اقلام واراء اسرائيلي 359
6/6/2013
في هــــــذا الملف
شبه الهلال العراقي
بقلم: شوكي فريدمان ،عن معاريف
ابطال متعبون
بقلم: ناحوم برنياع ،عن يديعوت
ستبقى رام الله لطيفة
بقلم: عميرة هاس ،عن هآرتس
صواريخ اس 300 لم تنقل لسورية الى الان
بقلم: ايلي ليئون ،عن اسرائيل اليوم
الدولة الاكثر تهديدا في العالم
بقلم: تسفي بارئيل ،عن هآرتس
يعيشون في الهذيان
بقلم: أسرة التحرير ،عن هآرتس
شبه الهلال العراقي
بقلم: شوكي فريدمان ،عن معاريف
بقوة اقول هكذا، في غضون بضعة اشهر سنجد أنفسنا امام ‘شبه هلال عراقي’: الفوضى الفتاكة السائدة منذ عقد في العراق وسنتين في سورية ستنتقل الى لبنان، والثمن، وكيف لا، ستدفعه اسرائيل ايضا. منذ اجتاحت الولايات المتحدة العراق في 2003 قتل هناك في احداث العنف مئات الالاف من الاشخاص، وتتراوح التقديرات بين 200 الف واكثر من مليون(!) قتيل، اغلبيتهم الساحقة مدنيون، والوضع لم يهدأ حقا، شهر ايار/مايو الماضي كان فتاكا على نحو خاص، فقد أحصت مصادر في الامم المتحدة ما لا يقل عن 1045 قتيلا في شهر واحد.
الوضع الذي يتشكل منه المعمعان العراقي هو حكم مركزي ضعيف، موضع خلاف وغير ناجع؛ اغلبية شيعية تمسك بالحكم بصعوبة؛ اقلية سنية مهمة تشعر بانهم سرقوا منها الحكم؛ اقلية كردية تتطلع الى توسيع استقلالها على حساب الحكم المركزي؛ محافل جهادية عالمية، ‘القاعدة’ ومنظمات شقيقة من الناحية الايديولوجية تتدفق الى العراق من دون توقف؛ خلف الكواليس، وعميقا في المعمعان ـ الجار والعدو القديم ايران؛ متدخلون أجانب آخرون ـ قوة عظمى واحدة، الولايات المتحدة، وجهات عربية وغربية، كل العناصر تخلق رد فعل لا يتوقف في كل مرة يضعف فيها لهيبه قليلا، تحرص واحدة من الجهات على أن تصب مزيدا من الزيت على الشعلة، كي ترفع مستوى اللهب من جديد.
كل هذه العناصر موجودة اليوم في سورية، 120 ألف قتيل حقا، هناك ايضا الحكم المركزي الشيعي (نوع منه) فقد السيطرة الناجعة على الدولة، والان يكافح في سبيل حياته، الى جانب النظام، على الملأ، صحيح حتى يوم امس، يقاتل رجال حزب الله، وميل واحد من الخلف في قناة رجال الحرس الثوري الايراني ممن يغذون الشعلة بمساعدة المقاتلين، بالسلاح والمال، ومقابلهم تقاتل محافل المعارضة السنية المحلية، ولكن هؤلاء اغرار صغار مقارنة بمحافل الجهاد العالمي السنة، من خريجي ساحات المعارك في العراق، اليمن، افغانستان وغيرها ممن يتدفقون الى داخل سورية ويشكلون لباب القوة العسكرية للثوار، والاكراد، الذين يحاولون هنا ايضا قضم سيادة النظام في مناطقه.
والشعلة تغذى ايضا من الخارج، مثلما في العراق، قوة عظمى واحدة، روسيا، وجهات عربية وغربية تدفع للثوار السلاح والمال الحيوي جدا، وحسب قرار الاتحاد الاوروبي سيزيدون اكثر فأكثر هذه المساعدة في الزمن القريب القادم، ما أن اضرمت الشعلة حتى باتت كل هذه المحافل موجودة وتقاتل، فانه من الصعب التوقع متى سيتوقف رد الفعل.
في لبنان توجد منذ الان تقريبا ذات العناصر، اغلبية سنية تسيطر سيطرة غير ناجعة، اقلية شيعية تملك قوة عسكرية لدولة متوسطة وتفرض نفسها على الباقي، تدخل ايراني حتى الرقبة، تاريخ من الحروب الاهلية الدامية لعشرات السنين وتدخل من خلف الكواليس لجهات عربية وغربية.
قرار نصرالله الاستراتيجي لان يشارك علانية الى جانب نظام الاسد سيضيف العناصر الناقصة وسيؤدي الى اضرام الشعلة (من جديد) في لبنان ايضا، فطالما كان يقاتل نصرالله الى جانب الاسد ليس بشكل علني ومعلن، استوعبت المحافل السنية تدخله ولم توجه النار اليه، ولكن في الايام الاخيرة تم اجتياز هذا الخط، ففي معارك القصير بدا وكأن حزب الله يقود المعركة، ونظام الاسد يقدم له الوسائل فقط، ان قرار نصرالله، الذي اسند بتصريحات علنية، جلبت عليه منذ الان نار الرد نحو معاقل حزب الله في البقاع، وفي الضاحية الجنوبية في بيروت، وبالتوازي اعلن الشيخ القرضاوي المفتي السني الابرز، فريضة القتال ضد حزب الله.
ولكن هذه مجرد البداية، فليس هناك بين سورية ولبنان حدود عملية، وعبور المقاتلين بين الدولتين لا يمكن منعه، ما أن اصبحت منظمة حزب الله لاعبا علنيا وكاملا في مواجهة المعارضة السورية ومحافل الجهاد التي تساندها، فانهم سيطاردونه في قواعده، في لبنان، وهكذا تضرم مرة اخرى الشعلة اللبنانية، واللهيب المستتر على مدى السنين تحت السطح سينفجر لهبا حارقا، وفي غضون اسابيع حتى اشهر هناك ايضا سنجد انفسنا امام حرب الجميع ضد الجميع، مع كل العناصر المعروفة من الساحات الاخرى، والمشكلة كبيرة، وهكذا سينشأ ‘شبه هلال عراقي’ من جبهة واحدة طويلة بين تلك القوى ذاتها، ومع التدفق الحر للقوات والوسائل بين الساحات، واسرائيل؟ لا بد سيأتي اليوم الذي تشتاق فيه الى الوضع الذي كان فيه في لبنان عنوان، حتى وان كان هذا العنوان هو حزب الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ابطال متعبون
بقلم: ناحوم برنياع ،عن يديعوت
أتى عشرات الالاف الى ميدان تقسيم في المساء، واعلن عدد من الاتحادات المهنية اضرابا اليوم، وهذه الاتحادات تنوي حشد اعضائها في الميدان. ان الاحتجاج في ظاهر الامر يستمر كالعادة في اسطنبول وفي العاصمة أنقرة، لكن من الصحيح الى امس انه لوحظ انخفاض في التوتر وخفتت حوادث العنف. وقد تعلم الطرفان درسا من الاخطاء التي قاما بها في الايام الخمسة الاولى. وقال المحتجون ما عندهم، وهم لا يعرفون ماذا سيقولون بعد الان.
اردوغان الذي كان يفترض أن يعود امس من زيارته لشمال افريقية، استمر أمس في محاولات سلب الاحتجاج شرعيته. وزعم ان الاذرع الاستخبارية التركية تفحص مشاركة ‘قوى اجنبية’ في الاحتجاج، لكنه رفض أن يقول ما هي القوى التي يقصدها. وكانت عنده فرصة ذهبية ليقول شيئا ما منددا بحكومة اسرائيل والموساد، لكنه اختار تجاوز ذلك. وقد اتهم المتظاهرين بالتطرف وقال: ‘يحسن باولئك الذين يطلبون منا ان نكون معتدلين ان يكونوا هم أنفسهم معتدلين. ان دخل الفرد في تركيا يبلغ اكثر من عشرة الاف دولار في السنة، فالناس يحسدون على ما هم عليه’.
واستعمل الرئيس عبدالله غول، وهو من حزب اردوغان لغة مختلفة، فقد شبه غول الذي يشبه الرئيس بيرس عندنا في تأديته دورا معدلا ومصالحا في الازمات الداخلية، موجة الاحتجاج في تركيا بالتظاهرات التي حدثت في اوروبا وفي الولايات المتحدة في 2011، ورفض تشبيهه بالثورات في العالم العربي.
‘لم توجد عندهم انتخابات حرة ولا محاكم مستقلة’، قال. ‘وهي موجودة في تركيا’.
كان ذلك الكلام يرمي قبل كل شيء الى تهدئة العالم، لانه اذا كان الحديث عن صيغة تركية لحركة احتلال وول ستريت او لندن او باريس فلا داعي للخوف، لان الاحتجاج سيصور ويختفي. وكان يرمي ايضا الى تهدئة الاتراك على جانبي المتراس: فمن يعارض الاحتجاج يستطيع أن ينتظر اختفاءه في صبر ويستطيع من يؤيده أن يشعر بانه جزء من الغرب لان عنده ما يفخر به.
يخيل اليّ ان في كلامه شيئا من الصدق لان ميدان تقسيم ليس ميدان التحرير. وليست تركيا هي مصر، لان مصر دولة يصعب عليها اطعام سكانها، اما تركيا فهي قوة اقتصادية كبيرة لها احتمال لا يستهان به أن تصبح خلال عشر سنوات الاقتصاد العاشر في العالم من حيث الكبر.
تمت من وراء الستار جهود لاعطاء المتظاهرين شيئا يسهل عليهم العودة الى الحياة المعتادة، ولا توجد في هذه الاثناء نيات انشاء لجنة كلجنة تريختنبرغ، لكن قد يتبنى بعض مطالب المحتجين. وقد تجري تغييرات على خطط البناء في المتنزه الملاصق للميدان، وستحاول الحكومة أن تبرهن على أنها منصتة لدعاوى المتظاهرين وانها ‘حكومة كل الاتراك، اولئك الذين صوتوا لنا والذين لم يصوتوا لنا’، كما قال امس نائب رئيس الوزراء الذي عاد واعتذر امس ايضا من سلوك رجال الشرطة العنيف.
ان الكرامة لها دور مركزي في تركيا وليس في تركيا فقط. ان رئيس وزراء يتساهل في كرامته، من المؤكد انه سيرى ضعيفا وخائنا لاشد مؤيديه اخلاصا. ان مرحلة المصالحة اصعب على اردوغان من مرحلة الصراع.
هذا احد الفروق الكبيرة بين الاحتجاج الاجتماعي في الغرب (وعندنا ايضا) والاحتجاج هنا: فالاحتجاج محصور في انسان واحد وفي رؤيته ومزاجه وصورة حكمه. والمتظاهرون يحصرون اهتمامهم فيه، رغم انهم يعلمون انه لا احد يستطيع الان ان يسلبه رئاسة الوزراء: فهو وحده في سدة الحكم يقبله 55 في المئة من السكان وهو يسيطر سيطرة لا كابح لها على حزبه وعلى الجهاز السياسي. فهو يشبه بوتين تركي.
في اليوم الماضي جلت في الاحياء الداخلية من اسطنبول فلم أرَ رجل شرطة واحدا. وتمر من وقت لاخر سيارة شرطة مسرعة من دون أن تقف، ولم أرَ أيضا جنودا الا من خلال جدر قواعدهم العسكرية. ولم يوجد في الميدان تقسيم رجال شرطة ولم يوجد رجال شرطة ايضا في المفرق المجاور لملعب فينونو الذي يستعمله فريق كرة القدم بيشكيش. وقد كان هذا المفرق في ليالي الاحتجاج الاولى مركزا لعنف شديد، ومن جملة اسباب ذلك ان قصرا مجاورا يستعمله اردوغان حينما يكون موجودا في اسطنبول. وامس وصل بضع عشرات من المتظاهرين الى حديقة فوق المفرق فوقفوا ساعات عند الدرابزين مقنعين مسلحين بالحجارة وبسائل ممتص للغاز يترصدون فريسة. وتأخرت الفريسة عن الحضور، فقد فضل المشجعون المتحمسون لفريق كرة القدم أن يعالجوا جرحاهم ويستريحوا في بيوتهم. واختفى رجال الشرطة، ولا يدل اختفاء رجال الشرطة في هذه الحال على ضعف النظام بل على ذكائه. فبدل تهييج رجال الشرطة على المتظاهرين هيجوهم على اكوام القمامة التي اجتمعت في الشوارع الملاصقة للميدان.
في ليل البارحة قريبا من منتصف الليل امتلأت سماء ميدان تقسيم بالالعاب النارية احتفاء بمهرجان ابتدأ في المدينة. وسواء أكان مهرجانا أم لا فان الالعاب النارية بدت مثل حفل نهاية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ستبقى رام الله لطيفة
بقلم: عميرة هاس ،عن هآرتس
للدكتور رامي الحمدالله مزية بارزة واحدة على سلفه في رئاسة حكومة رام الله الدكتور سلام فياض، وهي الا احد ينتظر منه ان يحدث معجزة اقتصادية من التطوير والنمو بين فكي السيطرة الاسرائيلية، فقد عين ليكسب بضعة اشهر اخرى من ضبط النفس الداخلي (الذي تشتد عناية اسرائيل والولايات المتحدة واوروبا) به وماذا سيكون بعد ذلك؟ ليرحمنا الله. يمكن أن تستمر لعبة التظاهر وقتا قليلا آخر لارضاء المراقبات. سنستمر على تسمية هذا الشيء ‘حكومة’ صلاحياتها ومواردها اصغر من صلاحيات وموارد اتحاد مجالس محلية، أما مشكلاتها فهي كمشكلات قوة من القوى العظمى في كبرها.
سيتبين سريعا جدا للاجراء في الضفة الغربية ان القليل الذي يطالبون به ايضا ـ الاجور في الوقت المناسب وملاءمتها لغلاء المعيشة ـ هو كثير جدا. لانه يوجد الحاجز الاسرائيلي من جهة، وهم عندنا في اسرائيل يستطيعون تفسير صعاب الحكم الذاتي الفلسطيني وازماته الاقتصادية مع حذف الاحتلال الاسرائيلي، لكن ماذا نفعل اذا كانت المشكلات الاقتصادية البنيوية والمتراكمة في الاقتصاد الفلسطيني تنبع قبل كل شيء، وبالاساس من السيطرة الاسرائيلية على المحابس الفلسطينية وسحقها. ويوجد من جهة اخرى حاجز ‘السوق الحرة’. ومع كل ذلك يتداول المال فيها، لكنها تحصر عنايتها في الفقاعات. يوجد تمويل لمباني الرئاسة، والرحلات والاجهزة الامنية ولا يوجد مال لاجور عادلة للمعلمين والاطباء. ان القوة العاملة رخيصة جدا، والضريبة المباشرة منخفضة، ويهدد اصحاب الاموال بان يغادروا الى خارج البلاد اذا تغير الامر، وفي الشارع الرئيس في البيرة يدفعون مليونا الى مليون ونصف المليون دولار عن دونم الارض، لكن العمال في ذلك الشارع يفترض ان يباركوا حظهم الطيب اذا اصبحت اجرتهم الشهرية ترتفع شيئا ما قليلا فوق الحد الادنى، وهو 1.450 شيكلا. ابعد فياض لكن لم تبعد الحواجز.
وتوجد لحمدالله مزية اخرى. فقد اثنى ضباط الجيش الاسرائيلي كثيرا على فياض بسبب ما فعله من أجل أمن اسرائيل، حيث يسهل على الجمهور في الضفة الا يناقش التعاون الامني مع المحتل لاعتباره سياسة لمحمود عباس وحركة فتح (او اجزاء منها).
يسهل الا نسأل كيف استمرت القيادة الفلسطينية على تقديم شيء عظيم القيمة جدا للاسرائيليين، والحصول عوض ذلك على الكثير جدا : البناء المجنون في المستوطنات والبؤر الاستيطانية، وتصعيد تنكيل المستوطنين، والاستمرار على افراغ المنطقة ج من الفلسطينيين والاستمرار على سياسة التدمير الاجتماعي والاقتصادي والمادي في شرق القدس، والاستمرار على فصل قطاع غزة وسجن سكانه.
وهكذا سيستمر مكتب الاسرى الفلسطينيين على نشر معلومات عن المس بحقوق الاسرى الفلسطينيين في اسرائيل، وستستمر الاجهزة الامنية الفلسطينية على الاعتقال مخالفة الاجراءات الثابتة في القانون وعلى التعذيب بين جذورها. وستتمسك وزارتا الاقتصاد والقضاء بقانون يحظر شراء منتوجات المستوطنات، وستنفق السلطة الفلسطينية على دعاوى قضائية تعترض على سلب الاراضي من اجل المستوطنات، ويتمسك رجال الامن الفلسطينيون بواجبهم من المشاركة في حماية المستوطنات.
وسيبقى وزير المالية ووزير الخارجية يجمعان التبرعات كي يغطي العالم الخسارات التي يسببها الاحتلال، وستبقى وزارة التربية وسلطة الشؤون المدنية (المقابل للادارة المدنية) تخضعان ـ غير مختارتين احيانا وعن القصور الذاتي احيانا اخرى ـ للاملاءات الاسرائيلية.
واليكم مصالحة فلسطينية قاطعة، لا يوجد اعتراف علني بالكوارث التي جلبها استعمال السلاح والعمليات الانتحارية والانتفاضة الثانية، ولا يوجد اعتراض جدي على التعاون الامني. ليس فياض هو الذي أوجد وهم انه اذا اصبح الفلسطينيون لطفاء اليوم فسيتخلى الاسرائيليون غدا عن سيطرتهم. ان من يقولون الحمد لله لاننا خلصنا سيتبين لهم ان عباسا لم يمنح حمدالله سلطة محو الوهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
صواريخ اس 300 لم تنقل لسورية الى الان
بقلم: ايلي ليئون ،عن اسرائيل اليوم
بعد عدة ايام من التقارير الاخبارية المتناقضة صدق امس رئيس روسيا فلاديمير بوتين الدعاوى الاسرائيلية، حينما أعلن ان منظومة صواريخ اس 300 لم تنقل الى السوريين الى الان. وذلك عن رغبة في الامتناع عن الاخلال بالتوازن في المنطقة. ان كلام بوتين يناقض تصريحات رئيس سورية بشار الاسد الذي زعم في الاونة الاخيرة ان روسيا بدأت تنقل الى بلده مركبات من المنظومة الصاروخية. ورغم تصريح بوتين فانه دافع عن الصفقة في ذكره أنها لا تخل بالقانون الدولي. ‘لا نريد أن نخل بالتوازن في المنطقة’، ذكر بوتين واضاف قائلا ان ‘العقد وقع عليه قبل عدة سنوات لكنه لم ينفذ الى الان’.
وخلال كلام الرئيس الروسي انتقد استقرار رأي الاتحاد الاوروبي على ازالة حظر السلاح عن سورية للتمكين من تسلح المتمردين.
قال وزير الشؤون الاستراتيجية والاستخبارية والعلاقات الدولية يوفال شتاينتس امس ان اسرائيل قلقة من صفقة بيع روسيا سورية صواريخ اس 300 بسبب توثق العلاقة بين سورية وايران، والخوف من أن ينقل السلاح آخر الامر الى منظمات ارهابية او الى ايران. وافاد صوت الجيش الاسرائيلي أمس بان شخصا سياسيا رفيع المستوى في القدس قال ان اسرائيل تفضل، حتى منظمة الارهاب القاعدة على بشار الاسد في سورية، لان الرئيس السوري متعلق تماما بايران ومعنى بقائه هو تقوية ايران. وجاء على نحو رسمي امس القول ان ‘اسرائيل لا تلتزم جانبا في المواجهة في سورية’.
وافادت شبكة ‘سي.ان.ان’ وشبكة ‘العربية’ امس بوجود قرار امريكي على تسليح الاردن بصواريخ ارض ـ جو من طراز باتريوت للحماية من الطائرات والصواريخ. وجاء في التقرير ان الامريكيين سينقلون الى الاردنيين ايضا طائرات حربية من طراز اف 16. وجاء في التقرير ان صواريخ الباتريوت ستصل الاردن في اطار تدريب عسكري يسمى ‘الاسد المتأهب’، سيتم في الايام التالية من هذا الشهر مع ادراك أن هذه الصواريخ قد تبقى في الاردن.
وخلال ذلك قال وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس امس ان عينات اخذت من سورية تثبت أنه تم استعمال غاز من نوع السار في الدولة، وزعم فابيوس انه لا شك في أن ادارة الاسد استعملت السلاح غير التقليدي في واقعة واحدة على الاقل ولم يفصل فابيوس متى تم استعمال المادة الكيميائية ومن كان مسؤولا عنها.
قررت لجنة خاصة من الامم المتحدة اليوم في تقرير نشرته انه وجدت ادلة قاطعة على استعمال سلاح كيميائي في سورية من قبل قوات الاسد ومن قبل متمردين ايضا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الدولة الاكثر تهديدا في العالم
بقلم: تسفي بارئيل ،عن هآرتس
‘اسرائيل هي الدولة الاكثر تعرضا للتهديد في العالم بتهديد الصواريخ والقذائف الصاروخية’، هكذا عرف بنيامين نتنياهو ‘الانجاز الاستراتيجي’ الذي حققته اسرائيل. ويصعب ان نفهم من نحو نتنياهو أحظيت اسرائيل بهذه الصفة بفضل الصواريخ الموجهة عليها فقط، أم رفعتها هذه الصواريخ الى المرتبة العليا من وضع كانت فيه ‘مهددة جدا جدا فقط’. لكن لماذا نشغل أنفسنا بدقائق علم النحو؛ فرواية التهديد وثقافة الخوف المشتقة منها هما الاصل.
ولا يحق لاسرائيل ايضا أن تستريح فوق اوراق الغار، في الوقت الذي تتنافس فيه بصفتها الجديدة عدة دول. فمثلا تستطيع ايران أن تزعم بصدق كبير انها هي خصوصا الدولة الاكثر تعرضا للتهديد. فمن شرقها توجد دولتان الهند وباكستان اللتان تملكان سلاحا ذريا؛ ومن غربها اسرائيل التي تملك هي ايضا بحسب مصادر أجنبية قدرات ذرية. وتبحر في الخليج الفارسي سفن امريكية تحمل رؤوسا ذرية وتوجه اليها من بعيد صواريخ بحرية. وتستطيع سورية ايضا ان تنافس في التاج. ليست مشكلتها في الحقيقة عدد الصواريخ الموجهة اليها بل عدد طائرات الدول المجاورة التي تستطيع ان تفعل فيها ما شاءت، لكن التهديد هو التهديد. واذا وسعنا قليلا معجم تعريفات التهديد وجدنا ان دولا كثيرة في المنطقة معرضة لتهديد خارجي أو داخلي. لكن من العجب العجاب الا واحدة منها تزعم انها الاكثر تعرضا للتهديد.
المثير ان نعلم كيف انقلبت الامور رأسا على عقب، فقد اشتغلت الدول العربية احقابا على تعظيم قوة العدو الصهيوني. فجندت أجهزة تربية وافلاما ومسرحيات واغاني وكتبا لنشر التهديد الاسرائيلي. وبين مثقفون عرب بجدية عجيبة أنه لا ينبغي السماح بترجمة الادب العربي الى اللغة العبرية، لان الصهاينة يستطيعون بذلك فهم نقاط ضعف النفس العربية والاضرار بها. ولم تغذ حرب التحرير وحرب الايام الستة بعدها العداء الشديد للدولة اليهودية فقط، بل ثبتتا ايضا وعي التهديد الصهيوني الذي لا يهزم والذي تضعضع فقط بعد حرب يوم الغفران. وقد تحولت اسرائيل آنذاك الى اشد الدول تهديدا لا في العالم في الحقيقة، بل في الشرق الاوسط.
يصعب الانفصال عن مكانة كهذه، فقد استمرت اسرائيل في بناء صورتها المهددة، حينما هاجمت المفاعل الذري في العراق وغزت لبنان وقصفت قوافل سلاح في انحاء الصحراء السودانية، واغتالت ارهابيين في سورية ولبنان ودبي، واصابت مرة اخرى، حسب مصادر اجنبية علماء ومنشآت ذرية في ايران، واصبحت في السنتين الماضيتين تجري حوارا عاما موجها يتناول هجوما محتملا على ايران، وهي الدولة الغربية الوحيدة التي ما زالت تحتل اراضي ولا تحجم عن التهديد المباشر لاسقاط نظام الاسد. لكنها تحتاج من أجل الحفاظ على مكانتها لاعتبارها الدولة الاشد تهديدا، الى قاعدة اخلاقية حقيقية أو متوهمة. كتب الوف بن هنا هذا الاسبوع يقول ان وعي المحرقة اصبح عنصرا اساسيا في السياسة الخارجية والامنية لحكومات اسرائيل منذ حدث الانقلاب السياسي في سنة 1977. لقد وعي المحرقة في ذاته ما كان يستطيع ان يكفي، من غير ثقافة خوف محسوسة، تعتمد على تهديد يمكن ان يشبه بالمحرقة.
يجب أن نقول ان التهديدات لاسرائيل ليست مختلقة. لكن جمع كل التهديدات ـ من قذائف القسام الصاروخية الى القنبلة الذرية الايرانية ـ في رزمة وثيقة واحدة تحمل عنوان ‘تهديد وجودي’، من دون تمييز ومن دون تصنيف، ومن غير تحديد ترتيب اوليات ودرجة خطر، هو انتاج عقائدي يرمي الى تقوية طموح اسرائيل الى التمسك بمكانتها، باعتبارها الدولة الاكثر تهديدا. وليست هذه ايديولوجية امنية فقط، بل هي تصوغ اسرائيل باعتبارها دولة لا يحق لها حتى ان تفكر باجراءات سياسية قد تضائل التهديد. ان كل تسوية سلمية قد تقضم من وعي كونها مهددة وتضعفه. وهنا يكمن التهديد الحقيقي لوجودها الذي تستعد الحكومة لمواجهته استعدادا جيدا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
يعيشون في الهذيان
بقلم: أسرة التحرير ،عن هآرتس
ساعي وزير الخارجية الامريكي جون كيري للدفع الى الامام بالمفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين تصل الى منتهاها. ففي خطابه في المؤتمر السنوي للجنة اليهودية الامريكية، بدأ منذ الان يرسم المستقبل المتوقع لاسرائيل اذا لم تسع الى اتفاق مع الطرف الفلسطيني. وقضى بان ‘من يعتقد ان الوضع الراهن في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني يمكن ان يستمر، يعيش في الهذيان’. وان كانت اقواله تقصد اسرائيل والفلسطينيين على حد سواء، الا ان تحذيره من ان ‘زمننا آخذ في النفاد، اذا لم ننجح هذه المرة فيحتمل بالتأكيد الا تكون هناك فرصة اخرى. اذا استمر الوضع الراهن سيتعين على اسرائيل أن تختار بين كونها دولة يهودية وكونها ديمقراطية’، ليس هناك مجال للشك ان اسرائيل هي التي ستتحمل عبء الفشل.
ان السياسة الشوهاء التي تبنتها حكومة اسرائيل، في أن المفاوضات ليست بينها وبين الفلسطينيين، بل بينها وبين الادارة الامريكية، تدل على أنها بالفعل تهذي، فحسب هذا النهج، كل المفاوضات لا تأتي الا لارضاء الصديقة الاخيرة لاسرائيل. وعندما يقل الضغط الامريكي ويرفع وزير الخارجية الامريكي يديه، يمر الخطر الذي يؤدي الى تدهور العلاقات، ولا تعود حاجة الى المفاوضات.
اسرائيل، كما يبدو، لا تشعر بأي صدمة، على نحو خاص جاء التهديد بانها ستضطر الى الاختيار بين طابعها الديمقراطي ويهوديتها، والتلميح شديد الوضوح الذي وضعه كيري امامها في أن اليهودية والديمقراطية ليستا مفهومين منفصلين. فالفكر الاخلاقي للصديقة الامريكية، الذي يقضي بان الدولة لا يمكنها أن تكون احتلالا الى الابد، بعيد عن فكر دولة تحيي اليوم ذكرى 46 سنة على الاحتلال، الذي رأت فيه خلاصا من النوع المسيحاني الهاذي.
لقد اعتادت اسرائيل منذ سنين على اقوال بنمط ‘الفرصة الاخيرة للسلام’، نجحت في أن تتملص تقريبا من كل ‘فرصة أخيرة’ كهذه، وحصنت نفسها ضد الضغوط من الداخل ومن الخارج. هذه المرة ايضا يكاد يكون ممكنا الاحساس بالرضى من اخفاق كيري، الذي تعاطت الحكومة معه ومع مهمته كمصدر ازعاج.
ان الوساطة الامريكية ليست الفرصة الاخيرة، ولكن هذه فرصة في ظروف مريحة. عندما تكون الضفة لا تزال هادئة، والسلطة الفلسطينية لم تستأنف بعد حملتها للاعتراف بدولة فلسطينية، والدول العربية مستعدة لتأييد كل حل مرن والدول العالمية لا تزال لم تفرض مقاطعة رسمية على اسرائيل. ان حكومة تتجاهل هذه الظروف والجهد الامريكي، تعرض مواطنيها للخطر.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
