-
1 مرفق
اقلام واراء حماس 345
اقلام واراء حماس 345
27/5/2013
سيناء.. الخاصرة الضعيفة لمصر وغزة و(إسرائيل)
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. عدنان أبو عامر
سلام بنكهة الشاورما والكنافة
الامركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. أيمن أبو ناهية
خطاب نصر الله.. بين التكفير والطّائفية
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، صلاح حميدة
الرئيس "خائن وعميل"!
فلسطين الآن ،،، فهمي هويدي
حماس وحزب الله والشَرك السوري
فلسطين الآن ،،الرسالة نت ،، ابراهيم المدهون
أمريكا وسحب الراية من مصر
المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين الآن،، مصطفى الصواف
الشعب هو الحل
المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين الآن ،، د. يوسف رزقة
نصائح لا فضائح
الرسالة نت ،،،أ. وسام عفيفة
سيناء.. الخاصرة الضعيفة لمصر وغزة و(إسرائيل)
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. عدنان أبو عامر
تخرج هذه السطور إلى حيز النور، وقد عدت من سيناء بعد أن علقت لأسبوع في الأراضي المصرية، وتم إنهاء حادثة خطف جنود الجيش المصري بعملية عسكرية تخللها تفاوض مع الخاطفين.
وهو ما يجعلني في طريق خروجي من غزة متجهاً لمصر، في كل رحلة أسافر فيها، أتأمل في شبه جزيرة سيناء الممتدة على مساحة أكثر من 60 ألف كم2، وتمثل 6% من مساحة مصر، ويسكنها 554 ألف نسمة، وتمتلك حدوداً على البحرين المتوسط والأحمر وقناة السويس وخليج العقبة، وتلقب بـ"أرض الفيروز".
لكن الخاصية الأكبر التي تجذب أي مار لهذه المنطقة الشاسعة الفراغ الجغرافي الملموس، مع تجمعات سكنية متناثرة هنا وهناك من القبائل البدوية، تعيش ظروفاً اقتصادية غاية في القسوة، مما يدفع أبناءها للعمل في مجال التهريب والمخدرات والأسلحة، وأخيراً العمليات المسلحة المعادية للدولة.
• المنطقة الرخوة
بعض التقديرات في مصر ترى أن اتفاقية "كامب ديفيد" كان لها دور كبير بتحويل سيناء لمنطقة بعيدة عن سيطرة الدولة، لأنها منعت تسليح الجيش فيها، مما أفسح المجال لدخول عناصر أجنبية إليها، وزاد الأمر خطورة عقب الثورة، وسقوط مبارك، بحيث تراخت قبضة الدولة كثيراً، مقابل زيادة نفوذ المجموعات المسلحة والقبائل البدوية، ولذلك صدرت دعوات متكررة في الأشهر الأخيرة بتعديل الاتفاقية مع (إسرائيل).
تزداد المطالبات بعد أن شهدت سيناء منذ اندلاع الثورة في يناير 2011، العديد من الحوادث الأمنية التي استهدفت الجنود المصريين تارة، و(إسرائيل) تارة أخرى، وتهريب بعض المسلحين إلى غزة تارة ثالثة، مما دفع جميع الأطراف لمنح هذه المنطقة "الرخوة" أهمية أمنية خاصة، ورعاية استخبارية من طراز خاص.
على الصعيد المصري، وقعت عمليات متتابعة كالهجوم على قسم العريش والأمن المركزي والقوات الدولية وحوادث خطف وقتل الجنود في رفح، في منطقة ذات طبيعة جغرافية معقدة تساعد منفذي العمليات على الاختباء والتخفي بسهولة، مما دفع بالدولة للزج بقوات عسكرية معززة كبيرة من الجيش، وعدم الاكتفاء بالدوريات الأمنية والوحدات الشرطية، وإلا تحولت إلى منطقة مستباحة، كما أعلن مجدي بسيوني مساعد وزير الداخلية الأسبق.
وما يجعل سيناء من المناطق الأكثر سخونة في مصر من الناحية الأمنية، بجانب طبيعتها الجغرافية، قربها من حدود (إسرائيل)، مما يعني أن الخبرة العملياتية للجيش تجعله بحاجة لتنفيذ عملية متواصلة مؤلّفة من جمع معلومات استخباراتيّة، واعتقال المطلوبين، ونشاطات تنفيذيّة وهجوميّة لإحباطها.
• خيارات (إسرائيل)
(إسرائيل) من جهتها لا تبدو أقل تضرراً من حالة التسيب الأمني الحاصلة في سيناء، نظراً لاقترابها اللصيق بها، ووجود مدن أساسية مثل إيلات على مشارفها، ومرافق سياحية عديدة، مما يجعلها أكثر قلقاً من الناحيتين الأمنية والعسكرية.
فقد أكد رئيس الهيئة الأمنية والسياسية في وزارة الدفاع "عاموس غلعاد" ضرورة التنسيق الأمني مع مصر لضبط الوضع الأمني بسيناء، لأن الحوادث الأمنية المتكررة فيها تعيد للأذهان المخاطر الكامنة من حالة عدم الاستقرار التي تسود المنطقة، واصفاً المجموعات المسلحة المتواجدة هناك بامتلاك معلومات استخبارية دقيقة، وكفاءة عملياتية، وجاهزية عسكرية عالية.
وقد دأبت (إسرائيل) على تحذير مصر بأنها إن لم تقم ببسط سيطرتها على سيناء في القريب العاجل, فستجد نفسها في وضع يشابه برميلاً من البارود، لأن نشاطات التنظيمات المسلحة قد تؤدي لزعزعة الأوضاع في الدولة بكاملها، داعية إياها لنشر قوات كوماندو داخلها، وسمحت بنشر 7 فرق عسكرية، وعدم الاكتفاء بنشر رجال شرطة وجنود عاديين.
ورغم ذلك، هناك قناعات سائدة لدى أوساط في (إسرائيل) بأن الجيش المصري لن يتمكن من ضبط سيناء، أو السيطرة عليها، وما يفعله الآن عمليات محدودة استعراضية، ولن يتجاوز عملية موضعية عابرة، سرعان ما تذهب بطريقها، ويبقى الوضع الأمني كما هو، لأن لديها خبرة سنوات طويلة في مكافحة الخلايا الفلسطينية، والحرب ما زالت مستمرة، دون أن يوجه أي منهما للآخر الضربة القاضية!
لكن الأمر الجدير بالتوقف في غمرة الانشغال المصري بضبط الوضع الأمني في سيناء، ما أعلنته وزارة الداخلية المصرية عن كشف شبكة تجسس تعمل في ذات المنطقة لصالح (إسرائيل).
وهو ما دفع بهيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية للإعلان عن إحباط أكثر من 10 مخططات مسلحة معادية في سيناء خلال الأشهر الأخيرة، بما فيها إطلاق صواريخ أو تنفيذ عمليات، بعد أن كانت توصف إلى أمد قريب بـ"جنة عدن الساحرة"، ويتدفق إليها عشرات آلاف الإسرائيليين.
ومع ذلك، فإن خيارات (إسرائيل) في التعامل مع سيناء، قد لا تخرج عن ثلاثة: إما ترك الحدود الجنوبية مع مصر في يد الجماعات المسلحة، ما يعني تحول سيناء إلى جبهة ساخنة تستنزفها مثل قطاع غزة، أو دعم الجيش المصري لفرض سيطرته على سيناء، رغم تشكيكها بنجاحه التام، وربما التدخل عسكريًّا في سيناء لفرض الأمن بنفسها، بما قد يتضمن إعلان وفاة معاهدة السلام مع مصر، وهو ما يعني هدية مجانية للإخوان المسلمين وحماس والجماعات الجهادية! وكلها كما نرى خيارات مكلفة وذات ثمن فادح.
فور فوز حماس في الانتخابات التشريعية التي شهدها شهر يناير 2006 ، قررت (إسرائيل) إغلاق الخطوط التي تمر عبرها الإمدادات إلى غزة، مما اضطر الحركة للبحث عن منافذ تجارية ومالية وعسكرية بديلة، ولذلك أقامت علاقات وطيدة مع بدو سيناء الغاضبين من إهمال الدولة لهم، وقد أكدت حماس أكثر من مرة رغبتها بفرض الأمن في سيناء.
لكن ما يخيف حماس فعلاً أن تزايد الحوادث الأمنية في سيناء يمنح فرصة لخصومها بتوجيه الاتهام لها بسبب الأنفاق على الحدود مع غزة، ولذلك جاء رد الفعل الأولي فور اختطاف الجنود المصريين السبعة قيام العشرات من الضباط والعساكر المصريين بإغلاق معبر رفح، ومنع الآلاف من الفلسطينيين من مغادرة غزة أو العودة إليها، وهو ما تراه حماس عقاباً للفلسطينيين على شأن مصري داخلي.
أخيراً..فإن سيناء التي تعيش هذه الأيام ظروفاً أمنية غاية في التوتر، وانتشاراً عسكرياً مصرياً غير مسبوق، ستبقى ساحة لتعارض مصالح كل القوى على أرضها، وعدم استعدادها للقبول بحلول وسط، فالبدو لن يرضوا مرة أخرى بتهميشهم، الحكومة لن تقبل مطالبهم الانفصالية، وحماس ترفض إغلاق أبواب سيناء التي تمثل شريان الحياة الوحيد لها، و(إسرائيل) لا تستطيع تأمين حدودها لقطاع تحكمه حماس ودولة يقودها الإخوان!
الشعب هو الحل
المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين الآن ،، د. يوسف رزقة
الشعب مصدر السلطات في الدول الراقية.. في الدول المتخلفة والسلطات الأكثر تخلُّفا الحاكم وعائلته المبجلة هم مصدر السلطات حين يغيب الوعي العام تتحول البلاد إلى ضيعة (بيارة) للحاكم وعائلته، ويتحول الشعب إلى مجموعة من العبيد أو قل العاملين في بيارة وضيعة العائلة المبجلة.
الشعوب في أوروبا تقرر مصيرها بنفسها، وتدير قرارها بنفسها بوساطة الدولة. الشعب في أي بلد أوروبي يملك قرار الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أو الخروج منه. في الدول المتخلفة الحاكم أو رئيس السلطة هو الذي يقرر وعلى الشعب أن يسمع ويطيع وإلا انقطع "العلف"، وأوقف الراتب.
لست أدري هل نضع السلطة الفلسطينية في عداد الدول والسلطات المتقدمة الراقية، أم أن الأصوب وضعها في دائرة الدول المتخلفة المحكومة برؤية الفرد، وقرار الزعيم؟!
لست أدري ما هي الإجابة الأكثر صحة ودقة، غير أنني يمكن أن أصف المشهد وأترك للمتلقي الحكم والتصنيف، وهنا أقول إن جون كيري وزير خارجية أمريكا أنهى حتى الآن أربع جولات مكوكية لإعادة الأطراف إلى مائدة المفاوضات والتسوية، وقد أحيطت مباحثاته بسرية تامة ولا أحد يصرح بلغة عربية مفهومة أين نحن ذاهبون. السلطة تفاوض على التسوية باسم الشعب، والشعب لا يدري ماذا يقول المفاوض، وماذا قرر، وأين نحن ذاهبون، وما مصير القدس والأسرى والأراضي والحدود، والمستوطنات.
الشعب لا يدري شيئاً، واللجنة التنفيذية لا تدري، وقادة الفصائل والعمل الوطني لا يدرون، والرأي العام الفلسطيني في حيرة لا يدري، والمحللون لا يملكون المعلومات والحقائق، فأين الشعب؟ وأين دوره في صناعة القرار؟ وفي إدارة شؤونه ومستقبله؟
وهنا نقول بعد هذا الوصف الجزئي للمشهد: أين نضع الشعب الفلسطيني، وأين نضع سلطته الوطنية؟!
المشكلة القديمة الجديدة أن الشعب قبل بالغياب، أو قبل بالتغييب، وترك الحبل على غاربه لقرار الفرد وحكم الفرد. ولأن قضايا التسوية حساسة ومثيرة فالسرية علاج لما هو حساس ومثير، وحين تحدث المفاجأة يكون لكل حادثة حديث.
الشعب مصدر السلطات هذا في القانون الأساسي مجرد قول دستوري ميت، لأن الواقع العملي يقول إن رئيس السلطة هو مصدر كل السلطات، وهو مصدر كل القرارات، والشعب الطيب هو الذي يتبع رئيسه، ويسير خلفه، ولا يتخلف عن شرب المر وأكل الحنظل إذا ما قرر رئيس السلطة.
لقد اتبع الشعب قادته، وأكل الحنظل وشرب المر مراراً وما تحقق من أهدافه شيئاً ذا مغزى يفتخر به، وقد آن الأوان لأن يستعيد الشعب سلطته، وقراره، وأن يحكم نفسه ويدير قراره من خلال مؤسسة حكم مكتملة ومنضبطة وأن يتخلص من حكم الفرد والعائلة، وما لم يستيقظ الشعب من اللامبالاة والإحباط فسيبقى المر مراً حتى لو أسموه وطنياً. الشعب أولاً، والمؤسسة ثانياً، ويسقط الفرد المستبد.
سلام بنكهة الشاورما والكنافة
الامركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. أيمن أبو ناهية
جولة ثانية في المنطقة لوزير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري، عنوانها تحريك المياه الراكدة لعملية ما يسمى بالسلام في الشرق الأوسط وكان الأمر جديدا على الإدارة الأمريكية الحالية، التي لا تزال تغمض أعينها عن الحق وتدعي أنها لا تفهم شيئا في الصراع، ألم يسبق لها أن أرسلت موفودين من طرفها خاضوا جولات مكوكية وماراثونية واستكشافية وسياحية وغيرها على مدار عقود سابقة، بداية من كسنجر وشولتز وفيليب حبيب وكريستوفر حتى باول ورايس وصولا إلى كيري ومن سبقهم، وكلهم كانوا يدورون حول حلقة واحدة يقيسون المسافات ويضيعون الوقت وفي النهاية النتيجة واحدة؟!.
لقد عاد كيري من جديد إلى المنطقة، ولكن هذه المرة من أجل أكل الشاورما وتذوق الكنافة الفلسطينية، لربما قصد من ورائها إهمال المبادرة العربية من جديد، بطيها مثل طي الشاورما، أو أنه أراد أن يضرب المأكولات الأمريكية مثل الكنتاكي والهامبورجر بتدويل وإشهار مأكولاتنا الفلسطينية، بدلا من تدويل قضايانا الرئيسية كالأسرى على سبيل المثال ،أم كي يفهمنا أن العرب يهتمون بالمأكولات وإملاء البطون والكروش ولا يهتمون بأوطانهم ومقدساتهم؟ أم قصد بها إبداء حسن النية كي نقدم المزيد من التنازلات وتقديمها على طبق من ذهب للاحتلال أو أنه أراد أن يدلل لنا أنه متعاطف معنا كفلسطينيين ؟.
إن خطى كيري هي نفس خطى رئيسه أوباما، فبعد توليه الولاية الثانية لرئاسة الولايات المتحدة وصف أول زيارة له للمنطقة بأنها زيارة "استكشافية"، وأنا وصفتها في مقال سابق بأنها "زيارة سياحية وليس سياسية"، وقد سبق لكيري أن قالها في ألمانيا خلال أول رحلة له في الخارج بعد تولي الخارجية الأمريكية "أنا أريد أن أتشاور والرئيس يريد أن يصغي".
واليوم أقول إن جولات كيري أيضا هي سياحية وليس سياسية، إذ إنه فى زيارته الأولى للشرق الاوسط كان قد اثار محاولاته لإحياء مبادرة السلام العربية عام 2002 وذلك بإدخال تعديلات عليها، واصفا التعديلات بأنها تعديلات صغيرة لكنها تجعل المبادرة أكثر قبولا لدى (إسرائيل) وكانت تتلخص في تعديل حدود عام 1967، لمنح ضمانات أمنية أكثر لـ"إسرائيل"، وأيضا أضاف التعديل لها مبادلة الاراضي بين الجانبين الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي مع وقف نسبي للاستيطان مستثنية القدس والأسرى واللاجئين وإغفال ذكر الانسحاب من الجولان وجنوب لبنان، مما زاد من استحقار نتنياهو للمبادرة العربية وتعديلها، معتبرا ان الصراع بين كيانه المحتل والفلسطينيين ليس على الارض ولكن على القومية اليهودية "لإسرائيل"، رغم ان المبادرة العربية تنازلت طوعا وبدون مقابل عن حقها فى استرداد اراضيها المحتلة بالقوة العسكرية سواء الان او فى المستقبل، ومصادرة بذلك حق الاجيال القادمة فى استعمال القوة فى استرداد اراضيها.
لذا طلب مجلس الجامعة العربية من شارون اعادة النظر فى سياسته تجاه السلام فكان رده مزيدا من العدوان على قطاع غزة وعلى الجنوب اللبناني، بالإضافة الى استمرار احتلال الأراضي الفلسطينية واستمرار مسلسل التوطين والاستيطان في القدس الشرقية وأراضىي الضفة الغربية والتهويد ومزيد من الاعتقالات والشهداء.
أما التنازل الثاني للمبادرة العربية فكان تنازلا عن حق عودة اللاجئين الى اراضيهم ومدنهم وقراهم واستبدلته برضاها وقبولها التوصل الى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه بالتعويض المادي.
رغم كل هذه التنازلات لم تلق هذه المبادرة ترحيبا أيضا من ما يسمى براعية السلام الولايات المتحدة، إذ إن وزير خارجية الولايات المتحدة فى حينها، كولن باول، انتقدها قائلا: ان الانسحاب من الاراضى العربية يتم وفقا للمفاوضات وان الجولان يخرج عن نطاق المبادرة العربية. ونفس الرأي تقريبا رددته كونداليزا رايس، كذلك رفضها في حينه شارون رفضا قاطعا ونعاها أولمرت وترحم عليها نتنياهو.
فإذا كانت الإدارة الامريكية قد رفضتها في مهدها وتم استبدالها بـ"خارطة الطريق"، فما الذي استجد على احيائها بعدما ماتت ودفنت في صباها ولم تحضر عيد ميلادها الأول هل ادركت الآن الادارة الاميركية اهميتها وتريد اخراج رفاتها من قبرها، كي تعدلها وتصيغها بالطريقة التي تعجب الاحتلال الإسرائيلي أم تريد ان تضعها في المزاد العلني لتسويقها فقط على العرب كما تفعل ببترولهم.
إن زيارة كيري وحضوره المنتدى الاقتصادي في الأردن ما هي إلا من أجل تعزيز الأسواق الأمريكية وضمان مصالحها في المنطقة، وإضاعة الوقت في الجولات السياحية، لذا المطلوب منا أن ندرك هذا المسلسل الجديد بأنه عبارة عن مماطلة وإضاعة الوقت كما فعلت من قبل إدارة كلينتون وإدارة بوش، الأمر الذي سينعكس سلباً على قضايانا وعلى رأسها المصالحة، لأن الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني متفقتان على أن المصالحة تعني إصلاح منظمة التحرير ووجود حركة حماس فيها، وهذا المبدأ يتعارض مع كل سياسات التنازل.
أمريكا وسحب الراية من مصر
المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين الآن،، مصطفى الصواف
الإدارة الأمريكية تسعى إلى تسليم الراية إلى المملكة الأردنية بعد سحبها من جمهورية مصر العربية وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وملحقاتها سواء العلاقة الفلسطينية الصهيونية أو العلاقة الفلسطينية الفلسطينية وخاصة ملف المصالحة وذلك في ظل توجهات الحكومة المصرية الجديدة بعد الثورة وتشكيل حكومة ورئاسة تتناقض مع ما تخطط له الإدارة الأمريكية من تصفية للقضية الفلسطينية الأمر الذي ترفضه الحكومة المصرية وتسعى إلى تحقيق الحقوق الفلسطينية.
اللقاء الأخير الذي عقد في القاهرة بين فتح وحماس جاء وفق رغبة جهاز المخابرات المصرية الذي لديه معلومات موثقة بالمسعى الأمريكي بسحب ملف المصالحة من يد المخابرات المصرية وإسناده إلى الجانب الأردني الأمر الذي تعتبره المخابرات المصرية إهانة لها وتهميش لدور مصر الدولة التي تعيش مخاض ثورة يناير التي ترى فيها الإدارة الامريكية أنها ستغير مسار السياسة المصرية في المنطقة لذلك هي تسعى إلى سرعة نقل الملف وإنهاء القضية لصالح المشروع الصهيوني على حساب المصالح الفلسطينية.
ما يدلل على ما تقدمنا الكثير من المقدمات ولعل أهمها الاتفاقية الخاصة بالأماكن المقدسة في القدس وفي الولاية الدينية وإلحاقها بالمملكة الأردنية، الجولات المكوكية التي يقوم بها جون كيري بين تل أبيب وعمان ورام الله، المسعى الأمريكي لعودة المفاوضات بين الفلسطينيين والصهاينة دون شروط ودون وقف الاستيطان وعلى أساس تبادل الأراضي وإقامة الدولة الفلسطينية على ما يتبقى من فلسطين والتأكيد على يهودية الكيان الصهيوني وهذا ما أكدته الإدارة الأمريكية حول سعيها لإقناع الجامعة العربية بالاعتراف بيهودية الدولة بدعوى إنزال نتنياهو عن الشجرة والسير قدما نحو السلام بين الجانبين.
المحاولة الأمريكية بنقل الراية من مصر إلى الأردن تجد قبولا من قبل محمود عباس الذي يرى أن مصر الثورة لن تكون كما كانت مصر في عهد مبارك تنفيذ كل ما يريد وأن للحكومة المصرية الجديدة رؤية مختلفة وهي كما قال الرئيس المصري محمد مرسي أن مصر تقف على نفس المسافة من أطراف الانقسام الفلسطيني فتح وحماس الأمر الذي لم يعجب محمود عباس إضافة إلى أن اللقاء الأخير الذي جمع عباس بالرئيس المصري في القاهرة كان غير مرضٍ وعلى درجة كبيرة في الخلاف ولم يحقق أي تقدم باتجاه إقناع عباس بتعديل موقفه وتغليب مصلحة الشعب الفلسطيني وتعزيز وحدة الصف بدلا من الارتهان لموقف أمريكا الذي لن يكون في صالح الشعب الفلسطيني؛ لأن أمريكا احد مكونات رفض المصالحة وإبقاء الانقسام حتى لا يكون ذلك ضد الكيان الصهيوني.
هناك إذا تناغم ورغبة بين الأطراف الأربعة، الأردن الباحث عن مكان له على خارطة المنطقة ورغبته بحل القضية الفلسطينية بأي ثمن حتى يكون في مأمن من المشروع الصهيوني باعتبار الأردن هي فلسطين، وهذا حق الأردن أن تحافظ على كيونتها وكيانها؛ ولكن يجب ألا يكون على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه وإقامة دولته على كامل ترابه، وبقية الأطراف عباس والصهاينة والأمريكان لا يريدون إي طرف يمكن أن يعطل المشروع الأمريكي الصهيوني.
ومما نعتقده أن موقف الأردن من حركة حماس والتقارب بين الجانبين وغض الطرف من قبل الإدارة الأمريكية يأتي في سياق لعبة سياسية أمريكية تعتقد من خلالها أن هناك إمكانية لتطبيع حماس ودمجها في العملية السياسية أو الحصول على مباركتها لما يقوم به محمود عباس من تساوق مع الاحتلال والمسعى الأمريكي.
من هنا كانت دعوة المخابرات المصرية لفتح وحماس للاجتماع من أجل توصيل رسالة للإدارة الأمريكية برغبة فلسطينية بإبقاء الملف لدى الجانب المصري وان كل الأطراف ها هي تلتقي بالقاهرة، وإن كان لكل من حماس وفتح مصالح في الاستجابة للمخابرات المصرية في طلبها للاجتماع والذي لم يكن ذا جدوى أو نتج عنه أي جديد في موضوع المصالحة.
خطاب نصر الله.. بين التكفير والطّائفية
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، صلاح حميدة
لم يكن يدور بخلَد كاتب هذه السطور أن يخط قلمه كلمة ضد حسن نصرالله أو حزب الله اللبناني، وكان نصيراً دائماً لمقاومتهم الاحتلال الاسرائيلي في لبنان، بل أيدهم في قضايا إشكالية تتعلق بالصراع اللبناني الداخلي، ولكن التحولات التي طرأت على المشرق العربي أعادت التفكير في تقييم السلوك الميداني والخطاب الاعلامي للحزب، في ظل التحولات الخطيرة التي طرأت عليه فيما يخص الأزمة السورية.
ولمّا كان لزاماً أن ننحاز لخيارات الشعوب في الحرية والكرامة والعدالة والمشاركة السياسية، باتت الخيارات أكثر ضيقاً فيما يخص الموقف من الحزب كلما أوغل في انحيازاته الطائفية وفي سفكه لدم السوريين، والذي بدأ بتبرير القتال دفاعاً عن الشيعة في سوريا، فالدفاع عن مقام السيدة زينب، وانتهاءً بالإعلان صراحةً عن المشاركة في هدم مدينة القصير على رؤوس أهلها الأربعين ألفاً بحجة محاربة "التكفيريين"، ولم يعط نصرالله تفسيراً حول الكيفية التي قام بموجبها "التكفيريون" في القصير باحتضان عائلات من يقتلونهم الآن خلال حرب تموز2006م، وعن سبب تحولهم ل "تكفيريين" إن كان كلامه صحيحاً، وكذلك عن مدى مسؤوليته وحزبه وحليفيه في طهران وسوريا في تحويل من كانوا يرفعون صوره إلى حاقدين معادين له؟.
لم يكن صعباً ملاحظة الخاصيّة الدعائية لخطاب نصرالله، فهو يسعى لتشويه الثورة السورية من خلال اتهام الثوار بأنّهم تكفيريون وعملاء لأمريكا وإسرائيل، وهو هنا يحاول شرعنة حربه ضد الثورة والشعب السوريين، و أغفل كونه يقدم أكبر خدمة للمشروع الأمريكي- الاسرائيلي في المنطقة عبر دعمه للمجرم بشار الأسد، فهو يحرف بوصلة الأمة عن محاربة المشروع الاستعماري لتتقاتل فيما بينها، فلماذا تنزعج أمريكا منه إذا كان يخدم مصالحها عبر انغماسه في حرب طائفية لا نهاية لها، تستنزف الأمة ومقدراتها لسنوات طويلة؟.
حاول تخويف الجميع من الثوار السوريين عبر تسميتهم ب"التكفيريين" وأنهم خطر على السنة والشيعة والمسيحيين وحتى على الغرب نفسه، وناقض نفسه عندما قال أن الغرب يتردد في مسألة تسليح الثورة السورية لخوفه من " التكفيريين" فهل هم عملاء للغرب أم حلفاء له يرفض تسليحهم، أم أعداء له ويريد نصر الله تسويق نفسه وبشار وايران كمقاولين لمحاربتهم في المنطقة، كما كانوا يلعبون هذا الدور فيما عرف بالحرب على الارهاب في أفغانستان والعراق ولبنان؟.
حاول نصر الله تخويف من يعتبرهم "التكفيريين" من الغرب والدول الاقليمية الداعمة للثورة السورية عبر تحذيرهم بأنهم "سيدفعون الثمن" في النهاية، في محاولة لتخذيلهم عن التطوع لمناصرة الشعب السوري، وهنا يثور تساؤل عن حُجِّيَّة مناصرة دول كبرى كروسيا والصين وايران وفنزويلا وحزب متخم بالسلاح والمقاتلين للسفاح بشار الأسد، فيما يمثل متطوعون بلا تنظيم حقيقي دفعتهم الحَمِيَّة للذهاب والقتال الى جانب الثوار السوريين. ويعطي خطاب نصرالله مؤشرات على قضية لم يطوها النسيان حول استخدام مخابرات النظام السوري والايراني وربما الحزب أيضاً للكثير من الشبان المتحمسين السُّنَّة في تنظيمات وهمية " تكفيرية" لتحقيق أهداف تلك الأطراف، ولا زالت قضية "أبو عدس" الذي قيل أنه اغتال الحريري ماثلة في الأذهان، وإرسال آلاف المقاتلين بعد جمعهم من كل العالم إلى العراق عبر سوريا وإيران واستخدامهم من حيث لا يدرون في تدمير الثورة العراقية، فأرسلوهم لقتل الشيعة العرب حتى ارتموا في حضن إيران، ودفعوهم لقتل السُّنَّة حتى أصبح الكثير من قادتهم "صحوات" في خدمة الاحتلال الأمريكي والمشروع الايراني، ثم الآن يقتلونهم، وبالتالي فهو يتحدث عن تجربة " التكفيريين" مع محور سوريا – ايران – حزب الله بالدرجة الأولى قبل الحديث عن تجربة " التكفيريين" مع الأمريكان ودولة عربية أخرى معهم.
يحاول نصر الله الإيحاء بأنّ المشروع الطائفي نقيض للمشروع التكفيري، وهذا غير حقيقي تثبته التجربة من خلال ممارسات المشروع الطائفي في إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها، فهو مشروع قائم على التصفية والاحتواء والاقصاء للآخر، إما بالسياسة أو القوة العسكرية أو بالإبادة المباشرة، وهو مشروع لا يعترف بالآخر إلا في لحظة امتطائه لتحقيق مآرب يريدها، وفي حال اختلف مع الآخر وتصادم معه فلا مانع عنده من إبادته مثلما جرى في العراق ويجري في سوريا، وما تبدو مؤشراته جلية في لبنان، عبر تلويح وتلميح نصرالله في خطابه الأخير.
فإذا كان التكفيري " يقطع الرؤوس" كما يقول نصرالله، ويُعدم الأسرى ويقوم بتفجيرات عشوائية انتحارية ضد المختلفين معه في الأسواق والمساجد وغيرها، فالطائفي يعلن ويتفاخر بقصفه لمدينة كاملة ويهدمها على رأس أربعين ألف نفس، بالبراميل المتفجرة والصواريخ والغازات والذبح المباشر وحرق الجثث وتقطيع الأعضاء التناسلية للمعتقلين وإعدام الأسرى بعد التنكيل بهم واغتصاب النساء في المساجد، وهدم المساجد وقصفها، فهل الطائفي أنظف كفَّاً من التكفيري؟ بل لا نبالغ إن قلنا أنّ الطائفي يسير وفق رؤية وتربية ومؤسسة يمتثل لقواعدها بالتمام والكمال، بينما التكفيري إنسان مندفع متحمس تؤثر عليه الأحداث فيستغله الكثير من أجهزة المخابرات العالمية ومن بينها أجهزة مخابرات الطائفي التي يظنُّ التكفيري أنّه يحاربها بينما هو يخدم أجندتها، ولا أستبعد أنّ التنظيمات التكفيرية التابعة للمخابرات الايرانية والسورية وللحزب لها دور كبير في الإساءات والتجاوزات التي تتم لعامة السوريين ولثورتهم.
أما فيما يخص القضية الفلسطينية فلا يمكن إنكار الدعم الذي قُدِّمَ للمقاومة الفلسطينية من هذه الأطراف، ولا يمكن إلا أن يُشكروا على قيامهم بواجبهم تجاهها في فترة معينة، ولكن هذا لا يعني أنّ " وقوفهم مع المقاومة الفلسطينية في الحق، سيدفعها لتقف معهم في الباطل" كما قال أحد قادة المقاومة الفلسطينية، كما أنّ الاشتراطات التي تلت الثورة السورية والتي دفعت الكثير من قادة المقاومة لمغادرة دمشق أثارت تساؤلات عن الأجندة الحقيقية لهذا الدعم، وأنّ هذه الأطراف كانت تنتظر مقايضة دعم المقاومة الفلسطينية بمواقف سياسية تدعمها في معركتها مع الشعب السوري، وهذا أظهر نفاقها وأنّ دعم القضية والمقاومة الفلسطينية كان بهدف تمرير المشروع القومي الشعوبي الطائفي بلا معيقات، وباستخدام ورقة فلسطين ومقاومتها للتعمية والتبرير والمزوادة، وبالتالي فإنَّ الادعاء بأنّ فلسطين ومقاومتها ستضيع إن سقط النظام الإجرامي في دمشق لا يعدو عن كونه محاولة أخيرة للادِّثار بالورقة الفلسطينية من قِبَل مجموعة من القتلة الطائفيين، ومن الممكن أن يكون تمهيداً لتحولات خطيرة في مواقف الحزب في حال سقوط النظام وتحقيق نبوءة مؤسسه صبحي الطفيلي الذي قال:- أنّ الاستمرار في سياسة الحزب في سوريا سيضع الحزب في موقف لن يكون له " حليف سوى إسرائيل".
قد يبدو المشروع الطائفي نقيضاً للمشروع الصهيوني والاستعماري الغربي في بعض جوانبه، لكونهما اصطدما في بعض المواقع، بينما اتفقا في مواضع أخرى- إلا أنّ المشروع الطائفي توأم المشروع الصهيوني الاستعماري في سعيه لتقسيم وتفتيت الأمة و فرزها في طوائف وملل ونِحَل، ولنا أنّ نلاحظ المشتركات في خطاب الجانبين وممارساتهما على الأرض بحق من يقفون في طريقهما، الخطاب واحد، وساحات التوسُّع واحدة، والممارسات القذرة واحدة، والإجرام والتبريرات واحدة، والضحايا متشابهون في الكثير من السمات، وبالتالي فهما يختلفان ويتصارعان على الشعوب المظلومة، أيهما سيفوز بالصَّحن الأكبر لالتهامه.
كما يتقاسم الطرفان الرؤية تجاه "الربيع العربي" فهما يحاولان احتواءه وتجييره لصالحهما، ووأده قبل أن تكتمل إنجازاته، فهو يهدد مصالحهما ومشاريعهما المريضة في المنطقة، وفي حال نجحت تجربة هذا الربيع فستنهار تلك المشاريع العنصرية الدموية، وسيقوم مشروع الأمة الحضاري الجامع، ولذلك تلتقي أهداف الطرفين على القضاء على هذا الربيع في مهده، وموقفهما وتقاسمهما الأدوار فيما يخص الثورة السورية يشير بوضوح لعملهما الحثيث لوأد هذا الربيع وإيقاف عجلته في المحطة السورية، حتى يتفرغا لإفشال تجربته في الدول الأخرى، ولكي وعي الشعوب العربية ودفعها للقبول والاستكانة بالاستبداد والاستعمار والطائفية المقيتة.
وفيما يخص موقف الشعب الفلسطيني من ثورة الشعب السوري، فالفلسطيني لن يقبل أن ينال حريته على حساب حرية الشعب السوري؟ وهل من يقتل الشعب السوري والعراقي سيكون أكثر رأفةً بالشعب الفلسطيني لو تمكن من رقابهم؟ الحرية والقيم والأخلاق وحقوق الناس لا تتجزّأ، فإما أن يقف الانسان مع حريات الشعوب وحقوقها العادلة، وإما أن يقف ضدها، ولا يمكن أن يختار ما يناسبه ويرفض الذي لا يناسبه.
خيارات الأمة لا يمكن أن تنحصر بين التكفيريين والطائفيين، فكلا المنهجين لا يتفق مع واقع وتاريخ وطبيعة وتنوع ومستقبل الأمة، ولذلك سقطت وستسقط كل محاولة تسويق تلك المشاريع لأنها لا تناسب طبيعة وطموحات الشعوب، وستسقط وأصحابها، ومهما كانت تضحيات الشعوب فسيبزغ فجر مشروعها الحضاري الجامع مهما طال الزمن.
حماس وحزب الله والشَرك السوري
فلسطين الآن ،،الرسالة نت ،، ابراهيم المدهون
يوما بعد يوم تتحول الثورة السورية وما يحدث في الشام لشَرك كبير. يستقطب الأطراف العربية والإسلامية للدخول في حالة استنزاف لها أول وليس لها آخر، فنحن أمام مشهد معقد لا تشاهد فيه إلا لغة الموت والقتل والدمار وانتهاك الاعراض، فبتنا في حيرة من أمرنا وعجز يشل أطرافنا، ولا ندري ماذا نفعل وإلى أين تسير الامور.
وأقسى ما في هذه اللوحة السريالية أنها مجهولة النتائج غير مفهومة التفاصيل، فتتدفق علينا يوميا عشرات الصور البشعة مما تقشعر لها الأبدان من قتل وإعدامات وانتهاك للحرمات وقصف للمدن، مع تفاصيل تدمي النفوس من غير رؤية واضحة ولا طريقة مفهومة لإنهاء كل هذا.
ما زاد الطين بلة التدخل السافر لحزب الله اللبناني والاستوحاش الايراني، وكأن سورية القلعة الاخيرة في مشروعهم التوسعي، وأن أي تفاهمات خارج بسط السطوة الطائفية لن تجدي نفعا، على اعتبار أن المعركة الاخيرة التي ستتحطم على صخرتها آمالهم وأحلامهم وطموحاتهم.
هذا الامر ليس دقيقا فالثورة بدأت سلمية واستمرت سلمية حتى وقعت القوى بالمحظور، فتحولت لمعركة تمارس فيها (إسرائيل) لعبتها المفضلة باستنزاف الجميع، مع تشجيع امريكي خبيث وإمساك بأطراف اللعبة لكي يبقى الحال على ما هو عليه من غير منتصر ومنهزم، وكان باستطاعة حزب الله وإيران المحافظة على علاقتهما الحسنة بالشعب السوري وضمان بعض علاقتها ومصالحها أيا كانت نتائج ثورته.
أخطأ حزب الله وأمينه العام السيد نصر الله حينما قرأ الخريطة، فانحاز بالكامل للنظام المستبد، مما عزز البعد الطائفي للحزب على حساب القومي وتجاهل شرفه التاريخي ومكانته الكبيرة في نفوس السوريين. وكان يمكن ان يحافظ على علاقة جيدة مع الشعب السوري والعربي، إلا انه وقع في فخ الطائفية وتم الدخول في معمعة التعقيدات المذهبية والحروب الدينية التي لن تجديه نفعا، واعتقد ان نتائج هذا القرار مصيري وسلبي على وجود ومستقبل حزب الله اللبناني.
أحسنت حركة حماس صنعا أنها اتخذت موقفا متوازنا من أحداث سورية، وقامت بالانحياز للشعب السوري من غير تتورط بعداء أي من الأطراف، وما زال خطابها ومواقفها متوازنة بعيدة عن بؤرة الصراع، وهي بذلك تحافظ على القضية الفلسطينية نقية غير ملوثة، بعدما توغلت أطراف عديدة بمستنقع الدم السوري.
يصب ما يحدث في سوريا في صالح (إسرائيل) وأمريكا فهما الأكثر استفادة، وفي المقابل المتضرر الأول الشعبان السوري والفلسطيني، وطالما استمر الصراع فستحصد (إسرائيل) المزيد من الجوائز والمكاسب، فكل يوم يمر يتم توريطنا اكثر في هذا الوحل وإغراقنا في مستنقع الحروب الطائفية التي تأكل الاخضر واليابس.
الرئيس "خائن وعميل"!
فلسطين الآن ،،، فهمي هويدي
ماذا يمكن أن يحدث لو أنّ الرئيس محمد مرسي قاضى الذين شبّهوه بالرئيس السابق حسني مبارك، وطالبهم بتعويض مالي جراء ذلك، معتبرا أنّ ذلك التشبيه يسيء إليه ويشوّه صورته داخل مصر وخارجها؟
لم يخطر لي السؤال إلاّ أمس فقط، حين قرأت تقريرا بثّته وكالة الأناضول للأخبار، خلاصته أنّ رئيس الوزراء التركي فعلها، وتقدّم بدعوى إلى القضاء ضد أبرز زعماء المعارضة كمال قليشدار أوغلو طالبه فيها بتعويض قيمته مليون ليرة (450 ألف يورو) لأنه شبّهه بالرئيس السوري بشار الأسد. وهي القصة التي رويتها قبل أيام، حين أطلق الزعيم التركي كلامه هذا في اجتماع للاشتراكية الدولية في بروكسل، الأمر الذي أثار استياء رئيس المجموعة الاشتراكية الديمقراطية بالبرلمان الأوروبي هانز سوبودا، فاضطر الرجل للانسحاب من الاجتماع، ورفض أن يلتقى بعد ذلك بالسيد قليشدار أوغلو ما لم يسحب كلامه أو يصوِّبه.
كانت المناسبة التي دعت السياسي التركي المعارض إلى إطلاق ذلك التشبيه أنّه تطرّق في كلمة ألقاها إلى حادث التفجير الذي وقع فى مدينة الريحانية التركية القريبة من الحدود السورية، ممّا أدى إلى مقتل 51 تركيا (اتهمت المخابرات السورية بتدبير الحادث) وهو يعلق على ما جرى قال السيد قليشدار أوغلو أنّ أردوغان يتحمل مسؤولية التفجير وينبغي أن يشار إليه بحسبانه «قاتلا»، وأضاف أنّه في ذلك لا يختلف كثيرا عن الرئيس بشار الأسد، حيث لا خلاف بينهما سوى في «النبرة» فقط. وهو الكلام الذي أغضب أردوغان واعتبره مسيئا إلى شخصه ومقامه. لذلك رفع محاموه دعوى التعويض المالي لردّ اعتبار رئيس الوزراء وإدانة مسلك الزعيم المعارض.
حين وقعت على هذه التفاصيل قلت إنّ هذا الذي أغضب أردوغان صار الكلام الدارج والمعتاد في وصف الرئيس مرسي، الذي أصبح تشبيهه بالرئيس السابق أمرا مألوفا في وسائل الإعلام. وقد سمعت نقيب المحامين يتحدث عن الرئيس محمد مرسي مستخدما نفس الأوصاف والعبارات التي رددها الزعيم التركى بحق رجب طيب أردوغان، إذ قال عن الرئيس مرسي إنّه لا يختلف ف شيء عن سابقه، فكلاهما مارسا الاستبداد وكلاهما يتحملان المسؤولية عن قتل المصريين. ومن يطالع صحف ومنابر الإعلام المصري يجد أنّ إطلاق مثل تلك الاتهامات أصبح يمثّل الحد الأدنى وأبسط عبارات النقد والغمز التي توجَّه إلى الرئيس مرسي، لأن سيل الاتهامات والانتقادات لم يصبح بلا سقف فحسب، ولكن اللغة المستخدمة ذاتها تجاوزت كل الحدود والأعراف، فهناك أوصاف وإيحاءات جارحة لا أستطيع أن أشير إليها إلاّ من بعيد (مثل إلقاء كميات من البرسيم أمام بيت الرئيس). وقد ترددت على شاشات التليفزيون وفي بعض الكتابات المقولة التي ادّعت بأنّ الرئيس «مجرم هارب من العدالة». ونقلت إحدى الصحف تعليقا لأحد هواة السياسة الذين برزوا مؤخرا وجّه الخطاب فيه إلى وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي قائلا: تحرك يا سيسي ولا تنتظر أوامر الخائن العميل وعصابته في مكتب الإرشاد! (جريدة الدستور 21/5) ورغم أنّ صاحبنا لم يشر صراحة إلى اسم الرئيس مرسي فإنّ أحدا لا يستطيع أن يختلف على أنّه المقصود بالكلام، لأنه الوحيد في السلطة الذي يستطيع أن يصدر أمرا إلى وزير الدفاع.
أرجو أن يعتبر السؤال الذي ألقيته في بداية الكلام افتراضيا، لأنني لست أدعو إلى تحريض الرئيس مرسي وأعوانه كي يتقدموا كل يوم ببلاغات إلى النائب العام ضد السياسيين والإعلاميين الذين لا يعرفون حدودا للنقد والاتهام، وإنّما العكس هو الصحيح حيث أتمنى ألاّ يقحم القضاء في الموضوع من الأساس. وبطبيعة الحال فإنّني لا أدعو إلى تحصين الرئيس أو أي مسؤول في الدولة ضد النقد والمساءلة والمراجعة. كما أنّني لا أنكر أنّ بعض ممارسات الرئاسة وأخطائها لم تكن في مستوى التعبير الصحيح عن قيمة الدولة وهيبتها، الأمر الذي شجّع آخرين على التطاول واستباحة كرامة الرئيس وغيره من المسؤولين.
لكني فقط أقول إنّ كرامة الرئيس من كرامة الدولة، وإنّ انهيار قدسية الحاكم والجرأة في مواجهته ينبغي ألاّ تترجم إلى سلوك يزدريه ويحطّ من قدره، علما بأنّ النقد النزيه هو الذي يقوم على الدليل والحجة دون أن ينزلق إلى مدارج البذاءة والتجريح إلى حد إطلاق أوصاف الخيانة والعمالة على رئيس الدولة أو على أي مواطن عادي. لست أدعو إلى تأييد الرئيس والتصفيق له، لكنني أدعو إلى معارضته بكرامة وشرف. ومن المؤسف أنّ ذلك أصبح مطلبا صعبا في الأجواء الراهنة.
نصائح لا فضائح
الرسالة نت ،،،أ. وسام عفيفة
إليك عزيزي المواطن مجموعة من النصائح نتاج تجارب الناس ومقالب شربناها، ومن خلال عبر وعظات استخلصناها من أحداث الساعة:
- لا تسأل ضيفا يزور القطاع سواء من القوافل المتضامنة أو الشخصيات الرسمية أو الاهلية عما لا يعجبه في القطاع لأنه سوف يحرجك وهو يصف سوء الاهتمام بالنظافة، ولن يقبل منك أي تبرير سواء بحجة الحصار أو ضعف الامكانيات، لأن النظافة سلوك إنساني وليست قضية سياسية، ولا تشكو من أزمة الكهرباء، لأنه سينتقد عدم استثمار الجهات المسئولة الطاقة الشمسية في إنارة الشوارع على الأقل.
- إذا تعرضت لاعتداء من أي نوع لا تفكر في نقل القضية إلى المحاكم والقضاء، لأن الملف سيعلوه الغبار على الرف مع آلاف القضايا المماثلة، ويبقى الحال على ما هو عليه وعلى المتضرر "أن يقابلني إذا أخذ حكما قبل 3 سنوات" على الأقل.
واذا كنت المدعى ضده جهز الكفالة في جيبك قبل الجلسة الأولى.
- على الفتيات المخطوبات أو المقبلات على الزواج، الحرص على إضافة شروط في عقد الزواج، تضمن توفير حماية في حال وقوع خلاف مع الحماة، إلى جانب الحصول على بوليصة تأمين ضد الإصابات، ويفضل إجادة أحد فنون الدفاع عن النفس.
وإذا كان المثل الشعبي يقول اسأل عن الجار قبل الدار.. فالمثل الجديد يحذر: "اسألي عن حماتك قبل فارس أحلامك".
- في حال تورطت في شجار وتمكنت من ضرب غريمك كن أول من يفوز بسباق الوصول لأقرب مركز شرطة، وقدم الشكوى سريعا واستثمر المثل الشعبي: "ضربني وبكى وسبقني واشتكى"، وإذا هددك المتضرر بالتقاضي لدى العرف والإصلاح لا تقلق: "ديتها بوسة راس".
- إذا حصلت على عداد كهرباء جديد يعمل بنظام الدفع المسبق اتفق مع جارك أن يمدك "بخط سبير"، لأن بعض العدادات تتوقف عن العمل بشكل متكرر، فتنقطع الكهرباء، فيما يبدو أنها طريقة آلية لإجبار المشترك على التوفير، إلى جانب الانقطاع الدوري حسب الخطة 8 * 8.
- حاول إجراء تصوير مقطعي كامل لكافة أعضائك الحيوية الداخلية مع تسجيل شهادة لدى محام، ويفضل إثبات الحالة قبل إجراء عملية جراحية لان بعض المرضى ادعوا استئصال اعضاء داخلية بالخطأ.
- وأخيرا .. لا تصدق المثل الشعبي حول الميراث الذي يقول: "إللي خلفه أبوك إلك ولأخوك"، وعند تقسيم المال: "مطرح ما تأمن خون"، واذا كان عند أخوك مسدس اشتري "كلشن"، واحذر ثلاثة أنواع من النسوان إذا وسوسوا في أذن أخوك، منهم: مرة، ومرمرة، والثالثة بدها ضرب بالكندرة.