-
1 مرفق
اقلام واراء حماس 366
اقلام واراء حماس 366
22/6/2013
استقالة رئيس الوزراء والبنك الدولي
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. عبد الستار قاسم
توضيحات لا بد منها بخصوص علاقة حماس بالربيع العربي
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، ياسين عز الدين
حكومة الحمد الله..التسريح في المهد
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. حسن أبو حشيش
محمد عساف والرأي العام الفلسطيني
المركز الفلسطيني للإعلام ،،الرسالة نت ،، إبراهيم المدهون
استقالات عاجلة
فلسطين الآن ،،، يوسف رزقة
وكالة "وفا" وتدخلها في شؤون العرب
فلسطين الآن ،،، عصام شاور
استقالة رئيس الوزراء والبنك الدولي
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. عبد الستار قاسم
تتلاحق التقارير الإعلامية حول أسباب استقالة الأستاذ الدكتور رامي الحمد الله من رئاسة وزراء السلطة الفلسطينية، وكلها تدور حول أمر متعلق بالصلاحيات. من جملة هذه التقارير وآخر ما قرأت ما يفيد أن رئيس السلطة الفلسطينية قد كتب إلى المصرفين الدوليين المعروفين بالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي باعتماد توقيع السيد محمد مصطفى، نائب رئيس الوزراء، في التعاملات المالية، الأمر الذي أغضب الحمد الله.
إذا كا هذا هو السبب فإن الأمر مأساوي. يشكل هذان المصرفان الدوليان (البنك الدولي وصندوق النقد الدولي) مصدري معاناة وإذلال لشعوب الدول النامية بالتحديد، وهما أداتان للتحكم باقتصاد العديد من الدول وسلب إراداتها السياسية وتحويلها إلى دول مثقلة بالديون وغير قادرة على الخروج عن إرادة الولايات المتحدة السياسية. أذل المصرفان العديد من الدول، وحولا اقتصاداتها إلى مجرد ألعوبة خارجة عن المصلحة الوطنية لكل دولة، وحولت الشعوب إلى شعوب مدينة غير قادرة على تحقيق النمو الاقتصادي.
البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لا يقدمان قروضا أو تسهيلات مالية إلا وفق شروط مذلة ومهينة ومنها رفع الدول لسياسة دعم بعض السلع والخدمات التي يستفيد منها الفقراء والمحتاجين، وخصخصة (أي جعلها مؤسسات مملوكة لأشخاص) المؤسسات الاقتصادية الخدمية والإنتاجية لتكون أملاكا خاصة للأثرياء. المصرفان يعملان وفق سياسات تؤدي إلى:
1- إفقار الفقراء بالمزيد؛
2- رفى مستوى ثراء الأثرياء؛
3- دفع الدول إلى سياسات اقتصادية ومالية ونقدية ترفع من مديونيتها؛
4- الانتقاص من الإرادة السياسية للدول؛
5- السيطرة على شعوب الأرض من خلال المديونية والربط الاقتصادي بإرادة الآخرين؛
6- تطوير اقتصادات الدول النامية بطريقة تجعلها تابعة للدول الرأسمالية، وتضعف قدراتها في الاعتماد على الذات اقتصاديا؛
7- أي إفقار الناس وتجويعهم بطريقة تجعلهم يستعطون الخبز فلا يستطيعون معها التمرد أو الدفاع عن الاستقلال والحرية.
فإذا كانت الهزة الإدارية التي تعرضت لها سلطة الحكم الذاتي ناجمة عن هذا السبب، فإن ذلك مشين وعار، وعلى الشعب الفلسطيني أن يفتح عيونه على المسألة. تعاملت السلطة الفلسطينية مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي عبر السنوات، ولم يزدد الشعب الفلسطيني إلا ذلا وجوعا ومديونية.
علينا نحن شعب فلسطين أن نوقف تعاملنا مع المؤسسات المالية العالمية والتي تخضع في الغالب لإرادة الولايات المتحدة، ولنا في تجارب الشعوب والدول عبر كثيرة. مصر غرقت بالديون، وكذلك لبنان والأردن واليمن والمغرب، ووجدناها جميعا في وضع اقتصادي متخلف وغير قادر على معالجة هموم الناس.
نحن نكرر أخطاء الآخرين، ونصر على الاستمرار في أخطائنا، ونحن نرى الآن دمارنا بأيدينا. لا علاج لمشاكلنا إلا العودة إلى أنفسنا، والعمل دائما على رفع مستوى اعتمادنا على ذاتنا. صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لا يقدمان لنا مالا لسواد عيوننا.
توضيحات لا بد منها بخصوص علاقة حماس بالربيع العربي
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، ياسين عز الدين
في ضوء الحملة الإعلامية المكثفة الموجهة لتشويه صورة حماس والتي تكلمت عنها في المقال السابق أود هنا توضيح بعض الحقائق التي يجب التركيز عليها (حيث لا أنصح بالخوض في التفاصيل والقصص المختلقة فهي كثيرة والرد عليها لا ينتهي بل قد يعطيها بعض المصداقية):
أولًا،حماس ليست المكتب السياسي وليست خالد مشعل، لأن البعض يتصور أن مشعل يحلم بالقرار ليلًا فتتبناه الحركة في اليوم التالي، وبالأمس عمل صفقة مع النظام السوري، واليوم تخلى عنه وباع نفسه لقطر.
حماس ليست هكذا فهي حركة لها قواعد متجذرة في المجتمع الفلسطيني، وبعض مؤسسات حماس موجودة من قبل انطلاقة حماس نفسها، مثل الكتل الإسلامية في الجامعات والتي يعود تأسيس بعضها إلى أواخر السبعينات، فقرار الحركة لا ينفرد به مشعل ولا مكتبه السياسي ولا يستطيعون ذلك لو أرادوا.
ثانيًا، وعليه فوجود حماس في سوريا لم يكن مجرد المكتب السياسي، وعلى فكرة مشعل وأعضاء المكتب السياسي توجهوا إلى قطر عام 1999م وليس حديثًا، بعد أن طردهم النظام الأردني بطلب من الاحتلال الصهيوني.
سوريا مثلت لحماس قاعدة خلفية مكنتها من اسناد نشاطها داخل فلسطين، وهنا أضرب مثلًا وهو وجود العديد من الأسرى من أبناء حماس سجنوا بتهمة التدرب في قواعد جبهة أحمد جبريل وفي إيران ولدى حزب الله، وهذا الكلام يعود للتسعينات وما بعدها، وما خفي أعظم.
وما تمثله سوريا لا يمكن أن تعوضه قطر لا جغرافيًا ولا ديموغرافيًا، فسوريا تمثل نقطة تواصل حيوية مع الأردن والضفة الغربية (حيث يعيش فيهما حوالي نصف الشعب الفلسطيني)، ووجود نصف مليون لاجئ فلسطيني في سوريا يوفر غطاء لأي تحركات تنظيمية للحركة، وكل هذا غير موجود في قطر.
وحتى مصر لا توفر ذلك وخصوصًا في الوضع الحالي، فمن ناحية جغرافية هنالك صحراء سيناء تفصلها عن غزة، كما أن التواصل سيكون فقط مع غزة، ووضع حماس داخل غزة قوي مما يجعلها قادرة نسبيًا على الاستغناء عن قواعد خلفية على عكس حماس في الضفة الغربية، والأهم من ذلك هو حجم التحريض داخل مصر على حماس والفلسطينيين بدون أن تستخدم الحركة مصر كبديل عن سوريا، فما بالكم لو فكرت بهذا الخيار؟ وهذا في رأيي أحد أسباب الحملة الإعلامية ضد حماس في الإعلام المصري حيث يراد لها أن تحرم من استخدام مصر كقاعدة لها.
ثالثًا،موقف حماس من الثورة السورية: كان في البدء هنالك محاولة من المكتب السياسي التوسط لدى النظام من أجل قبول مطالب الثوار، وفق قاعدة أن يربح الجميع: النظام يبقى والشعب يحقق مطالبه (أو أغلبها) وتحافظ حماس على قاعدتها الخلفية.
لكن النظام لم يتجاوب مع وساطات الحركة وصعد في إجراءاته ضد الشعب السوري، مما أوجد شرخًا بين قاعدة الحركة وقيادتها التي راهنت لبعض الوقت أن النظام سيحسبها "صح" ويقبل بالحلول السلمية، وعندما يئست منه قررت أن تفارقه وحصل الذي نعرفه.
حماس فقدت قاعدتها الخلفية في سوريا ولم تعوض عنها لحد الآن، وهي خسرتها ليس لأن قيادتها أعلنت الخصام مع النظام بل لأن الوضع الميداني في سوريا لا يسمح بمواصلة الأمور كالسابق، وحتى لو توافق النظام والثوار وقالوا سنسمح لحماس بأن تمارس عملها كالمعتاد، فهذا أمر غير ممكن، فاستمرار القتال في سوريا وتدمير سوريا يجعل ذلك غير ممكن، فسوريا ضعيفة ومدمرة لن تستطيع تقديم شيء لفلسطين.
رابعًا، رأت قيادة حماس مثلما رأت قاعدتها الشعبية أن الحل الوحيد لما يحصل في سوريا هو حصول الشعب السوري على مطالبه، وبما أن النظام متعنت ولا يقبل بأي حلول سلمية، فالحل الوحيد المتبقي هو الإسراع بالإطاحة بهذا النظام.
إلا أنه يجب أن ندرك أن حماس لا تملك الإمكانيات لمساعدة الثوار السوريين، ولنضع النقاط على الحروف نشير إلى أن كتائب القسام ليست جيشًا نظاميًا ولا تملك إمكانيات عظيمة بالتسليح.
معجزة القسام في فلسطين هي أنها الكف الذي استطاع الصمود في وجه المخرز، أنها استطاعت أن تصنع من لا شيء قوة عسكرية تستطيع الصمود في وجه المحتل، القسام بدأ قبل عشرين عامًا وهو يملك بضعة مسدسات وبندقية مهترئة كانت تتنقل بين قطاع غزة وجنوب الضفة الغربية، هذه معجزة القسام وليس أنه يملك الفيالق وأسراب الطائرات وسلاح المدرعات.
وللعلم فإن غالبية مقاتلي القسام في قطاع غزة (والتي تشير التقديرات إلى أنهم لا يتجاوزون العشرين ألفًا على أكثر تقدير) هم متطوعون غير متفرغين، أي لديهم أعمالهم اليومية التي يذهبون إليها، وفي عطلة نهاية الأسبوع يذهبون للتدرب على السلاح أو المرابطة الليلية على حدود قطاع غزة.
ولا أظن أعداد المتفرغين للقسام يزيدون عن بضع مئات بل حتى قد يكونوا بضعة عشرات لا أكثر، فكيف بالإمكان إرسال قوات من القسام للمحاربة في سوريا أو مصر؟ هنالك متطوعون ذهبوا من غزة بمبادرات شخصية، بعضهم مؤيد لحماس وبعضهم ربما كان عضوًا في القسام، لكنهم ذهبوا على عاتقهم الشخصي، ونحن لا نتكلم عن أكثر من بضعة عشرات من كافة التنظيمات والتوجهات، مثلهم مثل غيرهم من ذهب من الضفة أو الأردن أو تونس او ليبيا.
أما تنظيمًيا فحماس لا تملك إرسال قوات، وهي لا تريد أيضًا أن تدخل في صراع أكبر من حجمها، رغم أن مصلحتها هو انتهاء الثورة بأسرع ما يمكن وهزيمة النظام.
خامسًا، حماس تتبع سياسة منذ تأسيسها وهي عدم الدخول في صراعات الدول العربية الداخلية، لأنها صراعات لا تنتهي ولأن التدخل الخارجي عادة ما يزيد الطين بلة (مثل تدخل حزب الله في القصير ومثل تدخل منظمة التحرير في الصراع الطائفي في لبنان بالسبعينات)، وحتى الأنظمة التي تسيء لحماس وتحاربها فقد حرصت الحركة أن لا تدخل في صدام معها.
فنرى رغم عداء النظام الأردني ورغم طرده لقيادة حماس عام 1999م وبدون سابق انذار، وبطلب صهيوني، إلا أن الحركة حريصة على عدم الدخول في صدام مع النظام وأكثر حرصًا على عدم التورط بدعم الحراك الشعبي الأردني المناهض للملك رغم أن نجاح الحراك في صالح حماس، لكن مجرد دعمه ولو معنويًا سيقوض الحراك ويقوي النظام.
ومثل ذلك علاقة حماس مع نظام مبارك وعندما انطلقت الثورة المصرية سكتت حماس بشكل مطبق، لأن الكلام وقتها كان سيدعم النظام وسيهيج المؤيدين له وعموم الشعب المصري ضد حماس وضد الثورة وضد الشعب الفلسطيني، فكان السكوت من ذهب.
وصدرت خلال الثورة المصرية تصريحات وحملات إعلامية شرسة ضد حماس من قبل إعلام السلطة وأدواتها المخابراتية التي تتلبس بلبوس سلفي، تتهم حماس بالتخلي عن الشعب المصري في ثورته وأنه لا يجوز السكوت وغير ذلك من كلام مستفز كان هدفه بالدرجة الأولى استدراج حماس نحو إطلاق مواقف مؤيدة للثورة وتكون بذلك قد قدمت ذريعة للنظام أمام الشعب المصري أن هنالك أيادي خارجية فعلًا تحرك الثورة.
في سوريا الأمور كانت في البدء هكذا لكن إجرام النظام وتجاوزاته وحجم الاستقطاب لم يترك مجالًا لحماس أن تبقى ساكتة، وخاصة أن سكوتها كان يحسب أنه لصالح النظام وهو ما لم ترده الحركة، وبالتالي كانت مجبرة على اتخاذ موقف فاتخذت الحركة موقفًا يتسق مع نفسها ومع مطالب قواعدها الشعبية.
سادسًا، نستنتج مما سبق أن حماس ليست قوة إقليمية، على الأقل بالمعنى المادي هي ليست كذلك، بل هي حركة مقاومة محدودة الإمكانيات لكنها تمتلك قوة أدبية وجماهيرية شعبية ممتدة من المحيط إلى الخليج، وأحد أسرار قوتها هو عدم دخولها في صراعات عربية عربية، مما أعطاها مصداقية لدى الجميع، فترى خصومًا كثيرين في الوطن العربي وحتى خارجه، يختلفون على كل شيء إلا دعم فلسطين ودعم حماس، وهنا اكتفي بالاستشهاد بموقف حمدين صباحي الذي دافع مؤخرًا عن حماس ورفض الهجمة الموجهة ضدها.
حتى عندما اضطرت لاتخاذ موقف ضد تدخل حزب الله في القصير حرصت أن تكون بلغة متوازنة، فكانت حاسمة برفضها التدخل وطلبها منه الخروج، لكنها بنفس الوقت لم تحرق كل خيوط التواصل مع الحزب.
فحماس لا تملك قوة لمواجهة الحزب عسكريًا (وللعلم الكثير من مكاتبها ومؤسساتها تقع في الضاحية الجنوبية ببيروت) لكنها قادرة على إحراجه ووضعه في الزاوية، وسحب حجة دفاعه عن المقاومة، وهي تحاول فيما يبدو أن تضغط عليه ليوقف تدخله في لبنان، وفي رأيي أن هذا يخدم الثورة السورية أكثر من قطع العلاقات نهائيًا مع الحزب لأن ذلك سيشجعه على المضي قدمًا بالتدخل في سوريا وليس الخروج منها.
سابعًا، عندما تقول حماس أن بوصلتها ضد الاحتلال وفقط ضده، وتبني على ذلك موقفها من تدخل حزب الله في القصير أو غير ذلك، فهي صادقة وليس أصدق من ذلك دخولها في ما يسمى بمحادثات المصالحة مع السلطة، رغم عدم ثقتها بها ورغم إيمانها بأن ما تقوم به السلطة في الضفة يرقى إلى الخيانة والتعاون مع المحتل.
والسبب الوحيد الذي يجعلها تسير في هذا الدرب هو عدم رغبتها بتحويل الصراع من فلسطيني صهيوني إلى فلسطيني فلسطيني، وحرصها على أن لا تشتت نفسها في صراعات داخلية (قدر الإمكان)، وذلك رغم أن قيادة الحركة بالكاد تستطيع منع قواعدها الشعبية من التفكير بهذا الاتجاه لأن الواقع أحيانًا كثيرة يكون أقوى من القرارات.
خلاصة الأمر أن حماس ترى لنفسها دورًا واحدًا وهو تحرير فلسطين، وكما يقولون رحم الله امرءًا عرف قدر نفسه فهي وإن كانت تتضامن مع قضايا الأمة العامة ومع طموحات الشعوب العربية والإسلامية، وخاصة ما تشكل قضايا إجماع لدى هذه الشعوب، إلا أنها لا تملك رفاهية التفكير بتقديم مساعدات فعلية (وتحديدًا في المجال العسكري) لهذه الشعوب، وهذا أمر يستوعبه أكثر الناس باستثناء أبواق المخابرات وهواة السياسة والإعلام، ومن يكثرون متابعة الإعلام الفلولي على اتساع العالم العربي.
حكومة الحمد الله..التسريح في المهد
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. حسن أبو حشيش
حكومة تكريس الانقسام التي شكلها أبو مازن برئاسة الدكتور رامي الحمد الله أحدثت ضجة كبيرة وقت الإعلان عنها، وارتدادات الضجة لم تتوقف بعد حتى كان الانفجار الجديد في الاتجاه المُعاكس.
إنها الاستقالة المُبكرة جدا دون أي أثر لها على الوطن والمواطن يُذكر تاريخيا. لماذا قبل الحكومة من حيث المبدأ؟ ولماذا قدم استقالته؟ وبعيدا عن كونها نهائية، أو تكتيكية ضاغطة لتحقيق أمر معين...فإنها تُشير إلى الخلل الواضح في طبيعة العلاقات القائمة بين مكونات السلطة في الضفة، وتُدلل على الدور المطلوب من هذه الحكومة.
أهي صحوة مُبكرة من الرجل قبل أن تنزلق أقدامه في مستنقع الدور الوظيفي الهابط لحكومة مرتبطة بوثاق متين وقوي بتعاليم الاتفاقيات مع الاحتلال؟! أم هي يقظة من شرك سحب الصلاحيات منه لصالح مؤسسة الرئاسة وخاصة في ملفات الأمن والسياسة والمال؟! أم هي صرخة كبت من رجل تقيد في كل شيء ووجد حوله غيلان وأباطرة وأمراء النفوذ والقوى الداخلة؟! لكن أيا كان السبب فإنه لوحده يتحمل مسئولية القبول في الأساس في هذه المرحلة.
ونعود للسيد أبو مازن سائلين ماذا سيفعل؟. هل الخيار الثاني سيخرج من الدرج أم الخيار الثالث؟. فنقول له ستبقى تتخبط وتتخبط وتهرب من (الدلف إلى المطر)، وتقع في حفرة تلو الحفرة، لأن أساس الرؤية الواضحة مفقودة، والقرار المُستقل ضائع،ومن فقد أساسه المتين فإن البناء يتكرر هدمه. أخشى من أن تكون الاستقالة تكتيكية، حينها يفقأ الحمد الله ما بقي من عيونه، ولكن أدعوه للتمسك بها والعودة للحياة النظيفة البعيدة عن قيود الاحتلال ونفوذ الساسة المرتبطين به.
محمد عساف والرأي العام الفلسطيني
المركز الفلسطيني للإعلام ،،الرسالة نت ،، إبراهيم المدهون
لا أحد يختلف على أن محمد عساف مطرب متمكن صاحب صوت جميل، ويغني في معظم الأحيان أغاني وطنية، ويمتلك موهبة غنائية مؤثرة، وإنه -وإن كان فلسطينيا له كل الاحترام والتقدير- لكنه يمثل نفسه وموهبته في برنامج شخصي بعيدا عن الحجم الكبير والتجاذبات الصاخبة، وهو لا يعرض نفسه انه يمثل القضية وفلسطين وان كان يعتز بفلسطينيته ومدينته وبيته وهو ما يحسب له.
هناك من يظن ان الفن أمر معيب او تافه وهنا لنا وقفة مغايرة، الفن من أخطر وأهم ما يشكل وجدان الناس ويؤثر بهم، ولهذا تحول الشاب محمد عساف لقضية رأي عام، فلا أوافق من يعتبر ان هذه القضايا هامشية ولا ترتقي للكتابة عنها والتفحص بها، فهذا التفكير دفن للرأس في التراب وعدم معرفة لطبيعة الاشياء ومدى أهميتها لدى الناس، وهي عزلة سلبية عن توجهات الجمهور ورغباته واهتماماته، فيتحول صاحب هذا التفكير وكأنه يعيش بكوكب آخر.
فلا سياسة بدون فن وغناء وتمثيل وسينما، ولا مجتمع حداثي من غير ان يستخدم هذه الأدوات لصالحه العام ولقضيته المحورية، فقدرة هؤلاء على الوصول للناس والتأثير بهم وتجييش عواطفهم وإدخال البسمة على قلوبهم كبيرة جدا، بل هم عامل أساسي في تشكيل وعيهم ووجدانهم أيضا.
من حق المحبين لعساف والمعجبين بصوته أن يدعموه ويفرحوا به ويشجعوه وينتظروه، ولقد تفاجأت حينما ذهبت لإحدى الاستراحات على البحر فلم أجدها كعادتها مزدحمة، فقال لي قاطع التذاكر ان سبب ذلك يعود لتزامن وقت برنامج محمد عساف في عرب ايدول.
إن انتقاد محمد عساف وإصدار بعض الفتاوي والمبالغة بالحديث عنه لن يضره ولن يقلل من جماهيريته، بل اعتقد ان كل ذلك يصب لصالحه، وتمنيت ان نتعامل مع هكذا ظواهر بنوع من الحكمة والموعظة الحسنة، فلو تم السكوت عنه او حتى الترحيب به ودعوته للاهتمام بدعم القضايا العادلة للشعب الفلسطيني، وتحذيره من مخاطر الوسط الموبوء للفنانين العرب، فهذا أفضل من تسفيهه والمناداة بمنع الناس للتصويت له، فالفلسطينيون تواقون لشيء ينسيهم قليلا من مآسيهم وأحزانهم.
حركة فتح وجمهورها تعامل بشكل سيء مع نجاح محمد عساف وحاول تسييس القضية بطريقة ساذجة، حيث تم المبالغة بالتعظيم والاندفاع وأخرج الموضوع عن سياقه، ونشرت مواقعهم وصفحاتهم على الفيس بوك الكثير من الاشاعات الكاذبة حول تهديد حماس له وهو ما انكره محمد عساف وعائلته.
فلم ينتبهوا أن عساف خرج من غزة في عهد حكومة حماس، ومارس الطرب والغناء في حفلات فنادق غزة بحرية كاملة، ولم يمنع يوما او يضايق عليه، وغنى لفلسطين ولفتح وللحب وللعشق من غير ان يتعرض لأدنى أذى. وهذا هو التصرف السليم والوسطي من حركة حماس الذي نقدره لها.
استقالات عاجلة
فلسطين الآن ،،، يوسف رزقة
"مربط ويريد أن يفك التربيط". هذا ملخص استقالة رامي الحمد الله من رئاسة الوزراء. ما بين 2/6/2013 -20/6/2013 ثمانية عشر يوما، وهي مدة قصيرة بين التكليف بالوزارة والاستقالة منها، ولكنها مدة كافية لمن كان أكاديميا حرا ليشعر بوطأة القفص الذي دخل إليه ربما بحسن نية. الدكتور الحمد الله يسجل المدة الأقصر في تاريخ الاستقالات من رئاسة الوزراء في رحلة السلطة الفلسطينية، وربما في تاريخ الوزارات في الوطن العربي، الدكتور المستقيل لم يجد شيئا مغريا للبقاء في المنصب وهو يرى الحبال تلتف حول عنقه ويديه، والأخطر أنها تلتف حول فكره وحريته، لذا قرر أن يستعيد فكره وحريته، وأن يركل الوزراء بقدميه بلا أسف.
ربما أدرك الحمد الله أنه كان مخطئا بقبول التكليف، وبتغول رئيس السلطة على صلاحياته، بعد أن اغتصب منه مسبقا صلاحية وضع نائبين له أحدهما للاقتصاد والآخر للسياسة. ما فعله رئيس السلطة كان استحداثا مثيرا للنظام السياسي الفلسطيني المقرر. لأن اختيار النائب هو من صلاحية رئيس الوزراء عادة، ومن ثم قال المحللون في الحكومة إنها حكومة رئيس السلطة، وأن الحكومة لا شأن لها بالسياسة، ولا شأن لها بالمال، وأن رئاسة الحكومة محدودة في المسائل الإرادية الداخلية. لست أدري لماذا تقبل الحمد لله التكليف وفيه هذه المثالب وتلك المحدودية الضيقة؟ ولكن المعلوم الآن من خلال الاستقالة السريعة أن الرجل لم يكن يدرك حجم القيود، ولا عدد الأربطة التي تقيده وتقيد تصرفاته، حتى إذا ما أدرك الفارق الهائل بين الصورة والواقع، وبين رئاسة حكومة ورئاسة جامعة، قرار العودة إلى حريته وإلى الجامعة. قال المحللون عن حكومة رامي الحمد الله: إن رئيس السلطة تمكن من إقامة سلطة برأس واحد، وخلع نظام الرأسين بعد الخلاص من سلام فياض الذي استمد قوة مركزه من عوامل خارجية، مالية وسياسية.
ويومها حسب بعضهم أن العافية ستعود للنظام السياسي الفلسطيني، وإذا بالسمنة (24وزيرا) تتكشف عن ورم جديد لا عن عافية افتقر إليها النظام السياسي طويلا.
قد يتراجع الدكتور رامي الحمد الله عن الاستقالة استجابة للضغوط التي تقول له: أرجوك ما تسود وجهنا، ولا تشمت بنا الآخرين، وخذ من الصلاحيات ما تريد، المهم أن تعود وأن تستمر لسنة أو أكثر، وجرب وستكون مبسوطا؟! وكأن النظام السياسي حالة وجدانية وعاطفية يديرها الأب في محيط من العواذل والشامتين، بينما النظام السياسي على الورق مؤسسة مكتملة تتحدد فيها صلاحيات العاملين بدقة.
قد يتراجع وقد لا يتراجع، وهذا القرار له، والشأن شأنه، ولكن ما يعنينا نحن كمراقبين وكشركاء في الحق العام هو أن الاستقالة تكشفت عن ورم، لا عن حالة عافية، ولا أحسب العافية يمكن أن تعود للنظام السياسي الفلسطيني في ظل سلطة الفرد وتفرد رئيس السلطة بالقرار، ومن ثم فقد وصلت رسائل الاستقالة حتى إذا تراجع الدكتور الحمد الله عنها .
وكالة "وفا" وتدخلها في شؤون العرب
فلسطين الآن ،،، عصام شاور
دعت اللجنة المركزية لحركة فتح حركة حماس وقف تدخلها في الشؤون العربية، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" في العشرين من الشهر الجاري، وكان المحرر السياسي لـ"وفا" قد نشر مقالاً قبل تلك الدعوة بيوم واحد، دافع به عن الإمارات ضد مصر وجماعة الإخوان المسلمين، وفي ذلك تناقض شديد لا يمكن إنكاره.
لا أريد الدفاع عن حركة حماس، وأكتفي بنفي الحركة تدخلها في الشؤون العربية الداخلية، وعدّها دعوة فتح مناكفة سياسية لا أكثر، ولكنني تمنيت على حركة فتح أن تطالب العرب بعدم التدخل في شؤوننا الداخلية، ورفع حصارهم عن قطاع غزة، وأن تتوقف وسائل الإعلام العربية عن التحريض ضد قطاع غزة والمقاومة الفلسطينية، وأيضًا نطالب وسائل الإعلام الفلسطينية بالتزام الحياد_على أقل تقدير_ وعدم الوقوف مع أعداء الثورة المصرية ضد غزة والمقاومة والأنفاق.
أما المحرر السياسي لوكالة "وفا" فلم يكن مقاله موفقًا، ويعد تدخلًا صريحًا في الشؤون الداخلية للدول العربية، إذ كانت تصريحات القيادي في جماعة الإخوان المسلمين عصام العريان ضد الإمارات هي دافعه بل _بشكل أدق_ ذريعته للهجوم على مصر، والتودد إلى الإمارات، ولو كانت وكالة "وفا" حريصة على الوحدة العربية، كما يدعي محررها السياسي؛ لدافع عن مصر ورئيسها الشرعي حين هاجم ضاحي خلفان القيادة المصرية بأسلوب سوقي شوارعي لا يليق بقائد شرطة دبي، ومع ذلك نقول: إن القيادي في جماعة الإخوان أخطأ في تصريحاته، ولكن خطأه فضح أعداء الثورة المصرية الذين دافعوا عن الإمارات، ولم يدافعوا قبلها عن رئيسهم وسيادة بلادهم، وفضح الحساسية المفرطة لبعض الدول التي تسمح لمسئوليها بالتطاول كيفما شاؤوا على الأشقاء، ثم لا تتحمل تصريحاً أو تغريدة واحدة على (تويتر).
"المحرض" السياسي في وكالة "وفا" قال: "وكأن العريان يعمل على اختلاق نزاع إقليمي بهدف إخماد المعارضة الداخلية، سلوك خطر يصدم الوعي، لولا أنه الابن الشرعي لمنهج توارثته حركة الإخوان المسلمين جيلاً بعد جيل، وشهدنا بعضاً من وجوهه الدموية عام 2007م"، ومن ذلك يتضح أن "وفا" تعبر عن نفسها وتحارب في خندقها كلًّا من الإخوان وحماس، فالمعركة معركتها، والمحرض السياسي لا يختلف عن ضاحي خلفان وأحمد شفيق المرشح الخاسر لرئاسة مصر والهارب من وجه العدالة إلى الإمارات، ولو أراد المحرض السياسي خيراً لكتب عن المصالحة ووحدة الصف الفلسطيني، بدلًا من استحضار "يوم بعاث" وفتنة الأوس والخزرج