اقلام واراء حماس 340
20/5/2013
مختارات من اعلام حماس
اتهامات باطلة
المركز الفلسطيني للإعلام ،،،، د. أيمن أبو ناهية
لاجئون محرومون
فلسطين الآن ،،الرسالة نت ،، صابر أبو الكاس
فوضى بلا ضمير
فلسطين الآن ،،، يوسف رزقة
إغلاق معبر رفح وكأن شيئا لم يكن
الرسالة نت ،،، إبراهيم المدهون
في أصول الانتقاد
الرسالة نت ،،، طاهر النونو
الولايات المتحدة وإستراتيجية إجهاض ثورات الربيع العربي
فلسطين أون لاين ،،، عمر قاروط
اتهامات باطلة
المركز الفلسطيني للإعلام ،،،، د. أيمن أبو ناهية
من العيب أن نسمع من شخصيات أمثال الخبير الاستراتيجي المصري حمدي بخيت في مداخلة هاتفية على فضائية الجزيرة مباشر (الجمعة) تتهم حركة المقاومة الإسلامية – حماس باختطاف 7 جنود مصريين في سيناء، لتوريط مصر في مواجهة مع (إسرائيل)، فهل تأكد الخبير من صحة أخباره، وهل سبق وأن تورطت حماس بمثل هذه الأعمال الشنيعة، كي يتهمها بهذه التهمة الكاذبة؟ لا أعتقد أن حماس ستقدم على مثل هذه الأعمال وما الدافع من ورائها؟ وهل يوجد أهداف تريد تحقيقها الحركة من مثل هذه الجريمة النكراء؟ ألم تصرح الحركة بتأكيد براءتها من أي أعمال تمس أمن وسلامة مصر وشعبها؟ فهي أبدت استعداداً كبيراً في ضبط الحدود والأنفاق بغية محاصرة الجناة، بعدما تأكد أن الجناة هم من قبائل بدو سيناء لا علاقة لحماس ولا للشعب الفلسطيني بهم إطلاقاً.
لذا أستهجن ما يقوله الخبير من أكاذيب على الشعب الفلسطيني، خاصة قطاع غزة وبالذات على حركة حماس، باتهام الحركة بضلوعها المباشر في أحداث مصر الداخلية، وكأن الشعب الفلسطيني ليس لديه هموم ومشاكل، ليتدخل في الشؤون المصرية وغير المصرية، إذ إن ما لديه من هموم ومشاكل كفيلة بجعله لا ينظر خارج نطاق دائرة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي بما يخص اللاجئين وما يحاك ضدهم في البلاد العربية من مؤامرات، وقضية تهويد القدس والأقصى، والأسرى في سجون الاحتلال، والاعتقالات والحصار والدمار الذي أحدثته الحروب الإسرائيلية في قطاع غزة، ناهيك عن مشاكله الداخلية من انقسام وتبعاته وفقر وبطالة، ويضيق بنا المقام في ذكرها فالقائمة طويلة.
إن كل ما يحاك ويدبر لحركة المقاومة الإسلامية – حماس من اتهامات وتلفيقات، هي بريئة منها لأن الحركة قد سبق لها وأن أعلنت أنها لم ولن تزج نفسها في أي عراك عربي وترفض المساس بأي أمن عربي، بل ترفض أي تدخل من أي طرف فلسطيني بالذات في الشؤون العربية الداخلية، فكيف ستجيزه على نفسها؟!
إن حركة حماس تعتبر أمن مصر خطا أحمر لا تسمح لأحد المساس به، لأنه مرتبط بأمن فلسطين، وأن أمن سيناء من أمن غزة، فلا يعقل أن "نطرف أعيننا بأصابعنا" أو أن نهدم أمن المنطقة المحاذية لنا، إذ هي المتنفس الوحيد لنا على العالم الخارجي، لذا تحرص حماس كل الحرص على استتباب الأمن في منطقة سيناء لضمان أمننا وتأمين غذائنا الذي لطالما حرمنا منه بسبب الحصار الإسرائيلي.
إن نظرية تعدي حماس على أمن وأملاك المصريين هي من النظريات المشوبة بالكذب والبطلان، فقد اتهم الفلسطينيون من قبل بالاعتداء على الكنيسة، وأحداث سيناء، والمشاركة في الثورة المصرية ضد النظام السابق، وقتل جنود مصريين، أو إطلاق صواريخ من الأراضي المصرية تجاه الاحتلال، وكانت كلها أكاذيب ملفقة من وزير الداخلية الأسبق (حبيب العادلي) ولا ننسى الإعلام المسموم الموالي للنظام السابق الذي لا يزال يقود الدفة نحو الباطل، لكن تم التأكد من عدم صحة هذه الأقاويل والإشاعات التي تهدف لضرب العلاقة بين الشعبين الشقيقين.
أعتقد أن نشر الفوضى وإثارة القلاقل في مصر ما هي إلا من صناعة النظام السابق الذي لازال متغلغلا في الأماكن الحساسة في الدولة، ويوجه بآلة ريبورت خارجية، تهدف إلى تدمير الثورة بل الجمهورية، إلى أبد الآبدين، حتى لا تقوم لها قائمة، ولا تستطيع السير إلى الأمام، وهم يدركون بأن مصر هي قلب العرب النابض وقوتهم، وتدميرها يعني تدمير الأمة العربية بأكملها.
وإن إثارة الفوضى في مصر ما هي إلا فتح طريق مباشر لأمريكا و(إسرائيل) للتدخل في شؤونها الداخلية وضرب الثورات العربية في العمق بقربها من قطاع غزة وليبيا وتونس والسودان وبالتالي سيطرتها على الممرات المائية والبرية وبذلك تقع المنطقة برمتها في أيديهم ليستولوا على خيراتها ومواردها وبترولها. فلا تستغرب من القول إن يد الولايات المتحدة و(إسرائيل) ممدودة في العمق العربي, وهنا ثمة مجموعة من الحقائق تجعلنا نتوقف قليلاً عندها: أن كلاهما أبداً لن يرضى بدور المتفرج في المنطقة، خاصة عندما تصبح اتفاقية السلام "كامب ديفيد" مهمشة بل مجمدة والعلاقات بمصر منقطعة تماماً، وأن عدم الاستقرار لمصر وبقاء الوضع على حالة الترهل يصب في مصلحتيهما، كي يكون لهما موضع قدم وبسط نفوذهما هناك وسيظل مثال التدخل في الصومال وجنوب السودان ودارفور حاضراً في العقلية الأمريكية الإسرائيلية.
لاجئون محرومون
فلسطين الآن ،،الرسالة نت ،، صابر أبو الكاس
كتب الله لي أن أزور لبنان العام الماضي وأتجوّل في بعض مخيمات اللاجئين الفلسطينيين هناك وبينما كنت متجها لمدينة صيدا الساحلية وإذ بي أرى منازل كثيرة ملتصقة ببعضها البعض يحوطها من كافة الجوانب أسوار تعتليها أسلاك شائكة وهناك بوابة كبيرة تصطف بجانبها مدرّعة للجيش اللبناني وعدد من أفراد الأمن، حينها وللوهلة الأولى ظننت أنهم في سجن كبير وأنهم محتجزون، فسألت السائق اللبناني ما هذا؟ أجابني: هذا مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، قلت له ولماذا هذه الأسوار وتلك الأسلاك الشائكة وأفراد الامن الذي تحرس المكان؟ قال: لأنه يُمنع خروج أي فلسطيني إلا من خلال إثبات الهوية وإذن للخروج خارج المخيم.
وفي مخيم آخر من مخيمات اللجوء في لبنان زرتُ مخيم برج البراجنة الذي لا يختلف كثيرا عن غيره من المخيمات، حيث الظروف المعيشية شديدة الصعوبة والفقر الشديد والمباني القديمة الآيلة للسقوط الى جانب انتشار الامراض والأوبئة التي سببها انفجار شبكات الصرف الصحي وغيرها.
إنّ ما ذكرته آنفا جزء يسير من معاناة لاجئين هجّروا قسرا من ديارهم فحُرموا أدنى مقومات الحياة الانسانية فليس لهم حق في التعليم والتوظيف والسكن والخدمات الأخرى.
هذه المعاناة التي مرّ عليها أكثر من 65 عاما يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار من قبل المعنيين والمسئولين لا أن يقابلها مبادرات تهضم حق هؤلاء اللاجئين المحرومين من العودة إلى ديارهم وأوطانهم.
فكان لزاما على أصحاب القرار في دولنا العربية والاسلامية أن ينهوا معاناة ملايين الفلسطينيين المشردين في بقاع الأرض والذين هم في انتظار وقفة عربية جادة من أجل العمل على عودتهم لديارهم وأوطانهم بدلا من المتاجرة بقضيتهم التاريخية.
لقد تفاجأت كما تفاجأ كثيرون بهذا الموقف العربي الهزيل الذي يأتي في وقت تغيرت فيه الكثير من القواعد والسياسات من تغيير لبعض الأنظمة وإحداث ثورة، وكأن شيئا لم يكن.
وإنني أستغرب خطوة جامعة الدول العربية هذه وكأنهم يقولون لنا لقد تراجعنا عن قرارنا الذي اتخذناه عام 1949 والذي نص على "ضرورة حل مسألة اللاجئين حلاًّ دائما وعادلا بعودتهم إلى أوطانهم والمحافظة على جميع حقوقهم وأموالهم وحياتهم وحريتهم وأن تكفل لهم ذلك هيئة الأمم المتحدة".
وبناء عليه من يظن أن اللاجئ الفلسطيني يمكن له أن يقبل تعويضا أو بديلا عن أرضه وموطنه الأصلي فإنه واهم واهم، فلم يسجل التاريخ منذ نكبة فلسطين وحتى اللحظة أن قبل لاجئ فلسطيني شريف مثل هذه الاطروحات الدخيلة على شعبنا في الداخل والخارج.
وختاما فإن هؤلاء اللاجئين المحرومين لم يمنحوا أحدا تفويضا ببيع أرضهم أو التنازل عنها، لذلك على هؤلاء البعض أن يكفوا عن ممارساتهم المرفوضة والمستهجنة من قبل الشعوب والأحرار في جميع أنحاء المعمورة.
فوضى بلا ضمير
فلسطين الآن ،،، يوسف رزقة
ما يجري في عواصم الربيع العربي (فوضى بلا ضمير). ما لا ضمير فيه هو عند المتربصين بالثورات العربية (فوضى خلاقة). الفوضى الخلاقة اسم على غير مسمى كالخمر عندما يسمونها مشروبات روحية، بينما هي خالية تماماً من الروح. ولست أدري كيف تكون فوضى وتكون خلاقة، فأول المصطلح ينقض آخره لأنه لا تخليق ولا إبداع البتة مع الفوضى لأن النقيضين لا يجتمعان.
ما يجري في مصر الآن وفي تونس وليبيا وسوريا أيضاً هي نماذج من الفوضى الخلاقة. في سوريا تحطيم عسكري للدولة والحياة، وفي مصر (بهدلة) وتعويق مستمر لمسيرة الدولة لإحراج النظام الجديد أو إسقاطه وإعادة إنتاج الماضي. لا شيء في مصر أو تونس أو ليبيا يمر أو يستقر باسم الديمقراطية. الديمقراطية في هذه العواصم باتت تحمل معاني جديدة لا تعرفها أوروبا. الديمقراطية في مصر هي تغول الأقلية على الأكثرية، وهي حرمان الأغلبية من الحكم النيابي المستقر، وهي إيقاف عجلة النمو والأمن. تونس ثورة الياسمين ليست أحسن حالًا من مصر فالسلفية الجهادية تتزعم عملية التعويق، وتثير المشاكل أمام النظام الجديد.
الفوضى الخلاقة التي أسميتها فوضى الضمير على أنواع: نوع منها هو إنتاج أميركي استعماري خالص له برامجه وله أدواته. وآخر هو نتاج المغالاة والتطرف والجهل في فهم الإسلام وآليات إدارة الصراع والعلاقات.
النوع الأول يريد إفشال تجارب الإسلاميين في الحكم وإعادة إنتاج حكم ليبرالي أو اشتراكي يحمل قيم الغرب وثقافته. ونوع آخر يريد الإسراع بالمجتمع نحو الأسلمة وتطبيق الحدود وتحدي القوى الغربية.
الثورات في مصر وتونس وليبيا تعاني من كلا النوعين. فمع كل خطوتين إلى الأمام خطوة إلى الوراء مرة باسم الدين ومرة باسم الديمقراطية. خذ مثلًا ما يجري الآن في معبر رفح من جهة مصر. ثمة إغلاق المعبر باسم الديمقراطية. العاملون فيه أغلقوه احتجاجا على النظام الذي يقوده محمد مرسي. هذه الديمقراطية نوع من الفوضى في الضمير. إذ ما العلاقة بين جنود اختطفهم مجهولون وبين مسافرين عائدين من العمرة أو مرضى عائدين من المشافي إلى غزة.
فوضى الضمير والفوضى الخلاقة وجهان لعملة واحدة، تستهدف غزة وحماس دائماً بالإيذاء. بالتحريض الدائم فقط لأن غزة تمثل تجربة إسلامية ناجحة في التصدي للاحتلال والاستيطان.
فوضى الضمير يمكنها الاطلاع على أوضاع العالقين على معبر رفح فمنهم المريض ومنهم العائد من طاعة وعمرة، ومنهم من يسعى على رزق عياله ومنهم من أنفق ما لديه من مال ومنه. المرأة والشيخ المسن والطفل، وكلهم لا ذنب لهم ولا علاقة لهم فيما يجري في مصر، ومع ذلك فعلى الجميع دفع الثمن لأن فلسطين والفلسطينيين متهمون دائماً عند كل من يعمل ضد الثورات وضد الربيع العربي بعد أن تجرأت الثورات في رفع راية فلسطين والمقاومة في العواصم التي عاشت عقودا تحرس دولة الاحتلال وتحمي حدودها.
الأقلية الفوضوية تتحكم في الأكثرية وتتحكم في الاستقرار. وكلام التضامن مع فلسطين وغزة عندهم يبقى كلاما. ومن قيد نفسه بكراهية التجربة الإسلامية في الحكم لن يكون متضامنا صافيا مع القدس أو مع غزة، وإن أطلق في الأثير أكثر العبارات بلاغة وضجيجا. لذا نرجوكم عاملونا كما تعاملون الأجانب ولكم من غزة والقدس وفلسطين الشكر بعد الشكر.
إغلاق معبر رفح وكأن شيئا لم يكن
الرسالة نت ،،، إبراهيم المدهون
لا يوجد مبرر بعد ثورة 25 يناير لإغلاق معبر رفح لأي سبب من الأسباب. رغم تفهمي للأوضاع المعقدة في شبه جزيرة سيناء والتي تعاني من فوضى أمنية لعدة عوامل، لا يوجد بينها عامل واحد يتعلق بقطاع غزة وصموده في وجه الحصار (الإسرائيلي) الظالم.
فإغلاق معبر رفح ليوم واحد يعني تعطل آلاف الطلاب عن دراستهم، ومعاناة مئات المرضى والمحتاجين، وخسارة المرتبطين بأعمال تجارية، فهو البوابة الوحيدة للعالم الخارجي، وأي اغلاق لهذا المعبر مشاركة للاحتلال بحصارنا وإضعافنا، ويشابه ما كان يفعله الرئيس المخلوع حسني مبارك.
من المعلوم أن السبب الرئيسي لإغلاق معبر رفح تحريض الإعلام المصري ضد قطاع غزة وحركة حماس وشيطنة الفلسطينيين وإلصاق التهم، وتأليف القصص والحكايا نكايةً بجماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي، رغم أن سياسة حماس واضحة بعدم التدخل في شؤون الدول العربية ومصر تحديدا.
الحكومة في غزة لم تقصر يوما في حفظ أمن مصر، وتتعاون في أدق التفاصيل لضمان استقرار معبر رفح، وتقوم بالخطوات المطلوبة للحيلولة دون مس أمن سينا من قريب أو بعيد، وهناك اعترافا مصريا بمهنية وزارة الداخلية الفلسطينية وحرصها الشديد على تسيير الأمور وفق النظام والقانون، ولم تسجل حالة انفلات امني واحدة في سيناء كان لقطاع غزة يد فيه.
ان ما يجري في سيناء اليوم لا يخدم إلا الاحتلال (الإسرائيلي)، فهو المستفيد الاول والأخير من فوضى وعمليات خطف وقتل الآمنين من جنود ومواطنين مصريين، فالحقيقة المُرة والتي نُحذر منها وندعو للانتباه لها قبل فوات الأوان، أن شبه جزيرة سيناء تتحول يوماً بعد يوم للُقمةٍ صائغة وشهية للاحتلال، وقد ساعد في ذلك اتفاقية كامب ديفيد المشؤومة، والتي منعت مصر من تعمير سيناء وتركتها أرضاً بوراً خالية، وحرمت الجيش المصري من دخولها والتمركز على أرضها، وحالت بينه وبين الانتشار فيها والدفاع عنها، وحددت أعداد المصريين فيها، مما حول شبه الجزيرة لمنطقةٍ رخوة غير مسيطرٍ عليها من القاهرة.
اغلاق المتنفس الوحيد للفلسطينيين وخنقهم بلا أي يذنب لا يساعد في حل الاشكالية المتفاقمة في سيناء، فعلى الرئاسة المصرية العمل على معالجة جذور المشكلة، بإعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال والمطالبة ببسط الجيش المصري سيطرته على سيناء، والعمل على إعمارها.
في أصول الانتقاد
الرسالة نت ،،، طاهر النونو
يكثر في مجتمعنا ظاهرة النقد للمواقف والخطى والاتجاهات وتجد ان من يعنيه او لا يعنيه امر ما يلوكه بلسانه معلقا ومحللا ويوجه اسهمه يمنة ويسرة في امور خاصة وعامة فتتحول جلساتنا الى أشبه بجلسات جرح وتعديل، ومع تطور وسائل الاعلام وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي تعدى الادلاء بالاراء الى هذا الفضاء الواسع الذي لا حدود له .
من الطبيعي ان يكون لكل منا رأيه في كل قضية كبرت او صغرت وان يعبر عن تذمر او تأييد حول هذا الموضوع او ذاك والتعبير عن هذا الرأي حق لا مراء فيه وان تعقد جلسات نقاش حول قضايا معينة امر صحي بل ومطلوب لتناقح الافكار والاراء وتبادل المعرفة، لكن بمتابعتي للكثير من التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي هناك العديد من الانماط يمكن ملاحظتها.
هناك مجموعة او فئة تعارض من اجل المعارضة وترفض من اجل الرفض لا يرضيها شيء وتضع نفسها في بيئة الصواب المطلق والاخر هو عنوان الخطأ المطلق وهذا قد يكون ناجما عن اشكال من المعاناة لدى هذه الفئة اما متعطلين عن العمل او يعانون من اشكالات نفسية او يحبون المخالفة من اجل الظهور او لديهم سوء ظن بالمجتمع بكل مكوناته ومن ابرز سماتهم انهم يرفضون اي نقد لما يقولونه ويعتبرون انفسهم المعيار، ما يرضيهم صواب وما لا يرضيهم غير صائب بغض النظر ممن كان الخطأ وهم اشبه ما يكون برواد المقاهي الذين يقضون جل اوقاتهم في لعب النرد وقراءة الصحف ومتابعة الافلام ويفتون في كل شيء على كوب من القهوة.
صنف آخر لديه تأييد - ولا اقول انتماء - لتيار سياسي او حزب او فصيل وهو بالتالي يلغي عقله تماما ويرتدي نظارة الحزب وكل ما عداه يقع تحت لسعات نقده وتهجمه معياره هو موقف الحزب او التنظيم فمثلا لو كان فتحاويا يرفض كل ما تأتي به حماس ولو كان حمساويا يرفض كل ما تأتي به فتح بلا اي معيار للقبول او الرفض سوى التأييد الحزبي وهذا النمط للاسف منتشر في واقعنا الفلسطيني وما عززه هو حالة الانقسام السياسي التي حولت الحالة الفلسطينية الى معسكرات متناقضة ظاهرا مما يستنفد جزءا هائلا من التغريدات والمواقف على الخلاف الداخلي والتي يتحول بعضها الى شتائم وتخوين بمناسبة ودون مناسبة ويفقد مقولاتنا مصداقيتها ودورها في الاصلاح.
صنف ثالث هو منتقد حريص واع يعمل رأيه في القضايا ويحاول تصويب المسار لان انتماءه للمجتمع وللوطن بغض النظر من هو في الحكم او المعارضة وبغض النظر عن هذا الحزب وذاك الفصيل بوصلته واضحة ومعاييره ثابتة لا تتغير وزاوية نظره مقدرة لانه يرى من خارج اطار الدائرة الحزبية فيستطيع ان يضع يده على مواطن الخلل ولا يقوم بالتشهير وانما بالنصح والعمل على التغيير وهو يرى الانجاز انجازا والخطأ خطأ وهؤلاء تسعد بالجلوس معهم وتقتفي تدويناتهم فيشكلون مرآة حقيقية للواقع ويمثلون اضافة نوعية في مجتمعنا.
اننا بحاجة بالفعل الى حالة من النقاش المجتمعي وتبادل الافكار والاراء ولعل ما كان صعبا في الماضي اصبح اكثر يسرا بفعل التطور التقني ولكن علينا ان نجعل منها وسائل بناء لا هدم وان نحاول ان نردم الفجوة بيننا ونبني جسورا من التواصل وان نفهم على بعض لا ان نبني قوالب جاهزة من الاراء ونسقطها على كل قضية، نحن بحاجة الى حوار صحي وليس تبادل شتائم واتهامات عند كل خلاف، وليعلم الواحد منا انني حتى لو اختلفت معك في الرأي فلست عدوا لك والعكس صحيح.
الولايات المتحدة وإستراتيجية إجهاض ثورات الربيع العربي
فلسطين أون لاين ،،، عمر قاروط
تشير المواقف الأمريكية من الصراع الدائر في سوريا منذ أكثر من عامين، خصوصًا مماطلتها في تبني (سيناريو) لحسم الصراع لمصلحة الثوار وإنهاء حكم بشار الأسد، ووقف عمليات القتل والتعذيب والتشريد والتدمير التي تشهدها سوريا؛ إلى أن هناك نوايا ومخططات أمريكية غير تلك المعلنة، تسعى من خلالها الولايات المتحدة إلى إطالة أمد هذا الصراع لأطول قدر ممكن من خلال التلاعب بالأدوات المتحكمة والمؤثرة فيه، واستنزاف قدرات وطاقات هذا البلد وشعبه ومقدراته، حتى يتحول إلى بلد منهك، ومدمر، ومجزأ، ومستنزف، وعاجز عن إغاثة نفسه، وإعادة بناء ذاته، وإعادة بناء دولته، وإعادة تأهيل نفسه وفق رؤية الثورة الإصلاحية، وبذلك تتحول سوريا إلى بلد بلا أنياب ولا مخالب ولا مقدرات في مواجهة (إسرائيل).
إن الدبلوماسية النشطة التي يقودها جون كيري وزير الخارجية الأمريكي منذ توليه هذا المنصب، والعودة إلى ما يشبه "دبلوماسية المبعوثين" الأمريكيين إلى الشرق الأوسط، التي عرفناها في عقدي السبعينيات والثمانينيات مع احتدام الصراعات في الشرق الوسط؛ تؤكد أن ثمة أخطارًا جامحة تهدد (إسرائيل)، وأمنها، وتفوقها العسكري، وقدراتها الرادعة في المنطقة، وأن إدارة أوباما تسعى لتطويقها والحيلولة دون تصاعدها إلى حد يقلق (إسرائيل)، ويفقدها القدرة على السيطرة على مفاتيح الحركة والمناورة في المنطقة، ولذلك كان الضوء الأخضر لـ(إسرائيل) بضرب سوريا خلال الأسابيع الأخيرة، والعمل في قلب النطاق الحدودي مع سوريا عبر الجولان من قبل الولايات المتحدة؛ إنما يرمي إلى إتاحة الفرصة لـ(إسرائيل) لتأكيد قوتها، واختبار قوتها الرادعة، وضمان تفوقها على كل "جيرانها العرب"، وتوجيه رسائل إلى كل الأطراف في المنطقة بأن حدود الثورات العربية لا يمكن أن يسمح لها بتشكيل أية تهديد أو مخاطر على مصالح وأمن (إسرائيل) وقوتها الرادعة.
إن عودة الإدارة الأمريكية للحديث عن المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والإسرائيليين، وإعادة الاعتبار للدور الأردني الإقليمي، ودعم السلطة وتحذيرها من التقدم بالمصالحة، وتجسير العلاقات مع القاهرة على قاعدة الحفاظ على اتفاقات (كامب ديفيد) وهدوء الحدود مع (إسرائيل)، والضغط على دول الشرق الأوسط الصديقة للولايات المتحدة لتعزيز نشاطاتها ضد ما يسمى "تيار القاعدة في المنطقة"، والدعوة لتنشيط علاقات (إسرائيل) بدول الإقليم؛ إنما تكشف عن تبنيها إستراتيجية "إجهاض ثورات الربيع العربي"، وإعادة بناء التحالفات الإقليمية بالشراكة مع الولايات المتحدة، ومحاصرة التيارات والجماعات المناوئة لـ(إسرائيل)في المنطقة، ووقف محاولات بناء مشروع الدولة القومية القوية في المنطقة باعتبار ذلك يمثل خطرًا إستراتيجيًّا على وجود وأمن ومستقبل (إسرائيل)في المنطقة.
فقد تحدثت التقارير أن هيجل وزير الدفاع الأمريكي الذي زار أراضي الـ(48) مؤخرًا تعهد بالتزام الولايات المتحدة بالحفاظ على تفوق (إسرائيل) في الشرق الأوسط على كل دولة أو تنظيم، قائلًا: "من حق(إسرائيل) الدفاع عن نفسها"(موقع عكا 10/5/2013م)،وقال في التصريحات نفسها: "إن الولايات المتحدة لا تستطيع حل المشاكل كافة وحدها، ولو كانت الميزانية مضاعفة، لذلك يوجد توجهات لدى الإدارة الأمريكية لخلق تحالفات جديدة في ظل التغيرات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط".
وتقرير آخر أشار إلى أن مجرد دخول (إسرائيل) المكرر إلى ميدان القتال يلائم تمامًا المصالح الأمريكية والأوروبية "بل يخفف شيئًا ما عن ضمائر الديمقراطيات الغربية"، وذلك _دون شك_ مع فرض وأمل ألا يفضي ذلك إلى تصعيد وإلى توسيع مقدار العنف، وجاء في التقرير نفسه:"إن احتمال أن تتحول صورة عمل (إسرائيل) الجوية إلى أنموذج لقوات حلف شمال الأطلسي في محاولة لرسم حدود المنطقة؛ قد يمنحها نقاط استحقاق أخرى؛ كونها كنزًا إستراتيجيًّا واضحًا نجح في التغلب على حاجز الخوف والشلل الذي دُفع إليه العالم، ووجد مجال عمل فعال ومُحكم ومحدود مع ذلك لأهداف نقطية" (جريدة "(إسرائيل)اليوم" 7/5/2013م).
وكانت صحيفة (ساندي تايمز) البريطانية قد ذكرت أن (إسرائيل) تعمل بجهد مكثف على الانضمام إلى ما يسمى الحلف الدفاعي ضد إيران مع عدد من الدول العربية المعتدلة، وبحسب ما جاء بالصحيفة إن (إسرائيل) تسعى للانضمام إلى كلٍّ من الدول الآتية: "تركيا، والأردن، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية الإمارات العربية، وذلك بهدف خلق "شرق أوسط جديد معتدل"، أو ما أطلقت عليه الصحيفة "هلالي معتدل" (موقع عكا 5/5/2013م).
وتؤكد التصريحات الأمريكية والإسرائيلية المتتالية بشأن تشخيص الوضع في سوريا أن بقاء الوضع الراهن هو الوضع المثالي الذي يراه الجانبان مناسبًا من الناحية التكتيكية وربما الإستراتيجية لهما، ولذلك هما يعملان بشكل متناغم على استمرار هذا الوضع، ومنع اختلال المعادلة القائمة حاليًّا، والضغط على الأطراف الإقليمية والدولية للنأي بنفسها عن التدخل المباشر لحسم الصراع الراهن في سوريا.
