-
1 مرفق
اقلام واراء محلي 405
اقلام واراء محلي 405
في هذا الملـــــف:
- أخي الأسير أيمن أبو داود ... لليل ساعات ويرحل
pnn / فؤاد الخفش
pnn / توفيق أبو شومر
- سيناء – غزة ، تاريخ تفرضه الجغرافيا
امد / أكرم أبو عمرو
امد / منيب حمودة
امد / علي محمود الكاتب
- سلاح العائلات بين التدمير الاعلامي والبقاء الحزبي
امد / حماد حامد عوكل
- هل ستندلع الحرب على الجبهة السورية؟!
ج القدس / راسم عبيدات
ج الايام / توفيق وصفي
ج الايام / علي جرادات
- العملية السياسية: خسارة إسرائيل إذا أضاعت الفرصة
ج الايام / أشرف العجرمي
- جولة "كيري" ليست مهمة .. ولا حاسمة!
ج الايام / هاني حبيب
- مصر و"حماس" .. منطق الدعوة ومنطق الدولة؟
ج الايام / حسن البطل
- حياتنا - قناة الوسواس الخناس
ج الحياة / حافظ البرغوثي
- هل تمتلك حماس فضيلة مراجعة الذات؟
ج الحياة / يحيى رباح
- كيري يصطدم بالعقبات الاسرائيلية
ج الحياة / عادل عبد الرحمن
ج الحياة / عدلي صادق
- تغريدة الصباح - خمس قصص قصيرة جداً
ج الحياة / محمود شقير
أخي الأسير أيمن أبو داود ... لليل ساعات ويرحل
pnn/ فؤاد الخفش
لا أعلم أي أثر ذلك الذي تركه الأسير أيمن أبو داود في بضع دقائق تحدث إليّ بها قبل ساعات من قراره التاريخي والصعب بالدخول في إضراب مفتوح عن الطعام حتى انتزاع حريته وخروجه من سجون الظلم .
قال لي قررت بعد التوكل على الله والاستشارة والاستخارة خوض غمار معركة الأمعاء الخاوية لانتزاع حريتي وددت أن اقول لك ذلك وكلّي أمل بعد التوكل على الله أن تساندونا في هذه المعركة .
تبعثرت الكلمات ولم أدر بم أجيب وماذا أقول وغابت عني كل مفردات اللغة فكرر حديثه طالباً المساندة فقلت له ومن نحن يا أخي حتى نكتب عنكم وأنتم من زينتم التاريخ بجهادكم ونضالكم وتاريخكم وشرفكم الله بأن خرجتم بعز عزيز بصفقة الوفاء للأحرار أعدكم أننا لن نخذلكم ويشرفنا العمل من أجلكم يا من جعلتم لحياتنا معنى .
انتهت المكالمة واشتعلت بقلبي نار لا يعلم بها إلا الله ، وما هي إلا دقائق حتى عاد الهاتف يعلن أن هناك متصل والمفاجأة كانت أم محمد زوجة الأسير أيمن والتي تحدثت بلغة الواثق بانتصار زوجها فهي التي تعلم عزيمته وصبره وإرادته وقالت لنا : أيمن دخل في إضرابه ونريد أن نعمل من أجله .. لم تنهِ المكالمة وقالت سأبدأ بالصيام يومياً إلى أن يخرج أيمن بعون الله .
حالة فريدة من التوحد وطريقة رائدة من أجل الشعور مع زوجها ، وأسلوب امتازت بها الفلسطينية للتضامن والشعور مع زوجها كيف لا وهي السكن والمودة وهي الصبر والتحمل وهي التي أقسمت له يوم أن جمع الله بينهما بالوفاء وحفظ الغيبة ..
أيمن أبو داود المحرر في صفقة الوفاء للأحرار والذي اعتقل أول مرة بعد تسعة شهور من زواجه وعمر ولده الأول محمد تسعة أيام أعاد الاحتلال اعتقاله بعد أن أمضى ثماني سنوات متواصلة في السجون ليعتقل مرة أخرى بعد ثلاثة شهور من تحرره وقد زرع في رحم زوجته عنواناً للحياة خرج للوجود ووالده قيد الاعتقال إنه الصغير قتيبة ..
لا تهمة محددة لأيمن فقط يجب أن يعود للسجن لأن قرار الإفراج عنه وخروجه للضفة الغربية كان قراراً خاطئاً ويجب أن يخرج من فلسطين ، هي حرب إخلاء الضفة التي قررها الاحتلال ضد البلد المقاوم .
قتيبة ومحمد ومعهما أمهما نبيلة ينظّمون المسيرات ويخرجون في المظاهرات ويرفعون صور أيمن ويصلون الليل والنهار مع العمل الدؤوب من أجل حرية الزوج والأب ..
أم محمد والتي نشطت عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن عدالة قضية زوجها وعن مشروعية مطالبه تطالب الجميع بالعمل من أجل زوجها فقلقها يوماً بعد يوم يزداد فها هو الشهر الأول مضى وأيمن مضرب وكأنه دهر ..
أيمن فلسطيني ظلمه الاحتلال وهذا أمر ليس بغريب عليه فهو الاحتلال ، ومحمد يرى الدمع في عين أمه فيزداد كمداً ولا يعلم ماذا يفعل وقتيبة الصغير ابن الشهور المعدودة يلهو بصورة أبيه ينظر لعيونه دون أن يعلم مدى شوق هذه العيون له ..
وأم محمد تنظر إلى قلة المتضامنين فتشتعل النار بقلبها وتقول لم يخذل أيمن مدينته وبلدته ووطنه في يوم من الأيام ألا يستحق أن يكون حجم التضامن معه أكبر ؟؟ لا إجابة ولا فتور لهذه الصابرة التي قررت أن تعمل من أجل حرية الزوج ولو وحيدة ..
وهناك أيمن مستلق على ظهره مقيد اليد والقدم في مستشفى سجن الرملة فارق النوم عينه وانتشرت الآلام في مفاصله وصداع لا يفارق رأسه ومرارة في الفم لا يعلمها إلا من خاض الإضرابات ، وحلم بالحرية يراه في تجارب من سبقه ..
ستخرج يا صديقي وسيلمّ الشمل قريباً فأصحاب الإرادات لا يهزمون والتاريخ من وظيفته التدوين وسامك في سفره المنتصر أيمن بأمعاء خاوية ولك نقول لليل ساعات ويرحل ...
باللغة نحل مشكلاتنا
pnn / توفيق أبو شومر
أعود إلى اللغة عندما أسمع تعبيرات موسمية تظهر فجأة وينتشر استعمالها ثم تختفي من علم السياسة.
والتعبير الذي أصبح شائعا هذه الأيام هو:
( كل الخيارات مفتوحة)!!
وأصل هذا التعبير يشير إلى (الخير) فالخيارات من الخير، غير أن دبلوماسية الألفية الثالثة أخرجته من معنى الخير ليدل على الشر، فقد درج سياسيو إسرائيل على توظيفه في الملف النووي الإيراني وصار التعبير أكثر المصطلحات السياسية انتشارا عند الدبلوماسيين الإسرائيليين، وقد شايعهم في ذلك الأمريكان، فتحوّل التعبيرُ ليدلَ على النيَّة الشريرة ، وعلى الدمار والقتل المُضمَر، فهو إذن من أبرز شعارات التهديد والوعيد في عالم اليوم، لأنه غامضٌ في مدلولاته!
ونظرا لغموضه فقد صار مصطلحا شعبيا سياسيا دوليا، استخدمه كثير من سياسيي مصر في موضوع تهديد خاطفي الجنود السبعة، واستخدمته كوريا الشمالية ضد آختها الجنوبية، واستعمله السوريون ضد السوريين، والأفغانيون ضد الأفغانيين...!!
ولعل أطرف ما في هذا الأمر، أنني سمعت سياسيا فلسطينيا بارزا من المعجبين بهذا المصطلح استخدمه عدة مرات في إحدى مقابلاته، وهو يجيب عن الأسئلة التالية:
ماذا لو واصل الاحتلال الاستيطان؟
وماذا لو واصل المتزمتون الحارديم مهاجمة القدس والاعتداء على الحرم؟
ماذا لو لم تنفع الوساطات في ملف المصالحة؟
فأجاب [ كل الخيارات مفتوحة]!!
فالمجد لهذا المصطلح الجديد.... ها نحن استطعنا بمصطلح واحد لا غير أن ننتقل إلى طور الدول الكبرى القوية، وأصبحنا نهدد ونتوعد !!
وبمصطلح واحد تمكنا من الخروج من ضائقتنا وإحباطنا، فانتقلنا من الإحباط واليأس، إلى الغموض والبأس!!
وبمصطلح واحد حللنا كل مشكلاتنا، وأنجزنا ما لم نستطع إنجازه على أرض الواقع!!
فطوبى للغة ومصطلحاتها وألفاظها وتعبيراتها، فهي دواء المقهورين وعلاج المنكوبين!!.
سيناء – غزة ، تاريخ تفرضه الجغرافيا
امد / أكرم أبو عمرو
عندما اعلنت اتفاقية اوسلو الى العلن ونم توقيع اتفاقية اعلان المباديء ، اطلق على هذه الاتفاقية اسم غزة – اريحا اولا ، ربما لم تات هذه التسمية عبثا ، ويدرك كل من شارك في اعداد هذا الاتفاق القيمة التاريخية لكل من غزة واريحا ، اللتان تشكلان بوابات رئيسية لفلسطين ، وكلاهما بوابات شرقية الاولى تفتح ابواب فلسطين تجاه شبه جزيرة سينا ومن ثم الى حوض النيل في افريقيا ، والثانية بوابة شرقية، تفتح ابوابها لكي نجعل فلسطين تطل على بادية الشام والجزيرة العربية ، لنترك اريحا الى ربما مقالة اخرى ، ولنتوقف عند بوابة غزة ، هذه البوابة التي لعبت دورا كبيرا عبر التاريخ ، فغزة التي ربضت منذ القدم عند اعتاب شبه جزيرة سيناء لتجعل من نفسها نقطة الالتقاء والترحال ، نقطة الالتقاء والتصادم ، هذه المنطقة التي عبرها الجيش المصري بقيادة الملك احمس ليلاحق قبائل الحيثيين الذين جاءوا لغزو مصر من الشمال من اسيا الصغرى عبر بوابة غزة ، واخذ في مطاردتهم حتى وصل الى شمال فلسطين والاراضي السورية ، ومن غزة عبر الجيش المصري بقيادة الملك رمسيس الثاني ليطارد الغزاة الهكسوس وتصدى لهم وهزمهم شرهزيمة ، من غزة عبرت جيوش صلاح الدين الايوبي لتحرير القدس والبلاد الاسلامية من الاختلال الصليبي ، ومن غزة انطلقت جيوش المسلمين بقيادة سيف الدين قطز والقائد الظاهر بيبرس لطرد التتار من بلاد الشام
احداث تاريخية كبرى نعيد ذكرها لانها تنبهنا الى ما يجري اليوم على ارض سيناء ، هذه الارض التى تأخذ شكلا مثلثا بلغت مساحنه 67 الف كيلو مترا ، فيه من الموارد الاقتصادية ما يدعم الاقتصاد المصري بكل قوة ، اريد لها من بعض القوى المعادية ان تكون نقطة وجع في الخاصرة المصرية
مستغلين طبيعة سكانها وبعدها النسبي عن التجمعات العمرانية الكثيفة في الداخل المصري ، اذ تدرك تلك القوى مدى اهمية هذه المنطقة التي احسن الجيش المصري استخدامها للدفاع عن مصر عبر التاريخ ، ولما كان هذا الجيش وعبر التاريخ من اقوى جيوش المنطقة ، وبما تحلى به من روح وطنية عالية ، لذلك كانت خططهم المتواصلة لتدمير هذا الجيش وكسر هيبته ، وبالتالي زعزعة ثقة الشعب المصري اولا والشعوب العربية ثانيا في قدرة وقوة هذا الجيش .
تاتي مؤامراتهم بعد ان هالهم ما رأوا من استطاعة الجيش المصري من الحفاظ على مصر وشعبها اثناء الثورة المصرية ، واقفا ليس بعيدا عنها راصدا كل حركة فيها يوفر الحماية لابناء مصر ، ولم يقم ابدا بتلويث يده بدماء المصريين الذين هبوا ضد الظلم والطغيان املا في التغيير لحياة افصل ، لم يرق لهم الموقف الوطني المشرف الذي وقفه الجيش المصري اثناء الثورة وما زال ، لذلك كان لا بد من التعرض له واذلاله وذلك بالعودة الى سيناء وجغرافيتها وتاريخها القديم والمتجدد أخذين في الاذهان ما تعرض له الجيش المصري في حرب الخامس من يونيو عام 1967 ، والذي استطاع ان يرد الضربة وبكل قوة بعد ست سموات فقط في حرب اكتوبر المجيد .
ان ما تقوم به بعض العناصر المشبوهة في سيناء التي لا تخدم الا مصالح اعداء مصر واعداء الامة واولها اسرائيل وامريكا ، فما معني الاعتداء على مراكز الشرطة ، ومعسكرات الجيش وقتل عدد من المجندين المصريين ، ماذا يعني خطف الاجانب ، واخيرا خطف عدد من الجنود الابرياء عائدين الى منازلهم لقضاء اجازاتهم ، ماذا يعني بث شريط للفيديو لهؤلاء الجنود ، اننا لا نرى في هذا الا شيء واحد هو النيل من الجيش المصري وعلى ارض سيناء .
لقد حاول اعداء الامة سلخ سيناء عن الجسد المصري منذ زمن ، حاولوا سلخها بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية وطرح مشاريع توطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء ، حاولوا سلخها بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد وتحديد كمية ونوع السلاح المصري المتواجد في سيناء ، حاولوا سلخها باعاقة مشاريع التنمية لتحل محلها عمليات التهريب بكل اشكالها والوانها ، يحاولون سلخها لسحب البساط من تحت الجيش المصري حتى يبتعد عم حماية البوابات الشرقي لمصر التي تقف عليها الان اسرائيل بدعم امريكي هائل ، حتى يبقى الباب مفتوحا على مصراعية لمصر ونيلها وحضارته وعروبتها ، ليبدأوا تنفيذ مخططاتهم لضرب مصر شغبا وحضارة ، لتبقى مصرضعيفة دائما ولابعادها عن قيادة الامة .
لذلك نامل من الجيش المصري العربي ان ياخذ بيده زمام الامور في سيناء ، كما نامل من الجانب الفلسطيني ان يكون سندا لهذا الجيش لان امن مصر امن لفلسطين اعداء مصر اعداء فلسطين .
السردين..مقابل الهدنة ؟!
امد / منيب حمودة
عندما كان لنا مطار دولى فى غزة , وعندما كان لنا ممر آمن للضفة , وعندما كان لنا مياه أقليمية بطول 12 ميل بحرى , وعندما بدأ العمل بالميناء البحرى , وعندما نال الزعيم الراحل ياسر عرفات جائزة نوبل للسلام , وعندما قضينا على البطالة فى صفوف الشباب , وعندما كان المزارع يصل بمحراثه ومعوله الى خط الهدنة لعام 1948,
يومها كانت المصانع تعمل والمزارع تنتج , والعمال تشتغل , والطرق تعبد والبنية التحتية حدث ولا حرج فالمساعدات والدول المانحة تبنت مئات المشاريع , مستشفيات طرق , صرف صحى , حدائق ومتنزهات , أبار مياه للشرب , معالجة مياه الصرف الصحى ,كل هذا وغيره كان بفضل اتفاق أوسلو .
هذا الاتفاق الذى لم ينهى الصراع , ولم يحقق السلام المنشود ,
كانت القيادة الفلسطينية والرئيس الراحل ينظران الى هذه الاتفاقية جسر مرور للدولة , وممر لنيل باقى الحقوق . ( اللاجئين - القدس - العودة -المياه - الحدود - الفضاء )
سبحانك ربى كل هذه وغيرها كان ينظر لها حزب الخراب والزعيق بأنها تفريط وخيانة وكفر وتنازل , وتساوق مع المحتل .
( كل هذا بذريعة وتحت حجة التنسيق الأمنى )
طب تعالوا نرى الحاصل وحسبة السوق لا حسبة الحقل ,
عسكرنا انتفاضة الاقصى وما أدراك ما العسكرة ( فلتان على كافة الصعد )
قصف المحتل المصانع وجرف المزارع ودمر البنية التحتية . ( والأهم الاف الشهداء والجرحى والمعاقين والاسرى )
ودخلنا فى حرب الرصاص المصبوب ( الفرقان ) وانتصرنا !
ودخلنا فى حرب عامود السحاب ( حجارة السجيل ) وانتصرنا !
وكان من نتائج الانتصار اتفاق هدنة برعا ية مصرية قطرية تمنع بموجبه حماس الاعمال العدائية ضد اسرائيل ؟؟!!
لتقوم اسرائيل مقابل ذلك . واحد - النظر فى تخفيف الحصار . اثنين - وقف الاغتيالات !! ثلاثة وهو الأهم والمهم وعنوان المقال , السماح للصيادين بالدخول الى بحر غزة لمسافة ستة أميال ؟!( زغردى يا أم الشهيد وهاهى يا أم الأسير ) الف مبروك للصيادين واصحاب الحسكات وصحتين عافية لسكان غزة أكل السردين وبلاها القدس وبلا حق عودة وبلا دولة وبلا وحدة ضفة وغزة السردين أغلى وأعز.
شوف الدواهى والبلاوى ! يخرج علينا الناعقين والمفتين والدجالين ليبرروا هذا العهر السياسى بأنه للحفاظ على . واحد - الثوابت اثنين -المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطينى - ثلاثة - المقاومة
أربعة - وهو المهم الحفاظ على مكاسب ومنافع ومباهج وخيرات ومناصب الانقسام .
تنويه - مرسى سنة أولى رئاسة ضاعت حلايب وشلاتين وقريبا قناة السويس .
نصيحة _ غزة مش ناقصها سردين ما الانفاق شحنت اسماك البردويل والمنزلة والعريش هذا غير الفسيخ !
فلسطين ميراثنا الشرعي
امد / علي محمود الكاتب
خمسة وستون عاما ولم ينسى الفلسطيني صغيرا كان أو كبيراً ، امرأة كانت أو رجلا حلمه في العودة لفلسطين التاريخية ، ففلسطين لم تكن يوماً أرض بلا شعب لشعب بلا ارض كما أراد إيهامنا وإيهام العالم ذلك المغتصب والمستوطن الغادر ، والصغار لن ينسوا وان مات الكبار ان في تلك البقعة من العالم حقً لا يزول ولا ينقضي بموت جيل النكبة ، فالجذور ممتدة وعميقة وبلادنا بزيتونها وتينها ونخيلها الشامخ لن تمحى من الذاكرة ، فصحيح أننا طردنا في العام 1948 م وخسرنا ارض ولكننا لم نخسر وطن لأنه يسري مجرى الدم في عروقنا وفي أعماق أفئدتنا …
لقد كانت النكبة ليست صفعة للشعب الفلسطيني وحده بل لجميع أحرار وشرفاء العالم ، فالفلسطيني وحتى يومنا هذا يعاني من أثار التهجير ، لأنها نكبة دائمة ومتجددة ففي كل لحظه هناك استيطان واغتصاب للأرض وشهيد يصعد للعلياء ليلتحق برفاق قد سبقوه للمجد ، وليخبر السماء أننا باقون للأبد ندافع عن ثرى هذا الوطن ….
ورغم ما يعانيه أهلنا في المخيمات داخل فلسطين أو في مختلف أماكن الشتات من معاناة وتهميش في بعض الأحيان ، إلا ان ذاكرتهم غدت كعادتها أصيلة ومتجددة ، فهم يحملون مفاتيح العودة موقنين دائماً بان الحلم بتحقيق الحرية والاستقلال قد بات قريباً …..
وواهم من اعتقد ان بداية نكبتنا كانت مع العام 1948 م ، فالحقيقة ان نكبتنا بدأت مع صدور الوعد المشئوم ، وعد بلفور في الثاني من نوفمبر 1917 م ، هذا الوعد الذي جعل بريطانيا من لا تملك ان تعطي وعداً لمن لا يستحق ، عهد بريطاني تزعمه آرثر بلفور بكتابه المشهور الموجه لروتشلد زعيم الصهيونية وقتها ….
كانت تلك هي الخطوة الاولى التي يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على تراب فلسطين والتي سرعان ما أيدتها فرنسا وايطاليا وبريطانيا واستنكرها وغضب لها العرب وللتذكرة فنص الرسالة على النحو التالي : عزيزي اللورد "روتشلد"
يسرني جدًّا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي، الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرّته:
إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في "فلسطين"، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهومًا بشكل واضح أنه لن يُؤتَى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى وسأكون ممتنًا إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علمًا بهذا التصريح.
المخلص" آرثر بلفور" أنتهى …..
أن ميراثنا الشرعي في فلسطين واجب التحقيق مهما طال الزمن أو قصر ، لأنه ميراث وطني وديني وحق أصيل فقرابة ستة ملايين لاجئ فلسطيني يعيشون فوق المعمورة لن تحول بينهم وبين تراب فلسطين لا وعد بلفور ولا كل النكبات ولا النكسات فنحن كما قال زعيمنا الخالد أبو عمار "إن هذا الشعب شعب الجبارين، شعب الشهيد فارس عودة، شعب الجبارين لا ينحني، لا ينحني إلا لله".
ولكن يتبقي لنحقق الاستقلال وحلم العودة الى ديارنا أن نعمل على توحيد كلمتنا وهدفنا أولا ، وان نوجه البوصلة تجاه القدس ، فلا غزة ولا الضفة تصلح لتكون أيا منهما منفردة ، دولة مستقلة فحلمنا لا يجب ان يتقزم الى هذا المستوي المهين ولنتذكر مقولة العجوز التيً تقطن في احدى المخيمات الفلسطينية بلبنان وهي توجه أصبعها نحو شمال فلسطين "على قادة الشعب الفلسطيني ان يستحوا من أنفسهم ومن شعبهم ، وان يفيقوا من الغيبوبة ولتكن الوحدة الوطنية أجلاً وليس عاجلاً ففلسطين تستحق منهم الكثير "!
سلاح العائلات بين التدمير الاعلامي والبقاء الحزبي
امد / حماد حامد عوكل
بالأمس قتل الصحفي معتز أبو صفية وفرد أخر من أفراد عائلته وقبل أيام قتلت طفلة في المحافظات الوسطى ولو رجعنا بالأيام لوجدنا أن بكل بقعة في فلسطين هناك سلاح للعائلات لم يتم السيطرة عليه وربما تم النظر إليه نظرة أخرى على أنه سلاح حزبي سلاح مقاومة وكل يوم يقع الفلسطيني صريع المشاكل العائلية الحزبية صريع الاستخدام السيء للسلاح بداخل المنازل والبيوت .
في مقالي هذا أذكركم أننا تعبنا بما يكفي وواجهنا ما يكفي من الإنقسامات الحزبية والعائلية والإستخدام الخاطئ العشوائي للأسلحة العشوائية الغير مرخصة و أننا لازلنا نعاني الهم الأكبر ألا وهو الإحتلال الصهيوني الغاشم لكل فلسطين ، تبتسم شاشات التلفاز الصهيونية بكل شجار عائلي يتساقط فيه فلسطيني بل وتخرج الإنتقادات للعالم عبر تلك الشاشات أن فلسطين لا تستحق الإستقرار كونها مليئة بالمشاكل والسلاح وأننا منقسمون فكيف سيكون لنا حكم ودولة وكيان .
إن الإنقسام لم يدمر النسيج الفلسطيني الشديد بشكل كامل لكن سلاح العائلات سيودي به الى الهاوية ، وحينما أتحدث عن النسيج الفلسطيني فأنني أتحدث عن الترابط بين العائلات من خلال النسب والتقرب والجيرة وصلة الأرحام التي هي فريضة إنسانية ودينية يكسب من فعلها ويخسر من تركها ، وجود الأسلحة العائلية في بيوت فلسطين بشكل عشوائي لا يصيب المقاومة من قريب ولا من بعيد لهو إهانة للإنسانية وإهانة لفلسطين وشعبها العريق الصابر المرابط .
إن ما يؤلم في سلاح العائلات العشوائي أننا نسمع ونرى إختلاط سلاح الجريمة بسلاح المقاومة عبر تبني الأحزاب الفلسطينية أسر وعائلات كثير في وطننا الحبيب فحينما نسمع بمشكلة عائلية لم نستطيع أن نتبين الصدق من الكذب بسبب ذلك فهل هي مشكلة عائلية أم حزبية أم أن سلاح العائلات دخل يساند الأحزاب أم أن العكس صحيح وهو ما يؤلم أن سلاح الأحزاب والمقاومة هو من يدافع عن العائلات وأفكارهن .
فلسطين تنهار بذاك السلاح ولا يخفى علينا القتل العشوائي بحجج كثيرة منها القتل على خلفية الأراضي والخلاف العشوائي في الشوارع على أشياء لا تصل إلى القتل ولكن بسبب سلاح العائلات العشوائي نرى أننا نسمع القتل بكل مكان وبكل وقت ، كما سمعنا جميعا فأن الحكومتان في وطننا تعملان على طمس سلاح العائلات منذ بدايات حكمهم لكن للأسف كل يوم يمر بنا نكتشف أن سلاح العائلات ومحاربته لم تكن سوى زوبعة إعلامية ليست حقيقية أو أمرا واقعا نلمسه على الأرض والدليل أن الأحزاب السياسية والعسكرية تدافع عن سلاح العائلات وكأنه سلاحها المقاوم .
يؤلمني أننا في فلسطين لا زلنا نتمسك بأفكار قبلية خاطئة تودي بالحياة تنهي حياة إنسان لم يجعل الله لقاتله سلطة لتنفيذ الحكم الجائر ، يؤلمني أن أسمع كل صباح خبر مقتول بريء لم يتجاوز عمره فترة المراهقة والطفولة والشباب أننا نتحمل كل شيء يصيبنا إلا أن نكون عرضة للقتل الخطأ لأن فلان لديه سلاح يعرضه وقتما شاء ويدسه وقتما شاء ، أنني حزين لأن بلدي ووطني فلسطين يتعرض لمثل هذه الجرائم .
كما قلت سابقا فإن سلاح العائلات في فلسطين لم يدمر كما قيل وزيع من قبل ويبدوا أن ما كان قد حصل هي مجرد تصفيات حسابيه بين أشخاص أو أحزاب أننا توهمنا أننا أصبحنا بأمان وأنه تم تدمير سلاح العائلات ولكنه للأسف لم يتم تدميره إنما تم أضافته للأحزاب تستخدمه كيف شاءت ، لقد تم الأمر فقط إعلاميا ولكنه بقي في حوزة الأحزاب يعمل بأسم الأحزاب لكن المقاومة بريئة من ذالك الوهم الذي يعشوننا فيه، أنني أطالب أحبتي أن نخرج ويعلوا صوتنا بأن يتوقف حماية الأحزاب للعائلات وللأشخاص على حساب الشعب والأسر الصغيرة .
هل ستندلع الحرب على الجبهة السورية؟!
ج القدس / راسم عبيدات
ثمة مؤشرات جدية وجديدة على ان الحل العسكري يتقدم على الحل السياسي في سوريا،ومن تلك المؤشرات ان اللقاء الذي جمع لافروف وكيري في موسكو، لم يحدث أية إختراقات جدية لجهة ترجيح الحل السياسي على الحل العسكري، حيث وضعت أمريكا شروطاً لعقد مؤتمر جنيف (2) خاصة بأن يكون رحيل الأسد شرطاً لبدء الحل السياسي، وكذلك فرنسا الإستعمارية والتي تراودها أحلام الإستعمار القديم،والطامحة الى ان يكون لها دور في إعمار سوريا، حيث التقديرات تشير الى ان كلفة هذا الإعمار قد تصل الى ما بين 70 – 80 مليار دولار،وهي كذلك تريد ان يكون لها حصة من الغاز السوري، تماماً كما فعلت في ليبيا. هي تضع "فيتو" على حضور ايران للمؤتمر على اعتبارها داعمة للنظام السوري وجزء من الأزمة وليس الحل، وبالتالي يجب ان لا تكون من الحضور.
أما "البريئين" والذين أنفقوا المليارات على دعم القوى التكفيرية والوهابية وما يسمى بمجاهدي «جبهة» النصرة و«الجيش الحر» من دول خليجية وتركيا، فهؤلاء يجب حضورهم لأنهم "ليسوا جزءاً من الأزمة"،ولم"تتلطخ أيديهم في الدم السوري"وهم" يريدون مصلحة سوريا والخير والحرية والديمقراطية لشعبها ولأبنائها".
وهذه وقاحة غير مسبوقة في التاريخ،ولكننا تعودنا على هذه القوى الإستعمارية، فما يهمها مصالحها أولا وأخرا،لا حرية ولا ديمقراطية ولا غيره من هذه اللازمة والإسطوانة المشروخة لتلك المصطلحات والتي استخدمت في إحتلال العراق وتدميره وقتل أبناءه ونهب خيراته وثرواته،حيث مسلسل القتل والدمار متواصل في العراق، وأيضاً نفس الشي حدث في ليبيا،حيث تدخل الغرب الإستعماري لضمان حصصه من النفط والغاز الليبي، وما زالت ليبيا تعيش حروب قبلية وعشائرية،ومحرومة من خيراتها وثرواتها.
وكذلك من والواضح ان نتنياهو فشل في إقناع الروس خلال زيارته لموسكو في منع تزويده لسوريا بأسلحة حديثة وخصوصاً صواريخ «اس 300» المضادة للطائرات والجيل الجديد من صواريخ «فاخوت» المضاد للسفن، بل كان الموقف الروسي حازماً جداً. «عليكم عدم التدخل في سوريا»، فسوريا خط أحمر، وستجدون انفسكم في حرب مع روسيا، وأيضاً الروس ولأول مرة منذ خمسين عاماً يرسلون خمس بوارج حربية ضخمة الى المنطقة، وكذلك هناك الحجيج الى واشنطن من قبل حلفاء أمريكا قد أوشك على الانتهاء،حيث اختتمه أرودغان ومن قبله ذهب للحجيج الى البيت الأبيض وزراء ومشايخ وزعماء عرب، وهؤلاء كلهم جزء ومشاركين في الأزمة السورية، ولكل منهم مصلحة ودور مرسوم له من قبل واشنطن، وينتظر كل واحد منهم الدور والمهمة المطلوبة منه، فيما إذا اندلعت الحرب على سوريا.
وكذلك اسرائيل قالت بأنها لن تتوقف عن التدخل العسكري في سوريا من خلال قصف أية شحنات أسلحة ايرانية ترسل الى حزب الله عبر سوريا او اية اسلحة حديثة وكاسرة للتوازن تسلمها سوريا لحزب الله، ومدير وقد زار وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (السي أي أيه) زار تل أبيب أيضاً لهذه الغاية وهذا الغرض،وبالمقابل سوريا نصبت بطاريات صواريخها تجاه تل أبيب محملة بصواريخ تشرين ذات الرؤوس التفجيرية الكبيرة،للرد على أي عدوان اسرائيلي على سوريا،كما انها أعطت تعليمات صارمة الى قادة وحداتها الصاروخية بالرد مباشرة على أي عدون اسرائيلي بدون الرجوع للقيادة، واعلنت عن فتح جبهة الجولان امام المقاومة الشعبية، في حين أكد الشيخ حسن نصرالله في خطابه الأخير كان واضحاً، بأن الحزب سيتحمل مسؤولياته في الدفاع عن لبنان والجولان، وجاهز لتسلم أي سلاح كاسر للتوازن من سوريا.
هذه المعطيات لا تبعث على التفاؤل بقرب وتقدم الحل السياسي على الحل العسكري، وثمة أناس يريدون إطالة امد الأزمة في سوريا، وإستمرار مسلسل القتل والدمار فيها خدمة لأجنداتهم الطائفية والمذهبية ولمصالحهم، وفي مقدمة تلك البلدان مشيخات النفط وتركيا، فمن أنفقوا ثلاثة مليارات على دعم جبهة النصرة والتكفيريين وما يسمى بالجيش الحر، ودفعوا مئات ألوف الدولارات للمنشقين عن النظام والجيش السوري، وسطو على الجامعة العربية لإصدار قرارت بالسطو على مقعد سوريا في الجامعة العربية لصالح ما يسمى بالمعارضة السورية، وأستضافوا المؤتمرات على أراضيهم ومولوها لما يسمى بأصدقاء سوريا، ومنحوا السفارة السورية في بلدهم لتلك القوى، طبعا سيكونون غير معنين بإنتهاء الأزمة السورية، وكذلك الحالمين بالإمبراطورية العثمانية على حساب سوريا والعالم العربي، إنتهاء الأزمة يعني كابوسا لهم ولربما يهدد مستقبلهم السياسي وخصوصا بعد ثبوت ان تفجيرات الريحانية حسب ما زودتهم به وكالة المخابرات المركزية الأمريكية كان بفعل عصابات «جبهة النصرة» التي يدعمونها،وكذلك حالة التململ العالية في الداخل التركي من تصرفات وسياسات أردغان وحكومته والتي زجت بتركيا للتدخل بالشأن السوري، وما سيتركه ذلك من تداعيات على الداخل التركي، ستجعله أول الرافضين لحل سلمي للأزمة السورية، لأن ذلك سيعني سقوطه المدوي هو وحزبه.
مؤتمر جنيف(2) إذا ما قيد له ان ينجح، بالضرورة ان يستند الى التطورات الحاصلة على الأرض، فالنظام السوري الذي يحقق نجاحات جدية في تطهير سوريا من رجس ونجس العصابات المجرمة، لن يوافق بأي حال على حل سياسي خارج بقاء الرئيس الأسد، وإجراء انتخابات ديمقراطية يقرر من خلالها الشعب السوري مصيره، فالمعادلات الآن مريحة جداً للنظام وحلفاءه، ولكنها قطعاً مرعبة للحلف المعادي، فمن غير المعقول ان يسلموا بعد كل هذه الحرب ببقاء النظام وإستقرار الأوضاع في سوريا، فهذا معناه سقوط انظمة وتصفية حسابات مع أخرى.
المنطقة حبلى بالتطورات المتسارعة والمتلاحقة، وعوامل الحرب تتقدم على عوامل الحل السياسي، والحرب ستندلع شرارتها في أي حماقة ستقدم عليها اسرائيل بالعدوان على سوريا، وحينها ستتطور الى حرب إقليمية شاملة.
من مساخر أيار!
ج الايام / توفيق وصفي
"قتلوه ولم يمت"، بهذه القراءة أوجز جمال الدرة قراءته للضجة الأخيرة التي أثارها الإسرائيليون بنفي علاقتهم باستشهاد ابنه محمد، باكورة شهداء انتفاضة 2000 في غزة وفاضح قاتلي الأطفال بأنينه ونزفه وأنفاسه الأخيرة، بالصوت والصورة وعلى الهواء مباشرة.
الدرة الأب لا يشك للحظة أن محمدا قد مات، لكنه يجزم في اللحظة نفسها أن شهيد فلسطين مازال حيا في قلوب وعقول ذويه وأبناء شعبه كافة، ولعله أراد إحياءً دائما لذكراه عندما أطلق اسمه على ابن آخر رزق به بعد استشهاد محمد بنحو عامين.
محمد الثاني فخور بأنه شقيق محمد وحامل اسمه، وعلى الرغم من براءة ابن الأحد عشر عاما فإن كلامه التلقائي لا يخفي استهزاء ساخنا بكذبة موشيه يعلون التي ينفي فيها بوقاحة أن محمد الدرة الأول قد مات برصاص الجيش الإسرائيلي، حين يصف محاولة يعلون لتشويه الحقيقة بأنها ادعاءات كاذبة، متوعدا قتلة محمد بأن تلاحقهم دماؤه إلى أن يزولوا.
***
خيار وفقوس؟ تساؤل في محله وقد لا يكون كذلك، حين يشك المتسابق في نزاهة الحكم أو القاضي أو اللجنة التي قررت أن غيره قد فاز عليه، دون توضيح الأسباب. ليس كما يحدث في لعبة التنس الأرضي الآن، التي تطورت ظروف التحكيم فيها لصالح اللاعبَين، بمنح أي منهما حق الاعتراض وتحدي الحكم عند الشك في حساب نقطة لغير صالحه، فثمة ما يُسمى بـ "عين الصقر"، وهي كاميرا محوسبة تستطيع رصد مسار الكرة بدقة تصل إلى 3 ملم عن الخط، وتفرض على الجميع نتائجها.
ليت أهل التكنولوجيا يبتكرون عيونا محوسبة في كل مجال للنزال، كالتقدم لوظيفة أو منحة دراسية أو تصحيح أوراق الامتحانات، وربما لقراءة ما في العقول والضمائر، لقطع دابر هذه المقارنة البلهاء بين الخيار والفقوس، وكأننا نعيش في المقاثي!.
***
يكره البعض التكرار الدائم لحقيقة أن قطاع غزة مازال تحت الاحتلال، ويصرون على وصفه بأنه أرض محررة، دون أن تلفتهم حالة السجن المسيج ببحر ممنوع وجدار مرفوع، التي يعيشها نحو 8ر1 مليون إنسان، ولا الاختناق الأرضي والتحت أرضي حين تُغلق الثغرات القليلة للتنفس.
بم يمكن وصف حال القطاع بعد إغلاق معبر رفح لنحو خمسة أيام متتالية وتقييد العمل في أنفاق تُهرب كل شئ حتى البقر والبشر، بصرف النظر عن الأسباب المصرية لذلك؟ وما ذنب آلاف من الفلسطينيين العالقين في العريش ومثلهم مرضى وذوو مصالح في غزة عاجزون عن السفر؟ نحن إذن بقعة معزولة خارج الجغرافيا، لا ضمانة لحياتنا دون حبل من هنا وحبل من هناك، إلى أن نتخلص من الاحتلال وقسوة الجيران!.
***
"بادج" للمتزوجين وآخر للأشقاء وآخر للأصدقاء، وإلخ من التصنيفات الجندرية على "حِسْب وداد" مخ الحاكم والمُطَوَّع، وطبعا كله بثمنه، وأغلى بادج للأصدقاء الشرعيين، الذين ينالون موافقة قسم تراخيص المرافَقَة في بلاد الإسلام!
وقبل ذلك، زيّ موحد للذكور وآخر للإناث، كي لا يتعرض المرء إلى التشكيك في رجولته، ولا تتعرض الأنثى إلى اللعنات والاتهامات بإثارة غرائز المحرومين، وبالتأكيد سيتم استيراد الزيين من مصدر يراعي شروط الزي الإسلامي الشرعي، حتى لو كان من الصين، شرط وجود مراقب من طرفنا، لضمان أنه زي حلال!
***
خارج المساخر: أغبط النجم الصاعد محمد عساف لأمرين، أولهما أن لديه شعبية غير مسبوقة في أوساط الكبار والصغار من اليمين والوسط واليسار، والثاني أنه نموذج محترم لشاب مبدع لا يتخفف من فلسطينيته وغزِّيَّتِه اجتذابا لتصويت غير فلسطيني.. وعلى الرغم من تهذيبه الشديد إلى حد تكرار كلمة "ميرسي" ردا على امتداح اللجنة له فإنني أتمنى عليه أن يُعتِق مكنونه الإبداعي على متن ألوان أخرى من الغناء، دون أن يُبالي بخطر المنافسة، يكفيه أنه يتألق على المسرح وأمام الملايين.. ليتني كنتُ أنت!.
تشدد إسرائيل ليس تكتيكاً
ج الايام / علي جرادات
تسود إسرائيل اليوم توجهات سياسية وأيديولوجية وعسكرية وأمنية يمينية متشددة تضع انتزاع الاعتراف بها "دولة للشعب اليهودي" شرطاً مسبقاً لاستئناف المفاوضات أو لضمان ما ستسفر عنه من نتائج، وكأن هذا الشرط لا يعني ـ في الحالتين ـ تصفية للقضية الفلسطينية، رواية وحقوقاً وطنية وتاريخية. إذاً نحن ـ بلا ريب أو شك ـ إزاء تصعيد سياسي نوعي في السياسة الإسرائيلية يروم تصفية القضية الفلسطينية باسم تسويتها. سيجد كثيرون في هذا التصعيد مجرد تشدد في التكتيك التفاوضي أو ما هو أقرب إلى ذلك، ناسين أو متناسين الحقائق التالية:
أولاً: أن هذا التصعيد يعبِّر عن حقيقة أن المشروع الصهيوني هو كأي مشروع استعماري استيطاني آخر، (عدا ما له من طابع اقتلاعي احلالي)، انتقل ـ في أولويات تركيزه ـ من مرحلة جلب كم بشري قادر على التحول إلى كيان مجتمعي مؤسساتي مرتبط بالأرض، إلى مرحلة التحول إلى دولة استيطانية، كما يرى الباحث السياسي المصري، مجدي حماد في كتابه القيم: إسرائيل وجنوب أفريقيا-دراسة مقارنة. ونضيف وصولاً إلى مرحلة تثبيت ما نشده- منذ البدء- أي انتزاع الاعتراف بالهوية اليهودية لأرض فلسطين بعد أن صار اليهود فيها يملكون ويستغلون ويسيطرون على 85% منها.
ثانياً: أن هذا التصعيد تغذيه نجاحات 115 عاماً من تطبيقات المشروع الصهيوني الذي رام قادته-منذ اطلاقه- استيطان أرض فلسطين وتفريغها وتهويد هويتها بإقامة "دولة يهودية كما هي انجلترا إنجليزية......" كما قال علناً وصراحة أحد رؤساء الحركة الصهيونية، حاييم وايزمان.
ثالثاً: إن هذا التصعيد يحيل إلى أن "الاستيطان هو جوهر الصهيونية" حسب ما قال-ببساطة- شامير أحد أكثر قادة الحركة الصهيونية وإسرائيل عنفاً وتطرفاً وتشدداً. وهو ما يفسر تعاظم دور مستوطني الضفة والقدس سواء لناحية دورهم في السطو على الأرض، أو لناحية الاعتداء على المواطنين الفلسطينيين، أو لناحية انتقالهم إلى مركز صناعة القرار في السياسة والجيش والأجهزة الأمنية. فإذا كانت حركة "الكيبوتسات" والحركات الصهيونية الشبابية "الطليعية" التي لبست لبوس اليسارية الزائفة هي مَن أسس القاعدة التحتية لإسرائيل، فإن الحركات الاستيطانية اليوم تشكل التعبير الأوضح عن طموح المشروع الصهيوني كمشروع استعماري استيطاني إقصائي قام-منذ البدء-على العدوان والتوسع والاقتلاع. ما يعني أن الاستيطان في تراكمه على مدار 45 عاما في الضفة والقدس تحول إلى حالة كيفية صار لها قسماتها وخصائصها المتواشجة مع حالة من السعار السياسي والأيديولوجي اليميني المتطرف داخل المجتمع والفكر والسياسة والأمن في إسرائيل.
رابعاً: إن هذا التصعيد هو حصيلة منطقية لما تشهده إسرائيل-منذ سنوات- من تحولات مجتمعية بنيوية متشبعة بفائض من التطرف السياسي والتشدد الأيديولوجي العنصري العدواني الفالت من كل عقال. بل هو حصيلة طبيعية لنحو ثلاثة عقود من تولي حزب الليكود وما هو على يمينه من أحزاب صهيونية السلطة في إسرائيل في العام 1977. علماً أن هذه الأحزاب امتداد لتعاليم جابوتنسكي الذي أسس وقاد- حتى وفاته عام 1940-جناح "الصهيونية التصحيحية" بوصفه أكثر أجنحة الحركة الصهيونية عنفاً وتطرفاً وتشدداً بالمعاني كافة، ما يعني أن هذا التصعيد هو أحد ثمار ما أحدثه مجيء هذه الأحزاب للسلطة من تحولات بنيوية مجتمعية وسياسية وأيديولوجية وعسكرية وأمنية قادت-فيما قادت- إلى:
1: تفكيك الحركة الكيبوتسية ذات اللبوس اليسارية الزائفة لمصلحة المبادرات التي نشأت عن التوجهات الليبرالية الجديدة التي ركزت على صناعة التكنولوجيا العالية، (الهاي تك)، بل وعلى صناعة المعرفة أيضاً. علماً أن هذه التوجهات الليبرالية الجديدة جاءت مغلفة بطبقة سميكة من اسمنت صهيونية ذات بعد توراتي رامت نقل المجتمع الإسرائيلي من مجتمع "مُعَلْمَنْ" إلى مجتمع يسير-بتسارع مرعب- نحو التوراتية التي أطلقت عنان استيطان الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وتهويدها بصورة غير مسبوقة، حيث تعاظم دور حزب المستوطنين الديني، (المفدال)، ونشأت "عصبة غوش إيمونيم" الاستيطانية،(عصبة الإيمان)، و"حركة هتحياة" الاستيطانية، (النهضة). وهي الحركات التي دعمها وتحالف معها حزب الليكود ووضع لها شارون خطة النجوم السبعة للاستيطان التي تطورت وصولاً إلى بناء مستوطنات "حرب التلال". وكل ذلك في إطار استدخال منطق الاستيطان كنوع من الريادة وتجديد شباب مشروع الاستيطان اليهودي لمنع قيام دولة فلسطينية كما لاحظ جيفري أرنسون في كتابه: (الضفة الغربية وسياسة الأمر الواقع).
2: تفكيك "الهستدروت" لا كاتحاد عمال، بل كأكبر شركة قابضة تملك شركات كبرى في الخدمات مثل شركة "سوليل بونيه" للبناء وشركة "إيغد" للمواصلات وصندوق المرضى العام، "كوبات حوليم"، و...الخ وفي الإنتاج مثل مصانع كور للصناعات المعدنية الثقيلة، ومصانع "أليانس" لصناعة الاطارات المطاطية، و....الخ وكل ذلك في إطار تحويل اقتصاد إسرائيل من اقتصاد رأسمالية الدولة إلى اقتصاد الليبرالية الجديدة بهدف تمكينها من الانتقال إلى شريك للشركات الاحتكارية العالمية متعددة الجنسية بقيادة أمريكية. وبما يتيح لها أن تلعب دوراً سياسياً إقليمياً أكبر عبر الانتقال من دور "مخلب قط سياسي وأمني" إلى دور شريك فعال في تشكيل و/ أو إعادة تشكيل النظام الإقليمي للمنطقة في كل محطة من محطات تحولاتها العاصفة.
3: إعادة تشكيل الجيش حيث قاد الانفتاح على سوق الليبرالية الجديدة والخصخصة الشباب اليهودي إلى عدم اعتبار الذهاب إلى الجيش-كخدمة نظامية دائمة- امتيازاً، بل واعتباره بمثابة القناعة بالقليل. ما أدى إلى انتقال هذا الشباب إلى البحث عن الحياة خارج إطار العمل في قطاعات اقتصاد رأسمالية الدولة، والدخول أكثر في مغامرات العمل في الشركات التي تعطي ربحية أعلى، وفي اللعب في قطاع البورصة وقطاع الخدمات الذي تضخم إنما مع قاعدة انتاجية تحميه. هنا وجد المستوطنون في الذهاب إلى الجيش ضالتهم سيان: بتوجيه أو دون توجيه، ما أفضى إلى أن يحتل المستوطنون حيزاً أساسياً يتسع باطراد في قوام الجيش والأجهزة الأمنية، حيث صار المستوطنون المنتمون للتيار الصهيوني الديني يشغلون ثلث الرتب العسكرية المتوسطة في الجيش، فضلا عن أنه صار لهم أكثرية داخل مكتب نتنياهو، وستة وزراء ونواب وزراء في حكومته، و16 نائباً في الكنيست.
قصارى القول: إن اعتبار أن كل هذا التشدد في السياسة الإسرائيلية هو مجرد تكتيك عارض أو مؤقت يتناسى، بوعي أو بجهالة، عمق فكرة الاستيطان والتهويد في المشروع الصهيوني، عدا أنه تعبيراً عن العجز وإعفاء النفس من صياغة إستراتيجية وطنية فلسطينية وقومية عربية قادرة على الدفاع عن الأرض وحمايتها ودعم صمود أهلها، بحسبان أن استيطانها وتهويدها هو جوهر المشروع الصهيوني وهدفه النهائي، فيما تشكل هذه الأرض والسيادة عليها جوهر المشروع الوطني الفلسطيني، من جهة، ومحور الصراع الأساس، من جهة ثانية. وغير ذلك ليس إلا اختباء خلف أصابع اليد.
العملية السياسية: خسارة إسرائيل إذا أضاعت الفرصة
ج الايام / أشرف العجرمي
يأتي جون كيري وزير الخارجية الأميركي إلى المنطقة في مساعٍ متواصلة من أجل استئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، وهو يحمل للإسرائيليين موقفاً عربياً أكثر مرونة بعد قبول الطلب الأميركي بإحداث تعديل على المبادرة العربية للسلام وخاصة في موضوع تبادل الأراضي، علماً أن أميركا طالبت بتعديلات جوهرية أخرى مثل تعديل الفقرة الخاصة بحل قضية اللاجئين وبدء التطبيع العربي مع إسرائيل حتى قبل التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين والعرب، بالإضافة إلى الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.
وسيزور كيري إسرائيل وفلسطين من أجل بحث وضع إطار للمفاوضات بين الجانبين. وربما يكون تنظيم لقاء رباعي في الأردن على أجندته أيضاً. وهذه قد تكون فرصة كيري الأخيرة للاتفاق على آلية وإطار محدد لبدء التفاوض.
المشكلة التي ترتبط بالتحرك الذي يقوده كيري هي أنه في كل مرة تبدأ فيها محاولات فتح طريق للمفاوضات يطلب من الجانب الفلسطيني تقديم تنازلات أو إبداء مرونة مع أن هذا ليس هو الحال مع إسرائيل. فطلب إجراء تعديلات عربية على مبادرة السلام ليس مقروناً حتى بإبداء إسرائيل أي موقف من المبادرة حتى ولو كان مجرد الترحيب بها وليس قبولها.
وما قيل عن خطوات بناء ثقة أو "حسن نوايا" مثل وقف أو تجميد الاستيطان لا وجود لها ليس فقط بما يحدث على الأرض يومياً من عمليات بناء استيطاني، بل وأيضاً في الرفض الواضح والصريح للفكرة الذي يعبر عنه وزراء الحكومة الإسفرائيلية وآخرهم الوزير يائير لبيد رئيس حزب (يوجد مستقبل) الذي انضم إلى نادي المتطرفين برفضه وقف الاستيطان وبالتشكيك في قدرة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) على التوصل إلى سلام مع إسرائيل، ورفض إسرائيل إجراء أي تغيير في سياسة الحكومة الاستيطانية وعدم استعدادها لـ "التنازل" عن القدس "عاصمة إسرائيل".
حتى لو كان كيري قد بعث رسالة احتجاج شديدة للسفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل أورن في أعقاب إعلان الحكومة الإسرائيلية عن نيتها إضفاء الشرعية على اربع بؤر استيطانية كانت المحكمة قررت هدمها.
لا يبدو أن إسرائيل ستغير من سياستها المعلنة المناقضة لمرجعيات وأسس العملية السياسية، ولا يوجد مؤشر حقيقي على أي تعديل ولو كان طفيفا في الموقف الإسرائيلي.
إسرائيل ترى في تطورات الأوضاع في المنطقة العربية مدعاة للتريث والوقوف جانباً في انتظار ما تؤول إليه الأحداث الجارية. مع أن ما يحدث في العالم العربي يشكل فرصة مثالية لإسرائيل لإنجاز تسوية سياسية مدعومة من الدول العربية جميعاً ومن الدول الإسلامية كذلك على أساس المبادرة العربية للسلام التي ربما تشكل فرصة أخيرة لتحقيق اتفاق سلام شامل مع الفلسطينيين والعرب يضمن لإسرائيل القبول والاندماج في المنطقة وتحقيق فوائد جمة على كل المستويات خاصة وان هذا يضمن لها الأمن والازدهار الاقتصادي الذي يتحقق مع تطبيع العلاقات والتعاون مع العالمين العربي والإسلامي.
ما هو مطروح اليوم على إسرائيل قد لا يتوفر لاحقاً فالدول العربية المركزية مشغولة بهمومها الداخلية ولا تعتبر الصراع مع إسرائيل مشكلة وان كانت معنية بالتوصل إلى تسوية ولا تزال تتمسك بالمبادرة العربية للسلام، ولكن لو تعثرت عمليات التحول التي تقوم بها الأنظمة العربية الجديدة وفشلت في إنجاز أهداف الاحتجاجات الشعبية، فمن الطبيعي أن يعود الصراع إلى واجهة الاهتمام العربي كشعار وراية يمكن الهروب اليه من استحقاق الحرية والتنمية، كما أن وجود حركات إسلامية متشددة في المشهد السياسي العربي للسنوات القادمة قد يؤدي إلى التعامل مع ملف الصراع بطريقة مناقضة للتوجهات العربية الحالية.
ويخطئ الإسرائيليون إذا كانوا يظنون أن الزمن يجري لصالحهم، حتى لو كانوا يفرضون وقائع على الأرض، ومن الغريب أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يحذر من حل الدولة الواحدة إذا فشل حل الدولتين، ما يعني أن قسما من الإسرائيليين على الأقل يدرك أن البديل للتوصل إلى حل سياسي على أساس حل الدولتين على قاعدة المبادرة العربية للسلام هو استمرار الصراع ومواجهة وضع يعيش فيه الفلسطينيون والإسرائيليون في دولة واحدة كأمر واقع سيضطرون لمواجهته. وقد يكون المناخ في الدول العربية في المدى المنظور أكثر تشدداً تجاه إسرائيل.
إذاً ما يقوم به جون كيري ليس مجرد محاولة أميركية بصرف النظر عن مدى جديتها للتوصل إلى اتفاق سياسي فلسطيني - إسرائيلي، بل هو محاولة لإنقاذ مشروع السلام في هذه المنطقة، ويبدو أن الرئيس باراك أوباما لا يعتزم التدخل بجدية في العملية السياسية حتى يرى أنها تسير على الطريق الصحيح وأنها على وشك النجاح.
وهذا من وجهة النظر الأميركية مرهون بموقف الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي قبل كل شيء. والبعض يرى في عدم استقبال الرئيس أوباما لوفد لجنة متابعة المبادرة العربية خلال زيارته لواشنطن عدم رغبة من قبله في الانغماس في العملية التي يقودها كيري حتى يرى مدى النجاح الذي سيحققه كيري، إذا نجح أصلاً.
وبطبيعة الحال لا ينبغي أن ننتظر نحن فشل محاولة إحياء العملية السياسية لكي نقول إن إسرائيل أضاعت الفرصة وإنها ستدفع ثمن ذلك، لأننا أيضاً سندفع ثمناً باهظاً لاستمرار الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي. وعلى الفلسطينيين بمختلف مستوياتهم العمل من اجل تفعيل كل الضغوط الممكنة على الحكومة الإسرائيلية من اجل عدم إفشال الفرصة لتحقيق اختراق حقيقي في العملية السياسية بالتعاون مع الأشقاء العرب ومع المجتمع الدولي، والعمل بشكل مكثف على المجتمع الإسرائيلي لمخاطبة مصالحه في إنجاز الحل السلمي وتوضيح المخاطر المترتبة على ضياع الفرصة.
واليوم الظروف في إسرائيل مهيأة أكثر من الفترات السابقة فهناك تكتل يضم ٤٤ عضواً في "الكنيست" الإسرائيلي يؤيدون حل الدولتين وهم يتوزعون على أحزاب (العمل) و(الحركة) و"شاس" و "كديما" و"ميرتس"، كما أن هناك بيانات نشرت في الصحف الإسرائيلية مؤخراً بتوقيع أعداد كبيرة من القيادات والشخصيات الإسرائيلية تؤيد حل الدولتين على اساس المبادرة العربية للسلام. وإذا لم يشكل هؤلاء أغلبية في إسرائيل فعلى الأقل يشيرون إلى حصول تحول ما ينبغي العمل على تعزيزه بالعمل المكثف على الساحة الإسرائيلية من الداخل والخارج.
جولة "كيري" ليست مهمة .. ولا حاسمة!
ج الايام / هاني حبيب
"جولة حاسمة لكيري" "زيارة كيري للمنطقة لاستنهاض الحل السلمي" "جولة كيري تتزامن مع مراجعة إسرائيلية".. إلخ. هذه العناوين و"المانشيتات" التي سادت مواقع الأخبار، سواء في الصحافة المكتوبة أو المرئية أو الإذاعية، معظمها يأتي على إجابة لسؤال حول "تزامن" هذه الجولة، ولا يبخل المحرّر أو المحلّل، في ربط مصطنع لأحداث تتزامن مع هذه الزيارة بهدف منحها "أهمية حاسمة" وهمية، إذ ان هذه الجولة التي يقوم بها كيري إلى المنطقة، مجرد زيارة عادية، تصادفت مع تشدد إسرائيلي على ملف المفاوضات، لجهة المزيد من اقتطاع الأراضي الفلسطينية لصالح الاستيطان، أو لجهة تصريح وزير المالية يئير لبيد لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية حول تمسك إسرائيل بمدينة القدس المحتلة كعاصمة أبدية موحدة "للشعب اليهودي" ومع تسوية مؤقتة مع حدود مؤقتة بدلاً من معاهدة سلام.
كيري جاء إلى المنطقة، بشكل أساسي لحضور اجتماعين مهمين بالنسبة للولايات المتحدة، الأول، يتعلق بمؤتمر أصدقاء سورية في العاصمة الأردنية عمان، والثاني، مؤتمر المنتدى الاقتصادي العالمي ـ دافوس، على الحدود الأردنية على البحر الميت، انطلاقاً من العاصمة العمانية مسقط التي ستستورد أسلحة أميركية بما يزيد على مليار دولار، ووزير الخارجية الأميركية سيبحث أمر هذه الصفقة لتسهيل موافقة الكونغرس عليها بعد موافقة وزارة الدفاع.
لكن كيري، وهو مار في المنطقة سيعرِّج على إسرائيل، ودولة فلسطين "لتفقد" الحل الاقتصادي الذي يأمل أن يمهد للحل السياسي وكما جرت العادة، وقبل أية زيارة أميركية، رئاسية أو وزارة خارجية، وكما كان الأمر عليه في عهد تسلُّم كلينتون وزارة الخارجية، فإن إسرائيل تستقبل هؤلاء قبل أن يصلوا إليها بمواقف وإجراءات وتصريحات تبدّد أية إمكانية أميركية، للضغط على الدولة العبرية، فإضافة إلى تصريحات لبيد المشار إليها، فإن رئيس حزب "هناك مستقبل"، كرر ما قاله معظم قيادات الدولة العبرية حول عدم جاهزية أبو مازن لحل سياسي، وانه ليس شريكاً في عملية السلام، وعليه فلا بد من استمرار البناء الاستيطاني، وأكثر منذ لك، وباعتباره وزيراً للمالية فقد أعلن عن استمرار الحوافز المالية للمستوطنين لتشجيعهم على الاستيطان، والبقاء في المستوطنات، ويذكر في هذا السياق، أنه على الرغم من التقليصات في الميزانية الإسرائيلية لعامي 13ـ2014، فإن هذا التقليص لم يتطرق إلى البناء الاستيطاني على الأرضي الفلسطينية.
وقد ينجح كيري، في عقد قمة رباعية، تجمعه مع الرئيس الفلسطيني والعاهل الأردني والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس، على هامش المؤتمرين المشار إليهما في الأردن، إلاّ أن مثل هذا الاجتماع، أو القمة، ليس لها من مغزى مهم، باعتبار أن الرئيس الإسرائيلي، ليس صاحب قرار مؤثر على الحكومة الإسرائيلية، وأن هذا الاجتماع، إذا عقد، سيكون مجرد تبادل للرأي وخداع جديد على طريق الإيهام، بأن هناك تحركاً أميركياً جاداً على طريق استئناف العملية التفاوضية على الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي.
أما مسؤولة ملف المفاوضات في حكومة إسرائيل، وزيرة القضاء تسيبي ليفني فقد عكفت على تأسيس ما يسمى اللوبي البرلماني الإسرائيلي لحل النزاع العربي ـ الإسرائيلي، والذي تم تشكيله من أحزاب المعارضة، المركز واليسار في الكنيست، لتشجيع العملية السياسية، وفي أول اجتماع لهذا اللوبي جوبه بعاصفة يمينية قوية أدى إلى فشل الاجتماع الأول له، وسقط رهان ليفني، حالياً على الأقل، على إمكانية توفر مناخ يساعد كيري على التقليل من أهمية المواقف والتصريحات المتشنجة التي استبقت زيارته للدولة العبرية.
هذا اللوبي الذي أشرنا إليه، اعتمد على ما جاء على لسان وزير خارجية قطر مؤخراً، حول إمكانية "تبادل للأرضي" في إطار المبادرة العربية، غير أن قوى اليمين، اعتبرت أن لا جديد في هذا المقترح، على الأقل لجهة تعديل المبادرة العربية، حيث إن وزير الخارجية المصري، أشار إلى أن لا تعديل على المبادرة العربية فور تصريح وزير الخارجية القطري حول الأمر، الأمر الذي يعكس، من وجهة نظر قوى اليمين الإسرائيلي، تمسك العرب بمبادرتهم الأصلية.
كيري، المهموم بالملف السوري، بات يدرك كما يدرك الجميع، أن هذا الملف بات أهم ملف في كل المنطقة العربية نظراً لتأثيراته العربية والإقليمية، والأولوية المعطاة لهذا الملف، نظراً لذلك، لها ما يبررها، خاصة وأن تغييرات محتملة بنتائج الأوضاع في سورية، ستشمل الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي، إضافة إلى التهديدات المحتملة بتفجر الأوضاع في سائر الإقليم، خاصة في الأردن، الذي يعتبر أحد أطراف ملف التسوية السياسية، من هنا، فإن أهمية جولة كيري لا تتعلق مباشرة بالملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي إلاّ بطريق غير مباشرة، هذا الملف الذي يمكن أن ينتظر كما كان الحال دائماً، بانتظار ما ستؤول إليه الأمور، لهذا فإن جولة كيري فيما يخص عملية التسوية، محدودة القيمة والتأثير، نفسها كافية لكي تشير إلى أن واشنطن لا تزال منشغلة بهذه العملية، وأن الحراك الأميركي بهذا الاتجاه مستمر، على الرغم من كل المواقف الإسرائيلية التي تبدع في صناعة العراقيل أمام هذا الجهد غير المثمر لعجزه عن الضغط على الدولة العبرية!!
مصر و"حماس" .. منطق الدعوة ومنطق الدولة؟
ج الايام / حسن البطل
كتب زميلي غسان زقطان ("دفاتر الأيام" ـ الأحد 20 أيار) مقالة عنوانها: "في مصر يخلطون بين "حماس" وفلسطين" وعلى أربع حلقات ـ صفحات نشرت "الأيام" 12- 15 أيار نقلاً عن "الحياة" شهادة أحمد شفيق عن ثورة يناير في مصر.
ذكّرتني مقالة غسان بخلط مصري، في الأقل في صحف مصر، بين م.ت.ف والفلسطينيين إبّان حكم السادات، وبالذات بعد تنديد المنظمة باتفاقية الفصل الثانية في سيناء.
اللهمَّ نجِّ فلسطين والفلسطينيين وقضيتهم من هذا "الردح" المصري، كما تجلّى، في النصف الثاني من سبعينيّات القرن المنصرم، في مقالات أنيس منصور ـ رحمه الله وسواه ـ. مثلاً، فعندما زارنا في مكاتب "فلسطين الثورة" الشاعران محمود درويش ومعين بسيسو، واطّلعا على نماذج من المقالات الردّاحة، لم ينبس محمود بكلمة، سوى تحريك ذراعه نحو معين بمعنى "لا حول ولا قوة" وردّ معين دون كلام.. سوى بمطّ شفتيه استهجاناً وحسرة، كأنه يقول "بئس الأمر"!
الآن، تحكم حركة الإخوان المسلمين قطاع غزة، بالانتخاب ثم الانقلاب الدموي، كما تحكم الحركة مصر بالانتخاب وبالانقلاب التدريجي. وفي غزة ومصر يتحدثون محذّرين من "أخونة" الحياة الفلسطينية في غزة، ومن "أخونة" الدولة في مصر.
بالوقائع والبيّنات تحدّث أحمد شفيق عن دور "حماس" في دعم مرسي الإخوان بمصر، كأنه يُذكّرنا بالحديث عن علاقة إسرائيل بأميركا وهذا السؤال: "هل الذيل يُحرّك الرأس"؟
ليست هذه أول مرّة يحكم فيها حزب واحد قومي بلدين عربيين، فقد سبق ذلك حكم حزب البعث الفاشي لسورية ثم العراق، وكيف انتهى الأمر إلى علاقة خصومة وتناحر وحرب.
لن أتطرّق إلى الخلاف الشهير بين الحزبين الشيوعيين في الصين والاتحاد السوفياتي، بل إلى تجربة الحركة الوطنية الفلسطينية بقيادة المنظمة، وصداماتها وحروبها الأهلية في الأردن ثم لبنان، وخلافها المرير مع سورية، مهد انطلاقة كفاح حركة "فتح".
هل تتذكّرون؟ غادروا الشعار الأثير عن "التناقض الرئيسي" و"التناقض الثانوي" إلى أرض الواقع، حيث تحدثوا في الأردن ولبنان وسورية عن "منطق الدولة" و"منطق الثورة"!
تعرفون أن أمرّ الخلاف والعداوة يطرأ من أقرب العلاقات الأخوية، أو خلاف فخاذ القبيلة، أو خلاف أولاد العمومة.. فكيف بالخلاف بين الأشقاء؟
مصر أمة ـ دولة كما ليست هكذا أية دولة عربية، ومن ثم فإن معضلة حركة الإخوان المسلمين في مصر هي "منطق الدعوة" و"منطق الدولة" ومصر الدولة عمادها: الجيش الوطني والقضاء المستقل.
منطق الجيش هو أمن مصر، وأمنها التاريخي يبدأ من سيناء، ومنطق القضاء هو القانون. وهذا وذاك المنطق في صدام مع منطق الدعوة والحركة الحاكمة و"الأخونة".
لكن، فيما يخص العلاقة بين إخوان غزة وإخوان مصر، فهناك بداية نزاع وشقاق بين "منطق الدعوة الإسلامية" و"منطق الدولة المصرية".
الرئاسة المصرية تميل إلى منطق الدعوة، والجيش يميل إلى منطق أمن الدولة. خلال السنوات الأخيرة من حكم مبارك، بعد فوز "حماس" وسيطرتها على غزة، فإن مصر غلّبت منطق الدولة وكانت مصر في خصام مع حركة الإخوان المسلمين في مصر.
نجحت مؤسسة الجيش المصري في النأي بنفسها عن الانحياز إلى "حماية النظام" أو "حماية الثورة".. ولكن ليس عن حماية أمن مصر كما يبدأ من سيناء، التي صارت أرضاً سائبة، أولاً بحكم معاهدة السلام مع إسرائيل، ثم تفاعلات وتداعيات العلاقة بين إخوان غزة وإخوان مصر "منطق الدعوة" الذي رآه الجيش، وقسم متزايد من شعب مصر يهدّد "منطق الدولة" وأمن مصر.
هذا يعني أن دور مصر في المصالحة الفلسطينية لن يكون نشيطاً كما كان في عهد مبارك، مع أنه كان غير مثمر، لأن مؤسسة الجيش والمخابرات.. وعمر سليمان ـ رحمه الله ـ لم تُقدِّم ولم تُؤخِّر.
إن منطق الدولة المصرية هو مع دعم السلطة الفلسطينية، ومنطق "الدعوة" الإخوانية هو العلاقة مع إخوان غزة، والجيش يميل إلى منطق أمن مصر الدولة، حتى لو كانت إجراءات تأمين سيناء قاسية على أهل غزة دون تمييز، بعد إغلاق المعابر من جانب "تمرُّد" رجال الشرطة والجيش بعد حادث خطف بعض المجندين المصريين.
سيناء سائبة بعد الثورة المصرية وسيطرة إخوان مصر، والجولان سائبة بعد الثورة السورية وانسحاب الجيش منها إلى قتال أهلي. هذه قد تكون مشكلة إسرائيل، راهناً ومستقبلاً، لكن أولاً هي مشكلة فلسطين، والفلسطينيين الذين يعانون في سورية لسبب، وفي غزة لسبب آخر.. وفي كل مكان لمختلف الأسباب؟!.
حياتنا - قناة الوسواس الخناس
ج الحياة / حافظ البرغوثي
تابعت قليلاً المؤتمر الثاني لحماية الصحفيين في عمان الذي نظمه مركز حماية الصحفيين في الاردن الذي يديره الزميل الناشط نضال منصور وشاركت فيه مجموعات من الاعلاميين العرب والاجانب وفي أول يوم ما إن دخلت القاعة حتى كان على المنصة مجموعة من المتحدثين وكان دور الزميل احمد الشيخ الذي اطنب في التغزل بقناة الجزيرة وعبر عن حبه وعشقه لها مع أن احداً لم يسأله عن خبايا عشقه لها ولم يتهمه احد بخيانتها مع قناة اخرى مثلاً. وسمعته يقول بعد الاعلان عن تاريخ العشق لقناته ان لها دوراً فيما سماه الثورات العربية لكنه في سياق كلمته عاد وتراجع عن هذه التهمة وقال ان الجزيرة وغيرها لا تخلق ثورات وإنما تعبر عن نبض الشعوب وهكذا، فاحترنا في فهمه فلربما لعبت دوراً في الثورة الفرنسية وكانت تبث من قصر فرساي في ضواحي الدوحة وهي التي ساعدت الاميركيين في ثورتهم ضد الانجليز وروجت للبلاشفة ولينين. فلم تقم ثورة في التاريخ إلا بفضل قناة الوسواس الخناس، مع ان الواقع يؤكد ان كثيراً من القنوات تمارس الارهاب والعنف وتبث الفتنة والكراهية والفرقة وتحض على القتل وتصوره وكأنه أمر عادي وتروج لممارسته في الدول المستهدفة بالثورات وهذا ما قلناه في مؤتمر الاعلام الذي عقدته جامعة النجاح قبل فترة ودعوت فيه الى محاسبة بعض القنوات والاعلاميين لأنهم شركاء في قتل الابرياء من العرب في تونس وليبيا وسوريا واليمن والعراق وغيرها، بترويجهم للعنف والكراهية مثلهم مثل الانظمة الكريهة التي يدعون معارضتها. فهؤلاء يجب ان يساءلوا عن جرائمهم شر سؤال. فلا دول تحررت ولا شعوب استقرت، فأحد الزملاء الليبيين كان يتحدث عن بلده وكأن نظام القمع القذافي ما زال موجوداً وتحدث عن قمع الحريات وعن سجون سرية وتعذيب.. الخ، ولعل الاستاذ شعوان جبارين من مؤسسة الحق القانونية هو الوحيد الذي تحدث عن دور بعض وسائل الاعلام والاعلاميين في بث الحقد والكراهية والفتنة. وعامداً ذلك لم يحاول أحد طرق هذا الموضوع لان كثيراً من الاعلاميين ووسائل الاعلام كصحف وفضائيات يجب ان تساءل عن دورها في سفك الدماء وتدمير هياكل الدول وليس الانظمة القمعية. فواقع الحال العربي صار ان الشعوب تبحث عن أنظمة جديدة وباتت الاوطان تبحث عن شعوب جديدة لأن الانحطاط طال شريحة واسعة من الشعب العربي وليس الانظمة فقط. فدماء الابرياء على أسنان كثير من الاعلاميين وفي عمامات كثير من رجال الدين أصحاب فتاوى القتل ونكاح الجهاد.
هل تمتلك حماس فضيلة مراجعة الذات؟
ج الحياة / يحيى رباح
اعتقد انه من واجب حركة حماس على المستوى الوطني والسياسي والأخلاقي ان تقوم بمراجعة شجاعة للذات ،وان تواجه فشلها سواء على مستوى حكومتها المقالة في غزة او على مستوى رهاناتها الحزبية، وذلك فيما يخص الاشتباك القائم الآن مع الرأي العام المصري ،وخاصة بعد خطف العناصر المصريين السبعة من الداخلية والجيش في منطقة رفح ،وقيام اعداد كبيرة من عناصر ومجندي الاجهزة الامنية المصرية بإغلاق معبر رفح ،وهو المتنفس الوحيد لمواطني قطاع غزة الذين يقترب عددهم من مليوني انسان !!!وتكدس الآلاف من ابناء القطاع على جانبي المعبر !!!واضطراب حياة آلاف من الفلسطينيين في الخارج الذين ابلغت شركات الطيران العربية والعالمية بعدم السماح بنقلهم الى مصر بسبب اغلاق المعبر !!! وهذه الصورة الشيطانية التي رسمها الرأي العام المصري لحماس ولقطاع غزة بوجه عام، وخاصة بعد مقتل الجنود الستة عشر في شهر رمضان الماضي ،أي قبل اقل من سنة، واختفاء ثلاثة ضباط، ثم خطف المجندين السبعة، والعودة لإثارة موضوع الانفاق بشكل دراماتيكي !!! بل وصل الأمر الى حد ان الرأي العام المصري ارجع النقص الحاد في بعض السلع والمواد في السوق المصرية ناتج عن تهريبها الى قطاع غزة !!!بل وصلت الجرأة الى حد ان احد المهووسين من جماعات الاسلام السياسي وهو الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل اقترح حلا للمشكلة ان يضم قطاع غزة الى مصر وكفى الله المؤمنين شر القتال !!ا وهو اقتراح ينم عن مشبوهية موغلة.
ونتيجة لأسئلة هامة جدا مسكوت عنها !!!ونتيجة لأن المنطق الذي يتحدث به بعض المتحدثين باسم حماس حول هذا الموضوع في وسائل الاعلام المصرية الرسمية والخاصة، ومن بين هؤلاء المتحدثين الدكتور محمود الزهار والدكتور صلاح البردويل والدكتور يحيى موسى العبدساوي هو منطق ساذج ومضحك في اغلب الاحيان ،ويجب ان تعرف حركة حماس ان المنطق الذي تستخدمه في الحديث مع عناصرها ومناصريها لا يجدي نفعا مع الآخرين، فما بالكم بالجار الاقرب وهو الشقيقة مصر.
لنبدأ بالجنود السبعة المختطفين، كيف ارتبط اختفاؤهم بقطاع غزة في ذهن الرأي العام المصري؟ وإذا كان موضوع الانفاق هو نقطة الارتكاز الرئيسية في هذا الاتهام، فما هو الجهد الذي بذلته حركة حماس لحل هذه المشكلة؟ وهل يكفي حماس ان تتجاهل الرأي العام المصري والفلسطيني كله، وان تتمسح برجل فاقد التوازن على المستوى العقلي والنفسي والاخلاقي وهو الشيخ القرضاوي، بحيث تعتبر زيارته لغزة غاية المراد من رب العباد، وتقبيل يديه قمة الانجاز؟.
خطف الجنود المصريين ،وإغلاق المعبر، وشيطنة صورة قطاع غزة، يطرح العديد من الاسئلة، لماذا نكون نحن في قطاع غزة ضحية للتجاذبات الداخلية المصرية؟ لماذا لا تكون هناك اجوبة واضحة وحاسمة من حماس حول رمي قطاع غزة في سيناء.
بطبيعة الحال، فان خطف الجنود المصريين، اعاد مخاوف حقيقية بشأن سيناء، التي تتراكم تفاصيل سلخها بصورة او بأخرى عن الواقع المصري، من خلال انتشار خلايا الارهاب بشكل ملحوظ في السنتين الاخيرتين، وهناك انتباه شديد من الرأي العام المصري لأن الوضع الأمني في سيناء هو مشروع تنمية منطقة قناة السويس، يصبان في خانة واحدة، ومع الأسف الشديد فان سلوك حماس اليومي داخل المشهد المصري لم ينجح في اقناع الرأي العام المتخوف لأن حماس ليست متورطة بصورة او بأخرى بهذا المشروع الخطير .
قطاع غزة يدفع الثمن الباهظ، وهو ضحية بالكامل، لأن اللذين يسيطرون عليه، وكذلك الذين يملكون الاجوبة على الاسئلة المطروحة لا يعلنونها، وساعد الله قطاع غزة الذي تكسرت فيه النصال على النصال ،ولا يعرف من اين تأتيه النوائب والضربات القاسية!.
كيري يصطدم بالعقبات الاسرائيلية
ج الحياة / عادل عبد الرحمن
يعود اليوم جون كيري، وزير خارجية الولايات المتحدة لمتابعة جولاته المكوكية بين اطراف الصراع العربي / الاسرائيلي وخاصة على المسار الفلسطيني بهدف إحداث نقلة في واقع الحال المتعثر في عملية السلام نتاج الاستعصاءات الاسرائيلية.
لكن كما يقول المثل الشعبي "المكتوب يقرأ من عنوانه!" وعنوان الساحة الاسرائيلية التمترس في خنادق الاستيطان الاستعماري، واللاءات المعروفة: لا للانسحاب من القدس الشرقية؛ ولا للانسحاب من الاغوار الفلسطينية؛ ولا لعودة اللاجئين لديارهم المحتلة عام 1948!؟ والتي كررها امس الأول وزير المالية الاسرائيلي، يئير لبيد في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية، بالقول: لا لوقف البناء في المستوطنات، ولا للانسحاب من القدس، اضف الى اللاءات الاخرى والتشكيك بمكانة الرئيس محمود عباس وقدرته على تحقيق التسوية.
كما ان حكومة نتنياهو اعلنت رسميا عن "تشريع اربع بؤر استيطانية" عشية زيارة الوزير الاميركي. بالاضافة الى مواصلة عمليات البناء في المستعمرات الاسرائيلية، والاعتقال والهدم وتصعيد عمليات القتل للفلسطينيين ... إلخ مما أثار غضب السيد كيري، ودفعه لاستيضاح الامر من السفير الاسرائيلي في واشنطن عن دلالات السياسات الاسرائيلية؟
المراقب الموضوعي لجهود رئيس الدبلوماسية الاميركية، يصل الى استنتاج خلاصته، ان إسرائيل كما فعل لبيد في مقابلته المذكورة، ستتبع منطق المماطلة والتسويف والتضليل، من جهة ستقول نعم لخيار الدولتين، ومن جهة أخرى، ستقول لاءاتها المذكورة؟ وإن كان كيري وسيده القابع في البيت الابيض يملكان عصا موسى السحرية، عليهما ان يحدثا الاختراق المطلوب!؟
حكومة اقصى اليمين الاسرائيلي تلعب مع الولايات المتحدة واقطاب الرباعية الدولية لعبة الاستغماية. لانها ليست مستعدة لخيار التسوية. ولا تريد ان تدفع استحقاقات السلام. الامر الذي يفرض على الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والاتحاد الروسي والامم المتحدة والصين واليابان والهند والبرازيل والارجنتين وغيرها من الاقطاب والكتل الاممية الضغط على (اسرائيل) من خلال استخدام سلاح العقوبات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية والامنية والثقافية، لالزامها بتلك الاستحقاقات. ودون ذلك لن تجدي نفعا جهود الادارة الاميركية، وستذهب هباء منثورا مع ريح الاستيطان الاستعماري واللاءات المعروفة.
يعلم جون كيري جيدا، ان القيادات الفلسطينية والعربية لم تدخر جهدا من اجل تحفيز الطرف الاسرائيلي إلا وعملته. ومع ذلك وجدت آذانا إسرائيلية من طين وعجين، لأن القيادة الاسرائيلية لا تريد ان تسمع، ولا ان ترى سوى خيار تبديد عملية السلام، والتخندق في الاستيطان والتهويد ومصادرة الاراضي والترانسفير.
في ضوء ما تقدم، هل يملك وزير خارجية اميركا مفتاحا سريا لاختراق جدار الصمم الاسرائيلي؟ ام ان السيد كيري يعمل من حيث يدري او لا يدري على التساوق مع المنطق الاسرائيلي، منطق التسويف والمماطلة حتى تتمكن حكومة نتنياهو من فرض اجندتها ورؤيتها على ارض الواقع وتقتل التسوية السياسية وخيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967؟ وما هي حدود صبر واحتمال القيادة الفلسطينية ؟ وهل الشعب الفلسطيني سيبقى ينتظر الى ما شاء الله "مصباح علاء الدين" الاميركي؟
السياسة الواقعية الفلسطينية خدمت القيادة والشعب في فضح وتعرية إسرائيل. ولكن هذه السياسة تصطدم يوميا بانتهاكات وجرائم إسرائيلية في ظل صمت دولي وعربي معلن، يفقدها الابعاد الايجابية، التي ترجى منها. الامر الذي يفرض على القيادة الفلسطينية إبلاغ كيري موقفا لا لبس فيه، ولا ضبابية تغطيه، بانها لم تعد تحتمل سياسة الانتظار المجانية، لا سيما ان إسرائيل لم تعلن حتى اللحظة عن اي خطوة ولو صغيرة تشير الى رغبتها بتحرك عملية السلام، وبالتالي على الراعي الاميركي تحديد جدول زمني نهائي لتحركه، وبحيث لا يتجاوز منتصف الشهر القادم، وبعدها تكون القيادة الفلسطينية في حل من أي التزام بعدم التوجه للمنظمات الدولية والانضمام اليها، وخاصة لمحكمة الجنايات الدولية، وتصعيد شامل للمقاومة الشعبية واتخاذ سلسلة من الاجراءات المتوافقة معها عربيا واسلاميا ودوليا، فضلا عن الاندفاع بقوة نحو خيار المصالحة الوطنية، وإلزام حركة الانقلاب بها رغما عنها وتحت طائلة المسؤولية من خلال تغيير اساليب المخاطبة مع القيادات المتنفذة في الانقلاب الحمساوي، لان إعادة الاعتبار للوحدة الوطنية، تعتبر سلاحا مهما في مواجهة تحديات الاحتلال الاسرائيلي، والتقدم نحو الاهداف الوطنية وخاصة هدف الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
سطور على سَفَر
ج الحياة / عدلي صادق
عدت الى كتابة هذه السطور، من حفل تضامني مع فلسطين، سيُصار في ختامه الى تهنئة وزير الخارجية الهندي الجديد، سلمان خورشيد، وزير العدل الهندي السابق، بتسلم موقعه الجديد، كوزير للخارجية . فقد تأخر الوزير في الحضور، لشاغل طارئ ظهر بسبب زيارة مفاجئة لكرزاي رئيس أفغانستان. وبحضوره أسعفنا رب العالمين بكلمات لعلها هي التي أثارت الشجن في نفس الرجل، وربما ببركة الشيخ ياسين الأسطل الذي كان حاضراً. رميت شكواي من تطور العلاقات الهندية الإسرائيلية، في بطن الشكوى العامة من ممارسات الاحتلال وخاصة في القدس الشريف. قلت إن هؤلاء العنصريين الحاكمين في إسرائيل، يتعمدون تطوير علاقاتهم مع الهند، لكي يحققوا استفادتيْن هائلتين، واحدة اقتصادية والأخرى سياسية. ما يعنيني هو الاستفادة السياسية، لأن الشراكات الاقتصادية للهند، تتحدد وفق مصالحها. ففي السياسة يواجه المحتلون العنصريون الرافضون للتسوية السياسية، والذين ينازعوننا على ما تبقى من أرضنا، ويعتمدون كل أساليب الانتهاك التي يرفضها العالم، وبخاصة دول مجموعة "البريكس" التي تُعد الهند من أعمدتها؛ يريدون علاقات متطورة لهم مع هذا البلد المهم، لكي يقولوا ها نحن ذا نمتلك علاقات طبيعية مع أمة عظيمة، هي أم فلسفة السلام. وقلت مخاطباً الوزير المسلم، إنكم قطعاً تتنبهون لهذه المقاصد، لأنكم تعلمتم في مدرسة ابيكم خورشيد علم خان، الذي عمل وزيراً للخارجية مع إنديرا غاندي، وهي الأخت الأثيرة لشهيدنا وقائدنا الراحل ياسر عرفات. فأبوكم صال وجال في مؤتمرات دول عدم الانحياز، وكانت فلسطين في قلبه وعلى لسانه، كلما التقى زعماء الدول ووزراءها، وكلما ترأس مجلس الأمن أو الجمعية العمومية. وقاد الوالد دبلوماسية مساندة لقضية فلسطين، في مرحلة سعينا الى اعتراف العالم بشرعية نضالنا الوطني. وقلت غير هذا مما أثار الشجن في نفسه، ومن بين الإشارات، تذكيره بأن أول عمل سياسي له كشاب يافع، كان في موقع مقرب لفلسطين، وهو مدير مكتب إنديرا غاندي. بعدئذٍ، وقف الرجل الذي أبلغنا عند وصوله أن وقته ضيق، فألقى كلمة طويلة، حانية وعاطفية ومؤيدة بالمطلق، متوجهاً صوبي في معظم وقت الكلمة. فقد تحدث عن فلسطين باعتبارها قضيته، وشرح الموقف مؤكداً أن جوهر الموقف الهندي، الذي لن تتراجع عنه، ولن تتوقف عن الحديث فيه، ولا عن الدعم في سياقه؛ هو أننا مع حرية الشعب الفلسطيني واستقلاله وقيام دولته وعاصمتها القدس، علماً بأن الدبلوماسيات الدولية، تشهد تغييراً في عصرنا هذا، وأن الأمور باتت صعبة ولا يمكن أن نصحو من النوم، لنرى أمانينا قد تحققت. وقال إننا نعلم كل ما يجري في فلسطين ونحس بكل ما يمر في أوقاتكم ونتألم لآلامكم. وشدد على ضرورة الصمود والثبات، وقال إنني ومن قبلي والدي الذي ذكرته مشكوراً، لا نؤيد قضية فلسطين لأننا مسلمون وحسب، بل لأن فلسطين هي فلسطين، القضية الإنسانية، وقضية التحرر العادلة!.
في ختام كلمته الضافية الطويلة، شكرت الوزير باسم فلسطين وباسم جميع زملائي السفراء العرب، الذين أنابوني عنهم لتهنئتكم بانتقالكم الى عمل جديد كوزير للخارجية في الهند. إن أول ما نقدر فيكم، هو أنكم نشأتم في بيت يرى الفضيلة في الوطنية بمعناها الواسع، ويجعلها فوق كل شيء، دون أن تنتقص من هذه الوطنية، أية تفصيلات أخرى، تتعلق بالتعدد الديني والثقافي والعرقي في البلاد!
خرجنا من قاعة الفندق، ولم يتبق سوى ساعتين على سفر طويل، لأرتجل هذه السطور، استمراراً للوصال مع القارئ ومع الصحيفة!
تغريدة الصباح - خمس قصص قصيرة جداً
ج الحياة / محمود شقير
قميص
مطر في الخارج، والمدينة تنام على مضض، وأنا ألوذ بغرفتي، أمامي المدفأة وبالقرب مني كأس شاي وبين يديّ صحيفة. أقرأ ما فيها من أخبار عن القدس التي يلفها الحصار، ثم أتسلّى بمتابعة صفحة المناسبات، فلا يعجبني شيء. أضع الصحيفة جانباً، وأقرأ في كتاب جحا، الذي قال له رجل ذات يوم: سمعت من داركم صراخاً. قال جحا: سقط قميصي من فوق. قال الرجل: وإذا سقط من فوق. قال جحا: يا أحمق، لو كنت فيه كنت وقعت معه.
ابتسمتُ وقرأت شيئاً عن تاريخ المدينة، قرأت بعض قصص وأشعار، ثم نمت على مضض، ورأيت في المنام جحا ذاهباً إلى مقر الصحيفة، لكي ينشر إعلاناً، يهنئ نفسه فيه بالنجاة من موت كان في الانتظار.
أثاث منعوف
جاءوا في الصباح المبكر. ضجيجهم ملأ الآذان.
استيقظت الزوجة على ضرباتٍ بالأيدي وبالأقدام وبأعقاب البنادق على الباب. قال زوجها: وقعت الواقعة. استيقظت البنت مذعورة وركضت من ركن إلى آخر.
سارعت الزوجة إلى فتح الباب كيلا يكسروه. الباب من خشب سميك، منقوش عليه بالحفر البارز زخارف تتشكل منها سنابل قمح وشعير. دخلوا البيت مثل الثيران. رأت مجموعة من المستوطنين تحرسهم قوة من الجيش. الزوج تصدّى لهم بقبضة يده. ضربوه على وجهه وصدره، ثم ألقوا به على درجات البيت.
صاحت فيهم، واشتبكت معهم. ضغطت بأصابع يدها على عنق أحدهم. أبعدها بركلة من قدمه خسفت بطنها. سقطت على البلاط وفقدت وعيها، وحينما استفاقت وجدت نفسها خارج البيت. والبنت ظلت متشبثة بأمها.
الزوج وزوجته وابنته الآن في خيمة على سطح بيت الجيران. وأثاث البيت منعوف على السطح وعلى الدرج وفي غير مكان.
رجل
إنه اليوم الثالث والوقت مساء. ينام هو وزوجته وابنته في خيمة على سطح الجيران. يقشعرّ بدنه وهو يرى أثاث بيته مكوّماً في العراء. يرى بيته الذي لم يعد قادراً على الدخول إليه وعلى الخروج منه وقتما يشاء.
ينظر للمرة الأخيرة نحو شبابيك البيت، شبابيك عالية لم يتوقع يوماً أن تُذلَّ وأن تهان. يشعر بصعقة مباغتة في صدره. يرتمي على الأرض. يترك خلفه زوجته وابنته وابنين في سجن الأعداء. يترك بيته وكل ما حوله من بيوت، والقدس التي ولد فيها وها هو فيها يموت.
ذكريات
بعد شهرين من إقامتها في خيمة على سطح الجيران، تنتقل للعيش في بيت الأهل مع أمها وأختها. جاءت إليها وهي على السطح محطات تلفزة، جاء صحافيون محليون وأجانب وصحافيات. ظهرت صورها على الشاشات. تحدثت عن الظلم الذي لا مثيل له. نُشرت في الصحف بلغات عدة تقارير عن البيت الذي تم إخلاؤه، وسكنه مستوطنون محميون بطغيان الأسطورة وبقوة الطغيان.
هي الآن تعيش مع ابنتها الصبية في بيت أهلها. وتقول بإصرار وثبات إنها تعيش هنا بشكل مؤقت، ولن تنسى بيتها الذي كونت فيه أسرتها وتركت هناك أحلى ذكريات.
نداء
يقترب الأولاد من الجندي الواقف أمام مدخل البيت. والبيت محاط بأسلاك، والجندي واقف هناك وهو على أهبة الاستعداد، والمستوطن الذي استولى على البيت يظل من الشباك ولا يروقه مشهد الأولاد. زوجته بعد لحظات تقف إلى جواره وتطل من الشباك، والأولاد لا يغادرون المكان، وهم يصغون الآن إلى صوت ما.
يقول الأول: أسمع صوت نداء.
يقول الثاني: إنه البيت ينادينا.
يقول الثالث: إنه يستعجل الخلاص.
يتأهبون لدخول البيت والجندي يطلق الرصاص.