اقلام واراء اسرائيلي 355
1/6/2013
في هــــــذا الملف
الخيار الفلسطيني
بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت
معضلة أسير نصر الله
بقلم:تسفي برئيل ،عن هآرتس
تهدد اسرائيل بالقفز على رأسها في حرب سورية
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
لنلغي قانون التسلل
بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس
نتنياهو يهدد بوتين
بقلم:ايلي بردنشتاين،عن معاريف
سورية وحلفاؤها يتكلمون بوضوح
بقلم:بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم
الخيار الفلسطيني
بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت
يصعب عليهم في الجيش الاسرائيلي ان يفهموا ما حدث للمستوطنين في يهودا والسامرة، وأين منعتهم التي افتخروا بها كثيرا، وأين الطريق الطويل الذي اعتادوا الحديث عنه. ان عنصر مخالفة القانون ينحصر في عمليات ‘شارة الثمن’: ففي ليل يوم الثلاثاء أحرقت سيارات في ثلاث قرى فلسطينية في الضفة، وفي حيين شرق القدس. ولا يوجد مشتبه فيهم، وفي هذه الحالة لا يمكن الاتيان بأدلة قانونية عليهم. وأفرج عن اثنين اعتقلا في مطلع الاسبوع من قبل المحكمة.
وبدأت مجموعة اخرى أقرب الى المؤسسة الاستيطانية، حملة دعائية لتغيير أوامر اطلاق النار. ان ناس هذه المجموعة يريدون دما ويريدون قتلى، وهم يعتمدون ضمن ما يعتمدون عليه على تقرير صحافي في صحيفة ‘معاريف’ بقلم حين كوتس بار، شمل لقاءات صحافية مع ضباط وجنود عادوا محبطين من مواجهات مع راشقي حجارة فلسطينيين. ‘كنت أقف مثل بطة مع وسائل لتفريق المظاهرات ولا استطيع الرد’، اشتكى بعضهم. ‘نشعر بأننا أذلاء’، اشتكى آخر.
اجل يلاحظ تصعيد في العنف الفلسطيني. والسؤال هو ما الذي يصح ان يفعله الجيش الاسرائيلي لمواجهته. وليس للجواب أية صلة بأوامر اطلاق النار.
قدروا في قيادة المركز ان صفقة شليط وعملية عمود السحاب في غزة ستكونان دعما للمقاومة. ولا تقود حماس التصعيد، بل فتح والتنظيم، بتعام وتشجيع احيانا من جهات في السلطة. ويحمل عبء بعض ذلك راشقو حجارة غير منظمين وعفويون. وتتاح لأبو مازن اربع امكانات، الاولى مصالحة حماس وهو غير معني به؛ والثانية الارهاب وهو لا يؤمن بالارهاب؛ والثالثة تجديد التفاوض مع اسرائيل، وهو لا يؤمن بأن التفاوض سيفضي الى اتفاق يستطيع معايشته؛ والرابعة انتفاضة سلب شرعية، أي اعمال لتسويد وجه اسرائيل في الساحة الدولية تصاحبها حجارة على الارض. ويبدو ان هذا سيكون الخيار المفضل فهو يؤمن بأنه سيعيد قضية فلسطين الى البرنامج العام في العالم وفي اسرائيل ايضا.
كيف حدث ان عادت حركة فتح، التي كانت تعاني منذ زمن بعيد فسادا وتعفنا وتناقضا داخليا الى الميدان؟ اجاب أحد قادة الجيش الاسرائيلي عن هذا السؤال بالقول التالي: ‘ان فتح مثل لغة الايديش. والايديش بحسب الكلام تحتضر منذ مئة سنة’.
ان الاسرائيليين الذين يعيشون غرب الخط الاخضر فقدوا كل اهتمام بما يحدث وراءه. يتجول عندنا هنا جون كيري وزير خارجية اوباما المتحمس، ويعرض خطة سلام ستبطن باربعة مليارات دولار للفلسطينيين، واقامة سلام مع اكثر اعضاء الجامعة العربية والاسرائيليين، ولا يتأثر أحد لا في القدس ولا في رام الله. وحينما يتحدث مع الفلسطينيين عن المال يذكرونه بأنهم لم يحصلوا بعد على مئات ملايين الدولارات التي وعدوا بها في الماضي. وحينما يتحدث مع الاسرائيليين عن السلام يسخرون منه من وراء ظهره.
في ما يتصل بالارض، فان حكومة نتنياهو الجديدة اكثر يمينية من حكومة نتنياهو السابقة. ويتحدث نتنياهو مع الامريكيين عن تجميد البناء خارج الكتل الاستيطانية في واقع الامر، لكنهم يبنون على الارض في المستوطنات القائمة. وتجري على اربع بؤر استيطانية غير قانونية الآن عملية تبييض؛ ويوسع المجال البلدي لمستوطنات قائمة للتمكين من بناء آخر. ويقف وراء كل هذه الاجراءات وزير الدفاع بوغي يعلون فهو صاحب السلطة.
ان الحكومة الحالية مثل حكومات سابقة تفرق بين كتل الاستيطان وحضن الجبل. والسؤال هو ما الذي تشتمل عليه كتل الاستيطان. يضم التصور الجديد الى كتل الاستيطان مستوطنتي فيلا وعاليه وجاراتهما في قلب الضفة الغربية. وهما تتصلان باريئيل بواسطة مستوطنة نوفيه نحاميا.
ويضاف الى ذلك سؤال كيف تنظر اسرائيل الى المنطقة ج. ان العالم يرى اكثرها او يراها كلها جزءا من الدولة الفلسطينية. أما يعلون فيراها ارضا اسرائيلية لا يجوز التخلي عنها بلا مقابل أو لا يجوز التخلي عنها البتة. وحينما يطلب القائمون بمشروع روابي المدينة الجديدة تعبيد شارع في المنطقة ج من الشمال يقصر الطريق الى نابلس، يعوق القرار عنده؛ وحينما يطلبون في الادارة المدنية اعداد خطة هيكلية لبلدة فلسطينية قائمة بين قرية التسال وتومير في غور الاردن يصد ذلك؛ وحينما تثار فكرة اسكان القبيلتين البدويتين اللتين تسكنان على طول الشارع الى البحر الميت قبالة معاليه ادوميم قرب أريحا، وحينما ينفق اصحاب مشروعات عشرات ملايين الدولارات على انشاء حي جديد اسمه ‘باب أريحا’، في المنطقة أ قرب أريحا يرفض تمكينهم من الوصول الى شارع.
ان يعلون رجل مستقيم (ومحارب جريء ايضا كما أظهر فيلم في برنامج ‘عوفده’ عن اغتيال أبو جهاد). وهو بصفته وزير دفاع يتصرف بحسب التصور الذي تبناه لنفسه في السنوات الاخيرة.
ان السياسة التي يلتزم بها في الاشهر الاولى من ولايته تسقط عنه مطاردة المستوطنين الذي أقضوا مضاجع أسلافه ومنهم ايهود باراك، لكن المطاردات لا تختفي فهي تنتقل منه الى قائد منطقة نتسان الون والى مرؤوسيه من الضباط.
ان النضال من اجل أوامر اطلاق النار هو طريق المستوطنين لاظهار حضور من غير المس بالحكومة القريبة الى قلوبهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
معضلة أسير نصر الله
بقلم:تسفي برئيل ،عن هآرتس
‘أنتم خونة’ بهذا اتهم حسن نصرالله مقتدى الصدر الزعيم الشيعي العراقي الانفصالي. وكان هذا الاتهام ذروة الخلاف القوي الذي نشأ بين الزعيمين الشيعيين بعد ان رفض الصدر بشدة الاستجابة لطلب نصرالله ان يرسل محاربين للمعركة في سورية.
وأفادت الصحيفة السعودية ‘السياسة’ التي نشرت هذا الاسبوع تفصيلات عن الاختلاف على لسان زعيم شيعي انفصل عن صفوف الصدر، ان الصدر اتهم نصرالله بأنه ‘يطمح الى تحطيم ما بقي من الوحدة الوطنية العراقية. ان مشاركة شيعة عراقيين في الحرب في سورية، تعني حربا أهلية في العراق. اذا كنت تريد تعريض لبنان للخطر فأنت وذاك لكن لا يجوز لك ان تُعرض الشيعة في العراق للخطر’.
التزم موقفا مشابها زعماء دينيون شيعة كبار في العراق منعوا الى الآن أي تدخل عراقي في سورية الى جانب النظام، أو الى جانب حزب الله. ويكتب محللون عراقيون ان نصر الله في ضائقة، ان قواته التي يبلغ عددها نحوا من 50 ألف مقاتل غير كافية للقتال في مدينة القصير في سورية والحفاظ على المواقع التي احتلوها وحماية قواعد المنظمة في الوقت نفسه في جنوب لبنان، وحماية الحي الجنوبي في بيروت ومنطقة البقاع اللبناني ايضا. ‘هذه مهمات أكبر من المنظمة، ومن هنا جاء نداء المساعدة الذي وجهه الى الصدر’، كتب محلل لبناني. ويعتقد محللون آخرون في الوقت نفسه أن نصر الله يطمح الى انشاء جيش شيعي يؤلف من مقاتلي جيش المهدي العراقي ومن مقاتليه يتولى قيادته نصر الله وتنفق عليه ايران.
ان رفض الصدر مساعدة نصر الله في سورية لطمة ايضا للنظام الايراني، ولا سيما بعد ان كانت ايران تنفق على جيش المهدي الذي يتولى قيادته مقتدى الصدر ويبلغ عدده نحوا من ستين ألف مقاتل في أنحاء العراق، وحصل على تدريب عسكري من رجال حزب الله، لكن مقتدى الصدر مشغول الآن بمعركة سياسية داخل العراق، يطمح بها الى اسقاط رئيس الوزراء نوري المالكي حليف ايران، ويؤيده في ذلك أبناء الأقلية السنية الذين يشكلون خصما عنيفا وعنيدا للحكومة العراقية، ومن هنا ينبع ايضا رفضه مساعدة حزب الله. ونقول بالمناسبة انه ليس معنى ذلك عدم وجود مقاتلين من جيش المهدي في سورية، لكنهم حسبما يقول الصدر، ناشطون مستقلون أو تركوا جيش المهدي بعد ان استقر رأي الصدر على تجميد عملياته القتالية في العراق.
إن هذه العلاقات القابلة للانفجار بين الصدر ونصرالله تدحض، جزئيا على الأقل، زعم ان المعركة التي يصرفها حزب الله في سورية هي حرب شيعة للسنيين. ويمكن ان نجد أدلة اخرى على أن الصورة الطائفية للحرب ليست بالضرورة الوصف الدقيق في أن قوات كثيرة في جيش النظام نحوا من 60 في المئة من الجنود بحسب بعض التقديرات هم سنيون. وتراوح تفسيرات عدم انشقاقهم وانضمامهم الى الجيش السوري الحر بين الخوف من قادتهم أو الخوف على حياة عائلاتهم، وبين الثقة الكاملة بانتصار النظام. وتوجد بين المتمردين ايضا، وأكثرهم أو كلهم سنيون، اختلافات قوية، وكذلك في المعارضة السياسية السورية التي تعمل خارج الدولة يصعب على السنيين تشكيل كتلة موحدة. لا نقصد ان نزعم أنه لا توجد حرب طائفية في سورية وأنه لا توجد تصفيات حساب لاسباب طائفية، لكنها قبل كل شيء معركة من اجل السيطرة ومن اجل البقاء.
دفع نصر الله نفسه في حرب البقاء الى نفق ضيق خانق، وقد أصبح النقد عليه في الدول العربية لاذعا وشاملا. وثار خصومه السياسيون في لبنان على ‘جره لبنان الى الدمار لمشاركته في حرب ليست له في سورية’، كما قال سعد الحريري. ودعا الفقيه الشيعي المهم علي الأمين نصرالله الى سحب قواته من سورية لمنع حرب طائفية في لبنان، وذكّرت محللة صحيفة ‘الحياة’، بيسان الشيخ، نصرالله باعترافه بالخطأ بعد حرب لبنان الثانية، ‘انه يقاتل الآن في دولة ليس فيها محتل وهو لا يحمي مواقع شيعية مقدسة… هذه حرب على الحياة أو الموت بالضبط كما كانت الحرب مع اسرائيل في 2006 بالنسبة اليه، فهل يعود هذه المرة ايضا ليعترف بخطئه؟’.
هذه الحرب بالنسبة لنصرالله هي في الحقيقة حرب حياة أو موت ومشاركته في الحرب ليست فقط إظهار ارادة خيرة أو مجازاة لسورية وايران عن سنين من الدعم. ان سورية السنية فضلا عن ان تكون سورية التي تحكمها منظمات متطرفة كالاخوان المسلمين الذين هم عنصر المعارضة الأكبر، تعني فصل أنبوب الحياة اللوجستي والاقتصادي الذي كان يعمل بلا تشويش من ايران الى حزب الله عن طريق سورية. ويعني ذلك ايضا فقدان القدرة على التهديد بالهجوم على اسرائيل لأن ذلك سيكون انتحارا منه بغير دعم عسكري سوري. ومن هنا فان شرعية حمله السلاح لحماية لبنان بدل جيش لبنان ستفقد صلتها بالواقع، واذا استمر في ان يكون قوة سياسية قوية ومؤثرة بفضل السلاح الكثير الذي ما زال يملكه فسيضطر الى اجراء صراع عسير في مواجهة من يطلبون نزع سلاحه.
يرى نصر الله أنه لا يوجد في ظاهر الامر خيار آخر سوى انتصار الاسد واستمرار تأثير ايران في سورية. وهو يستطيع في الحقيقة ان يتسلى بحلم ان توافق قوات متطرفة سنية على معاونته في حربه لاسرائيل. لكن ناشطي القاعدة بيّنوا عشرات السنين انه ليس بينهم وبين الشيعة أي أساس للتعاون، لا عقائدي ديني ولا تكتيكي. وإن حربهم في العراق للنظام الشيعي تقوي فقط هذا التوجه. ويصعب أن نراهم يتخلون عن الايديولوجية حتى لو كان ذلك لمحاربة اسرائيل الى جانب حزب الله.
ومن هنا تأتي الأهمية الكبيرة التي توليها ايران وروسيا للمؤتمر الدولي الذي يفترض ان يعقد في الشهر القادم في جنيف، لمحاولة وجود قناة سياسية تبقي الاسد ولو فترة انتقالية تضمن ايضا استمرار بقاء حزب الله. ان التفاهم بين روسيا والولايات المتحدة الذي يقول إن هذه الاخيرة لن تعارض بقاء الاسد في الفترة الانتقالية ولن تطالب بتنحيه قبل التفاوض السياسي قد يكون بشرى طيبة لايران والاسد، لكن المعارضة السورية ما زالت تعارض وما زالت تطلب تنحية الاسد قبل أي تفاوض. وليس من الواضح الى الآن ايضا مكانة ايران في المؤتمر، فما زالت الولايات المتحدة تعارض مشاركتها وكذلك فرنسا ايضا لكن روسيا تصر وايران تطلب ان تكون شريكة. ‘لايران دور مهم في سورية وعلينا ان نستغل ذلك للمساعدة على حل سياسي’، قال هذا الاسبوع نائب وزير الخارجية الروسي غنادي غتيلوف.
وليس من الواضح الى الآن ايضا كيف سيعمل الجيش السوري الحر الذي منح لبنان في يوم الثلاثاء 24 ساعة لاخراج قوات حزب الله من سورية. إن الحوار العسكري الذي أخذ يسخن بين روسيا والولايات المتحدة التي أمرت باعداد خطة لانشاء مناطق حظر طيران في سورية بعد أن أعلنت روسيا أنها ستنقل الى سورية صواريخ اس300، يُسخن الجو قُبيل المؤتمر. وكل ذلك في حين ستجرى بعد اسبوعين انتخابات الرئاسة في ايران التي قد تحدد ايضا سياسة الغرب نحو البرنامج الذري. هل سيكون الهجوم على سورية هو الرسالة أو يكون التخلي لايران في الشأن السوري هو الاغراء؟ سيكون لنصر الله ما ينتظره.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
تهدد اسرائيل بالقفز على رأسها في حرب سورية
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
زادت الصحافة اللبنانية (الخميس) صباحا درجة التوتر في الشمال عدة درجات اخرى لا حاجة اليها، بعد ان اقتبست من مقابلة صحافية مع رئيس سورية بشار الاسد، تقول كأن روسيا قد نقلت منظومة دفاع جوي من طراز اس300 الى دمشق. ونظروا في اسرائيل الى هذا البلاغ في شك. وتبين في ساعات المساء ان النبأ المنشور كان سابقا لأوانه حقا، لأن الصيغة الكاملة للمقابلة الصحافية التي اجراها الاسد مع شبكة تلفاز حزب الله ‘المنار’، يتبين ان الاسد قال ان الصفقة ستتحقق في المستقبل، لكنه لم يزعم قط ان المنظومة قد اصبحت في حوزته.
تم التوقيع على صفقة الدفاع الجوي الكبيرة بين روسيا وسورية نهاية 2010، لكنها لم تنفذ بعد. وقد أعلنت روسيا على الملأ نيتها الامداد بالصواريخ في بداية أيار/مايو بعد وقت قصير من الهجوم الجوي الثالث، الذي نُسب الى اسرائيل على سورية. وكان يقف في الخلفية ايضا الجهد الروسي لدعم نظام الاسد في مواجهة الدعم الاوروبي للمتمردين، وقُبيل عقد المؤتمر الدولي عن الوضع في سورية.
يتوقع ان يطول مسار استيعاب منظومة الـ اس300 من نصف سنة الى سنة. ويفترض ان يشمل عدة مراحل، من ارسال مختصين سوريين للاعداد في روسيا الى وصول عناصر اولى الى سورية، ثم الى ادماجها في منظومة واحدة تُعرف بأنها عملياتية، ولكن يبدو الآن ان سورية ما زالت بعيدة عن قدرة عملياتية. وتفكر اسرائيل، بحسب التهديد الصريح لرئيس مجلس الامن القومي يعقوب عميدرور، بان تهاجم الصواريخ قبل ان تُنشر المنظومات في سورية، وبذلك تهدد اسرائيل بأن تقفز على رأسها في الفوضى السورية، وهي خطوة وعدت فترة طويلة بأن تبذل كل جهد للامتناع عنها. إن نافذة الوقت للهجوم ما زالت واسعة نسبيا من جهة مبدئية، لكن سيُحتاج مع القرار بالهجوم الى ان يؤخذ في الحسبان ايضا احتمال ان ترى روسيا ذلك تحديا لها.
لا عجب من ان عميدرور قلق. ان دخول الـ ‘اس300′ اذا تحقق آخر الامر فيه تغيير أساسي لمعادلة الردع الاستراتيجي في الشمال. في 1982 في حرب لبنان الاولى دمر سلاح الجو الاسرائيلي منظومة صواريخ ارض جو السورية في البقاع اللبناني، وتمتع منذ ذلك الحين بثلاثة عقود تقريبا من التفوق الجوي المطلق المدعوم بفهم الجانب العربي لمبلغ الضرر الذي يستطيع سلاح الجو إحداثه وقت الحرب. وبُنيت ردا على ذلك ايضا قوة الصواريخ والقذائف الصاروخية للجيش السوري ولحزب الله بعده، بغرض تهديد الجبهة الاسرائيلية الداخلية القابلة للاصابة مع الالتفاف على سلاح الجو الاسرائيلي. يصعب الحديث عن الحدود الشمالية بمفاهيم الاستقرار، لكن الردع المتبادل ساعد كما يبدو على إبعاد الحرب منذ كانت جولة القتال الأخيرة مع حزب الله في 2006.
ان نشر منظومة ‘اس300′ قد يُعرض للخطر حرية عمل سلاح الجو الاسرائيلي في الشمال. وقدر مسؤولون كبار سابقون في هذا السلاح أمس ان الجيش الاسرائيلي وقت الحاجة سيستطيع التغلب على عائق المنظومة الدفاعية الجوية، كما فعل في الماضي، وعلى حسب تقدير وسائل اعلامية اجنبية قد تكون اسرائيل تدربت في قبرص على طيران لمواجهة منظومة اس300. وما زال يوجد هنا الى الآن تغيير محتمل أساسي في المعادلة. يصعب ألا نتذكر المثلث الاسرائيلي المصري الروسي حول نشر الصواريخ المضادة للطائرات في منطقة قناة السويس بين أواخر حرب الاستنزاف وحرب يوم الغفران.
إن التطورات الاخيرة تعود وتثير علامات سؤال تتعلق بمبلغ الحكمة في الهجوم الاسرائيلي الثالث على سورية، حتى لو كانت روسيا ستعلن تنفيذ الصفقة لاعتباراتها الخاصة. ومهما يكن الامر بدا ان الاسد يحاول بدعم روسي ان يردع اسرائيل عن هجمات اخرى بطرق شتى من التهديد باطلاق صواريخ الى التحذير من اشعال الحدود في الجولان ثم الى صفقة الصواريخ في المستقبل.
حدث أمس تطور آخر يتعلق بالازمة في سورية بطريقة غير مباشرة، فقد أعلنت السلطات في نيجيريا عن القاء القبض على خلية لحزب الله خططت لعمليات موجهة على أهداف اسرائيلية وغربية، وقد بادر حزب الله وايران الى سلسلة هجمات مشابهة في أنحاء العالم في العام الماضي (ومنها في جورجيا والهند وتايلاند وبلغاريا وقبرص)، لكن ليس من الممتنع ان يكون التوتر بين اسرائيل وسورية قد ساعد على حث محاولة العملية الأخيرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
لنلغي قانون التسلل
بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس
يوم الاحد القريب القادم ستبحث محكمة العدل العليا في التماس ضد قانونية التعديل لـ’قانون التسلل’ الذي سن في 2012. هذا القانون، الذي هو احد الثمار الفجة للكنيست السابق، يصم سجل القوانين الاسرائيلي بالعار. فهو يسمح باعتقال طالبي اللجوء بشكل غير محدود بالزمن، فيما أن كل خطيئتهم هو انه لا يمكن طردهم من اسرائيل بسبب الخطر المحدق بهم في دولتهم الاصلية.
بقوة هذا القانون يعتقل قرابة 2000 رجل وامرأة وطفل في معسكرات حبس في الجنوب، في ظروف قاسية للغاية. بين الملتمسين لمحكمة العدل العليا، طفلة ابنة سنة وثلاثة اشهر من ارتيريا، كانت معتقل في ‘سهرونيم’ مع امها. وحسب القانون، باستثناء حالات شاذة، سيحبس الانسان في منشأة الحبس على مدى ما لا يقل عن ثلاث سنوات.
يؤثر القانون بشكل خاص على طالبي اللجوء من ارتيريا والسودان. والدولة لا تطلب منهم العودة الى دولهم بسبب المخاطر المحدقة بهم، ولكنها لا تفحص بشكل فردي اذا كانوا يستحقون صفة لاجئ او من ينطبق عليه مبدأ ‘عدم الاعادة’. وكان هذا الموقف مقبولا لو لم تكن الدولة استغلت عدم الاعتراف الفردي بمكانة طالبي اللجوء، كي تعرضهم كـ’متسللين’ ومجرمين والتنكيل بهم: فهم ليس فقط لا يحصلون على مكانة قانونية مرتبة في البلاد لفترة مكوثهم، بل ويجلعون لجوءهم جريمة، العقاب عليها ليس محدودا بالزمن.
ان ادراج طالبي اللجوء في ‘قانون التسلل’ وتحويل اللاجئ الى مجرم يدل على تفريغ ميثاق اللاجئين من محتواه. اما حبسهم من أجل ردع الاخرين عن المجيء فهو حبس ليس لغاية مناسبة. عمليا، يحاول القانون التخلي عن الثورة التي جاء ميثاق اللاجئين كي يحدثها بالنسبة لمعاملة الاشخاص المضطهدين في دولهم.
ان تعليمات القانون التي ستبحث فيها محكمة العدل العليا لا تقف فقط ضد القانون الدولي والاسرائيلي، بل ايضا ضد قيم العدل والاخلاق. ان قانون التسلل، والمعاملة المهينة للناس، الذين كل خطيئتهم انهم فروا بسبب تعرض حياتهم للخطر، تصم دولة اسرائيل بالعار. في ضوء انغلاق الحس في الكنيست وفي الحكومة، يبدو ان محكمة العدل العليا هي الوحيدة التي يمكنها أن تنقذ.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو يهدد بوتين
بقلم:ايلي بردنشتاين،عن معاريف
لمح رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو في لقائه الاخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى ان اسرائيل ستضرب صواريخ اس 300 الروسية على الاراضي السورية، قبل أن تصبح تنفيذية، هذا ما علمت به ‘معاريف’ على لسان مصادر دبلوماسية في الشرق الاوسط اطلعت على تفاصيل اللقاء. وقال الرئيس السوري بشار الاسد امس في مقابلة مع تلفزيون حزب الله، ان الارسالية الاولى للصواريخ وصلت اليه.
لقد استخدم نتنياهو تعبيرا مشابها للتعبير الذي استخدمه مستشار الامن القومي يعقوب عميدرور، في الاستعراض الذي قدمه لسفراء الاتحاد الاوروبي الاسبوع الماضي. وكان الحاضرون في اللقاء في مدينة سوتشي عشية عيد الاسابيع ‘في صدمة’ من الجسارة التي ابداها نتنياهو حيال زعيم احدى الدول العظمى في العالم. وحسب المصادر، التي اطلعت على تفاصيل اللقاء، فقد فهم بوتين نية نتنياهو، والروس لم يفاجأوا على الاطلاق من اقوال عميدرور التي تسربت الى وسائل الاعلام الاسرائيلية هذا الاسبوع.
وبينما دعي نتنياهو تحت ذريعة عرض التسوية على سورية، التي بادر اليها الرئيس المصري مرسي، استجاب رئيس الوزراء للدعوة كي يعرب عن قلقه من النية لتنفيذ صفقة نقل منظومات صواريخ مضادة للطائرات الى سورية. وكان نتنياهو اطلع على تقارير استخبارية اشارت الى أن ثلث صفقة الـ 900 مليون دولار خرج الى حيز التنفيذ منذ الان، بما في ذلك نقل أجزاء من المنظومة، مثلما كشف النقاب الاسد امس في المقابلة مع ‘المنار’.
وفي اثناء اللقاء بحث بتوسع السياسة التي ينبغي اتخاذها تجاه المواجهة في سورية، المستمرة للسنة الثالثة. وأعرب بوتين عن تخوف شديد من انصراف الاسد والتأثير السلبي الذي سيكون لذلك على المنطقة بأسرها، واجاب نتنياهو بان اسرائيل هي الاخرى تخشى ذلك.
اذا كان هكذا، سأل بوتين، فلماذا هاجمت اسرائيل سورية مرة اخرى، في عملية سخنت الجبهة ومن شأنها أن تدفع السوريين الى تفكير غير صحيح والرد على اسرائيل، الامر الذي سيؤدي الى سقوط الاسد. اسرائيل بالفعل تخشى الرد السوري وانطلاقا من انعدام البديل سترد في مثل هذه الحالة، مما سيؤدي الى التصعيد، واقترح بوتين على نتنياهو بانه من أجل الامتناع عن مثل هذا الوضع، لماذا لا تقصف اسرائيل قوافل السلاح على الحدود مع لبنان. اما رئيس الوزراء فرفض الاقتراح.
وبالنسبة لصواريخ اس 300، تبين ان لاسرائيل عدد من الخطوط الحمراء: احباط تهريب السلاح الكيميائي او المتطور الى حزب الله او الى جهات متطرفة، هو واحد منها، والثاني هو عدم السماح للصواريخ بان تصبح تنفيذية تحت حكم الاسد. وسعى بوتين الى تهدئة روع نتنياهو وقال انه طالما كان الاسد في الحكم لا خوف على مصير الصواريخ، لانه مسؤول ولن يسمح بان تتسرب الى جهة اجنبية.
ويعتقد الروس، مع ذلك، بانه اذا ما احبطت قوافل السلاح الى حزب الله في الحدود السورية اللبنانية، فان الامر سيمنع التصعيد والاسد لن يكون ملزما بالرد.
وحسب المصادر الاجنبية، وافق نتنياهو على أن التخوف من الصواريخ اكبر في حالة سقوط الاسد، وعندما عاد وأعرب عن قلقه من مجرد الصفقة، شرح بوتين بانه ملزم بالايفاء بها كي لا يتضرر من حيث المال أو الصورة ـ لا سيما بعد أن احبطت صفقة مشابهة مع ايران بضغط دولي. ولمح بوتين الى انه يوجد سبيل لالغاء الصفقة، اذا ما اشترت اسرائيل او جهة اخرى المنظومة او ‘اقترحت بديلا’.
وقدرت محافل استخبارية غربية، تقيم علاقات ثقة، سواء مع القدس أو مع موسكو بان تهديد نتنياهو بضرب الصواريخ الروسية كفيل بان يقدم لبوتين السبب اللازم للامتناع عن تنفيذ الصفقة. وحسب هذه المحافل، فقد فهم بوتين جيدا بان عملية اسرائيلية كفيلة بان تجر ردا سوريا، يؤدي الى تصعيد.
وتقول هذه المصادر ان ‘بوتين يفهم جيدا بان وضعا كهذا سيؤدي الى هزيمة الاسد وانصرافه وهذا هو أكثر ما يخيف موسكو. وبقدر كبير فان القرار في مواصلة تنفيذ الصفقة وجعل الصواريخ تنفيذية يوجد في يد بوتين.
ويبدو أنه يستخدم التهديد بتزويد سوريا بالصواريخ كرافعة لضمان دور مركزي له في حل الوضع في سورية، وتحقيق تفاهمات أوسع مع الولايات المتحدة في سلسلة من المسائل الاخرى’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
سورية وحلفاؤها يتكلمون بوضوح
بقلم:بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم
حينما نشبت الاضطرابات في درعا في 15 آذار/مارس 2011 كان واضحا ان الشأن السوري سيكون مختلفا جدا عن الربيع العربي. فللحرب الاهلية في سورية الكثير جدا من الآثار المباشرة على الكثير جدا من دول المنطقة. ويمكن الان بعد 800 يوم من نشوب الصراع العنيف ان نرى كيف نجح هذا الصراع في إحياء الحرب الباردة بين القوتين العظميين. فواشنطن وموسكو اختارت كل واحدة منهما طرفا.
كان هذا اسبوعا جد غير لطيف لمن يظن ان شيئا ما قد تغير حقا في منطقتنا. فليست ‘النوايا الخيرة’ و’الاخلاق’ متاعا منتشرا في الشرق الاوسط. ويجب الاعتراف بأن العالم لا يساعد بصورة مميزة ايضا كما كان هذا الاسبوع.
كان هذا اسبوعا رأينا فيه، في خيبة أمل كبيرة، ان حل الصراع السوري لا يمر بدمشق بل بموسكو، وكان اسبوعا لم يخف فيه الروس نواياهم فما زالت روسيا تصوت للاسد. وليس عجبا ان يعلن الاسد انه لا يطلب فقط انهاء ولاية حكمه في 2014 بل ان يرشح نفسه لولاية اخرى.
وكان هذا اسبوعا أدركت فيه دمشق كم يُستحسن ان تربط اسرائيل بالصراع. وقد أدركت القدس أنه أفضل لها أن تقلل الحديث أو ان تتحدث فقط حينما يكون الحديث ضروريا (يعقوب عميدرور بشأن شحنة الصواريخ الروسية المرسلة). وهدد وزير الخارجية السوري بأن هجوما اسرائيليا آخر على بلده سيُرد عليه فورا. وليس من المؤكد انه يقصد ذلك، وأن سورية قادرة على ذلك. بيد ان سورية تريد ان تطمس في الشارع العربي على آلاف الضحايا بشهادة بطولة في مواجهة عسكرية معنا.
كان هذا اسبوعا استمر فيه الغرب على ارسال رسالة مبلبلة، فـ’محور الشر’ يعرف كيف يتحدث بوضوح، أما ‘محور الخير’ فيتلعثم، وهنا في واشنطن التي خضعت لموسكو حينما وافقت على ان يحضر الى مؤتمر جنيف الثاني ممثلون للاسد لأول مرة الى جانب المتمردين، أخذوا يحتجون فجأة على نقل سلاح روسي الى الاسد وينشرون خطة (؟) لاغلاق المجال الجوي في سورية، أما الاتحاد الاوروبي فكشف مرة اخرى عن عجزه باستقرار رأيه على ازالة حظر تسليح المتمردين، وكأنما ليُسوغ حقيقة أنه لا يفعل ذلك في الحقيقة أو لا ينوي أن يفعل شيئا في سورية.
وكان هذا ايضا اسبوعا رأينا فيه مبلغ عدم وجود عالم عربي موحد (ومتى كان؟) وأن مواجهات الأمس تعود لتظهر فوق السطح، فها هو لبنان وهو مركز ازمات اقليمي منذ كانت الحرب الأهلية في 1975 عادت لتهدد استقرارنا. وحزب الله الشيعي والمنظمات السنية في صراع عنيف، أما القذائف الصاروخية من سورية فتسقط في بيروت، وليس عند رئيس لبنان ميشيل سليمان خيارات كثيرة سوى ان يطلب الى حلفائه السياسيين من حزب الله ان يكفوا عن التدخل خشية استيراد الحرب الى لبنان.
إن الراعي الايراني يحافظ على تقسيط صحيح، وهم في ايران يستعدون للانتخابات في حين ما زال الاسد في الحكم وتدور آلات الطرد المركزي.
وكان هذا ايضا اسبوعا سُجل فيه نجاح كبير للبوظة السورية ‘بكداش’ التي افتتحت حانوتا في العاصمة الاردنية. إن فرعها الرئيس (وقد ذقت فيه) يقع في السوق القديمة الساحرة من دمشق. وقد جاء السوريون الذين يشتاقون الى بلدهم زرافات زرافات ليذوقوا البوظة التي ينثرون عليها الفستق الحلبي. وهم لن يأتوا في القريب الى فرع البوظة الرئيس في دمشق.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
