اقلام واراء اسرائيلي 378
28/6/2013
في هــــــذا الملف
من سيخلف الملك عبد الله
بقلم: تسفي بارئيل ،عن هآرتس
صراع القوى العظمى على سورية
بقلم: تسفي مغين،عن نظرة عليا
نتنياهو على حق في تحذيره من المشروع الذري الايراني
بقلم: آري شبيط ،عن هآرتس
في لعبة الذنب سيكون سهلا على الفلسطينيين أن ينتصروا
بقلم: نداف ايال،عن معاريف
لا صلة بين المشاعر التاريخية والاشواق الدينية وحق شعب ما في ارض
بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس
هم اولاد فلسطينيون في الحاصل العام
بقلم: ترتسيه فلور،عن هآرتس
من سيخلف الملك عبد الله
بقلم: تسفي بارئيل ،عن هآرتس
ولدا بفارق سنة ويوم. واحد صار رئيس دولة، والثاني اصبح ملكا. واحد يستمتع بالاستعراضات الترفيهية، بصحبة المغنيات والممثلين والرحلات الى الخارج، والثاني يحكم مملكة هي الاكثر تطهرا في العالم. ليس فيها دور سينما بعد. الاول الرئيس الاكبر سنا المفعم بالحيوية؛ والثاني الملك الاكبر سنا يعد ايامه.
غير أنه مقارنة بشمعون بيرس، عبدالله ملك السعودية هو حاكم حقيقي، وعليه فان التوتر في المملكة قبيل عملية الخلافة المقتربة يشتد. يوم السبت قبل اسبوع اختصر عبدالله اجازته في المغرب وعاد الى الديار، حسب التفسير الرسمي بسبب التطورات في المنطقة وأساسا الازمة في سورية. غير أنه لم يكن اي تطور استثنائي في سورية، ولم يكن حتى للانتخابات في ايران ما يشكل ذريعة لاختصار الاجازة، فقد كان موعدها معروفا مسبقا. وفي ظل عدم وجود معلومات رسمية موثوقة، فالتقدير هو أن التطورات الدراماتيكية وقعت داخل الاسرة المالكة وهي، وليس مستقبل بشار الاسد، التي أقلقت الملك.
عبدالله هو ملك مريض، بل ومريض جدا. قبل سنة كانت شائعات عن أنه مات موتا اكلينيكيا. وكانت الشائعات سابقة لاوانها، ولكن الملك يجد صعوبة في السير بقواه الذاتية بعد العمليات الجراحية التي اجتازها في ظهره، يعاني من ضغط دم عال، غير قادر على عقد جلسة قصيرة وفي اقصى الاحوال يظهر لزمن قصير وينسحب الى غرفته لينام. ولكنه لا يزال هو الذي يقرر السياسة الخارجية للمملكة ومستقبلها الداخلي. قلقه الان ينصب على تسليم الحكم لخليفته بشكل مرتب، من دون سفك دماء، من دون إثارة ثورة. وليس فقط الكرسي، بل يريد ايضا أن ينقل إرثه ايضا، الى العهد التالي. العهد التالي ليس بالضرورة الجيل التالي.
في الـ 81 سنة التي مرت منذ أقام المملكة عبد العزيز انتقل الحكم خمس مرات بين ابنائه. وليس دوما في ظل الطاعة العمياء، ليس بدون لي اذرع، ولكن حتى الان من دون صراع عنيف. الى هذا تطلع عبدالله عندما بدأ يحدد شبكة التعيينات للمناصب العليا في المملكة في السنة الاخيرة. وليا العهد اللذان عينهما في السنة الماضية، الامير سلطان والامير نايف، توفيا بالمرض وبالشيخوخة. ولي العهد الحالي، الامير سلمان، يعاني على ما يبدو من الزهايمر، وعلى اي حال يجد صعوبة في اداء مهامه. الامير أحمد ابن الـ77، الاكثر شبابا من بين الاخوة السبعة السعوديين، ابناء الملك بن عبد العزيز من زوجته كثيرة الامتيازات ابنة أحمد السديري، الذين تتناقل الخلافة في ما بينهم، عين في منصب وزير الداخلية. ومع أنه اقيل بعد خمسة اشهر لاعتراضه على توزيع قوات الامن الى عدة وحدات مستقلة، الا أنه لا يزال رجلا كثير النفوذ في المملكة وفي الاسرة. والى جانب هؤلاء يطلق صوته ايضا الجيل الشاب، الذي يتشكل من أحفاد الملك عبدالعزيز، الذي يطالب بالكف عن تعيين العجائز والشروع في نقل الحكم اليه.
43 وليدا للملك عبد العزيز، ولهم ابناء، أحفاد وابناء احفاد، يشكلون طبقة الحكم في الدولة. الكثيرون منهم يتبوأون وظائف عليا في الجيش، في الحرس الملكي وفي الوزارات المختلفة، كمحافظين ورؤساء بلديات. الحفاظ على التوازن بين الاجيال وبين ‘اصحاب الامتيازات’ هو سر استقرار المملكة التي حتى الان نجحت في تفادي موجة الثورات التي تجتاح الدول العربية. ويستدعي هذا التوازن من الملك ان يعترف بشكل حميم ليس فقط بمؤهلات كبار رجالات الاسرة، بل وبالاساس التحالفات السياسية والقبلية التي خلقها كل واحد منهم لنفسه على مدى السنين. ظاهرا، ‘مجلس الامناء’ الذي اقامه الملك في 2007 هو المسؤول عن تعيين الملك وولي العهد، وبصلاحيته احباط التعيين الذي يقرره الملك. ولكن عبدالله أوضح للمجلس بانه يمكنه أن يمارس صلاحياته بعد وفاته فقط، ورغم تحفظات المجلس عين لنفسه ولي عهده، مثلما عين في شباط/فبراير الامير مقرن ابن الـ68 سنة، اصغر ابناء عبد العزيز في منصب نائب ثانٍ في الحكومة السعودية.
هذا تعيين مهم واعلاني، عندما يكون الملك رئيس الوزراء وقائد القوات المسلحة (الى جانب باقي صلاحياته) فان النائب الثاني (الاول هو ولي العهد) يتبوأ منصب الادارة العملية للدولة ويقوم باعمال الملك عندما يتغيب هو او ولي عهده. في وضع يكون فيه ولي العهد الحالي ليس ‘بكامل قوته’، فان النائب الثاني هو عمليا القائم الكامل بالاعمال. ويعتبر المنصب خشبة قفز لمنصب الملك. الملك فهد والملك عبدالله ووليا العهد اللذان توفيا كانا فيه. مقرن، الذي كان طيارا قتاليا ورئيس استخبارات السعودية، هو أحد الموالين المقربين للملك، وقد كلفه بمهام حتى قبل التعيين الاخير. فقد كان مسؤولا عن ملف افغانستان وباكستان، وهو يعالج الازمة في سورية، ويعتبر ذا موقف حازم ضد ايران. تعيينه، والتلميح في أن الملك يريده كخليفة، لم يتم استيعابه بعد من كل مجموعات الامراء في المملكة، ولا سيما أحفاد عبد العزيز، الذين يطالبون بطرح مرشح من بينهم.
يجدر الانتباه الى الامير مقرن. فالرجل، الذي اكتسب تعليمه العالي في بريطانيا وأمريكا، وحسب سيرته الذاتية يحب علم الفضاء والشعر العربي ولديه مكتبة بالاف الكتب، كفيل بان يكون الزعيم القادم الذي سيدير ليس السعودية وحدها، بل والشرق الاوسط.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
صراع القوى العظمى على سورية
بقلم: تسفي مغين،عن نظرة عليا
تجري المعركة على مستقبل سورية، بالتوازي مع ما يجري على الارض، في الساحة الدولية ايضا، فاللاعبون الاساسيون الذين يقفون في مركز المسرح هم روسيا والولايات المتحدة، اللتين تديران هذه المعركة من خلال تبادل الضغوط، التهديدات ومحاولات الحوار، وهلمجرا.
وجرت الجولة الاخيرة في هذا الشأن في اجتماع الثماني الكبار، في شمال ايرلندا في 17 19 حزيران/يونيو 2013. وعني هذا اللقاء، الذي يشمل كل المسائل التي تشغل بال الساحة الدولية، هذه المرة، في معظمه، بالموضوع السوري، وفي مركزه حوار مشحون بين الرئيسين الروسي والامريكي، ولا سيما بالنسبة لعقد المؤتمر الدولي في موضوع سورية. وحول مسألة انعقاد هذا المؤتمر الذي يعرف باسم ‘جنيف 2′ الذي اتفق عليه في اثناء زيارة وزير الخارجية الامريكي كيري الى روسيا في بداية ايار/مايو 2013، يوجد خلاف مشحون، في مركزه مسألة رحيل الاسد.
ومع أن هذه المعركة على سورية اصبحت حدثا دوليا مركزيا، ستؤثر نتائجه على مستقبل المنطقة وبمفاهيم عديدة حتى على مكانة القوى العظمى المشاركة، فان المواجهة بين روسيا والغرب لا تتعلق بسورية وحدها، وتجري بقوى متعاظمة منذ بداية عصر ‘الربيع العربي’، وذلك كجزء من المنافسة العالمية المتواصلة. وفي هذا الاطار، اختارت روسيا الحرب الاهلية في سورية كساحة مواجهة مركزية، تطبق فيها سياسة تحد، تنطوي على مساعدة متصاعدة لنظام الاسد الى جانب نشاط متنوع، عسكري وسياسي، لمنع التدخل الخارجي في هذه المعركة. ويبدو أن سلوك روسيا هذا يثبت نجاعته، على الاقل في كل ما يتعلق ببقاء نظام الاسد الى ما يتجاوز ما كان متوقعا. وتتطلع روسيا الى ترجمة هذا الانجاز الى نجاح من خلال الدفع الى الامام بفكرة المؤتمر الدولي لتقرير مستقبل سورية، وعلى أي حال لتصميم مكانتها في المنطقة، اضافة الى أرباح ستنالها في الساحة العالمية. ومن هنا، واضح انعدام الحماسة من جانب الولايات المتحدة وحلفائها في العالم وفي المنطقة للاستجابة لهذه الفكرة، بافتراضهم ان أيام النظام السوري معدودة ولا يجب العمل على حفظ بقائه، في ظل منح المقابل لروسيا، سواء في الشرق الاوسط أم في مناطق اخرى توجد لها فيها مصالح.
وكانت التجربة الفاشلة الاولى لتحقيق حل دولي للازمة تمت قبل نحو سنة، في نهاية يونيو 2012، مع انعقاد مجموعة دعم لسورية، تضمنت ممثلين عن اعضاء في مجلس الامن وعدد من الدول في المنطقة، في مؤتمر في جنيف. وصاغت المجموعة بيانا مشتركا يدعو ضمن امور اخرى الى اقامة حكومة انتقالية في سورية. ومؤخرا، على ما يبدو على خلفية الاحساس بالانعطافة في صالح الاسد، بدأ جهد للدفع الى الامام بفكرة ‘جنيف 2′. وبالفعل صدرت موافقة أمريكية على ذلك اثناء زيارة وزير الخارجية كيري الى روسيا في بداية مايو 2013، انضمت اليها دول غربية اخرى، فيما كانت في أساس فكرة المؤتمر الجديد الاتفاقات التي تم التوصل اليه في ‘جنيف 1′ في 2012. ومنذئذ أصبح هذا الموضوع عمليا محورا دوليا مركزيا، تدور حول عدم اتفاق الاطراف بشأن مضامين الحلول المستقبلية منظومة ضغوط ومساعي اقناع متنوعة. وفي اطار هذه الجهود يمكن لنا أن نذكر النوايا التي لم تتحقق ويبدو أنها لن تتحقق بسرعة لتزويد سورية بصواريخ اس 300 الروسية. ومن الجهة الاخرى يجدر بالذكر التصريحات الغربية بشأن الغاء حظر تزويد الوسائل القتالية للثوار، التهديدات بشأن تنفيذ ‘منطقة حظر جوي’، البيانات بشأن اجتياز ‘الخطوط الحمراء’، المترافقة مع نصب صواريخ مضادة للطائرات وارسال طائرات قتالية امريكية الى الاردن، بما في ذلك التدريبات المشتركة هناك وخطوات اخرى.
في ذروة سباق الضغوط هذا، انعقد، كما كان مخططا، لقاء الثماني الكبار، حيث طرح بكامل حدته وحجمه الموضوع السوري، مع التشديد على عقد مؤتمر ‘جنيف 2′. ويتعلق الخلاف الاساس بشأن مضامين المؤتمر المطروح، عمليا، بمستقبل النظام السوري. وفي اثناء اللقاء نوقشت هذه المسألة في اللقاءات بين الرئيسين الروسي والامريكي، مثلما في اللقاءات بين قادة الدول الاخرى، في ظل المسعى لجسر الخلافات. ويبدو ان الاطراف بالفعل وصلت الى نقطة التوازن في مسألة مجرد انعقاد المؤتمر وتحديد المواضيع على جدول أعماله. ولكن بقيت الاطراف مختلفة في مسألتين اساسيتين بالنسبة للروس: تلك التي تتعرض بالبيان باستخدام السلاح الكيميائي من قبل النظام السوري وتلك المتعلقة بمستقبل الاسد. المسألة الاولى وجدت حلها في صياغة حذرة. والاخيرة ادرجت في صياغة البند المتعلق باقامة حكومة انتقالية في سورية وأبقت الرواسب الاساسية.
في البيان المشترك الذي نشر في ختام اللقاء وردت ستة بنود تتعلق بالموضوع السوري، على النحو التالي:
الالتزام بالعمل على وقف الحرب الاهلية.
الالتزام بتمويل مبلغ 1.5 مليار دولار كمساعدة انسانية.
الالتزام بالعقد في أقرب وقت ممكن لمؤتمر جنيف على اساس التفاهمات من العام 2012، التي تتضمن اقامة ‘جسم انتقالي حكومي ذي صلاحيات تنفيذية كاملة’.
التزام الاطراف المشاركة في المؤتمر بتطبيق القرارات التي تتخذ فيه واحلال المصالحة والاستقرار.
الاعراب عن القلق من تعاظم الارهاب والتطرف في سورية والالتزام بابعاد هذه العناصر، ولا سيما القاعدة، من الدولة.
شجب استخدام الاسلحة الكيميائية والمطالبة بمراقبة مواقع تخزينها.
البند الاشكالي الذي يواصل اثارة الخلاف، يبقى، كما أسلفنا، ذاك المتعلق بالحكومة الانتقالية. الصيغة التي اختيرت كحل وسط مع الروس تتحدث ليس عن الحكومة بل عن ‘جسم ذي صلاحيات حكومية’. ويبدو أن هذا الحل الوسط يبقي مجالا لادراج الاسد، مؤقتا على الاقل، في العملية ويمنح بذلك تفوقا نسبيا للروس، في كل ما يتعلق بانتشارهم المستقبلي في سورية. في هذا الواقع، على الرغم من الاتفاق الايجابي بشأن الحل الشامل للازمة في سورية، وعلى رأس ذلك الاتفاق على عقد المؤتمر الدولي، كما ينعكس في البيان المشترك، تشعر كل الاطراف باحباط لا بأس به. وقد وجد الامر تعبيره بالاستخدام المتكرر للتهديدات المعروفة قبل اللقاء المطروح، مثل الذكر المتجدد للتوريد المتوقع لصواريخ اس 300، التصريحات بشأن تزويد الثوار بالمساعدات الغربية وما شابه.
وبالنسبة لعقد مؤتمر ‘جنيف 2′ نفسه هذه المسألة بقيت حاليا مفتوحة. ومع أنه ذكر في البيان المشترك انه يجب العمل على انعقاده السريع، عمليا لم تذكر تواريخ واضحة. وعلى هامش اللقاء اشير الى أن موعد المؤتمر سيتقرر على ما يبدو بعد اللقاء بين ممثلي روسيا والولايات المتحدة وبين ممثلي الامم المتحدة للموضوع السوري، الذي سينعقد في 25 يونيو 2013. ويبدو أنه في نهاية المطاف سيتحدد الموعد بالفعل والمؤتمر سينطلق على الدرب، وان كان باحتمالية عالية ليس في تموز/يوليو القريب القادم، كما كان متوقعا، بل ربما في آب/اغسطس 2013. وتقررت منذ الان لقاءات للتواصل بين الرئيسين بوتين واوباما في اطار اجتماع العشرين الكبار، الذي سينعقد في روسيا في ايلول/سبتمبر القريب القادم.
كما علم ايضا بانه في هذا الاطار ستبحث كل المواضيع المتعلقة سواء بسورية ام بالجوانب الثنائية والعالمية التي على جدول الاعمال. وحتى ذلك الحين ستستمر استعراضات القوة وممارسة الضغوط المتبادلة، لتحقيق مصالح الطرفين تمهيدا للاتفاقات المستقبلية.
ان انعقاد المؤتمر بالصيغة المرغوب فيها من الروس، يدل على التغييرات التدريجية في مكانتها كلاعب يتعزز القوة في الساحة الدولية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو على حق في تحذيره من المشروع الذري الايراني
بقلم: آري شبيط ،عن هآرتس
لو أن اسرائيل كانت دولة سليمة العقل لشغلت نفسها هذا الاسبوع بمسألة واحدة فقط هي ‘الايكونوميست’. إن هذه الصحيفة الاسبوعية البريطانية هي اسبوعية الأخبار النوعية الرائدة في الغرب وهي واحدة من وسائل الاعلام القليلة التي يتم التعبير فيها عن الخطاب الاستراتيجي والاقتصادي الجدي للنخبة العالمية. ولهذا حينما قالت ‘الايكونوميست’ هذا الاسبوع بجزم انه لا يمكن وقف المشروع الذري الايراني كان معنى كلامها دراماتيا.
اعترف التيار المركزي في المجتمع الدولي بواسطة ‘الايكونوميست’ بأن المعركة مع حصول ايران على القدرة الذرية انتهت الى فشل. وخرج مذهب احتواء ايران الذرية بواسطتها من الخزانة. وفي وقت تشغل فيه اسرائيل نفسها ببرامج واقع سياسية سخيفة مُسلية، حدّثتها ‘الايكونوميست’ هذا الاسبوع عن ان واقعا استراتيجيا صعبا أخذ يتشكل حولها. إن ما وعد العالم بألا يحدث أبدا أصبح يحدث في هذه الايام، وما وعدت القيادة الامنية العليا بألا يحدث يحدث، يحدث. فايران تتحول الى قوة ذرية في حين تقف اسرائيل (الغارقة في أحلام الصيف) وحدها.
جرى بين 2009 و2012 هنا جدل صائب في ايران. وقف فيه المتفائلون على أحد جانبي المتراس وهم: شمعون بيرس ومئير دغان ويوفال ديسكن وغابي اشكنازي والمؤسسة الامنية والمؤسسة الاعلامية وريح الأمل الطيبة التي ترد الروح. ووقف في الجانب الآخر من المتراس متشائم كئيب مُشهر به هو بنيامين نتنياهو.
قال المتفائلون: امريكا موجودة. وقال المتشائم امريكا غير موجودة. وقال المتفائلون: توجد يد خفية. وقال المتشائم لا توجد يد خفية. وقال المتفائلون: يوجد وقت. وقال المتشائم لا يوجد وقت. وقال المتشائم إن الخطة الذرية الايرانية يجب ان يتم وقفها الى خريف 2012. وقال المتفائلون: ليست الذرة الايرانية هي المشكلة بل رئيس الوزراء.
في مدة ثلاث سنين ونصف السنة انتقل المتفائلون من صحافي الى آخر ومن امريكي الى آخر، وقالوا إن المتشائم سوداوي خطير يرى ظل الجبال كالجبال ولا يعلم أن العالم لن يدع ايران تحصل على القدرة الذرية. وفي مدة ثلاث سنين ونصف السنة قيد المتفائلون يد المتشائم بناء على الوعد الثلاثي بأن امريكا موجودة واليد الخفية موجودة والوقت موجود. وها هي ذي صحيفة ‘الايكونوميست’ تأتي هذا الاسبوع وتقول في جزم إن وعد المتفائلين القاطع كان وعدا باطلا وإن الوقت متأخر جدا فقد هربت خيول اليورانيوم المخصب من الاسطبل. واخطأ الباحثون عن الخير الدوليون والباحثون عن الخير الاسرائيليون وضللوا ضلالا شديدا.
إنها لمفاجأة: كان بنيامين نتنياهو صادقا. يمكن ان ننتقد صورة سلوكه ومن الواجب ان ننتقد جوانب ما من سياسته. ما كان يجب ان يكون الخيار العسكري الاسرائيلي هو الخيار الرئيس على الطاولة. وكان يجب ان يكون السخاء على رام الله جزءا من نضال القدس لطهران. لكن نتنياهو فهم تحدي ايران أفضل من الآخرين وقرأ خريطة المعركة مع ايران بصورة أفضل.
في حين ظل المتفائلون بالأوهام، رأى المتشائم الواقع رؤية صحيحة. وفي حين أُصيبت المؤسسة الامنية والمؤسسة الاعلامية بالوهن والدعة، حذر المتشائم وأنذر. لكن لما كانوا لم يهبوا للتحذير لا في الغرب المتهاوي ولا في اسرائيل المحتفلة فانه جاء الى العالم واقع استراتيجي جديد خطير. أذئب، ذئب؟ انه ذئب! ذئب استراتيجي ذو أنياب ذرية أصبح يقف على الباب.
من الممكن انه يمكن الى الآن دحض تقدير ‘الايكونوميست’ للوضع. وقد يستطيع حصار سياسي اقتصادي كامل فوري لايران ان يجعلها تُعلق مشروعها الذري للابقاء على النظام. لكن يجب على من يريد ان يكون دحض نبوءة الغضب سياسيا لا عسكريا ان يعمل الآن ولا يوجد وقت، لا يوجد وقت حقا. إن الصحوة قبل منتصف الليل بلحظة صحوة صعبة، لكن الصحوة بعد منتصف الليل بلحظة قد تكون صحوة فظيعة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
في لعبة الذنب سيكون سهلا على الفلسطينيين أن ينتصروا
بقلم: نداف ايال،عن معاريف
لاحظ رئيس الوزراء نتنياهو أمس بان خوف الموت سينتصر على العدو أو شيء كهذا. وبدا هذا دقيقا بما فيه الكفاية، كما ينبغي القول، إذ أنه بشكل عام اذا كان هناك عدو، وهو يقاتل ضدك ـ فيجدر به أن يخاف الموت. ‘هكذا ينتصر الناس في المعارك’، قال رئيس الوزراء.
في اسرائيل مقبول الحديث بهذه السياقات والتعابير، المستمدة من عالم الحرب، حتى عندما لا تكون هناك مناورة لوائية في غولاني. فالمنافسة السياسية هي دائما ‘معركة’، والى جانب ‘المعركة العسكرية’ توجد ‘المعركة السياسية’. ومن جهة اخرى، معقول الافتراض بان رئيس الوزراء لا يعتقد بانه من أجل الانتصار في المعركة السياسية ينبغي بث خوف الموت في الطرف الاخر. إذ يطرح السؤال الطبيعي من هو على الاطلاق الطرف الاخر في المعركة السياسية: هل هذا ابو مازن، الذي هو الوحيد الذي على الاطلاق لا يزال مستعدا لان يدخل معنا الى ‘معركة سياسية’، او ربما هذا في واقع الامر جون كيري، وزير الخارجية الامريكي. الانطباع هو أنهما الاثنان لا يعانيان في هذه المرحلة من خوف الموت. على الاقل ليس من مكتب رئيس الوزراء في القدس.
يصل كيري الى اسرائيل لان هناك انطباعا بان اختراقا بات محتملا، وانه قابل للتحقق في غضون وقت قصير للغاية. رسميا يتحدث الامريكيون عن بيان لاستئناف الاتصالات ‘حتى ايلول/سبتمبر’، وعمليا يريدون أن يروا هذا في وقت أبكر بكثير. وقد اضطر رئيس الوزراء ولا بد سيضطر لاحقا الى الوصول الى حسومات صعبة في الطريق الى المفاوضات السياسية، ولكن التصميم الامريكي النسبي يفعل فعله. ابو مازن، من جهته، يفهم جيدا بان تقديره المسبق وكأن الدخول في الاتصالات سيخدم نتنياهو وحده كان مغلوطا.
ما أن يدخل الى الاتصالات، فان الامريكيين لن يرغبوا بفشل آخر وسيبذلون الجهد للضغط على اسرائيل؛ وفي ضوء الائتلاف الحالي وطبيعة نتنياهو، يقدر رئيس السلطة، بان الفشل سيعزى لاصحاب القرار الاسرائيليين. وبتعبير آخر .
يفترض بالولايات المتحدة أن توفر للطرفين مرجعية للدخول في الاتصالات. تصريح بان الحل سيكون على أساس خطوط 67، سيتضمن موقفا من مشاكل الامن الشرعية لاسرائيل وغيرها من الصياغات التي يفترض أن ترضي الطرفين، حتى قبل الاتصالات. وخلافا للماضي، يفترض بالتفاصيل أن تكون أكثر تحديدا. محددة لدرجة أنها دفعت بعض المستشارين في القدس الى الشحوب. لا بأس. سيكون للطرفين تحفظات، بالطبع.
في مرحلة معينة في الاسابيع الاخيرة بدأ الامريكيون يستخدمون الادارة المركزية التي تحت تصرفهم نفاد الصبر. فقد حذروا، وعادوا ليحذروا، من معاني عدم استئناف الاتصالات. والتهديد المبطن من يفشل الاتصالات سيحدد كمذنب في موت المسيرة السلمية، وسيدفع الثمن على ذلك. وبهذه المفاهيم ينبغي لكيري أن يكون طالبا حادا اكثر لتاريخ وزراء الخارجية الامريكيين في منطقتنا. فالاكثر نجاحا هم، ببساطة، الاكثر عنفا. فقط التهديدات الواضحة، الشرق اوسطية والفظة جلبت الطرفين الى النتائج. تهديد الذنب؟ الطرفان سبق ان اتهموا بالذنب في الماضي، كل واحد بدوره، بافشال السلام الاقليمي. وقد نجيا من ذلك وانتقلا الى الامام. كيري لا يجرب بعد لي أذرع الزعماء كي يوقعوا على سلام تاريخي وأليم بل فقط كي يجلسوا معا. والمراوحة الطويلة في محاولات الاستئناف تدل، بحد ذاتها، على ضعف امريكي وتبث تشاؤما بالنسبة للمسيرة نفسها، التي لم تبدأ بعد.
توجد كلمة بالعبرية لا يبدو أن كيري يعرفها ولكنه يشعر بها جيدا: التخشخش. نحن نوجد هناك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
لا صلة بين المشاعر التاريخية والاشواق الدينية وحق شعب ما في ارض
بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس
حينما وصلت في الاسبوع الماضي الى البلدة التي ولد فيها أبي في اقليم السوديت في جمهورية التشيك أصابتني قشعريرة، بل إنني فكرت حينما رأيت لافتة دخول البلدة في أن أخرج من السيارة وأُقبل التراب. إن الساعات التي قضيتها بعد ذلك في البلدة التي صاحب اسمها ايام طفولتي مثل صدى غير واضح، كانت عاصفة مشاعر. فقد تبين لي فجأة أن شيئا من جذوري موجود هناك في البلدة النائية في بوهيميا على حدود المانيا، هنا ولد أبي وهنا تشكلت شخصيته.
على أثر التقرير الصحافي الذي نشرته عن زيارتي أرسل إلي البروفيسور شلومو افنيري قصيدة جميلة كتبها من غد زيارته للبلدة التي ولد فيها في شلزيا، وهي القصيدة الوحيدة التي كتبها في حياته ‘ولد يهودي بولندي’. ويُخيل إلي أنه جرت علينا زلزلة مشاعر متشابهة رغم أن افنيري ولد هناك وأنا ولدت هنا في البلاد.
إن صلتي بالحجارة في زاتس تبين أنها أهم وأعمق كثيرا من صلتي بالحجارة في الخليل أو نابلس أو حتى بحجارة الحائط الغربي. حينما زرت في 1967 هذه المواقع أول مرة إذ كنت فتى تأثرت تأثرا غير قليل، لكنني كنت آنذاك نتاج المزاوجة بين القومية والتدين المُسكرة التي ساقت الجميع تقريبا آنذاك.
وتبين لي سريعا أن صلتي بهذه الاماكن ضعيفة. فمغارة الماكفيلا وقبر راحيل، بل الحائط الغربي هي عندي وعند اسرائيليين علمانيين كثيرين آخرين مواقع تاريخية أو مواقع عبادة صلتنا بها ضعيفة. وحول جعلها رموزا للاحتلال الاسرائيلي بظواهره القبيحة، جعل زياراتها أكثر تنفيرا. قُل لي كم علمانيا اسرائيليا أجهد نفسه طوال السنين بزيارة مغارة الماكفيلا أو قبر راحيل، حتى حينما كان الهدوء يغلب عليهما؟ وكم اسرائيليا علمانيا يُجهدون أنفسهم اليوم بزيارة الحائط الغربي؟
إن بلدة تشيكية كانت قبل ذلك بلدة المانية، ولد فيها أبي وفيها ترعرع، تؤثر اليوم في قلبي أكثر من مدن الكتاب المقدس التي ولد وترعرع فيها آباء آبائي بحسب التراث الرائج. اذا كانت توجد أصلا اماكن ‘مقدسة’ فان زاتس أقدس في نظري من بيت لحم، واقليم السوديت أقدس من اقليم بنيامين.
ليس الامر كذلك بالطبع عند اسرائيليين كثيرين آخرين. فالمتدينون القوميون يرون القصبة في نابلس مكانا مقدسا ومثلها ايضا ارض الكهوف في جنوب جبل الخليل. ومن حقهم ان يشعروا بذلك فلا أحد يشك في قوة مشاعرهم وأصالتها. لكن ما هي الصلة بين قداسة المكان في نظرهم وبين السيادة عليه، وبين الشعور بالانتماء الذي يقوم على ذكريات تاريخية بعيدة وبين ملكيته؟ يوجد مُحبون كثيرون للارض، فلسطينيون واسرائيليون، ولا داعي لأن يتم البحث فيمن يحبها أكثر. ومقدسوها كثيرون ايضا، يهود ومسلمون، لكن ما الصلة بين كل ذلك وبين الصراع القومي العقاري بين اسرائيل وفلسطين؟
حينما زرت زاتس لم يراودني لحظة شعور بأن المكان لي أو لأبناء شعبي بسبب الذكريات. ربما يكون لي على الأكثر حق ما في البيت الذي خلفناه وراءنا، كما يوجد للاجئ الفلسطيني حق ما بالضبط في بيته الذي خلفه وراءه. حينما يتدفق عشرات آلاف الحسيديين كل سنة على المكان الذي يقدسونه، وهو قبر الحاخام نحمان، لا يفكر أحد في طلب سيادة عليه من حكومة اوكرانيا. فلا يوجد للقداسة والذكريات بل ولا للكتاب المقدس أية صلة بالحقوق السياسية، بل يجب ان تنبع هذه فقط من مبادئ القانون والعدل لا من قصص الكتاب المقدس أو الغمرا.
للاسرائيليين بالطبع حق في ارضهم بفعل سيادة الدولة التي اعترف بها أكثر دول العالم، وللفلسطينيين ايضا بالطبع حق في الارض بفعل حياتهم فيها منذ حقب متطاولة وينبغي احترامه ايضا بدولتين أو بدولة واحدة. إن زاتس عندي اقليم ذكريات وجذور كما أن بيت إيل أو كريات أربع هي منطقة أشواق لجزء (صغير) من الاسرائيليين، بالضبط. وينبغي أن تُنحى هذه المشاعر جانبا لأنه ليست لها أية صلة بالعدل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
هم اولاد فلسطينيون في الحاصل العام
بقلم: ترتسيه فلور،عن هآرتس
وُجد مرة اخرى تقرير من مجلس الامم المتحدة لحقوق الطفل يزعم ان الجيش الاسرائيلي يعذب اولادا يعتقلهم بسبب رشق بالحجارة. ألم يضيقوا ذرعا هناك في الامم المتحدة؟ أجابت وزارة الخارجية الاسرائيلية (‘هآرتس′، 23/6) بأنها قد سلّمت من قبل ردا في آذار/مارس من هذا العام على تقرير اليونسيف الذي زعم الشيء نفسه. وساعدت وزارة الخارجية آنذاك في تشكيل مواد. بحيث أصبح الامر كافيا لأنه كم يمكن الحفر؟ أو كما قال متحدث الوزارة يغئال بلمور: ‘اذا أراد أحد ما أن يزيد في الانحياز السياسي والهجمات على اسرائيل، من دون ان يعتمد على معطيات جديدة وعلى بحث ميداني، بل على استعادة لمزاعم قديمة فليس لذلك أهمية’، أو باختصار سمعنا وقلبنا الصفحة.
إن التنكيل بأولاد على أيدي جنود الجيش الاسرائيلي ورجال شرطة حرس الحدود والشرطة في المناطق والمستوطنين أخبار قديمة. فجيئونا بشيء جديد. فليس مما يثير الاهتمام اعتقال أولاد تحت عمر الـ12. ستتحدثون في الحال عن جندي يداهم بيتا في منتصف الليل ويخيف بنتا صغيرة تصوب اليه نظرات لن ينساها. ماذا دهاكم.
هذا أدب شعبي ما زال موجودا حتى من قبل الانتفاضة الثانية. وستُحدثوننا في الحال عن أب يجري الى الجنود ويأخذ ابنه منهم ويضربه أمام أعينهم كي يدعوه وشأنه فقط ولا يُدخلوه الى سيارة الجيب. وقد سمعنا هذا منذ زمن ايضا.
وربما تكشفون عن وجود أولاد لا ينامون في الليل، وأولاد يقفون في المفترقات لبيع ألعاب بلاستيكية بدل ان يتوجهوا الى المدارس، وأولاد يبحثون في المزابل بدل ان يجلسوا في الفصول الدراسية. وأولاد يجب ان يسيروا على الأقدام كيلومترات الى المدارس ويهاجمهم مستوطنون احيانا، أو ربما تقولون إن غلاما في الثالثة عشرة اعتُقل ثلاثة ايام في سجن عوفر وأُصيب بصدمة شعورية بسبب ذلك.
وماذا عن أولاد في الخليل يبصق أولاد المستوطنون عليهم في طريقهم الى المدارس؟ وربما تكتبون ايضا عن أولاد هم مجرد جائعين؟ يا الله، لا بأس، إننا جميعا نقرأ لجدعون ليفي وعميره هاس، ونتصفح احيانا شيئا مما يرد عند ‘بتسيلم’ وعند ‘نكسر الصمت’ وعند ‘اطباء من اجل حقوق الانسان’ من جامعي الامور التافهة الصغيرة.
يكفي من فضلكم إنكم ايضا تعلمون ان كل ذلك سياسة. لقد قلنا في مارس إن أبناء الرابعة عشرة يُعتقلون 24 ساعة فقط وإن تقييدهم أقل إيلاما. أليس هذا طيبا بقدر كافٍ؟ يا الله، إنهم جميعا أولاد. وسيكون الامر على ما يرام فالاولاد يبقون أحياء وسيكبرون في الحال. وحينما يكبرون سيفهمون كما يعدون كل ولد.
إن هذا الاستخفاف يدهشنا في كل مرة من جديد. وكذلك الاعتياد، إن الجيش الاسرائيلي في المناطق، واسرائيل محتلة ولا يحدث شيء. إن الاولاد في المناطق ضحايا ذلك القانون الأهوج السيّال المرن المستعمل في المناطق المحتلة. إنهم أقصر قامة من كبار السن وقد يجهشون بالبكاء لكنهم يرشقون بحجارة ويُعتقلون ولا نعرف طريقة اخرى للقضاء على هذه الظاهرة وحراسة مواطني اسرائيل.
إن حقيقة ان تكون في الثانية عشرة أو في الثالثة عشرة لا تعتبر سببا مُخففا. ولا يوجد في قيادة الجيش الاسرائيلي قفازات حريرية لشخص لم يُنه بعد مدرسة ابتدائية، وليست عند وزارة الخارجية ايضا أجوبة مميزة فهي تقول: رأينا وسمعنا فدعونا وشأننا، فليست لنا قدرة على ان نُزعزَع مرة اخرى وليست لنا قدرة على ان نتخيل أبناءنا في سيارة جيب بين جنود وبنادق مقيدين معصوبي العيون في الطريق الى المعتقل. يجب على متحدث وزارة الخارجية ان يُخرج الولد من حضانة الظهيرة وان يأخذه الى حلقة جيمبوري (حلقة ترفيهية). أوليس هذا تنكيلا؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
