اقلام واراء حماس 335
14/5/2013
قراءة في (سورة) الأسرى!
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، محمد سعيد العسلي
وسام على صدر الشيخ
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د.ديمة طارق طهبوب
القدس امرأة وثلاثة عشاق
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. فايز أبو شمالة
أو من قلة نحن اليوم أيها الأردنيون؟
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، لجين أحمد
إلى من ربّاني وعلّمني .. إلى القرضاوي
الرسالة نت ،،، أحمد أبو العمرين
تحرير القرار الوطني
فلسطين أون لاين ،،، أ.د. يوسف رزقة
قراءة في (سورة) الأسرى!
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، محمد سعيد العسلي
لم يعد يأبه دهاقنة حقوق الإنسان وأساطين السلام في العالم، -الذين ملأوا الدنيا ضجيجاً أعقاب أسر المقاومة الفلسطينية للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في يونيو 2006-، بالوضع غير الإنساني لآلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، تخوض كوكبة منهم إضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجاً على القوانين التعسفية، والإجراءات المخالفة للقانون الدولي الإنساني، ورفضاً لإعادة اعتقال الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار، وتنديداً بخرق سلطة الاحتلال لالتزاماتها بوقف سياستي العزل الانفرادي والاعتقال الإداري، حسب اتفاق "إضراب الكرامة" والذي استمر قرابة الشهر من الزمن.
وعلى الرغم مما تمثله تلك السجون من حالة صارخة على اغتصاب الإنسانية على مرأى ومسمع من أدعيائها، مِن إقدام على اعتقال وزراء ونواب في المجلس التشريعي الفلسطيني، إلى تضييق جائر في حق أهالي المعتقلين بزيارة ذويهم، ثم إلى اقتحام غرف الأسرى ليلاً والتحقيق معهم، ثم التعدي عليهم بالضرب والتعذيب، لترتفع حصيلة شهداء الحركة الأسيرة في آخر 30 عاماً داخل السجون إلى 200 أسير كان آخرهم قبل شهر تقريباً الأسير عرفات جرادات، وميسرة أبو حمدية أخيراً، وبرغم كل ما تمثله تلك السجون التي تضم 4500 أسير فلسطيني موزعين على 27 سجناً فقط، منهم 1200 أسير في حالة مرضية مزمنة، و180 طفلاً دون السادسة عشر من عمرهم، ناهيك عن وجود 13 أسيرة فلسطينية، و200 معتقلٍ إداري، واثنين في العزل الانفرادي، رغم كل هذا وذاك، إلا أنه لم يلقَ إلا تغاضياً دولياً، واستمراءً عربياً، وتقصيراً رسمياً فلسطينياً.
ففي حين نجح الموقف الشعبي الفلسطيني –على تواضعه- في تحريك دماء الحراك الشعبي الخارجي -ولو قليلاً- والذي تمثل في حالات احتجاج، وتظاهرات عربية ودولية هنا وهناك، في حين لم تزل السلطة الفلسطينية تشرب نخب الاحتفال التاريخي على شرف الانضمام للأمم المتحدة بصفة عضو –غير مراقب- وهو ما يتيح لها بالمناسبة اللجوء للمؤسسات الأممية والمحافل الدولية قضائياً في فضح تجاوزات الاحتلال في قضية الأسرى، إلا أن الرئيس الفلسطيني أكد مراراً أنه لا ينوي مقاضاة الكيان الإسرائيلي لدى محكمة الجنايات الدولية بخصوص الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين، وهو ما يمنع الاحتلال من التورع في ارتكاب مزيد من الجرائم الإنسانية ضد الفلسطينيين.
وخلافاً لقرار خوض معركة الأمعاء الخاوية، الذي جاء سريعاً وحاسماً رداً على قرار الاعتقال، اشتدت طلَقات المخاض في تقدير المصلحة الوطنية في قبول الأسرى بإطلاق سراحهم بشرط الإبعاد، وهو ما كنتُ أتمنى أن يقبله العيساوي تأسياً بسابقيه هناء شلبي وأيمن شراونة قبل إصدار قرار الإفراج عنه، فالإبعاد –على بشاعته وتجريمنا له- لن يكون أسوأ من أن يقبل العيساوي آنذاك الاختناق ثم الموت في عنق زجاجة الحسابات والتقدير، وهو ما يستلزم منّا أن نراجع أدواتنا وطرائق معالجتنا وفاعليتها في إدارة صراعنا مع المحتل الإسرائيلي.
وعلى الرغم من قناعتي بضرورة قبول (الإبعاد) إذا تعلّق بالبقاء على قيد الحياة، إلا أن حالة سامر ابن قرية العيسوية شمال شرقي القدس، تمثل استثناءً خاصاً لا يتعلق برفضه الإبعادَ عموماً، بقدر ما يمثله من رفض للسياسة العنصرية الإسرائيلية، في تفريغ القدس من أصحابها الفلسطينيين ولو كلفه ذلك حياته.
وسام على صدر الشيخ
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د.ديمة طارق طهبوب
في الوقت الذي تصاعدت فيه الاعتداءات على المسجد الأقصى بشكل غير مسبوق من قطعان المستوطين، واحتفالات الكيان الصهيوني بما يسمى «توحيد شطري عاصمة الكيان»، وفي الوقت الذي بلغ العرب مستوى غير مسبوق في التفريط في قبول التعديلات على المبادرة العربية وتبادل الأراضي مع دولة الاحتلال، كنا نتوقع أن يكون للأردن الوصي الرسمي على أوقاف القدس موقف مشرف، ولو رمزي يتعدى التصريحات الجوفاء بالتنديد والإدانة، والتمثيلات المسرحية النيابية بالمطالبة بطرد السفير في الوقت الذي يعلم فيه الشعب علم اليقين، أن حل البرلمان مرة أخرى أسهل من أن يتزحزح السفير عن أرضنا قيد أنملة!
مقلوبة هي الموازين في بلادنا في السياسة، وفي كل شيء، ففي الوقت الذي يجب أن نقرب فيه كل من يحمل لواء الدفاع عن المقدسات نبعده ونعتبره شخصية غير مرغوب فيها، كما حصل مع الشيخ رائد فتحي وهو من قيادات الحركة الاسلامية في فلسطين، ومن قبله شيخ الأقصى رائد صلاح غير مرة الذي كان مدعوا للمشاركة في مؤتمر بعنوان راجعين، والذي تقيمه النقابات المهنية في ذكرة النكبة؛ بهدف تغيير مفاهيم الهزيمة والانكسار واحياء مفاهيم الصمود والعودة.
نبعد الذين يحملون هم القدس والمسجد الأقصى في الوقت الذي يجب أن نقربهم ونتواصل معهم لتوحيد الجهود لحماية المقدسات، لو كنا حقاً نستحق أياً من المنازل التي نزهو بها من هاشمية وانتساب للرسول ووصاية وقربى وتاريخ ومصير مشترك.
لا نكاد نختلف عن العدو في شيء في تعاملنا مع علماء فلسطين والقدس والمرابطين، فالعدو يعاقبهم بإبعادهم عن القدس والمسجد الأقصى ومنعهم من الدخول إليه، ونحن نعاقبهم بمنعهم من إيصال صوت ومعاناة الأقصى لشعوبنا العربية والإسلامية فنكون في النتيجة والمؤامرة سواء مع عدونا، وكأننا نغطي على جرائمهم، فلا عين ترى ولا قلب يحزن!
شخصية غير مرغوب فيها أو persona non grata هي مصطلح سياسي يستخدم لوصف شخصيات سياسية تختلف مع سياسة البلد الذي تزوره او تقيم فيه، و لذا يمكن منعها من الدخول أو ترحيلها بهذه الحجة، فهل الشيخ رائد فتحي الاستاذ والباحث المقدسي شخصية سياسية؟ وهل يختلف الأردن معه في مطالبته وعمله لحماية المسجد الأقصى، أم أن هناك الأكمة ما وراءها من سياسات حكومية أردنية، تظهر بمظهر الحمل الذي يدافع ويتباكى وما دون ذلك يطبق المؤامرة الدولية برعاية أمريكية على الأقصى والمقدسات؟
أما الشيخ رائد فتحي فهنيئا لك هذا الوسام الجديد وهذه الشهادة، فعندما يفترق العلم عن السلطان فهذا يعني أن العلماء على خير؛ لأن أغلب السلاطين على ضلال، فركاب العلماء والسلاطين لم تسر سويا منذ أن أصبح الحكم عضودا، ومنذ أن قتل السلاطين كل من يقول أمامهم كلمة حق أو ضيقوا على من يدافع عنها.
ولكنك يا شيخ تعلم وقد طوفت في عالمنا العربي، أن الشعوب ليست دائما على دين حكامها، وأن في نفوسها بقية باقية من خير، وان كانت حدود السياسة قد أبعدتك عنا فقد دخلت حدود القلوب، واستوطن كلامك سويداءها منذ أن حملت هم الأمة، وقمت بما قصرنا به في حق القدس والمسجد الأقصى.
وهذا لا يعني أن جرحك وجرحنا ليس كبيرا بمنعك من الدخول، فكلما كان قدر البلاد وأهلها في النفوس كان الأذى منها أشد مضاضة، فهذا الأردن وأهله تاريخهم ليس بمنكر ولا مجهول لنعرف به، وقد كانوا سباقين الى نصرة فلسطين، ولكنها شرذمة تستولي على مقاليد الأمور فتشوه الماضي والحاضر، وتنقلب على العهود والمواثيق التي كتبها شهداء الأردن بدمائهم التي جرت على أرض فلسطين.
ما بين أن يكون الأردن كنفا يحتضن ويؤوي ويدافع عن القدس والأقصى، وأن يكون كفنا يتستر على الجريمة ويخفي الضحية ويطلق الرصاصة الأخيرة على مشاريع الصمود وأهل الصمود ليس تلاعبا بالحروف وقلبا لها، ولكن تلاعبا بذاكرة الأمة، وتفريطا في حقها المقدس، وسيستيقظ النائمون في يوم ما و لو طال الرقود هكذا سنة التاريخ، وعندها سيكون الأخذ أليماً لكل من فرط وخان وساوم.
القدس امرأة وثلاثة عشاق
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. فايز أبو شمالة
هي مدينة القدس؛ امرأة وثلاث عشاق، الأول يعشقها سراً وعلى استحياء، والثاني يعشقها جهراً وأمام وسائل الإعلام فقط، أما الثالث؛ فقد شغفه حبها، فجرد سلاحه واستعد، وحماها بدمه، وتوسع فيها بماله وأكاذيبه، وذاب فيها وجداً وعبادة وتدفق في شوارعها نبضاً !.
لقد استحوذ اليهود على المدينة المقدسة بالقوة واللين، وتركوا ما ظل من أطرافها للسلطة الفلسطينية والمملكة الأردنية الهاشمية، لقد تمسك اليهود بالوجود والنفوذ وبالسطوة والسلطة في القدس، وتركوا البواقي للأردن والفلسطينيين، يتفاهمان بشأنه، يتوحدان، يتناقشان، يلتقيان، ويوقعان الاتفاقيات، ويتقاسمان المسئولية، فطالما كان صلب القدس وأصلها ممسوكاً بقبضة اليهود القوية، فلا يهمهم كثيراً اسم الجهة التي ستقوم بمسح حذاء المدينة المقدسة.
عشية ذكرى نكبة مايو 1948، تؤكد كل التقارير أن القدس لم تعد عربية، ولا هي إسلامية، والقدس يا أيها الفلسطينيون والأردنيون لا هي فلسطينية ولا هي أردنية، القدس يا أمة لا إله ألا الله قد صارت يهودية، بموافقة أردنية فلسطينية وتحت الرعاية الأمريكية، ومن لا يصدق فيكفي أن يعرف أن في القدس ثمانمائة ألف يهودي، أي ما يعادل 65% من سكان المدينة، يستولون على معظم الأراضي، بحيث لم يبق للعرب إلا 13% فقط من أرض القدس!
ومن لا يصدق، ليقرأ الاتفاق الذي رددته الاذاعة العبرية، والذي يقول: توصلت إسرائيل إلى اتفاق مع الاردن والسلطة الفلسطينية بوساطة امريكية؛ ينص على شطب مشاريع قرارات تدين إسرائيل بسبب نشاطاتها في المناطق، وما وُصف بمحوها الطابع العربي للقد. مقابل أن توافق إسرائيل على السماح لوفد خبراء عن اليونسكو بالقيام بجولة تفقدية في عدة مواقع اثرية في البلدة القديمة من القدس.
وليستمع من لا يزال يعاند الواقع إلى رياض المالكي، الذي يرى في الاتفاق نصراً فلسطينياً في منظمة 'اليونسكو'، ويقول: النصر هو انتزاع تعهد إسرائيلي مُلزم باستقبال بعثة خُبراء دوليين من عدة مرجعيات دولية، لزيارة القدس المحتلة، ومعاينة الأوضاع في الميدان، ورفع تقرير للمديرة العامة لمنظمة 'اليونسكو' فور انتهاء الزيارة!.
ما أحلى هذا النصر الفلسطيني! إنه لذيذ الطعم، لذلك طالبت السلطة الفلسطينية بأن يحتفل العرب بالنصر السياسي والدبلوماسي الفلسطيني، وأن يفرحوا بالهزيمة الإسرائيلية النكراء التي تضيفها الدبلوماسية الفلسطينية على سجل الهزائم الإسرائيلية المتراكمة.
افرحي يا قدس، يا مدينة مغتصبة، افرحي، فقد انتصرنا في الأمم المتحدة، وانهزمت إسرائيل، ولا يهمنا بعد ذلك ما يجري على الأرض من تهويد جامح فاضح، وليأخذ اليهود الأرض، ليسيطروا على كل شيء، فيكفينا أننا نحقق الانتصارات، ويكفي الشعب الفلسطيني برود أعصابه، وصبره، وانتظاره انتصارات دبلوماسية أخرى؛ تضمن لمن ظل على قيد الحياة من الفلسطينيين أن يصلي العشاء الأخير على رمال الصحراء الكبرى أو في جزر القمر.
أو من قلة نحن اليوم أيها الأردنيون؟
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، لجين أحمد
فيما مضى من وقت، توالت النكبات والنكسات التي عاشتها الجماهير العربية، وأبرزها خيبة البعد عن الذات، وبلغ أثر هذه الخيبات تدني الهمة في التفاعل مع القضايا المفصلية والمصيرية، ورغم الثورات العربية والتي هي في الحقيقة مواجهة لما تم تصديره من زمن الخيبات والفشل، الا ان هناك شريحة كبيرة في الشعوب العربية ما زالت تقيم في اللامبالاة، وتهيمن عليها مقولة أنج سعد هلك سعيد، وما من ناج في هذا البعد عن القضايا المصيرية.
من نافلة القول أن القوى الحية في المجتمعات العربية من المغرب إلى المشرق ضبطت بوصلتها تجاه القضية الفلسطينية لفترة غير قليلة، إلا أن علاقتها بالأنظمة وعلاقتها فيما بينها، جعلها تخوض معارك كانت فيها تطارد أشباحا من زقاق إلى زقاق ومن قرية إلى سهل، كثير من التضحية وقليل من الإنجاز، تضحية أقعدتها فيما بعد عن العطاء والاستمرار، اضف إلى ذلك الخوف من فشل أي تحرك مستقبلي باتجاه أي قضية وطنية، فأصبح الكيان الصهيوني في الوعي العام الكيان الذي لا يقهر.
تغير الحال بعد الانتصارات التي حققتها المقاومة الفلسطينية واندحر الجيش الذي لا يقهر، نعم تجبر المحتل على فلسطين وشعبها وهزت الأمة مجازره بحقها خلال سنوات مضت وبينما كانت القنابل تنزل على أجساد بني شعبي كانت تنزل نارا على أجساد بني أمتي, فكثرت أوراق الضغط الصهيوني على كل واحد فينا حتى تحرك بضع من شباب الأردن رافعين راية الجهاد والمقاومة ملتحمين جسدا وروحا مع القضية الفلسطينية.
من حسن حظ فلسطين والأردن أن معظم من لبى نداء الواجب من الأردن كانو أسماء لامعة هزت الكيان، وكم واحد منا قفز وتطاير فرحا مع كل سقف باص طار دون أن نعلم حقيقة الرجال خلفه؟
لم يكن هؤلاء النشامى مجرد عابري سبيل في تاريخ المقاومة بل حفروا أسماءهم بأحرف من ذهب, وبالرغم من كل ذلك لم يظفروا بوقفة حقيقية من شعبهم في الأردن عرفانا بعظيم صنيعهم.
زرع النظام حالة من الخوف لدى الكثيرين، أو الكثيرون زرعوه بداخلهم تقاعسا وتبريرا لسلبيتهم حتى بات التضامن مع الأسير هاجسا أمنيا يؤرق الكثيرين رغم أن أحدا من المتضامنين في قضية الأسرى لم يتعرض للمساءلة حتى لحظة كتابتي هذا المقال.
تناسى السلبيون أن عبدالله وهاني ومنير ورأفت وغيرهم جاهدوا في سبيل الله لأجلهم ولأجل الأردن لأنهم عرفوا أن حدود الكيان ليست نهر الأردن بل من النيل إلى الفرات,إذا فقد نابوا عن الأمة عموما والشعب الأردني على وجه الخصوص في جهادهم.
إلا ان التفاعل الشعبي لم يرق لعظيم تضحياتهم ولم يهرع الجميع لذوي الأسرى في شدتهم وما يمرون به منذ لحظة اعتقال أبنائهم حتى يومنا هذا وقد تعدى اضراب الأسرى الأردنيين الأسبوع.
تحولت حياة الكثيرين لاهتمام بمأكلهم ومشربهم متانسين جدوى وحقيقة تواجدهم في هذه الدنيا فتحجرت قلوبهم واستخفوا بمن يقف مع أم الأسير على أرصفة دوائر النظام وهي تستصرخ الدنيا ان انصروا ابني!
تناسى هؤلاء القيمة المعنوية لأن يقف مع عائلة الأسير في محنتها وأن الوقوف معهم هو من صلب العقيدة وما أروع أن يصل للأسير في زنازنته أن هناك بقية من شعب متمسك بكرامته يقف مع اهله في أفراحهم وأتراحهم ويشد من أزرهم. فعائلة الأسير هي عائلتي وعائلة كل مسلم موحد بالله, هذه هي القاعدة الصحيحة ومادون ذلك إنكار وجحود لعظيم فعل الأسير.
الاهتمام بعائلة الاسير واجب ديني ووطني وإنساني، ومن خلف غازيا في أهله فقد غزا.
إلى من ربّاني وعلّمني .. إلى القرضاوي
الرسالة نت ،،، أحمد أبو العمرين
من أرض الرباط، الأرضِ المباركة، أرضِ فلسطينَ الصمودِ والإباء .. أكتب هذه الكلمات الخجلى إلى من ربّاني وعلمني، بل إلى من ربّى الملايينَ وعلّمها .. إلى أستاذ الأمة وشعلة الهمة ومُعلّم العلماء وموجّه الأجيال ومُنظّر التغيير والإصلاح .. إلى شيخي وأستاذي ووالدي فضيلة الدكتور/ يوسف القرضاوي.
فلَكَم تاقت النفسُ للقياك والاجتماع بك والنهْل من علمك وفقهك، وقد منّ الله عليّ بغيضٍ من ذلك في فترة الفتوة، حيث كنتُ ممن تفتّحت عيناه على صورة ذلك العالِم البهيّ الذي يأسر الألباب في شاشة التلفزة القطرية وعلى منبر مسجد أبي بكرٍ الصديق ثم عمر بن الخطاب بالدوحة مُشعًّا بعلمه وفقهه إلى الجيل الصاعد.. إلى الأمة التائهة، إلى العالم أجمع .. وتتلمذتُ على مناهج العلوم الشرعية في المدارس القطرية والتي كان له بصماته ولمساته في إعدادها وتوجيهها لبناء جيلٍ إسلاميّ الهوية والمنهج .. يعرف بوصلته إلى نهضة أمته ورفعة دينه ووطنه.
حتى إذا تفتّح العقلُ ونضج، وبلغ الجسدُ أشده ، كان النهْل من كتبك وسلاسلك الفريدة في شتى صنوف العلم والفكر الإسلامي الثاقب الذي بنى جيلاً بل أمةً تحمل لواء الإسلام فكرًا ومنهجاً، ومشروع حياةٍ لإعادة مجد الإسلام وقوته، وريادة المسلمين وتمكينهم.
لكن المولى لم يُنعم عليّ بدوام جوارك وقربك في الدوحة، وأراد لي كما الكثيرين أن أعود إلى وطني.. الأرض المباركة، أرضِ فلسطين الحبيبة قبيل انتفاضة الأقصى العظيمة متسلحًا بالعلم الذي تلقيتُه من شيخنا، ومتدرعًّا بالتربية العميقة التي أسداها لنا مُربّينا على مدار سنوات الطفولة والشباب، ومتزنّرًا بالروح الدعوية وبالفكر الإسلامي والفقه الوسطي الذي يحمل، والذي لا يعرف الإفراط أو التفريط، ولا يعرف الغلوّ أو التقصير، وحسبي كما غيري من الملايين في شتى أصقاع الأرض.. أننا نعيش معه من خلال كتبك ومؤلفاتك، وبرامجك وخطبك، ومواقفك الحيّة المُلهِمة، حتى غدوتَ لنا نبراساً في دعوتنا وسلوةً لنا في خلوتنا وبلسماً يداوي لوعة فراقك وبُعدك عنا، وفوق ذلك عشتُ مع مذكراتك التي تنوف على أربعة أجزاء أقرأها مراراً لأعيش حياة ذلك العظيم من عظماء الأمة وبقية السلف الصالح -أمدّ الله في عمره- والتي كعادة كتبه ومؤلفاته كانت تزخر بالحِكم الجليلة والفوائد العلمية الضافية، فضلاً عن المواقف التي تصنع التاريخ والتجارب النافعة لكل رجلٍ وصانعٍ للحياة.
ثم كانت انتفاضة الأقصى، نجوب فيها طرقات غزة وفيافيها رجالاً نحمل أكُفَّنا على أروحنا، نواجه أعتى أعداء البشرية عدواناً وظلماً، ونصنع البطولات.. بعد أن صنعتَ فينا أبطلاً لا نهاب الظلم ولا نهاب المنون.. ثم كانت حربُ الفرقان، التي كانت لنا فرقاناً بحق بين مرحلةٍ ومرحلةٍ أخرى فاصلة.. يكون فيها التحرير والتمكين بإذن الله، وعلمك لم يزل سلاحنا، وروحك التي بثثت فينا لم تزل وقود قوتنا وهِمّتنا بعون الله.
ومن وسط المعمعات، ومن أرض البطولات.. اسمح لي أيها الشيخ الجليل، أن أعلن بكل الفخر والاعتزاز.. أن عِلمك أثمر رجالاً، وأن تربيتك أينعت أبطالاً يقارعون المحتل الغاصب، ويوطّئون الطريقَ لجحافل المسلمين المحرِّرة لفلسطين بإذن الله، بل قل أن الجيل الذي بَنيتْ وأن الرجال الذين صنعتَ بعلمك وفقهك وفكرك ورؤيتك للحياة ونظرتك للصراع.. يوطّئ لمثلك إماماً يؤم المسلمين في المسجد الأقصى المبارك، ومرشداً للأمة أجمع يُنير لها طريق العزّة والتمكين.
إنني إذ أكتب اليوم لشيخ الأمة ومعلّم الجيل، فإنه جهد المقلّ وها نحن نلقى شيخنا على أرضنا .. ونطمع أن نرافقه إماماً جامعًا ومرشداً موجّهاً لملايين المسلمين وقد زحفت للصلاة بالمسجد الأقصى مُتوّجًا بذلك عمره الحافل ومسيرة علمه وعطائه، قبل أن يُنعم عليه المولى وعلينا بالشهادة في سبيله كما تمنى ونتمنى، فإنها خير ما يلقى به العبدُ مولاه.
وإننا إذا نترقب هذه الساعة، لنُطمئن شيخنا أننا نكفيك بإذن الله الجهد والجهاد لتحقيق هذه الساعة التي دنت بإذن الله قريبةً عاجلة.
تحرير القرار الوطني
فلسطين أون لاين ،،، أ.د. يوسف رزقة
تحرير القرار الوطني هو أهم ما يزعج القوى الخارجية ذات النفوذ الهائل في المنطقة من ثورات الربيع العربي، ولا سيما في مصر رائدة الأمة العربية. منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى تاريخه والقرار العربي الوطني في جيب الدول الأجنبية، صاحبة النفوذ والمصالح في الدولة القطرية العربية.
لم تتمكن الزعامات العربية اليسارية والليبرالية والعائلية التي حكمت في تلك الحقبة الطويلة الممتدة من تحرير قرارها الوطني من قبضة الدول الخارجية الأكثر تقدماً، والأكثر نفوذاً، وصار القرار تباعاً لواشنطن، أو موسكو، أو أوروبا.
التخلف العسكري والاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وحتى الثقافي والرياضي الذي تعاني منه الأقطار العربية قاطبة هو نتاج مباشر لتبعية القرار العربي للخارج، وارتهان التقدم والتنمية لنفوذ الأجنبي.
إن تحرير القرار الوطني من أوزار مائة سنة من التبعية ليست مسألة سهلة وهينة، ولا يمكن أن تتحقق بالوعظ والإرشاد، ولا بقرار تشريعي من البرلمان، ولا بمعارك عنترية في الإعلام، لأن تحرير القرار الوطني يحتاج إلى تحرير الإنسان العربي أولاً، وتحرير الاقتصاد، وتحرير الثقافة، وتحرير الإعلام، فعندما نحرر أنفسنا، ونحرر طعامنا وشرابنا، ونحرر ثقافتنا وإعلامنا نستطيع أن نحرر قرارنا السياسي، ونحرر وطننا.
تحرير القرار الوطني من التبعية يقتضي إستراتيجية تحرير شاملة، ويقتضي خططاً وبرامج قابلة للتنفيذ، ويقتضي تطهير الشخصية الوطنية من لوثة الولاء للخارج، ومن إغراءات التمويل الخارجي. التمويل الخارجي بات ينفذ إلى المؤسسات، وإلى الجمعيات وإلى الأفراد أيضاً، ولم يعد الخارج في حاجة إلى التجسس أو إلى الاستخبارات. فما يريد أن يعرفه عن الوطن يصل إليه كاملاً من خلال مؤسسات وطنية تتلقى دعماً مالياً منه.
تحرير القرار الوطني في حاجة إلى التعرف على قنوات التمويل الخارجي، ومعرفة أسباب هذا السخاء في العطاء، ومعرفة كيف تنفق الأموال الخضراء، ومن المستفيد منها، وما علاوة ذلك بدوائر الاستخبارات الأجنبية.
تحرير القرار هو الثورة الحقيقية، حين تسقط الثورة الحاكم المستبد تكون قد صنعت خطوة أولى في طريق الحرية، وحين تتمكن من تحرير القرار الوطني على وجه الحقيقة والسيادة، لا على وجه الادعاء تكون قد وصلت إلى الخطوة الأخيرة في سلم نجاح الثورة وفي الحرية، وهذا هو ما يزعج القوى الأجنبية المتربصة بالثورات والتي تمول الثورات المضادة في مصر وفي غيرها لاستبقاء نفوذها ولاستبقاء القرار الوطني تبعاً لها.
