-
1 مرفق
اقلام واراء محلي 446
اقلام واراء محلي 446
11/7/2013
في هذا الملـــــف:
عن إخفاق العملية التفاوضية ونجاحها..
ماجد كيالي /ج .القدس
حملة جاهلة وظالمة ضد الفلسطينيين
د. عبد المجيد سويلم/ج.الايام
ثورة 30-6 تضع حركة "حماس" أمام خيارات صعبة
د. علاء أبو عامر /ج.الأيام
حماس والازمة المصرية السيناريوهات المتوقعة
عصام بكر/ معا
الوجه الآخر لرمضان خلف القضبان ..
د.مازن صافي/ معا
الانتحار في الشأن المصري
د. تحسين الاسطل/ معا
خيال إسرائيل وملاحظات على ديمقراطيتها الأسطورية
رفعت عودة قسيس/pnn
بلاتر ..الأمير علي .. الرجوب .. شكرا
منتصر العناني / pnn
عن إخفاق العملية التفاوضية ونجاحها..
ماجد كيالي /ج .القدس
من غير المفهوم إصرار الجانب الفلسطيني على اعتبار المفاوضات بمثابة الاستراتيجية الوحيدة في مجال الصراع مع الإسرائيليين، على رغم مرور عقدين على توقيع اتفاق أوسلو، وعلى رغم كل التقديمات التي بذلت في غضون ذلك، من الفلسطينيين، من دون أن يتزحزح قادة إسرائيل قيد أنملة عن مواقفهم، باستثناء طرح بعض المواقف اللفظية، التي لا تقدم ولا تؤخّر على صعيد الاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
طبعاً، لا تكمن المشكلة في انتهاج خيار المفاوضات في حدّ ذاته، فهذا خيار تصل إليه كل الصراعات، بما فيها التي تخوضها حركات التحرّر الوطني، وإنما المشكلة تكمن في اعتباره بمثابة الخيار الوحيد، والحصري، مع نبذ أي خيار آخر، سواء كان بديلاً، أو موازياً له. هذا من حيث المبدأ.
وبالنسبة إلى التفاصيل، فإن مشكلة الجانب الفلسطيني تكمن في اعتماده خيار المفاوضات على رغم الضعف الداخلي في كثير من المجالات، وضمنها حال الانقسام في النظام السياسي، وتهمّيش منظمة التحرير، الكيان المعنوي الجامع لعموم شعب فلسطين في الداخل والخارج، وغياب أية أشكال مقاومة في مواجهة الاحتلال والاستيطان، وإخراج كتلة واسعة تتمثّل باللاجئين الفلسطينيين من معادلات موازين القوى، المتعلّقة بالصراع ضد الإسرائيليين، بعد اختزال قضية فلسطين بالأراضي المحتلة في الضفة وغزة (1967).
ان كل هذا ما زال يحصل في واقع بات الجانب الفلسطيني يدين بمكانته السياسية وموارده المالية، للدعم المتأتّي من الدول المانحة والدول الراعية لعملية السلام، وهي دول تأخذ في اعتبارها حساسيات إسرائيل وحساباتها أكثر بكثير مما تأخذ فيه حقوق الفلسطينيين وقضيتهم العادلة. كما يحصل ذلك في ظلّ انحسار مكانة القضية الفلسطينية في سلّم الاهتمامات العربية والدولية، مع انشغال العالم العربي بثوراته، وبالتحولات والاضطرابات السياسية الجارية فيه، وانشغال الفاعلين الدوليين بتداعيات هذه الثورات، وبالأزمات والأولويات الاقتصادية والأمنية التي تواجهها بلدانهم.
القصد من ذلك القول إن جولة كيري وزير الخارجية الأميركية، وغيرها من الجولات المكوكية اللاحقة، لن تفضي إلى أي جديد، على صعيد حضّ الإسرائيليين على تسيير عجلة التسوية، وفق معطيات الحدّ الأدنى، المتعارف عليها دولياً، وهي تتلخّص بإقامة دولة فلسطينية مستقلة في الأراضي المحتلة عام 1967، لأنه ببساطة لا يوجد أي شيء يضغط على الإسرائيليين للتعجيل بحسم هذا الأمر، لا من تحت ولا من فوق، أي لا بالنضال الشعبي الفلسطيني، ولا بالضغوط السياسية الدولية، لا سيما أن الإدارة الأميركية أثبتت أنها ليست في هذا الوارد مطلقاً، وبالتأكيد فليس ثمة، أيضاً، في الرأي العام الإسرائيلي ما يضغط في هذا الاتجاه.
والواقع، فإن الحال على الصعيد الإسرائيلي باتت أكثر تعقيداً وصعوبة من أي وقت مضى، في شأن تسيير عملية المفاوضات مع الفلسطينيين..
وهذا لم يعد يتعلق برئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، المعروف بتسويفاته، وتهرّباته، وفكرته عن عقيدتي: «الأمن أولاً»، و «السلام الاقتصادي»، ومعارضته اتفاق أوسلو وما نتج منه، وإنما بات يشمل أطيافاً سياسية أخرى في الحكومة، وفي حزب «ليكود» الحاكم، تعتبر أكثر تطرّفاً وعنصرية منه، إلى درجة أنه بات يسرّب عن إمكان الخروج من حزبه في إطار سياسي جديد، في تكرار لتجربة خروج شارون من هذا الحزب، وتشكيل حزب «كاديما» (2004)، الأمر الذي يعيد الفلسطينيين إلى نقطة الصفر مجدّداً، وهي النقطة التي كانوا يجدون أنفسهم فيها في كل مرة، عند كل تشكيل حزبي جديد، وعند كل توجه نحو انتخابات سياسية مبكّرة في إسرائيل.
يذكر أن حزب «الليكود» انتخب أخيراً داني دنون، نائب وزير الدفاع رئيساً لمجلسه المركزي، وهو يعدّ من رموز التيار اليميني المتشدّد والداعم لتيار المستوطنين المتطرفين، وهي خطوة اعتبرت بمثابة صفعة لنتانياهو تذكّر بما حصل معه قبلاً (1999) حين استقال من «الليكود» لمصلحة شارون، لا سيما أن مجمل نتائج الانتخابات الداخلية لم تكن لمصلحته، بمعنى أنها ستقيّد أية خطوة سياسية، ولو لفظية، من قبله إزاء الفلسطينيين.
وعموماً، فعدا عن عقدة المستوطنين، الذين بات عددهم يقدر بحوالي 600 ألف في الضفة والقدس الشرقية، يقطنون في مستوطنات تقضم مناطق واسعة من أراضي الفلسطينيين، ما يحوّل الكيان الفلسطيني إلى مناطق مقطّعة الأوصال، ثمة على الصعيد الإسرائيلي، أيضاً، تفاعلات كبيرة تسدّ خيار الدولة الفلسطينية، وتجعل من الخيار التفاوضي مجرد متاهة، أو لزوم علاقات عامة. ومثلاً، باتت ثمة قوى متطرفة في إسرائيل تدفع نحو إدخال تشريعات تغيّر من طبيعة هذه الدولة، باعتبارها دولة قومية لليهود في العالم، لا باعتبارها دولية يهودية وديموقراطية، وهذا ما تجلّى في مشروع القانون الذي قدمه حزب «البيت اليهودي» اليميني المتطرف (12 مقعداً في الكنيست)، وهو ثالث حزب في الائتلاف الحاكم، ويمثّل غلاة المستوطنين.
ويتقصّد هذا المشروع جعل الفلسطينيين في إسرائيل بمثابة مواطنين من الدرجة الثانية، بحيث يصبحون مجرد أقلية مهمّشة في أرضهم ووطنهم، من دون أية حقوق باعتبارهم جماعة قومية. والمعنى من ذلك أن ثمة توجّهاً في إسرائيل ليس فقط لعدم التنازل في شأن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الضفة والقطاع، وإنما أيضاً لإخراج الفلسطينيين في إسرائيل من دائرة المواطنة المتساوية، وهذا أخطر ما في الأمر.
والجدير ذكره أن نفتالي بينيت، زعيم هذا الحزب، أعلن مراراً بأن «لا حق للفلسطينيين في تقرير مصيرهم ولا في دولة لهم بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط». ويعتبر بينيت أن الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني مثل «الشظية في خاصرة إسرائيل يمكن مواصلة العيش معها. فهناك اليوم 400 ألف إسرائيلي مواطن (مستوطن) في الضفة، إضافة إلى 250 ألفاً في (مستوطنات) القدس الشرقية (المحتلة)، أي أن أكثر من 10 في المئة من الإسرائيليين يعيشون في ما يسمى الخط الأخضر. وعليه، فإن محاولة إقامة دولة فلسطينية داخل أرضنا انتهت»، وهو لا يعترف بأن ثمة أراضيَ محتلة، وعنده: «أين الاحتلال؟ كيف يمكن أن تحتل بيتك؟ نحن سكان هذه الأرض».
من ذلك كله، يمكن الاستنتاج بأنه لا جدوى البتة من أية عملية تفاوضية جديدة، لا كرمى للبيت الأبيض ولا لغيره، ولأن الذهاب إلى المفاوضات في الظروف العربية والدولية الراهنة لن ينتج شيئاً، حيث سيكون الفلسطينيون وحدهم في مواجهة الإسرائيليين، ومن دون أي إسناد فاعل.
لا نأتي بجديد إذا كررنا القول إن العمليات التفاوضية، لا سيما في قضايا صراعية بحجم قضية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي لا تحل بمجرد مناشدات، ولا بإبداء تنازلات، أو بإثبات حسن النية، فهكذا صراعات تحتاج إلى مفهومية وأدوات صراعية أخرى..
في هذه الحال ربما يصحّ القول إن فشل العملية التفاوضية الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، منذ عقدين، قد يكون لمصلحة الفلسطينيين أكثر بكثير من نجاح هذه العملية، على حساب أرضهم وحقوقهم ومستقبلهم ووحدتهم كشعب. ولعلّ هذا الإخفاق الذي يطلق عليه أحياناً اسم دولة واحدة لشعبين، أو دولة «ثنائية القومية»، هو أكثر ما تخشاه إسرائيل، فهي لن تصبح دولة يهودية خالصة، والفلسطينيون لن يذوبوا، ولن يذهبوا من هنا.
حملة جاهلة وظالمة ضد الفلسطينيين
د. عبد المجيد سويلم/ج.الايام
بصراحة وبدون مواربة شعرت بالاستغراب الشديد، بل والاستهجان لما جاء على لسان بعض القادة السياسيين وبعض العلماء وبعض المستشارين الكبار في حقل القضاء المصري من تفوّهات حاولت أن تشوّه المواقف الفلسطينية وتطاولت حتى وصلت إلى الإساءة المتعمّدة للشعب الفلسطيني عن سابق إصرار وعناد وترصد يثير الأسى والألم في صدر كل وطني فلسطيني، بل وكل فرد حرّ من شعبنا، وأرى أنه أثار نفس درجة الأسى والألم في نفوس كل الوطنيين العرب وكل إنسان شريف وحر في هذا العالم.
بطبيعة الحال، هذا لن يؤثر بأي شكل من الأشكال على مدى مساندتنا لشعبنا العظيم في مصر، وهو يستعيد روحه من بين براثن جماعة الإخوان، لن يؤثر على مدى ما للثورة المصرية الجديدة من موقع ومكانة في نفوس الغالبية الساحقة من أبناء شعبنا التي تتوسم في الثورة المصرية كل الخير، وتتوقع منها إحداث متغيرات هائلة في عموم المنطقة، بما يعود على الشعب الفلسطيني وقبل غيره بالدعم والإسناد والقدرة على الصمود والمجابهة لإسرائيل ومخططاتها.
وبطبيعة الحال، أيضاً، فإننا ندرك تمام الإدراك أن هذه الأصوات لا تمثل في الواقع موقف الشعب المصري، ولا نخبه السياسية والفكرية والاجتماعية والثقافية، فنحن نعرف ما يكنّه شعب مصر وقيادات مصر وجيش مصر من محبة لفلسطين وشعبها ومن مساندة للنضال الوطني والأهداف والحقوق الفلسطينية.
كما أننا نعرف ونثق في الحسّ القومي النظيف والشريف والنزيه الذي يقفه الجزء الأعظم من إعلاميي مصر ودعواتهم المستمرة إلى عدم التعميم وتوخّي الحيطة والحذر في إطلاق الأحكام الساذجة في قراءة المشهد السياسي المصري بالعلاقة مع "التدخل الفلسطيني" فيه.
لقد حاول الإعلامي الشجاع خيري رمضان أن يوقف المستشار الزند عند حدود معيّنة، كما حاول أن يوقف العالم الإسلامي الجليل والأزهري المحترم ويحصر الموقف في حركة "حماس" وسياساتها إلاّ أنهما (مع الأسف الشديد) أصرّا على التعميم وعلى إطلاق الأحكام الجائرة بحق شعب كامل بجريرة فصيل سياسي إخواني مصنف.
المفجع أن المستشار الزند أراد أن "يؤكد" على تعميمه الجاهل فجاء بفكرة عجيبة يصعب على المرء تفهم أن تخرج عن إنسان بقامته وخبرته المعروفة في مجال القضاء المصري، حيث (أكّد) أن الشعب الفلسطيني "يكره" الشعب المصري ويكنّ له العداء والسوء.
واضح أن الزند هنا فقد صوابه ورشده تماماً وغاص فيما هو أقرب إلى الوحل. نحن نعرف أن كل هذا لم يكن ليكون لولا أن حركة "حماس" مع الأسف الشديد انحازت بصورة فجّة لجماعة الإخوان، وأقدمت على أعمال لا يمكن أن تصنف خارج العبث في الساحة المصرية.
وواضح أن هذا التدخل قد وصل إلى حدود من التخريب لا يمكن لأي وطني مصري أن يسكت عليها، أو أن يتغاضى عنها، تماماً كما لا يجوز لأي وطني فلسطيني أن يرضى عنها ويتجاهل آثارها السلبية المدمرة على شعبنا وحقوقه وأهدافه وعمق ارتباطه القومي بمصر التي هي أم الأمة كلها وقيادتها وريادتها.
إن تدخل حركة حماس حتى على الصعيد الإعلامي ومن خلال ما تبثّه الفضائيات المحسوبة عليها، إنما تدمر في الحقيقة بنيان الترابط القومي لحسابات خاصة تتعلق بالجماعات وعلى حساب الأمة والشعوب والأوطان.
كأنّ حركة حماس تشعر بأن الثورة المصرية العظيمة قد أطاحت بأهدافها الخاصة وبمشروع الانفصال التي عملت على أساسه، ووجهت كل جهودها وطاقاتها لتكريسه، وهو الأمر الذي أدى بها (أي حركة حماس) إلى اعتبار المعركة حول استكمال مهمات الثورة الوطنية الديمقراطية التي مثلتها ثورة الثلاثين من يونيو/ حزيران باعتبارها مرحلة أعلى من ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني وكأنها معركة مصير الحركة ومستقبلها.
حركة حماس كان بمقدورها أن "تتعاطف" مع حركة الإخوان في مصر، وكان بمقدورها أن لا تخفي "خوفها" من تداعيات انتصار الثورة المصرية على مشروعها الخاص، ولكن كان على حركة حماس أن تدرك الفرق الهائل بين "التعاطف" والتدخل، وبين "التضامن" والعبث.
على حركة حماس أن تنسحب فوراً من هذه اللعبة الخطرة وعليها مسؤولية عدم توريط أهلنا في قطاع غزة في لعبة الدفاع عن الجماعات وعلى حساب المصالح الوطنية الفلسطينية وعلى حساب الترابط القومي بشعب مصر وجيش مصر وثورة مصر.
وكما نطالب حركة حماس بالانسحاب الفوري والسريع من ساحة العبث بالشؤون الداخلية المصرية نطالب كل مسؤول مصري بتوخّي الحذر والابتعاد عن لغة الأحكام المطلقة والتعميمات الجاهلة التي لا تخدم سوى إسرائيل وأميركا.
فتحية لثورة مصر ولن تثنينا أية أصوات عن تأييد هذه الثورة العملاقة ولن يقع شعبنا العظيم في مصر في مكائد أصوات قد لا تكون أكثر من جاهلة في طبيعة العلاقة التاريخية التي تربط مصر بفلسطين.
ثورة 30-6 تضع حركة "حماس" أمام خيارات صعبة
د. علاء أبو عامر /ج.الأيام
مهمة الدول في التعاطي مع القضايا الدولية هي دائماً أسهل من تعاطي الحركات السياسية في مواءمة أوضاعها فيما تتطلبه الظروف الجديدة، فيكفي أن تقوم باستبدال حكوماتها بحكومات جديدة تتبنى سياسات مغايرة لما كانت عليه الحكومات السابقة لتنال الرضا من قبل الخصوم السياسيين في الخارج، وهذا ما فعلته دولة قطر على ما أظن حين استبدلت "الحمدين" بالأمير تميم عندما وجدت أن الرياح الإقليمية والدولية جاءت بما لا تشتهي سفنها أو ربما نصحت أميركيا، فقررت الخروج من مأزقها بوجه جديد وحكومة جديدة، وها هي تتلمس خطواتها في طريق إعادة صياغة سياستها الخارجية لتعكس صورة جديدة بدلا من الصورة القديمة التي جعلت من قطر عدوا لدول أكبر منها حجماً وقوة.
وإذا كان هذا ما استطاعت فعله دولة قطر قبل الثورة المصرية بفعل التغيرات التي حصلت على الساحة السورية ميدانياً ودولياً بفعل التقارب الروسي - الأميركي والتوجه إلى جنيف ٢ وهي سياسة بالإمكان وصفها بمعادلة خطوتين إلى الوراء وخطوة إلى الأمام. حيث يُعتقد أن هذه الدولة الصغيرة ستتخلى شيئاً فشيئاً عن الدور "الثوري" الذي اطلعت به في مرحلة ما سمي ربيعاً عربي؟
وأغلب الظن أنها ستتجه إلى الانكفاء على نفسها والعودة إلى الانسجام مع المواقف تحت القيادة السعودية، هذا إذا صدقت المعلومات الصحافية التي لا يعرف مصدرها بعد والتي تتحدث عن نية الأمير القطري الجديد طرد قيادات حركة الإخوان المسلمين ومنها "حماس" من بلاده.
وبالرغم من أن تلك المعلومات غير مؤكدة حتى الآن، إلا أن المؤكد هو أن حكومة الأمير تميم كانت قد سارعت بالانضمام للإجماع الخليجي المرحب بعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي وإنهاء حكم الإخوان وتجربتهم في نسختها المصرية، ومن هنا فإن المفاجأة القطرية في الشأن المصري تعطي شيئاً من المصداقية للمعلومات التي تتحدث عن تحول بطيء في السياسة الخارجية القطرية تجاه عدد من الملفات المشتعلة في المنطقة ومنها، بل وأهمها، فك التحالف مع حركة الإخوان المسلمين، وقد جاءت تصريحات الشيخ يوسف القرضاوي بتحريض المصريين الى اعادة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي الى الحكم لتبرهن على تمايز وابتعاد السياسة الرسمية القطرية عن تبني مواقف الإخوان تلقائياً مثلما كانت تفعل في عهد "الحمدين".
هذا الموقف القطري من المؤكد أنه قد وقع كالصدمة على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الفرع الفلسطيني لحركة الإخوان المسلمين، كونه ينذر بشكل أو بآخر بما بعده، فتخلي أقرب حلفاء حماس الإقليميين وبهذه السرعة عن الرئيس الإخواني المخلوع محمد مرسي يثير تساؤلات كبيرة حول مستقبل تحالفات حركة حماس وخياراتها السياسية في المرحلة المقبلة.
إذ من المعروف أن تخلي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن حلفائها في محور الممانعة والمقاومة المتمثل في الجمهورية الإسلامية في إيران وسورية الأسد وحزب الله اللبناني، كان بناء على طلب صريح من المرجعية العليا للإخوان المسلمين المتحالفة مع دولة قطر والتي شملت أيضاً تركيا أردوغان على أساس ترويض الحركة، وتحويلها من حركة مقاومة إلى حركة سياسية بعيدة عن العنف، ومن ثم تحويلها وبعد إزالتها من لائحة الإرهاب الأميركية الأوروبية إلى مُحاور يعتد به في المناقشات التي كانت تجري لتقرير مستقبل المنطقة، في ضوء التفاهم الذي حصل بين الإدارة الأميركية وعدد من حلفائها الأوروبيين مع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين برعاية قطرية تركية، والذي تضمن المساهمة بتمكينهم من الحكم في البلدان العربية مقابل حماية المصالح الأميركية والحفاظ على أمن إسرائيل.
يلاحظ منذ عام تقريباً أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تعاني من أزمة هوية، فهي تنتمي أيديولوجياً لحركة الإخوان المسلمين ولكنها في نفس الوقت حركة مقاومة وطنية فلسطينية جعلت من التحرر الوطني ومقاومة الاحتلال هدفاً أساسياً لها، وعلى هذا الأساس انطلقت هذه الحركة الإسلامية الفلسطينية بقيادة طليعة متمردة من أبناء الإخوان كان على رأسهم الشيخ أحمد ياسين وعدد آخر من رفاقه كحركة ثورية ومتمردة على الفكر الإخواني المحافظ وغير الثوري المعتمد على الدعوة لإصلاح المجتمع المسلم والسعي لإقامة دولة الخلافة، وقد تبنت الحركة وبشكل أساسي الكفاح المسلح "الجهاد" كطريق حتمي ووحيد لتحرير فلسطين كل فلسطين، وكان هذا التحول عملاً جريئاً أدى فيما أدى إلى تغيير نظرة المجتمع العربي والفلسطيني إلى الإخوان المسلمين من حركة رجعية متخلفة وعميلة للاستعمار ومتوافقة مع أهدافه بحسب الترويج القومي واليساري إلى حركة مناضلة تستحق الاحترام.
ولكن على ما يبدو كان هذا خطأ في التقييم، فما كان ينطبق على "حماس" أي الجزء الفلسطيني المتمرد على الفكر الإخواني لم يكن ينطبق على الإخوان كل الإخوان أي التنظيم الدولي وفروعه، فقد ظل الآخرون أوفياء لمبادئهم وأدواتهم وأساليبهم ولكنهم استغلوا نضالات "حماس" للترويج لصورة مخادعة لأنفسهم هي بالمطلق لم تكن كذلك، فقد حافظ التنظيم الدولي على رجعيته وتحالفاته المريبة عربياً ودولياً.
مثلت "حماس" بالنسبة لحركة الإخوان المسلمين جوهرة التاج، فبها أشرقت الحركة وأعادت من خلالها البريق الذي افتقدته منذ حادثة المنشية ومحاولة اغتيال الزعيم الراحل الخالد جمال عبد الناصر. ولكن وكون الحركة الأم هي حركة رجعية محافظة إصلاحية وغير ثورية فإنها حاولت أن تبقى مهيمنة على القرار السياسي لحركة حماس وتوجهاتها بفعل تمويلها للحركة، ولكنها كانت تواجه بالصد والرفض من قبل قيادة الحركة التاريخية ممثلة بالشيخ أحمد ياسين والقائد عبد العزيز الرنتيسي وغيره من القيادات التي كانت تتبنى الفكر الجهادي.
حماس والازمة المصرية السيناريوهات المتوقعة
عصام بكر/ معا
تداعيات الازمه المصرية اذا اتفق عن تسميتها " بالأزمة " لأن نتائج ما جرى من تنحية محمد مرسي وحكم الإخوان المسلمين الذي استمر زهاء العام ، وبمعزل عن اية ملاحظات حول استبداديه تلك الفترة أو ما سمي باختطاف الدولة المصرية لصالح جماعة أو حزب سياسي ، هذه التداعيات التي استخدم مصطلح "الزلزال " لتوصفها والترددات التي من المتوقع أن يمتد صداها ليشمل ما هو خارج حدود مصر الدولة إلى الدول العربية ومن هنا فان هذا التوصيف قد يكون مؤقتا ولا يخدم سيرورة العملية ككل واستشراف معالم الصورة الكلية بعد ، وما قد تتمخض عنه على المستوى المصري الداخلي او الاقليمي بشكل عام .
ولو عدنا قليلا للوراء على مدا الايام الماضية فاننا سنرى بوضوح ان الكل استل قلمه وخاض في صورة ما ستؤول الايه الاوضاع في مصر ، كما سنجد ان التباين في التحليل بين من يرى فيما حدث بانه استمرار لثوره 25 يوليو ، وباعتباره إجراء إجباري لتصحيح مسار الثورة وانقاذ البلد الغارق في ازمات متتالية على مستوى الاقتصاد ، والعلاقات الخارجية ، والامن الداخلي ، وحتى طبيعة العلاقات الداخلية التي تدهورت بشكل لافت في الاونة الاخيرة لتصل الى حافة الفوضى ، ومن يدعي ان ما جرى هو انقلاب على الشرعية الدستورية وصندوق الاقتراع الذي اوصل جماعة الاخوان الى سدة الحكم ، ومابين الشرعية الثورية المستمدة من الشارع ورغبة الناس في التغير بقوة الملايين التي خرجت ( اكثر من 20 مليون) وقوة ( القانون) او الدستور بون شاسع لكن المؤكد في هذا الجانب مسألتين ان ما جرى لم ينتهي باسقاط حكم الاخوان اولا ، وان الامتداد والانعكاس سيطال دولا في الاقليم والمحيط العربي وتحديدا الفلسطيني .
وهنا مربط الفرس كما يقال فالتأثيرات المباشرة والملموسة ستنعكس على مسألتين ايضا ، تتعلق بالشأن الفلسطيني الاولى قضية المصالحة فالخروج من الدوامة التي تعيشها الشقيقة مصر ستشغلها عن الجهود لتحقيق المصالحة واستعادة الوحدة الفلسطنينة ولن يكون باستطاعتها على المدى المنظور ان تولي الاهمية الكافية رغم وجود الرغبة الاكيدة للعب الدور الطبيعي بما يمثله ثقل مصر في انجاز المصالحة لكن الظروف الموضوعية و الذاتية معا ستجعل الامر في غاية الصعوبة ، بما في ذلك تأثيرات زوال حكم الاخوان على طرفي الصراع فتح وحماس في معادلة التوازن والحفاظ على المسافة الواحدة بين مواقف الفرقاء في الساحة الفلسطينية ، لكن الاهم برايي هو ما يتعلق بالحدود مع قطاع غزة من جهة ومستقبل العلاقات الفلسطينية المصرية من جهة اخرى فمنطقة سيناء وما تشهده من ازدياد الهجمات في الايام القليلة الماضية ربما وامل لا يحدث ستترك تداعيات ربما تمس الجغرافيا القائمة في تلك المنطقة على المدى البعيد .
حركة حماس امتداد الاخوان المسلمين التي ربطتها مع حكم المرسي علاقات وطيدة رغم بعض الاختلافات الشكلية من فترة لاخرى ومع جماعة الاخوان في الاردن ايضا ستكون اكثر المتضررين بالنتائج الناجمة عن التغير الذي شهدته مصر بعد 30 حزيران ، وهي اي حركة حماس لا تعيش في افضل حالتها ولم تكن كذلك حتى قبل التغير الذي اطاح بحلفاء الحركة في القاهرة ، فنظام الحكم او سلطة الامر الواقع في في غزة المحاصرة والاوضاع اليومية كلها مؤشرات واضحة على تصدع ما في بنيان حماس كحركة حاكمة هذا لا يعني انها تنهار او تهوي قريبا فسواء ازمة البنزين والمحروقات ، معدلات الجرائم وعمليات القتل شبه اليومي، مرورا بقرارات الاعدام والقوانين التي تسنها الحركة في غزة وهامش الحريات ، ووصولا للتصريحات حول جدلية المقاومة والحكم ونظام الحكم بحد ذاته من قبل مسؤولين في حركة حماس كلها مؤشرات تشير الى اختلال الموقف الواحد واتساع الموقف فيا يتعلق بالحكم والمقاومة من جهة ، او دخول حلبة السياسة واستحقاقه المحفوف بالمخاطر من جهة اخرى .
السيناريوهات المتوقعة على ضوء ما يجري في مصر ووفقا لكل تطور ميداني فيها ويمكن حصرها في ثلاثة سيناريوهات ارتباطا بالتحولات الاقليمية عموما اولها ان يجري ارغام حماس امام ضغط القيادات العسكرية (حلبة المواجهة ) مخرج لكل الحالة الراهنة وللطراف كافة - اي الى ما تريده اسرائيل وتبيت له عبر تصريحات قياداتها ومنهم ليبرمان وغيره حول اعادة احتلال قطاع غزة ، والمناورات المتواصلة التي تجريها دولة الاحتلال استعدادا لاي مواجهة قادمة على الحدود الجنوبية او الشمالية او كلاهما معا بالاضافة لجبهة الجولان ايضا لكن قد تكون غزة هي الملعب المفضل في هذه المعادلة ، ودلالة على ذلك علينا قراءة ما صرح به احد ابرز القيادات العكسرية في جيش الاحتلال من ان حماس تعمل بصمت لتطوير صواريخ بمقدورها ضرب العمق ومنطقة الوسط وهو ما يندرج في اطار المساعي والدعاية المتواصلة للتحضر لعملية عسكرية ضد قطاع غزة - بمعنى ان تقوم اسرئيل باختلاق مناوشات محدودة برا او بحرا يتسع نطاقها الى حالة الحرب والمواجهة المفتوحة مرة اخرى ، وبميزان الربح والخسارة فان خارطة تحالفات حماس التي تقلصت بعد ازاحة مرسي ستعود باتجاه المحور ايران سوريا حزب الله بعد القطيعة التي سادت هذه العلاقات في اعقاب الموقف من الملف السوري ، وبذات الحساب فان حماس معنية برفع اسهمها في الضفة الغربية عربونا لاية انتخابات قادمة قد تجري في الاراضي الفلسطينية في اطار الحفاظ على مكانتها في الشارع الفلسطيني الذي شهد بحسب الاستطلاعات الاخيرة تراجعا ملحوظا في حجم تأييدها ومناصرتها .
السيناريو الثاني هو الذهاب عكسا اي بالاتجاه الاخر والنقيض فالحركة التي تمر بمخاض وربما التي شارفت على ان تكون جاهزة للسير نحو البرغماتية بحسب بعض التصريحات بما فيها للسيد خالد مشعل نفسه وما تناقلته وسائل الاعلام عن لقاءات جرت مع جهات اوروبية وامريكية وحتى اسرائيلية لادخال الحركة في القفص الذهبي للعملية السلمية ، وتصريحا ت اخرى تشير بصراحة الى استعداد حماس للتفاوض في اطار عملبة سلمية – بمعنى اخر المقايضة على غض الطرف عن ابقاء حكم حماس في غزة ورما توسيع منطقة النفوذ وفق ترتيبات مستقبلة لتضاف للامارة الناشئة لاستدامة هذا الحكم الى ما يشاء الله ، وتكون بذلك بديلا للاستقلال الوطني الذي دفع الشعب الفلسطيني ثمنا باهضا له طوال سنوات ، وهو سيناريو بات متوقعا ولا يبنى على تنبوءات واوهام وانما تحليلات وطروحات حقيقية يرجي نقاشها في اروقة صنع القرار في اسرائيل من مدة طويلة وهي في نهاية المطاف تضاف الى ما يجري من تغيرات تطال خارطة دول عديدة ضمن التقسيمات المتوقعة للوطن العربي تقسيم المقسم والبحث عن انشاء دول اثنية او عرقية على انقاض الدول القومية القائمة .
واما السيناربو الثالث فهو ان تذهب حماس تحت ضغط ماجرى وامام التطورات الراهنة والوضع في غزة على وجه الخصوص الى استخلاصات جريئة وعميقة لصورة الوضع ومدى خطورتها فتبادر الى اخذ زمام المبادرة وان تتحرك فعلا وبشكل جدي وسريع لعقد لقاء مع قيادة منظمة التحرير لانهاء الانقسام بخطوات جدية ، العودة للطاولة ليس للحوار وانما لخطوات ووضع اليات انهاء الانقسام والذهاب للانتخابات العامة رئاسية وتشريعية ومجلس وطني حيثما امكن ، وهي خطوات ينتظرها الشارع الذي لوعه الانقسام بشغف منذ زمن بعيد لاسدال الستار على صفحة الاتقسام البغيض ، والوصول ولو متأخر انه ليس لنا في هذه المرحلة وامام التحديات انغلاق الافق والمساعي للعودة للمفاوضات التي جربت وانتهت بكارثة اخراج القدس واستباحة الارض بالمستوطنات والجدار العنصري ، وقضم الارض امام هذا كله وامام نداء العقل لا مناص ولا ثمة اي امل الا باستعادة الوحدة التي هي الممر الاجباري الذي لا خيار غيره لمواجهة خطر التفتيت وضرب وحدة الاراضي الفلسطينية والنوايا المبيته للقضاء على الهوية الوطنية الموحدة للشعب الفلسطيني واستكمال ما جرى في العام 48 ، وربما خطر اندثار القضية الوطنية امام ما تشهده المنطقة من عاصفة هوجاء تقتلع من امامها دولا وتنشئ اقاليم وكيانات جديدة ولا مجال الا بتحصين البيت الداخلي الذي هو السبيل الوحيد للحفاظ على البقاء .
من السابق لاوانه التكهن الى اين تتجه الامور في الشقيقية مصر التي يتمنى لها الشعب الفلسطيني كل الخير والمنعة وانهاء ما يجري بصورة تحفظ لها دورها القومي والاقليمي ، بما فيها استمرار دعمها للقضية الوطنية للشعب الفلسطيني ، لان الامواج ما زالت عالية في بحر هادرلا يهدا ولكن المؤكد ايضا ان هناك مسألتين تم حسمهما بالارادة الشعبية الاولى لا عودة لحكم الاخوان المسلمين ، وليس ثمة امكانية للتراجع عن قرار التنحية ، والتنصيب للرئيس المؤقت الجديد ، والثانية ان ذيول ما جرى تتعدى نزول عشرات الملايين للشارع او المياديين وانما هناك ما وراء ذلك هناك ضمن محاولات حرف الامر عن مسارها هناك ايادي وقوى وسياسات دولية تعلب بمصر ومستقبل مصر واستقرارها الداخلي لاشغالها عن همها القومي ، وتهميش مكانتها وقوتها عربيا واقلميا وليس خافيا على احد مواقف الادارة الامريكية بهذا الاتجاه ، الجماهير المصرية المتعطشة للتغير لم ترغب باستمرار مبارك واستنساخ صورة اخرى يغلب عليها حكم الفرد والحكم الاستبدادي المطلق والاستئثار بالحكم ، هذه الجماهير تعيد تأكيد توقها للديمقراطية ، وتداول السلطة ، والانتخابات حكق كلفه القانون ، حقها في بلد يسوده التعددية ، ودولة المؤسسات والحكم المبني على الشرعية الثورية من الناس من البسطاء وعامة الشعب ، والعبرة الاساس ان الحراك يمكن ان يغير وان الجماهير الصامتة بمقدورها عمل مفاجات وما لا يمكن توقعه ، الناس المقهورة والتي تتوثب للدفاع عن حقوقها وكرامتها لا يمكن قهرها وهي تريد ببساطة الكرامة والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم .
الوجه الآخر لرمضان خلف القضبان ..
د.مازن صافي/ معا
ليس للكتابة عن الأسرى طقوسية محددة .. فهم نبض مستمر من المعاناة والوجع الذي لا ينتهي .. لذا فالكتابة عن هموم ومطالب أسرانا ترتبط دوما بالأحداث العامة وأخبارهم الخاصة .. وربما حين نكتب نحن خارج القضبان نتقمص جروحهم وصعوبة حياتهم ودوامة أفكارهم ونكتب بحروفنا .. لكن الحكاية مختلفة حين يكون الجدول اليومي هناك داخل المعتقلات في قبضة القيد وقسوة القضبان ..
في اليوم من شهر رمضان المبارك تصعد مشاعرهم إلى الشوق الجارف الكبير إلى الأب والأم والأخ والأخت والزوج والزوجة والأولاد والجيران والوطن وطقوس ومظاهر رمضان .. لكنهم هناك يتقمصون حياتنا الطبيعية نحن .. نحن أبناء الشعب الفلسطيني نعاني الاعتقال وقد لا يخلو بيت من وجود معتقل أو كان معتقلا .. فجميع البيوت تشعر بالأسير وغربته في زنازين الظلم الاحتلالي .. إنها مشاعر صادقة تطلع من عمق تجربة ذاتية ودرجات عالية من الغوص في التفاصيل .. هناك مشاهد غير قابلة للتصديق .. ومشاهد غير قابلة للصمت .. ومشاهد تبكي وتبكينا .. ومشاهد خارج مدى سيطرتنا النفسية .. نتمنى وجودهم بجانبنا .. يتمنون حريتهم ليبقوا بجانبنا .. جميعهم شاركونا حلو المناسبات ومرها من أعياد وجنازات وخطورة وأفراح وسعادة وأحاديث وضحكات ودموع وأفكار وفعل فلسطيني بكل معنى الكلمة عنوانه هوية وطن محتل ينشد الحرية ويوظف كل الوسائل المتاحة ليدق جدار الخزان ..
بين الكتابة لهم وانتظار عودتهم محررين وجع عميق يسكن الدموع والصدور .. أظن أننا لا نفكر مرتين حين نسكن الشارع تضامنا معهم لنعلي صوتهم أمام العالم .. كما القدس .. كما القصيدة .. كما الزيتون .. كما هواء البحر .. كما الرحيل .. كما الخبز .. الأخبار التي تنقلنا يوميا إلى مرضهم وحرمانهم وصبرهم وقسوة السجان عليهم .. ويتربص بنا خوفنا المتعمق في أعماق أرواحنا ليمتزج بدعائنا ألا يصيبهم مكروه أو أن نفجع بأحد منهم .. فكيف مشاعر ذويهم .. إنها أسطورة منقوشة بالمرارة وكثير من الصبر والصمود والدعاء الذي لا يتوقف .. كما هي أسطورة ملامح وطن " فلسطين " يشق الطريق إلى حريته بين ضباب الذاكرة وغبار الحاضر وترهل المواقف وإمعان المحتل في عنجهيته .. زيتون أخضر بملامح معتقل حبيب غائب ..
اليوم الأول من شهر الصيام .. الآهات تزيد الغربة غربة .. الصخر ينطق اشتياقا .. عبق الأهل يقترب .. عبق الأسير لا يفارق الأماكن كل الأماكن .. الوطن كل الوطن .. اليوم في صلاتنا وقبل أن نتناول تمرنا وماءنا وفاكهتنا يجب أن ندعو لهم .. ندعو للعجائز الذين شابت خلف المعتقلات شعور أبنائهم وينتظرون قبل أن يسافرون في سفينة الأجل دون عناق .. حيث تغيب الشمس ويعلن النهار سفره إلى الليل علينا أن نسافر إلى معتقلينا بكل جوارحنا وأفكارنا وصور التضامن معهم ومع ذويهم .. لنحتضن الحاضر والغائب في آن واحد ... جسد الاعتقال ينهش قلب معتقلينا .. تشتهي القضبان أن تأكل لحمهم كما الاحتلال .. نذهب إلى طقوسنا .. هناك يذهبون أو يتلقون ضربات المحتل الغاصب وأيديهم مقيدة بالأسلاك والقيود البلاستيكية المؤلمة جدا معصوبو الأعين ينزفون دماء ووجعا .. يوم معتقل يزج في زنزانة انفرادية ويترك لساعات وأيام وشهور وسنين .. وقائع مشاهد تصل إلى الشهادة والموت .. تنكيل وإرهاب احتلال لا يرحم .. جسد ينهال عليه ضربا كي تنهار نفسيته وتتلاشى شخصيته ويصبح من الماضي السحيق بلا هوية أو عنوان أو هدف .. جسد معتقل .. جسد أنين محاط بجدران صماء .. الانتصار لقضية الأسرى و الاعتقال تتسع لمحيط جغرافيا الوطن .. قضية تحمل اتجاهات متباعدة ومتقاطعة .. اختبار عسير للأسير ولذويه .. تحدي لكل ذلك بالعزم والإرادة والصبر والقوة .. تحدي لواقع مرفوض .. واقع التنكيل والظلم والإذلال والقهر والإحباط والمصير المجهول وأحكام تفوق الخيال ..
شمس الحرية آتية لا محال .. وكأني أسمع صوت الأنين الخارج من خلف الزنازين ينشد الحرية في حروف شاعرنا الفلسطيني الراحل محمود درويش : " أُريدُ من الأَرض أَكثَرَ مِنْ هذه الأَرضِ : رائحة الهالِ والقَشِّ .. بين أَبي والحصان .. في يدي غيمةٌ جَرَحْتني ، ولكنني لا أُريدُ من الشمس أَكثَرَ من حَبَّة البرتقال وأَكثرَ منْ ذَهَبٍ سال من كلمات الأذانْ " .. أسرانا كل عام وانتم الى الحرية أقرب .
الانتحار في الشأن المصري
د. تحسين الاسطل/ معا
بعيدا عن المزايدات السياسية ، ومن منطلق انتماءنا لقضيتنا الفلسطينية العادلة ، التي كانت دوما ملتقى المختلفين والفرقاء على الساحة العربية ، يجد الإنسان نفسه أن يدعو الجميع من إعلاميين وسياسيين وفصائل إلى النأي بأنفسهم عن الشأن المصري الداخلي ، وعدم الانزلاق في أتون الاختلافات ذات العلاقات المصرية الوطنية الداخلية ، التي نحرص كفلسطينيين أن يكون الجميع معنا ، ونصيراً لقضيتنا ، هذا الانحياز الذي سيشكل انتحار حقيقي لأي إعلامي أو سياسي فلسطيني يحاول استغلال الأحداث في مصر ليسجل موقف أو يدعم جهة أو طرف ، ليشعل نار أخرى يدمر فيها نفسه والآخرين.
لا شك أن لكل إنسان منا موقف فيما يجري في مصر ، فمصر لها وقع خاص في نفوسنا نحن الفلسطينيون وخاصة في قطاع غزة ، فالغالبية العظمي من الجيل الفلسطيني في القطاع تأثر بشكل كبير بمصر ، سواء بالمنهاج المصري الذي درسته اغلب الأجيال الفلسطينية في غزة ، و كنا نحفظ النشيد الوطني المصري ، كما نحفظ نشيد الثورة الفلسطينية الذي كنا نلتقطه من الإذاعة الفلسطينية ، التي تبث من القاهرة ، كما تأثر ابناء غزة بالإعلام المصري والدراما المصرية فليس غريبا ان تجد بعض الكلمات من اللهجة المصرية في قطاع غزة بفعل تأثرهم بالإعلام المصري.
وكما كان للفلسطينيين انتماء ومحبة لمصر ، كان لفلسطين ولشعبها نفس الحظ في عقل وقلب الشعب المصري سواء حكومة او معارضة وعلى كل مراحل التغيرات السياسية في مصر ، ففلسطين وشعبها القاسم المشترك بين المصريين الذي لا يختلف عليه اثنان، وكانت مصر أول من تحرك من اجل إنهاء الانقسام وبذلت مصر جهود كبيرة لا يغفلها احد قبل الانقسام من اجل الوصول إلى التوافق الفلسطيني وكان سعيها الدائم وجهدها مصب من اجل توافقنا ووحدتنا لمواجهة المرحلة الحرجة التي تمر بها القضية الفلسطينية . وبعد الانقسام والمأساة التي جلبها على الشعب الفلسطيني وامتنا العربية بذلت مصر جهود كبيرة وضغوط على كل الأطراف الفلسطينية من اجل العودة عن الانقسام واحتضنت كل الإطراف صغيرها وكبيرها من اجل الوصول إلى الوحدة مرة أخرى ، حتى استطاعت أن تجمع الفلسطينيين مرة أخرى على طاولة واحدة وان تصل إلى تفاهمات مشتركة بين الأطراف الفلسطينية .
ومصر أول دولة في التاريخ التي تفتح حدودها على مصراعيها لدخول كل الشعب الفلسطيني إلى الأراضي المصرية لكسر الحصار ورفض تجويع الشعب الفلسطيني الذي فرضته إسرائيل ، وهي من حفرت الأنفاق تحت بصرها لتزود غزة بكل معوناتها وما تحتاجه حتى لا يتنازل الشعب الفلسطيني من حقوقه بفعل الحصار الإسرائيلي ، ويمكن القول انه لولا الموقف المصري الأصيل ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني ، لنجح المخطط الإسرائيلي باحتلال قطاع غزة بدون حرب، وهذا الموقف كان طوق النجاة لحركة حماس التي وجدت نفسها تأخذ قطاع غزة إلى نفق لا يعلمه إلا الله . وبعد نجاح الرئيس السابق محمد مرسي في الانتخابات لم يتغير الموقف المصري ، وبقيت القضية الفلسطينية وإعادة الوحدة الفلسطينية على سلم الأولويات المصرية ، ووقع اتفاق القاهرة للوحدة الفلسطينية استكمال للدور المصري في هذا المجال.
وفاءا لشعب مصر أناشد كل الإعلاميين والسياسيين الفلسطينيين الابتعاد عن الانحياز لاي طرف في الشأن المصري ، احتراما لمصر ولشعبها ولجيشها الذي قدم آلاف الشهداء من اجل حريتنا وكرامتنا ، ومصر في كل مراحلها عملت من اجل التوافق الفلسطيني وبذلت جهود كبيرة من اجل إنهاء انقسامنا سواء في العهد السابق في مرحلة الرئيس مرسي ، وكانت الأطراف المصرية تعمل من اجل توافقنا ، واعتقد أي انحياز لأي طرف في مصر سواء بالعلن أو السر او بين السطور ، وهو طعنة في ظهر مصر ولدورها الرئيسي في المنطقة العربية، والذي نتمنى أن تخرج منه قوية معافاة لتواصل دورها الطليعي في الدفاع عن قضيتنا العربية العادلة .
القضية الفلسطينية هي الثابت الوحيد والقاسم المشترك لكل المختلفين في مصر فليس من الحكمة ان نخسر نحن الفلسطينيون أي إنسان مصري بسبب انحيازنا لأي طرف لأننا سنكون الخاسر الوحيد في كل الأحوال ، والوفاء لمصر عن كل التضحيات التي بذلتها من اجل شعبنا وقضيتنا العادلة هو بالوفاء لهذا الشعب بالحفاظ عليه ودعم وحدته ، وعدم زجه في آتون الافتراق والاقتتال الذي كان الشعب الفلسطيني أول من اكتوى بناره ويعاني من ويلاته منذ سبع سنوات ، فمجرم وخائن من يريد من مصر أن تقتفي اثر غزة أو ليبيا أو سوريا ، فالحرب الأهلية والانقسامات هي الوصفية السحرية للانتحار وتدمير الذات ، فلا تنتحروا في المستنقع المصري من اجل أهواء حزبية مقيتة ثبت تدميرها للذات وللمقدرات ، وان كان لنا من عمل في هذه المرحلة علينا أن نرد الجميل لمصر ولشعبها ولجيشها بحثهم على التوافق والوحدة والنظر إلى الأمام لبناء مصر وعدم الانزلاق مطلقا إلى مستنقع الانقسام الذي غرقنا فيه وأغرقنا قضيتنا العادلة .
قناعتنا راسخة في كل الإعلاميين الفلسطينيين بفعل تجاربهم السابقة ، أنهم مدركين لطبيعة المرحلة وما تمر به القضية الفلسطينية في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة العربية ، في أن يبقوا بعيدا عن وحل الانقسامات والاختلافات العربية .
والله من وراء القصد
خيال إسرائيل وملاحظات على ديمقراطيتها الأسطورية
/pnn رفعت عودة قسيس
جاءت ملاحظات لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل رداً على التقرير الذي قدّمته إسرائيل، بمثابة صفعة قوية جداً لدولة الاحتلال وأنظمة "العدالة" فيها، فقد حملت هذه الملاحظات التي جاءت في 79 نقطة انتقادات قوية لم يسبق لأي جهة أممية ومنظمة من منظمات الأمم المتحدة تقديمها ضد إسرائيل، وقد تمحور الرد ليس فقط حول احتلالها لأراضي الغير وعنصريتها، بل امتد أيضاً ليشمل ادّعائها بأنها أفضل من العديد من دول العالم، وأنها واحة الديمقراطية والحضارة في الشرق الأوسط، وليؤكد التقرير أن هذه الديمقراطية ما هي إلا ادّعاء.
وبالعودة إلى رد اللجنة الذي أصدرته في جلستها الثالثة والستين، وبعد دراسته بتروٍ أفصّل الرد في أربعة بنود رئيسية تشكّل كلها إدانة واضحة لإسرائيل كاحتلال وكممارسات عنصرية، وهي تتركز في التالي:
إسرائيل دولة استعمارية
فقد أكدت اللجنة في معرض ردّها على عدم شرعية الاحتلال ومظاهره المختلفة وإدانتها له على مطالبة إسرائيل ليس فقط بإنهاء الاحتلال بل أيضاً بالانسحاب من جميع المستوطنات والكف عن نقل سكانها إلى المناطق المحتلة للاستيطان فيها. وتذهب اللجنة إلى أبعد من ذلك في انتقادها لإسرائيل وذلك لعدم تقديمها في التقرير الذي قدّمته للجنة أية معلومات عن فلسطين المحتلة ومرتفعات الجولان السوري المحتل وعن وضع الأطفال الذين يعيشون في هذه المناطق (البند الثالث، نقطة 7)، حيث تتجاهل بذلك أنها دولة احتلال وأنها تُخضع الملايين من سكان المناطق المحتلة لسيطرتها وسياساتها.
إسرائيل دولة عنصرية
تنتقد اللجنة إسرائيل لممارسة العنصرية ليس فقط ضد الشعب الفلسطيني، بل أيضاً ضد قطاعات أخرى من المجتمع الإسرائيلي نفسه بما في ذلك المهاجرين وطالبي اللجوء السياسي؛ حيث أكّدت اللجنة بأن مخصصات الميزانية، بما في ذلك الميزانية المكرسة للصحة، لم تعد تميز ضد العائلات العربية الإسرائيلية وأطفالهم فقط، بل تعدتها لتميز ضد أطفال منتمين للطبقات والفئات المحرومة والمستضعفة لا سيما البدو والإثيوبيين، وكذلك أطفال العمال المهاجرين وطالبي اللجوء. (البند الرابع، النقطة 14/c)
وأعربت اللجنة عن قلقها بأن عدم التمييز ليس منصوص عليه صراحة في القوانين الأساسية في إسرائيل، وعن قلقها أيضاً إزاء اعتماد المزيد من القوانين التمييزية خلال الفترة المشمولة بالتقرير والتي تؤثر على الأطفال الفلسطينيين في المقام الأول في جميع جوانب حياتهم، كما أنها تميّز ضد الأطفال العرب في إسرائيل، والبدو، والأطفال الإثيوبيين، إضافة إلى أطفال العمال المهاجرين وطالبي اللجوء. وتشعر اللجنة بقلق عميق إزاء إنشاء وسائل منفصلة لخدمات النقل والطرق وكذلك تنفيذ نظامين قانونيين منفصلين حيث تصل إلى الفصل الفعلي، وتؤدي إلى عدم إمكانية المساواة بين الأطفال اليهود والفلسطينيين في التمتع بحقوقهم. (البند الرابع، نقطة 21)
كما كتبت اللجنة عن شعورها بالقلق من أن متوسط الإنفاق لكل طفل في التجمعات العربية أقل من الثلث مما هو عليه في التجمعات اليهودية، وأن فشل إسرائيل بأن تأخذ في الاعتبار عدم تكافؤ مستوى الموارد المقدمة إلى النظم الصحية يزيد من مستوى الفوارق المستمرة فيما يتعلق بالمؤشرات الصحية بين الأطفال العرب واليهود (البند الرابع، نقطة 13).
إسرائيل دولة انتهكت كافة مبادئ اتفاقية حقوق الطفل
اتهمت اللجنة إسرائيل بانتهاك المبادئ الأربعة الرئيسية لاتفاقية حقوق الطفل دون أي استثناء، فقد تحدثت اللجنة عن انتهاك إسرائيل لمبدأ عدم التمييز (البند الثالث، نقطة c/21، والبند الرابع، النقاط 29، 30، 49، 61)، وانتهاك مصالح الطفل الفضلى (البند الثالث، نقطة 23)، إضافة إلى انتهاك الحق في الحياة والبقاء والنمو (البند الثالث، نقطة 25)، والحق في المشاركة (البند الثالث، نقطة 27).
إسرائيل دولة غير ديمقراطية
ومن النقاط الجريئة التي تضمنها رد لجنة حقوق الطفل حول التقرير الإسرائيلي التأكيد على أن إسرائيل تقوم بالعديد من الممارسات غير الديمقراطية مثل الممارسات الضارة ضد الأطفال، واستخدام العقاب البدني والعنف ضد الأطفال، وتطبيق بعض القوانين الدينية المستندة على الشريعة اليهودية، وعدم الشفافية، إضافة إلى انتشار بعض المظاهر السلبية مثل الفقر، والآثار المترتبة على خصخصة الخدمات والبنية التحتية؛ ففي (البند الرابع، نقطة 14 /ب) أكدت اللجنة أنه ليس هناك شفافية في وضع الميزانية وبطريقة تشاركية من خلال إجراء حوار عام مع المجتمع ولا سيما مع الأطفال، وعدم وجود مساءلة مناسبة من قبل السلطات المحلية للموازنات الموضوعة، حيث يعتبر ذلك من أهم مظاهر الديمقراطية.
وفي سياق المؤسسات الأهلية وبربطها بموضوع حماية حقوق الطفل، كتبت اللجنة بأن إسرائيل لا تحترم المجتمع المدني، حيث أعربت اللجنة عن أسفها لعدم توافر معلومات كافية بشأن إشراك المجتمع المدني في إعداد تقرير الدولة الطرف (إسرائيل)، وأن المنظمات غير الحكومية لا تشارك بصورة منتظمة في تخطيط السياسات والقوانين للأطفال كما أقرت به الدولة الطرف في تقريرها. وعلى الجانب الفلسطيني الخاضع لسلطة الاحتلال، تعرب اللجنة عن قلقها من أن إسرائيل تنظر للمنظمات غير الحكومية الفلسطينية ومنظمات حقوق الإنسان الدولية العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبشكل متزايد كتهديد للأمن القومي وتخضعها لجملة من المضايقات كالإغلاق والتعطيل واعتقال وحرمان موظفيها من تصاريح العمل. كما وتشعر اللجنة بالقلق أيضاً إزاء الحرمان من تصاريح العمل للأجانب العاملين في المنظمات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أن هذه القيود التي تمارسها إسرائيل موجودة فقط في الأنظمة القمعية (النقطة 17).
وفيما يتعلق بالقوانين الدينية المستمدة من الشريعة اليهودية، أوصت اللجنة بأن تكفل إسرائيل "بقدر الإمكان، احترام حق الطفل في أن يعرف هوية والديه في حالة كونه مُتبنياً أو مولوداً خارج إطار الزواج ولم يُعتَرَف به أيٌّ من والديه"، حاثّة إياها على ضمان أن تكون القوانين الدينية متماشية مع الاتفاقية التي تتضمن عدم استخدام اللغة المهينة كتوصيف الأطفال المولودين خارج إطار الزواج بأطفال الحرام وغير الشرعيين (النقطة 32).
وخلال حديث اللجنة عن العقاب البدني أوصت اللجنة إسرائيل باتخاذ تدابير فعالة للقضاء على العقاب البدني والنفسي بما في ذلك نتائجه من خلال تنفيذ التوعية العامة والمهنية من خلال برامج وحملات، وتعزيز أشكال إيجابية وغير عنيفة في تربية الأطفال والانضباط كبديل للعقاب البدني، وإنشاء آليات شكاوى للطفل.
كما قالت اللجنة أنها تشعر أن الفقر بين الأطفال ارتفع على مر السنين، وأن واحداً من أصل ثلاثة يعيش تحت خط الفقر أو على حافة منه. إضافة إلى خصخصة الخدمات الاجتماعية ومحدودية الوصول إلى الخدمات المجانية التي تزيد من الصعوبات عند الأطفال وأسرهم (البند الرابع، نقطة 57).
وفيما يتعلق بممارسات إسرائيل بشأن المياه، أشارت اللجنة إلى نقص المياه الشديد الذي يواجه الأطفال الفلسطينيين وأسرهم والأطفال البدو في النقب بسبب الحظر على الوصول إلى الموارد الطبيعية، وفرض قيود على استخدام المياه وتدمير الخدمات بما في ذلك الطرق التقليدية في الحصول على الماء كاستعمال الصهاريج. ناهيك عن معارضة سلطات الدولة لإنشاء مرافق معالجة مياه الصرف الصحي في القدس الشرقية، وتوفير فرص الحصول على مياه الشرب النظيفة والصالحة للشرب للأسر البدوية والأطفال الذين يعيشون في ما يسمى بـ "القرى غير المعترف بها" حتى في الحالات التي قضت المحكمة العليا بأن القرى يجب أن تحصل على المياه (البند الرابع، النقطة 59).
وبشأن التعليم، أوصت اللجنة إسرائيل بالتوقف عن مطالبة الوالدين بدفع الرسوم والتبرعات غير الرسمية الأخرى لتعليم أطفالهم، واتخاذ التدابير الضرورية للتنفيذ الفعلي لقانون التعليم الإلزامي وضمان أن التعليم يظل مجاناً (نقطة 62)، كما كررت اللجنة قلقها من محدودية التربية المدنية التي تحث على السلام في إسرائيل وأن هناك عسكرة واسعة للنظام التعليمي. إضافة إلى إزالة معلومات هامة عن التاريخ الفلسطيني والتراث والعلم والمدن من الكتب المدرسية التي وزعت في عام 2011 لجميع المدارس الخاصة والحكومية في القدس الشرقية، (نقطة 65).
ويذكر التقرير أنه إضافة للممارسات التي تدلل على عدم تمتّع إسرائيل بالديمقراطية التي تدّعيها، أنها أيضاً متخلفة عن العديد من الدول، حتى غير الديمقراطية منها، من حيث عدم تصديقها على بعض الاتفاقيات الدولية الهامة كما أفادت اللجنة، وفي هذا المضمار أوصت اللجنة بأن تقوم إسرائيل ومن أجل مواصلة تعزيز إعمال حقوق الطفل، التصديق على جميع المعاهدات الأساسية لحقوق الإنسان والتي هي ليست طرفاً فيها بعد، وهي البروتوكول الثالث الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن إجراء الشكاوى الفردية، واتفاقية الاختفاء القسري، وكذلك البروتوكولين الاختياريين للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الخاص بالحقوق الاقتصادية، والحقوق الاجتماعية والثقافية، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، واتفاقية مناهضة التعذيب، واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ( نقطة 75).
وفي الختام أود التأكيد على أن أهمية ملاحظات اللجنة الدولية تحمل عدّة أوجه، فهي لا تكشف فقط التكتيكات الاستعمارية الإسرائيلية، وسياساتها العنصرية؛ وانتهاكاتها الخطيرة والعديدة لحقوق الإنسان وخاصة حقوق الأطفال، وضعف الشفافية، وتقييد الحريات المدنية، وعدم العدالة الاقتصادية والاجتماعية، لكنها تكشف أيضاً ادعاءات إسرائيل بأنها دولة ديمقراطية وتقدمية وبأنها تشكل وضعاً استثنائياً في هذه المنطقة من العالم. ولا بدّ من التأكيد على أنه أصبح من المعروف أن لجنة حقوق الطفل هي صوت جسور وقوي، وأن قوة ملاحظاتها تُظهِر أنه أصبح من غير المقبول تجاهل انتهاكات إسرائيل المتكررة، وأن الوقت قد حان لمحاسبتها.
بلاتر ..الأمير علي .. الرجوب .. شكرا
منتصر العناني/pnn
الحراك الرياضي الفلسطيني هام جدا في رفد الأهداف التي نرسمها على أرض الواقع في ظل تحدي ومواجهه صعبة من الطرف الآخر ونحن أحوج إلى هذا التحدي في معركة تختلق فيها إسرائيل الإعذار والحجج الواهية امام العالم لضرب رياضتتنا بكل الجبهات لكنها فشلت فشلاً ذريعاً وإجتماع كونجرس الفيفا لهو رد مزلزل لما تتذرع به إسرائيل على رياضيينا ورياضتتنا بشكل عام ومنشآتنا التي حاولت أن تدمرها مرات عديدة وأعدنا بناءها لمنع حق الممارسة كأي دولة في هذا العالم .
زيارة بلاتر كانت هي الرد الأقوى على ما تمارسه إسرائيل لتحكي قصة شعب يعشق الرياضة ومن حقه أن يمارسها كما يفعل العالم وهذا ما شاهده بلاتر والأمير علي عندما حضروا لفلسطين وأكدوا أن الرياضة هي الإنسانية وفلسطين قادرة على العطاء والمنافسه من خلال الخطوات السريعه في البناء والإنجاز وحب المشاركة مع المنظومة الرياضية العالمية التي إندمجوا فيها بدرجة عالية وهي تأكيد أن فلسطين ستُنهي هذا الإحتلال عاجلا أم آجلاً وتنكشف على هذا العالم ليكون لها كلمة في كافة المحافل دون إستثناء .
الضربة الثانية التي لطمت الإحتلال الإسرائيلي هو إعلان بلاتر بان إجتماع كونجرس الفيفا سيكون في دولة فلسطين في العام 2017 تأكدي على الدعم الدولي لفلسطين وكحق من حقوقها وهذا ما ازعج إسرائيل التي بدأت تختلق وتؤلف أمام بلاتر بأن الفلسطينيون يستغلون المنشآت الرياضية في صور المقاومة بصورة (كاذبة) لتشوه صور الفلسطينين مع أن هناك قناعه من المجتمع الدولي الرياضي بأن إسرائيل هي من تمارس إرهابها ضد لاعبينا وتدمر منشآتنا وهذا مسلسل بات مكشوفا من الكذب الإسرائيلي أمام العالم يعني بإختصار (مفضوحين ) ولا مجال للمراواغه !!!!!!!!
اللطمة الثالثة والتي قصمت َظهرْ البعير كما يٌقال عندنا بالفلسطيني هو إعلان بلاتر على أن محبوب العرب (الصاروخ ) محمد عساف سيغني في إفتتاح كأس العالم وهذه هي المرة الأولى التي يٌغني فيها فلسطيني وعربي في العالم بكأس العالم 2014 في البرازيل وهذا شرف حظيت به دولة فلسطين مما أربك إسرائيل بهذا الإعلان الهام من بلاتر .
اللطمة الرابعه على وجه الإحتلال هو إفتتاح وتدشين منشآت وملاعب رياضية وأكاديمية بلاتر ومقر إتحاد كرة القدم الفلسطيني وفضائية القدس الرياضية لمً له من تأثير قوي دولياً وتأكيد على أحقية الفلسطينين بممارسة الرياضة بصورة مفتوحه ودون إغلاق ومعوقات وهذا أعطى لفلسطين الزخم الكبير في عمل الكينونة الفلسطينية الرياضية ورسمها بأريحية وكذلك الإندماج المتواصل مع المنظومة الرياضية العالمية .
هنا هذا كله يمنحنا الحق أن نضرب مليون تحية لجوزيف بلاتر ضيف فلسطين العزيز رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم والأمير علي بن الحسين والوفد المرافق لهم واللواء جبريل الرجوب لم رسموه من بسمة على مُحيى الرياضة الفلسطينيىة ووجوه الرياضيين الفلسطينين الذين لن ينسوها كونها أعادت الحياة من جديد ودبت في العروق الدماء الرياضية نحو مستقبل منتعش لتكون فلسطين في واجهة العالم رغم ما تمارسه إسرائيل بحقنا لنقول إصرارنا أكبر مما يحاولون ونسجل مزيد من الإنتصارات في مقدمة لتحقيق الحُلم الأكبر الذي إقترب بإذنه تعالى .