسطينية هذا إن لم يكن الحلول محلها. انطلاقا من ذلك يمكن فهم تعثر كل جولات الحوار السابقة دون أن يفهم المواطنون الأسباب الحقيقية لفشلها ،إن حوارات القاهرة والدوحة وقبلها اليمن والسينغال الخ كانت تغطية للحوارات الحقيقية حول المصالحة التي كانت وما زالت تجري بالخفاء على مسارين :
1- حوارات مباشرة ومتواصلة بين منظمة التحرير وواشنطن،وبطريقة مباشرة وغير مباشرة مع إسرائيل ،وهي حوارات تأخذ طابع الضغط والابتزاز المالي حيث توظف واشنطن التمويل المالي كورقة ضغط على السلطة حتى لا تذهب بعيدا في المصالحة مع حماس قبل أن تقدم هذه الأخيرة ما هو متوجب عليها من شروط التسوية السياسية ،كما أن واشنطن استطاعت استيعاب وتدجين – بالمال والفكر- كثيرا من عناصر النخبة السياسية في السلطة الفلسطينية بحيث توظفهم لمواجهة أي تقارب سياسي وجماهيري بين فتح وحماس على قاعدة المشروع الوطني التحرري المتحرر من استحقاقات تسوية أوسلو .2- حوارات بين حركة حماس وواشنطن سواء بطريقة مباشرة ،أو غير مباشرة عبر الوسطاء القطريين والأتراك والمصريين.وهي حوارات تدمج بين المصالحة والتسوية السياسية والتمثيل الفلسطيني،حيث واشنطن لا تمانع في مصالحة فلسطينية على قاعدة الالتزام بمشروع التسوية كما وضعت خطوطها العريضة الأولى اتفاقية أوسلو ثم خطة خارطة الطريق والآن خطة جون كيري الجديدة ،ويبدو أن حركة حماس أصبحت لا تمانع من الانخراط في عملية التسوية وفي المفاوضات – وقد صرح السيد خالد مشعل لقناة c.n.nالأمريكية أنه لا يرفض المفاوضات من حيث المبدأ - وبالتالي فحركة حماس تقترب من الدخول في عملية المفاوضات من بوابة التسوية وليس من بوابة الرئيس أبو مازن أو غيره ،ستدخل المصالحة من خلال فرض وجودها كطرف فلسطيني يمثل الشعب الفلسطيني أو على الأقل كشريك مساو لمنظمة التحرير الفلسطينية.الحوارات الخفية التي تجري تقوم على أساس الصفقة أو الحزمة الواحدة :المصالحة والتسوية السياسية وإشكالية التمثيل الفلسطيني ولن تسمح واشنطن بنجاح أية من المسارات الثلاثة إلا بترابط مع الأخرى . وهكذا كلما اقتربت حركة حماس من الالتزام باستحقاقات التسوية الأمريكية كلما باتت المصالحة ممكنة وباتت حظوظها بالتمثيل الفلسطيني ممكنة،ويبدو أن حماس تشتغل على المسارات الثلاثة وتنجز بعض التقدم من خلال :
1- الموافقة على هدنة مع إسرائيل وهي هدنة تلبي مطلب وقف المقاومة ليس فقط انطلاقا من قطاع غزة بل أيضا في القدس والضفة الغربية ،ووقف المقاومة أحد شروط الرباعية.2- الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وهو ما يعني بطريقة غير مباشرة أو ضمنية الاعتراف بإسرائيل .3- محاربة حركة حماس للجماعات السلفية الجهادية في قطاع غزة وهذا يندرج ضمن الحملة الأمريكية لمحاربة الإرهاب .4- فك ارتباك حركة حماس بسوريا وحزب الله وتخفيف ارتباطاتها بإيران ،وهذا مطلب أمريكي .هذه التحولات في مواقف حماس يجعلها طرفا مقبولا كممثل للفلسطينيين أو لجزء منهم وممثلا لكيان غزة قيد التشكل ،وقد رأينا كيف باتت حركة حماس مقبولة في جامعة الدول العربية التي ترأسها عمليا دولة قطر ،لدرجة دعوتها لاجتماعات الجامعة.
ندرك الوضع الصعب لحركتي فتح وحماس بسبب الضغوط الكبيرة التي تتعرضان له من الفاعلين في النظام الدولي الجديد وفي معادلة الشرق الأوسط الجديد ،ولكننا نأمل ونتمنى من الحركتين أن يكون تعاملهما مع التسوية السياسية الأمريكية من باب المناورة والانحناء للعاصفة حتى تهدأ عاصفة التحولات الجارية في العالم العربي ،وليس من باب التسابق على تقديم تنازلات لواشنطن ،لأن واشنطن غير جادة في تحقيق سلام عادل للفلسطينيين ،وعلى حركة حماس أن تأخذ العبرة من تجربة الرئيس أبو عمار الذي قدم كثيرا من التنازلات لواشنطن وإسرائيل وجارى العرب في مبادرتهم للسلام ،وفي النهاية لم يحصل على شيء بل تم قتله في ظل صمت عربي ودولي مقيت وتجربة أبو مازن ليست أفضل حالا.
وننهي بالقول إن المصالحة الفلسطينية الحقيقية لن تكون إلا على قاعدة مواجهة الاحتلال وليس على قاعدة التنافس على السلطة والحكومة ،وأن أوراق القوة التي يجب أن يتسلح بها كل طرف فلسطيني لانتزاع الحق في تمثيل الشعب الفلسطيني يجب ألا تكون تحالفات مع واشنطن أو مع أي نظام عربي ،فهذه التحالفات لن تكون إلا وقتية ومصلحية. إن الأجدر بتمثيل الشعب الفلسطيني هو الأكثر قدرة على التعبير عن الثوابت الفلسطينية وعن الهوية والثقافة الوطنية ،إنه الأكثر مواجهة وصداما مع الاحتلال،وهذه المواجهة لن يستطيع القيام بها حزب بعينه بل تحتاج لإستراتيجية وطنية تعبر عن الكل الفلسطيني.