اقلام واراء اسرائيلي 407
3/8/2013
فشل معروف مسبقا
في هــــــذا الملف
فشل معروف مسبقا
يبدو ان مفتاح نجاح المحادثات يكمن في تقليص رؤية كيري وفي تبني استراتيجية 'الخطوة خطوة' التي اتخذها كيسنجر
بقلم:أبراهام بن تسفي،عن اسرائيل اليوم
الرئيس الامريكي سيتحمل مسؤولية فشل المفاوضات
بقلم:نداف ايال،عن معاريف
هل سرنا في الطريق الذي يفضي الى إنهاء الصراع؟
ما زال البعض حول نتنياهو يؤمن بأنه لن يمضي حتى النهاية في الاتفاق مع الفلسطينيين وأنه لن يوقع على الاتفاق بل يريد كسب الوقت فقط
بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت
يبدو ان مفتاح نجاح المحادثات يكمن في تقليص رؤية كيري وفي تبني استراتيجية 'الخطوة خطوة' التي اتخذها كيسنجر
بقلم:أبراهام بن تسفي،عن اسرائيل اليوم
يوم الاثنين الماضي، بعد نحو ثلاث سنوات اعيد من جديد في واشنطن تحريك المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. ومع بدء المحادثات يجدر فحص ماذا حققت الدبلوماسية الدولية في الشرق الاوسط في العقود الستة الاخيرة. الصورة التي تنشأ عن الجملة الطويلة من محاولات تسوية النزاع الاسرائيلي العربي بشكل عام والنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني بشكل خاص تشير الى فشل كل الجهود، التي بادر اليها عدد لا يحصى من الوسطاء. وبالمقابل، عندما كان تطلع الوسطاء أكثر تواضعا وركز اساسا على وقف القتال، تتوج عملهم، في ظروف معينة، بالنجاح. بتعبير آخر، عندما تكون على جدول الاعمال المسألة الاساس للمصالحة والتسليم بوجود دولة اسرائيل، من جانب اصحاب القرار العرب، فان الوسيط الاكثر خبرة ما كان قادرا على ان يحطم جبهة الرفض العربية ويجلب السلام.
في الظروف التي اتجه فيها جل الجهد الدبلوماسي الى العثور على نقطة الاشتعال، رأى، بين الحين والاخر، بعض من الوسطاء البركة في عملهم، وذلك بشكل خاص عندما كان ينطوي على استمرار المعارك خطر ملموس من التصعيد الواسع. في هذه الاوضاع لم تتردد الولايات المتحدة في استخدام روافع تأثير ذات نزعة قوة ثقيلة الوزن على اسرائيل، وفي نهاية المطاف اجبرتها على الموافقة على وقف النار.
واحد من الوسطاء الابرز كان هنري كيسنجر، الذي شغل منصب وزير الخارجية ومستشار الامن القومي الامريكي في عهد الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد. وقد كان من الدبلوماسيين القلائل الذين فهموا قيود مسيرة الوساطة، وبالتالي، حتى عندما حاول تجاوز الهدف الاولي، الذي وجه خطاه في تشرين الاول/اكتوبر 1973، امتنع عن كل خطوة طموحة ترمي الى تحقيق تسوية شاملة للنزاع دفعة واحدة.
بدلا من ذلك بلور كيسنجر صيغة متدرجة ومدروسة، وهكذا أمل في أن يؤجل بالنسبة للعالم العربي، قدر الامكان، الاعتراف باسرائيل والى جانب ذلك يعثر على نقاط التوافق المحدودة بين الخصوم. وكان يفترض بهذه النقاط ان تساعد على بناء الثقة بين الاطراف، ما يمنحهم الحافز للتقدم نحو التسوية، ولكن حتى هذا المحنك الدبلوماسي لم ينجح في تحطيم الجمود السياسي. الاتفاق المرحلي في سيناء، الذي تحقق برعايته في ايلول/سبتمبر 1975، بقي خارج السياق المتواصل، وكل مرحلة في اطاره كان يفترض أن تمهد التربة للمرحلة التالية. اما عمليا فكانت النتيجة معاكسة التوقيع على الاتفاق لم يرمز الا الى النهاية المبكرة لاستراتيجية المراحل التي اتبعها.
وعندما تحقق، في اذار/مارس 1979 السلام الاسرائيلي المصري، فقد استند الى اقانيم مختلفة جوهريا، وعكس زعامة وتفكر رئيس الوزراء مناحيم بيغن والرئيس المصري انور السادات. لم تكن هذه مبادرة امريكية ما هي التي ادت الى وجوده. فضلا عن ذلك، يمكن ان نرى في بداية مسيرة التسوية تحديا اسرائيليا مصريا مشتركا لمحاولة الرئيس جيمي كارتر عديمة الجدوى في العام 1977، او يسوي، في مؤتمر سلام واحد، كل عناصر النزاع، بما في ذلك القضية الفلسطينية.
تكرار النغمة اللاذعة
كارتر لم يكن الاول الذي اعتقد بانه يمكن انهاء النزاع دفعة واحدة وفشل. وزير الخارجية وليم روجرز هو الاخر لم ينجح في ان يحقق في 1969 تسوية شاملة بين اسرائيل ومصر والاردن.
صورة مشابهة من عدم النجاح تنشأ عن تحليل محاولات الوساطة في المجال الفلسطيني. في صيف 2000 تحطمت قمة كامب ديفيد. فقد كان رئيس الوزراء ايهود باراك، هو الذي خطط لانهاء النزاع، والرئيس الامريكي بيل كلينتون تجند للخطوة. ورغم الدور الامريكي العميق واستعداد باراك لاجتياز خطوط حمراء متجذرة (منح سيادة كاملة على الحي الاسلامي وعلى حارة النصارى للسلطة الفلسطينية، مقابل الحفاظ على السيادة الاسرائيلية على حارة اليهود وحارة الارمن؛ وانسحاب بحجم نحو 92 في المئة في يهودا والسامرة) لم يكن رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات مستعدا لقبول التحدي. بعد شهرين فقط من فشل كامب ديفيد اندلعت الانتفاضة الثانية، ومعها اسدل الستار ايضا على مساعي الوساطة التي قام بها كلينتون.
مصير مسيرة انابوليس هي الاخرى، التي اطلقها الرئيس جورج بوش الابن في تشرين الثاني/نوفمبر 2007، لم يكن افضل. فبعد مرور سنة، ورغم مساعي وزيرة الخارجية كونداليزا رايس لبلورة تفاهمات بين الطرفين بالنسبة للمبادئ والخطوط الهيكلية للاتفاق الدائم الاسرائيلي الفلسطيني، علقت المسيرة في طريق مسدود. ورغم حقيقة أن رئيس الوزراء ايهود اولمرت سار بعيدا في عروضه الاقليمية، لدرجة تتجاوز التنازلات المبالغ فيها من باراك لم تكلف السلطة الفلسطينية نفسها عناء الرد على العروض الاسرائيلية. ودخلت كل المسيرة في جمود.
على خلفية هذه الصورة يطرح السؤال، ما الذي تغير مع المحادثات الحالية؟ لا ريب ان رئيس السلطة الحالي، ابو مازن، انجر رغم انفه الى ميدان المفاوضات المفتوح. حتى في المستوى الامريكي لا يعتبر بدء المفاوضات يعكس التزاما رئاسيا عميقا بالتسوية. ‘محادثات واشنطن’ هي وليدة خطوات نشيطة اتخذها وزير الخارجية جون كيري، ولا تعكس الموقف الشكاك للبيت الابيض. وبالفعل، عندما تكون سورية تنزف وفي مصر انقلاب عسكري عنيف، يتخذ تركيز كيري على صيغة التسوية الفلسطينية صورة منقطعة ظاهرا عن سلم اولويات الرئيس باراك اوباما.
يبدو بالتالي ان مفتاح نجاح المحادثات يكمن في تقليص رؤية كيري وفي تبني استراتيجية ‘الخطوة خطوة’ التي اتخذها كيسنجر. ومع ذلك، مشكوك أن تسمح طبيعة النزاع في المجال الفلسطيني بالتقدم في صيغة متعددة المراحل. الخيار العملي اكثر قد يكون ‘خيار الخطوة’. لخطوة وحيدة يوجد احتمال أكبر في تحقيق اتفاق يتحقق، طالما انقطع عن سياقات اخرى في النزاع. وعندما يتحقق مثل هذا النوع من الاتفاق، سواء كان أمنيا، أو عني بمسألة الحدود، فانه كفيل بان ينشئ وضعا راهنا مستقرا أكثر، يمنح الطرفين الوقت لاستيعاب التغيير. كل هذا، على أمل ان تسمح الظروف الجديدة، في المدى الابعد، بمحاولات اخرى تصل الى مطارح السلام.
الاشهر القريبة القادمة ستوضح بالتالي اذا كانت المحادثات ستكون محفزا لتقدم من مرحلة واحدة، او ربما ستكون ليس أكثر من عزف آخر لذات النغمة اياها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الرئيس الامريكي سيتحمل مسؤولية فشل المفاوضات
بقلم:نداف ايال،عن معاريف
هل سمعتم هذا الصوت الرقيق؟ انه صوت المفهوم المتحطم. وماذا كان المفهوم؟ ان بدء المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين هو هراء. محاولة أمريكية للشعور بها والسير بدونها؛ فلما كان الاجماع الاكبر هو أنه لا توجد أي فرصة للمحادثات، فان السؤال هنا هو فقط النجاح في العلاقات العامة؛ ان اوباما يسمح لكيري بان يلعب كفارس وحيد بين القبائل الشرق اوسطية لانه هو نفسه يئس، ولكن وزير الخارجية الامريكي مقارنة به مليء بالامال، لانه ساذج (احد السياسيين المخضرمين في واشنطن، ولكن بالنسبة للمحللين في اسرائيل بريء كالرضيع ابن يومه). ثمة من لا يزالون يوهمون أنفسهم بان هذه القصة لا تحصل حقا. وأنها مسرحية واحدة كبرى، فواضح أن الفلسطينيين لا يقصدون هذا، والاسرائيليين بالتأكيد لا يقصدون. وماذا عن الامريكيين؟ فهم يثرثرون حتى الجنون من دون قصد حقيقي.
هذه الفرضيات تدفع الناس لاتخاذ القرارات، لندع نفتالي بينيت الذي لا يؤمن للحظة واحدة بانه ستكون مفاوضات جدية ولهذا فلا يوجد أي سبب يدعوه للانسحاب من الحكومة؛ او اعضاء الليكود الذين صمتوا هذا الاسبوع صمتا نسبيا (التصريحات الغاضبة في الليكود هي صمت نسبي) حيال استئناف المحادثات. الجميع تطرقوا اليها وكأنها دمية ائتلافية: دمية لتسيبي ليفني، دمية لجون كيري، دمية لابو مازن.
نعم، التقدير المتشائم الذي يتوقع فشلا تاما لا يزال الاكثر عقلانية واحتمالا (كون المسيرة السلمية بين الطرفين فشلت منذ عشرين سنة، لا ريب أن الرهان الصحيح هو ضد المسيرة). نعم، شك كبير ان يكون نتنياهو وابو مازن قد اجتازا أنهارا فكرية وتوصلا الى الاستنتاج بانه ضروري الاتفاق الان، وفي نيتهما توفير الحلول الوسط الكبرى والمخيفة التي يتطلبها. وبقدر معرفتي، لا يوجد محلل واحد في الشرق الاوسط او في امريكا أعرب عن تفاؤل حقيقي بالنسبة للمحادثات. هذا مؤشر يبشر بالشر.
ولكن كل باقي عناصر المفهوم الاستخفافي انهارت. جون كيري أوضح، اوباما أوضح، بيان البيت الابيض أوضح الامر المسلم به: في الولايات المتحدة السياسة الخارجية تدار من البيت الابيض، او كما يقول مصدر في واشنطن: في هذه المدينة الرئيس اوباما ليس الرجل الاهم في الغرفة، هو الرجل الوحيد في الغرفة. التقدير الهاذي في أن جون كيري حصل على صندوق رمال ما يلعب فيه، في الوقت الذي يعتقد الرئيس نفسه بان المسيرة السلمية عديمة الاحتمال، وان كيري يدير مشروعا خاصا ما تبدد تماما. وقد تبدد بعد بيان اوباما وبعد أن التقى الطرفان وبعد الاقوال التي قالها جون كيري بناء على رأي الرئيس: في أنه يعمل بتكليف شخصي من الرئيس الذي كلفه بالمسؤولية عن العمل في ضوء خطابه التاريخي في القدس.
والكلمة ‘التاريخي’ بالنسبة للخطاب في مباني الامة ذكرت المرة تلو الاخرى. وكان هذا هو سبيل الامريكيين للتشديد على أن الرئيس تحدث الى الجمهور الاسرائيلي وقال ان السلام صحيح، عادل وممكن. وهو لم يقصد اطلاق شعار آخر. لم يكن هذا خطابا جاء فقط ليقول: ‘انتم لستم وحدكم’. فـ’لستم وحدكم’ لم تكن سوى مقدمة لخطاب برنامجي. وعلى اي حال فان فكرة ‘كيري يعمل وحده’ كانت غبية لان المسؤولية في نهاية الامر هي على اوباما. فاذا تفجرت المفاوضات واشتعلت المناطق بانتفاضة ثالثة، فان الرئيس الامريكي سيتحمل مسؤولية الفشل، وهو سيتحملها عمليا وحده. في الثقافة السياسية الامريكية ليس مقبولا القول: حسنا، أعطيت كيري اللعب في صندوق الرمال في الشرق الاوسط، ولم أكن مشاركا كثيرا، ولم أسمع ولم أعرف.
‘ ‘ ‘
التوافقات نفسها كانت متوقعة، ولكنها لا تزال ذات مغزى. مفاوضات متواصلة، لتسعة اشهر، من دون تسريبات (سنرى ذلك لاحقا) مع التزام الاطراف بالبقاء داخل المسيرة. مفاوضات غايتها تحقيق تسوية دائمة ونهاية للمطالب، اقامة دولة فلسطينية وحل مسائل الامن لاسرائيل، من دون مواضيع محظور البحث فيها. ذات مرة كان نتنياهو يقول عن حكومة ‘وافقت على الحديث’ عن القدس. أما اليوم فهو يأتي الى مفاوضات سيجري فيها الحديث ايضا عن اللاجئين. من خلف الكواليس تلقت اسرائيل تعهدا امريكيا في أن نتيجة المفاوضات ستكون الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية. وتلقى الفلسطينيون اعترافا بان الاساس هو خطوط 67. لا توجد هنا مفاجآت، ولكن هذا جزء من معركة الاستنزاف الدبلوماسية.
أين توجد مفاجآت؟ في التفاصيل السرية التي طرحها كيري في محادثاته مع الزعماء، ليس صدفة ان وزير الخارجية الامريكي شدد بعمق على الحاجة الى منع التسريب والى السرية التامة اثناء المحادثات. وبشكل نادر جدا طلب ايضا عدم تصديق ‘مقالات أو شائعات’ تقول ان الوحيد المخول للحديث هو هو وهو لن يتحدث. هذه السرية ليست فارغة من المضمون. خلفها يختبئ نهج كيري كله، الذي ينكشف بالتدريج على اصحاب القرار. فهم يسمعون ان المفاوضات لن تبدأ من نقطة الصفر، مثلما في الماضي، وان هذه المرة لن تجرى محاولة لابقاء المواضيع الصعبة الى النهاية. ومع تعيين مارتين اينديك القديم والمجرب، الكبير في شؤون اسرائيل والجمهور الاسرائيلي، من الصعب التصديق بان الادارة الامريكية تخرج الى هذه المؤامرة انطلاقا من الفهم بانها ستفشل. هذا لا يبدو على هذا النحو.
‘ ‘ ‘
توجد مناهج في العلوم السياسية تعتقد ان المسيرات هي ذات امكانية كامنة لتغيير طرق اصحاب القرار؛ وان مجرد الشراكة في المسيرة تؤدي باصحاب القرار الى التغير وتكييف أنفسهم للنفق الذي دخلوا فيه على علم. فالامريكيون يعرفون أن ابو مازن ونتنياهو يأتيان الى هذه الاتصالات وهما متشككان ومستاءان. وهم يفهمون بانه لا يوجد هنا دافع سياسي كبير في الطرفين، ولكنهم يعتزمون خلق مسيرة تضغطهما ببطء نحو القرار الذي يقربهما من الحل الوسط. القرار سيضطران الى اتخاذه وحدهما. التغيير سيحصل او لن يحصل، ولكن الامريكيين يعتزمون ‘التظاهر بهذا الى ان يتم’ (وبالانكليزية يرن في الاذن على نحو افضل: Fake It Till I Make It).
وفي واقع الامر لماذا لا يفعلان؟ مصدر أمريكي اشار هذا الاسبوع بنبرة عملية الى ان مشروعا مركزيا في مجال الخارجية يمكن لاوباما ان يسير نحوه بكل القوة هو السلام الاسرائيلي الفلسطيني. وضع سورية معقد واصعب من ان يحل في السنتين القريبتين، في كل الاحوال؛ من افغانستان انسحب؛ العراق بات نظيفا من الجنود الامريكيين؛ مشاريع مثل المواثيق البيئية وتخفيض السلاح النووي العالمي ستستمر لسنوات طويلة؛ مع الصين ستستمر امريكا بالمناكفة قليلا في مواضيع التجارة وتخفيض قيمة العملة. الاماكن الوحيدة التي يلتزم فيها الاطراف، رسميا على الاقل بوساطة امريكية ناجعة، هما القدس ورام الله. الطرفان متعلقان تعلقا عميقا بامريكا، وفي الواقع لا يمكنهما ان يتعلقا بغيرها. ليس فقط الاسرائيليون الذين اكتشفوا قبل اسبوعين كم هي اوروبا تبتعد، بل وايضا السلطة الفلسطينية التي لا يمكنها أن تسمح لنفسها باغتراب امريكي حتى ولو ليوم واحد. اذا كان ثمة مكان يمكن للرئيس ان يمارس فيه العضلات، كما أجمل المصدر، فهو عندكم.
في واقع الامر، يقول، اين يمكنه أن يحقق الانجازات على الاطلاق؟ الكونغرس منقسم؛ مجلس النواب على ما يبدو لن يحتل من الجمهوريين في الانتخابات القريبة؛ الاصلاح الصحي أقره، ولكن يحتمل أن يتأجل تطبيقه جزئيا، وعلى اي حال الولايات المختلفة تحاول احباطه؛ اصلاحات السلاح فشلت؛ محاولات البيت الابيض التغيير الجذري للاقتصاد الامريكي وشطب عدم المساواة التي تخنق امريكا فشلت تماما في هذه المرحلة. لقد خرج الرئيس الاسبوع الماضي الى سلسلة خطابات في الولايات المختلفة وقد بدت كخطابات انتخابية؛ وهذا مؤشر سيئ جدا لرئيس مدة نفاد مفعوله تقترب. اذا كان ثمة مكان لا يزال يمكن لاوباما أن يحقق فيه انجازات، فهو على ما يبدو في الخارج. ونزاعكم يبدو فجأة مغريا جدا. وعلى فرض أن هذا سينجح، بالطبع. حتى هنا المصدر الامريكي.
ماذا ينقص في هذا التحليل؟ ينقص الواقع، بالطبع. ينقص فهم النية الزعامية لنتنياهو الفهم الذي لا يوجد لدى أحد في العالم غيره. أنا لا اعرف احدا في الخريطة السياسية يقدر بان نتنياهو سيوافق، في اي سيناريو، على أن يقدم عرضا مشابها لعرض رئيس الوزراء اولمرت على ابو مازن 97 في المئة من اراضي يهودا والسامرة، ولا توجد اي جهة فلسطينية تعتقد بان ابو مازن سيكون مستعدا لان يقبل أقل من العرض الذي سبق أن طرح عليه.
‘ ‘ ‘
مصدر ذو صلة بالمفاوضات قال هذا الاسبوع في حديث خاص انه حل لغز نتنياهو ونواياه. انت تستحق جائزة نوابل، اجابه محادثه، او على الاقل التعيين في منصب محافظ بنك اسرائيل. فما هي نواياه؟
رئيس الوزراء توصل الى الاستنتاج بانه يتعين عليه أن يخلق لنفسه مجال عمل دولي سخي، قال ذاك المصدر، والسبيل الى عمل ذلك يمر في اعادة خطى اولمرت وباراك. اولمرت وباراك، اجابه محدثه ماذا، الانتحار سياسيا؟
تقريبا، اجاب المصدر بارتياح. نتنياهو توصل الى الاستنتاج بان عليه، مثل باراك واولمرت، أن يعرض عرضا سخيا. ان يكون في وضع يقول فيه لكل العالم: انظروا، عرضت على ابو مازن سلاما ودولة وهو رفض. بعد أن فعل باراك واولمرت ذلك نزل العالم عن رقبتيهما. منذئذ وحتى اليوم. وهما يعتبران محصنين من الانتقاد في المجال الفلسطيني. فقد فعلا كل ما يستطيعانه.
لا حاجة لنتنياهو أن يعرض على ابو مازن عروضا بعيدة المدى مثلما عرض سلفاه، لا سمح الله، فان رئيس السلطة قد يقبلها. لا، كل ما يحتاج نتنياهو الى عمله هو أن يقترح عرضا محترما. عرضا يمكن الجدال فيه. حلا تاريخيا يلزم اسرائيل بتنازلات أليمة، ولكن ليست أليمة جدا. لنفترض 85 في المئة من الارض. واضح أن ابو مازن سيرفض. يمكن دوما الاعتماد على الفلسطينيين ان يرفضوا. ولكن هكذا يمكن لرئيس الوزراء دوما أن يقول: عرضت. وخلافا لعرض اولمرت، عندي تفويض ايضا باقرار كل مبادرة سلام كهذه. فلعلني عرضت اقل بكثير مما طلبوا، ولكني لا أزال عرضت عرضا ‘جديا’. الرفض الفلسطيني للعرض الاسرائيلي السخي سيغلف نتنياهو بطبقة من المادة اللطيفة والناعمة التي تحصنه وتبقى معه لسنوات عديدة. واذا كانت حاجة، ستبقى معه عميقا في الهجوم على ايران. هذه هي القصة. انت متهكم جدا، اجابه محادثه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
هل سرنا في الطريق الذي يفضي الى إنهاء الصراع؟
ما زال البعض حول نتنياهو يؤمن بأنه لن يمضي حتى النهاية في الاتفاق مع الفلسطينيين وأنه لن يوقع على الاتفاق بل يريد كسب الوقت فقط
بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت
السؤال هو أتوجد هنا بشرى، وهل سرنا هذا الاسبوع في الطريق الذي يفضي الى انهاء الصراع، أو أن جون كيري يقود الطرفين الى الجدار والى فشل معلوم مسبقا، والى انفجار شامل والى دائرة ارهاب وعنف جديدة.
عادت تسيبي ليفني أول أمس من واشنطن مشحونة بالحماسة، وقد عاد اللون الى خديها كما يقول الكليشيه. إن ليفني هي سياسية تحصر همها في مهمة. بعد خمس سنوات مُرة وعقيمة وغير ذات صلة أعادها التفاوض الى مهمة حياتها. وأنا أُخمن أنها تعلم عميقا في قلبها أن احتمال ان تعود لتكون ما كانت عليه، أي مرشحة لرئاسة الوزراء وزعيمة لأكبر حزب، غير كبير، إن التفاوض هو عودتها.
أكثرت في سنوات المعارضة من زيارة واشنطن. وقد حرصت في كل زيارة على لقاء جون كيري، رئيس لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ. ونشأ بينهما تقارب وعلاقة حميمة. وقالت له ما هو رأيها في حكومة نتنياهو السابقة، وقال لها ما هو رأيه في سياسة اوباما. وللتقارب ثمن: فكيري يشعر بأنه قريب جدا بحيث يسمح لنفسه بالشجار معها.
وقد انتشت ليفني في الأساس من لقاء صائب عريقات الذي هو نظيرها في الجانب الفلسطيني. وقد ظهر الى الآن وهم المخاوف من ان الفلسطينيين يأتون الى التفاوض لتفجيره، فقد جاء عريقات ليدفع بالتفاوض الى الأمام لا ليدفع الاسرائيليين الى مقعد المتهمين.
لا تؤمن ليفني بما تسميه ‘طريقة الايهودين’ باسم ايهود باراك وايهود اولمرت. فقد دفع باراك عرفات الى داخل غرفة التفاوض في كامب ديفيد، وأعطى اولمرت أبو مازن ورقة وقال له إما أن توافق وإما أن أُزيل الاقتراح عن الطاولة. فهي تؤمن بمفاوضة بطيئة ومنهجية وتدريجية لا بالعمل الخاطف. وقد كررت هذا الكلام ايضا في اللقاء في واشنطن.
ولكيري توجه خاص نحو التفاوض، حينما كان يتولى عملا في مجلس الشيوخ تحدث عن الحاجة الى إملاء امريكي، ويجب على الادارة الامريكية اذا لم يكن الطرفان قادرين على التوصل الى تسوية بينهما أن تعرض خطة منها. ومن حق الطرفين أن يرفضا لكنهما لا يستطيعان توقع أن تُغطي امريكا رفضهما باستمرار المساعدة. وإن حصر كيري عنايته في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني هو قراره لا قرار اوباما وعنده طموحات كبيرة.
في اثناء الاتصالات السابقة طور كيري عدة مرات اتفاقات الطرفين نحو الأعلى. وغضب الطرف المتضرر لكنه خشي إثارة جلبة لئلا يُتهم بتعويق المسيرة بسبب أمر تافه. ولم يبق للمتضررين سوى ان يباركوا ما انتهى الامر اليه. وقد اتى التصميم الذي أدار الاتصالات به أُكله، فقد وافق الزعيمان على دفع أثمان للتوصل الى محادثات، فتخلى أبو مازن عن اثنين من طلباته الثلاثة المسبقة فلا اعلان بالتجميد ولا التزام باتفاق يقوم على خطوط 1967؛ ودفع نتنياهو بالسجناء وتجميد جزئي للبناء في الضفة.
وكان لكيري انجاز آخر وهو ان الطرفين التزما بألا يُسربا تفاصيل من المحادثات ووفيا بوعدهما. وقد تنازل نتنياهو تنازلا آخر في هدوء شديد: فقد وافق على أن يكون المبعوث الامريكي حاضرا في غرفة التفاوض. وقد فضلت حكومات اسرائيل دائما محادثة الفلسطينيين بلا وسيط، فقد افترضت أن للوساطة ثمنا، فهي تُبعد اسرائيل عن امريكا وتجعل مواقف الفلسطينيين متشددة. وقد فضلوا ترك الوسيط لنهاية المسار لا لبدئه.
ونشأت حاجة الى مبعوث خاص يعرف جيدا المنطقة وزعماءها وهو مقبول لديهم وذو تجربة دبلوماسية ثرية، وله صلات جيدة في واشنطن وقريب في تصوره العام من الرئيس ووزير الخارجية. فاختيار مارتن اينديك ابن الـ63 مفهوم من تلقاء نفسه تقريبا. وقد قضى اينديك فترتي ولاية ناجحتين سفيرا للولايات المتحدة في اسرائيل. وهو يزورنا هنا في أوقات متقاربة. ويراه أبو مازن وسلام فياض وآخرون في الجانب الفلسطيني صديقا. ويعتمد اوباما وكيري عليه.
سيتبين للاسرائيليين اثناء التفاوض مبلغ كون اسرائيل ومستقبلها وسلامتها وأمنها قريبة من قلبه أو هي في واقع الامر جزء من قلبه. إن الفشل الدائم لجهود السلام قد جعل أكثر المشاركين فيه غير جديين إلا اينديك، ولا سيما حينما يكون الحديث عن اسرائيل.
في أحد الجدالات بيننا في استمرار المسيرة اقتبس على مسامعي كلاما قاله ونستون تشرتشل: ‘لا تتنازل أبدا أبدا أبدا لا في الامور الكبيرة ولا في الامور الصغيرة’. وسيكون هذا شعاره في بداية التفاوض.
الثمن الأدنى
إن نتنياهو، كما يقول أحد الاشخاص الذين تابعوه من قريب، يجد في كل يوم على طاولته طائفة من المواضيع التي تحتاج الى قرار، وهو يختار دائما الخيار الذي ثمنه هو الأدنى. إن اعلانا بتجميد البناء في المستوطنات أو تفاوضا على أساس خطوط 1967 كانا يهددان سلامة حكومته. والافراج عن سجناء حتى السجناء من مواطني اسرائيل، مؤلم لكنه غير مهدِّد من الجهة السياسية. ففضل ألماً مؤقتا على تهديد طويل، ومواجهة للعائلات على مواجهة للمستوطنين.
وهذا ما سيكون في التفاوض بعد ذلك، فستنشأ منافسة في الأسعار ومنافسة في الضغوط: وسيكون تحدي مؤيدي الاتفاق ومعارضيه أن يضعوا على طاولة نتنياهو أرخص خيار بالنسبة اليه في تلك اللحظة، وسيخيب أمل من يتوقع خطة شاملة.
إن نائب وزير الخارجية زئيف الكين متأكد من أن نتنياهو لن يوقع على اتفاق، وهو يقول ‘الفرق بين ما عرضه اولمرت وما يعرضه نتنياهو لا يمكن التقريب بينهما. ولن يوافق الفلسطينيون على قبول أقل مما عرضه اولمرت عليهم. أنا آمل واؤمن بدرجة 99 في المئة ان نتنياهو لن يبلغ الى الموضع الذي كان اولمرت فيه لأنه لا يمكن ان تكون هناك وتقود الليكود’.
وسألت: ما الذي يريده نتنياهو اذا في الحقيقة؟ ‘نتنياهو يلعب بالوقت. ستنتهي الاشهر التسعة في أيار/مايو 2014. وسيكون الجهاز السياسي الامريكي مشغولا بالانتخابات المتوسطة التي ستتم في تشرين الثاني/نوفمبر، وسيصبح اوباما بعد الانتخابات المتوسطة بطة عرجاء’.
إن نتنياهو في نظر الكين ينتمي الى ليكود الأمس والى يمين الأمس. وقد كان نصف الاصوات التي ذهبت لليمين في الماضي لما يسميه الكين ‘اسرائيل عامة’. ويوجد اليوم في نواب اليمين الستين 13 للحريديين و17 للقبعات المنسوجة و16 للروس و14 فقط للجمهور العام، فالذي يريد ان يُنتخب في اليمين لا يستطيع ذلك بغير القطاعات.
إن دخول نتنياهو الى التفاوض يُذكر الكين بفترة الانفصال ويقول: ‘يوجد فرقان، الاول أنه لا يوجد اليوم خيار للمعسكر المعتدل ليفعل ما فعله شارون ولينشئ حزب مركز. وقد كان من عناية الرب ان تجتاز كديما نسبة الحسم وتحصل على نائبين وان تكون مثالا حيا لفشل الانقسام ذاك وتذكيرا لكل من يفكر في هذا في الليكود. والسبب الثاني ان المركز مليء فلبيد يملؤه’.
قلت: لكن لا أحد يهدد نتنياهو. فقال الكين: ‘صحيح، كان لشارون نتنياهو الذي كان يمكنه ان يحل محله، وليس لنتنياهو نتنياهو آخر. وليس لليمين في الليكود زعيم. تحدثوا في الماضي عن بوغي يعلون، لكن يعلون يُخيب أمل اليمين مرة بعد اخرى.
‘إن نتنياهو غير مهدد من جهة، وهو من جهة اخرى مُعوق. فقد ثار عليه هذا الاسبوع اربعة رؤساء من المؤسسات في الليكود وهم: رئيس الكتلة الحزبية ياريف لفين، ورئيس أمانة السر اسرائيل كاتب، وأنا رئيس الديوان ورئيس المركز داني دنون، بل ثار عليه رجله أوفير ايكونيس′.
وسألته لماذا عارض إدخال عرب من مواطني اسرائيل في صفقة السجناء. أليس يرى أن حكم عرعرة كحكم نابلس، وأن حكم أم الفحم كحكم رام الله.
قال: ‘هذا صحيح، لكن يوجد فرق ما لم نضم نابلس. وان الافراج عن قتلة لا يدفع بالسلام الى الأمام’.
حينما نتحدث الى معارضي التفاوض في الليكود، يصعب أن نعلم هل معارضتهم حقيقية، أولن يأتي اليوم الذي يقولون فيه ايضا كل واحد في نوبته إن ما يرونه من هناك لا يرونه من هنا. وقد أقسم الكين أن هذا لن يحدث معه. ‘أنا نائب وزير منذ نصف سنة وما زلت أرى الامور كما رأيتها قبل ذلك’، يقول. إن الجانب الساخر في هذا الامر هو ان اولئك الساسة الذين يبذلون أقصى ما يستطيعون لافشال رئيس وزرائهم، يعملون في موازاة ذلك على إمضاء قوانين تقضي على قدرة المعارضة على كف رئيس الوزراء. وهم لا يعلمون أن القدرة على الحكم تبدأ في البيت.
أسير ضغط
في نيسان/ابريل من هذه السنة وقف اوفير ايكونيس نائب الوزير المسؤول عن الصلة بين الحكومة والكنيست على منصة الخطباء في الكنيست وقال ما يلي: ‘أنا مخول بأن أجيب عن الموقف الاسرائيلي: لا يوجد قرار اسرائيلي على الافراج عن مخربين. وآمل ألا يوجد ضغط (امريكي) لأن الضغط لن يساعد. فليست سياسة الحكومة هي الافراج عن مخربين’.
وفي هذا الاسبوع اعتذر ايكونيس في صفحته على الفيسبوك: ‘أريد أن أعتذر للعائلات الثكلى التي فهمت مني أنه لا توجد نية (للافراج عن قتلة أعزائها). ويؤسفني من أعماق قلبي أن جهات مختصة كانت مشاركة في التفاوض قد ضللتني’.
وأشار ايكونيس بعبارة ‘جهات مختصة’ اشارة خفية الى مجلس الامن القومي. فقد توجه الى رئيس مجلس الامن القومي الذي ترك عمله، اللواء (احتياط) يعقوب عميدرور، وسأله لماذا ضللوه، فقال عميدرور إن ما أُبلغ لايكونيس كان صحيحا في الوقت الذي أُبلغ فيه. وصعب على ايكونيس أن يُصدق.
حينما أبلغ رئيس الوزراء الوزراء بأمر صفقة السجناء، تحدث عن 82 سيُفرج عنهم. ولم يكن العدد صحيحا لأن اسرائيل التزمت بالافراج عن 104، وحينما طلب وزراء تفسيرا للفرق أُجيبوا بنفس الجواب وهو انه حينما تحدث نتنياهو عن 82 كان العدد 82. وزاد العدد بعد ذلك تحت الضغط الامريكي.
إن قضية السجناء اذا تجاوزنا الجوانب الشعورية والقانونية التي تصاحبها، تعرض سؤالا دستوريا وهو: هل كذب رئيس الوزراء والعاملون معه؟ وهل يجوز لهم ان يكذبوا ومتى ومن وفي أي المواضيع، ومتى لا يجوز لهم؟.
زعم أحد المقربين من أبو مازن على مسامعي هذا الاسبوع ان كل ذلك سخافات، لأنه قُدم منذ بدء التفاوض قائمة أسماء تشمل 104 سجناء منهم 14 من مواطني اسرائيل. ووضعت القائمة في جيب بدلة كيري وفي جيب بدلة نتنياهو ولم يُغير فيها اسما واحدا.
اجل، حينما ذكر بوغي يعلون فوق منصة الكنيست عدد 82 سارع احمد الطيبي الى اصلاحه بـ104 وكان الطيبي صادقا.
تزعم عناصر اسرائيلية مُطلعة على القائمة أن الرواية الفلسطينية غير دقيقة. أولا إن قائمة أسمائهم غير مُحدثة، وثانيا يوجد جدل في التاريخ الذي يؤثر في العدد، فالتاريخ صاحب القرار بالنسبة للاسرائيليين هو المراسم في البيت الابيض في ايلول/سبتمبر 1993؛ وهو بالنسبة للفلسطينيين التوقيع على اتفاق السجناء في القاهرة في مايو 1994.
وقد جدّوا وفحصوا في وزارة القضاء ووجدوا ان السجناء الـ121 هم في السجن منذ كانت اوسلو، ومكّن هذا نتنياهو من التوصل الى مصالحة مؤقتة مع سلفان شالوم ووزراء آخرين ثاروا بسبب الافراج عن الاسرائيليين. يوجد 104: ليس بينهم اسرائيليون الى الآن، وسيُفرج عن الاسرائيليين في النهاية، وحينما يُدخلون الاسرائيليين من جديد، اذا أدخلوهم، فسيأتون بالقرار لتوافق عليه الحكومة.
وأراد أحد وزراء الحكومة ان يفهم التاريخ بصورة أفضل فتوجه الى المحامي موشيه شاحل. كان شاحل في فترة اوسلو وزير الامن الداخلي وكان دافيد ليفئي وزير القضاء. وقد عينهما رابين للفحص عن قضية الافراج عن السجناء: كان في السجون آلاف السجناء الذين اتُهموا بالعضوية في فتح. وبعد ان اعترفت اسرائيل بالمنظمة لم يعد يوجد سبب للاستمرار على إبقائهم في السجون. ووجد آخرون. وطُرح للبحث 3789 سجينا.
‘طلب نبيل شعث الافراج عن مواطنين اسرائيليين’، يقول شاحل. ‘قلت، مِش ممكن. وتكمش شعث ولم يفتح فمه’.
وعندما سألت شاحل ماذا كان سيفعل الآن لو احتاج الى مصالحة مبدئية فقال: ‘اؤيد تجديد التفاوض. لو أنهم استشاروني لقلت لهم اتجهوا الى مسار تحديد العقوبة، فيحدد رئيس الدولة العقوبة ويُفرج عنهم. ولا تتجهوا الى هذا الاطار.
‘أتقولون انه يجب علينا ان نقوم بتفضل؟ لا بأس. اتجهوا الى السن. واتجهوا هنا الى الجميع′.
يتذكر شاحل جيدا متظاهري الليكود الذين بصقوا في وجه أمنون شاحك حينما جاء الى موقع عملية تفجير. ‘لو أن حكومة لحزب العمل قامت بهذه الصفقة لأنشأوا لنا احتفالا ضخما’، قال للوزير الذي توجه اليه.
واقتنع الوزير وصوت في الحكومة معترضا على الاتفاق.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
