اقلام واراء اسرائيلي 394
18/7/2013
في هــــــذا الملف
كيف يمكن للولايات المتحدة ان تخرج من الحرج الاستراتيجي في سورية
بقلم: أودي ديكل،عن نظرة عليا
ساعة الحقيقة تقترب
بقلم: أسرة التحرير،عن هارتس
هذا هو ثمن الحكم العسكري الاسرائيلي
بقلم: سريت ميخائيلي الناطقة بلسان منظمة بتسيلم ،عن معاريف
يجب الاتفاق على تحديد معنى للهوية اليهودية
بقلم: آفي شيلون،عن هآرتس
دولة اسرائيل لا تحمي جنودها
بقلم: يهودا بن مئير،عن هآرتس
على مصر التخلي عن الطريقة الرئاسية وتبني الطريقة البرلمانية
بقلم: يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم
كيف يمكن للولايات المتحدة ان تخرج من الحرج الاستراتيجي في سورية
بقلم: أودي ديكل،عن نظرة عليا
تقف الولايات المتحدة أمام حرج استراتيجي في مواجهة التحديات التي يمثلها استمرار الحرب في سورية التي بدأت كانتفاضة داخلية ضد نظام بشار الاسد، تحولت الى حرب أهلية طائفية وتطورت الى نزاع اقليمي بين السنة والشيعة. ويوصف الوضع في الولايات المتحدة ‘بلغة رقيقة’ كأزمة انسانية خطيرة للغاية، حيث قتل أكثر من مئة الف نسمة معظمهم مدنيون غير مشاركين، وتشرد اكثر من 2 مليون شخص واضطر نحو 2.5 مليون مواطن الى النزوح عن اماكن سكناهم.
للولايات المتحدة وشركائها في الغرب أدوات وروافع محدودة للتأثير على ما يجري في سورية، من دون استخدام القوة العسكرية، ولكن الولايات المتحدة واوروبا غير معنيتين بتدخل عسكري اضافي في المنطقة، بعد التجربة في العراق وفي افغانستان، اضافة الى ذلك فان الساحة الدولية مشلولة وغير قادرة على اتخاذ القرارات، بسبب الفيتو المتوقع من مجلس الامن من جانب روسيا والصين. ويعتقد تقويم الوضع الامريكي للتدخل العسكرية، المستند الى استخدام القوة الجوية فقط، باحتمالية عالية لفقدان السيطرة على الاحداث، والتدهور لدرجة ارسال قوات برية الى سورية، وهذا ما تخشاه واشنطن للغاية. ظاهرا، يمكن تأجيل القرار الصعب بالتدخل العسكري بناء على النهج القائل انه يوجد تآكل متبادل للعناصر المتطرفة التي تقاتل الواحدة الاخرى في سورية، ايران وحزب الله مقابل محافل الجهاد السني السلفي (مثل جبهة النصرة، فرع القاعدة)، من دون قدرة على الحسم بينهما. المشكلة التي يقف امامها الرئيس اوباما، الذي يحاول الابتعاد عن مشاكل الشرق الاوسط، أو في اقصى الاحوال ‘القيادة من الخلف’، هي انه لا يستطيع الوقوف جانبا أمام مقتل المدنيين، نشوء مواجهة شيعية ـ سنية اقليمية ووضع تتعزز فيه العناصر المتطرفة وتركب موجة شبه النصر. وكلما استمر القتال لا يلوح في الافق لاعب مسيطر وجدير (في نظر الولايات المتحدة) يقود الصراع ويحكم في سورية لاحقا ويحافظ على وحدتها واستقرارها. وبالتالي، فان السيناريو الاكثر معقولية هو الفوضى، تعزيز ميل التفكك الطائفي، مع صلات واثار سلبية على الدول المجاورة لسورية. وهذه تشكل عاملا آخر للحرج في واشنطن وفي العواصم الاوروبية وللقرار بالامتناع عن خطوات توجه اليها اصابع الاتهام والمسؤولية عن الفوضى ‘في اليوم التالي’.
لقد برز عجز الولايات المتحدة اساسا بعد ان اختار الرئيس اوباما الا يرد على تجاوز الخط الاحمر، الذي شكله استخدام حكم بشار الاسد للسلاح الكيميائي. كما أن القرار بتدريب وتسليح جماعات المعارضة السورية بصواريخ مضادة للدبابات وصواريخ كتف مضادة للطائرات، اتخذ بعد ترددات عديدة ولا يكفي لتغيير ميزان القوى داخل سورية. ولتدفق السلاح بالذات آثار سلبية من حيث اطالة الصراع، تصعيده وتشديده، تعزيز ميول الانقسام بين قوى المعارضة، وانتقال السلاح المتطور الى الجهاديين المتطرفين. كل هذا سيؤدي الى الفوضى وانعدام الاستقرار، حتى لو سقط نظام الاسد. في ضوء كل هذا، يبدو أنه لا توجد استراتيجية امريكية مبلورة لاحلال تغيير في سياق الحرب، ولم تستوعب الاثار السلبية لانتصار المعسكر المتطرف او لترسخ عناصر الجهاد المتطرفة في سورية. كما أن قرار الولايات المتحدة التوجه الى مؤتمر جنيف 2 في روسيا، من دون مشاورات جدية مع حلفائها الاوروبيين، هو مؤشر آخر على ادارة الازمة انطلاقا من موقف ضعف ومن دون بدائل حقيقية للعمل.
المعاني الاستراتيجية لامتناع الولايات المتحدة عن التدخل العسكري في سورية: ان الكشف عن الجدال الداخلي في المؤسسة الامريكية الرسمية، بين وزير الخارجية كيري، الذي أيد عملية جوية في سورية ورئيس الاركان دمباسي الذي يخشى من آثار العملية العسكرية، ولا سيما التدهور الى تدخل عسكري أعمق مع الخسائر الكبيرة وتآكل القوات، يضيف الى الضرر اللاحق بصورة الولايات المتحدة كقوة عظمى. في ضوء فهم المعسكر الراديكالي بان الخيار العسكري الامريكي ليس على الطاولة ترتفع دافعيته لمواصلة المواجهة وابداء التصميم في ميدان المعركة في سورية. والى جانب ذلك، يتعزز الموقف الروسي الذي يطرح شروطا ابتدائية صعبة للخطوة السياسية المتمثلة في مؤتمر جنيف 2 لوقف الحرب في سورية.
اذا فحصنا الازمة في السياق الايراني الواسع، فان المعارضين للهجوم في سورية يعتقدون بانه من الافضل أن تعد الولايات المتحدة وتحتفظ بالخيار العسكري لعملية في ايران، اذا ما فشلت المحادثات في موضوع النووي واخترقت ايران السبيل لتحقيق قدرة نووية عسكرية. بالمقابل، فان اولئك المؤيدين لهجوم امريكي في سورية يقدرون بان عدم اظهار تصميم امريكي في سورية، مقابل التصميم الذي تبديه ايران وحزب الله، معناه تعزيز التقدير الايراني بالاحتمالية المتدنية للخيار العسكري الامريكي بالهجوم على البنية التحتية النووية فيها، الامر الذي يجعل الولايات المتحدة تفقد رافعة ضغط مهمة لاقناع ايران.
اما المعارضون للهجوم في سورية فيطرحون ايضا موضوع الشرعية الدولية. فحتى لو كان مجلس الامن مشلولا بسبب الخوف من الفيتو الروسي والصيني، فان الولايات المتحدة يمكنها أن تعمل على اساس قانوني، بناء على طلب المساعدة من جانب المعارضة، التي تسيطر على اكثر من نصف الاراضي في سورية. امكانية اخرى هي الاستناد الى عقيدة التدخل بفعل المسؤولية عن الحماية للسكان غير المشتركين، الذين يعانون من اضرار جسيمة. عملية في اطار ائتلاف يعزز مفعول عقيدة المسؤول عن الحماية مقارنة بخطوة امريكية احادية الجانب.
ما هو الخيار العسكري المعقول؟ عملية عسكرية، مع احتمال باسناد دولي واقليمي واسع، يفترض أن تخلق منطقة حظر طيران في سماء سورية، لمنع استخدام قوات بشار الاسد للطائرات والمروحيات القتالية ضد قوات المعارضة والمواطنين، وتقليص قدرات نثر مواد القتال الكيميائي. ولغرض تحقيق غاية منطقة الحظر الجوي، يوجد تحت تصرف الولايات المتحدة نهجان عمليان. الاول يقوم على اساس فكرة تحقيق تفوق جوي فوق سماء سورية، حسب فكرة رئيس الاركان الجنرال دمبسي. ولهذا الغرض، مطلوب مئات الطلعات لهجمات مسبقة على بطاريات أرض جو ورادارات الكشف. ويسمح التفوق الجوي للولايات المتحدة بشل فعالية المطارات في سورية واجراء دوريات جوية فوق سمائها، اعتراض كل طائرة ومروحية من قوات الاسد بل ومنع المساعدة من الخارج لقوات الاسد (ولا سيما من ايران). النهج الثاني يقوم على أساس هجوم مضاد لشل المطارات، التي تعمل منها الطائرات والمروحيات السورية، من دون الدخول الى سماء سورية، بل بواسطة السلاح الموجه الدقيق، المطلق من مسافة بعيدة. بالتوازي، يمكن تنفيذ دوريات جوية فوق البحر المتوسط مع صواريخ جو جو بعيدة المدى لاعتراض طائرات تدخل مناطق الحظر الجوي.
وفي النهجين ليست الولايات المتحدة ملزمة بالعمل من الدول المجاورة، بل من البحر المتوسط، من حاملة الطائرات بل وبالطيران المباشر مع تزويد بالوقود جوي، من قواعد امريكية في اوروبا. ويمكن للعملية الجوية أن تتم في ظل تقليص المخاطر والتهديد على الطائرات الامريكية.
التوصية لبلورة ائتلاف منطقة حظر جوي من الدول المجاورة لسورية بقيادة الولايات المتحدة: فكرة منطقة الحظر الجوي يمكن للولايات المتحدة أن تطورها الى مفهوم استراتيجي لتحالف اقليمي مقابل المعسكر الراديكالي وفي سياق فوري لما يجري في سورية. اساس المفهوم هو بلورة ائتلاف (من غير الملزم أن يكون رسميا) للولايات المتحدة الى جانب الدول المجاورة لسورية، تلك التي تخاف من الصلات السلبية للاحداث في سورية الى اراضيها وتتوقع عملية امريكية ناجعة وبالقوة ضد قوات الاسد المؤيدة له. الفكرة هي أن تقود الولايات المتحدة مجموعة دول الاردن، تركيا واسرائيل (مع البقاء في الظل وبدون اعلان)، تشارك الى جانبها في اقامة منطقة حظر الطيران، كل واحدة بجوار حدودها مع سورية، ان لم يكن عمليا فعلى الاقل بدعم سياسي وعملياتي، وكذا في انتشار بطاريات باتريوت في نطاقها (الامر الذي تم فعلا). ويذكر أنه كانت دلائل على تنسيق بين الدول الاربع في بلورة الرد على سيناريو التدهور في استخدام السلاح الكيميائي في سورية. وبدرجة اخرى، يمكن توسيع الجهد الانساني والتعاون في حماية السكان المدنيين في سورية، من خلال خلق حزام اقليمي فاصل على طول الحدود السورية مع الاردن، اسرائيل، تركيا بل ولبنان. ويمكن أن يفر لهذه المناطق مواطنون سوريون ويكون ممكنا اقامة بنية تحتية للمساعدة الانسانية. الحزام الفاصل يستخدم ايضا لمنع انتقال عناصر متطرفة من المعسكرين الى الدول المجاورة، ولا سيما الى اراضي الاردن.
وبالتالي ستنشأ العلاقة المشتركة بين الدول المشاركة في منع انتقال الاحداث الى اراضيها وبين المسؤولية لحماية المدنيين السوريين. معقول الافتراض بان هذا الائتلاف سيحظى بدعم السعودية والامارات السنية، وبهذه الطريقة يتكون ائتلاف من الولايات المتحدة والمعسكر السني ‘المعتدل’ ضد المعسكر الراديكالي الشيعي. ويسمح هذا الائتلاف ايضا بالمشاركة في مبادرات سياسية، ويبني امكانية كامنة ليس فقط لتغيير ميزان القوى القتالي داخل سورية، بل وتغيير اوسع اساسه عزل ايران وحزب الله لدرجة ردع ايران من خلال بلورة ائتلاف مشابه في الموضوع النووي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ساعة الحقيقة تقترب
بقلم: أسرة التحرير،عن هارتس
نشر الاتحاد الاوروبي مؤخرا تعليمات بموجبها لا تنطبق الاتفاقات مع اسرائيل على المناطق المحتلة. وحسب النبأ الذي نشره أمس باراك رابيد في ‘هآرتس′، فقد بعث الاتحاد بتعليمات ملزمة لكل الدول الـ28 الاعضاء فيه، تحظر كل تمويل او تعاون مع جهات اسرائيلية في الضفة الغربية وفي شرق القدس، واضافة الى ذلك، تقضي التعليمات بان كل اتفاق يوقع من الان فصاعدا مع اسرائيل يجب أن يتضمن بندا يقضي بان المستوطنات ليست جزءاً من دولة اسرائيل، وبالتالي فانها ليست جزءاً من الاتفاق.
العقوبات ضد المستوطنات (بشكل مباشر) وضد دولة اسرائيل (بشكل غير مباشر) تصعد درجة اخرى. موظف كبير في القدس وصف التعليمات الجديدة بانها ‘هزة أرضية’. وفي مكتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية، كما قيل، تسود أجواء توتر وقلق عقب التعليمات الجديدة. وقد نشرت هذه بعد بضعة ايام فقط من نشر يوسي فيرتر تقريرا في ‘هآرتس′ جاء فيه ان بنودا مهمة في اوروبا فحصت مؤخرا توصية بالكف عن منح قروض لكل جهة دولية في اسرائيل ترتبط بشكل مباشر او غير مباشر بالمستوطنات. وقد جمدت التوصية حاليا، ولكن هي ايضا اثارت القلق. وكانت وزيرة العدل تسيبي ليفني حذرت منذ زمن غير بعيد من أن اوروبا لن تكتفي بالمقاطعة على المستوطنات، وقد تنتشر هذه لتشمل اسرائيل بأسرها.
تعكس هذه التطورات واقعا دوليا جديدا آخذ بالتبلور بسرعة. فالحديث يدور حاليا بالاساس عن اشارات تحذير، ولكن اسرائيل لا يمكنها أن تتجاهلها.
حرصت الحكومات الاوروبية حتى الان على علاقات ممتازة مع اسرائيل رغم الجمود السياسي والبناء في المستوطنات واحيانا رغم استياء محافل آخذة بالاتساع في الرأي العام لديها. ومنع موقف الولايات المتحدة وتراث الماضي الاوروبي تشديدا للخطوات. أما الان فيبدو أن صبر الحكومات في اوروبا يوشك على النفاد. وفي المستقبل الفوري سيتعين على اسرائيل أن تقرر اذا كانت مستعدة لان توقع على البند الاقليمي الجديد الذي سيتم ادخاله في كل اتفاق لها مع القارة؛ والا فمن شأن الاتحاد الاوروبي أن يوقف التعاون معها، ويدور الحديث عن سوق التصدير الاكبر لاسرائيل.
يمكن لاسرائيل أن تواظب على رفضها. ويمكن للحكومة أن تواصل وضع المزيد فالمزيد من الشروط للاتفاق مع الفلسطينيين. ولكن ساعة الحقيقة آخذة في الاقتراب بسرعة. وسيتعين على حكومة اسرائيل أن تقرر اذا كانت مستعدة لان تواصل تعريض مستقبل الدولة للخطر من أجل استمرار الاحتلال.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
هذا هو ثمن الحكم العسكري الاسرائيلي
بقلم: سريت ميخائيلي الناطقة بلسان منظمة بتسيلم ،عن معاريف
‘لو كانت بتسيلم نزيهة لكان يتعين عليها أن تنشر الشريط مع الاقوال الخلفية … الطفل الموقوف هو حالة شاذة’ (بن درور يميني، ‘معاريف’، 12/7/2013). يميني محق بالتأكيد، طفل ابن خمس سنوات، يصرخ بهستيريا، يوقفه جنود مسلحون، بعد أن رشق حجرا. ويسير به الجنود هو وأبوه، مكبلا معصوب العينين، في شوارع مركز الخليل، وينقلونهما الى الشرطة الفلسطينية، أغلب الظن في اطار اجراء معالجة القاصرين الذين يرشقون الحجارة، ولكنهم غير قابلين للعقاب بسبب عمرهم الصغير.
صحيح، كهذا لم يحث عندنا حتى الان، ولكن هاكم ما حدث حقا ووثق بالفيديو في السنة الاخيرة. كل الاحداث وقعت وسط الخليل، معظمها في ذات المكان او على مسافة دقائق سير قليلة من المناطق التي اوقف فيها وديع مسودة، ابن الخامسة وتسعة اشهر، وأبوه كرم.
في اذار/مارس اعتقل جنود مجموعة من 27 طفلا بجوار التفافة 160 في وسط الخليل، على مسافة نحو دقيقتي سير عن المكان الذي اوقف فيه وديع. هم ايضا كانوا مشبوهين برشق الحجارة. وقد وثق هذا الاعتقال بالفيديو. صحيح أنه لم يكن هناك ابناء خمس سنوات، ولكن الناطق بلسان فرقة المناطق أكد بان 14 منهم على الاقل كانوا تحت سن المسؤولية الجنائية، أصغرهم ابن ثمانية. عشرون من الاطفال نقلوا الى السلطة الفلسطينية والسبعة المتبقون حقق معهم في شرطة الخليل.
قوات الامن أقامت جدارا قسم شارعا يمر في حي السلايمة ويؤدي الى الحرم الابراهيمي (نحو نصف دقيقة سير من مكان ايقاف الطفل في البداية): جانب لليهود وجانب للعرب. ومنذ نشر توثيق الفيديو يسمح شرطة حرس الحدود المرابطين في الحاجز للمشاة الفلسطينيين بالعبور على جانبي الطريق.
جنود اعتقلوا شابا فلسطينيا بدعوى انه تواقح مع احدهم. واحتجز الشاب في المعتقل على مدى شهر تقريبا، ولم يفرج عنه الا قاض عسكري شاهد فيلمي فيديو يثبتان بانه لم يكن اي سبب لاعتقاله. قبل بضعة اشهر قيل لنا من دائرة التحقيقات في الشرطة بانه سيقدم الى المحاكمة الانضباطية شرطي من حرس الحدود وثق وهو يركل طفلا من سكان تلك المنطقة قليلة العدد في الخليل حول الحرم الابراهيمي بعد أن شتمه الاولاد من الحي واستفزوه . شرطي آخر من حرس الحدود ادين بالاعتداء على طفل ابن 13 في الخليل، حكم لـ75 يوم حبس يقضيها في اعمال الخدمة.
في كانون الاول/ديسمبر اعتدى جنود على مصورين من وكالة ‘رويترز′ في الخليل، جردوهم من ملابسهم والقوا نحوهم قنابل غاز. ويتبين من المنشورات ان الجنود ‘اتهموا’ المصورين بالانتماء الى منظمة ‘بتسيلم’. وفي ذات المساء ضرب جنود مصورا من ‘بتسيلم’. كل هذا حصل بعد أن اطلقت شرطية من حرس الحدود النار فقتلت شابا فلسطينيا اصطدم معها وفي يده قداحة في شكل مسدس.
إذن صحيح، كهذا بالضبط حقا لم يحدث عندنا من قبل، ولكن كان عندنا عدد لا يحصى من الحالات الاخرى من العنف، التوقيفات والاعتقالات، عدم فرض القانون على المستوطنين العنيفين وابعاد بقوة اوامر عسكرة التجار من محلاتهم القريبة من النقاط الاستيطانية في الخليل. هذا هو واقع الحياة في وسط الخليل، تبعا لسياسة الحكومة التي تطبقها قوات الامن. هدفها تخليد وجود المستوطنة اليهودية في المدينة. هذه هي الاقوال الخلفية. هذا هو ثمن الحكم العسكري ابن 46 سنة. هذا الثمن ندفعه جميعنا. وينبغي ايضا ان نعترف بالثمن الحقيقي الذي تجبيه هذه السياسة من الفلسطينيين. وبينهم وديع ابن الخامسة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
يجب الاتفاق على تحديد معنى للهوية اليهودية
بقلم: آفي شيلون،عن هآرتس
إن أهم مسألة من بين جميع المسائل الساخنة الموجودة في جدول الاعمال تتعلق بهوية الدولة اليهودية، لأنها في حقيقة الامر القضية الموجودة في أساس أكثر الجدالات المحددة التي تشغلنا، كالنظرة للحريديين والعرب والمناطق واللاجئين، بل للطريقة الاقتصادية. ومع كل ذلك فانه حينما تُثار مسألة العلاقة بين ‘اليهودية’ و’الديمقراطية’ للنقاش من آن لآخر، تُنحى الحاجة الى تفسير معنى التعريف ‘يهودية’ خاصة.
إن الجدل في المناطق في جوهره ايضا يدور حول هويتنا. إن قليلين فقط يُسوغون اليوم المستوطنات بالحاجة الامنية الوجودية. ويواجه اولئك الذين يصرون على البقاء في المناطق واولئك الذين يريدون التخلي عنها، سؤال هل تحقيق اليهودية في العصر الحديث يقتضي التمسك بأرض اسرائيل الكاملة أو دولة ذات أكثرية يهودية. إن الهوية اليهودية هي مسألة المسائل، ولو تخيلنا ان السلام المأمول أُحرز وتلاشى رباط التهديد الامني الذي يحفظ الوحدة الاجتماعية في اسرائيل، فما الذي سيظل يربطنا باعتبارنا جمهورا ذا خصائص مشتركة، بهذا المكان الصعب؟
آنذاك ستتجلى بكامل قوتها مسألة الهوية اليهودية. وليس لليهودية بخلاف زعم شلومو زند خصائص دينية فقط. منذ القرن التاسع عشر تجادل مفكرو الصهيونية في سؤال ما هو معنى الوجود اليهودي مفصولا عن الدين. كان إحاد هعام يسعى الى انشاء مركز روحي ثقافي. وطمح بيالك الى علمانية مقرونة بتفسير جديد للثقافة التراثية. واقترح أ.د غوردون دين العمل. وتحدث بروخوف عن يهودية اشتراكية. وإن حقيقة أنه لم تُحسم المسألة لا تعني أنه لا توجد هوية يهودية ليست ارثوذوكسية بل بالعكس.
حتى لو تمسكنا بالرباط التقليدي بين الدين والشعب فاننا نستطيع ان نجد امكانات كثيرة لهوية يهودية. يمكن في الحقيقة أن نعتمد على المصادر كي ننشئ دولة ظلامية، لكننا نستطيع ان ننشئ ايضا دولة متفوقة في الليبرالية. فهناك يهودية ليفوفيتش الشرعية، ومسيحانية الحاخام كوك الاصلاحية والتراثية والمختصرة.
في سنة 1958 توجه بن غوريون الى من سماهم ‘حكماء اسرائيل’ وطلب جوابا عن قضية من هو اليهودي. وكانت المقترحات آسرة وشهدت على تصورات مختلفة لليهودية. ويمكن ان نقرأها مرة بعد اخرى لكن قليلين منا يهتمون بها اليوم. والسبب الرئيس لذلك هو ان الاشتغال باليهودية يُرى في ايامنا منسوبا الى متدينين من نوع ما، ويرفضه أكثر العلمانيين على أنه غير ذي موضوع. وهذا خطأ شديد. حينما نُعرف هوية يهودية للدولة ومن المؤكد ان الهوية اليهودية بعمومها ستبقى مختلفا فيها نستطيع ان نفصل بسهولة أكبر في المشكلات الواقعية: لأنه اذا التزمت الدولة بهوية يهودية محددة فلن يكون فصلها عن يهودا والسامرة فصلا فظيعا. واذا كانت الهوية اليهودية تقوم في مركز وجودنا فسيكون أسهل على المواطنين العرب ايضا ان يُعرفوا أنفسهم بازائها.
ولهذا فان النضال المتعلق بمديرية للهوية اليهودية يجب الا يعترض على انشائها، كما زُعم في مقالة أسرة تحرير صحيفة ‘هآرتس′، ‘وسواس الهوية اليهودية’ 10/7، بل العكس: من اجل توسيعها. يجب أن تُصادر المديرية من وزارة الاديان ومن الحاخام افيحاي رونتسكي الذي لا يمثل سوى تيار واحد في الهوية اليهودية وأن تصبح مشروعا وطنيا مُتفقا عليه، فكريا ومحددا على السواء، يثير نقاشا عميقا في معنى هويتنا. إن تعريف الهوية لا يُفترض ان يُجبر أحدا على العيش بحسبها، لكن كما وضع الآباء المؤسسون في الولايات المتحدة قاعدة قيم ملزمة، يجب ان تكون أسس الهوية اليهودية كما نحددها قاعدة لدستور يُعلل ويُقر معنى وجودنا ونهج حياتنا هنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
دولة اسرائيل لا تحمي جنودها
بقلم: يهودا بن مئير،عن هآرتس
قال بعض الحكماء في الماضي إن ‘الملك الذي يسامح في كرامته تسقط كرامته’. وينطبق هذا المبدأ الأساسي ايضا على الدولة الحديثة. فالدولة التي تسامح في كرامتها وتتخلى عن احترام قوانينها وفرض طاعة القانون على فئات السكان جميعا لا كرامة لها وتُعرض هذه الدولة نفسها لخطر التحطم وتضعضع الوحدة الاجتماعية والطاعة الوطنية. وينطبق هذا على كل دولة ـ وحسبُنا ان ننظر حولنا ـ لكنه ينطبق أكثر على دولة اسرائيل.
إن الظاهرة المتكررة وهي الهجوم على جنود حريديين يلبسون بزة الجيش الاسرائيلي على أيدي مجموعات حريدية في قلب القدس ليست قبيحة ومثيرة للغضب فقط، بل لا يجوز الانتقال عنها البتة الى الحياة العادية. وكذلك ايضا ظاهرة ‘شارة الثمن’. فهذه الظواهر أكثر من اعمال زعرنة وسلوك جنائي مجرد، بل هي تعبر عن استخفاف واحتقار عميق للدولة ومؤسساتها وقوانينها. وهي تعبر عن جو تشارك فيه دوائر أوسع كثيرا من المنفذين أنفسهم وترى انه يجوز وأنه من المرغوب فيه استعمال العنف لاحراز غايات ايديولوجية، وعن شعور بأنه يوجد من هم فوق القانون.
يوجد الكثير من التنديد بعضه من خارج الحنجرة وبعضه مصاب بقدر كبير من النفاق، لكن يوجد تنديد صادق ليس وراءه فعل. فالدولة لا تعامل هذه الظواهر بالجدية المناسبة وبذلك تُضعف دعائم وجودها.
يجب أن يوجه الطلب الاول الى تلك الجماهير التي يخرج مخالفو القانون منها. ولا يجوز التعميم وإن الأكثرية الغالبة في الحقيقة من الحريديين ومن المستوطنين لا يشاركون في هذه الجرائم. لكن قادة هذين الوسطين لا يستطيعون تبرئة أنفسهم. فالكثرة الغالبة من قادة الجمهور الحريدي يملأون أفواههم بالماء، وبدل ان يواجهوا الظاهرة يشغلون أنفسهم بتوجيه الاهانات الى كل من يتفق معهم على نهجهم ـ من رئيس الوزراء الى كل معتمر قبعة منسوجة. ولو أراد قادة الجمهور الحريدي وحاخاموه لاستطاعوا بسهولة وقف الشغب والتحريض، لكنهم بدل ذلك يؤججون النار، فيجب على الدولة ان تحاسبهم. ويعلم رؤساء المستوطنين جيدا أين توجد مراكز شباب التلال وأناس ‘شارة الثمن’، ولو كانوا مصممين حقا على نضالهم كما يعرفون النضال من اجل اشياء اخرى، لاستطاعوا ان يسهموا كثيرا في اقتلاع هذه الظاهرة الآثمة من جذورها.
لكن معظم الطلب والصراخ يجب ان يُوجه الى سلطات الدولة، فالدولة التي لا تعرف كيف تحمي جنودها في قلب عاصمتها ومواطنين آمنين مخلصين في أبو غوش، هي دولة بلغت الإفلاس الاخلاقي والسلطوي. ولا يريد ‘الشاباك’ ان يشغل نفسه بجدية بمجرمي ‘شارة الثمن’ زاعماً أن هذا شأن الشرطة، وبهذا يخون عمله. وشرطة القدس مستمرة في سياسة الاستكانة والعفو عن الحريديين وهي غير مستعدة لبذل وسائل تستطيع ان تواجه شغب جمهور حريدي عريض على الجيش الاسرائيلي وجنوده. وفوق كل ذلك يوجد قاضي صلح في القدس يُفرج عن أزعرين لحجز منزل وكانا ضربا بقسوة جنديا في الجيش الاسرائيلي وقاوما الاعتقال وهاجما رجال شرطة بعنف. فلو أنهم أرسلوا هذين الأزعرين ليُسجنا ثلاث سنوات لانقطعت هذه الظاهرة فورا.
حان الوقت لأن تنعش الدولة نفسها وتستعمل سلطتها وصلاحيتها وثقل ذراعها المسوغ لمواجهة مراكز العنف الفئوي، سواء كانوا بدوا في الجنوب أو حريديين في القدس أو شباب التلال في السامرة وكلما كان ذلك أبكر كان أفضل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
على مصر التخلي عن الطريقة الرئاسية وتبني الطريقة البرلمانية
بقلم: يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم
إن ازمة الحكم في مصر عميقة جدا، فهي تُبرز فوق السطح انقسامات كُشف عنها بعد سنين كثيرة لنظام تسلطي نجح في انشاء وحدة في ظاهر الامر، بالتهديد باستعمال القوة أو بتحقيق التهديد. وهكذا انتقضت عُرى يوغسلافيا بعد تيتو، وانتقضت عُرى الاتحاد السوفييتي بعد الحكم الشيوعي. وتجد جارتنا العربية الكبرى نفسها ممزقة بين الحركات الاسلامية والمجموعات العلمانية، ويوجد في كل معسكر انقسامات لا يمكن رأبها في ظاهر الامر. وتأييد الحركة السلفية لعزل مرسي هو تعبير مفاجئ عن ذلك.
كان في الاستيطان اليهودي الذي سبق انشاء الدولة والذي تشكلت مؤسساته مع بدء الانتداب البريطاني، كثير من الحركات السياسية مثلت تصورات عامة متباعدة، فكان هناك رافضو انشاء دولة يهودية (الحريديون وجهات يسارية في أقصى الخريطة السياسية)، وحركات العمل، وحركات اليمين التي رفضت التكافل الطبقي وجعلت للقومية التفضيل الأول، واحزاب اخرى اعترضت على غيرها بصورة جوهرية أو بصورة أقل جوهرية، لكن مع روح عامة وعداوة لا يُخزيان أعداءً لدودين. وفي مجتمع لم يكن من الممكن فيه استعمال العقوبات، كانت أحكم الطرق هي تمكين كل واحدة من هذه المجموعات من التمثيل والتعبير عن الحركات الصغيرة ايضا والافضاء بالمنتخبين الى انشاء ائتلاف يحظى بالأكثرية من اعضاء الجسم الناخب (‘مؤتمر المنتخبين’ الذي انتُخب اول مرة في 1920 وسار على آثار المؤتمر الصهيوني الذي تميز هو ايضا بالطريقة النسبية).
وُجدت دعاوى كثيرة على الطريقة النسبية وعلى أن التمثيل الدقيق في الأساس يأتي على حساب القدرة على الحكم، وبعد عدة محاولات لتغييرها عُدنا في نهاية الامر الى الطريقة التي تؤكد التمثيل وتمنح السلطة المنتخبة بذلك شرعية واسعة.
في مقالة نُشرت في صحيفة ‘نيويورك تايمز′ يدعو بروس إكرمان مصر الى تبني الطريقة البرلمانية والتخلص من الطريقة الرئاسية. وأقترح عليهم ان يدرسوا الطريقة الاسرائيلية التي توجد فيها نقائص غير قليلة، لكنها برهنت على استقرارها وهي تلائم بصورة خاصة مجتمعات توجد فيها اختلافات عميقة. إن انتخاب رئيس ذي سلطات واسعة حتى حينما يحظى بتفوق صغير جدا على منافسه يعني ‘كل شيء أو لا شيء’ مدة اربع سنوات أو خمس. وقد استوعبت الولايات المتحدة جيدا قوانين هذه اللعبة، وهي تستطيع ان تحيا مع هذه الطريقة. وسيصعب على مصر جدا أن تُسلم بها، وعزل مرسي برهان آخر على ذلك.
إن طريقة يؤدي فيها الرئيس دورا رمزيا، ويكون فيها رئيس الحكومة قويا، ويجلس في الحكومة ممثلو احزاب متنافسة ويؤلفون ائتلافا، وتحصل المعارضة في البرلمان ايضا على تعبير مهم عنها، هي الطريقة الوحيدة كي لا يُبعد عن اللعبة السياسية المصرية الحركات العلمانية أو الحركات الاسلامية. وبغير تغيير الطريقة قد يتحول عزل مرسي الى سابقة لن تحظى معها أية سلطة منتخبة بالشرعية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
