-
1 مرفق
اقلام واراء محلي 440
اقلام واراء محلي 440
4/7/2013
في هذا الملـــــف:
- زيارة الرئيس محمود عباس للبنان تكتسب اهمية استثنائية
الكاتب: عباس الجمعة/معا
- الانقسام الظاهر والانقسام "المبطّن"
الكاتب: نبيل دويكات/معا
- عام على حكم الإخوان في مصر!
الكاتب: حيدر عيد/معا
- تغييرات جوهرية في نمط المواجهة
ناصر زيدان/ج.القدس
- بيان الحسم ، بيان انتصار الثورة
د. عبد المجيد سويلم/ج.الأيام
- الجماعة والرئيس وتبادل الفشل
يحيى رباح/ج.الحياة الجديدة
زيارة الرئيس محمود عباس للبنان تكتسب اهمية استثنائية
الكاتب: عباس الجمعة/معا
تكتسب زيارة الرئيس محمود عباس " ابو مازن " اهمية كبرى في هذه اللحظات المصيرية التي تمر بها القضية الفلسطينية الى لبنان ، والتي تأتي في ظل ظروف بالغة الدقة والتعقيد تشهدها المنطقة ، ونحن على ثقة بأن هذه الزيارة تأتي بهدف تعزيز العلاقات اللبنانية والفلسطينية ، ولتأكيد الموقف الفلسطيني بسياسة النأي عن الدخول في التجاذبات اللبنانية .
ان اهمية الزيارة تأتي بعد زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية كيري الى فلسطين والتي لم تسفر عن اي نتائج رغم الضغوط التي تعرضت لها القيادة الفلسطينية من اجل العودة الى مسار المفاوضات ، وهذا يستدعي العمل من اجل إقفال هذا المسار ، والبحث عن مسار جديد قادر على تحقيق الأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني.
ان نجاح سياسة النأي بالنفس التي تتبعها الفصائل والقوى الفلسطينية من الأحداث منذ فترة طويلة في لبنان، وإعلان كافة القوى الفلسطينية إصرارها على الوقوف بحزم أمام أية محاولة لاستدراج الساحة الفلسطينية الى بحر الأزمة اللبنانية الهائج، والحيلولة دون تكرار تجربة نهر بارد جديدة، وبالتالي الحرص على عدم تحويل المخيمات الى بؤر أمنية لا يستفيد منها سوى أعداء القضية الفلسطينية الذين يضمرون الشر للشعب والقضية.
ان وضوح الموقف الفلسطيني من الأزمة اللبنانية الداخلية، وعدم مشاركة أي فصيل أو حركة فلسطينية الى جانب هذا التيار أو ذاك، وعدم انزلاق أي منها في الصراع الداخلي المفتوح، فإن الفلسطينيين لم يسلموا من بعض الأقلام أو التصريحات أو صفحات الصحف ووسائل الاعلام...
رغم الموقف الفلسطينى الرافض للدخول فى الأزمة اللبنانية، والالتزام بمبدأ الحياد الإيجابى لما فيه خير لبنان والقضية الفلسطينية.
لا شك ان العلاقة اللبنانية الفلسطينية الايجابية تتطلب ان تحد ممن يستعملون فزاعة التوطين دون مبرر ، وان رفض التوطين لا يكون في الشتم والتهجم، ولا يكون في الحصار والحرمان من العمل، ولا يكون في النفي والتشتت، ولا يكون في تأجيج صراعات وفتن طائفية، سياسية .
وامام ذلك نرى ان زيارة الرئيس محمود عباس يجب ان تشكل خطوة في المطالبة من اجل اقرار الحقوق المدنية والاجتماعية اي إعطاء اللاجىء الفلسطيني الحد الأدنى من الكرامة وحق العمل وفي إعادة النظر بكيفية بناء المخيمات أو إعادة ترتيب البنى التحتية في المخيمات ربما البناء العمودي وحق التملك بالصيغة التي تلائم الجميع كي نخرج من دوامة لا للتوطين وحتى لا تبقي الفلسطيني في حالة من البؤس واليأس وما أدراكم ما ينتج عن ذلك وفي هذه الظروف تزداد معاناة الفلسطينيين النازحين من سوريا وتزداد معها حال أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان في ظل تباطؤ الجهات المعنية بالنازحين الفلسطينيين وفي مقدمتها الأونروا عن القيام بمسؤولياتها تجاه هؤلاء الفلسطينيين النازحين من مخيمات الموت في سوريا إلى مخيمات البؤس في لبنان التي تفتقر بدورها إلى ادنى مقومات الحياة..
فأزمة الفلسطينيين النازحين من سوريا تتخطى توفر "المساعدة المالية او العينية,فهي أزمة حقيقية لها جوانب متعددة ومشاكل متنوعة قانونية واقتصادية واجتماعية وتعليمية وصحية ، وهذا يتطلب من وكالة الانروا والمجتمع الدولي والدول العربية ومنظمة التحرير اعطاء الاهتمام لقضية النازحين من مخيمات سوريا لحين عودتهم الى مخيماتهم ومن ثم الى ديارهم ووطنهم في فلسطين .
لهذا فان اهمية زيارة الرئيس ابو مازن بما تحمله من مؤشرات ايجابية نرى انه بات من الضروري العمل من جميع الفصائل والقوى الارتقاء بالمسؤولية الوطنية بعيدا عن التأثيرات الخارجية والحسابات الحزبية والفصائلية الضيقة من اجل الخروج من المأزق الراهن ، والالتزام بالموقف الفلسطيني الموحد وخاصة لجهة سياسة النأي بالنفس بشأن الأزمة اللبنانية ومتفرعاتها، والعمل على صيانة أمن واستقرار المخيمات، وتعزيز الهدوء ، وتطوير العلاقات مع الجوار لمواجهة اي فتنة تضمر الشر للفلسطينيين واللبنانيين على حد سواء، وابقاء بوصلة النضال نحو فلسطين وحق العودة .
ختاما : لا بد من القول ان فلسطين تفتخر بما قدمه لبنان من تضحيات جسام دفاعا عن فلسطين وهي تتذكر الشهداء الذين استشهدوا على ارض فلسطين، ليؤكدوا على الانتماء والهم الواحد، علينا ان نحفر في ذلك في مسيرتنا الواحدة والتي شكلت المقاومة عنوانها الرئيسي في موجهة العدو الصهيوني ، ونحن نرفض التدخلات الخارجية في شؤون الدول من اجل اشاعة الفتن في المنطقة ، ولهذا نرى ان العلاقة مع لبنان الشقيق وقواه الوطنيه هي علاقة متينة وقوية في مواجهة من يسعى لنشر التفرقة الطائفية والمذهبية ، وهذا يستدعي تكريس العيش المشترك وترسيخ العلاقات اللبنانية الفلسطينية التي باتت اليوم تشكل نموذجا رياديا في العلاقة الأخوية من خلال التاريخ العريق الذي يجمع الشعبين اللبناني والفلسطيني.
الانقسام الظاهر والانقسام "المبطّن"
الكاتب: نبيل دويكات/معا
كأي مواطن في هذا الوطن اتساءل يوميا عن اسباب عدم انهاء الانقسام، واشارك يوميا في مناقشات لا تكاد تنقطع في اي مكان او تجمع او مناسبة، يتساءل فيها المواطنون ويناقشون ويحللون اسباب الانقسام ودوافعه ومعيقات انهائه، او اسباب ومسببات استمراره، رغم ما يشبه الاجماع بانه احد اهم الاسباب والمسببات لما نمر به من اوضاع "صعبة" على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية... وغيرها من الجوانب. وتكثر التحليلات والاجتهادات لدرجة انه لا تكاد تخلو اية مناقشة عامة او دراسة او بحث من تناول هذا الموضوع والخوض في تفاصيله المختلفة، وقلما نجد اية وثيقة فلسطينية في ايامنا هذه، وفي اي مجال كان، الا ويرد فيها هذا الموضوع بشكل او بآخر.
اعتقد انه رغم هذا "الكم" و"النوع" من الحديث عن الانقسام فان ما يتم تناوله وتداوله انما يشكل بحثا في القشور والشكل وليس في الجوهر والمضمون. لان ما يتم تناوله حتى الآن يكاد لا يبتعد كثير عن البحث في الانقسام كحالة قائمة ومتواصلة بين تنظيمين او فصيلين على الساحة الفلسطينية هما حركتي "فتح" و "حماس". ومن هذا المنطلق تتفاوت وتختلف التحليلات وربما تصل في نتائجها الى اتهام احد الطرفين او كلاهما بالتسبب في الانقسام ونتائجه وانعكاساته المختلفة. ومع انني لا اقلل، ولا انوي ان اقلل، من اهمية الصراع بين حركتي "فتح" و "حماس" وتأثير ذلك على "الانقسام" الفلسطيني، الا انني اعتقد ان ذلك ليس الشكل او المظهر الوحيد او الاساس والجوهر للانقسام، ربما يكون ذلك احد مظاهر الانقسام واشكاله، اما جوهره فيمتد بصورة اعمق في مجتمعنا. وحتى لا نغرق في تفاصيل ربما يكفي ان نطرح سؤالا واحدا وهو: ما هو "الموحَّد" في حياتنا وسلوكيات مجتمعنا هذه الايام؟!
اتابع ما يدور حولي في جوانب ومجالات مختلفة، لا اكاد اجد الا إجابة سلبية على سؤالي اعلاه، وهي الانقسام، حتى وان ورد معنى المصطلح بتعبيرات ومسميات متعددة مختلفة. احزاب وقوى سياسية مختلفة الى درجة الانقسام، مؤسسات وجمعيات منقسمة، اتحادات عمالية وشبابية ونسوية، وحتى بين المناطق الجغرافية والتجمعات السكانية المختلفة يطل الانقسام برأسه بين الفينة والاخرى. ولا يندر ايضا ان تجد انقساما بين مجموعات او مراكز قوى مختلفة حتى داخل الحزب الواحد او الاتحاد او غيره، وليس غريبا ايضا ان تتفاوت مستويات وحدّة هذا الانقسام تبعا لعوامل متعدد ومتغيرة، وليس نادرا ان تتجلى في بعض الاحيان عبر وسائل الاعلام المختلفة. حيث شهدنا مثلا، وليس حصرا" خلال الاسابيع الاخيرة تراشقا للعبارات والتهم عبر فضائيات وعلى صفحات صحف محلية بين اطراف مختلفة في الحركة العمالية.
هذا المشهد القاتم "مع الاسف" يشير الى ان الانقسام ليس حكرا على فئة دون غيرها، بمعنى انه لا يمتد افقيا وفقط في المجال السياسي، وانما يمتد عموديا ايضا وعلى مختلفالمستويات والقطاعات. وليس من باب التشاؤم القول ان تجليات الانقسام موجودة في كل ركن من اركان مجتمعنا وهيئاته ومؤسساته، واذا اردنا، فعلا لا قولا، تحليل واقع الانقسام من اجل انهائه فانه علينا اولا الاقرار بأن هناك انقسام واضح ومعلن، وهناك انقسام مبطن وخفي، ولكنه قائم وحقيقي، وربما يشعرنا بالصدمة عند محاولة تتبعه في مختلف المجالات. اما تحليل العلاقة بين الاثنين فانه يأتي في المرحلة التالية للاقرار بالواقع والاعتراف بوجوده.
وبالمناسبة هناك فرق كبير بين مفهوم الانقسام ومفهوم "التعدد" او "الاختلاف". اعتقد انه آن الاوان لكل منا، وبالتحديد لكل "نخبنا" ان تتذكر وهي تتحدث باسهاب عن الانقسام وآثاره وانعكاساته المختلفة ان اهم تجليات الانقسام هي الانقسام الحاصل بين عامة الشعب وفئاته وطبقاته الاجتماعية وبين "النخب" في المجالات المختلفة، واذا كان هناك من شيء يمكن عمله لانهاء الانقسام فانه لا شك ينبغي ان يستند الى قول الشاعر "لا تنهى عن خلق وتأتي بِمِثله..... عارٌ عليك اذا فعلتَ عظيم".
عام على حكم الإخوان في مصر!
الكاتب: حيدر عيد/معا
قبل عام بالضبط خرجت بعض المسيرات من أنصار حركة المقاومة الإسلامية, الجناح الفلسطيني لحركة الإخوان المسلمين, إبتهاجاً بفوز محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية الأولى في جمهورية مصر العربية. ومن المعروف للقاصي و الداني أن المرشح الإخواني المصري قد فاز في تلك الإنتخابات بسبب تصويت الشعب المصري ضد مرشح نظام الديكتاتور مبارك, و إن كان هناك حالة من الأنكار لهذه الحقيقة لدى تيار الإسلام السياسي.
خرجت بعض المظاهرات المؤيدة لهذه النتيجة في غزة, أُطلقت الألعاب النارية في الهواء, خرج الحكام و الوزراء في غزة ليعبروا عن فرحتهم, وتباشرنا خيراُ! فالحصار الخانق الذي أودى بحياة المئات, و الذي شاركت مصر مبارك في تشديده, سينتهي, و سيُفتح معبر الموت, و تُغلق الأنفاق حيث لا حاجة لها, و سيتم السماح بحركة البضائع و البشر عبر المعبر. و على الصعيد السياسي سيتم اعادة النظر في اتفاقيات كامب ديفيد,و طرد السفير الاسرائيلي من القاهرة بعد سحب السفير المصري من تل أبيب, و ستُعلن الحكومة المصرية التزامها بنداء المقاطعة و عد الاستثمار و فرض عقوبات على اسرئيل, و سيوجه الرئيس المصري إنذارا لاسرائيل بضرورة فتحها للمعابر بينها و بين غزة و التزامها بالقانون الدولي في معاملتها للفلسطينيين و التوقف عن ارتكابها جرائم حرب ضدهم.
أليست حركة الإخوان هي الحاكمة الآن في مصر؟
ولكن بعد سنة من حكم الرئيس الواعظ ازداد الحصار على قطاع غزة. فقد تم إغلاق جميع الأنفاق تقريباُ, و أصبح معبر رفح يعمل "بالقطارة", و العلاقات المصرية الاسرائيلية تم التعبير عنها بعد أشهر قليلة من انتخاب محمد مرسي رئيساً لمصر من خلال رسالة وجهها للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز يطلب فيها قبول تعيين السفير المصري الجديدي في تل أبيب. وقد عبرالرئيس في تلك الرسالة عن " شديد الرغبة في أن أطور علاقات المحبة التي تربط لحسن الحظ بلدينا!" و أضاف موجها الكلام لبيريز: " لي الشرف بأن أعرب لفخامتكم عما أتمناه لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد".و تم توقيع الرسالة ب"صديقكم الوفي محمد مرسي"! و لم نسمع كلمة واحدة من الذين احتفلوا في غزة بفوز الرئيس!
و بعد عام من الحكم في مصر فشل الإخوان فشلاُ ذريعاً في إرسال حتى إشارات بتطبيق ولو جزءا بسيطاً من شعارات ثورة يناير: عيش, حرية, عدالة اجتماعية, كرامة انسانية! بل على العكس من ذلك, أصبح الأمن مفقوداً بالكامل, مع شبه انهيار اقتصادي, و فقدان وزن مصر العربي و الدولي, وصولاُ لتهديد أمنها المائي من أثيوبيا! و أصبحت سيناء شبه مسيطر عليها من قبل جماعات تكفيرية, و اسرائيل تلعب بها كما تشاء ,لدرجة إختطافها مواطناً فلسطينياً منها! و عادة ما يدفع أهل غزة ثمن أي عمل إجرامي في سيناء.
قبل عام, خرج الرئيس المنتخب فاتحأ صدره قائلاً أنه رئيس لجميع المصريين. و صفق له الجميع. و لكن هذا العام انقضى و هو يحاول السيطرة على مفاصل الدولة. و كان الإعلان الدستوري الشهير الذي يخوله صلاحيات غير مسبوقة لأي رئيس أوملك مصري قبله! و جاءت تعيينات المجافظين الموالين للإخوان لتبرهن على منطق التعيين تبعاً للولاء الأيديولوجي و السياسي. و كانت الشراكة آخر ما يتطلع له الرئيس الذي نسي كل الوعود التي أطلقها في بداية حكمه: و أصبحت كلمة الشرعية الانتخابية بلا معنى حيث نسي أن رئاسته تستمد شرعيتها من العقد بينه و بين من انتخبه, و قد ضرب هو بهذا العقد عرض الحائط. كانت مصر ما بعد الثورة تتطلب بالضرورة شخصية قيادية توفيقية كاريزماتية, و لكن الرئيس المنتخب كان نقيضاً لذلك كله!
أصبح المواطن العربي لا يستطيع أن يطلب من الحركة الحاكمة في مصر أن تأخذ موقفاً مبدئياً من سياسات اسرائيل الاحتلالية و القمعية في فلسطين: بل أصبح المطلوب من هذا المواطن ان "يتفهم" ظروف العمل السياسي و ضرورة التحلي "بالواقعية"! و كأن هذه الواقعية كانت غائبة حينما وقعت مصر اتفاقيات كامب ديفيد ومنظمة التحرير اتفاقيات أوسلو! أصبحنا لا نستطيع أن نطالب بأضعف الإيمان: فتح معبر رفح! فالواقعية هنا تتطلب الالتزام بالاتفاقيات الدولية, و الحفاظ على علاقات متميزة مع الولايات المتحدة الأمريكية, و القبول بقروض ربوية من البنك الدولي, و الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل! لماذا لم نتعلم من فنزويلا و بوليفيا و الاكوادور و نيكاراغوا التي اتخذت حكوماتها المنتخبة مواقفا لصالح شعوبها و كانت بالضرورة معادية للامبريالية الأمريكية؟و في هذا السياق لابد من التذكير أن كل هذه الدول سحبت سفرائها من تل أبيب احتجاجاً على المجازر التي ارتكبتها اسرائيل في غزة. و لكن الرئاسة المصرية عندما "توسطت" لابرام اتفاقية وقف اطلاق نار بين الفصائل الفلسطينية المنتصرة ,و بجدارة, في نوفمبر 2012 لم تتدخل بأي شكل لإجبار اسرائيل على الالتزام بما وقعته. على العكس من ذلك فإن هذا النصر الذي راح ضحيته أكثر من 200 فلسطيني, أغلبيتهم من الأطفال و النساء, قد تم إجهاضه حيث أن أهم ما أُعلن عنه وقتها من رفع للحصار عن القطاع لم يتم تطبيقه حتى اللحظة. بل أن قطاع غزة يشهد في هذه اللحظة تشديداُ هائلا لهذا للحصار من خلال إغلاق المعابر و الأنفاق! و عادت أيام الحصار الأولى مخرجة لسان مبارك و وزير خارجيته في وجه غزة!
و لكن تلك الواقعية السياسية التي تتحلى بها الرئاسة المصرية تختفي عند الدعوة للجهاد في سوريا!
عام من الحكم تميز بانحدار جمهورية مصر العربية, قائدة العالم النامي في الخمسينيات و الستينيات, و ما أدراك ما الستيتيات, انحدار تطلب تدخلا شعبيا يعبر عن مزاج ثوري لم يغب منذ ثورة يناير 2011. الفارق بين 2011 و 2013, لسوء حظ الرئيس محمد مرسي و حركته, أن حاجز الخوف الآن قد زال بشكل كامل.
تغييرات جوهرية في نمط المواجهة
ناصر زيدان/ج.القدس
غَلبت على النصف الأخير من القرن العشرين سِمَةُ المواجهة بين اليمين واليسار، واختبأت تحت شعارات كل من الفريقين، عناوين متعددة . فحمل اليسار العالمي شعار تحرير الشعوب من التدخلات الإمبريالية والاستعمار، بينما حمل اليمين فزّاعة التعددية والاقتصاد الحر لمحاربة أنظمة الحزب الواحد والاقتصاد المُنغلق في معاقل اليسار، وانشغلت ساحات العالم العربي بالصراع العربي - الإسرائيلي، وانقسمت القوى والدول على خلفية هذه المواجهة، بين مجموعتين، أقرب ما يقال فيها، إنها كانت تدور في فلك الانقسام الدولي .
ومع انحلال الثنائية القطبية في العام 1990 سلطت الولايات المتحدة الأمريكية (كقطبٍ وحيد) الأضواء على صراع من نوعٍ جديد، بين قوى الديمقراطية والقانون، وبين الإرهاب، والقوى التي ترتبط معه بصلات في ما سُمّيَ “محور الشر” . ودخل العالم العربي بحذرٍ شديد في سياق الصراع الجديد بهدف الحفاظ على الاستقرار، بل الحفاظ على الأنظمة، مع لفتة واضحة إلى مناصرة ظواهر المقاومة، خصوصاً في فلسطين ولبنان .
ومع بداية المرحلة الجديدة التي فرضتها الانتفاضات العربية منذ بداية العام 2011 توضحت معالم صراع جديد، وُلِدَ من رحم الحراك الشعبي، وفرض نفسه على المستوى الدولي، وليس فقط على الساحة العربية . عمادُ هذا الصراع تعددية قطبية تسودها الفوضى على المستوى العالمي، ومبارزة ساخنة في الساحة العربية، بين المعتدلين ومعهم أغلبية المجتمع المدني، وبين المُتشددين دينياً إلى حد التعصب الذين استفادوا إلى حدٍ بعيد من أخطاء السياسة الأمريكية، ومن التمدد الإيراني العشوائي في بعض الساحات العربية .
تونس التي انطلقت منها شرارة التغيير العربي تشهد مواجهة حامية - وصلت إلى حد استخدام الاغتيال الجسدي - بين التيار الإسلامي العريق، بقيادة راشد الغنوشي الذي تولى الحكم بواسطة الانتخابات، وبين النقابات العمالية، وخلفها المجتمع المدني الذي تقوده الأحزاب العلمانية، لمنع إقامة دولة دينية، رغم أن المجتمع التونسي برمتهِ مؤمِن، ويعتنق الإسلام ديناً حنيفاً . ومواجهة الساحات بين التيارين مالت كفة الغلبة فيها لمصلحة المعارضة المدنية، وذلك من جراء تراكم أخطاء المُتشددين الإسلاميين أو ما يُطلق عليهم تسمية “السلفيين”، من غير أن يكون معيار هذه التسمية دقيقاً، وهؤلاء يعيشون على حافة الانتعاش الإسلامي الذي رعته حركة الإخوان المسلمين على امتداد دول الانتفاضات العربية . والفوضى المُخيفة التي تشهدها ليبيا، تخفي أيضاً صراعاً بين التطرف والاعتدال، وبين المدنيّة والتشدّد الذي وصل إلى حد اضطهاد بعض الأقباط المصريين الذين يعيشون في ليبيا منذ زمنٍ بعيد .
أما الحراك في اليمن، ورغم خصوصيته الجهوية، والمذهبية، والقبلية، فهو يخفي شيئاً من التباين بين قوى التطرف مدعومة من خلايا القاعدة ومن دول خارجية، وقوى الاعتدال التي تحترم قواعد التعددية، والتوجهات الليبرالية، والتسامح الديني . والتباين الذي أظهره اللواء إدريس قائد أركان الجيش السوري الحر مع توجهات “جبهة النصرة” وغيرها من المتطرفين في المعارضة السورية، يخفي شكلاً جديداً من أشكال الصراع المُنتظر في سوريا، وقبل أن تتبلور صورة المستقبل في هذا البلد “المنكوب” .
ولعل خلاصة الملامح الجديدة للصراع، تتجلى بأبهى صورها في مصر، فمظاهر التعصب الديني فاقت كل تصور، وانقلب مشهد الحراك من ثورة أطاحت حكماً متسلطاً ومُستبداً، إلى تنافر ديني استقدمه بعض المتطرفين، واشعلوا سجالاً مُخيفاً في الساحة المصرية، لم تشهده من قبل، خصوصاً بين الأغلبية الإسلامية والأقلية القبطية (المسيحية)، وبين بعض “السلفيين” وبين أعداد قليلة من الذين انتموا إلى المذهب الشيعي الاثني عشرية، وحصلت بعض الأعمال ضد هؤلاء، وضد بعض المسيحيين، لا تليق بمصر وبتاريخها التسامحي الناصع .
“والثورة الثانية” التي انطلقت ضد الرئيس محمد مرسي، تُجسد صورةً واضحة عن النمط الجديد من الصراع، بين النزعة المدنية التعددية من جهة، وبين حكم “الإخوان” ومعهم الجماعات الأصولية المتطرفة من جهةٍ ثانية . وقد أثبت المد الشعبي العارم لجبهة الإنقاذ التي تقود الحراك المدني، أن الأغلبية ليست مع قيادة الإخوان المسلمين للدولة، وأن التجربة التي عاشتها مصر خلال عام كامل من حكم مرسي أثبتت أنها غير قابلة للاستمرار . وسياسة الاستقطاب الإسلامي للفئات الفقيرة المُتديّنة لا تكفي لإرساء الحكم العادل، وقد بينت الأحداث أن بعض هؤلاء المُتدينين انقلبوا على حكم الإخوان، وساروا في مقدمة صفوف المعارضين للرئيس مرسي، وشعارهم تأمين لقمة العيش بكرامة، ورفض التسلط الذي استعاد قوته في قوالب جديدة . إن التحركات الهائلة التي تشهدها دول الانتفاضات العربية، تؤكد أن تغييرات جوهرية جرت على نمط الصراع، وأن استغلال التعاطف الديني لا يكفي لاستقرار السلطة .
بيان الحسم ، بيان انتصار الثورة
د. عبد المجيد سويلم/ج.الأيام
حتى كتابة هذه السطور لم تكن القوات المسلّحة المصريّة قد أصدرت بيان الحسم إزاء الأزمة الوطنية التي تمرُّ بها البلاد. الشرعية التي تحدّث عنها "الرئيس" مرسي انتهت كما كانت قد انتهت "شرعية" النظام السابق (أقصد نظام حسني مبارك) ولم يعد هناك مكان لا للنظام السابق ولا للنظام الحالي في المشهد السياسي. لن تستطيع واشنطن حماية الرئيس مرسي كما لم تستطع حماية مبارك من قبل. المتغطّي بالأميركان عريان.
حركة "حماس" وسلاح "المقاومة" وسلاح الجماعات الإسلامية "الجهادية" والتنظيم السرّي لـ "الإخوان" لن يتمكن من حماية "الإخوان" وكل ما يمكن أن يحدث هو ترسيم الانتحار السياسي الجماعي لتنظيم "الإخوان". ليس من المصلحة القومية في شيء أن يراهن "الإخوان" على فوضى الساعات الأخيرة، وليس لمصر أية مصلحة في إقصاء تنظيم "الإخوان المسلمين" من الحياة، لأن ذلك سيؤدي موضوعيّاً إلى تشتُّت هذا التنظيم وتحوُّله إلى فرق وجماعات معظمها إرهابية.
ليس لمصر مصلحة في انتحار "الإخوان"، ولكن ليس لمصر أية مصلحة في إبقاء "الإخوان" كأوصياء على الدين الإسلامي، وكناطقين باسم الدين وباسم رب العالمين، ولذلك فإن "الإخوان" ذاهبون إما إلى التلاشي والانشطار والإرهاب، وإما إلى تصحيح وضعهم كحزب مدني أو حتى التحوُّل إلى حركة دعوية. ومن مصلحة مصر أن يصحّح وضع "الإخوان" وأن تنخرط الجماعة في المشهد السياسي باسم الدفاع عن مصالح جماعات وطنية واجتماعية في إطار الشرعية الدستورية التي تنظّم العلاقات الوطنية بين الأحزاب والقوى السياسية الفاعلة في المجتمع.
ومن مصلحة الدولة والمجتمع المصري أن تكون حركة "الإخوان المسلمين" حركة دعوية اجتماعية في إطار القانون وتحت حمايته ورقابته ومتابعته. ما يجري في مصر اليوم ليس مجرّد تداول جديد للسلطة السياسية، وليس ما يجري في مصر مجرّد إجبار للرئيس على التنحِّي. إن ما يجري في مصر في هذه السّاعات (عصر الأربعاء) هو إعادة صياغة المشهد السياسي بكامله، وهو عبارة عن إنهاء وتصفية حاسمة وقطعية مع كل محاولات سرقة واختطاف الدولة المدنية والالتفاف على المواطنة المصرية، والولوج إلى عالم الديمقراطية الوطنية الجديدة.
ما يجري في مصر هذه السّاعات ليس مجرّد تصحيح مسار الثورة، التي فجّرها الشعب المصري في 25 يناير، وإنما تدشين مرحلة تحقيق أهداف تلك الثورة عَبر موجة الثورة العارمة الجديدة، التي أعاد الشعب المصري تفجيرها مساء الثلاثين من يونيو.
اليوم، يبدأ الشعب المصري مشواره مع الحرّية والاستقلال الوطني، ومع ديمقراطية وطنية شعبية، لا سابق لها ولا مثيل لها، ولا رجعة عنها.
اليوم، تبدأ مصر مسيرة التحوُّل الجديد إلى قيادة الأمة العربية من جديد، واليوم تعود مصر لتفتح صفحة جديدة في مستقبل المنطقة وفي التضاريس السياسية والاجتماعية والثقافية لعالم يحيط بالعالم العربي، ولن يستطيع مقاومة التغيير القادم من القاهرة.
اليوم، يضع الشعب المصري لَبِنَة البداية في مبنى عصر الشعوب التي طال تغيُّبها، وطال تهمُّشها، وطال تجاهلها وتجهيلها.
اليوم، يدرك السيد أوباما أن سرقة ثورات الشعوب أمر مستحيل، وركوب موجة الديمقراطية والالتفاف على حقوق الشعوب مسألة مؤقتة ليس إلاّ.
اليوم، سيدرك أوباما أن مليارات قطر لا تصنع سياسة، وتزوير الإرادة الشعبية أمر أصعب ممّا صوّره له أقطاب "الإمارة المنعّمة".
واليوم، سيدرك أوباما أن "الإخوان" ليسوا عامل استقرار هذه المنطقة، بل هم عامل الانفجار والدمار فيها، وهم أبعد ما يكون عن السعي لوحدة الأوطان ولُحْمَة الشعوب وتكاتف قواها السياسية والاجتماعية.
تنهار استراتيجية السيّد أوباما اليوم، وانقلب السِّحر على السَّاحر، ولم يعد أمامه هذه المرّة سوى التسليم بالوقائع التي فرضتها إرادة الشعب المصري، مع فارق أنه (أي السيّد أوباما) لن يتمكن هذه المرّة من الالتفاف على حقوقه وأهدافه، ولن يجد له من "الحلفاء" الذين ينتظرون عقد الصفقات والمساومات، وأقصى ما يطمح له أوباما هذه اللّيلة، هو أن يهتف الشعب المصري بحقوقه وأهدافه "بعيداً" عن أميركا وخطايا أميركا وألاعيب أميركا.
هذه اللّيلة سيدرك السيّد أوباما أن الحلف السنّي الأميركي الجديد قد انهار تماماً وما عليه سوى البحث عن تيّارات عربية جديدة، تعيد لهم "ترميم" هذا الدمار الذي حلّ بكامل ما اعتقد أوباما أنه بناء راسخ.
اللّيلة، سيفهم السيّد نتنياهو أنّ سرعة دوران الزمن في هذه المنطقة ليست كالمناطق الأخرى، وان شعوب هذه المنطقة أكثر حكمةً ممّا تصوّره له أجهزة الأمن الإسرائيلية، وأكثر وعياً ممّا يعتقد أركان حكمه، وان الولايات المتحدة وقطر لا تملكان من أمرهما شيئاً اليوم حتى تكون إسرائيل آمنة على الجبهة الجنوبية.
اللّيلة، لن يتمكّن السيّد نتنياهو من النّوم العميق (إذا تمكّن من النّوم أصلاً) فقد استفاقت مصر ونفضت عنها غُبار تراكمت على الجسد المصري حتى كادت تغيّب ملامحه.
اليوم، أو قل بدءاً من هذه الليلة (ليلة الأربعاء على الخميس) عهدٌ جديد يدقُّ أبواب وطن كبير وأمّة عظيمة نحو حرّية حقيقية واستقلال راسخ، وكرامة وطنية أصيلة على طريق العيش الكريم في ظلّ عدالة طال انتظارها.
اللّيلة، ينتظر العرب في كلّ بلاد العرب أن تتحقّق المعجزة، معجزة الحرّية والتحرُّر والديمقراطية مع قاطرة الأمة وحصانها الجامح في مصر، مصر القيادة والرّيادة تُحدِث المعجزة.
معجزة في سرعة دوران الزمن، ومعجزة في زخم الناس وشجاعتهم.
معجزة بشباب مصر الذين قادوا الثورة الأولى وما تراجعوا قَيْدَ أُنملة عن استكمال الثانية معجزة في موقف الجيش، وموقف الشرطة، وفي إعادة توحيد مصر خلف أهداف ثورة جديدة.
اللّيلة، تنتظر فلسطين المعجزة بفارع الصّبر. فالثورة المصرية الجديدة هي السند القادم من مصر لإعادة رسم الخارطة وإعادة ترتيب الأوراق. الويل لكلّ من خان أهداف الشعب المصري، والويل لمن اعتقدوا أن "الجماعات" تعلو على الأوطان، وأن مصالح الشعوب العليا يمكن تحويلها إلى سلعة سياسية في "سوق التجارة الدينية".
فلسطين هي المستفيد الأكبر والأهمّ من ثورة الشعب المصري، وفلسطين لمن نسيَ وفقد الذاكرة موجودة في وجدان المصريين قبل "الإخوان"، وقبل نظرائهم من "جماعات الإسلام السياسي".
مصر ستنتصر لفلسطين وإنَّ غداً لناظره قريب.
الجماعة والرئيس وتبادل الفشل
يحيى رباح/ج.الحياة الجديدة
لو أن جماعة الأخوان المسلمين نجحت في أعطاء أبنها ومرشحها الرئيس محمد مرسي هامشاً من الحرية ولو بنسبة واحد في المليون لآتخاذ قرارات تتناسب كونه أنتخب رئيساً لمصر وليس للجماعة.
لو أنها نجحت في ذلك لكان هناك إمكانية أن ينجح الأخوان المسلمين في تجربة الديمقراطية والحكم وتبادل للسلطة!!!
ولكنهم لم يستطيعوا أن ينتصروا على أنفسهم، وفشلوا في قراءة معطيات الزمن الذي يعيشون فيه، ولم يقدروا الشعب المصري حق تقديره رغم أنهم يعيشون وسطة منذ اكثر ثمانين من سنة.
فكان أن وضعوا الرئيس في هذا المأزق الذي يعاني منه، لدرجة أنه أصيب بما يسمى هستيريا الشرعية، ففي خطابه يوم الثلاثاء الماضي، الذي مدته خمس وأربعين دقيقة.
«خطاب طويل وممل في ظرف كهذا» استخدم كلمة شرعية مئة وثمان وتسعين مرة، آي بمعدل يفوق ثلاث مرات في الدقيقة الواحدة، مناقضاً بذلك ما قاله أمام الحشود في ميدان التحرير قبل سنة، آي في يوم التاسع والعشرين من حزيران عام 2012 م، حين أكد أن الشعب هو الشرعية، وأن إرادة الشعب فوق كل الشرعيات جميعها، فإذا به في خطاب الثلاثاء والذي جاء متأخراً في الليل بعد أكتمال التنقيحات من المرشد ينقلب على عقبيه، اللهم إلا إذا كان خطابه في ميدان التحرير قبل سنة كان موجهاً لجماعة الأخوان وليس للشعب المصري.
محمد مرسي جماعته لم يعطوه الفرصة، ولم يمنحوه الهامش,ولم يتركوا له متنفساً، فإذا به يغرق في طوفان المأزق !!!
وبالمقابل :-
فإن الدكتور محمد مرسي كان في إمكانه في لحظة شجاعة أن ينقذ جماعته لو أنه أستجاب للثلاثين مليون مصري الذين اندفعوا كالطوقان في شوارع وساحات وميادين مصر,ولكنه فشل في ذلك، لم ينجح، اهتزت ساقاه أمام القرار ألاهم، وبدل أن يقلل الخسائر إلى أقل حد ممكن، فيرحل هو من الرئاسة ولكن تاركاً الأبواب للجماعة لكي تبقى وتشارك من جديد وتستفيد من التجربة وتصلح الأخطاء.
فاتت الفرصة, خطاب الثلاثاء أضاع الفرصة، وتطور المطلب العام للشعب المصري من رحيل الرئيس إلى رحيل الجماعة !!! ومعروف أن كل دم يراق على يد الجماعة في عنادها المغلق، سيجعل رحيل الجماعة من النسيج السياسي للشعب المصري أمراًحتمياً وقدراً مقضيا.
السؤال الذي يتردد الآن في دوائر العالم هو:
لماذا الأخوان، الأخوان المسلمون مجأزاً، لماذا في كل مرة يسقطون في الأختبار,ولماذا يتبادلون الفشل، ولماذا لايتعلمون من تجاربهم القاسية؟
والجواب أن الأخوان، جماعة الأخوان، وتفريعات جماعة الإخوان يعيشون في الكهف المظلم لا يرون ولا يسمعون إلا ما تسول لهم انفسهم، وإلا ما يهمس به الشياطين لهم، سواء مندبوبي اميركا، أو شياطين المنطقة !!! وحين تدمن جماعة سماع نفسها، وتتعامل مع هواجسها وفرضياتها وتسد أذنيها حتى لا تسمح هديرالواقع,فأنها تصبح عاجزة عن التعليم، وعاجزة عن التطور، مثل أهل الكهف الذين ماتوا داخل الكهف وهم هاربون من دنياهم، وحين إعادهم الله إلى الحياة بقدرته الخارقة سبحانه وتعالى، ووجدوا أنهم خارج الزمن ولغته وقوانينه وجدليته، ولم يكن أمامهم سوى حل وحيد أن يعودوا إلى الموت من جديد.