-
1 مرفق
اقلام واراء عربي 464
اقلام واراء عربي 464
31/7/2013
في هذا الملــــف:
التسوية الفلسطينية: نكهة إسرائيلية وسرية أميركية
حلمي موسى عن السفير اللبنانية
بديل المفاوضات العبثيّة
هاني المصري عن السفير اللبنانية
الـرهـــان الخاســر ..!!
رشيد حسن عن الدستور الأردنية
الاتحاد الأوروبي يذهب بعيداً
بشارة مرهج عن السفير اللبنانية
القدس محط رعاية الهاشميين
رأي الدستور
سـرّ الاحتضان الغربي للإخوان
عريب الرنتاوي عن الدستور الأردنية
التاريخ إذ يخفق في هذه المنطقة
علي السنيد عن الدستور الأردنية
الإخوان المسلمون فصيل سياسي
حمادة فراعنة عن الدستور الاردنية
لا خيار لهم إلاّ المفاوضات!
رشاد أبو شاور عن القدس العربي
لماذا التخابر مع "حماس"؟
احمد جميل عزم الغد الاردنية
التسوية الفلسطينية: نكهة إسرائيلية وسرية أميركية
حلمي موسى عن السفير اللبنانية
استؤنفت المفاوضات رسمياً بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في مقر وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن تحت إدارة المبعوث الأميركي الخاص لشؤون العملية السلمية مارتين إينديك في تمام الساعة الثالثة بعد ظهر أمس بتوقيت بيروت. وبعد ساعة ونصف الساعة من المحادثات، توجّهت الطواقم الثلاثة إلى البيت الأبيض للاجتماع إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، في أول إشارة إلى ضلوعه في العملية التي قادها وزير خارجيته جون كيري. وعقد مؤتمر صحافي مشترك عرضت فيه مواقف الأطراف ورؤيتها لاستمرار المفاوضات، التي وصفها كيري بـ«البناءة».
واختتم كيري الجولة الأولى من المفاوضات بإعلان تفاؤل الطرفين إزاء استمرار المحادثات والتزام الجميع بإنجاحها. وجاء ذلك في مؤتمر صحافي عقد في أعقاب لقاء رئيسي الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي صائب عريقات وتسيبي ليفني بالرئيس الأميركي باراك أوباما. وصرّح كيري أن أوباما كان قد تحدّث في الربيع الماضي بشدة عن القدرة على تحقيق السلام، وقد قال ذلك «ليس فقط للزعماء وإنما أيضاً للشعبين». وأضاف كيري إن «الرئيس يدعم مساعينا، وأنا ممتنٌّ له على ذلك».
وأشار كيري إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) «أبديا شجاعة كبيرة كي نصل إلى هنا. وأنا شاكر لهما تغلّبهما على اعتباراتهما الداخلية. وأعلم أن الأمر كان صعباً. ولكني مقتنع أنه بجهودهما يمكننا بلوغ الهدف. فللشعبين زعيمان يريدان تغيير التاريخ، وللمفاوضات فرصة أن تنجح. لقد قبل الطرفان مواصلة المفاوضات وسيلتقيان في الأسابيع القريبة، داخل إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية لتطوير الاتصالات بينهما».
وشدد كيري على أن كل المواضيع موضوعة على الطاولة، وأن المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين سيتناولون كل القضايا موضع الخلاف، وقد وافقوا على إدارة المفاوضات بسرية. وأضاف «أنا الوحيد المخول بالحديث عن الطرفين».
ومن جهته، أكد عريقات أن الوقت حان لحل النزاع بعدما عانى الفلسطينيون بما فيه الكفاية. أما تسيبي ليفني فاعتبرت أن الفشل ليس خياراً، وشكرت أوباما وكيري على جهودهما.
وأثار استقبال أوباما للطاقمين الإسرائيلي والفلسطيني اهتمام مراقبين سادت بينهم قناعة بأن الرئيس الأميركي غير واثق من احتمال نجاح مساعي وزير خارجيته، فآثر البقاء بعيداً عنها. إذ كانت هذه هي المرة الأولى منذ أربعة أشهر يمارس فيها أوباما أي دور مباشر على صعيد العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين. وكانت قد راجت أنباء تفيد بيأسه من جدوى أي جهود تبذل لتحقيق اختراق على هذا الصعيد لدرجة لم يظهر منه خلالها أي تشجيع لكيري. وقد دعا أوباما الطرفين إلى إبداء نيات طيبة وإبداء العزم والتركيز أثناء المفاوضات. وقال إن استئناف المفاوضات «خطوة تضمن التقدم برغم أن العمل الشاق والقرارات الصعبة قد بدأت فقط».
واستبق أوباما لقاءه الطاقمين الفلسطيني والإسرائيلي بالقول «تولد انطباع لدي عن توق الفلسطينيين والإسرائيليين العميق للسلام أثناء زيارتي إلى المنطقة في آذار الماضي. وأنا أعلم أن المفاوضات ستكون عسيرة، لكن إذا لم نحاول فإن النتائج ستكون أعسر».
وكتبت مراسلة «يديعوت» في واشنطن أورلي أزولاي أن يأس أوباما بلغ حداً أدار فيه ظهره لنتنياهو وعباس إلى أن جاء كيري. وشدّدت على المشكلة التي تواجهها المفاوضات هي أنه «إذا بقي أوباما في وضع الحاضر الغائب، فإن فرص نجاح كيري ضعيفة. الشرق الأوسط يحب الأحداث المثيرة ويفهم جيداً لغة القوة والجبروت، ولذلك ينبغي أن يشعر الجانبان أن جناحي الرئيس تحيط بهما. وإلا فإنهما سيعودان بسرعة فائقة لفعل ما فعلاه على مر السنين: المماطلة». وأوضحت أن السلام لن يتحقق من دون أن يقفز أوباما بنفسه إلى البركة، لأن كيري، برغم نياته الطيبة، يعجز عن فعل ذلك.
وتزامناً مع لقاءات واشنطن، تحدث عباس عن رؤيته للوضع النهائي للعلاقات الإسرائيلية – الفلسطينية. وقال في لقاء صحافي في القاهرة إن الفلسطينيين لا يريدون في أي حل نهائي رؤية أي إسرائيلي على أراضيهم سواء كان مدنياً أو عسكرياً، مضيفاً إن الجانب الفلسطيني يوافق على وجود دولي أو متعدد الجنسيات مثلما هو الحال في سيناء ولبنان وسوريا.
واعتبر عباس أن الجانب الفلسطيني قدّم بالفعل كل التنازلات الضرورية، مؤكداً أن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين وإنه اذا كان من اللازم مبادلة مساحات صغيرة من الأرض فلا بد أن تكون مساوية في الحجم والقيمة.
ومن جهتها، دعت اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) الاسرائيليين والفلسطينيين الى عدم افشال المحادثات و«القيام بكل ما في وسعهما لدفع الظروف التي يمكن أن تؤدي الى نجاح العملية».
وكان وزير الخارجية الأميركية قد استبق تدشين المفاوضات الرسمية بإقامة وليمة إفطار رمضاني للوفد الفلسطيني بحضور الوفد الإسرائيلي لضمان تهيئة أجواء شخصية أفضل لبدء المفاوضات. واجتمع كيري قبل ذلك على انفراد مع كل من ليفني وعريقات في محاولة لتشجيع الجانبين على إبداء أكبر قدر من حسن النيات. وشارك في المساعي الأولية وحفل الإفطار الطاقم الأميركي الذي سيقود المفاوضات، ويضم إضافة إلى إينديك، كلاً من مساعد كيري فرانك ليفنشتاين ومستشار أوباما لشؤون الشرق الأوسط بيل غوردون.
وجرت في مأدبة الإفطار أول نقاشات جوهرية غير رسمية بين إسرائيل والفلسطينيين للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات. وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية أن «المحادثات كانت جيدة ومفيدة». أما ليفني فقالت إن «الأجواء كانت إيجابية وإن كل المواضيع على الطاولة، لكننا اتفقنا على أن ما يقال في الغرفة يبقى فيها».
وأشارت صحيفة «معاريف» إلى أن مباحثات واشنطن حاولت أساساً التوصل إلى اتفاق حول جدول أعمال المفاوضات وإمكانية إجراء مفاوضات الحدود والأمن بالتوازي. كما أنها دارت حول سبل إنشاء لجان مفاوضات متخصصة، كما كان الحال في الماضي أم إبقاء النقاش على المستوى الأعلى فقط. وفضلاً عن ذلك، فإن المداولات تناولت جدول أعمال اللقاءات اللاحقة وأماكن إجرائها، وكذلك دور الأميركيين فيها. ويعتقد أن جولة المفاوضات الأولى ستجري قريباً في العاصمة الأردنية.
وحتى الآن هناك خلافات حول موعد إطلاق الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين، الذين تقرر الإفراج عنهم في قائمة الـ104 أسرى ما قبل اتفاق أوسلو. والسلطة الفلسطينية تريد أن تضم الدفعة الأولى أكبر عدد من هؤلاء بحيث يترك الأمر صدى إيجابياً عند الجمهور الفلسطيني يقلص العداء لفكرة استئناف المفاوضات. ولكن في المقابل، تريد إسرائيل أن تحوي الدفعة الأولى على أقل عدد ممكن لتقليص المعارضة الداخلية الواسعة للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
ونشرت «معاريف» ما قالت إنه وثيقة وزعها طاقم الإعلام في رئاسة الحكومة الإسرائيلية على الوزراء لتوضيح قرار العودة إلى طاولة المفاوضات. وتركز الوثيقة أساساً على شرح مغازي الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والعودة إلى المفاوضات انطلاقاً من مثلث مصالح إسرائيلية هي «محاولة استنفاد فرص التوصل إلى تسوية سلمية، منع وعرقلة تطور ميول سلبية في الحلبة الدولية ضد إسرائيل، وأن نكون مستعدين لمواجهة التحديات والفرص من حولنا».
وتشدد الوثيقة على أن العودة إلى المفاوضات تمت استناداً لطلب نتنياهو وليس استجابة لشروط مسبقة: «من دون إعلان إسرائيلي بأن المرجعية هي خطوط العام 67 ومن دون تجميد الاستيطان في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، ومن دون الإفراج عن معتقلين قبل بدء المفاوضات». وتضيف بأن نتنياهو أكد تمسكه بحل الدولتين على أساس دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بالدولة اليهودية.
بديل المفاوضات العبثيّة
هاني المصري عن السفير اللبنانية
يعتقد أنصارُ خيار «المفاوضات حياة» أنها الأسلوب الوحيد لتحقيق الأهداف الوطنيّة، وأنهم قادرون على إفحام مجادليهم من خلال الادّعاء بعدم وجود بديل عملي غير شعاراتي من خيار المفاوضات، وبالتالي ـ على حد زعمهم - لا بديل من هذا الخيار بالرغم من علاّته ومخاطره. ويرددون إنّ الاستيطان مستمر سواء كانت هناك مفاوضات أم لا، والمفاوضات تستطيع أن تحقق إبقاء القضيّة حيّة، والاهتمام الدولي بها، ومواصلة الدعم الأميركي والدولي، فالمليارات الأربعة التي وعد بها كيري «على الطريق». ويواصلون سرد حججهم بترديد الوهم باحتمال قيام الإدارة الأميركيّة وأوروبا والمجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل ما دامت هناك مفاوضات، فلا يكفيهم أكثر من عشرين عامًا من المفاوضات التي تعرض فيها للضغط الجانب الفلسطيني وليس الإسرائيلي، ويتجاهلون مصير الاتفاقات مع إسرائيل، على بؤسها، والتي لم تطبق معظم التزاماتها فيها، ومصير الوعود والضمانات الأميركيّة التي نُكِثَت من الرؤساء الأميركين بلا حياء، كما يتجاهلون الفرق بين استيطان بغطاء من عمليّة سياسيّة يشارك فيها الفلسطينيون، ويهبط سقفها السياسي باستمرار، وبما يمنحه الشرعيّة، واستيطان يقاومه الفلسطينيون بكل ما يستطيعون من قوة.
وإذا لم ينجح أنصار هذا الخيار بحصول الضغط على إسرائيل فإنهم يتأملون بأن العالم وأميركا سيتفهمون لجوء الفلسطينيين إلى خيارات جديدة، بما فيها استكمال التوجه إلى الأمم المتحدة، ومقاطعة إسرائيل والسعي لعزلها، وفرض العقوبات عليها، وإعطاء الأولويّة لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنيّة، وتعزيز مقومات الصمود والتواجد البشري الفلسطيني على أرض فلسطين، وتنظيم مقاومة شاملة للاحتلال، واستعادة البعد العربي والتحرري والإنساني للقضيّة الفلسطينيّة، مع أن التجربة أثبتت عكس ذلك، فالفلسطينيون هم الذين يلامون في كل مرة ويتلقون الضغط، وتذهب إسرائيل بالإبل.
إن خيار المفاوضات العبثيّة (لأن ليس كل مفاوضات خاطئة وعبثيّة) ليس وجهة نظر فقط، وإنما ترتب عليه اتفاقات والتزامات سياسيّة وأمنيّة واقتصاديّة، وأوجد نظامًا سياسيًّا هو «سلطة حكم ذاتي محدود» تحت الاحتلال، وترتب عليه أيضًا إصدار وإيجاد شبكة من القوانين والسياسات والأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة، نما فيها أفراد وشرائح داخل السلطة وخارجها، التي أصبح لها ثروة ونفوذ كبيرين بفضل اتفاق «أوسلو»، فلذا من مصلحتها استمراره، ولو من جانب واحد، بعد تخلي إسرائيل عن التزاماتها فيه.
على هذه الخلفيّة، نلاحظ أن موازنة السلطة ومخططاتها للمشاريع السابقة واللاحقة تصب في مصالح تلك الشرائح المستفيدة التي ستقاوم أي تغيير، وتدفع إلى استمرار اتفاق «أوسلو» والتزاماته، خصوصًا اعتماد المفاوضات الثنائيّة كأسلوب وحيد، ووقف المقاومة ونبذها، والتخلي عن جميع أشكال المجابهة الحقيقيّة والمستدامة التي من دونها لا يمكن إنهاء الاحتلال وتحقيق أي هدف من الأهداف الفلسطينيّة.
في هذا السياق فقط يمكن تفسير: لماذا تصر السلطة على التمسك بالتزاماتها في اتفاق «أوسلو» بالرغم من الكارثة التي أوصل الفلسطينيين إليها، خصوصًا التنسيق الأمني الذي بفضله لا تقل نسبة الأمن في موازنات السلطة عن 30 في المئة؟ ولماذا يتم إهمال الصناعة والزراعة والتعليم والصحة والمشاريع الإنتاجيّة، خصوصًا الصغيرة والمتوسطة القادرة على الصمود في ظل المجابهة المفترض أن تكون مستمرة مع الاحتلال؟ وبدلاً من ذلك يتم التركيز على المشاريع في الخدمات والسياحة والعقارات والمدن الصناعيّة، التي تزيد الارتباط الفلسطيني بإسرائيل، وتشجع التطبيع معها بكل أشكاله، وتكون عائقًا أمام تنظيم مقاومة شاملة الآن أو في المستقبل.
وعندما تقوم القيادة الفلسطينيّة بخطوات جيدة، مثل إصدار الفتوى القانونيّة لمحكمة لاهاي، وتقرير «غولدستون»، والتوجه إلى الأمم المتحدة والحصول على الدولة المراقبة، واعتماد المقاومة الشعبيّة، وتفعيل ملف المصالحة؛ فإنها تفعل ذلك متأخرة وبشكل جزئي وانتقائي وتكتيكي، ويكون الهدف ليس شق مسار سياسي جديد، وإنما الضغط لاستئناف المفاوضات أو تحسين شروطها، وبالتالي يتم التوقف عن مواصلة هذه الخطوات، ولا تُعطى الأولويّة ولا الإمكانيات المناسبة، ويتم التخلي عنها إذا استؤنفت المفاوضات أو إذا مورست على سلطة «أوسلو» عقوبات أو تم تهديدها بعقوبات، لذلك يتم إهدار هذه الإنجازات، والدليل واضح للعيان: أين فتوى لاهاي وتقرير «غولدستون»، وأين استكمال التوجه إلى الأمم المتحدة ومقاطعة الاستيطان، وأين المقاومة الشعبيّة والوحدة الوطنيّة، وأين المجابهة الحقيقيّة التي من دونها لا يمكن تغيير موازين القوى وإنهاء الاحتلال؟
هناك خيار بديل من المفاوضات يمكن أن تكون النقاط الآتيّة من أبرز علاماته:
÷ التركيز أولاً على جمع أوراق القوة والضغط الفلسطينيّة والعربيّة والدوليّة.
÷ استناد مرجعيّة أي مفاوضات قادمة إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، بحيث يكون هدف المفاوضات تطبيق هذه القرارات، وليس التفاوض حولها، ومن ضمنها قرار الاعتراف بدولة فلسطينيّة على حدود 1967، بما فيها القدس.
÷ إغلاق ملف العودة إلى المفاوضات الثنائيّة برعاية أميركيّة انفراديّة وشاهد زور اسمه «اللجنة الرباعيّة الدوليّة»، والإصرار على عقد المفاوضات متعددة الأطراف في إطار مؤتمر دولي كامل الصلاحيات، يوفر الضمانات الضروريّة لكي تكون مفاوضات جادّة، وبما يؤمن آليّة ملزمة لتطبيق ما يتم الاتفاق عليه خلال جدول زمني قصير.
÷ استكمال التوجه إلى الأمم المتحدة بتوقيع الاتفاقيات الدوليّة، والانضمام إلى الوكالات الدوليّة، بما فيها محكمة الجنايات الدوليّة، ضمن خطة متدرجة.
÷ تفعيل الفتوى القانونيّة لمحكمة لاهاي وتقرير غولدستون وجميع الاتفاقيات والقرارات الدوليّة، وخصوصًا قرار الاعتراف الدولي بدولة فلسطين كـ«دولة مراقبة».
÷ عدم الاعتراف عمليًّا باتفاق أوسلو والتحرر التدريجي من التزاماته، والتصرف على هذا الأساس من دون إعلان إلغاء رسمي له، تمامًا كما فعلت إسرائيل.
÷ إعطاء الأولويّة لإعادة إحياء المشروع الوطني ووحدة الشعب والقضيّة والأرض، بما يعنيه ذلك من بلورة ميثاق وطني جديد يحفظ الحقوق الوطنيّة الأساسيّة، ويجسد القواسم المشتركة التي تجمع شعبنا، وقواعد العمل التي تحكم منظّماته ومؤسساته الوطنيّة والمدنيّة.
÷ إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير بحيث تضم الجميع، أو تفعيلها وتطويرها وإصلاحها بشكل شامل إذا تعذر إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنيّة، ووضع السلطة في مكانها الطبيعي بوصفها أداة من أدوات المنظمة.
÷ العمل من أجل الاستناد إلى الديموقراطيّة على المستويات كافة والمجالات القطاعيّة والمحليّة والنقابيّة والسياسيّة، على اعتبار أن الانتخابات الدوريّة المنتظمة تعبيرٌ عن أنّ الشعب وحده هو مصدر السلطات.
÷ توفير عوامل الصمود والتواجد الشعبي الفلسطيني على أرض فلسطين، وتنظيم مقاومة شاملة للاحتلال يساهم فيها جميع تجمعات الشعب الفلسطيني، بحيث يقوم كل تجمع باختيار أشكال النضال الملائمة لظروفه وخصائصه، فما هو مناسب في غزة قد لا يكون مناسبًا للضفة و48 والخارج.
الـرهـــان الخاســر ..!!
رشيد حسن عن الدستور الأردنية
القيادة الفلسطينية تراهن على أميركا .. هذا هو السبب الرئيس والوحيد الذي دفعها للعودة للمفاوضات .. فما هي معقولية هذا الرهان؟ أو بالأحرى هل ستخرج أميركا من جلدها، فتنحاز للحق الفلسطيني، و للشرعية الدولية؟
نجزم ، و لا نقول نتوقع، بان اميركا لن تفعل ذلك “فالمكتوب يقرأ من عنوانه “
كما يقول المثل العامي، خاصة بعد ان عين وزير الخارجية السفير الاميركي السابق في اسرائيل، مارتن انديك، رئيسا للمفاوضات، وهذا الرجل اليهودي الاسترالي لمن لا يعرف.. هو من قال “ افتخر بصهيونيتي” ومعروف في ادبيات السياسة الأميركية بانه صاحب نظرية الاحتواء المزدوج، والتي تهدف الى احتواء العراق وايران، هذا اولا.
ثانيا: التعهدات الاميركية للجانب الفلسطيني هي تعهدات شفوية، لا ترقى الى مرتبة الالزام، وتتسم بالغموض ، فلم ترد كلمة استيطان في هذه التعهدات بالمطلق، واستبدلت بعبارة “عدم القيام باية اعمال تشكل استفزازا للآخر” ..
وهذه العبارة تحتمل تفسيرات وتأويلات كثيرة ، بالاضافة الى عبارة “4حزيران هو نقطة بدء المفاوضات” وهي أيضا، لا تشير مطلقا الى اعتراف اسرائيل بالرابع من حزيران كحدود للدولة الفلسطينية، ما يعني ويؤكد ان العدو لم يوافق على وقف الاستيطان ، ولا على حدود الدولة، كما طالبت القيادة الفلسطينية وعلى مدى ثلاث سنوات ، وجاءت تصريحات المسؤولين الاسرائيليين لتؤكد هذه الحقيقة ، فوزير العلوم “ اكد ان الاستيطان مستمر ، ولن يتوقف في الكتل الاستيطانية وغيرها” السفير اللبنانية .
ثالثا: فاذا اضفنا تصريحات اوباما وكيري ، عشية بدء المفاوضات ، والتي تنص على ضرورة تنازل الطرفين ، لوجدنا ان المعني بهذه التصريحات هو الجانب الفلسطيني وليس الاسرائيلي.
والسؤال يتنازل عن ماذا؟؟
هل يوافق على بقاء المستوطنات وفق مبادرة الجامعة العربية، والتي حملها الى واشنطن وفد اللجنة العربية مؤخرا، برئاسة رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم ، فهذه الموافقة تعني تشريع الاستيطان .. وتعني ابقاء القدس العربية محاصرة ومفصولة عن محيطها العربي ، وفصل شمالي الضفة الغربية عن جنوبها. علاوة على مصادرة مساحة واسعة من اراضي الضفة الغربية.
أم يوافق على بقاء القدس مدينة مفتوحة، تحت السيادة الاسرائيلية ، أي تكريس الامر الواقع ، وقد تم بالفعل تهويد المدينة والاستيلاء على أكثر من 86% من أرضها ، ووصل التهويد الى ساحات الحرم ومحاصرته بالكنس ؟؟
وهل توافق قيادة السلطة على شطب قضية اللاجئين ، بعد ان التفت المبادرة العربية على حق العودة واخضعته للمفاوضات مع العدو ، علما بانه حق تاريخي مقدس .. فردي وجماعي لا يسقط بالتقادم ، وقد أكدت عليه قرارات الجمعية العامة للامم المتحدة أكثر من مائة مرة ..!!
اميركا لن تقوم بالضغط على حليفتها، وستستمر بالضغط على القيادة الفلسطينية والوفد المفاوض ، بعد ان اثمرت هذه الضغوط بجره الى واشنطن والعودة الى المفاوضات .
خبير اميركي في شؤون المنطقة .. اعتبر ان تراجع القضية الفلسطينية على الاجندة العربية، بفعل المستجدات الخطيرة التي تضرب عددا من الدول وخاصة سوريا ومصر، من شأنه أن يقلل من ردود الافعال الخطيرة على اي تنازل فلسطيني..!
باختصار: القيادة الفلسطينية تراهن على الضغوط الاميركية على اسرائيل لاجبارها الامتثال للشرعية، وهذا في تقديرنا لن يحدث .. فيما تراهن اميركا على التنازل الفلسطيني . وهذا ما نخشاه.
الاتحاد الأوروبي يذهب بعيداً
بشارة مرهج عن السفير اللبنانية
إن ترحيب تل أبيب بالبيان الأوروبي، الذي أدرج الجناح العسكري لـ«حزب الله» في قائمة الإرهاب، يكشف بوضوح هوية وحقيقة هذا البيان المنحاز والظالم بحق حركة مقاومة لبنانية كان لها الدور التاريخي في تحرير الأرض اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي وتطبيق قرارات الأمم المتحدة، التي تفرّج عليها الاتحاد الأوروبي عقوداً من الزمن، من دون ان يتمكن من زحزحة الموقف الإسرائيلي بوصة واحدة على طريق الانسحاب والالتزام بالشرعية الدولية.
وإذا كنا نلوم وننتقد الاتحاد الأوروبي على قراره الذي يستند إلى أوراق إسرائيلية، وقبل صدور قرار المحكمة البلغارية بصدد تفجير بورغاس، فلأن الاتحاد الأوروبي، بسفاراته وأصدقائه وقواته العاملة في صفوف «اليونيفيل» وأجهزة إعلامه وسواها من الأجهزة المنتشرة على الأراضي اللبنانية، يعلم أن «حزب الله» اجتهد لتحقيق الاستقرار في لبنان كما اجتهد لاستعادة الاستقلال فتعامل مع الكثير من الظواهر والحالات بأناة وصبر، مؤثراً تجرع المر على الانفعال والرد الغريزي.
ومن منا لا يذكر موقفه غداة التحرير عندما توقع كثيرون ان ينتقم من الذين اتخذوا الخيار الإسرائيلي، ففاجأهم باختيار الحل السلمي القانوني، تماماً كما فعل نلسون مانديلا في جنوب أفريقيا؟
ومن منا لا يذكر أن المرحلة الذهبية لتواجد الأجانب في لبنان هي المرحلة التي نعيشها في لبنان الآن?
ومن منا لا يلحظ الهدوء العام في الجنوب بعد أن كان الجنوب لسنين طويلة جداً مسرحاً للاضطراب والفوضى?
بالتأكيد إن الصورة ليست زاهية على الإطلاق، فهناك أخطاء وعثرات وحتى سياسات بحاجة إلى إعادة نظر ودراسة عميقة كي تأتلف مع مسيرة الدولة وحماية المقاومة وحقها في النضال، ولكن الهجوم الضاري على المقاومة هو هجوم على كل لبنان وعلى أولئك الذين يختلفون مع هذه المقاومة، ذلك أن هذا الهجوم الظالم هو تشجيع لإسرائيل على الاستمرار في احتلالها وعدوانها وأطماعها، وهو تشجيع لقوى لبنانية ساءها انتصار 2006 لتصعيد مواقفها ضد المقاومة.
لقد سكتت أوروبا عن جرائم كثيرة قامت بها هذه الاستخبارات الاسرائيلية، منها اغتيال ماجد أبو شرار في روما، والمناضل المغربي بوشيكي في السويد... وكان آخرها تلك الجريمة المسجلة بالصوت والصورة في احد فنادق دبي والتي طاولت المناضل الفلسطيني محمود مبحوح وما رافقها من تزوير لجوازات سفر اوروبية.
إن أوروبا المكبوتة والمتذمرة دائماً من المواقف الإسرائيلية المحرجة من حقها المطلق الدفاع عن أمنها واستقرارها، ولكنها هذه المرة ذهبت بعيداً وانطلاقاً من قضايا غير ثابتة إلى تهديد امن واستقرار الغير، ولبنان بصورة خاصة، مذكرة بدورها القديم الذي انعكس ظلماً واحتلالا وإرهاباً على بلداننا العربية.
أما ما يبعث على خشية اكبر فهو خروج أوروبا من مألوف سياستها تجاه المنطقة وانزلاقها إلى الحلف الإسرائيلي ـ الأميركي الذي لا يزال يطمح إلى كسر المقاومة واجتثاث ثقافتها من المنطقة طولاً وعرضاً، كمقدمة لا بد منها لإضعافها وتفكيكها وتحويلها إلى محميات أثنية ومذهبية متنابذة متحاربة، تفتح الطريق نحو الدولة اليهودية الخالية من الفلسطينيين والآمنة من كل خطر.
الرد على كل ما يجري لا معنى له إذا لم يكن التفافاً حول المقاومة وحق لبنان بالدفاع عن أرضه وحماية سيادته وتصحيح مسيرته ومسيرة كل القوى السياسية العاملة في لبنان، ومن ضمنها المقاومة الإسلامية.
القدس محط رعاية الهاشميين
رأي الدستور
لم تكن القدس والاقصى للهاشميين وعلى مر التاريخ الا ارض التضحية والشهادة وعلى ارضها سقط الشهداء الابرار وهي محط رعاية واهتمام الهاشميين كانت وستبقى.
فهي مسرى ومعراج الرسول صلى الله عليه وسلم. ومولد المسيح عليه السلام، وطريق الجلجلة، وهي العهدة العمرية، ومثوى الالاف من جنود الفتح المبين، وجنود صلاح الدين، وهي من ابى الشريف الحسين بن علي ان يفرط بذرة من ترابها وتراب فلسطين الطاهر وتبرع باكثر من خمسين الف ليرة ذهبية لترميم وصيانة الاقصى وقبة الصخرة المشرفة، وها هو يتوسد ترابها الطاهر.
القدس والاقصى منذ ان بايع اهل فلسطين الشريف الحسين بن علي بالولاية والوصاية في عشرينيات القرن الماضي وحتى تم تجديد هذه الوصاية والحماية بتوقيع الاتفاق التاريخي بين جلالة الملك والرئيس الفلسطيني مؤخرا، لا تزال وستبقى القضية الاولى على اجندة جلالته لحمايتها وانقاذها من الاحتلال لتعود عربية طاهرة.
ومن هنا يوظف الاردن كل امكاناته المادية والدبلوماسية لوقف الاستيطان والتهويد، وحماية الاقصى من تدنيس رعاع المستوطنين من خلال الضغط على الدول الكبيرة وخاصة واشنطن والاتحاد الاوروبي، لدفع العدو الصهيوني وقف هذه الاعتداءات الاجرامية، والتي تهدف بالدرجة الاولى الى ارهاب المصلين وتقسيم المسجد على غرار ما حدث للمسجد الابراهيمي في الخليل.
ان الاردن وهو يعمل للحفاظ على القدس والاقصى يقرن اقواله بالافعال، فأسس “صندوق الاقصى” لهذه الغاية من اجل ترميم وصيانة المسجد، ووظف حراسا لحمايته وقام جلالة الملك عبدالله الثاني باعادة بناء منبر صلاح الدين على نفقته الخاصة، وها هو يتبرع بفرش مسجد قبة الصخرة المشرفة، والمسجد المرواني على نفقته الخاصة، ليبقى طاهرا عزيزا، ويتولى الدفاع عنه في “اليونسكو” وخاصة المنظمات الدولية وكشف مخططات العدو الاثمة الهادفة الى اقامة جسر بين باب المغاربة وساحة البراق، ما يسمح بعبور اعداد كبيرة من المستوطنين وجنود الاحتلال الى داخل المسجد المبارك.
ان المتابع لحراك جلالة الملك السياسي يلاحظ ان جلالته حريص كل الحرص على تذكير العالم كله بمأساة الشعب الفلسطيني الشقيق وخطورة الاستيطان على العملية السلمية مؤكدا بان القدس والاقصى خط احمر. لانه يشكل اعتداء على عقيدة اكثر من مليار ونصف مليار مسلم من جاكارتا وحتى طنجة، ومن شأنه ان يعيد الصراع الى المربع الاول.
وفي ذات السياق فان اشادة جلالة الملك مؤخرا بصمود اهلنا في القدس العربية، هو رسالة للاشقاء جميعا بان يوفوا بوعودهم ويقوموا بدعم صمود اهل القدس في وجه اشرس واعتى احتلال احلالي يشهده التاريخ، ويهدف بالدرجة الاولى من خلال جرائم التطهير العرقي والتهويد والممارسات العنصرية الى طردهم من المدينة الخالدة، وتحويلها الى مدينة يهودية.
مجمل القول: لم تكن علاقة الهاشميين بالقدس والاقصى علاقة عابرة، بل هي علاقة تضحية واستشهاد. فعلى اعتاب الاقصى استشهد الملك المؤسس ومن اجلها استشهد جنود الجيش العربي البواسل، ولا تزال دماؤهم الغالية تكبر.. تهيب بالامة لتحريرها من الاحتلال الغاشم لتعود عربية اسلامية طاهرة كما كانت وكما يجب ان تكون.
واخيرا.. من القدس يبدأ السلام ومن القدس تبدأ الحرب فلا سلام ولا استقرار في المنطقة كلها وفي العالم الا برحيل الاحتلال وعودتها الى حضن امتها.
“ولينصرن الله من ينصره”.
صدق الله العظيم.
سـرّ الاحتضان الغربي للإخوان
عريب الرنتاوي عن الدستور الأردنية
صعّدت الولايات المتحدة من لهجة انتقاداتها للجيش المصري، وجاءت كارين أشتون إلى القاهرة للمرة الثانية في أقل من ثلاثة أسابيع، سعياً في تعويم جماعة الإخوان المسلمين، فيما تواصل قطر وتركيا حربهما المفتوحة سياسياً وإعلامياً (وربما بوسائل أخرى) ضد ثورة يونيو والنظام الجديد الذي انبثق عنها.
الإخوان ما انفكوا يستحثون التدخل الدولي، ويلوذون به ... وهم إذ أدركوا أن “التظاهر السلمي” مهما طال واستطال، لن يكون كافياً وحده، في استدرار التعاطف واستدراج التدخل الخارجي بأشكاله المتعددة ... ذهبوا نحو الاحتكاك والصدام بالمتظاهرين الآخرين، واقتربوا من خطوط الجيش الحمراء، ولم يتورعوا عن توظيف “الماكينة الجهادية” للسلفيين، أو حفزها وتشجيعها على الأقل، لنشر الفوضى وإراقة الدماء واستحضار العامل الخارجي.
أمس، وفي جولة نظمها الإخوان على ميدان رابعة العدوية، بدت التحصينات من أكياس الرمل وسواتر الحجارة والطوب، كما لو أن القوم، مستعدون لخوض حرب شوارع مديدة، وفي الوقت الذي كان فيه روبرت فيسك، ينقل من المستشفى الميداني في رابعة، صوراً مروعة عن “ضحايا التظاهر السلمي”، لم يتورع الصحفي البريطاني عن القول بأن مرافقه من الإخوان، كان يحمل رشاشاً آلياً في يده ... وثمة معلومات وتقارير تتحدث عن ترسانة من الأسلحة البيضاء والسوداء، جرى تهريبها للميدان.
وإذا وضعنا جانباً خطابات التحريض والكراهية التي تنبثق من منصة رابعة العدوية، فإن ما قاله قادة الإخوان الذين رافقوا الصحفيين في جولتهم على أرجاء “إمارة رابعة العدوية”، عن استعدادهم لتقديم مائة ألف شهيد كرمى لعيون مرسي والشرعية والدستور، فإن المراقب لن يجد صعوبة في قراءة النوايا الخبيئة والخبيثة الكامنة وراء “العدوية” وخطابها الفتنوي المريب ... ومن أين جاءوا بهذا الرقم “مائة ألف شهيد”، وهل هي مصادفة أن يتهم الإخوان نظام الأسد بتقديم مائة ألف شهيد من أجل البقاء في الكرسي، وهم أنفسهم الذي يتحدثون بـ”فخر” عن استعدادهم لتقديم مائة ألف شهيد للعودة إلى الكرسي؟! ... أليسوا صورة طبق الأصل لمن أسموه نظام الطاغية، وشرّع رئيسهم المعزول الجهاد لإسقاطه؟!
لقد فضح أحد قادة الإخوان نوايا الجماعة، عندما أبلغ الصحفيين بأن الجيش تلقى درساً قاسياً في ساحة الحرس الجمهوري، وأنه (الجيش) من يومها، لم يجرؤ على إطلاق الرصاص على المتظاهرين ... هم يعرفون كلفة الدم في “حرب الصور” و”الفضائيات” وميزان الرأي العالم العالمي، لذلك نراهم لا يتورعون عن “التبشير” و”التحريض” على إراقة المزيد من الدماء، طالما أن الهدف هو استعادة السلطة.
السلطة، ولا شيء غيرها، هو هدف الإخوان الأول والأخير ... ليست مصر ولا الشرعية، ومن باب أولى ليست الديمقراطية والحرية هي هاجسهم وحافزهم على تقديم كل هذه التضحيات الجسام ... أما ادعاء “الزهد” بالسلطة والنفوذ، فقد سقط سقوطاً مدوياً في سياقات ما بعد ثورة يناير وتأكد بما لا يدع مجالاً للشك بعد ثورة يونيو.
والحال في تونس لا يختلف نوعياً عن مصر ... وأغرب ما يمكن أن تقرأه من تصريحات تلك التي تصدر عن قادة النهضة ... رئيس الحكومة ينفي تشبث حزبه بالسلطة، بيد أنه يرفض بشكل قاطع استقالة الحكومة، بل ويعتبر أن استقالتها أو إسقاطها، هو طريق الخراب والفوضى ... إما نحن أو الفوضى، هذه هي المعادلة الإخوانية الجديدة في زمن ما بعد ثورة يونيو، وبلا رتوش أبداً.
ومن أجل الاحتفاظ بالسلطة أو العودة إليها، لا بد من استلال كافة الأسلحة الصدئة القديمة، وفي صدارتها “خطاب المظلومية” و”الاستهداف بالمؤامرات الكونية” ... والحقيقة أن من حق الشارع المصري أو التونسي، أن يسأل أين هي الحرب الكونية على الإخوان، فيما واشنطن وبروكسيل تقدمان لهما الرعاية الكاملة وشبكة الأمان، بل وتلقيان بثقليهما خلف الإخوان وخطابهم ... ثم لماذا يفعل الغرب الأمريكي والأوروبي ذلك؟ ... لماذا لا نرى موقفاً حازماً من نذر “الإرهاب” التي تطل برأسها من القاهرة وسيناء؟ ... لماذا كل هذا التضييق على الجيش الذي انتصر لثورة شعب، فاقت من حيث وزنها وأعداد المشاركين في ميادينها، ما حصل في يناير وفي جميع الانتخابات والاستفتاءات التي شهدتها مصر من الإطاحة بالمخلوع وحتى التحفظ على المعزول؟!
مثل هذا الحماس الأمريكي – الأوروبي، لم نره طوال عام من الفشل والهيمنة و”الأخونة”، وهو يؤكد أسوأ مخاوفنا التي طالما هجسنا بها، والتي تدور أساساً حول فرضية التوافق الأمريكي – الإخواني – الغربي، أو ما كنا أسميناه مراراً وتكراراً، إعادة انتاج تحالفات الحرب الباردة، سواء لاستهداف إيران وهلالها، أو لـ “ضبضبة” القضية الفلسطينية حتى ينطق الحجر ويصرخ: “يا مسلم، ورائي يهودي تعال واقتله” ... ألم يشرع إخوان مصر، وبتناغم مع إخوان فلسطين، في تسويق وتسويغ أحاديث “الهدنة المفتوحة والطويلة” و”الحل الإسلامي” لقضية الإنسان الفلسطيني، من دون اهتمام بالأرض وبقية الحقوق؟
نريد تفسيراً من الإخوان، لسر “الهلع” الأمريكي – الأوروبي على حكمهم ونظامهم ورئيسهم وجماعتهم ... نريد للرأي العام أن يطلّق مرة وإلى الأبد مزاعم “المظلومية” و”الاستهداف” و”المؤامرة الكونية”، فالسؤال المطروح بقوة اليوم: من يتآمر على من؟
التاريخ إذ يخفق في هذه المنطقة
علي السنيد عن الدستور الأردنية
ربما تسير المنطقة العربية عكس حركة التاريخ، والحياة والمستقبل، او انها مدفوعة الى الوراء بالغباء، والانتحار الذاتي، ولا تملك من الامل ما تقطع به بيداء روحها، وقد وقعت مسلوبة الارادة وكضحية للصراعات الدولية، وتضيع قضاياها الكبرى على شاكلة “ فرق عملة” بين المراكز الكبرى التي تدير شبكة المصالح على نطاق العالم بأسره.
تتوقف الحياة على صعيد هذا الاقليم العربي الذي يفقد هويته، ووجوده الحقيقي، وتغيب الاحلام، والطموحات، وتعيش الناس على وحي من الماضي، وقلما تنظر إلى المستقبل بروح التفاءل و الامل.
والمشاريع لا تكتمل، والحرية مفقودة، والنظم بلا أسس، أو معطيات، والخيبات ترافق الانسان العربي حتى الممات، ولا يكاد يفلت من الحزن، وعدم القدرة على تجديد الذات، والنهوض من براثن الكبوات التي لا تنقطع.
حزن يكتنف هذا العربي حيث الحزن عربي، وهو الذي يفقد الاحساس بإنسانيته يوما اثر آخر، ويغيب عن مجريات الحياة، ويمضي عمره جاثما بين محطات الالم، وفقدان قيمة العمل، وتتراكم المعيقات، والحصار المضروب على العقل، وطغيان العرف والعادة والتقليد على مبادئ التحرر والانعتاق.
بؤس في الحياة، وبؤس حتى الممات، واحلام مقطوعة، وتطلعات لا ترى النور، وتغيب عنها الشمس ، هو العربي الذي تجلد ظهره مؤونة الحياة، ويتوه في مسؤولياتها اليومية، ويفقد تطلعاته التي تضعه على سوية الانسان في هذا العالم.
لا يجد الحد الادنى من الحياة، وتستنزفه المعيقات التي تحيق به عن اليمين وعن الشمال، ويرضى بالقليل، ولا يجده، ويفشل في تحديد مسؤولية الخلل في الاوضاع، وتطارده عقدة عدم وجود صوت له يستحق ان يسمع، ويعاني من طغيان الحالة الفردية على العامة، والمصلحة العامة فقدت من قاموس النظام العربي.
يعيش عمليا بلا نظام، وبازدواجية القانون، وبتضاؤل قيمة، وتأثير القانون الاخلاقي، والعدالة الاجتماعية غائبة، والفقر سيد الموقف.
عربي يعيش فقيرا وبلاده تسبح في نهر من النفط، ويحرم من المتطلبات الاساسية في حين تتراكم الثروات بيد الاقلية .
وانظمة لا تملك سوى تمجيد ذاتها ، والتغني بانجازاتها وتقفز عن حجم الكوارث التي خلفتها على صعيد المنطقة، ولا ترى سواءتها في مرأة الانظمة .
والدماء تتراءى على مقدمات التغيير، وتفشل المحاولات تلو المحاولات التي تجريها الشعوب، ويكون مرد ذلك بنظرها لخطط الاستعمار المبيتة، او للصهيونية، او لقوى غيبية غير واضحة، او ربما للحظ التعيس.
الإخوان المسلمون فصيل سياسي
حمادة فراعنة عن الدستور الاردنية
رد نائب المراقب العام لحركة الإخوان المسلمين ، زكي بني إرشيد ، على محاولات المس « بالجماعة « وإحتمال تعرضها للمساءلة القانونية بقوله حرفياً : « القضية المثارة ليست قانونية أو شرعية ، بل هي قضية سياسية ، ومعالجتها أيضاً سياسية « لأن حركة الإخوان المسلمين في بلادنا « تأسست بموجب أعراف وقواعد سياسية طيلة الفترة الماضية « إذن وفق نائب المراقب العام ، نحن أمام حركة سياسية ، وهي كذلك بإمتياز ، وقرار عدم حلها من دون باقي الأحزاب السياسية عام 1957 ، تم بقرار سياسي من قبل مطبخ صنع القرار في ذلك الوقت ، ولدوافع سياسية أملتها المصلحة الوطنية والأمنية وفق رؤية متخذي القرار السياسي الأمني لمواجهة تحديات داخلية وخارجية أدت إلى قرار حل كافة الأحزاب القومية واليسارية وإستثناء الإخوان المسلمين من قرار الحل والمنع وسحب التراخيص الحزبية ، ولمواجهة التطورات على المستوى القومي وحالة الاصطفافات والتصادمات بين البلدان العربية ونشوء المحاور وسلسلة الانقلابات التي عصفت بالعالم العربي آنذاك ، وقد اختار الإخوان المسلمون في حينه موقف الانحياز لموقف الدولة الأردنية ضد خصومها المحليين والاقليمين ، وكسبت الرهان وتعزز موقعها بين الأردنيين ، بعد أن كانت تنظيماً متواضعاً مقارنة مع خصومها اليساريين والقوميين في مرحلة المد القومي واليساري بعد الحرب العالمية الثانية ونشوء حركة التحرير العربية وصعودها .
على هذه الأرضية ، ومن هذه الخلفية ، نقيم حركة الإخوان المسلمين ونحاكمها ، على أنها حركة سياسية بامتياز، فهم مثل كافة الحزبيين الذي يجتهدون ، فيصيبون ويخطئون ، مثلهم مثل البعثيين والشيوعيين ، وباقي اليساريين والقوميين والليبراليين ، وكافة التنظيمات والفصائل الأصولية ( الإسلامية ) ، لديهم برامج ومصالح وتطلعات ، تستهدف الوصول إلى مؤسسات صنع القرار ، والمشاركة في إدارة السلطة .
الإخوان المسلمون ، يرفضون « الانقلاب العسكري « في مصر ، ويؤيدون « قرار الحسم « وهو التعبير المهذب الذي يطلقونه على « الانقلاب العسكري « الذي نفذوه في قطاع غزة يوم 14 حزيران 2007، وبالتعابير المصرية هم مع إنقلاب يونيو الفلسطيني وضد إنقلاب يونيو المصري ، وهذا يفسر أن موقفهم من الاحداث وتقييمهم للتطورات على المستويات المحلية والقومية والدولية إنما تمليهما رؤيتهم الحزبية ومصلحة الجماعة فوق أي إعتبار آخر .
لا خيار لهم إلاّ المفاوضات!
رشاد أبو شاور عن القدس العربي
بعد حرب تشرين 1973 برز للعلن طرح (الدولة الفلسطينية) على أي شبر ينسحب منه (الاحتلال).
كانت تلك فزّورة، ففي تلك الأيام ونحن في الفاكهاني طرحت سؤالاً بسيطا: وماذا إذا لم ينسحب (الاحتلال)؟!
يساريو الفاكهاني (الواقعيون) ـ هكذا وصفوا أنفسهم برضى ـ استعانوا بصلح (برست) لإحراج يساريين آخرين رفضوا هذا التبرير للانخراط في (التسوية).
اليساريون الواقعيون أولئك قفزوا عن كامل رواية (برست لتوفسك) للتضليل، استجهالاً لغيرهم، بديماغوجيا يسراوية خدمت خطاب اليمين.
هنا أذكّر بما جرى مع بداية ثورة أكتوبر عام 1917، بعد انتصار الثورة على حكومة (كيرنسكي) البرجوازية، وانهيار الجيوش الروسية أمام الألمان، أرسل لينين قائد الثورة رفيقه البارع (تروتسكي) ليفاوض الألمان، وأمام عنجهية الضباط الألمان رفض تروتسكي التوقيع على التنازلات المطلوبة، وعاد إلى موسكو، فكان أن فرض عليه لينين العودة للتفاوض، والتوقيع على ما يطلبه الألمان، قائلاً له: ليس نحن من يوقع على التنازلات، ولكنها (بساطير) الضباط والجنود الروس الهاربين من ميادين المعارك أمام جحافل الألمان!
وقع تروتسكي، واستحوذ الألمان على أراض روسية، وبعد عام..عام واحد فقط، وكانت قد بدأت إعادة بناء الجيش الروسي السوفييتي بقيادات جديدة، استؤنفت الحرب مع الألمان، فأوفد لينين تروتسكي نفسه ليفرض على الألمان التوقيع من جديد، ولكن على الانسحاب من الأراضي الروسية المحتلة!.
تلكم هي الحكاية، وهي تعلمنا بأن موازين القوى هي التي تقرر نتائج المفاوضات، وليست براعة المفاوضين، فالحياة ليست مفاوضات كما ينظّر (كبير) المفاوضين!
تذهب إلى التفاوض ومعك وخلفك وحولك عناصر قوّة يعرفها الطرف الآخر الذي سيجلس قبالتك على الطاولة..فماذا لدى (المفاوض) باسم السلطة الفلسطينية ليرهب به سلطات الاحتلال؟!
لديه أنه سلطة في رام الله، وهناك سلطة في (غزة)، يعني هو ليس (كل) السلطة، وتبعا لهذا فهو لا يمثل الفلسطينيين في الضفة والقطاع، أي الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ حزيران 67.
ولديه أنه يعلن: خيارنا المفاوضات والمفاوضات والمفاوضات..بهذا يصرح (كبار) قادة السلطة في رام الله، معلنين استراتيجيتهم وخيارهم الوحيد الذي لا خيار غيره..وهكذا فهم يلعبون، أو يفاوضون على المكشوف، مباهين بعجزهم، إذ إن أيديهم لا تحمل سوى الأقلام الجاهزة للتوقيع، وهي ياما وقّعت منذ أوسلو1993.
ولأن الخيار هو المفاوضات، فإن الاستيطان يزحف ملتهما أراضي الضفة، ومحيط القدس وقلبها، وهو ما يعني أن أراضي الضفة حولها الاستيطان إلى أشلاء ممزقة.
مع كل إعلان عن موجة استيطان جديدة، ترتفع أصوات المفاوضين أمام الشاشات: هذا لا يخدم عملية السلام..هذا يعقد مسار التسوية!
أترون: إنهم يصفون التهام الاستيطان لأرضنا، وحشر شعبنا في مساحات ضيقة بصفات (حادة)، مع علمنا أن الكلام لا يجدي مع سياسة الاستيطان التي شجعتها الحكومات المتلاحقة من شامير، إلى رابين، إلى شارون، إلى بيرس، إلى باراك، إلى نتينياهو، إلى نتينياهو من جديد، مرورا بحكومات الوحدة الوطنية بين المحتلين، ووحدتهم هذه دائما تتم للحرب، أو للاستيلاء على مزيد من أرضنا.
ستراتيجية المفاوض (الفلسطيني) شديدة الضعف، بل هزيلة، ومكشوفة، ولا تنطلي على الشعب الفلسطيني، فهي تبدأ بتصعيد المطالب، ثمّ تهوي إلى الصفر استجابة (لضغوطات) أمريكية تلوّح بقطع المساعدات، وضغوطات صهيونية بإيقاف تحويل أموال الضرائب..ثمّ عودة للمفاوضات مع تأجيل بحث مواضيع: القدس، والأسرى، والاستيطان، وحدود الدولة، ويأخذ الاحتلال وقتا (مستقطعا) جديدا يستثمره في توسيع رقعة الاستيطان مستغلاً عجز أصحاب خيار المفاوضات، ومعارضتهم، بل محاربتهم، للحراك الشعبي الفلسطيني المقاوم، خشية من أن يقلب الطاولة على مخططات الجميع!
من جديد نعود لنسأل: هل أمريكا وسيط بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني؟! الإدارة الأمريكية انتدبت اليهودي الصهيوني مارتين أنديك ليكون المشرف على استئناف العملية التفاوضية بين (الجانبين)..وهو أشد تصهينا من نتينياهو..وهكذا فالمكتوب يقرأ من عنوانه!
ترويج المفاوض الفلسطيني السلطوي لحكاية (الضغط) يقصد بها ابتزاز الفلسطينيين المحتاجين، وكأن الرواتب باتت بديلاً عن الحقوق الوطنية، وعن (حلم) الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات الحدود والسيادة، والعاصمة القدس، والاقتصاد غير التابع للاحتلال.
كيري جاء ..كيري راح! ثمّ ماذا؟! كيري لم يمنح السلطة رسالة اعتراف أمريكي بدولة فلسطينية في حدود ال 67، والأسرى لن يفك أسرهم ـ هناك تسريبات عن إطلاق سراح 108على دفعات! وعلى امتداد زمن المفاوضات!.. يعني إذا توقفت المفاوضات يتوقف إطلاق سراح من تبقى، وكالعادة سيعتقل الاحتلال مئات الفلسطينيين، ولا أحد يوقفه ويردعه!
4 أو5 يهيمنون على القرار الفلسطيني، ويديرون المفاوضات، وهؤلاء لا يصغون لأصوات من يطالبون بوضع استراتيجية جديدة لمواجهة الاحتلال، والاستيطان، ومواصلة أسر أبطالنا الذين تتفشى في أبدانهم الأمراض القاتلة، وتهويد القدس، ونهب المياه، وما فعله الجدار، وتدمير الاقتصاد الفلسطيني واستتباعه لاقتصاد الاحتلال، وحالة الانقسام الفلسطيني التي تمنح العدو مزيدا من الوقت للنهب والتدمير في كل مناحي حياتنا.
لا يبدأ المفاوض الفلسطيني بسؤال نفسه: كيف أمتلك أوراق القوة أمام (العدو) على طاولة المفاوضات، فهو فقط يداور ويناور وفي ذهنه كيف يحافظ على (سلطته)، وكيف يبقى (مطلوبا)، حتى وهو في أدنى حالات ضعفه.
يتصف (المقامر) بأنه كلما خسر فإنه يمعن في المقامرة مؤملاً نفسه أنه ربما يستعيد شيئا مما خسر مهما كان ضئيلا، ثم ينتهي به الأمر أن يلعب على ملابسه ليغادر وهو (يا رب كما خلقتني)..يعني زلط ملط!
يتصف المفاوض الفلسطيني بالمكابرة على الشعب الفلسطيني، فهو يدعي انه أعاد أكثر من 200 ألف إلى الضفة والقطاع، وطبعا ينسى أن يكمل كلامه فيعترف أن هؤلاء عادوا ولكن ليس إلى قراهم ومدنهم، وهم فقط يقيمون في الضفة في شقق، أو بيوت بدون (حواكير) صغيرة، ويتناسى أن المستوطنين قد بلغوا 650 ألف مستوطن في الضفة الفلسطينية بفضل أوسلو، نهبوا الأرض، والماء، واقتلعوا الأشجار، ومزقوا التواصل بين المحافظات الفلسطينية بما شقوه من طرق لتواصلهم مع عمق الكيان الصهيوني داخل (الخط الخضر)!
كان عدد المستوطنين في الضفة قبل دخول السلطة حوالي 100، وكانوا غير مستقرين، يعيشون في قلق دائم، وهم الآن ثلث سكان الضفة، ويستولون على أكثر من نصف مساحتها..وزحفهم يتواصل!
ما عناصر قوة المفاوض الفلسطيني، إذا استثنينا الابتسامات في وجه كيري، وربته على كتف كبير المفاوضين؟!
لا يغيب عن تفكيرنا أن نسأل ماذا تريد أمريكا من تخدير الفلسطينيين بجولات جديدة من المفاوضات؟!
هناك شيء ما يدبر للعرب، لا مصلحة للفلسطينيين فيه، والمفاوضات ستكون غطاءً ليس إلاّ، وأثناء ذلك سيتواصل الاستيطان، والتهام السجون لألوف الفلسطينيين، وتهويد القدس، وحالة الانشقاق.
الفصائل، بما فيها حماس، تندد وتشجب وتدين العودة للمفاوضات، ولا مقاومة حقيقية تفسد خطط أمريكا، وترعب المستوطنين، وتوقف (المفاوض) الفلسطيني عن الاستجابة (للضغط) الأمريكي و(العربي) الرسمي الذي يهمه إنهاء القضية الفلسطينية مهما بلغت التنازلات!.
بينما القضية تضيّع، والصفوف تزداد تمزقا، والشعب متوّه، لا بدّ أن نسأل: ماذا تنتظرون أيها الفلسطينيون لتتمردوا تمردا جذريا يدوم ويغيّر واقع الحال، فتستعيدوا قضيتكم بأيديكم، لتنهوا استغلال وتلاعب القيادات العاجزة بالقضية، ولتقلبوا طاولة المفاوضات على مخططات أمريكا والكيان الصهيوني والأتباع العرب (الرسميين)؟!
لماذا التخابر مع "حماس"؟
احمد جميل عزم الغد الاردنية