اقلام واراء اسرائيلي 419
21/8/2013
في هــــــذا الملف
ينبغي تقديم مساعدة دبلوماسية لمصر
بقلم: دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم
هستوريا ‘تاريخ’ وليس هستوريا ‘هوس′
بقلم: يوسي احيمئير،عن معاريف
لمبارك تسع ارواح والعالم يدين له بثلاثين سنة استقرار
بقلم: بنيامين بن اليعيزر نائب من العمل ووزير الجيش الاسبق،عن معاريف
مسيحيون مُحاصرون في مصر
بقلم: أفيعاد كلاينبرغ،عن يديعوت
ضقنا بكم ذرعاً أيها اليمينيون الاسرائيليون المتلونون
بقلم: عوزي برعام ،عن هآرتس
ألا ترون أن محاولات السلام لن تنجح؟
بقلم: موشيه آرنس،عن هأرتس
سيصلنا الارهاب آخر الامر
بقلم: اليكس فيشمان،عن يديعوت
ينبغي تقديم مساعدة دبلوماسية لمصر
بقلم: دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم
إن تجنيد الدبلوماسية الاسرائيلية لخدمة النظام العسكري في مصر خطوة سيئة جدا. سيئة لاسرائيل وسيئة لجيش مصر. لكنها أخف الضرر لأنه لا يوجد أفضل منها.
إن عودة الاخوان المسلمين الى الحكم الذي تركوه، رغم أنوفهم، قبل عدة اسابيع ستكون ندباً عميقا. إن هذا المسار سيغرق مصر في العصور الوسطى. فكرامة المرأة عندهم هي في الداخل في المطبخ فقط؛ وستخلي الاكاديمية والتقدم التكنولوجي مكانهما لمتدينين متطرفين وغوغائيين بلا حلول.
وسيكون ذلك ندبا عميقا للمنطقة كلها، حينما يسيطر آيات الله على اختلافهم في طهران وأنقرة والقاهرة وفي بيروت ايضا بقدر كبير؛ وسيكون ندبا عميقا لاوروبا التي يهدد الآن ارهابيون اسلاميون بالهجوم على قطارات في داخلها وهي غير مبالية أو مذعورة؛ وسيكون ندبا عميقا لاسرائيل ايضا. فان هذا النظام سيكون تهديدا دائما لاتفاق السلام الذي وقع عليه مناحيم بيغن وأنور السادات وثبت لامتحان الأحداث القاسية التي حدثت منذ 1979.
حينما قتل متطرف ظلامي السادات فرض بيغن حضوره في الجنازة. ولا يوجد من يستطيع أن يتخيل رئيس وزراء اسرائيليا يسير وراء النعش لو أن المتآمرين قتلوا حسني مبارك (يبدو انه يوجد عدل لكن لا يوجد منطق في ان يفرج النظام العسكري عنه من السجن ويسكب زيتا آخر على الموقد). وستدفع اسرائيل ثمنا ما حتى لو نجح الجيش في جعل الدولة مستقرة، لأنه سيضطر الى إظهار تباعد وانفصال عنها. لأن الدوائر الليبرالية على الخصوص، لا الاخوان المسلمين، يثيرون طلب الغاء اتفاق السلام، واذا تغلب الفريق عبد الفتاح السيسي على خصومه فسيضطر الى ان يستجيب للصرخة المخيفة من ميدان التحرير.
لكن هذه هي الامكانية المريحة، لأنه اذا نجحت امريكا واوروبا في اسقاط الحكم العسكري واعادة العجلة الى الوراء فستصبح العلاقات بين القاهرة والقدس أصعب من ان تُحتمل. ولن يتجاهل من سيكون مرسي القادم الجهد الدبلوماسي الاسرائيلي لتمييل قلب امريكا واوروبا الى الجيش. وسيكون الثمن الذي ستدفعه اسرائيل أكبر كثيرا بما لا يقبل المقارنة.
يوجد شيء ما مقلق في مجرد حاجة اسرائيل الى قرع أبواب وزارات الخارجية في الغرب، وبيان ذلك، حيث كان يجب عليها ان تفهم ذلك من دون مساعدة دبلوماسية من الخارج. ويقتضي سلوك الغرب الذي يثير العجب نظرة أساسية، فقد تكون قوته ضعفت، وفقد رغبته في النضال لأجل جوهر الحكومة التي ستسيطر على القناة المائية الصناعية، التي تربط آسيا باوروبا؛ وقد يكون اوباما ساذجا؛ وقد تكون اوروبا محجمة عن إغضاب الاسلام، بسبب كثرة العرب الذين استوطنوها.
إن شيئا ما من كل هذه الاحتمالات موجود في امريكا واوروبا اللتين تنظران الى الأحداث المصرية في ذهول. فيجب على اسرائيل اذا ان تنقض عدم التدخل الذي ميز سلوكها الى الآن في مصر وسورية. إن سهولة ضغط الجيش المصري على الزناد في ميدان التحرير تثير الارتداع حقا، لكن هذه المواجهة الآن مواجهة حياة أو موت، والذي سيضعف أولا هو الذي سيستسلم للضغط الخارجي، والذي لا يسير الى النهاية لن يستطيع ان يسير البتة. والسيسي يعلم هذا وكذلك الاخوان المسلمون. ويتظاهر اوباما وكاثرين آشتون فقط بأنهما لا يعلمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
هستوريا ‘تاريخ’ وليس هستوريا ‘هوس′
بقلم: يوسي احيمئير،عن معاريف
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ابن المؤرخ عظيم السمعة، أعلن انه يعارض الغاء امتحان الثانوية في التاريخ. رئيس الوزراء هو زعيم ذو وعي تاريخي. فهو ضالع في التاريخ، وبالتأكيد الصهيوني منه، يعرف ماضينا ويعترف باهمية تعليم التاريخ. من مثله يعرف: التاريخ يساعد على استخلاص الدروس من احداث الماضي، خشية أن تتكرر اخطاؤنا في الحاضر. ‘لنتنياهو احساس برسالة تاريخية وهو يعمل انطلاقا من الصلة التاريخية’، على حد قول من عمل سكرتيرا للحكومة، تسفي هاوزر.
حتى الخصوم السياسيون لرئيس الوزراء يعرفون ميوله التاريخية، ولهذا فهم لا يكتفون بالقول اذا كان نتنياهو سيسير الى المفاوضات انطلاقا من الاستعداد للتنازلات والانسحاب الاسرائيلي الى خطوط 67، وسيفرشون له شبكة أمان، وهم يحفزونه على ذلك بل ويكتبون له: ‘يا بيبي اصنع تاريخا’. في صحيفة ‘هآرتس′ وحدها قرأنا في غضون ايام أربعة عناوين هي: ‘نتنياهو يستطيع′، ‘نتنياهو جدي’، ‘فرصة حياة نتنياهو’، ‘بوادر سياسة’.
بالنسبة لليبراليي ‘هآرتس′ ورجال اليسار، فان القيام بالخطوة السياسية السليمة والدخول الى صفحات كتب التاريخ في هذا الزمن، معناه واحد: عمل غير المتوقع من زعيم اليمين، السير في خطى سلفيه مناحيم بيغن الذي سلم كل سيناء، ارييل شارون الذي فك ارتباطنا عن غزة والاستجابة لكل مطالب الفلسطينيين. اذا كان نتنياهو ايضا ‘سيرى الامور من هنا مثلما لا ترى من هناك’، كما يقولون، اذا ما أحدث انعطافة 180 درجة في مواقفه، فانه سيدخل التاريخ والى مصاف ‘معسكر السلام’.
كما هو معروف، اليسار مستعد لصنع السلام تقريبا بكل ثمن يفرض على اسرائيل. اليسار يعتقد ان صنع التاريخ، معناه الكف عن ‘الاحتلال’، الانطواء في خطوط 67، تقسيم القدس، اقامة دولة فلسطينية، وربما حتى تحقيق حق العودة الى داخل اسرائيل. وهم يشخصون لدى رئيس الوزراء نقطة ضعف، مزعومة، يجدر الضغط عليها، وهي عطشه لـ’خطوة كبرى’ يكون اسمه مرتبطا بها الى الابد في صفحات التاريخ. من هنا اللغة السلسة تجاهه، على أمل انه بدلا من أن يهاجم ايران، يصنع السلام مع الفلسطينيين. أوليس نتنياهو هو الذي اعلن ‘دولتين للشعبين’؟.
أعتقد انه بالذات لان رئيس الوزراء يفهم في التاريخ ويحب التاريخ، فانه لن يتصرف بهوس (بهستيريا)، ولن يتخذ خطوات عديمة المسؤولية الوطنية. ينبغي الامل في أن تكون لرئيس الوزراء خطوط حمراء، كتلك التي لا ينـزاح المرء عنها تحت هذا الضغط او ذاك، الذي يتعرض له او سيتعرض له، من الداخل او الخارج. أحيانا يكون ‘صنع التاريخ’ معناه بالذات ليس صنع ‘خطوة تاريخية’، ليس الاستسلام للمشاعر والاغراءات المؤقتة. معناه بالذات صد الضغوط وعدم تعريض مستقبل اسرائيل للخطر، وهو المسؤول عنه، بثمن عناوين رئيسة عاطفة في صحف اليسار أو مقابل هتافات مؤيدة من جانب غلئون ومتسناع. احيانا يكون ‘صنع التاريخ’ معناه بالذات الوقوف في وجه الاغراء الذي في اتفاق السلام، بكل بثمن تقريبا.
اذا عمل بنيامين نتنياهو حسب المبادئ الوطنية، نظريا وعمليا، في الوضعية غير البسيطة التي يقف امامها، فلعله في موعد ما في المستقبل سيدخل كتب التاريخ وفي اختبار الثانوية في التاريخ، فصل مهم ايضا عن رئيس الوزراء التاسع لاسرائيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
لمبارك تسع ارواح والعالم يدين له بثلاثين سنة استقرار
بقلم: بنيامين بن اليعيزر نائب من العمل ووزير الجيش الاسبق،عن معاريف
إنها لمهزلة القدر، حسني مبارك اطيح من الحكم بعد أن اتهمه ابناء شعبه بالطغيان العسكري وها هو، بعد نحو سنة فقط فهم المصريون انهم تلقوا بدلا من مبارك شيئا ما اسوأ بكثير ـ الطغيان الاسلامي، الذي أجبر الجيش على القتال ضده. مشوق ان نشهد كيف يلعب القدر. فحسب التقارير، مبارك اياه برأت المحكمة المصرية أمس ساحته، بل ثمة تقارير عن أنه سيفرج عنه الى بيته. يهزأ القدر بذات الانسان والزعيم الذي على مدى ثلاثين سنة عرف كيف يمسك بالشرق الاوسط وظلت مصر كالصخرة المستقرة. فقد أيد مبارك المسيرة السلمية تأييدا هائلا. وكان احد عناصر الاستقرار في المنطقة. وفي النهاية اطيح عن كرسيه ونقل مكللا بالعار الى قاعة المحكمة وهو مستلقٍ على حمالة.
بودي ان اؤكد انه خلافا لما يميل بعض الناس الى التفكير به، فان مبارك لم يكن مؤيدا لاسرائيل. لقد كان أولا وقبل كل شيء وطنيا وقوميا مصريا فخورا. حرص على مصلحة ابناء شعبه وبلاده، واعتقد ان السلام مع اسرائيل جيد لمصر. مبارك، استنادا الى معرفتي به، قدر اسرائيل جدا. قدر قوتها وأهميتها كجهة استقرار في الشرق الاوسط، ولكن كل شيء كان من زاوية نظر المصالح المصرية.
اعتقد ان الشرق الاوسط مدين له بدين كبير، بثلاثين سنة من الاستقرار. فضلا عن ذلك فان الغرب ايضا مدين له بهذا الدين. واذا ما برئت ساحته بالفعل وافرج عنه في الايام القريبة القادمة، فليس عندي ما اقوله الا ان لهذا الرجل تسع أرواح، فبعد أن اطاحوا به، جروه مكللا بالعار الى المحكمة، صلبوه وأبنوه، والرجل كفيل بان يعود الى بيته الان.
ثمة من يدعي ان الجنرال السيسي أطاح برئيس انتخب في انتخابات ديمقراطية. لكل من يدعي ذلك بودي أن اقول ان الديمقراطية في مصر لم تؤدي الى صعود الاخوان المسلمين، بل الى صعود الاخوان المسلمين المتطرفين. برأيي لو لم يتخذ الجنرال السيسي خطوات كاسحة في غضون وقت قصير لاصبح النظام المصري نظاما يشابه النظام في ايران، وعلى حدودنا الجنوبية كنا سنرى حراس ثورة بصيغة مصرية.
قلت في حينه ان المصريين لا بد سيشتاقون الى مبارك. انا لا اقول انه بريء من كل خطأ. ولكن محيطه منعه من أن يفهم على نحو سليم ما يحصل للشعب، وهذا ربما هو ما ادى الى ثورة الشباب. ولكن رغم ذلك اسمع اليوم بوضوح اصواتا في مصر تتحدث عن الشوق الى مبارك. وعن هذا نقول ـ دهاء التاريخ.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
مسيحيون مُحاصرون في مصر
بقلم: أفيعاد كلاينبرغ،عن يديعوت
يحرقون كنائس في مصر مرة اخرى، يحدث هذا من وقت لآخر حينما توجد ازمة وطنية، أو حينما يُدفع شخص من أبناء الأقلية القبطية الى صراع مع شخص ما من أبناء الأكثرية المسلمة، لماذا؟ لأن كونك عربيا ‘حقيقيا’ يعني ان تكون مسلما. ويرى كثيرون في مصر (وفي دول مسلمة اخرى) أن الاسلام هو الرباط القومي ـ الثقافي للمجتمع المصري، كما ان اليهودية هي الرباط الثقافي ـ القومي للمجتمع في اسرائيل. ومن لا ينتمي الى الدين الحاكم، لا يكون عديم حقوق المواطنة، لكن يُنظر اليه بالمعنى العميق على أنه نبتة غريبة.
إن هذا التصور متناقض لأن النبتة الغريبة في البلدين هي الأكثرية على الخصوص. فقد كانت القلة الدينية في مصر هناك قبل الكثرة، كما في اسرائيل. وكانت المسيحية الديانة الحاكمة في مصر قبل الاسلام. والاقباط هم أبناء السكان القدماء في البلاد هناك، حينما جاء المحتلون المسلمون في القرن السابع. ولم تأت المسيحية القبطية مع الاستعمار بخلاف كثير من بلدان العالم الثالث. فهي قديمة وعميقة الجذور كالتيارات المسيحية غير الغربية في العراق ولبنان وسورية. وإن وضع المسيحيين في هذه البلدان كلها غير جيد، بل سيئ جدا (قُتل بحسب التقديرات في السودان نحو من مليون مسيحي) في بلدان مسلمة اخرى.
لم تكن الحال كذلك دائما، فالاسلام دين أكثر تسامحا من المسيحية، من جهة تاريخية. وقد كان وضع المسيحي الذي يعيش في البلدان الاسلامية حتى القرن العشرين أفضل كثيرا على الدوام تقريبا من وضع المسلم الذي كان يريد ان يعيش في البلدان المسيحية. وتغير كل ذلك في العصر الحديث، فتبنى الغرب تصور التسامح الديني وطمس على هويته المسيحية. وفي مقابل ذلك قوّى العالم الاسلامي العلاقة بين القومية والاسلام. يُرى الاقباط، رغم جذورهم القديمة في مصر كما قلنا آنفا، أقل مصرية من مواطني الدولة المسلمين، والنظرة اليهم هي بحسب ذلك. فحينما يشعر المسلمون بأنهم مهددون يهاجمون الطوائف المسيحية المحلية.
ليس الحديث فقط عن ازمات محلية: فحينما نشرت صحيفة دنماركية رسوما كاريكاتورية عن النبي محمد أحرقوا كنائس في أنحاء العالم الاسلامي كله. وحينما يريد الاخوان المسلمون ان يعبروا عن هويتهم الدينية في مصر فانهم يفعلون ذلك بالهجوم على اخوانهم المسيحيين.
لا تشجع السلطة هذه الهجمات، ولأنها تقبل، نظريا على الأقل، تصور المواطنة الغربي الذي يرى جميع سكان الدولة مواطنين متساوين في الحقوق، فانها تندد بالهجمات على مواطنين محافظين على القانون مهما تكن ديانتهم، لكن السلطات في واقع الامر تميل الى اغماض عيونها. ولا يعاقَب مُحدثو العنف أبدا تقريبا، أو يعاقبون عقوبات طفيفة جدا.
ورغم ان الاقباط يبلغون نحوا من 10 في المئة من سكان الدولة، فان تمثيلهم في المؤسسات الحاكمة، كما هو في المؤسسات العلمية ايضا، ضئيل. وإنك لتجد في مصر دائما وزيرا قبطيا أو حاكما قبطيا. ويُدعى رؤساء الكنيسة الى احتفالات رسمية (ويعلنون ولاءهم للسلطة)، لكنه يوجد على نحو عام تفاهم صامت على أنه يجب على أبناء القلة ان يعرفوا مكانهم.
ويفضي هذا الوضع الى هجرة مسيحيين كثيرين في البلدان الاسلامية من دولهم. وتنخفض نسبتهم من السكان بالتدريج، ولا يهم هذا الأكثرية في بلدان المهاجرين، بل ربما العكس هو الصحيح. لكن ما يفاجئنا بصورة أكبر شيء ما حقيقة ان هذا الوضع مقبول على الغرب ‘المسيحي’ ايضا. فالمضايقات التي لا تنقطع والتمييز الذي تعانيه الأقليات المسيحية تُرى في الغرب مشكلة داخلية. وهذا شأن ثقافي لا يحسن التدخل فيه. هل يقتلون المسيحيين في الجزائر أو في السودان؟ وهل يحرقون الكنائس في مصر؟ هذا أمر غير مقبول لكنه ليس فظيعا حقا ايضا.
ما الذي يمكن ان نتعلمه من هذا؟ نتعلم انهم في الدول التي يكون التعريف القومي فيها ذا صلة قوية جدا بالتعريف الديني، لا يكون من الافضل ان تنتسب الى دين القلة، وهذا ليس في مصر وحدها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ضقنا بكم ذرعاً أيها اليمينيون الاسرائيليون المتلونون
بقلم: عوزي برعام ،عن هآرتس
ويْلاه.. ما أشد نفاق نقاد نتنياهو، الذي أفرج عن سجناء فلسطينيين قُبيل بدء التفاوض. ويا للجهد العظيم الذي بُذل للبرهنة على ان رئيس الوزراء أدار ظهره لايديولوجيته. إن جميع النقاد واصحاب الرأي يتجهمون ويقولون ‘إنها بُذلت مقابل لا شيء’. ولا أضم الى الحساب دموع التماسيح التي ذرفتها إييلت شكيد، في الرسالة الوقحة التي أرسلتها الى وزير الخارجية الامريكي.
إن منطق الهجوم واضح، فهؤلاء الاشخاص قتلوا أبناءنا ونحن نتفضل على مُرسليهم. صحيح أنه ليس واضحا ما الذي سينتج عن التفاوض. وصحيح ان الفروق بين الطرفين لا يمكن التقريب بينها. لكن كيف يستطيع نتنياهو من جهة ثانية ان يأتي الى محادثات سلام مع مُضايقة زئيف إلكين ونفتالي بينيت وأوريت ستروك وتسيبي حوتوبيلي له؟ ولماذا يتفضل الفلسطينيون أصلا بمحادثة حكومة يتناول متحدثوها المركزيون باستخفاف التزامات رئيس الوزراء في خطبة بار ايلان؟ إن الانتقاد المنافق لنتنياهو يتجاهل مسألة جوهرية، وهي ان الافراج عن السجناء يُنفذ بسبب رفض الحكومة ان تُظهر ولو أدنى قدر من الارادة الخيّرة في موضوعات اخرى.
لو أن رئيس الوزراء قال بصوت صاف واضح إن البناء في يهودا والسامرة سيتوقف وقت التفاوض لأمكن منع الافراج عن ‘قتلة مع دم على الأيدي’، لكنه لم يتجرأ على فعل ذلك. واذا أخذنا في الحسبان الخيارات التي كانت مُتاحة لبنيامين نتنياهو فانه قد أخذ باجراء يتساوق وتصوره العام.
كان يستطيع ان يرفض كل دعوة الى حوار الفلسطينيين، لكنه كان سيُعرض نفسه آنذاك لخطر ان يصبح التهديد بالمقاطعة الاوروبية مقاطعة عالمية عامة. وكان يستطيع ان يوقف البناء في المناطق فترة محددة، لكنه كان سيُعرض نفسه آنذاك لخطر تمرد داخلي لا يعلم أحد ماذا تكون عاقبته. فلا عجب اذا من انه فضل الافراج عن سجناء فلسطينيين.
لم أسمع هذا العويل حينما أُفرج عن 1027 سجينا ومعتقلا أمنيا مقابل الجندي جلعاد شاليط (وأنا أكشف هنا عن أنني نشرت في ذلك الوقت عددا من المقالات المعارضة لصفقة شاليط)؛ بالعكس، ضجت البلاد بعشرات الحملات الدعائية والمسيرات الداعية الى الافراج عنه. وجاء طلب انقاذ جندي من أسره من أعماق قلوب جماهير بيت اسرائيل.
ويبدو هنا ان نفس اولئك الذين هتفوا لصفقة شاليط التي زادت جدا في شعبية رئيس الوزراء، يهاجمون الآن نتنياهو بكامل القوة، لأنه أفرج عن سجناء ليُمكّن من محادثات سلام مع الفلسطينيين، هي مصلحة دولة اسرائيل الخالصة. وإن قرار نتنياهو الحاسم هذا هو الأول في سلسلة قرارات صعبة سيضطر الى اتخاذها. إن وجه الشرق الاوسط يتغير ازاء نواظرنا وتنشأ أخطار جديدة وآمال جديدة ايضا. وسيضطر رئيس الوزراء الى ان يكون شجاعا وحذرا وحكيما كي يشق لدولة اسرائيل مسارا صحيحا في بحر الأحداث الهائج.
اذا كان نتنياهو يريد ان ينظر الى المستقبل، بحسب طريقته، فيجب عليه ان ينشئ حكومة مختلفة. ويجب ان تكون حكومة غير متعلقة بجسم رافض متطرف كحزب البيت اليهودي؛ وحكومة يكون حزب العمل عضوا فيها. وهكذا فقط يمكن ان نواجه كما ينبغي التحديات التي تواجهنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ألا ترون أن محاولات السلام لن تنجح؟
بقلم: موشيه آرنس،عن هأرتس
قبل 20 سنة في 13 ايلول/سبتمبر 1993، وُقع على اتفاق اوسلو الاول بين اسرائيل وم.ت.ف. ولن تُنسى أبدا المصافحة على أعشاب البيت الابيض بين اسحق رابين وياسر عرفات، الذي كان يرتدي الملابس العسكرية التي فصلها هو نفسه. وبفضل ذلك مُنح كلاهما (وشمعون بيرس ايضا) جائزة نوبل للسلام. لكن يوجد شيء ما مُضلل في جوائز نوبل للسلام فالسلام بين اسرائيل والفلسطينيين ما زال معوقا. وقد جاء الاتفاق بعرفات وأنصاره من تونس الى غزة وبعد ذلك الى رام الله والقدس. واختارت اسرائيل الرجل الذي كان مسؤولا عن عدد من أكثر الاعمال فظاعة، منذ الحرب العالمية الثانية، ليكون شريكا في انشاء السلام. ونُسي كل شيء إن لم نقل عُفي عنه.
وبعد عشرة ايام جيء بالاتفاق الذي وُقع عليه في واشنطن ليتم بحثه في الكنيست. ورُفض اقتراح حجب الثقة الذي قدمته المعارضة بأكثرية 61 الى 50 وامتناع 8 نواب. وفي 19 سبتمبر 1993 جاء في صحيفة ‘دفار’، ان حزب العمل طبخ اتفاقا على تأجيل محاكمة أريه درعي مقابل تأييد شاس لاتفاق اوسلو.
وأُجيز اتفاق اوسلو الثاني في الكنيست في 9 تشرين الاول/اكتوبر 1995 بأكثرية 61 الى 59 عضو كنيست، بعد ان تم اقناع ثلاثة من اعضاء كتلة تسومت الحزبية بالانتقال من كتلتهم وتأييد الاتفاق. ويبدو ان سيارة ميتسوبيشي التي مُنحت لأحدهم، كان لها دور مركزي في هذا السلوك الفاضح. ويُشك كثيرا في ان تكون الأكثرية الضئيلة كافية، خاصة الأكثرية التي يتم الحصول عليها بمثل هذه الطرق للموافقة على اتفاق بعيد الأمد كهذا. وهذا الشيء قانوني لكنه بعيد عن ان يكون مشروعا. لكن مؤيدي اتفاق اوسلو كانوا مصممين على إجازته ‘وليكن ما كان’، وفضلوا ألا يشغلوا أنفسهم بدقائق الطريقة الديمقراطية. واضطر الشعب في اسرائيل الى ابتلاع الاتفاق بطريقة الاطعام بالقوة.
كان ايهود باراك هو التالي. فقد بدأ العمل بصورة محمومة فورا مع توليه منصب رئيس الوزراء في 1999 على احراز سلام. وقد حصر عنايته أولا في حافظ الاسد، وكان مستعدا لأن يُسلم الجولان اليه. ومن حسن الحظ أنه لم يتم احراز اتفاق، ثم وجه جهوده بعد ذلك الى عرفات. وفي كامب ديفيد في سنة 2000 عبر عن استعداد لتنازلات تجاوزت كثيرا كل ما خطر ببال رابين في وقت من الاوقات، لكن ايام حكومته كانت قد أصبحت معدودة ولم يحظَ بتأييد الأكثرية في الكنيست، بل ولا في حكومته. ومع تجاهل لحقيقة ان قانون تقديم موعد الانتخابات قد جاز في الكنيست، وان استطلاعات الرأي تنبأت بأن يخسر في الانتخابات بفرق كبير، استمر وعرض على عرفات تنازلات اخرى.
لم يكن لباراك ازاء سقوطه المتوقع في الانتخابات حق اخلاقي في ان يعرض هذه التنازلات باسم اسرائيل. لكن مؤيديه زعموا بقوة أنه كان له الحق في فعل ذلك. ربما كان ذلك قانونيا لكن من المؤكد أنه لم يكن مشروعا، وعلى كل حال لم تُرض التنازلات عرفات.
ثم حانت نوبة ايهود اولمرت، بدأ اولمرت طريقه رئيسا لائتلاف حكومي مستقر كثيرا، اشتمل على شاس وعلى حزب افيغدور ليبرمان. وقد بدأ رحلته الى السلام في تشرين الثاني/نوفمبر 2007 في مؤتمر أنابوليس. وفي اللحظة التي عبر فيها عن استعداد لتقسيم القدس تركت شاس الائتلاف الحكومي. وبعد ان استمر في مفاوضة محمود عباس وعبر عن استعداد لتنازلات كبيرة عن اراضٍ ولعودة لاجئين فلسطينيين الى اسرائيل، انتقض ائتلافه الحكومي. وفي حين كان الائتلاف ينهار حوله، ومع تجاهل للدعوات الى استقالته وتقديم موعد الانتخابات، استمر في تصميم في التفاوض، بل إنه استطاع آخر الامر ان يعرض على عباس خريطة تُفصل تنازلات اسرائيل المناطقية قبل ان يضطر الى الاستقالة.
أراد اولمرت ان يفرض اتفاق سلام على مواطني دولة اسرائيل. وليس هذا طريق السلام، لأنه اذا أيدت أكثرية صلبة فقط من المواطنين التنازلات التي تعرضها دولة اسرائيل فان مسيرة السلام تستطيع الاستمرار. إن التكتيكات السياسية التلاعبية والمداورات والايهام ستفضي فقط الى خيبة عند الطرفين والى تجديد العنف. وآمل أن يكون بنيامين نتنياهو يدرك ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
سيصلنا الارهاب آخر الامر
بقلم: اليكس فيشمان،عن يديعوت
حينما بدأت الاضطرابات في القاهرة في منتصف الاسبوع الماضي، أخرج الجيش المصري وحدات صاعقته من سيناء. إن جثث رجال قوات الامن المصرية الـ25 الذين ذُبحوا أمس في سيناء، هو نتيجة مباشرة لذلك الاجراء.
كانت وحدات الصاعقة التي سمحت اسرائيل بادخالها الى سيناء، رأس الحربة في قتال خلايا الجهاد العالمي، والقبائل البدوية المتمردة في سيناء. وكان ما بقي من القوات وفي جملتها الدبابات وناقلات الجنود المدرعة ـ غلاف الأمن فقط. وقد تم القضاء على خلايا الجهاد العالمي بمروحيات حربية وعمليات خاصة من وحدات الصاعقة.
نقلت الاستخبارات المصرية إنذارا بأن الاخوان المسلمين ينوون في اطار مقاومتهم ان يمسوا بالملاحة في قناة السويس لاحراج السلطات. ولمواجهة هذا التهديد سحب الجيش بسرعة القوات الخاصة من سيناء وأرسلها الى اماكن اخرى، خاصة بورسعيد وما حولها. ومنذ اللحظة التي نُقلت فيها كتائب الصاعقة لم يعد المصريون يحاربون الجهاد العالمي في سيناء، ونشأ فراغ مرة اخرى. ولاحظ البدو الذين يتابعون كل تحرك للجيش المصري نقطة الضعف وهم يهاجمون وحدات الغلاف التي بقيت في سيناء وسيستغل الجهاد هذا الفراغ حتى النهاية.
اعترف عسكريون مصريون بأن محاربة الارهاب في سيناء، التي لم تكن ناجعة بصورة خاصة، فقدت الزخم مع اخراج القوات الخاصة. والتزموا بأن يعيدوا قوات الصاعقة الى سيناء حينما يستقر الوضع في القاهرة، ولم يحدث هذا الى الآن ولا يوجد أجل مسمى ايضا.
حينما قُتل 16 شرطيا مصريا في سيناء قبل أكثر من سنة، لم يرد المصريون على ذلك. ولم يُجروا اعتقالات ايضا حتى حينما كان لديهم معلومات عن الناس الذين نفذوا المذبحة. وقد زعموا آنذاك أن لذلك صلة بسياسة مرسي ازاء الاسلاميين، ولم تعد توجد اليوم ذريعة مرسي. فاذا لم يعمل الجيش المصري في الايام القريبة على نحو حاد وحاسم في سيناء فلن تكون مذبحة أمس هي الأخيرة، ولن تنتقل النار الى ما بقي من الجيش المصري في شبه الجزيرة فقط، بل نحو الحدود مع اسرائيل ايضا.
اعترف المتحدث باسم الفريق السيسي أمس بأنه من الممكن ان ينتقل الارهاب في سيناء الى اسرائيل. فماذا ستفعل اسرائيل الآن بالمعلومات عن عملية تتدحرج من سيناء الى داخل أرضها؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــ
